رواية اختلاس مشروع الفصل العشرون20بقلم نعمه حسن


 

💥إختلاس مشروع💥

الفصل  العشرين

 بقلم  نعمه حسن،، 


يرن هاتف تيم فيستقبل المكالمه متعجباً: أيوة يا ماهر.. خير في حاجه؟! 


_عايز أتجوز أختك يا عم.. إنتوا لو مش موافقين عادي علي فكره مش أول مرة أترفض بس أبقا عارف. 




مسح تيم وجهه بغضب و تكلم من بين أسنانه بغيظ مكتوم: عايز تتجوز أختي الساعه 3 الفجر يا ماهر! 


_لا عايز أتجوز آخر الشهر مع وائل.. إشمعنا أنا. 


=إنت مكلمني نص الليل تستظرف يا بأف إنت.. غور دلوقتي قبل ما أفوق خليني ألحق أنام ساعتين. 


_والله ما بستظرف.. أنا و أنا قاعد مع نفسي دلوقتي كده خطر علي بالي فكرة.


=همممم.. أتحفني. قالها تيم بملل. 


_إن إنت تكلم أبوك الحج كده و تخليه يوافق إني أجي أخطب تالين الأسبوع ده و فرحي عليها يبقا يوم فرح وائل و تالا و إنت و ماريا تعملوا فرحكوا معانا كمان.. إيه رأيك؟! 


لم يجيب تيم فكرر ماهر نداؤة: تيم! يبني إنت نمت؟! 


نظر بالهاتف فوجد المكالمه قد إنتهت فلعن تحت أنفاسه ثم إستسلم لـ سلطان النوم. 


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥

بعد مرور أسبوعين... 


.. صدق الله العظيم. 


قالها "العمده" ماسحاً علي وجهه ثم نظر بإتجاه ماهر الذي تكاد إبتسامته تصل أذناه و قال : علي الله تكون هديت يا ماهر باشا..أدي الفاتحه و قرأناها. 





حمحم ماهر متصنعاّ الحرج و قال: لا يا عمي العمده لسه مهديتش.. أنا عايز أتجوز آخر الشهر مع وائل. 


هز تيم رأسه بيأس من صديقه و قال: يبني زهقت أفهم فيك.. مينفعش.. إنت عايز البنتين يسيبوا البيت مرة واحده! 


تجاهله ماهر و كأنه لم يستمع إليه ثم قام من مجلسه و ذهب بجوار والد تيم و قال بصدق: حضرتك يا عمي فاهم و مقدر إن



 الوحده صعبه و أنا وحيد معنديش غيركوا و محتاج حد يكون سند و ونس و حد يهون عليا المرمطه اللي بشوفها.. أنا أكيد




 مش هعرف أستقر اليومين لحد ما أترقي و أقدر أثبت في محافظه بس إن شاء الله متقلقش مش هقصر معاها في أي حاجة والله و لا هحسسها إنها وحيدة..جوزني آخرالشهر بقا.


قال الأخيرة بتوسل فإبتسم العمده ثم قال:مااشي يا ماهر..فرحك آخر الشهر مع وائل و تالا..وريني بجا هتلحج تجهز حالك في أسبوعين إزاي؟!و وائل مصمم الفرح يكون في القاهرة.




قال تيم رافضا:إزاي يعني يا بابا آخر الشهر؟! طيب أنا هبقا مع وائل ولا مع الأستاذ ولا مع إخواتي ولا هعمل إيه بالظبط! 


قال والده: سيبها لله يا تيم.. كله هيتدبر.


قام ماهر متحمساً ثم قبّل رأس "العمده" و قال: يسلم فمك يا عمي أهو ده الكلام اللي يفتح النفس.. و متقلقش من أي حاجة تخص الفرح أنا هتكلم مع وائل و نظبط الدنيا إن شاءلله. 


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥

يوم حفل الزفاف.. 


جهزت أكبر قاعات القاهرة ليقام بها حفل زفاف "وائل علي تالا" و "ماهر علي تالين".. ضم الحفل جمع كبير من الناس و وقف




 تيم بجانب والده لإستقبال المدعوين بينما ترافق ماريا شقيقاته لمساعدتهم فقالت رشيدة: معلش يا ماريا يا بتي تناديلي تيم ألا مبيردش علي تليفونه أكيد مش سامعه. 


_حاضر يا ماما رشيدة. 


نزلت ماريا للأسفل للبحث عن تيم فوقع بصرها علي'أكرم'يدخل القاعه.. نطقت إسمه بذهول و أصابها التوتر. 


ذهبت حيث يقف تيم الذي لاحظ توترهاض فقال: عقبالك يا حبيبي.. ايه الطعامه دي! 


