رواية اختلاس مشروع الفصل العاشر10بقلم نعمه حسن


 

💥اختلاس مشروع💥

الفصل العاشر 

بقلم،،نعمه حسن



الحكم بعد المداوله.... 


ذهب والد تيم لمحادثة إبنه من وراء قفص الاتهام المحجوز به فقال: ليه يا تيم ضيعت روحك يبني.. مفكرتش فينا.. طيب مفكرتش في أمك اللي لو عرفت الخبر هتموت من حسرتها. 


نظر له تيم بضعف و قال: أنا معملتش حاجه غلط يا بابا.. أنا كنت بساعد بنت بتستنجد بيا و لولا اللي عملته كان يا اما هتتفضح يا اما هتسمع كلامه و تروح تقابله و الله أعلم كان ناويلها أو كانوا ناويينلها علي إيه! 


والده بضعف: مجولتش متساعدهاش.. بس مينفعش تعمل الصح بطريجه غلط.. ده انت رجل جانون مش انا اللي هفهمك. 


نظر ناحيتها فوجدها تنظر له بأسف و ندم فأشار لها بأن تقترب. 


نظرت له بتردد و تقدمت علي إستحياء فأستأذن من والده قائلاً: دقيقه يا بابا لو سمحت. 


إبتعد والده فإقتربت هي.. إلتصقت كلياً بالقفص أمامه فأصبح لا يفصل بينهما سوي هذا العازل الحقير.. نظرت بقوة داخل عينيه فبادلها النظرات بوهن قائلاً: ليه يا ماريا؟!  عملتي ليه كده؟! 


أجابت بصوت قد أذهبه البكاء: لو في فرصه ١٪ إنك تخرج من هنا أنا هعمل كل اللي أقدر عليه.. مش هاممني نفسي.. أنا أصلاً من غيرك ولا شئ. 


هدووووء... قاطعهم دخول القاضي و المستشارين فعادوا أدراجهم و عقل تيم قد يكون مغيب. 


"بعد الإطلاع علي الأوراق و الأدله المقدمه و سماع شهادة الشهود..و عملاً بموجبات الرأفه.. حكمت المحكمه حضوريّا علي المتهم" تيم محمد داود".. بالسجن ستة أشهر مع النفاذ



 علي أن يعزل من عمله وكانت عقوبة العزل عقوبة "تبعية" مقررة عن جنايتيّ القبض علي مواطن بدون وجه حق و حجز مواطن بدون وجه حق.. رفعت الجلسه.


هرولت إليه تبكي: تيم أنا آسفه.. أنا آسفه والله آسفه. 


تيم: بس يا ماريا بطلي عياط.. انا فل والله خلي بالك من نفسك عشان خاطري و لو احتاجتي حاجه قولي لماهر. 


وجه حديثه لوالده الذي يختنق في البكاء: بابا.. متزعلش يا بابا ده نصيب.. كلها ٦شهور و اخرج.. خلي بالك من ماريا يا بابا عشان خاطر ربنا و إنت يا ماهر إديلها رقمك عشان لو إحتاجت حاجه تكلمك. 


كان يتحدث إليهم أثناء خروجه من القفص حتي إختفي من أمام أعينهم جميعاً. 


هرولت ماريا نحو باب قاعة المحكمه مما أثار فضولهم و بمجرد ما خرجت إنفجرت بالبكاء بشده مكممه فمها بيدها. 


دنا منها والد تيم و مد لها يده بمنديل قائلاً: ممكن نتكلم شويه؟! 


نظرت له بشك فأردف: متخافيش ده انتي من سن بناتي يعني.. إتفضلي. 


مشت بجانبه بحذر حتي وقفا أمام سيارته فسألها: تحبي نتكلم هنا ولا جوة؟! مشيراً بيده لداخل السياره. 


_لا هنا كويس. 


أومأ بموافقه ثم قال: طيب أنا عايزك تحكيلي تعرفي تيم من إمتا و اتعرفتوا علي بعض إزاي؟! 


أجابت بتوتر: من شهر تقريبا إتقابلنا في إسكندريه صدفه.. كنا ماشيين مش منتبهين ف خبطنا في بعض.. و لما جيت القاهره إتقابلنا عند الدكتور اللي إحنا بنتابع معاه.. بس. 


أومأ في عدم تصديق ثم قال: امممم.. و بقيتوا صحاب من وقتها مش كده؟! 


لم تريحها نبرته فقالت: مش صحاب أوي.. بس هو بحكم إننا أتقابلنا كذا مره و هو أنقذني في كذا موقف. 


نظر لها بشك ثم قال: بصي يا بنت الناس.. عشان آجي معاكي من الآخر.. بينك و بينه حاجه؟! 


إتسعت عينيها بدهشه ثم قالت بتلعثم: لا.. لا طبعا مفيش بيني و بينه أي حاجة.. تيم محترم جد... 


قاطعها بإشاره من يده قائلاً: انا عارف كويس جداً إبني علي إيه! ده عچين يدّي.. انا بس كنت حابب أسمع منك.. عالعموم يا بنتي إنتي في أمانتي لو إحتاجتي أي حاجة كلميني. 


