💥إختلاس مشروع💥
الفصل الثاني عشر
بقلم، نعمه حسن،،
تيتااااااااااه......
برز صوت ماريا صارخاً عندما رأت جدتها مُسچاه علي الأرض..جرت إليها تتفحصها و تحاول رفعها عن الأرض فوجدت أطرافها شديدة البرود.. نظرت إلي عينيها فوجدتها بؤبؤ عينيها ساكناً.. وضعت أذنيها موضع قلبها فعلمت أنها قد فارقت الحياه.
جلست تحتضن جدتها و تبكي بصمت.. تعلم أنه العناق الأخير.. توّد لو أبقتها معها أبد ما حيت حتي يرحلوا سوياً.
_ليـه يا تيته!.. سيبتيني لمين؟!
رن هاتفها ففتحته فـ جاء صوت والدها معنّفاً: هو ده اللي هاجي من بدري؟!
_تيتـه ماتـت يا بابا.
تشدقت بها بقلـبٍ نازف فقال: لا حول ولاقوة الابالله.. البقيه في حياتك يا حبيبتي.. أنا هجهز دلوقتى حالاً و اجيلك.
و بالفعل بعد مرور ثلاث ساعات كان يقف أمام المنزل الموجود به شقة جدتها.. صعد إليها و دق الباب ففتحت له بأعين منتفخه و وجه شاحب.. جذبها إلي حضنه فشددت من إحتضانه و أجهشت بالبكاء.. ظل يهدهدها و يسبغها بحنانه ثم أبعدها عنه قائلاً: الدكتوره جت؟!(
_دكتورة إيه؟!
رفع حاجبيه بدهشه و قال: دكتورة إيه؟! الدكتورة اللي هتكشف و تطلع شهادة الوفاه.
_أنا مخدتش بالي من حاجه زي كده.
قام بطلب الطبيبه التي حضرت علي الفور و حررت شهادة الوفاه و أحضروا سيده قامت بالغُسل و بعد ان انتهوا من مراسم الجنازة بحضور أفراد معدودة تم تشييعها إلي مأواها الأخير.
وقفت أمام قبر والدتها التي وضعت بجانبها جدتها و قرأت لهم الفاتحه بنشيج لا ينقطع و بكاء تمزعت له نياط قلبها.
غادرت المقابر مع حلول الظلام برفقة والدها.. ربت علي ظهرها و قال: يلا يا حبيبتي عشان هنرجع إسكندريه.
إنقبض قلبها فجأةً و قالت: لا يا بابا أنا هفضل في شقة تيته.
=نعم! إزاي يعني تفضلي لوحدك؟!
_معلش يا بابا أنا هكون مرتاحه هنا أكتر.
=ماريا انا مش بناقشك علي فكره. إنتي هترجعي معايا أكيد.
_يا بابا عشان خاطري.. أنا عايزة أفضل جمب تيته و ماما.
قال بنفاذ صبر: هنبقي نيجي نزورهم دايماً.. يلا يا حبيبتي.
_طيب أرجع شقة تيته آخد حاجتي!
=بعدين يا روحي يلاا..
و مع إصرار والدها عادت برفقته مباشرةً إلي الإسكندرية.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
"" ••الرساله الثانيه•• ""
أما بعد... لقد أخبرتني إنقباضة قلبي و ضيق صدري بأن مكروهاً أصاب قلبك.. لكِ أن تعلمي يا جميلتي أن أرواحنا تتلاقي كثيراً علي الرغم من فقر اللقاء.. أتمني أن يخطأ حدسي و عندما تقرأي مكتوبي هذا تقطبي ما بين حاجبيكِ و تتسائلي.. ما به هذا الأبله؟! .
إعتني بقلبك جيداً ف علي أمل اللقاء أحيا.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
أغلق المذكره بإبتسامه ثم قطعها عندما وجد ذاك المتطفل يحدق به قائلاً: تدووووووم يا حظابط.
زفر بياس ثم قال: يا "شندي" زهقت أقوللك أنا مبقتش ظابط خلاص. بقيت زيي زيك و يمكن إنت حالياً ليك لزمه عني.
_لاا يا باشاا العفو إن دبل الورد ريحته فيه بردو.. بس أنا مش عارف بردو إزاي تبقا ظابط و حركات و تترمي رميتنا دي لا مؤاخذه.
أجاب تيم بجديه: عشان غلطت يا "شندي" و أديني أهو باخد جزائي.
تابع "شندي" بقهر: كل الناس بتغلط يا باشا.. بس هي حكومتنا كده بتيجي عند فاعل الخير و لازم توسع منها شويه.
ضحك تيم بإقتضاب و قال: هه.. قوم نام يا شندي و بطل كلام ممنوش فايده.. خليك تخرج من هنا بالسلامه لعيالك.
_و إنت يا باشا مش هتنام؟! ولا هتتنك سهران تفكر في القمر طول الليل زي عوايدك!
