رواية اختلاس مشروع الفصل السابع عشر17بقلم نعمه حسن


 

💥إختلاس مشروع💥

الفصل  السابع عشر

 بقلم،، نعمه حسن،، 


أوقف'كمال' السيارة و جري مسرعاً نحو تلك التي همّت بالمسير فأوقفها صارخاً: ساالي! 


نظرت تجاه مصدر الصوت فوجدته يقف كالليث غاضباً يكشر عن أنيابه..ألجمتها الصدمه فلم تجد ما تقوله. 


خرجـت ماريا من السيارة و ذهبت إليهم فوجدتهم ينظرون لبعضهم البعض بصمت فقالت: بتعملي إيه هنا يا سالي؟! 


نظرت سالي لها ثم حوّلت نظرها لأبيها و قالت: تعالوا نمشي و أنا هفهمكوا. 


_ماريا؟!

نطق بها ماهر الذي كان يراقب المشهد من الأعلي متعجباً فـ نزل مسرعاً للأسفل و قال: في إيه يا سالي؟!





 فور أن ميّزت أذنين سالي صوت'ماهر' دب في قلبها الرعب و الفزع مما جعل جفنيها يصطدمان بشده خوفاً مما هو آت. 


يقف الأربعه مقابل بعضهم البعض في موقف التوتر سيّدُه. 


قال ماهر مستفهماً: في حاجه يا آنسه ماريا؟! 


نظرت'سالي'لـ'ماهر' بتعجب فتكلم'كمال'قائلاً بصوت محتد: بتعملي إيه هنا يا سالي و يعرفك منين؟! 


نظر'ماهر'لـ'سالي'و قال بصوت عالي: تعرفيهم منين دول يا سالي و يبقولك إيه؟! ما تنطقـي! 




نظرت لهم سالي واحداً تلو الآخر بأعين فزِعه و قلب مضطرب و نظرت لـ كمال و قالت بتلعثم و أحرف متقطعه: كنت جايه أقول له يبعد عن ماريا. 


ضيّق ماهر عينيه مستنكراً و قال: تقولي لمين مش فاهم؟! تقوليلي أنا؟! 


إرتفع صوت كمال صارخاً و قال: بطلي كدب..إنتي خلاص إتكشفتي. 


حاولت التماسك و قالت: صدقني يا كمال أنا مبكدبش.. إسأل بنتك و هي تقوللك إن الافندي ده بيهددها لأنها سارقه منه فلوس و هي بتقابله هنا عشان خايفه يفضحها و أنا عرفت بالصدفه لأن في ناس صحابي يعرفوا إنها بنتك شافوها




 بتيجي العماره كتير و بتخرج و تدخل معاه عشان كده بلغوني و أنا جيت أشوف هو عاوز منها إيه لأن دي بنتك يتني شرفك يعني شرفي أنا كمان! 


برزت عروق ماريا بعصبيه فـ صفعتها بشده أوقعتها أرضاً فكيّلت لها ماريا العديد من الصفعات و اللكمات و هي تقول بـ ذهول: يا كدااابه.. ياا حيوانه.





أبعدها والدها عنها بصعوبة قائلاً: سيبيها يا ماريا.. دي واحده خساره توسخي إيدك فيها. 


قال ماهر الذي يقف يستشيط غضباً موجهاً حديثه لـ سالي:أنا كنت عارف إنك واحده واطيه و كدابه.. بس متصورتش إنك مدوراها.. بتلعبي عليه هو كمان زي ما كنتي مفكرة إنك بتلعبي عليا. 


قال كمال مستغرباً: إنت تعرفها منين؟! 


قال ماهر ساخراً: لأ دي سالي هانم معرفه قديمه.. يا تري حضرتك تقربلها إيه؟! 


نظر لها كمال محتقراً و قال: جوزها. 


إتسعت عينا ماهر دهشةً و قال لها: جوزك؟!.. و صار يقّلب كفيه حسرةً ويقول: يا بنت الشيااطيييين! 


نظرت سالي لـ كمال بإستجداء و قالت: صدقني يا كمال اللي بقولهولك ده اللي حصل..بنتك سرقت منه فلوس و هو بيهددها إنه هيفضحها.. حتي إسألها تعرفه ولا تعرف بيته منين؟! 





راوده الشك فنظر لإبنته نظرات حائرة تفهمها ماهر فقال له: آنسه ماريا كانت معانا قبل كده في زيارة لـ تيم و زي ما حضرتك شايف.. البيت في نفس الطريق و أنا اللي شاورتلها يومها علي البيت لأن أنا و تيم كنا قاعدين فيه قبل اللي حصل. 





نظر كمال إلي سالي و قال: كفايه عليكي أوي كده يا سالي.. أنا هبعتلك ورقتك و ملكيش حاجه عندي.. ده إذا كنتي مش عاوزة شوشرة و فضايح.. و حذااري تجيبي سيرة بنتي علي لسانك تاني! 


أخذ كمال إبنته و غادرا بعد أن رمقاها بإحتقار و إستهزاء. 


إنحني'ماهر'بجذعه يحدثها بنبره تملؤها الكراهيه و قال: تعرفي! اللوم مش عليكي.. اللوم عليا أنا لأني تجاهلت إحساسي و صدقت واحده زيك. 


بصق أرضاً بجانبها ثم غادر و صعد إلي الأعلي و تركها تجر أذيال الخيبه…


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥


بعد مرور أربعة أشهر... 


_خلاص يا باشا هتمشي و تسيبنا.. هغني لمين أنا و مين يستحملني؟! 


