💥إختلاس مشروع💥
الفصل السادس عشر،
، بقلم نعمه حسن،،
أبعدها عن حضنه بهدوء و قال: ماريا أنا بحبك!
نظرت له بأعين ثابته لا تتحرك و كأنها تحت تأثير التنويم المغناطيسي.. حرك يديه أمام عينيها يميناّ و يساراً و قال: مارياااا.. سامعاني؟!
_إقرصني يا تيم!
تفوهت ماريا بتلك الكلمات و هي مغيبه.
=نعم؟! أقرصك إزاي مش فاهم!
قالها تيم متعجباً.
_أقرصني عشان أصدق إني مش بحلم!
أمسك بوجنتيها بين أصابعه يجذبها بـ خفه و قال ضاحكاً: هاا.. كده صدقتي!
نظرت له بفرحه شديدة و قالت و كأنها عادت للوعي لتوّها: إنت قولت إنك بتحبني؟!
_لأ.. أنا قولت كده؟!
نظرت له بـ صدمه فضحك بشده عليها و قال: إيه يا بنتي إنتي بتصدقي أي حاجة كده؟!
وضعت يديها تتلمس وجنتيها الحمراوتين من فرط الدهشه و قالت: تيم.
نظر لها تيم بـ عشق لا حاجة له في أن يخفيه بعد الآن و قال: يا نن عين تيم.
وضعت يدها علي فمها و الأخري علي رأسها بـ غِبطـة و قالت: أنا بحبك أوي!
إتسعت إبتسامته فـ حملها محتضناً إياها بشده و إرتفع صوتهما بالضحك سوياً حتي دلف والدها بغتةً و قال: في إيه؟!
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
يحدث في نفس الأثناء....
خرج والد ماريا من الغرفه ليجيب هاتفه.
_أيوة يا جابر.. هاا؟!
=المدام لسه خارجه من نص ساعة يا باشا.
_علي فين؟!
=مشيت وراها لحد ما ركبت تاكسي و نزلت منه في شارع جانبي و ركبت مع واحد عربيته.
_مشوفتش شكل اللي ركبت معاه ده؟!
=لمحته يا باشا من الجنب كده.. أسمراني و طويل شويه.
أغمض'كمال'عينيه بغضب و ضيق و قال: طيب يا جابر.. خليك عند البيت.. لو رجعت بلغني فوراً.
_حصل يا باشا.
أجلي كمال حلقه و مسح علي وجهه محاولاً تخفيف أثار التوتر الباديه علي وجهه و دلف إلي المكتب بغتةً و دهش عندما وجد تيم يحتضن إبنته فقال بضيق و غيره يختبرهما لأول مره: في إيه؟!
إبتعدت ماريا عن تيم مسرعه في خجل و وضعت وجهها أرضاً فـ حاول تيم إحتواء الموقف فقال: لو سمحت يا عمي ممكن أتكلم مع حضرتك كلمتين؟!
جلس والدها بهدوء و أشار لهما بالجلوس ففعلا و قال: إتفضل.
فاجئهم تيم قائلاً: أنا بحب ماريا و عاوز أتجوزها!
نظرت له ماريا بذهول في حين نظر له والدها بإحترام و تقدير و قال: بتحبها ماشي إنما عايز تتجوزها مش شايف إنك مستعجل أوي؟!
قال تيم متعجباً: و هو الحب إيه غير جواز مش فاهم!
قال والدها يحاول سبر أغواره: مش حاسس إنك عايز وقت تتأكد فيه من شعورك.. ماريا كانت قيلالي إنكوا محدش فيكوا صارح التاني بمشاعره لسه.. و أنا شايف إنكوا لسه متكلمين مع بعض النهارده.
أومأ تيم بنفي و قال: لا حضرتك أنا حاسس إني بحب ماريا من زمان بس متأكدتش من إحساسي ده غير النهاردة لما شوفتها.. إن شاء الله أول ما أخرج من هنا هجيب والدي و هنيجي نطلبها رسمي.
قال والد ماريا بجدية: و والدك هيوافق؟!
قال تيم مستنكراً: و ميوافقش ليه مش فاهم؟!
قال'كمال' محاولاً إنتقاء أخف الكلمات تأثيراً علي إبنته: يعني! ماريا كانت حكتلي اللي حصل يوم المحكمه و أنها إتكلمت قدام والدك..فـ طبيعي إنه يكون عنده تحفظ تجاهها.
أجاب تيم بصرامه: شوف حضرتك.. تَعب ماريا دي حاجه متخصش حد لا والدي ولا غيره.. و محدش يحق له يتكلم في حاجه زي كده أصلاً..ده أولاً.
أكمل و بدأت عروقه تنفر و قال:و بالنسبة لوالدي..إنزل حضرتك أسوان و إسأل أي حد علي "محمد داود" كلهم هيقولولك إنه راجل بيفهم في الأصول و بيقدر اللي قدامه صح.
قال والد ماريا متبسماً بـ ود: طب إهدي بس إنت إتعصبت و العرق الصعيدي نط كده ليه؟!