خطرت صورتها بباله فجأةً فإبتسم فقال "شندي" مشاكساً: يبقي هتتنك سهران تفكر! تصبح على خير يا باشا.
ثم إتجه "شندي" نحو فراشه المكتنز و صدح صوته بأغنية السلطان كعادته كل مساء قبل أن يخلد للنوم.
حلف القمر يمين و قاللي.. يا حلو ساعة ما شافك.
في الحسن لا بعدك ولاا قبلك ياا روحي.. يا روحي كملت أوصافك.
حلف القمر ياا قمر ياا قمر يمين و قاللي يا حلو ساعة ما شافك..
في الحسن لا بعدك ولاا قبلك ياا روحي.. يا روحي كملت أوصافك.
حلف القمر لون الورود
لون الزهر فوق الخدود
زاد الحلا جدايل سود جدايل سود
حلي الكرز فوق شفافك يا قمر
فالحسن لا بعدك ولا قبلك يا روحي
يا روحي كملت أوصافك يا يا روحي
طل الهوى بأحلى عيون قلي الدوى بين الجفون
السحر هام بألف لون
والشعر غافي عكتافي
عيني عيني عالهوى
فالحسن لا بعدك ولا قبلك يا روحي
يا روحي كملت أوصافك يا يا روحي
إستمع تيم إلي تلك الكلمات و صورتها تحتل مخيلته و البسمه لا تغادر شفتاه.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
_إتفضلي يا حبيبتي..تحدث والد ماريا مرحباً بها مشيراً للداخل.
دخلت و روحها لا تزال ببيت جدتها..ظلت تطالع منزل والدها الذي يختلف تصميمه بإستمرار تبعاً لإختيار "المدام الجديده"
كما تقول ماريا.
_بيتك كل مدي بيبقا بارد يا بابا..تفوهت ماريا بتلك الكلمات فهز والدها رأسه مستفهماً فأردفت:مفيش فيه حياه..ألوانه و الديكور و العفش و كل حاجه بقت بارده..مفيش فيها روح.
نظر لها والدها بعدم فهم فأكملت:من كتر ما بتغير فيه..كل واحده بتغير علي مزاجها لحد ما بقا شبه الأوتيلات..كل حاجه فيه تحسها لتقضية غرض معين.. محدش يحب يعيش فيه طول الوقت.
قاطعها بروز صوت حذاء حريمي فنظرت بإتجاه الصوت فوجدت زوجته الجديده تطل بردائها القصير الذي يبرز جسدها بوفرة و من ثم تشبثت برقبته في دلال و قالت مخاطبه ماريا: حمدالله على السلامة يا قمر.
صوبت ماريا سهام نظراتها نحوها بتفحص ثم أجابت بإقتضاب: شكرا.
تحدث والدها مخاطباً زوجته تلك التي تقف بميوعه: مامتك أخبارها إيه يا حبيبتي؟!
_تعبانه يا بيبي والله.. حتي كانت عايزاني أفضل عندها بس أنا مرضيتش عشانك و قولتلها كل يومين هبقا أجي أقضي معاكي يوم ولا حاجه.
=ااها طبعاً مفيش مانع.
ثم وجه حديثه لإبنته: يلا يا ماريا إطلعي إرتاحي يا بابا علي ما العشا يجهز.
قالت ماريا بضيق: لا مليش نفس.. أنا هطلع أنام و محدش يصحيني.
قالت زوجة والدها: لا يا حبيبتي دا باباكي محضر لك عشا ملوكي النهارده.
تحدث والد ماريا قائلاً: خلاص يا سالي سيبيها براحتها.. اليوم كان تقيل عليها..إطلعي يا حبيبتي نامي.. تصبحي على خير.
صعدت ماريا إلي غرفتها علي مضض و بالأسفل قال والدها لزوجته: بقولك إيه يا سوسو! ما تيجي تعمليلي مساچ أصل مشوار القاهرة ده ده كسرلي عضمي.
_يلا يا حبيبي.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
في أسوان..
_يا رشيدة والله العظيم بخير.. منا جولتلك اليومين دول هو مش فاضي بس انا روحت له و إطمنت عليه و جاللي إنه هيكلمك في أجرب فرصه.
قالت رشيده ببكاء: لااا.. أنا جلبي مش مطمن.. حاسه إن جلبي مخنوج و متكتف.. حاسه إن إبني في ضيجه..ده حتي خطيبته بطلت تكلمني زي الاول.. أنا لازم أفهم إنتوا مخبيين عليا إيه؟! و تيم أچّل الفرح ليه و لحد امتا؟!
نظر العمده إلي زوجته حسناء بيأس و هز رأسه بقلة حيله فأدارت دفة الحديث قائله: رشيده يا حبيبتي إنتي قالقه نفسك عالفاضي والله.. تيم كويس و كلنا كلمناه هو بس مش عارف
يكلمك عشان مشغول اليومين دول.. و بعدين يا رشيده لما بيكلمك بتفضلي تعيطي و هو يعيط و بتتعبي نفسيته و هو مش ناقص يا ماما.
