رواية اختلاس مشروع الفصل الخامس5بقلم نعمه حسن


 

💥رواية إختلاس مشروع 💥

الفصل  الخامس 

بقلم💗نعمه حسن💗



بعد خروجهم من المبني المتواجد به الطبيب وقفوا ينظرون لبعضهم البعض فبادر "تيم" قائلاً: هتروحي؟! 


_ممكن أتمشي شويه.. كده كده مفيش ورايا حاجه. 

إقتنص الفرصه قائلاً: طب إيه رأيك نتمشي سوا؟! 

_هو إنت كمان مفيش وراك حاجه؟! 

=الحقيقه ورايا.. بس يعني مجتش علي الساعه اللي هشم فيها نَفَسي. 

_أوكي.. نتمشا. 


سارا سوياً بعيداً عن الإزدحام.. كانا صامتين لا يقطع صمتهما الآخر إلي أن تشدّق "تيم" قائلاً: إيه رأيك نقعد نشرب حاجه؟! 

_تمام. 




جلسا علي مقعدين نائيين بعيداً عن الفوضي.. 

تيم: تحبي تشربي إيه؟! 

_ممكن شاي. 

ضيّق ما بين حاجبيه في تعجب و قال: شاي!! 

أجابت بمزاح: مبيقدموش هنا شاي ولا إيه؟! 

ضحك ثم قال: لا الدنيا لسه بخير.. أكيد بيقدموا.. بس غريبه يعني إنك تطلبي شاي. 




_إيه الغريب في كده مش عارفه؟! 

=يعني المتعارف عليه إن الشباب هما اللي بيطلبوا الشاي لما تبقا لمة صحاب و كده.. إنما البنات بيطلبوا عصير مثلاً أو إسبريسو، أمريكانو، دوبيو، كابتشينو كده يعني جو من بتاعكوا ده. 

أجابت بهدوء: مودي مش طالب عصاير.. و مبحبش القهوة بأنواعها. 

=حد ميحبش القهوة؟! 

_أنا.. طعمها مر.. ثم أكملت بضحكه هازئه: وأنا مش ناقصه. 

نظر لها بتفحص ثم قال: أنا هطلب أكل لأني جعان.. أجيبلك إيه معايا؟! 



_لا شكرا.. مش عايزه. 

=ده مش إختياري يا فندم.. ده إجباري. 

إبتسمت ثم قالت: اممم.. أنا مش جاي ف دماغي حاجه.. خلاص هاتلي زيك. 

إبتسم بدورِهِ ثم مازحها قائلاً: تقليد أعمي بقا و كده هاا.. ماااشي. 

ضحكت قائله: معلش ي حضرة الظابط.. إستحملني. 


أحضر النادل الطعام و وضعه أمامهم ثم إنصرف.. شمّر "تيم" عن ذراعيه بطريقه أضحكتها ثم قال: يلا مدّي إيدك. 



_شكلك بتيجي هنا كتير. 

=لا مش باجي هنا غير لما أكون عندي زياره للدكتور. 

بدأت في تناول الطعام ثم قالت: إتفاجئت لما قولت إن فرحك بعد شهر و نص. 

إبتسم ساخطاً ثم قال: أنا نَفسي إتفاجئت. 

إبتسمت ثم قالت بتحفظ : مش مرتاح معاها؟! 

نظر لها لبرهه ثم قال: بصراحه لا.. و مستغرب ده جداً لأني أنا اللي إختارتها و كنت معجب بيها جداً و كنا تمام لحد ما كتبنا




 الكتاب.. يعني.. ده حتي أنا اللي أصرّيت نكتب الكتاب.. من بعدها إبتديت أحس إني قلقان و مش مرتاح و بتكلم معاها بتكليف مش علي طبيعتي. 




_طيب محاولتوش تاخدوا بريك مثلاّ؟! 

=بصي.. أنا ضد كده.. بريك إيه؟! طيب لما نتجوز و نخلف و نبقا أسره هناخد بريك من بعض إزاي؟! 


رفعت حاجبيها و زمّت شفتاها في حيره فأكمل هو: أيامها أنا كنت لسه منقول إسكندريه و كانت حالتي زفت أصلاً و زي ما تقولي كده كله جه مع بعضه. 




_كنت عارف أيامها إنك عندك "نيوفوبيا"  ؟! 