قالت بإقتضاب: شكرا لحضرتك. 


سألها: إنتي جاعده لحالك هنا في القاهرة؟! 


_مع جدتي. 


ضيق ما بين حاجبيه و سألها: أهلك متوفيين؟! 


_مامتي متوفيه و بابا موجود.. عايش فى اسكندريه. 


=ولا مؤاخذه في السؤال يعني.. ليه مش عايشه مع باباكي؟! 


اجابت بضيق واضح علي وجهها: مش برتاح هناك.. أصله مش لوحده. 


أومأ بموافقه و لم يرغب في التدخل بشئونها أكثر فقال: طيب إتفضلي أوصلك. 


_لا شكرا.. أنا همشي شويه.. بعد. إذنك. 


غادرت فظل ينظر في أثرها بحيره و قال: شكل حكايتك كبيره! 


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥


كعادتها في الآونه الأخيره..تنام كثيراً..تبكي كثيراً..فاقده الشهيه عن الحياه بأكملها..ترقد علي فراشها مستلقيه بوهن..تشاهد صوره التي حفظتها علي هاتفها.. تدقق النظر إلي عيناه الباسمتين التي إشتقاتهم حد الجنون.


قامت بالإتصال ب "ماهر" الذي أجاب علي الفور: ألوو.. أيوة يا آنسه ماريا. 


_أيوة يا ماهر.. كنت بكلمك عشان اعرف لو ينفع اجي معاكوا بكره الزياره؟! 


=مفيش داعي تتعبي نفسك يا أنسه.. المشوار طويل عليكي.. انا هبقا اوصله سلامك و أطمنك عليه. 


_بس أنا عاوزه أشوفه.. يريت تاخدوني معاكوا. 


=خلاص يا آنسه هنعدي عليكي بكرة الساعة ٨ تكوني جاهزه و متنسيش بطاقتك. 


تمام.. شكرا جدا. 


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥

أنهي ماهر المكالمه ثم قام بالإتصال بوالد تيم الذي أجاب مسرعاً: أيوة يا ماهر. 


_أيوة يا عمي.. حجزت التذكرة؟! 


=أيوة الطياره الساعه ٦ المغرب.


_إن شاءلله.. تيجيبالسلامه.. كانت الآنسه ماريا بتكلمني دلوقتي عاوزه تيجي معانا تزور تيم بكرة. 





=تيجي فين يا ماهر.. المشاوير دي صعبه علي الحريم. 


_والله يا عمي قولتلها.. بس صممت. 


=تمام يا ماهر.. أصلاً مفيش غيري انا و تامر و انتا..خليها تيجي. 


_تمام يا عمي.. مع السلامه. 


أنهي ماهر الإتصال فباغته إتصال آخر و فوجئ عندما قرأ إسم المتصل. 

_سالي؟! أجاب علي الفور قائلاً: ألوو.. أيوة يا سالي. 

=أيوة يا ماهر... آزيك؟! 

_إزيي؟! إنتي فين كل ده يا سالي.. من يوم ما شوفتك خارجه من الشقه مع الخنفسه اللي كان معاكي.. مين ده و كنتي بتعملي ايه عنده؟! 


=في إيه يا ماهر ما تخلي بالك من كلامك.. ده بيت خالتي و اللي شوفته معايا ده يبقا إبن خالتي و زي أخويا و اكتر كمان. 


_و إبن خالتك يحط إيده عليكي كده عادي؟! و بعدين إنتي قولتيلي إنك مقطوعه من شجره و ملكيش قرايب. 


=لا منا مليش قرايب فعلاً غير ولاد خالتي دول. 


_و خالتك دي تبقا إيه؟! 


=مهي خالتي متوفيه.. و أنا كنت قاعده مع بناتها و الوقت إتأخر ف إبن خالتي ده قاللي هوصلك. 


_والله؟!  ثم تحولت نبرة صوته إلي أخري حاده و صنع صوتاً بزئ بفمه قائلا بصراخً: إنتي بتشتغليني يبت؟! هو إيه اللي إبن خالتي و أصل خالتي ميته و زي أخويا و.. إييييييه؟! حد قالك إني مركبهم؟! 




آرتفع صوت نحيبها فقال: بقولك إيه يا سالي أنا روحي في مناخيري والله العظيم واللي فيا مكفيني.. زي ما اختفيتي بقالك شهر مش عايز أعرف عنك حاجه اليومين دول.. مش نقصاكي. 




أنهي المكالمه دون الانتظار لسماع ردها فإستدارت مخاطبة ذاك الواقف بجانبها و قالت: مدخلتش عليه إبن اللئيمه.. وبعدين؟! 


@بصي..من كلامك عنه عرفت إن ماهر ده ليه في الحريم اوي و سهل يضعف قدامك.. إنتي و شطارتك بقا تثبتيه و توقعيه وهو هيبقا خاتم في صباعك. 




$صح.عليا النعمه ما هحله غير لما أطلع منه بمصلحه الأول..ده مياخدش في إيدي غلوة.


