رواية عشق الفيروز الفصل الثالث والخمسون والرابع والخمسون بقلم ولاء رفعت علي


 عشق الفيروز ( لاتظلمني) - 

# الحلقة الثالثة والخمسون - 

والرابعة والخمسون

                      

بقلم ولاء  رفعت علي

ضغطت ع زر الجرس بعصبية


                      


فيروز : أفتح يا بارد يالي معندكش دم .... قالتها بصوت غير مسموع


                      


وبعد أكثر من دقيقتين فتح لها الساكن الجديد... مبتسما بأستفزاز : نعم ؟؟؟


                      


حدقت إليه بذهول غير مصدقة ........


                      


_ إزاي !!!!! ... قالتها فيروز بإندهاش جلي


                      


صقر بنبرة باردة ساخرا : اي هو الي إزاي ... شايفاني ب3 رجول ادامك يعني!!!.... قالها فأثار حنقتها 


                      


زفرت بغضب وجزت ع أسنانها وهي تشير له بأصبعها السبابة ف وجهه: اسمع ياصقر أنت لو جاي تسكن ادامي عشان الي ف دماغك ف ده تنساه خالص ... لأن الي بيني وبينك إنتهي... وهكررهالك يمكن جالك زهايمر ولا حاجه .. أنا مخطوبة وبحترم خطيبي وبحبو وبموت فيه... قالتها وهي تحدق ف عينيه بقوة لم تعلم مصدر قوتها


                      


كل كلماتها وأنفعالتها كان يتمعن فيها وكأنه يراها لأول مرة مما جعل قلبه يخفق بذلك العشق... يعلم كل ماتتفوه به مجرد كذبا من مقلتيها التي تتحركان يمينا ويسارا بتوتر جلي


                      


لم يجيب عليها وأرتسمت ع محياه إبتسامه ساخره فأمسك يدها اليمني 


                      


صاحت فيه : بتعمل أي أوعي ... قالتها وهي تجذب يدها من قبضته 


                      


_ معلش بشوف خاتم الخطوبة.... قالها بسخرية 


                      


نظرت ف إصبعها لم تجده .. أدركت مقصده فقالت بتوتر: عادي ع فكرة قلعته وأنا بغسل إيدي ونسيته ع الحوض و..... توقفت بأقتضاب وقالت : وأنت مالك وبشرحلك ليه أصلا ... وبعدين أنا كنت جايه ف حاجه تانيه .. لو سمحت متشغلش الزفت الي كنت مشغله ده الناس نايمة وأنا تعبانه وعايزة أنام... إلا لو حضرتك عايز يتقدم فيك محضر إزعاج ... قالتها ثم عقدت ساعديها أمام صدرها


                      


كاد يضحك من كلماتها الأخيرة لكنه أرتدي قناع الكبرياء وتعجرف وقال بسخرية : محضر!!! تحبي أوصلك بنفسي لحد القسم 


                      


_ أنت بتتريئ؟؟؟... أنا ممكن أخد شهود وأولهم عم عثمان هيشهد عليك ... قالتها فيروز بثقة


                      


رجع بضع خطوات للوراء ليضغط ع زر (الأنتركم) وقال : عم عثمان


                      


أجاب عثمان : نعم ياصجر بيه 


                      


نظر لفيروز مبتسما بسخرية وقال : أطلع عايزك


                      


عثمان : أمرك يابيه 


                      


فيروز بحنق : أنت فاكرني بهزر!!!


                      


صقر ببرود : وأنا مبهزرش


                      


صعد إليهم عم عثمان يلهث من صعود الدرج : أؤمرني ياصجر بيه


                      


أتجه إليه صقر وقال : آنسه فيروز عايزة تقدم محضر إزعاج فيا وعايزاك تشهد معاها


                                  


                    


توتر عثمان وبدي ع ملامحه القلق والخوف : م ممحضر كيف يعني !! .. أنا مليش ف الحاجات دي واصل .. أنا راجل ع جد حالي ماشي جمب الحيط وعندي جوم عيال عايز أربيهم ... بعدي عني ياهانم الله يخليكي


رمقت فيروز كليهما بسخط ولم تتفوه ببنت شفه وتركتهما ودلفت إلي المنزل وصفقت الباب ف وجوههم تحت ضحكات صقر الإستفزازية الساخرة ونظرات عم عثمان الحائره


