💥إختلاس مشروع💥
الفصل التاسع
بقلم،،نعمه حسن،،
قبل ٢٤ ساعه....
عاد إلي بيته ثم أبدل ثيابه و إستعد آخذاً أغراضه ثم إتخذ طريقه نحو العقاب المجهول.
دخل إلي مكتبه فوجد "ماهر" بإنتظاره فهب واقفاً و قال: الدنيا مقلوبه يا تيم.
تيم بهدوء:إيه اللي حصل؟!
_العيال بتوع إمبارح نازلين صياح و معرفش مين من اللي في الحجز قاللهم طلما مشافوش ختم النيابه العامه علي أمر الضبط و الإحضار يبقا باطل و من الصبح عاملين هيصه و عمالين يقولوا عاوزين نخرج و هنطلب بتعويض و تقريباً كده ليلتنا سودا.
=ليلتنا؟! ليلتنا ليه؟!
_هو إيه اللي ليلتنا ليه؟! واد يا تيم إنت ناوي تتخلي عني ولا إيه؟!
نظر تيم له بدهشة و قال: هو أنا ممكن أعمل كده يا ماهر؟!
=ما هو إنت اللي بتقول أهو ليلتنا ليه.
_أيوة.. عشان إنت بره الحكايه.. أنا اللي هتحمل المسئولية كامله لأن ده موضوعي أنا.
قاطعهم طرق الباب فأذن تيم بالدخول فدخل الصول قائلاً: في إستدعاء لحضراتكوا علي مكتب سيادة العميد.
ذهبوا سوياً إلي مكتب العميد الذي قابلهم بوجه متجهم ثم قال: إتفضلوا يا حضرات.
جلسا فبدأ كلامه مع "ماهر" قائلاً: ممكن أفهم يا "ماهر" بيه إيه اللي حصل.
قاطعه تيم قائلاً: بعد إذن سيادتك ملازم أول ماهر ملوش دخل بالموضوع.. أنا اللي كتبت أمر الضبط و الإحضار و سلمتهوله.. يعنى أنا المسئول.
نظر العميد لماهر ثم سأله: الكلام ده صحيح يا ماهر؟!
تلجم لسان"ماهر"و لم يستطع النطق فنظر إلي "تيم" الذي أومأ له برأسه ثم أعاد النظر إلي العميد الذي يسدد له نظرات متحفزه و لم يتفوه ببنت شفه فتكلم تيم قائلاً: حضرتك إنت عارف إن أنا و ماهر أكتر من إخوات عشان كده عو مش هاين عليه يتكلم لكن صدقني ده اللي حصل.
العميد:إنت عارف إنك كده هتتوقف عن عملك و هيتحقق معاك؟! العيال اللي إنت قابض عليهم و حاجزهم بدون وجه حق دول هيطالبوك بتعويض كمان.
أجاب تيم بهدوء علي عكس ما يعتمل بداخله: اللي تشوفه حضرتك.
_آكتب.. ''النيابه العامه تقرر إحالة النقيب" تيم محمد داود" و ملازم أول "ماهر السيد علي "للتحقيق في واقعتي القبض علي مواطن بدون وجه حق و حجز مواطن بدون وجه حق''
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
بعد أن غادروا مكتب النائب العام قام" تيم"بالإتصال بمركز الطبيب النفسي و أخذ موعداً في الواحده ظهراً ثم قام بالإتصال ب" ماريا"التي أجابت علي الفور قائله: كنت لسه هكلمك.
_بنت حلال.
=عملت ايه؟!
_إتحولت للتحقيق.. المهم قبل موبايلي ما يفصل شحن.. ميعادنا عند الدكتور كمان ساعه.. يعني نص ساعة و أعدي عليكي آخدك.
أجابت بسخط: دكتور إيه دلوقتي؟! انت اتحولت للتحقيق بجد؟!
_أيوة والله.. و بكرة هحضر قدام اللجنه عشان يتحقق معايا.
=و بعدين؟!
_ولا قبلين.. مش عارف بقا هيحصل ايه بس اهم حاجه دلوقتي ميعاد الدكتور.
أجابت علي مضض قائله: تمام.
أنهي المكالمه ثم نظر إلي ذلك الشارد بجانبه و قال: مالك يا ماهر؟! فكر معايا بصوت عالي.
ماهر ب حزن غالب علي صوتهِ: بفكر في سالي.. من إمبارح برن عليها تليفونها مقفول.
تيم محاولاً ثنيه عن طريقة تفكيره السلبيه: بلاش سوء الظن يا ماهر.. إستني لما تسمع منها و بعدها قرر هتعمل ايه.
أومأ ماهر بإيجاز ثم قال: مش قولتلي هتحكيلي كل حاجه؟!
