لا تتحدي الصقر الجزء الثانى
بقلم أسماء_عبد_الهادى
الفصل السادس
انتظراه طويلا لكنه لم يأتي حتى حل المساء ،لم يرد أيضاً على إتصالاتهم إلى أن وصل بهم القلق مبلغه ،لحظات صمت يشوبه
القلق لم يقطعه سوى بكاء "الصغير" وكأنه أيضا يُعرِب عن قلقه عليه ،حمل بلال "الصغير "يهدهده حتى كفَّ عن البكاء وغفى على يديه ،لم تستطع مريم الصمت أكثر فقالت بصوت يشوبه
القلق بالاضافة إلى التعب الذي بها ويظهر جليا فى نبرة صوتها أيضا _بلال، أنا قلقانة أوى على أبيه صقر ،هيكون راح فين ؟
بادلها بلال نظرات حائرة فهو لا يعرف جواب سؤالها ،يريد أن يذهب ليطمئن عليه لكنه يخشى تركها وحدها فالسيدة حسنية وجارتهم هنا وزوجها أيمن غادرا منذ قليل بعد أن جاءوا للاطمئنان عليها وعلى وليدها
أخرجه من حيرته تلك ،رنين هاتفه ليعلن عن اتصال من الصقر
فاتسعت ابتسامته ناظرا لمريم ،يهز رأسه إليها ،ففهمت أن المتصل هو صقر
فقالت بلهفة_رد بسرعه يا بلال وطمنا
ضغط بلال على زر الاستجابة فوجد الصقر يقول _بلال قابلني على البوابة بسرعة
وجدت مريم زوجها يهم بالخروج خارج الغرفه فقالت باستغراب يحمل فى طياته الخوف _بلال ،انت رايح فين؟..أبيه جراله حاجه!!!
_طلب منى أقابله عند البوابة تحت ،هنزل اشوفه وارجعلك علطول مش هتأخر خدي بالك من يحيى
أومأت له رأسها بخفوت بأنها ستفعل
وبعد برهه دخل بلال أولاً كي يطلب من مريم أن تضع حجابها على رأسها حتى يتمكن الصقر من الدخول
لتجده يدلف إلى الغرفة يحمل بالكثير من الاشياء والعلب والأكياس ويطلب من بلال أن يُدخِل البقية
رمقته مريم بفرحة بعودته سالما لكنها قالت بتساؤل_أبيه صقر إيه الحاجات دي!!!
أشار لها للأشياء التي وضعها جوارها على الفراش_افتحي وشوفي بنفسك !!
لتفتح الاكياس واحدا تلوا الاخر وهي تقول بإبنهار_أبيه صقر ،معقولة!!
كان صقر قد ذهب للتسوق من أجل الطفل وجلب له الكثير من الملابس و الحفاضات واللبن الصناعي والالعاب وحتى الاحذية وقصص الاطفال لم ينسها فهو جلب كل ما يخص الطفل وما يحتاجه
فقال بلال مبتعدا عن ذلك الذى يخبأه خلفه _ده كمان جاب سرير صغير للبيبي
قال صقر بهدوء وهو يحمل يحيى يُقبله _كنت بحلم يوم ما ابنى يتولد إجيبله الحاجات اللي هيحتاجها ،قالها ووجهه مصحوبا بابتسامة تحمل في طياتها الكثير من الوجع _وإديني اهو جبتها لابني وحبيبي يحيى
حاوطه بلال بيديه يعانق رأسه_يحيى محظوظ بيك، عنده بدل الأب اتنين ، ربنا يباركلك فيه
أخرج صقر تنهيدة طويلة من صدره محملة بالكثير من الألم_يارب،وأشوفه احسن حد في الدنيا
انتبها اثنتيهم الي صوت شهقات مريم ،فاقترب منها بلال مواسيا لها بينما قال صقر بتبرم _هو في ايه يا مريم ،إنتي كل
شويه تعيطي كدا ،على فكرة أنا ممكن أزعل ولو زعلت هاخد يحيى أربيه أنا ،بدل أمه اللي هتجيبله الاكتئاب دي
ليقول بلال مازحا مخففا عنها حزنها _خدي بالك يا مريم ده صقر بن عمك مجنون ويعملها
في الظروف العادية لكان الصقر ،هجم علي بلال مشاكسا له بسبب نعته بالمجنون ،لكنه اكتفى ببسمة خافتة
فهو يَدَعي التماسك أمامهم فقط ،وهو قد ينهار في أي لحظة .