تتجه نحو غرفتها وهي تتمتم بغيظ : ماشي إما وريتك وحرقت دمك ياصقر مبقاش أنا فيروز 


_ آنسه فيروز عملتي أي؟ ... قالتها سميحة ولم تجيب عليها فيروز ... كررت سؤالها مرة أخري بصوت مرتفع قليلا


فيروز بصياح : أييييي ... سبوني ف حالي بقي ... قالتها بغضب ودلفت إلي غرفتها وأوصدت الباب 


زمتت سميحة شفتيها لأسفل بإستغراب وقالت: هي مالها دي من ساعة ماجت ومش طايقة نفسها ... الله يمسيكي بالخير ياست آمال ... قالتها ثم دلفت إلي الغرفة الخاصة بها


_ قد جافاها النوم وظلت تتجول ف الغرفة ذهابا وإيابا ... شتت عقلها وجوده بالقرب منها ... شعرت ربما كل ماتخطط له ربما سيذهب صدي ...


تتحدث مع نفسها قائلة : لاء أنا لازم أكون قوية ... لازم أدفعو تمن كل لحظة عذاب وألم عيشتها بسببه .... أنا .. أنا ... توقفت ثم ألقت نظرة ع هاتفها الموجود بأعلي الكومود فأتجهت نحوه وأمسكت به لتضغط ع علامة الإتصال ثم ضغطت ع رقم مسجل بأسم فارس بالإنجليزية


وضعت الهاتف ع أذنها اليسري حتي أجاب عليها 


فارس بصوت ناعس : كيفك فيروز؟


فيروز بنبرة إعتذار : سوري فارس أني صحيتك ف الوقت ده بس .. بس


نهض بجذعه ليعتدل وقال بصوت عادي : ولايهمك أنا ئيلتلك من ئبل دئيلي كيف مابدك وف الوقت الي بدك إياه 


إبتسمت بتوتر : ميرسي ... أنا كنت عايزة أقولك ممكن تعدي عليا بكرة تاخدني ف طريقك وأحنا رايحين الشركة؟


إبتسم بترحاب : ياريت .. أمتي راح أجي لعندك ؟؟


صمتت لتتذكر شيئا ثم قالت : إن شاء الله 8 بالدقيقة هكون مستنياك


فارس : من عيوني فيروز... إن شاء الله راح تلائيني عندك الساعه تمانيه


فيروز : تسلملي .. هاسيبك بقي تكمل نومك وأنا يدوب هاروح أخطفلي ساعتين ... تصبح ع خير


فارس : وأنتي من أهل الخير حبيبتي....سلام ... قالها ثم أغلق المكالمة ليشابك أنامله خلف رأسه وأرتمي ع ظهره وهو يتنهد وقال : وكيف يجيلي نوم وصوتك طير لي النوم من عيوني ... قالها وأطلق تنهيدة حاره مليئة بالحب والشوق.


_ لما أنام بقي عشان أعرف أصحي بدري ... قالتها فيروز وهي تدثر جسدها بالغطاء القطني حتي شعرت بقشعريرة من الهواء الذي يولج من الشرفة ويلفح بشرتها... 


            


                    


نهضت متضايقه وأتجهت وأمسكت بكلا البابين المتسلسلين لتوصدهما معا ... توقفت فجاءة عندما سمعت صوت أغنية منبعثة من الشرفة المجاورة 


زفرت بضيق وقالت : أوووف هي باينها ليلة زي لون أيامو معايا


_ في الشرفة الأخري ... يقف ويمسك سماعه مكبرة (صب) متصلة بهاتفه 


(انا عايش ومش عايش ومش قادر على بعدك ولا عارف فى يوم انسى ولا عايز حبيب بعدك


محبتش غيرك واعمل ايه فى شوقى وهوايا وليلى ونهارى بفكر فيك ماترجع كفايه) لعمرو دياب


أبتسمت رغما عنها وهي تقف بالداخل ثم أنتبهت وقالت بصوت غير مسموع : لا والله إحنا فينا من شغل المراهقين ده ماشي إنت الي جبتو لنفسك ... قالتها ثم أمسكت بهاتفها وهي تقول : أخيرا ألبوم الحزن الي ع موبايلي جه ف وقته ... قالتها ثم ضغطت ع أغنية وقامت بتقريب الهاتف ف الشرفه حتي يتثني له سمع الأغنية :


(آسفة شوف لك غيري 


مش حتحمل تعبي معاك ..


