رواية اختلاس مشروع الفصل الثالث عشر13بقلم نعمه حسن


 

💥إختلاس مشروع💥

الفصل  الثالث عشر 

بقلم، نعمه حسن،، 


_زيارة! 


إبتسم محيّاه لا إرادياً و أسرع برفقة العسكري الذي إصطحبه إلي مكتب المأمور. 




لن يكذب إذا قال أنه قد إشتم رائحة أمه التي يحفظها عن ظهر قلب قبل أن يصل إلي الداخل. 


فتح العسكري الباب فـ لاح طيف والده الذي يقف في تأهب و إستعداد. 


دخل تيم إلي غرفة المكتب و أجفل قلبه عندما رأي والدته تجلس بتعب واضح عليها فهرول إليها يحتضنها ثم جثا أمامها علي ركبتيه و أمسك بكلتا يديها يقبلها. 


رأي عَبرات والدته فأطفر دمع عيناه و قال:متبكيش ياما أنا بخير والله.


ضمت رأسه إلي صدرهـا و قالت بصوت مختنق:وحشتني يا ضي العين..عامل إيه يا حبيبي؟! بتاكل كويس؟!





مدّ تلك الأنامـل الحانيـه بطبعها و مسح دموع والدته ثم قال:والله ياما زي الفل..


_أنا هسيبكوا براحتكوا شويه يا حج محمد..

تشدق المأمور منسحباً للخارج حفاظاً علي خصوصيتهم.


"مش هتسلم علي أبوك يا أستاذ تيم ولا إيه؟!"


 نطق والده تلك الكلمات فقام تيم علي فوره و إحتضن والده مردفاً:معلش يا بابا فرحتي بـ أمي خلتني ماخدش بالي.





ضمه والده إليه بشوقٍ بالغ مربتاً علي ظهره بحنان و قال: لا يا حبيبي ولا يهمك.. حضرة المأمور مشكور لما ماهر كلمه مرفضش الزيارة.. دي أمك كانت هتتجن. 


قال تيم و عيناه لا تحيد عن والدته التي تنظر له بحب و شوق: و مين اللي عرّفك ياما.. أنا مكنتش عاوزهم يجولولك عشان أنا عارف إنك هتتعبي و هتصممي تيچي. 




قال والده بحنق: أم لسان طوله مترين،، تالا أختك. 


ضحك من قلبه علي ذلك اللقب الذي دائماً ما يلقب به والده أخته و قال: والله أنا بسأل و عارف إنها معدتش تالا.. و هي عامله ايه يا بابا و تالين و ست الناس؟! 




قالت رشيده بملل: سيبك منهم دلوجتي.. بلا ست الناس بلا ست كوبيات.. إنت عامل ايه يا حبة جلبي؟! بتاكل إيه؟! و بتنام إزاي و فين؟! 


هز العمده رأسه بيأس من أسلوب زوجته الذي لن يتغير و تبسّم. 


ضحك تيم بدوره و قال: الحمدلله ياما.. باكل أحسن اكل.. و بنام علي سرير نضيف و كويس.. متجلجيش عليا. 


أردفت متسائله: و بتستحمي يا حبيبي؟! 


فاجئه سؤالها فنظر لوالده بتعجب ثم نظر لها و قال: ما أكيد بستحمي ياما.. هو إنتي شامه ريحه عفشه ولا إيه؟! 


ضحك والده لمزاحه في حين عبست والدته و قالت: أيوة ما هو لازم تتمسخر.. ما إنت طالع لأبوك! 




قام و قبّـل يدها ثم قال: لا العفو يا ست الكل دنتي حبيبتي. 


قاطعته و قالت: طيب أنا عايزة أفهم! إيه اللي يخليهم يحبسوك الحبسه دي؟! أبوك مش راضي يتكلم مع حد في حاجه. 


نظر لوالده بإمتنان و قال: الموضوع ميخصنيش لوحدي ياما عشان أتكلم فيه.. بس الحكاية بإختصار إن واحده أعرفها إستنجدت بيا لأن كان في حد بيضايجها.. فأنا كان لازم اتصرف بسرعه و مكانش جدامي غير إني أكتب أمر ضبط و إحضار عشان أعرف أبيته في الحچز عشان أضمن إنه ميتعرضلهاش.. بس...ده اللي حصل و عش..... 


قاطعته والدته و ضيقت ما بين حاجبيها و قالت بحده: واحـده تعرفها؟! واحده تعرفها إزاي يعني و إنت راچل متچوز!؟! 




همّ بالحديث فقاطعته قائلة: آااااااه.. ما إنت إبن أبوك صُح! شبهه في كل حاجه إشمعنا دي مش هتبجا زيه فيها؟! 