____
بعد مرور شهر
وتحديدا في ريودي جانيرو بالبرازيل،
قد حان دور ياسمينا في أن تلد ،لتخرج إلى النور طفلة بريئة غاية في الجمال والرقة
بمجرد أن رآها ذكي عبر شاشة جهازه اللوحي ،حتى فاضت عيناه من الدمع ،فرحا بحفيدته الصغيرة التى تحمل وجها
ملائكيا جميل فقال بسعادة غامرة _ياااه أخيرا جه اليوم اللي شوفت فيه حفيدتي ،الحمد لله يارب ،حمدا لله على سلامتك ياسمينا حبيبتي
أجابته ياسمينا بسعادة هي الاخرى بصغيرتها التي تحملها بين يديها بلطف شديد جدا_ثانك دادي ،لوك (انظر)حفيدتك سوو بيوتيفول(جميلة جدا)
ليبتسم لها عبر الشاشة مجيبا بإطراء على ابنته_هتجيبه من برا ،أمها ملكة جمال
بادلته ياسمينا الابتسامة _ميرسي، دادي ،بس تعرف فيها ملامح كتير جدا من مودة
تنهد ذكي مُتذكرا ما فعلته ابنته_اه انتي ناسية أن مودة هي أمها في الأصل وإنتي بهدلتي الدنيا!!!
رمقته ياسمينا بضجر رافعة حاجبيها_دادي ،مش كل شويه هتفكرني بالموضوع ده، بليز متعكرش صفو فرحتي بالبيبي
قالت تلك التي تجلس جوار ذكي متدخلة بالحوار _ياسو حبي ،حمدا لله على سلامتك يا روحي، ها هتسمي البيبي إيه
ابتسمت لها ياسمينا باشتياق _ليا ،ميس يو سو ماتش(افتقدتك كتير) ،ممم هسميها
حكت ذقنها بأطراف أصابعها _ممم ،هسميها مودة ،البنت تشبها كتير ،وهدلعها بمودي علشان نعرف نفرق بينهم
(لم يكن أحد منهم يعرف بشأن موت مودة المزعوم بعد)
ليان بمرح_يس اسم تحفة
تحدث ذكي بجدية بملامح وجه مقتضبة _أظن اهلها لازم يعرفوا ،علشان يشوفوا بنتهم
لتقول ياسمينا بفزع وهي تضم صغيرتها إلى صدرها _نو دادي، اللى اسمه الصقر الجارح ده لو عرف مش هيسكت ،وممكن يأخدها مني، دادي ،إوعى تقوله حاجه
زفر ذكي بضيق_يعني إيه ياسو ،هيفضل طول عمره ميعرفش الحقيقة؟
أجابت بلا مبالاة_ هيفرق معاه ايه ،ماهو أكيد عنده ابنه
هز ذكي رأسه باستياء من تلك اللامبالاة التي تتحدث بها ابنته_ببساطة كده يا سو
أومأت براسها بجديه _يس دادي ،صقر مش لازم يعرف بحاجه ،طالما مودة عرفت ،يبقى انتهى الكلام في الموضوع ده
هتف بأسي_أفهم من كده إنك مش هترجعي ،ياسو؟
هزت رأسها بالنفي_نو دادي
فتحت فمه بصدمة_وأنا ...أنا ياسو ..مش من حقي بعد كل ده أخد حفيدتي بين إيديا
تنهدت ياسمينا بأسف _ يس دادي أنا حزينة جدا ،كنت حابة انك تكون موجود معايا ،عامة أنا ممكن ابعت ليك عنواني ،بس توعدني إنك مش هتقول للصقر حاجة
___
بينما كان الجميع ملتف حول مائدة الطعام يأكلون بصمت، حتى وجدت أميرة هاتفها يرن ،وضعته على أذنها لتستمع إلى