_بعدين يا ماهر أنا مش حابب أتكلم.
=الموضوع له علاقه بواحده صح؟!
_مش بالظبط.
=لا طلما قولت مش بالظبط.. يبقا بالظبط.. قوللي بقا يا شق مين القطعه؟!
_قطعة إيه مش فاهم؟!(
=الحته يعني.. المزززززه.
قال تيم بإمتعاض: إيه يبني الكلام ده.. قطعه و حته.. والنبي يا ماهر إتكلم حلو عشان كلامك بيدوخني و بيقلب معدتي والله.
قال ماهر بسخريه: في ايه يا عم تيم هو ايه اللي بيدوخك و يقلب معدتك؟! هو أنا بقولك هات بوسه!
صفعه "تيم" خلف رأسه بقوة ثم قال:بتهزر يا بارد!.. أنا ماشي.
_علي فين؟!
=مشوار و راجع.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
حاول والد تيم الإتصال به مرات عديده دون جدوي..حاول أن يتواصل مع "ماهر" فوجد هاتفه مغلق..إستمع إلي صخب إبنته فقال: في ايه يبنتي نازله السلم جري كده ليه؟!
_إلحق يا بابا شوف مكتوب إيه علي صفحة "أخبار أسوان"
=في إيه وريني.
''النيابه العامه تقرر إحالة النقيب" تيم محمد داود" و ملازم. أول "ماهر السيد علي "للتحقيق في واقعتي القبض علي مواطن بدون وجه حق و حجز مواطن بدون وجه حق'''
فور أن قرأ والده الخبر حتي أسرع بالإتصال به فوجد الهاتف مغلقاً فقال محدثاً إبنته: إطلعي هاتيلي جلابيه بسرعه و مفاتيح العربيه من فوج و متعرفيش خالتك رشيدة حاجه.
أومأت بموافقه و همّت بالمغادرة ثم توقفت متسائله: بس يا بابا لو روحت طيران زي ما تيم بيعمل يكون أسرع.
أجاب بلهفه: صح.. طيب إطلبي شركة الطيران و إحجزيلي اقرب تذكرة.
قامت بالإتصال بشركة الطيران قائلة: لو سمحت عايزة أحجز اول طياره للقاهرة.
_رحلة الساعه ٥ زيا فندم.
=تمام.
ثم وجهت حديثها لوالدها: الساعه ٥ يا بابا.
_يعنى لسه ٣ ساعات!!!
=أقرب حاجه يا بابا.. مهو كده أحسن من ال ١٠ ساعات اللي هتقضيهم سايق.أعاد الإتصال به دون فائده فقام بالإتصال ب'ماهر'الذي أجاب علي الفور.
_أيوة يا ماهر.
=أيوة يا عمي العمده إزيك؟!
_الله يسلمك يا سيدي.. في إيه؟!
=في ايه؟!
_في ايه يا ماهر؟! عملتوا ايه خلاهم يحولوكوا علي التحجيج؟!
=مفيش يا عمي هو حوار كده و ربنا يستر.
_امممم..بتخبي يا زنخ؟! طيب أنا جايلكوا.
=لا يا عمي ملوش لزوم تتعب نفسك يعني.. ان شاء الله بسيطه.
_إزاي يعني؟! منتا لو تريح و تجوللي عملتوا ايه ممكن أعرف أتصرف.
=خلاص يا عمي إحنا في انتظارك.. تيم هيحكيلك لما تيجي.
_ماشي يا ماهر.. وجعتكوا مطينه بطين.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
داخل عيادة الطبيب النفسي...
الطبيب بإبتسامته المعهوده: إيه الاخبار يا تيم؟!
أجاب تيم بهدوء: الحمدلله يا دكتور.. ماشي علي الدوا.. مؤخراً حاسس إني أحسن.. حاسس إني خفيف و بدات أتقبل الأمور بشكل أحسن.
الطبيب بإيماءه مستبشره: هايل.. طيب و موضوع زواجك!
تنهد تيم بحيره ثم أردف: هو انا كنت خدت الريسك و خلاص هتكلم معاها و أنهي كل حاجه... زم شفتاه في ضيق و أكمل: بس حصل ظروف و الكلام إتأجل.. و الموضوع متعلق لسه.
الطبيب: طيب.. الموضوع شاغل تفكيرك!
_بصراحه هو شاغل تفكيري من ناحية إني أنهيه و مش عارف.
=بص يا تيم..إنت كل مدي ما شعورك بيتأكد جواك إن العلاقه دي مش هتعود عليك بالنفع أبداً.. صح؟!