قالت رشيده بإستجداء: طيب كلميه دلوجتي و أنا والله العظيم ما هعيط.
دخلت تالا بغتةً و قالت: إنتوا هتفضلوا مخبيين عليها لحد إمتا؟! تيم محبوس يا خالتو رشيده.
ضرب والدها جبهته بكف يده في غضب في حين نظرت لهت والدتها بشرارات من الغضب و لكنها لم تأبه.. ذهبت و جلست بجانب زوجة أبيها و أمسكت بيدها برفق و قالت "أكيد تيم
مش هيفضل شهر من غير ما يسمع صوتك دنتي حبة الجلب زي ما بيقول دايما.. تيم في ضيقه فعلاً يا خالتو و إنتي اكتر حد هينفعه بدعاؤه.
كانت رشيدة تستمع لها بقلبٍ دامٍ.. تبكي بصمت و تنتحب بهدوء و فجأه إنفجرت بالصراخ: آااااااااااااه يا ابني.. آااااااااه يا حبيبي.
إحتضنها العمده و حاله لا يقل سوءاً عن حالها و قال: وحدي الله يا رشيدة.. إبنك بخير والله.. إهدي كده غلط عليكي.
قالت بلا وعي: غلط عليا؟! إبني يا داود.. إبني مسچون بين اربع حيطان و أنا هنا باكل و بشرب و بنام ولا داريه بحاچه.. عملوا في ابني إيه.. عمللهم إيه عشان يسچنوه ده عمره ما غلط.
حاول تهدئتها قائلاً: تجاوز صغير في شغله خلاهم حاكموه و خد 6 شهور.
إتسعت عينيها بصدمه فاسرعت تالا بقول: 6شهور من 3سنين مشدد يا خالتو.. يعني مش كتير.. هو أحسن من غيره الحمدلله.. و عدي منهم شهر كمان يعنى هانت و يخرجلنا بالسلامه إن شاءلله.
قالت رشيدة بهدوء نسبياً: طب أنا عايزة أشوفه.. عايزه أخده في حضني و أشم ريحته و أتأكد إنه بخير.
قال موافقاً إياها: حااضر هشوف لو ينفع نروح زيارة خاصه و أوديكي تشوفيه و لو منفعش هكلم مأمور السچن يخليه يكلمنا من مكتبه.. إهدي بجاا عشان خاطر ربنا.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
تستقبل شمس يومٍ جديد تعلم أنه لن يمر مر الكرام..فـ إن لم يحدث ما يعكر صفو يومها فلن تتركها أحاسيسها المبعثرة و شأنها.
قامت من فراشها و توضأت و أدت فرضها و من ثم أمسكت بصورة تضعها بجانب سريرها تجمعها و هي في الرابعه من عمرها بنسختين مطابقتين لها تماماً إلا في العمر، الأولي لوالدتها في زهرة شبابها و الثانية لجدتها فقيدة قلبها.
أمسكت بالصورة بيسراها و مسحت عَبراتها بيمناها و تفوهت بحزن فقالت: خلاص الصورة مبقاش ناقصها غيري و تكمل.. أنانيين!.. يعني انتوا عارفين إني مليش غيركوا و بردو سيبتوني!
قاطع حديثها طرق علي الباب فتسائلت: مين؟!
_أنا يا حبيبة بابا.
=إتفضل.
فتح والدها الباب و علي وجهه إبتسامه بشوشه لم يصطنعها و لكنها لم تلقي إستحساناً منها فتقدم منها والدها و جلس بجانبها قائلاً: عامله ايه النهارده؟!
اومأت و قالت بإقتضاب: الحمدلله.
تفحصها والدها مستغرباً و قال: لابسه ليه كده؟!
_كنت بصلي.
قطب ما بين حاجبيه و قال: بتصلي!
أول مره اعرف إنك بتصلي.
نظرت له بسخريه و قالت: عادي..مش اول حاجه متعرفهاش عني.
إعتدلت بجلستها و نظرت له بحده و قالت: تعرف إيه عني يا بابا؟!
ظهر الضيق بادياً علي وجهه و قال:أعرف عنك كل حاجه يا ماريا.. مش بنتي!
أجابت ماريا: بنتك أيوة.. بس هل إنت تعرف بنتك دي بتحب إيه.. بتحب مين.. بتحب تسمع ميوزك إيه.. مريضه بإيه.. تعرف إجابات للأسئله دي يا بابا؟!
أجاب والدها بتذمر: ماريا صباح الخير.. أنا صاحي مش قادر اتكلم بجد.
أومأت بإيجاز و قالت: ماشي يا بابا.
_يلا إنزلي عشان تفطري.. تشدق بتلك الكلمات علي عجاله و لم ينتظر ردها ثم تركها و نزل للأسفل مغادراً إلي عمله
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
"تيم محمد داود"
تشدق العسكري منادياً برسميه فإنتفض تيم تاركاً الكتاب الذي كان يقرأ فيه و قال: أيوة أنا.
_زياره.