الطرف الثاني والذي لم يكن سوى خاطبها محي،الذي هاتفها بعد إصرار دام شهر من أمه كى يُنهي تلك الخطبة _أيوة يا أميرة ،أنا أسف كل شىء قسمة ونصيب
لم تعي أميرة ما يقصده بقوله فهي تعاني من تشوش في التركيز بسبب سوء حالتها النفسية _ تقصد إيه يا محي
ترقب الجميع لتلك المحادثة وأنصتوا إليها بإهتمام وخاصة أمها التي تتوقع الغدر من أم محي ،فوضعت يدها على قلبها ترجو ألا يكون ما تخشاه صحيحا
فتح محي فمه لكي يتحدث لكنه لم يستطع فهو يعرف أنه بخبر كهذا في هذا التوقيت سيكون له أثر ليس بهينا عليها
لتسحب أمه منه الهاتف والتي كانت تقف بجوار أذنه تستمع للمحادثة _اللي سمعتيه يا عنيا ، مفيش جواز بح ، حاجة ابني ترجعله كلها
ليسحب محي الهاتف بغضب من أمه _إيه اللي بتقوليه ده ياماما ،حاجه إليه اللي ترجعلي أنا مش هاخد حاجه من أميرة
فردت تلك التي أمسكت بالهاتف من ابنتها قبل أن يسقط وهي تجري بسرعة نحو غرفتها تهطل عينيها الدموع بلا توقف
لتقول بغضب عارم_ وإحنا مش عايزين منكم حاجه ،وقبل ما تطلبوها ،كنت هلمها كلها وهبعتهالكم ، حتي الزيارات هقدر تمنها وابعته ، مع السلامة
لتهوي هي على المقعد بأسى حزينة على ابنتها وما يحدث معها_عيني عليكي يا بنتي ،الدنيا حالفة لتقهرك أكتر ما إنتي
اقترب عادل من أمه مستفهما_في إيه يا ماما
لتقول سلمى بغضب عارم_ الخسيس باعها ،علشان حاجه هيه ملهاش ذنب فيها
ثم تكلمت ببكاء _ذنبها إيه أن وشها اتبهدل في الانفجار ، كان ممكن يكون هو بدالها ،ارادة ربنا ،ليه يجرحها بالشكل ده ،حرام عليه
لينظر عادل إلى اثنتيهم بزهول_معقولة محي ساب أميرة علشان اللى حصل لوشها..طيب ليه ما صبرش أنا كنت هعرضها على احسن دكاتره تجميل ،ليه موقفش جنبها لحد ما تتخطى محنتها
ليربت عبد الله على كتف عادل_متزعلوش نفسكم ،اللي زي دول ناس بتوع مظاهر وبس وميتزعلش عليهم ،الحمد لله أن ربنا خلصنا منهم
لتهتف سلمي بلوعة_بس مش بالقسوة دي يابابا ،هو عارف أن أميرة مش حمل صدمات دلوقتي وان خبر زي ده هيتعبها ،زمانها مموتة نفسها من البكا جوا
ليتحدث عادل بشر في هذه اللحظة فهو حزين من أجل أخته _الندل ،وربنا ما سايبه
وقبل أن ينهي حديثه إستمعوا جميعهم إلي صرخات أميرة ،
توجهوا نحو غرفتها مسرعين ليجدوها قلبت غرفتها رأسا على عقب وتقف أمام مرآتها تمسك وجهها وهي تصرخ بألم_أنا خلاص اتشوهت وبقيت دميمة ، محدش هيحب يبص في وشى بعد النهاردة
اقتربت منها سلمى بأسى_أميرة!!