ظلت تتلفت حولها بخوف و قلق و قالت: ماما عيزاك فوق. 


تعجب من توترها و لكنه لم يتساءل عن السبب و صعد برفقتها إلي غرفة العروسين. 




دق الباب و فتح فوجد'تالامنهارة.. تجهش بالبكاء بشدة. 


إنتابه القلق الشديد فسألها: في إيه يا تالا بتعيطي ليه؟! 


قالت حسناء بسخط: قوللها يا تيم.. بتعيط عشان السلسله اللي بابا جايبهالها مش لاقياها.. ثم وجهت حديثها لإبنتها و قالت: يبنتي بطلي عياط وشك باظ و مفيش وقت نصلح حاجه. 


قالت تالا ببكاء: أبطل عياط إزاي يعني.. دي هدية بابا ليا يعنى كان لازم ألبسها النهاردة. 




كان تيم شارداّ واجماً يستمع لهم دون أن يستوعب ما يقولون.. حدّث ماريا بهمس و قال: تعالي معايا. 


خرجت ماريا برفقته متعجبه حتي وصلا إلي مكان هادئ فصدمها تيم بقوله: سلسلة تالا معاكي؟! 


إتسعت عينيها بصدمة حتي برزت زمرديتيها و نظرت له بذهول و لم تتفوه ببنت شفه. 


و كأن تيم إستوعب لتوّه ما نطق به عندما نظر إلي لآليء عينيها و قد سقطت بقهر فقال لها بتلعثم: ماريا.. أنا مش بتهمك بحاجه متفهمنيش غلط.. توترك و قلقك بس اللي أوحوا لي بكده. 




لم تجيبه.. تركته و عادت أدراجها حيث غرفة العروسين. 


همّ هو باللحاق بها فقاطع سيره رؤيته لـ أكرم يتجول بكل أريحيه فذهب لوائل و حدثه قائلاً: وائل هو مين اللي عزم الواد اللي هناك ده! 




نظر وائل حيث يشير تيم برأسه و قال: آاه تقصد أكرم؟! ده إبن خالة "محي" صحبي و هو اللي عازمه.. إنت تعرفه؟! 


أومأ تيم موافقاً ثم أسرع يبحث عن ماريا و قد تبين لديه الآن سبب توترها. 


صعد إلي غرفة شقيقتيه و سأل عنها فأجابت والدته: كانت هنا و إستأذنت قالت رايحه مشوار سريع و جايه. 




قطب تيم حاجبيه متعجباً و قال: مشوار إيه؟! 


لمح بطرف عينيه السلسال الذي يزين رقبة أخته تالا فسأل بقلبٍ باكٍ علي ما صنع: لقيتي السلسله فين يا تالا. 


أجابت أخته بإبتسامة: القرده "دهب" بنت صبا كانت مخبياها. 


إصطدمت جفونه بندم و زم شفتيه حسرةً و خرج من الغرفه للبحث عنها. 


قام بالإتصال بها فوجد هاتفها مغلقاً.. أرسل لها بالعديد من الرسائل الصوتيه و النصيه يرجوها أن تغفر له ذلته و لكنها لم تصلها. 


ركب. سيارته و جال بالشوارع المحيطه بالقاعه يبحث عنها فلم يجدها. 





ذهب مسرعاً إلي شقة جدتها و صعد و طرق الباب و أحداً لم يجيب. 


هاتف الطبيب و سأله عمّا إذا كانت ذهبت إليه فأخبره الطبيب قائلاً: لا يا تيم مجتش.. شوف هي بترتاح فين أو مع مين و إسأل هناك. 


فور أن إستمع تيم لكلمات الطبيب حتي جال بخاطره فكرة ذهابها لقبر والدتها فإستقل سيارته مسرعاً و ذهب نحوه. 


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥


تقف "ماريا"أمام قبر والدتها تبكي بشده..تشارك أمها آلامها.


_من يوم ما سيبتي و انا كل الدنيا دايسه عليا..حتي"تيم"الإنسان الوحيد اللي حبيته و اتغيرت عشانه بعد كل ده بيتهمني .


ظلت تنظر إلي الفراغ في نقطه وهميه ثم قالت بصوت قوي:بس لااا..هو ميستاهلش..زيه زي غيره..عمره ما هيثق فيا ولا هيصدقني.


"عشان غبي و حمار..قولي كل اللي عايزه تقوليه..بس سامحيني..أنا مليش غيرك ي ماريا..و لو سيبتيني مش هتقوملي قومه"


تفوه "تيم"بتلك الكلمات بصوت مرهق،متعب،حزين للغايه.ثم اقترب منها و جثا علي إحدي ركبتيه ثم جفف دموعها بيده و قال بندم:أنا آسف..علشان خاطري سامحيني..كانت ذلة لسان.