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥

_يبنتي إعجلي و إستهدي بالله.

=هو أنا مجنونه يا بابا ولا إيه؟!

_مينفعش يا ندي تتخلي عن جوزك في أزمه زي دي!

=اومال ايه اللي ينفع؟! أستناه يخلص سجنه و يخرجلي زي الغندور!! و بدل ما كنت أبجا مرات الظابط هبجي مرات رد سجون.



صمت والدها فأكملت:سكت ليه يا بابا..مش دي الحجيجه؟!عايزني بعد ما ربيتني و علمتني أحسن علام أتجوز واحد رد سجون؟! يبجا إيه الفرج بينه و بين حمدي إبن خالتي؟! ما هو حمدي رد سجون بردو علي الأجل حمدي هيموت عليا و أنا اللي مش عيزاه...مش بشحت الكلام منه يا سي تيم.

نظر والدها لها بتعجب ثم قال:طيب علي الأجل إستني لما يخرج بلاش دلوجتي كفايه اللي هو فيه.




_لا مش هستني..إنت تروح حالا تجول لأبوه و تديله حاجته..و أبوه ياخد دبلته يرميهاله في وشه هناك و يجولله يطلجني.

نظر لها والدها بإمتعاض و تحت إصرارها إنصاع لرغبتها.


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥

في بيت العمده..


والد ندي:أنا جايلك يا عمده و أنا وشي منك في الأرض..بس إنت راجل كبير و عارف إن كل شيء نصيب. 


أخفي العمده دهشته و غضبه ثم قال بهدوء مقتضب: متشيلش هم يا أبو محمد.. كله خير. 


كانت حسناء تنزل الدرج فإستمعت إلي حديثهم فقالت بتهور و إندفاع كعادتها: أما عالم ناقصه.. يعني مش مستنيين لما يخرج بالسلامه حتي.. عالعموم.. قول لبنتك خير ما عملتي و الحمدلله إنها جت منها. 


صرخ بها العمده قائلاً: أم تااامر.. إطلعي فوج إنتي.


رمقت والد ندي بنظرات ناريه ثم صعدت للأعلي.. ودع العمده والد ندي و صعد لغرفتها فوجدها تقف و ملامح الخوف باديه علي وجهها فإقترب منها ببطء دب في أوصالها الرعب فقال: بتخافي ياااك؟! 

أومال نازله فارده عضلاتك جوي و ناجص تدي الراجل جلمين!

قالت بتلعثم: مهو.. مهو إنت عارف يا بابا إن تيم ده ابني و دمي اتحرق عشانه.. يعني هو في ايه ولا ف ايه. 


أجفلت عندما صرخ بها قائلا: بلا بابا بلا ماما.. و إنتي تدخلي في الكلام ليه و تكلميه شيفاه جاعد مع خالتك فوزيه؟! 


أجابت بذعر: لا يا حبيبي العفو والله.. انا قولت أحرق دمه بس. 


أغلق عينيه بنفاذ صبر ثم تحدث من بين أسنانه قائلا بغيظ: و إنتي ماااااااالك.. مش مالي عينك أنا؟!  مكنتش هعرف أرد عليه؟!  ما ترددددي. 


إنتفضت لصراخه ثم قالت: هت.. هتعرف


_ آخر مره أنبهك.. إنتي مش صغيره عشان كل شويه أجولك كده صح و كده غلط.. دنتي بناتك أعجل منك.. من صدج تربية رشيدة.


كان يريد مضايقتها و بالفعل حدث.. إستعادت تهورها و إندفاعها و قالت بغيره هوجاء: نعم ياخويا؟! تقصد إيه يعني؟! و بعدين إيه مش صغيره دي؟! هو انت شايفني عجزت يا محمد؟! داهيه لتكون عايز تتجوز واحده صغيره من دور بناتك. 


كمم فمها بيده في نفاذ صبر و قال: أبوس إيدك مش وجت كلام دلوجتي.. أنا ماشي عشان ميعاد الطياره و خلي بالك من رشيدة و اوعي تجعي بلسانك جدامها. 


_متقلقش.. سلم علي تيتو كتير.. توصل بالسلامة. 


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥و كم كان البعد مرهقاً و الحنين مؤلماً.. نحتاجهم، نشعر بضيق يخنق أرواحنا، نهمس في داخلنا بعمق أشتياقنا لهم، خشية أن تعلو صوت لهفتنا.. ننتظر لقاءهم و نمني أنفسنا بالراحه بين أحضانهم. 


كان تيم يجلس بساحة الزيارة ينتظر.. يعلم انه حتماً سيأتي والده و ماهر.. لكن لم يتوقع أن تأتي هي. 


عندما رآهم يأتوا من بعيد وقف متأهباً

و عندما لمحت طيفه هي هرولت إليه مسرعه.. فتحت يديها فإستقبلها هو بين أحضانه و رفعها عن الأرض مشدداً من إحتضانه لها في مشهد يسلب العقول..


                 الفصل الحادى عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>