أردفت أميرة بقهر_ده حتى خطيبي متحملش منظري مسألش فيا من يومها ويوم ما سأل فشكل الخطوبة ،أنا انتهيت ياسلمى
لتقترب منها سلمى بينما يتسمر الآخرون فى أماكنهم
فتصرخ بها أميرة _ابعدي عني محدش يقربلي ،أنا بقيت وحشة ،أنا دميمة
يا مودة ليه سيبتيني ومشيتي ،كنتي خديني معاكي ،أنا مينفعش أعيش بعد كده
لتضمها سلمى بين يديها تعانقها بقوة تأبى تركها ،رغم ضربات أميرة بها لحتى تتركها لكنها ظلت متشبثة بها وهى تقول
محاولة التماسك _ إنتي مش وحشة ،إنتى أجمل وأجدع بنت أنا شفتها في حياتي ،استغفري ربنا ياحبيبتى واهدي علشان خاطري
فيقترب منها اخوها وخالها وامها مؤكدين كلام سلمى_أميرة إنتى جميلة جدا ،كفايه طيبة قلبك وأخلاقك
ليتهف عادل _حبيبتى وكمان أنا مش هسيبك ،هنعملك تجميل وهترجعي زى الاول وأحسن كمان،بس ارجوكي اهدي متعمليش في نفسك كده
لتهز هي رأسها بحزن_ مش هرجع زى الاول خلاص يا عادل ،اختك خلاص ...
وضع عادل يده على فم أخته_متقوليش كده يا حبيبتي ،إنتي...
لم يكمل كلمته فهو وجدها تقع على الارض تنساب من بين ايديهم ،كما تنساب المياة من دلو مثقوب
___
غيم المنزل بغمامة سوداء من الحزن ,أحاطت قلوبهم قبل وجوههم فمنذ اسبوع و أميرة ترفض محادثة أحد ولا تتناول
الطعام إلا ما يبقيها على قيد الحياة ،ولا سبيل لمحاولاتهم لإعادة روحها المرحة إليها من جديد
لم يستطع أسامة أن يقف مكتوف الأيدي ،يرى محبوبته التي أحبها بكل جوارحه تتعذب هكذا ،فاعتصر قلبه بقوة وقرر فعل آخر شىء يمكن أن يتصور أن يفعله يوما
نعم ذهب لمقابلة محي يرجوه أن يعود إلى أميرة أن يقف جوارها فى محنتها ،بألا يتركها في هذا الوقت فهي بحاجة إليه أكثر من زي قبل ،وقف قبالته يخرج الكلمات من فمه بصعوبه
فكيف يطلب منه أن يعود لمحبوبته هو لكنه سيفعلها من أجلها من أجل مساعدتها فهو لن يتوان في تقديم العون لها مهما حدث_
أستاذ محي،من فضلك ،ارجع لأميرة ،هيه محتاجاك جدا ،متسبهاش في الوقت ده
لاحظ محي ،لمعة الحب الصادق تشع من عيني أسامة ،لمعة لم يشعر هو به معها أبدا لذا قال رغم حزنه على أميرة وأسفه على ما حدث لها فهو لم يكن يود أن يجرحها بأي شكل من
الاشكال ،لكن ماذا يفعل لوالدته التي لم تمل من الزن على رأسه حتى فعلها_ انا أسف يا أسامة ،أنا مستاهلش أميرة ..أميرة
بنت مشفتش بأخلاقها ،هيه تستاهل حد يحبها بجد زيك يا أسامة،خليك انت جنبها ومتسبهاش ،عن اذنك
وقف أسامة مشدوها بكلامه لفترة ،كيف علم أنها يحبها فهو لم يصرح بهذا أبدا لأحد ولا حتى لصديقه عادل
لكن كيف له فعلها فهو يرى نفسه لا يستحقها هو الآخر،فهو لم ينسى ما كان عليه يوما من فساد ، كيف يجرؤ وطلب يد تلك
الجوهرة الغالية التي لا تستحق سوى من يشبهها في أخلاقها وطهارة قلبها
لم يعرف أسامة أن التائب عن الذنب كمن لا ذنب له ،لم يعرف أنه ومنذ أن أناب إلى ربه مستغفرا ،نادما عما فعله, محيت كل ذنوبه ولو كانت مثل زَبَد البحر