إبتسم تيم بدورِه و قال: لا حضرتك مفيش حاجه.
أومأ والد ماريا و قال: طيب أنا عارف إن ماريا محتاجه تتكلم معاك.. هستني بره الخمس دقايق اللي لسه.
خرج من الغرفه و اغلق الباب خلفه فتقدمت ماريا من تيم قليلاً و قالت: تيم أنا مش مرتاحه من غيرك.. أنا رجعت أسرق تاني!
حاول جاهداً إخفاء الضيق الذي شعر به و أمسك بيديها يحاول طمأنتها و قال: عادي يا ماريا متضغطيش علي نفسك.. طبيعي جداً إنك تبطلي و ترجعي.. خدي الأمور ببساطة.
نظرت له و بداخل عينيها الكثير و الكثير من الحديث و الإنفعالات فقال: تعالي هنا.
_هااا.
قال بحب: إنتي إحلويتي كده ليه!
ضحكت بـ سعادة بالغة و قالت بألم.: مفاتش غير شهرين يا تيم و حاسه إنك غايب بقالك سنه.
ربت علي يديها بحنان و قال: ربنا يهون.. أهم حاجه تخلي بالك من نفسك و تلتزمي بعلاجك و لازم تروحي للدكتور يا ماريا متطنشيش.
ضغطت علي يديه تستمد منهم القوة و تحدثت: أنا بقيت كويسه خلاص.. إنت دوايا.
قبّل يديها مبتسماً فقاطعهم طرق الباب و. دخول العسكري قائلاً: سيادة المأمور جاي.
أطل والدها و قال: ماريا يلا.. محتاج حاجه يا تيم؟!
صافحه تيم بحماس قائلاً:متشكر جداً لحضرتك..مع ألف سلامه.
صافحا بعضهم االبعض و غادر كلاً منهم نحو طريقه.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
_اممممممم.. يعني عاوزه تقنعيني إنك كل ده كنتي في البلد؟!
=يا ماهر يا حبيبي يعني هكذب عليك؟!
قال بسخريه مبطنه: لاا حاشا لله هو انتي تعرفي تكدبي؟!
تقربت منه و طوّقت ذراعيه بدلال تحاول إغواءه كالعاده و لكنه أمسك بيديها و أبعدها عنه قائلاً بحده: بقولك إيه يا سالي.. إنتي ورقتك باشت خلاص.. يعني مش هتعرفي تضحكي عليا تاني..إنتي بتعملي إيه في إسكندريه بقالك أسبوعين؟!
زُهِلت لكشفه أمرها و قالت بصوت خفيض: إسكندريه!!
_أيوة إسكندريه.. فاكرة إني مختوم علي قفايا و هتطلعي من ورايا بمصلحة يبت؟! ده أنا أكلك و أقول مشوفتهاش.
تصنعت البكاء التي تجيده كثيراً و قالت: مصلحه؟! لا يا ماهر أنا مش عاوزة أطلع من وراك بمصلحه.. أنا فعلاً قاعده في إسكندريه و قاعده في ڤيلا كمان.
نظر لها بإستفهام و قال: فيلا! بتعملي إيه هناك؟!
_بشتغل.
ضيق ما بين حاجبيه مستفهماً فقالت: بشتغل هناك جليسة مسنين.. قاعده مع أم صاحب البيت.. ست كبيرة و عندها زهايمر.
بدا عليه الإقتناع قليلاً و قال: و إشمعنا إسكندريه؟! و ليه مقولتليش من يومها؟!
أنقذها رنين هاتفها فنظرت به و تصنعت الخوف و قالت: محمود مستنيني علي أول الشارع يا ماهر.. لازم أنزل بسرعة و هكلمك لما أروح.
قال بصوت عالي غاضب: مش كل مرة يا سالي هتقوليلي إبن خالتي و إبن عمتي.. إحنا لازم نقعد و نتكلم.
علي عجاله من أمرها تحدثت: حاضر والله هنقعد و نتكلم و كل اللي إنت عاوزه.. بس مرة تانيه معلش.
هرولت إلي الخارج مسرعه و تركته يغلي و يزبد.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
كانت ماريا تجلس هائمه.. تتذكر إعتراف تيم لها و تبتسم دون وعي منها.
قال والدها: ياللي هنااا.
نظرت له بإبتسامه فقال: مبسوطه؟!
_أوي يا بابا.
=الحمدلله ي حبيبة بابا.. خلينا بقا نروح للدكتور بالمره بما إننا هنا.
_أنا عن نفسي مبقيتش محتاجه أروح.. بس خلينا نروح عشانك بردو طالما محتاج تروح.. خد يمين بقا من هنا.
فعل والدها كما قالت.. أشارت له علي مبني سكني و قالت: الشقه اللي ماهر صاحب تيم قاعد فيها هناك أهي.
نظر حيث تشير و لكنه صُعِقَ عندما رآها تقف أمام المبني فقال: سالي!