أنت عايـز لك حد يضحي 


مهما بتعمل فيه وياك


وانا جربت ده كله معاك 


تعبت وضعفي معاك قواك


بس لآمتى انا حفضل أضحي 


وقولي لآمتى أنا هبقى ملاك....) لأصالة


وفجاءة أفزعها صوت حطام قارورة زجاجية قام هو بإلقاءها ف داخل الشرفة لديها ... علمت أن الغضب تملك منه ...أوصدت أبواب الشرفة وهي تضحك بصوت منخفض... وتقول : ولسه هتشوف مني إما جننتك


_____________________  


_ في منزل الحاج عبد الرحيم الأسيوطي..... وصوت آذان الفجر الذي يروي القلوب بالإيمان والروح بذكر الرحمن...


زهرة بنبرة ترحاب وبعيون تبكي من الفرح : يامرحب يامرحب توحشتيني جوي جوي ياجلب أمك.... قالتها وهي تعانق إبنتها بفرحة عارمة 


آمال بنبرة حانية : حبيبتي يا أمي أنتي الي وحشاني أوي عامله أي؟؟


زهرة : الحمد لله يابتي واجفة ليه اجعدي ... قالتها لتعانق محمد حفيدها وقالت : حمدالله ع السلامة ياولدي إجده تغيب عن جدتك !!


محمد مبتسما : معلش ياجدتي الشغل والله مبيخلصش 


زهرة : ربنا يوفجك ياولدي ويرزجك بالعروسة الزين بإذن الله 


محمد : يارب ياجدتي 


آمال : أومال فين أبويا وحماد


زهرة : بيصلو الفجر جماعة ف المسجد 


محمد : والواد مصطفي مش معاهم ؟


زهرة : أخوك يدوب لساتو نايم ..كان جاعد طول الليل يتحدث ع المحمول مع بوسي بتاعته 


            


                    


ضحك محمد وقال : أخويا وانا عارفه طول الليل مكالمات ف الموبايل وينام الفجر ويصحي الضهر


زهرة :جومي يابتي أوضتك جهزتهالك اول ما محمد خابرني إنكو جايين 


لم تعقب آمال ونهضت من تلقاء نفسها وأتجهت نحو الغرفة التي تركتها منذ سنين... فتحت الباب ودلفت إلي الداخل تستنشق عبق المكان وتتأمل كل جدار شهد ع طفولتها وصباها .. مازال التخت والخزانة كما تركتهم ..


_ مغيرتِش فيها حاجة واصل ... كنت بنضفها بنفسي ع أمل إنك ترجعي ... حتي أبوكي مرضاش يغير الدار أو يهدها ونبني بيت بالمسلح..كان بيجولي هعيش وأموت فيها ... قالتها زهرة لتبتسم آمال 


وقالت : ربنا يبارك ف صحته وعمره 


زهرة :يارب ... أسيبك تغيري خلجاتك وتريحلك حبه عجبال ما البت هنيه تحضر الواكل ... قالتها ثم غادرت الغرفة 


تركت آمال غارقة ف ذكريات كل ركن بهذه الغرفة والمرآة القديمة المعلقة ع الحائط التي طالما وقفت أمامها وتجملت ف صباها .. فتحت ضلفة الخزانة التي تتكون من ضلفتين لتقع عينيها ع صندوق من الخشب ... أرتسم ع محياها إبتسامة وأطلقت تنهيدة بأريحية .... قامت بفتح الصندوق لتأخذ منه بعض الصور التي تعود إلي فترتي السبعينات حيث الصور ذات اللونين الأبيض والأسود والثمانينات حيث الصور الملونة... تأملت تلك الصورة الخاصة بها وهي ترتدي زي المدرسة الفنية الذي يتميز بالقميص الأبيض والجونلة ذات اللون الأزرق القاتم ... وتجمع شعرها ف جديلة ملقاه ع كتفها وتحتضن بساعديها حقيبتها الجلدية السوداء ... 


إبنتها تشبهها كثيرا ف تلك الصورة ماعدا لون العينين والشعر ... آمال تتميز بللون عينيها البني المائل إلي العسلي وخصلات شعرها مثل لون الكستناء.