ردت ماريا بحده:انا مش زعلانه منك ي تيم..اللي عملته ده انا كنت مستنياك تعمله من وقت ما عرفنا بعض..بس للأسف إنت اخترت التوقيت الغلط.


نظر لها بتساؤل فأكملت:يريتك قولتلي الكلام ده من أول مااتعرفنا..كانت مش هتفرق معايا..لكن انت استنيت لما بقيت بالنسبالي كل حاجه و جيت دبحتني..انت قضيت عليا ي تيم.


_عشان خاطري..ورحمة مامتك تسامحيني.


نظرت له بإبتسامه ثم قالت: مسامحاك ي تيم.


ثم تبدلت ملامح وجهها لأخري مغايره تمااما و قالت:بس مش عايزه أعرفك تاني!!


نظر لها بذهول و عدم تصديق ثم قال:لا يا ماريا إيه اللي بتقوليه ده!


_ده الصح يا تيم..أنا كنت بكدب نفسي و بقول تيم الوحيد اللي عمره ما يظلمك..مهما يحصل هو هيكون أول واحد في ضهرك..بس إنت أول واحد شكيت فيا..مهما كنت بتحبني بس مش هتعرف تتجاهل حقيقة كوني مريضة سرقه..لو إتجوزنا و حاجه ضاعت منك هتفكر إني أنا اللي خدتها..مش هينفع نكمل يا تيم. 


أمسك تيم بيديها قائلاً بتوسل: ماريا أنا محيلتيش غيرك في الدنيا.. سامحيني عشان خاطري.. و رحمة مامتك تسامحيني. 


قاطعهم رتين هاتفه بإلحاح فأجاب: أيوة يا بابا. 


_إيه يا تيم إنت فين إنت و خطيبتك! 


=جايين يا بابا.. سلام. 


نظر لها بتوسل و قال: عشان خاطري قومي معايا.. متسيبنيش لوحدي في يوم زي ده. 


أومأت و نهضت ثم نظرت له بخيبة أمل فإحتضنها هو بندم و قبّل رأسها ثم قال: حقك عليا أنا آسف.. مش هتتكرر تاني والله. 


هزت رأسها بموافقه و ركبت السيارة بهدوء و تحرك بها نحو القاعه.


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥

_نسمع صقفه كبيرة لباشا أسوان اللي هيهدي أحلي أغنيه لأحلي عروسين.


قالها منسق الموسيقي "Dj" جاذباّ إنتباه الحضور الذين صفقوا بشده لرؤيتهم تيم يصعد المسرح. 


_حيلة أمه طالع يغني كيف الحريم. 


قالها'العمده'ساخطاً غاضباً موجهاً حديثه لـ رشيدة التي نظرت له بإستياء و قالت: إسم الله عليه يا أخويا ده زين الرجاله كلهم و بعدين فيها إيه يعني لما يغني لإخواته مهو فرحان بيهم. 


تحدث تيم بالميكروفون و قال: أولاً نورتونا كلكم و عقبال عندكم جميعاً.. ثانياً الأغنيه دي أكيد هديهلإخواتي.. 


قال ماهر مهللاً: الله يخليك يا تيتوووو. 


فأكمل تيم: بس في المقام الأول هي هدية لزوجتي المستقبليه. 


_الله يكسفك يا شيخ.. قالها ماهر حانقاً. 


ضحكوا جميعهم فأفسح تيم المجال للعروسين كي يتوسطوا المسرح لكي يشارك كل زوج زوجته الرقص.


نزل من مكانه ثم إرتفع صوته بالغناء: 


من غير ما أحكيلك عن بكرة

ولا أجيبلك سيرة عن الماضي

أنا عمري ما عشت إلا في قربك

واسألي في عينيكي على ميلادي


إتجه نحو المكان الذي تجلس به ماريا متجاهله إياه تماماً و أكمل:


أنا قصة انكتبت على إيدِك من أول سطر

مش عارف عني غير اللي إنتي عني عرفتيه

بَدَأِت وأنا جنبك أيامي الحلوين في العمر

ماحلمتش بيكي لكن هحلم بعديكي بمين


نظرت له تلتمس الصدق بعينيه و إبتسمت دون وعي منها عندما وجدت عيناه تفيض بالعشق فتابع:


من قبل ما أقابلك على فكرة

من قبل ما أشوفك واحشاني

أنا كنت بحبك من الأول

وقابلتك حبيتك تاني


أمسك بيديها و صعدا إلي المسرح و شاركا العروسين الرقص و كلاً منهما لا يحيد ببصره عن الآخر حتي أفاقا علي تصفيق الجميع لهما.



              الفصل الواحد وعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>