أومأ تيم بموافقه فأكمل الطبيب قائلاً: إذن يبقي لازم تقول نقطه و من أول السطر.. إنهي العلاقه دي فورا.. لان العلاقات مينفعش فيها التجارب.. إنت أول ما تشعر إنك مش مرتاح ولا
عاوز تكمل يبقا توقف فوراً.. ثم نظر له و إبتسم إبتسامه خفيفه واضعاً يد فوق الأخري و قال: الخساره القريبه ولا المكسب البعيد يا تيم.
أومأ تيم بإقتناع فتوّجه الطبيب بالحديث الي تلك التي تستمع بإمعان و تركيز فقال: أخبارنا إيه يا آنسه'ماريا'؟
صوبت له "ماريا" زوج من الزمرد الشاهق ثم باغتته قائله: كنت هنتحر!
لم تظهر عليه أي أمارات للدهشه فأكملت بضيق: و سرقت تاني!
ظلت نظراته خاويه فتابعت: أنا مش كويسه.. حاسه إن مفيش مني أمل.. أنا إستسلمت بسرعه جداً و خايفه هاجس الإنتحار ده يفضل يجيلي لاني مش عارفه أنا وقتها ممكن أستسلم ولا لأ.
باغتها الطبيب قائلاً: بتصلي يا ماريا؟!
أجابت علي إستحياء: مش دايماً.
_إمتا آخر فترة إلتزمتي فيها بالصلاة.
=من شهور.
_إمتا آخر مره جالك هاجس الإنتحار؟!
=من كذا شهر تقريبا.. بس مكنتش تعبانه زي الفترة دي.
_يمكن مكنتيش تعبانه لأنك كنتي وقتها في صله بينك وبين ربنا حتي لو مش بإستمرار.. و من بعد ما بطلتي صلاه بدأت فكرة الانتحار تخطر علي بالك دايما.. يعني كنتي بمثابة أرض خصبه لكل الطاقه السلبيه و الأفكار السيئه.
تبسم بتنهيده ثم أكمل: الصلاه يا ماريا ليها دور فعال جداا جداااا في العلاج النفسي.. بتقلل من التوتر و القلق و بتزود ثقة الانسان في نفسه و بتخليه دايماً مرتاح و حاسس إنه
. خفيف زي قال تيم.. حاولي تبدأي و ترجعي للصلاه صدقيني هتفرق جداً في تحسن حالتك النفسيه و هتقلل كمان من
شعورك بالحاجه للسرقه و هأكد عليكي تكوني موجوده مع ناس بتحبيهم و بترتاحي معاهم و بتتعاملي معاهم براحه و إبعدي عن العلاقات اللي فيها تكلف و زيف و عدم إرتياح.
سألته مستفهمه: عشان ميهونش عليا أسرق حد بحبه؟!
هز رأسه نافياً ثم قال: بالعكس.. لأن مريض الكلبتومانيا مش بيسرق بدافع الكره أو الانتقام.. يعني ممكن جدا يسرق زوجته أو زوجها أو أمه أو أبوه و أصحابه.. أنا بقولك تكوني في مكان مريح ليكي بحيث ميكونش في ضغط أعصاب او قلق أو أي شعور يؤدي إنك تنتابك حالة هوس إنك تسرقي.
أومأت في موافقه فقال مخاطباً كليهما: إن شاءلله الزيارة الجايه بعد ٣أسابيع من دلوقتي..و هنمشي علي الدوا زي ما احنا.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
بعد أن غادروا عيادة الطبيب قال تيم: خليني أفتح موبايلي عشان لو ماهر رن.
ثم نظر إليها و قال: نتمشي؟!
_ننمشي.
قاطعهم رنين هاتفه فقال: ده ماهر بيتصل.. ثم أجاب المكالمه قائلاً: أيوة يا ماهر.
_تيم.. إحضر دلوقتى حالا.. اللجنه طالبانا للتحقيق دلوقتي.
=مسافة السكه.. سلام.
نظر لها بحرج ثم قال: معلش يا ماريا لازم أمشي دلوقتي.. خليني اوصلك يلا.
أوصلها إلي منزلها ثم إتخذ طريقه الي مقر عمله.. إستقبله ماهر قائلاً: يلا يبني إتأخرت كده ليه؟!
_تقولش هيكرمونا؟! مستعجل علي الهم ليه؟!
ذهبوا سويا ليحضروا امام اللجنه القائمه علي التحقيق فقال المحقق:تيم انت قولت قدام النيابه العامه إن"ماهر السيد علي"ملوش دخل.
تيم بهدوء:أيوة يا فندم.