=لأ مكنتش عارف بس كنت متوقع إني بعاني من حاجه زي كده.. لأني كل سنه لما كانت بتحصل حركة التنقلات و بتنقل





 محافظة مختلفه كنت بآسي.. كان أول أسبوع ليا في المكان الجديد ده بيبقا أسوأ أسبوع في السنه كلها.. ببقا مُحبط و مش طايق نفسي ولا طايق حد.. لولا "ماهر" هو اللي كان بيهوّن عليا شويه. 




_ماهر ده اللي شوفته معاك يوم الشنطه؟! 

=اه هو.. مليش صحاب غيره.. هو و"تامر"أخويا بس اللي يعرفوا عني كل حاجه.. أنا أساساً مبعرفش أكوّن صداقات جديده. 

قالت بإستفهام: طيب إنت إزاي كنت متحمس لأنك تخطبها و بتقول كمان إنك كنت معجب جداً بيها.. في حين إنك عندك فوبيا من العلاقات الجديده أو التجارب الجديده بشكل عام. 




أجاب بعد أن إبتلع آخر ما تبقي من طعامه ثم قال بهدوء: بصي.. أنا كنت أيامها لسه في أسوان و كنت وسط أهلي.. و




 لأني كنت متعلق بأهلي جداً الموضوع مفرقش معايا أيامها.. تقدري تقولي كنت نفسياً مرتاح بوجودهم و مستتقوي بيهم..



 ف محسيتش أيامها بالأعراض دي و الموضوع عدّي.. لكن بعدها بقا لما اتنقلت و بقيت لوحدي مع إني مبقيتش أشوفها لكن كنت بحس إن علاقتنا دي تقيله علي قلبي.. و بعدها




 الموضوع زاد بقا بقيت مريض "نيوفوبيا" رسمي.. مبحبش اروح أماكن جديده و لو روحت مش ببقا مرتاح.. مبحبش أتعرف علي أشخاص جديده و لو إتعرفت ببقا متحفظ جداً في تعاملاتي معاهم. 




_طب و أنا؟!  أقصد يعني بتتعامل معايا بأريحيه كده إزاي مع إننا عارفين بعض من مفيش؟! 




إبتسم بصدق ثم قال: تصدقي إني لما قابلتك محسيتش إنك غريبه عني؟! يعني حسيت إني عارفك من زمان أو إني قابلتك قبل كده. 


ألجمتها إجابته.. جعلت قلبها ينبض بشده.. شئ ما بحديثه و نظراته حّرك ذلك الرابض بين ضلوعها. 


قاطع شرودها قائلاً: هاا.. نشرب الشاي بقا؟! 

إبتسمت ثم قالت: نشرب. 


أحضر كاستين من الشاي ثم بدأا في إحتسائهما فسألها: إرتاحتي النهارده لما إتكلمتي مع الدكتور؟! 

أومأت في موافقه ثم أردفت: أيوة إرتاحت.. الدكتور كمان بسّطلي الموضوع.. حسسني إنه حاجه عادية. 




باغتها قائلاً: لأنه حاجه عاديه فعلاً.. إنتي بس كنتي واهمه نفسك.. إنما هو موضوع بسيط خالص.. أهم حاجه تداومي علي العلاج..و تبعدي عن أي توتر و ضغط و هتبقي فل. 




نظرت له بإمتنان و قالت: أنا متشكره ليك جداً.. لولاك مكنتش هاخد الخطوة دي. 

إبتسم بود. و قال: و أنا كمان متشكر ليكي إنك وثقتي فيّا. 

قالت بتردد: النهارده الدكتور قاللي إطلبي حقك في أي علاقه إنتي فيها بحيث متوصليش لإنك تختلسي ود أو حب أو إهتمام. 




أومأ لها في تإكيد فأكملت بتوجس: صحاب؟! 

نظر لها بفرحه لم يصطنعها ثم قال: صحاب طبعاً. 

إبتسمت لفرحته ثم قالت: تمام.. خلينا كل فتره نتقابل و نقعد مع بعض شويه.. و كمان نروح الجلسات مع بعض. 




قال ممازحاً: ده يوم الهنا.. يوم المني. 

ضحكت ثم أردفت: واضح إن الحس الفكاهي عندك عالي جدا. 

_والله بالعكس انا هادي جداً و مليش في الألش و الهزار و كده.. بس الله يسامحهم بقا "تامر" و "ماهر" بهتوا عليا. 





سألته قائله: مفيش عندك اخوات غير "تامر"  ؟! 