قال تيم و هو يضب أغراضه بحماس و سعادة: هاانت يا شندي و تخرج بالسلامه و وعد مني ليك أنا أول واحد هستناك لما تخرج و هتشتغل معايا كمان. 




قال شندي بفرحه: بجد يا باشا.. هنشتغل إيه؟! 


قال تيم ضاحكاً: والله يا شندي لسه منا عارف.. بس أي حوار إنت معايا فيه. 


تفوه شندي بسرور: أنا معاك في أي حاجه  يا باشا.. ربنا يسهللك طريقك و يجعلها روحه بلا رجعه يا رب. 


قال تيم ممازحاً: روحه بلا رجعه إزاي يا شندي إنت بتدعي عليا؟! 


_لا يا باشا العفو.. أقصد من هنا يعني. 


صافحه تيم بحرارة و صافح رفقاءه الآخرون و غادر. 


وصل إلي خارج السجن فتوقف هنيهه و أخذ شهيقاً قوياً من الهواء الذي إفتقده.. نظر علي مدد بصره فـ رأي والده و شقيقه و صديقه ماهر و ماريا و والدها في إنتظاره. 




رأته ماريا فـ هرولت إليه و رآها فـ هرول إليها حتي تقابل الإثنان في عناقٍ طويل.. عناقٍ إرتوت فيه الروح و إستكان الفؤاد المضني شوقاً.




ظل تيم يدور بها فرحاً و تتعالي ضحكاتها حتي باعد بينهما و نظر لها بحب و شوق فنظرت له بمثلهم و أكثر ثم قالت: و أخيراً.. حمدالله علي السلامه.




_ياااااا تيتووووووو.. صرخ بها تامر وهو يجري بإتجاه أخيه باسطاً ذراعيه فإستقبله محتضناً إياه فقال تامر: ياااااه يا تيم.. حمدالله على السلامة.


عبث تيم برأسه مشاكساً و قال: الله يسلمك يا تيمو. 


إستقبل والده مقبّلاّ يده فشدد والده من إحتضانه قائلاً:حمدالله بالسلامه يبني. 


_يلا يا جدعان أنا مستني دوري بقالي حبه.. تفوه ماهر بتلك الجمله ممازحاّ فإحتضنه تيم باسماً. 


ركبت ماريا برفقة والدها بينما ركب تيم مع والده و تامر و ماهر الذي قال: البيت و الشارع كله هينور يا صاحبي. 


قال والد تيم: ينور بإصحابه يبني.. بس تيم هيرجع معانا أسوان النهارده. 


_طيب يا عمي ترتاحوا و بكرة إن شاء الله إمشوا. 


=لا يا ماهر مينفعش.. أمه و إخواته مستنيين علي أحر من الجمر..تكون مشكور لو وصلتنا المطار..يدوب لسه نص ساعة علي الطياره بتاعتنا.




قال تيم: هنزل يومين و أرجعلك يا ماهر.. بس لازم أشوف أمي و إخواتي الأول. 


نزلوا جميعاً أمام المطار.. 

تقدمت ماريا من تيم و قالت: هشوفك تاني إمتا؟! 


_قريب جدا إن شاء الله.. خلي بالك من نفسك. 


ودعها و ودع رفيقه ثم صعد إلي الطيارة مغادراً بنت المُعِزّ.. عائداً إلي بلد الجمال. 


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥

في أسوان... 


ما إن وطأت قدماه أرض المنزل حتي إرتفع صوت المِزمار الذي أفزع تامر و جعله ينتفض من مكانه قائلاً بـ حنق: إيه يا جماعه الجو ده! و مفيش حصان هيقابلني عالسلم ولا حاجه؟! 


قال والده: بس يا جليل الجيمه.. إشفهمك إنت في الحاجات دي؟! 


لمح تيم والدته تأتي من بعيد فـ جري إليها يحتضنها و يشتم رائحتها التي إشتاقها كثيراً. 




بكت فشاركها البكاء كعادتهما و لكن تلك المرة بسعاده و قالت: حمدالله علي سلامتك يا نن عيني.. البيت نور يا تيم.. روحي ردت فيا يا حبيبي. 


قبل يديها و رأسها ثم مسح دمعاتها التي تسيل دون توقف علي خديها و قال: منور بوجودك ياما.




أسرع إليه أختيه و والدتهما الذي إحتضنه كلاً منهم علي حده.. و بعد العديد من التحيات و المباركات إستأذن و صعد إلي غرفته ليأخذ حماماً هنيئاً و ينال قسطاً من الراحه. 


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥

علي مائدة العشاء ليلاً.. 


يجلس تيم بوجه مشرق و يلتف حوله عائلته جميعها و يتحدثون و يتمازحون فقالت تالا: و كل يوم خالتي رشيدة تقعد تعيط و آجي أقوللها متعيطيش يا خالتي هانت تقوللي منك لله إنتي و أمك.. أقوللها طب و أنا مال أمي يا خالتي تقوللي أهو كده. 


ألقت كلماتها و إنفجر جميعهم ضاحكين فقال والده: خطيبك من بكرة هنلجاه هنا عشان يحدد الفرح.. مستعجل جوي مش عارف ليه. 


قالت حسناء: هو إيه اللي مستعجل ده بقاله سنتين خاطب.. يلا يا تيتو شد حيلك بقا و إخطب و إعمل فرحك إنت و تالا في يوم واحد. 


حمحم تيم قائلاً: ما هو ده الموضوع اللي عاوز أتكلم معاكوا فيه. 


ثم وجه حديثه لوالده و قال: أنا عايز حضرتك تيجي معايا يا بابا عشان نطلب ماريا.


                   الفصل الثامن عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>