المحقق:طيب..رأيك إيه في التهم المنسوبه إليك بالتحايل و إصدار أمر ضبط و إحضار بدون آذن النيابه العامه و تنفيذ الأمر.تيم:حضرتك أنا عملت كده كنت بحاول أنقذ بنت من محاولة إبتزاز رخيصه كان هيترتب عليها حاجات أكبر.
المحقق:تقدر تحكي تفاصيل؟!
تيم:للأسف مش هينفع.
المحقق:بس كده لو ثبتت التهمه و إنك إستخدمت بند التحايل هتعتبر جنايه و هتكون العقوبه مشدده.
تيم:و انا معنديش كلام زياده أقوله.
المحقق:يتم إحالة'تيم محمد داود' إلي محكمة جنايات القاهره للنظر في القضيه و النطق بالحكم.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
مع غروب شمس يومٍ عصيب وصل والد'تيم'إلي حيث يقيم ولده.. طرق الباب ففتح له ماهر بوجه عابس و أعين دامعه.. إستقبله بحفاوة فدخل ثم جلس و سأله: فين تيم يا ماهر؟!
إختنق صوت ماهر بالبكاء فأجاب: ماهر إتحول جنايات القاهره والمفروض اول جلسه محاكمة بكرة.
لم تكن تلك بكلمات.. بل كانت سهاماً أصابت قلبه.. أحسّ بالخدر يسير بجميع أنحاء جسده.. قال بثقل: جنايات؟؟! هو عمل ايه بالظبط؟!
لم يجيب ماهر فأمسك "العمده" بيديه في رجاء قائلاً: انطج يا ماهر عشان خاطر ربنا.
قصّ ماهر علي والد تيم ما حدث دون زياده او نقصان فقال والد تيم: يعني إنت متعرفش هو عمل كده عشان إيه !
هز ماهر رأسه بنفي ثم قال: أنا حتي لما جم يحققوا معاه خلوني اطلع.. يعني معرفتش السبب.
_عليك العوض و منك العوض يا رب.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
داخل قاعة المحكمه.. تواجد والد تيم و ماهر برفقة المحامي و ماريا التي علمت بالخبر من موقع'الفيسبوك'.
قال القاضي بعد أن إستمع لمرافعة المحامي: احكيلنا يا تيم ليه عملت كده؟!
تيم: حضرتك كنت بمنع محاولة ابتزاز لبنت كان مستقبلها هيضيع.
_محاولة ابتزاز من أي نوع؟! كان بيبتزها بإيه؟!
=حضرتك مش هينفع أتكلم زياده عن كده ده اللي حصل.
_طيب هي موجوده معانا هنا؟! شهادتها هتفيدك أكيد.
=لا مش موجوده يا فندم.
طرق القاضي بمطرقته قائلاً: بعد قليل.. جلسة النطق بالحكم..
نظر تيم حيث تجلس ماريا فوجدها تنظر له بعينين منتفختان من أثر البكاء فإبتسم لها بهدوء ثم اومأ برأسه لها بهدف طمأنتها.
دخل القاضي القاعه مجددا فقال:
بعد الإطلاع علي الأوراق و بثبوت إستعمال المتهم بند التحايل و القبض علي مواطن بدون وجه حق و حجزه بأمر ضبط و إحضار مزوّر ..حكمت المحكمه حضوريا علي المتهم"تيم محمد داود" بالسجن المشدد ثلاث سنوات علي أن يحرم نيشانه.
سادت حاله من الهرج و المرج في القاعه قطعتها هي واقفه بفزع قائله بصوت عالي قد بلغ منه التعب مبلغه: بس ده ظلم.
هدووء..قالها القاضي ثم سألها:مين انتي؟!
_انا البنت اللي تيم أنقذها من محاولة الابتزاز.
=قربي...تقدمت علي إستحياء فقال:إتفضلي إحكيلنا اللي حصل.
نظرت ماريا إلي تيم فوجدته يهز رأسه بنفي يحثها علي ألا تتكلم فتجاهلته و اطلقت لسانها:
_حضرتك أنا مريضة كلبتومانيا و معايا ما يثبت ذلك..كنت في عيد ميلاد صحبتي و واحد صورني و انا بسرق و بعتلي الفيديو..ف انا استنجدت بتيم لأنه هددني اني لو مروحتلوش شقته هينشر الفيديو ده..و تيم عشان ينقذني عمل كده.
القاضي:معاكي اللي يثبت صحة كلامك؟!
_معايا تسجيلات بكلامه و معايا الفيديو اللي صورهولي..و معايا اللي يثبت اني بتعالج عند دكتور نفسي...ثم تقدمت منه و أعطته الهاتف فإستمع للتسجيلات و الرسائل.
طرق بمطرقته مره ثانيه قائلا
:الحكم بعد المداولة.....