____
شهور مضت على أبطالنا والحال كما هو عليه يحاولون المضى قُدما وتخطي عقبات الحياة التي تأبى أن تتركهم وشأنهم ،لا
يعرفون أن هذه اختبارات لصبرهم وقوة تحملهم وأن المؤمن مبتلى وأن أشد الناس ابتلاءً، هم الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه
____
ذهب إليه بلال إلى حيث يرقد على الاريكة الموضوعة في مكتبه والذي أتخذها صقر فراشا له منذ وفاة مودته
_وبعدهالك يا صقر ،هتفضل تنام هنا ،في المكتب
لم يعتدل صقر فى جلسه بل ظل على وضعه راقدا_ عادي ياابني ،شاغل بالك بيا ليه
_يا صقر حرام عليك ،ما ترجع بيتك ، ليه مغلب نفسك كده
هذه المرة اعتدل الصقر في جلسته قائلاً بوجع_مقدرش ادخل البيت من بعدها،لو دخلته مش هخرج منه تاني يابلال، كل جزء فيه هيفكرني بيها ،ليا معاها فيه ذكرى حلوة ،لو دخلته ،هفضل عايش على ذكرياتي معاها لحد ما أموت
مودة راحت وخدت معاها كل حاجه حلوة في حياتي وسابتلي ذكريات لو عشت جواها مش هقبل أخرج منها تاني أبدا ،قولي يا بلال هو حد يحب يخرج من الجنة؟ ،مودة كانت جنتي على الارض
صمت بلال لا يعرف ما يقول وبأي كلام يواسيه به
لكن صقر أردف_قوم روح لزوجتك وابنك الوقت اتأخر مينفعش تسيبهم في الوقت ده لوحدهم
تنهد بلال بقلة حيلة وقام من مكانه مشيرا الى سلة الطعام في يده التي أحضرها من أجله _طيب مش هتقول تأكل ،انت مأكلتش حاجه من الصبح
أشار له صقر بعينيه الى المكتب_حطها عندك على المكتب ،لما أجوع هاكل متقلقش
___
أصر عادل على أن يأخذ أميرة وسلمى إلى طبيب مختص بعمليات التجميل ومع رفض أميرة القاطع إلا أن عادل أجبرها على الذهاب
فأخبرهم أن حالة وجه أميرة تحتاج لعمليات عدة بتكاليف عالية جدا ، وكانت تلك التكاليف فوق طاقاتهم ولا يقدرون على تدبيرها
لذا رفضت سلمى ،إجراء العملية الخاصة بها والتي كانت بمبلغ هين ليس بالكثير جدا ،يستطيع أبيها أن يأخذ سُلفة من عمله
لإتمامها ، لكنها لم تقبل أن تُجرى لها عملية فتشفى وتعود لطبيعتها وتترك صديقتها تعاني وحدها .
ولأول مرة يشعر فيها عادل بأنه عاجز ،بأنه كم كان غبيا لانه لم يعمل يوما ،لم يحسب حساب ليوم سيحتاج فيه المال بشدة
أكثر من زى قبل ولا يجده ، لم يحسب حساب أن أقرب الناس إليه تحتاج إليه ولا يستطيع مساعدتها
لذا عزم هو وأسامة على أن يعملان بكد ،ليل نهار لتدبير المبلغ المطلوب لعملية أميرة ،لم يباليا بنوعية العمل كما كانا سابقا ،فقد كانا دائما التزمر على أى فرصة عمل يجدها لهم عبد الله
لكنهما الان أدركا كم كانا في نعمة نسيا شكرها حتى سُلِبت منهم ،لم يستغلا نعمة الرخاء ،حتى سُلِبت منهم وبقيا عليهما أن يكافحا بكد وشقاء عسى أن يجمعا المبلغ المطلوب.....
___
وبكده انتهى البارت الى وعدتكم بيه
اشوفكم فى البارت القادم باذن الله
بعد اربع سنوات عجاف ستمر على أبطالنا
لربما بعدها يُخَفف عنهم ألمهم
ترقبوا أحداث شائقة تجمع كل من الصقر الجارح مع الفراشة المتمردة
ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول من هنا
