رواية اختلاس مشروع الفصل السادس6بقلم نعمه حسن


 

💥إختلاس مشروع💥

الفصل  السادس

 بقلم  نعمه حسن❤


"مين اللي بتتكلم جمبك دي؟! إنت فين دلوقتي؟!" صرخت بها "ندي" مستفهمه. 

_ندي أنا مش عارف أتكلم دلوقتي.. هقفل دلوقتي و هحاول أنزل في أقرب فرصه و نتكلم في كل حاجه.. تمام؟! 

=ماشي يا تيم.. سلام. 


أنهي المكالمه زافراً بقلة حيله فسألته قائله: حصل حاجه؟! 

_أنا لازم أنزل و أنهي الموضوع ده، أنا مبقيتش قادر أكمل و حاسس إني شخصيه زباله اصلاً عشان سايبها تتعلق بيا وأنا مبحبهاش. 




باغتته قائله: هو لازم تحبها عشان تكمل معاها؟؟! 

نظر لها مطولاً ثم قال: مش شرط الحب.. لكن أكيد لازم أكون مرتاح.

اومأت في موافقه ثم قالت: طيب انا همشي لأن صحابي جايينلي و هنروح لواحده صاحبتنا عيد ميلادها النهارده.



 

_حلو أهو تغيري جو..تعالي يلا اوصلك.

=لا مش لازم أنا هروح لوحدي. 

_لا ده انتي في سكتي.. يلا. 


أوصلها أمام منزلها فنظرت له و أردفت: بجد شكرا ليك.. إنت حد جميل. 

_و إنتي أجمل والله.. خلي بالك من نفسك و هاف فن بقا. 

=إن شاءلله.. سلام. 


تدلـّت من السياره و عاد أدراجه إلي عمله..دخل مكتبه و ألقي بسترته ثم جلس أمام مكتبه.. إستمع إلي رنين هاتفه  فطالعه و من ثم إبتسم ثم اجاب: حبيبي.. دايماً سبّاقه. 

_والله إنت نصاب. 

=والله يا "صِبا" تعبان. 

_مالك يبني في إيه؟! 

=مخنوق شويه و بفكر أنهي الخطوبه. 

_تنهي الخطوبه؟! تيم يا حبيبي إنت كاتب كتابك عليها.. 

=ما هو ده اللي مكتفني.. أنا حاسس إني  إتسرعت يا صِبا و مش عارف أعمل ايه؟! 




_طيب بالعقل كده.. مش دي "ندي" اللي كنت هتموت عليها لما كنت بتشوفها مع "تالا".. و إنتَ اللي صممت تخطبها و تكتب كتابك عليها. 



=حصل.. بس أنا كنت غبي و إتصرفت غلط.. أنا كان كل همّي وقتها أثبت ل" رانيا"إني قدرت أتخطّاها.. ف محسبتهاش. 




_حرام عليك يا تيم.. البتاعه اللي إسمها "رانيا" دي أصلاً مكانتش بتحبك.. و أنا قولتلك أيامها بلاش تتسرع و تدخل في علاقه دلوقتي إلا لما تتجاوز العلاقه الأولي.. حصل؟! 



قال بندم: حصل.. صِبا أنا تعبان بجد.. أنا نفسيتي زباله بسبب الموضوع ده.. أعمل إيه؟! 



_أنا اللي عايزة أعرفه حاجه واحده.. فضلت كل ده مع "ندي" ليه طلما مقدرتش تحبها؟! علقتها بيك و إديتها أمل ليه؟! 




=والله العظيم يا "صِبا" كنت بحاول..كنت بقول أكيد مع الوقت هتعود عليها و أنسي "رانيا".

وضع يده علي جبينه ثم زفر بيأس: بس فشلت. 

_فشلت إنك تنسي رانيا؟؟!

=لا فشلت إني أتعود عليها.. إني أحبها.. أنا لازم أتكلم معاها و أصارحها. 

_تيم إنت فرحك الشهر الجاي!! 

=أنا هنزل أسوان حالاً.. مش هضيع وقت أكتر من كده.. سلام.


قام بإجراء مكالمه أخري: أيوة.. معاك النقيب" تيم داود"كنت عايز أحجز تذكره طيران لأسوان.. الرحله الجايه إمتا؟! 

_الساعه 7 يا فندم.

=تمام.. شكرا. 


أخذ أغراضه ثم أجري حديثاً يطلب فيه إذن لمدة يومان ثم مرّ بمكتب " ماهر" و دلف قائلاً: أنا نازل أسوان و هرجع بكره بالليل.. لو في حاجه لاغيني. 

ماهر: ليه نازل فجأه كده؟! 

_نازل أشوف حوار خطيبتي ده.

=فاكس ولا إيه؟! 

_شكلها كده.. يلا أنا ماشي يدوب ألحق. 

=توصل بالسلامة يا صحبي. 


       💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥


بعد مرور ساعه و نصف في الطياره.. نزل "تيم" ثم أوقف سيارة أجره قاصداً بها منزله..بعد خمسة عشر دقيقه وصل إلي بيته.. طرق الباب بحماس ففتحت له شقيقته التي ما إن رأته



 حتي صرخت بإسمه بفرحه بالغه.. فإحتضنها بحب و شوق جارف قائلاً: إيه ده يا "توتا" إنتي بتاكلي أكل الواد "تامر" ولا إيه؟! 

ضربته في صدره بمزاح قائله: والله!! هو ده حد بياكل قده؟! ده بابا مش ملاحق عليه. 


"بتكلمي مين يا "توتا"؟! 

_ده أنا يا ست الناس. 


نزلت "حسناء" مهروله إليه ثم قابلته إستقبال بالغ و صافحته قائله: حمدالله على السلامة يا "تيتو"  دي أمك كانت مموته روحها من العياط عشانك النهارده. 





قال ممازحاً: أمك؟!  بيئه أوي أمك دي. بادلته المزاح قائله: ولاا يبن رشيدة.. مش عليّ انا الشويتين دول.. إطلع يلّا سلم عليهم.

_بابا فوق؟!

=لا بره.


صعد إلي غرفة والدته فوجدها تصلي فجلس خلفها و عندما فرغت من صلاتها قبّل رأسها و إحتضنها من الخلف فإستدارت



 له و بكت فور رؤيتها له قائله:حمدالله على سلامتك ي نور عيني.. كده يا تَيم تغيب الغيبه دي كلها و متجيش تشوف أمك. 




قبل يدها ثم قال بإبتسامه: وحشتيني ياما.. وحشتيني أكتر من أي حد في الدنيا.. ثم إرتمي بأحضانها بغتةً و قال: أنا محتاجلك أوي ياما.. حاسس إني تايه. 


ربتت علي ظهره ثم قالت بحنو بالغ: مالك يا حبة عيني؟! إيه اللي شاغل بالك؟! آاااه.. بتفكر في الجواز يا خبيث. 

ضحك قائلاً: أهو ده الموضوع اللي خانقني ياما.. مش عايز أتجوز. 


شهقت بصدمه ضاربه صدرها بيدها ثم قالت: يا مُري.. مش عايز تتجوز ليه يا حبيبي كفي الله الشر.



_إيه يا ياما مش للدرجادي.. بالك ميروحش لبعيد يعني.. انا بس مش مرتاح. 

=إزاي الكلام ده يا تيم ده انت فرحك الشهر الجاي يا حبيبي. 

_ما انا نازل عشان أتكلم في الموضوع ده مع "ندي". 


فُتح الباب فجأه و دخل والده فقال تيم: بابا. 

_بابا؟!

ده إنتَ اللي بابا.. ده أنا كنت جاي أغيّر و نازل لك القاهره. 

_في إيه يا بابا؟! 

=إنت بتعرف بنات علي خطيبتك و إنت راجل فرحك الشهر الجاي؟! 


كانت تلك الضغطه الأخيره التي أودت للإنفجار.. صرخ بكل ما يعتمل في صدره ثم تحدث بلهجته الصعيديه كعادته عندما يغضب: هو كل اللي يشوفني يجوللي فرحك الشهر الجاي.. أنا مش متجوز و لا متنيل.. انا نازل مخصوص عشان اروحلها و نفضُها. 



قال والده: إنت عيل مش متربي و مش جد المسئولية و الظاهر جعدتك بره أسوان نستك إن في اصول و عوايد متربيين عليها زي إن بنات الناس مش لعبه يا حضرة الظابط. 




_و هو انا كنت لعبت بيها؟! يا جدعااااان إفهمووني.. أنا مش جادر أحبها.. مفيش في جلبي حاجه مش نحيتها.. هو غصب يعني؟! 



=لا مش غصب.. بس مش أصول كمان..ايه اللي مصبرك كل ده لما إنت مبتحبهاش؟! ما كنت تستني و تسيبها قبل الفرح بيوم احسن.. آاااه.. نسيت إنك داير تتسرمح هناك و سايب خطيبتك هنا بتشحت منك الكلمه. 




لم ينتظر إلي أن يكمل والده حديثه.. خرج من المنزل بغضب چم ثم توجه إلي بيت "ندي".. طرق الباب ففتحت له والدتها قائله: أهلاً يا تيم.. حمدالله على السلامة. 



_الله يسلمك يا خالتي.. كنت عاوز" ندي"في كلمتين. 

=طب إتفضل إدخل و هناديلك بيها. 


جلس ينتظرها فخرجت تهرول إليه ثم إرتمت بأحضانه تضمه إليها بشده فأبعدها عن حضنه بهدوء ثم أردف: أقعدي يا ندي علشان فيه كلام كتير محتاجين نتكلم فيه... قاطعه رنين




 هاتفه فنظر به ثم تجاهله فأعاد الرنين مره أخري فقال: معلش بس.. تليفون من الشغل لازم أرد. 

أجاب المكالمه فقال: أيوة؟! 

_ألحقني يا تيم أنا في مصيبه. 


       💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥


ذهبت برفقة صديقاتها إلي حفل عيد ميلاد صديقتهم المقام في أحد القاعات.. دخلت بتحفظ و قد بدا التوتر جلياً علي وجهها.. فهي تكره التواجد في أماكن مزدحمه ك تلك لما ينتابها



 من حاجه مُلِحّه للإختلاس.. فاجئها قدوم مجموعه من الشباب يترأسهم شاب أحمق تعرفه هي تمام المعرفه.. إخترق صمتها قائلاً: ڤيرچينيا الجامعه قاعده لوحدها ليه؟! 






زفرت بغضب ثم قالت:بقولك إيه يا "أكرم" حل عني. 

همّت بالإبتعاد عنه فأمسك يدها قائلاً: إستني بس متبق.... 

قاطعته صافعه إياه بشده قائله: أنا مش قولتلك قبل كده إيدك الوسخه دي متتمدش عليا؟! 

قال بصراخ: إيدي أنا وسخه يبنت ال.. 

قطع إشتباكهم تدخل مجموعه من أصدقائهم فإصطحبوه بعيداً ثم جلست هي بجانب صديقاتها. 


حالتها الآن تزداد سوءاً.. توترها يطغي عليها.. إرتباكها يتملكها..ظلت تجول ببصرها هنا و هناك فوقع بصرها علي هاتف صديقتها الملقي بجانب يدها فأشاحت بوجهها بعيداً عنه رغبةً منها في تجاهل ذلك الخاطر الذي جال ببالها. 


تشعر و كأن يداها قد أصابتهما الحكه.. رغبتها في الإختلاس تزداد.. إحساسها بأن بينها و بين الإنتشاء خطوة يسيطر عليها.. حاولت إستدعاء كل الذكريات الجميله و الأفكار الإيجابية حتي تنشغل عن ذلك الهاجس الذي يطاردها و لكن بلا فائده. 


و لنكن منصفين علينا أن نذكُر أنها جاهدت و جاهدت و لكنها فشلت.. إمتدت يدها إلي هاتف صديقتها فأخذته خِلسةً ثم وضعته بحقيبتها.. إنتابتها بتدها حاله من اللذه و الإرتياح سرعان ما تحولت إلي غضب و ندم فإستئذنت من صاحبة الحفل ثم إنصرفت. 


في نفس الأثناء......... 

$يبني سيب بقا أم الموبايل ده من إيدك و تعالي ندوس في أي حاجة.. ده المكان هنا متلغم.. كله صواريخ. 




_أكرم: يبني ده أنا بخدمك.. بوثق اليوم.. الفيديو ده هتلاقي فيه كل الألوان و الأنواع و الأحجام و إنت تختار بقا يا برنس.. ما عليك بس إنك تختار الType المفضل عندك و تقوللي.




$يبني أنا بدوس أول بأول.. هو انا لسه هتفرج و أنقي؟! 

_الشغل يحب التظبيط ياعم و أن..... بتر كلامه بأعين متسعه و فاه فاغر من الصدمه و قال: أووووبس.. يبنت الحراميه!!  و عملالي فيها ربة الصون و العفاف؟!  ده انتي هتتسيطي علي إيدي. 


    💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥


وصلت المنزل فدخلت و ألقت التحيه علي جدتها بهدوء ثم إستئذنت و دلفت غرفتها و بمجرد ما إن أغلقت الباب حتي إنفجرت باكية. 




إفترشت الأرض ثم ضمت جسدها بأكمله بيديها و إرتفع نحيبها.. تنتابها الآن حاله من الخزي..شعور تمنت كثيراً ألّا تختبره..ظلت تبكي و تنتحب بألم و ندم و تردد"أستغفر الله



 العظيم " إلي أن قطع بكاءها وصول رساله علي "واتساب" فتحتها فوجدت مقطع فيديو ففتحته و ما إن رأت محتواه حتي كممت فمها بيدها من الصدمه مجفله. 




رنّ هاتفها فإستقبلت المكالمه بدون رد فتحدث المتصل قائلاً: أنا بتضربيني بالقلم و عملالي فيها خضرا الشريفه؟!    




ثم أكمل بتوعد: ورحمة أمك لاجيبك تحت رجليا.. ساعة زمن لو مقابلتنيش في شقة "مراد" هنزل الفيديو ده علي جروب الكليه و هفضحك.. معاكي ساعة من دلوقتي. سلام يا جميلة الجميلات. 


سقط الهاتف من بين يديها و إرتمت علي فراشها بإنهيار.. كانت تكمم فمها بيديها حتي لا يصل صوت نحيبها إلي الخارج.. ظلت تفكر و تعتصر ذهنها للوصول إلي حل و لكن دون جدوي.


قفزت صورته بمخيلتها فجأة ًفأمسكت بهاتفها و قامت بالإتصال به فلم يرد.. أعادت الإتصال ثانيةً فأجابها قائلاً: أيوة. 

قالت ببكاء و لهفه: إلحقني يا تيم أنا في مصيبه. 


                        الفصل السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>