همّ بالحديث مرة أخرى فقاطعته ثانيةً: و مراتك عارفه بالكلام ده؟!  آااااه تلاجيها زعلانه و بطلت تكلمني عشان عرفت إن الموضوع فيه واحده غيرها. 




بنفاذ صبر قال بصوت عالي نسبياً: لا ياما ما هي مجصرتش و بعتت الحاچه مع أبوها. 


إتسعت عيناها و حدقت به بصدمه ثم قالت: بتجول إيه؟! بعتت الحاچه إزاي يعني؟! 


رمقه والده بعتاب فتراجع عن حدته و تحدث بهدوء و قال: بصي ياما.. جبل ما تزعلي و تضايجي نفسك.. عايز أجولك إني بحمد ربنا ليل نهار إن الجوازه دي متمتش.. لأني بجد مكنتش



 مرتاح ولا مستعد أتچوزها و اهو الحمدلله ربنا كشفها علي أصلها و جت من عندها.. يعني متزعليش ولا تفكري عشان أنا ولا في دماغي.. رُبّ ضارةً نافعه. 




نظرت رشيده لزوجها بلومٍ شديد و قالت: في حاجه تاني مخبيها عليا يا داود؟! 


أمسك داود بيديها ثم قال بحنان: يا رشيده إنتي عارفه إني بخاف عليكي.. عشان كده خبيت عليكي.. خوفت تتعبي و إنتي مش ناجصه تعب ولا شدة أعصاب. 


بتر حوارهم طرق الباب ثم دخول العسكري قائلا: البيه المأمور بيستأذن حضراتكوا إنه جاي. 




علي الفور نهض والديّ تيم و أغدقاه بالأحضان و القبل و الكثير من النصائح بأن يهتم بحاله و طعامه و نومه و ما شابه. 


دخل المأور فـ شكره تيم و والده ثم إنصرف تيم عائداً إلي زنزانته و غادر والديه السچن عائدين إلي أسوان. 


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥

في المساء.. عاد والد ماريا فوجدها تجلس علي الأرجوحه التي كانت تجلس عليها في صغرها بحديقة المنزل و يعلو صوتها بدندنه..

This night is cold in the kingdom

I can feel you fade away

From the kitchen to the bathroom sink and

Your steps keep me awake

Don't cut me down, throw me out, leave me here to waste

I once was a man with dignity and grace

Now I'm slippin' through the cracks of your cold embrace

So please, please

Could you find a way to let me down slowly?

A little sympathy, I hope you can show me

If you wanna go then I'll be so lonely

If you're leavin', baby, let me down slowly

Let me down, down, let me down, down, let me down

Let me down, down, let me down, down, let me down. 

شاركها في الغناء و صدح صوتهما عاليا


ًCould you find a way to let me down slowly?

A little sympathy, I hope you can show me

If you wanna go then I'll be so lonely

If you're leavin', baby, let me down slowly

Let me down, down, let me down, down, let me down

Let me down, down, let me down, down, let me down

If you wanna go then I'll be so lonely

If you're leavin', baby, let me down slowly

If you wanna go then I'll be so lonely

If you're leavin', baby, let me down slowly....


نظرت له بحب و سعاده فـ طوّق عنقها بيده الغليظه و قال:طول عمرك صوتك حلو يا يويا.


نظرت له بتبسم و قالت:يويا! من زمان جدا يا بابا مقولتليش كده.


قال موافقاً إياها:صح..بس ما احنا من زمان بردو مقعدناش مع بعض قعده حلوة..إنتي أغلب الوقت كنتي بتبقي عند جدتك الله يرحمها و لما كنتي بتيجي هنا كنتي بتبقي متعصبه و متنرفزه دايما و مهيبره كده..و انا بصراحه كنت بتجنبك.


أومأت بالموافقه فأردف:بس الحمدلله إنتي المرة دي أحسن و حاسس إنك مرتاحه أكتر و عينيكي بتلمع كمان.




تبسّم محياها تلقائياً و أومأت بنعم فتابع:يبقي ده طَب.

و أشار بيده إلي موضع قلبها.


لمعت عيناها بفرحه شديده فقال والدها:إحكيلي بقا..سالي هتبات عند مامتها النهارده..يعني معاكي للصبح..إحكي كل حاجه.


إعتدلت ماريا في جلستها و أدارت وجهها بحيث يقابله و قالت بفرحه: إسمه تيم.




قطب والدها حاجبيه و قال:شوف ياخويا البت..ما صدقت!


ضحكت ماريا بفرحه و قالت بوجنتين متوردتين:يوووه يا بابا متكسفنيش بقا.