_____________________________  


_ صدي صوت نغمة المنبه ف الهاتف ليعلن عن تمام الساعة السابعة صباحا مع صوت بدأ السير والحركة ف الشارع وزقزقة العصافير التي تقف ع سور الشرفة لتعلن عن بدء يوم جديد مليئ بالأحداث


تجاهد ف فتح جفونها الثقيلتين فهي لم تنعم بساعات نوم كافية ... نهضت بجذعها وهي تمد زراعيها لأعلي وتتثاءب .. أمسكت هاتفها الذي لم يكف عن التنبيه فقامت بإغلاقه وملامحها مقتضبة.... أزاحت الغطاء وقامت متجهه إلي الخارج نحو المرحاض ودلفت إلي الداخل لتغتسل وتتوضأ ثم خرجت لتجد أمامها سميحة التي أفزعتها


_ صباح الخير يافيروز... قالتها سميحة 


فيروز بأقتضاب : صباح النور ياداده


سميحة : أحضرلك الفطار؟


فيروز: أعمليلي فنجان قهوه بس عشان مصدعه وممكن ساندوتش صغير خالص جمبه


سميحة : حاضر... قالتها لتتجه نحو المطبخ


بينما فيروز عادت إلي غرفتها وهي تبحث ف حقيبتها التي لم تخرج منها ثيابها بعد ... أخذت إسدال للصلاة ثم أرتدته وتناولت السجادة المطوية ع ظهر المقعد الموجود أمام مرآة الزينة وقامت بفردها إتجاه القبلة كما أخبرتها سميحة بالأمس ... وبدأت بأداء فرضها


            


                    


أنتهت لتلقي تحية السلام ... ثم قامت وهي تخلع الإسدال وتضعه جانبا مع السجادة التي أخذت تطويها ووضعتها معه..... 


_ لما أتصل ع فارس أشوفو صحي ولا لسه نايم ... قالتها فيروز وهي تمسك بهاتفها وقبل أن تضغط وجدت أنه سبقها بالأتصال أبتسمت 


وأجابت : بونجور مسيو فارس


فارس ع الجانب الأخر وهو يرتشف من فنجان القهوه خاصته : بونجور ع أجمل عيون


فيروز بخجل : ميرسي .. أنا كنت لسه هتصل عليك لاقيتك سبقتني


أبتسم وقال : موبيئولو بالمصري الئلوب عند بعضها 


فيروز بإبتسامة مصتنعه : أها .. المهم ع ميعادنا إن شاء الله 


فارس : أي إن شاء الله 


فيروز : أوك هاسيبك بقي عشان أجهز نفسي .. سلام


فارس: سلام


_ أغلقت المكالمة لتلقي بالهاتف ع التخت وبدأت تخرج من حقيبتها بعض الثياب وهي ف حيرة ماذا سترتدي؟


____________________


_ في المنزل المجاور.... خرج لتوه من المرحاض وهو يجفف وجهه بالمنشفه القطنيه وتوقف أمام المرآه يتفحص إحمرار بياض عينيه من سهر الليالي يفكر ف من أختطفت قلبه وعقله .... زفر بضيق .. ثم أتجه نحو حقيبة ثيابه وقام بحملها ووضعها ع التخت ثم فتح السحاب خاصتها وتوقف وهو يفكر ماذا سيرتدي؟؟


______


_ نعود مرة أخري لفيروز التي أنتهت من إرتداء ثياب تبدو رسمية مناسبة لسيدة أعمال ...بدلة حريمي مكونة من سترة باللون الأسود ذات تصميم عصري أنيق أسفلها قميص من الحرير بللون الأحمر القاني وبالأسفل ترتدي بنطال باللون الأسود ذو الخصر المرتفع... وضعت وشاحا حول عنقها وقامت بربطه بشكل أنيق ليعطي لمظهرها رونق وأناقة .... 