_لا عندي "تالا" و"تالين"توأم.. دول بعتبرهم بناتي مش إخواتي.. و في "صبا" كمان.. هي مش أختي بس في غلاوة "تالا" و"تالين". 




سألته بفضول لم تنجح في تجاهله: أختك في الرضاعه  يعني!! 

_لا هي أكبر مني ب6 سنين.. بنت مرات أبويا. 

نظرت له بدهشه ثم قالت: مرات أبوك؟! هو باباك متجوز علي مامتك؟! 

ضحك بشده لزمرديتاها المتسعتان ثم قال: أيوة.. بس مراته إنسانه كويسه جدا و بتحبنا كلنا و كلنا بنحبها. 




=يعني مفيش غيره و نفسنه من الموجوده بين أي واحده و مرات جوزها؟! 



_أكيد كان في الأول.. إنما مع العشره حبوا بعض و إتعودوا كمان.. ده حتي هي اللي بتراعي أمي دلوقتي لأن أمي كبيره في السن. 

=دول حاله نادرة بجد.. طب و إخواتك.. إخواتك من الأب بس ولا من الأم؟! 




_لا انا أمي مخلفتش غيري و خلفتني في سن كبير كمان.. تالا و تالين و تامر إخواتي من أبويا..تعرفي إن دي أول مره أقول كده.. الحقيقه عمري ما حسيت إنهم إخواتي من الاب بس.. يمكن لأن أمي كمان بتعاملهم زي ما بتعاملني. 




=ماشاءالله.. ربنا يديمكوا لبعض.. أنا إتشوقت أشوفهم. 

تبسم قائلاً: إن شاء الله لما آجي أنزل هبقا أخدك معايا تتعرفي عليهم. 




_يا ريت والله.. هدأت ملامحها قليلاً ثم نادته قائله: تيم. 


يا إلهي.. كم تشدقت بإسمه بنعومه و رقه لها أن تلين الحديد..أصابته سهام نعومتها فشرد بها ثم قال: هممم. 

أطرقت رأسها في خزي ثم قالت: أنا خدت الولاعه بتاعتك إمبارح. بس غص... 

قاطعها قائلا: من غير ما تكملي.. أنا فاهم.. متشيليش نفسك فوق طاقتها يا ماريا.. يومين كده لما تمشي ع كلام الدكتور هتبقي تمام.. انتي مش محتاجه تبرريلي. 





نظرت له بإمتنان حقيقي ثم قالت: مش عارفه اشكرك ازاي ولا أقوللك إيه؟! 



_متقوليش حاجه.. قومي يلا أروحك و أروح علي شغلي. 

شهقت قائله: هييييي.. إحنا نسينا نفتح الموبايلات.. زمان تيته قلبت عليا الدنيا. 





قال و هو يخرج هاتفه من جيبه: تصدقي أنا نسيته خاالص.. الواد "ماهر" فاته كلمني 500مره عاوز يعرف أنا فين. 

=إنت مش قايل له إنك بتروح لدكتور؟! 

_أقول لمين يبنتي.. ده مبيتبلش ف بؤه فوله. 

ضحكت لتشبيهه ثم قالت بعد ان نظرت بهاتفها: صحبتي من الكليه كلمتني 4 مرات!! 

=إنتي في كلية إيه؟! 

_تجاره إنجلش. 

=اممممم.. آخر سنه؟! 

_اهااا.. الحمدلله خلينا نخلص. 

=انتي شكلك علي آخرك.. ثواني. 

قاطعه رنين هاتفه فأجاب علي مضض: أيوة يا ندي. 

ندي ببكاء:أيوة يا تيم..شوفت اللي حصل..بابا طلق ماما..أنا محتاجاك يا تيم إنت لازم تنزل في أقرب وقت.



=طيب يا ندي إهدي و بطلي عياط..و أنا هكلم بابا يشوف الموضوع علي ما أنزل لأني إحتمال معرفش آخد أجازة اليومين دول.



صرخت به قائله:أبوك هيعملي إيه؟!أنا محتاجاك إنت يا تيم محتاجه جوزي جمبي في ظروف زي دي.

أجاب بضيق:حاضر يا ندي ربنا يسهل..إهدي بس و كل حاجه هتبقا تمام.



في تلك الأثناء رن هاتف "ماريا"فأجابت:ألو..أيوة يا ملك.


ندي:إيه ده؟؟..مين اللي بتتكلم جمبك دي..إنت فين يا تيم؟!


                 الفصل  السادس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>