داعب وجنتيها و قال:طيب خلاص..إحكيلي بقا إتعرفتوا فين و إمتا و إزاي؟!


ردت بحماس:إتقابلنا صدفه هنا في إسكندريه.


قال بعدم فهم:أيوة صدفه إزاي يعني؟!إحكيلي بالتفصيل إنتي عرفاني فضولي.


ضحكت بتلعثم و قالت:كنت ماشيه مش مركزه و هو كمان..فـ خبطنا في بعض..بس كده!


زم والدها شفتيه في تعجب ثم قال:و بعدين؟!


أجابت بتردد:و بعدين إتقابلنا في القاهره تاني و خرجنا مع بعض كذا مره..بس.


قال بدهشه:إتقابلتوا في القاهره صدفه بردو؟!


أومأت بإقتضاب تعجب هو له و لكنه لم يعقب و قال:طب و إتقابلتوا إزاي في القاهره ولا إتقابلتوا فين؟!




لم تدري بماذا تجيب فنظرت له بصمت علّله هو بأنها تخفي شيئاً ما فقال:خلاص مش لازم أعرف..طيب هو إعترفلك إنه بيحبك أو حاجه زي كده؟!


هزت رأسها بإنكار و قالت:لا مفيش حد فينا صارح التاني بمشاعره..انا أصلا مش عارفه إذا كان هو حاسس بحاجه من نحيتي ولا لأ..إحنا لحد دلوقتي just friends.




 قال والدها متسائلاً: بس غريبه يعني بما إنكوا صحاب زي ما بتقولي..ليه مشوفتوش يوم الدفنه و لا جه عزاكي.


أجابت بإيجاز:يعني..لظروف خارجه عن إرادته.


ضيّق عينيه في حيره و قال: إزاي يعني ممكن أعرف ظروف إيه؟!


أطلقت لسانها بغتةً:أصله في السجن!


فغر والدها فاه و إرتقا حاجباه للأعلي بصدمه ثم ردد عبارتها بإستنكار:في السجن؟!!




علمت أنه لا مفر من إخباره بالحقيقة كاملةً فقالت:بسببي.


لم تزل علامات الدهشه من علي وجهه فقال:بسببك؟! إزاي؟!


أخذت شهيقاً عميقاً ثم زفرته محمّل بالتوتر و الضغط و قالت:كان في حد بيبتزني بفيديو ليا و قاللي لو مروحتلوش شقته هينزل الفيديو ده علي جروب الكليه..و أنا وقتها مفكرتش و كلمت تيم عشان يلاقي حل و هو إضطر إنه يكتب



 أمر ضبط و إحضار عشان يعرف ياخده الحجز بحيث يضمن إنه ميأذنيش..و قد كان..و بعدها الموضوع إتعرف طبعاً و إتحول للتحقيق و إتحكم عليه ب 3سنين مشدد..فـ شهدت معاه و خففوا المده ل 6شهور..بس.




كان والدها يستمع دون إستيعاب..كل ما يتردد بذهنه الآن هي جملتها:فيديو ليا.


نظر لها ثم صفعها بغتةً و قال: فيديو ليكي يا قليلة الادب يا عديمة الربايه و بتقوليها في وشي كمان.


فهمت ما يلمح إليه والدها فقالت بغضب:لا طبعا.. إنت فهمت إيه؟! 


قال بغضب چم: أومال فيديو ليكي إزاي عايز أفهم. 


قالت بصراخ و قلب محتقن: فيديو ليااا و أنا بسررررررق.. أنا مرررريضة سرقه! 


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥

"عشان خاطري يا سالي خليكي معايا كمان شويه" 

برز ذلك الصوت من حنجرة رجوليه لصاحبها فارع الطول الوسيم.. الذي يقف مستنداً علي سيارته الفخمه مستجدياً سالي كي تبقي قليلاً فـ قالت: 


_معلش يا حبيبي منا معاك بقالي زياده عن 4ساعات أهو.. محمود أخويا زمانه هد الدنيا مكالمات. 


=طب هشوفك تاني آمتا؟! 


_أول ما يبقا في فرصه هكلمك و نتفق. 


ودعته بقبلات محمومه أججت ناره و تركته يتابع خطاها الذي أسر عقله. 


عادت هي إلي منزل زوجها المصون فإستمعت لنقاش حاد و صوتٍ مرتفع.. أرهفت السمع فإلتقطت أذنيها تلك الكلمات التي جعلت فمها يسقط أرضاً من فرط الدهشه. 


_فيديو ليا و أنا بسررررررق.. أنا مرررريضة سرقه.


                  الفصل الرابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>