توقفت أمام المرآه وهي تصفف خصلات شعرها لتجعله منسدلا بتموج خفيف .. ترتدي قرط ع شكل دائرة بللون القميص ... وضعت بعض اللمسات التجميلية لاسيما حمرة الشفاه ذات اللون الأحمر الداكن ... تذكرت زجاجة العطر التي جلبتها من باريس منبع العطور الساحرة ... تناولت الزجاجه من حقيبتها وقامت برش القليل منها ذات رائحة ناعمة وهادئة مزيج من عطر اللافندر والياسمين.. وأرتدت حذاء ذو فتحة أماميه (صندل) وكعب مرتفع باللون الأسود المخملي ... وها هي أصبح مظهرها سيدة تنضح بالجمال والأنوثة الطاغية .... تلقي نظرة أخيره أمام المرآه وهي تضع يديها ع خصرها


__________


_ يقف أمام المرآه بعدما أنتهي من إرتداء سترة ذات اللون الأزرق القاتم وأسفلها قميص باللون الأبيض ليترك الأزرار العليا مفتوحه وأدخل أطراف القميص بداخل البنطال ذو اللون العاج وأرتدي حزام جلدي ذو اللون (جملي)....وأرتدي حذائه الجلدي نفس لون الحزام ... وساعة يد جلدية بنفس لون الحذاء والحزام ....


            


                    


أخذ يصفف شعره بالفرشاه حتي أصبح مظهره جذابا .. وهندم من مظهر لحيته وشاربه بالمشط الخاص بهما .... أبتسم بجانب فمه وهو يتذكر شيئا ليأخذ من حقيبته زجاجة العطر الذي جلبها معه خصيصا لأنه يعلم مدي عشقها لتلك الرائحة التي تخصه هو فقط وقام برش منها الكثير حتي أمتلأ منزله منها .


______________


_بينما فارس خرج من الفندق الذي يمكث فيه متجها نحو المرآب مرتديا بدلة سوداء عصريه أنيقه وأسفلها قميص باللون الرمادي لم يرتدي رابطة عنق التي تزعجه ... حذائه الأسود يلمع ف ضوء الشمس ... تكسو عينيه نظارة شمسية من تصميم(كلوب ماستر من راي بان)....


وصل أمام سيارته ال (بي إم دبليو) السوداء طراز هذا العام ... أستقل السيارة ليدير المقود بروية وخرج من ساحة المرآب وأتجه للطريق الذي يؤدي للحي الذي تقطن به فيروز.


____________


_ خرجت من غرفتها وهي تحمل حقيبه يد صغيرة سوداء تحملها ع معصم يدها .....


_ القهوة جاهزة وعملتلك توست بالجبنة الفلامنك .... قالتها سميحة 


أبتسمت وقالت : ميرسي ياداده 


قالت سميحة بداخل نفسها : أخيرا ضحكت ياه ثم أردفت بصوت مسموع : ماشاء الله والله أكبر عيني عليكي باردة يا آنسه فيروز 


فيروز وهي تمسك بالشطيرة : تسلميلي ياداده ... قالتها ثم قضمت قطعة من الشطيرة ومضغطتها بهدوء 


_ تحبي أعمل لحضرتك أي ع الغدا ؟ قالتها سميحة 


أبتلعت ما بفمها وقالت : لا شكرا مش هتغدي هنا ممكن أتأخر فهضطر أتغدي بره 


سميحة : تروحي وتيجي بالسلامة وربنا يوفقك يابنتي


أبتسمت فيروز وقالت : يارب ياداده تسلميلي ع دعوتك .. وبالله عليكي أفضلي أدعيلي ديما كده خصوصا براحة البال


سميحة : ربنا يعلي مراتبك ويوفقك ف حياتك ويعطيكي راحة البال يا فيروز يابنت آمال 


فيروز : يااارب... قالتها ثم أمسكت فنجان القهوة وترتشف منه وهي تنظر ف ساعة الهاتف وقالت : كده تمام فاضل 5 دقايق زمانه ع وصول ... قالتها لتنهض وتتجه نحو غرفتها وتدلف إلي الشرفة تنتظر فارس...


خطت أول خطوة لتآسرها تلك الرائحة التي تخللت ذاكرتها .. أغمضت عينيها وهي تستنشقها بإستمتاع وهي تسند ع سور الشرفة ...


_ مسافة الطريق وهكون ف الشركة إن شاء الله .. النهاردة مأجز من شغلي....قالها صقر وهو يتحدث ف هاتفه حيث أنفزعت وأتسعت حدقتيها عندما رأته بالشرفة المجاورة


_ سلام .. قالها صقر وأغلق المكالمة ورفع عينيه حتي ألتقت بعينين تلك المتسمرة ف مكانها .... مقلتيه لم تستقر ف الصعود والهبوط ع مظهرها الذي سلب عقله وقلبه ... أطلق نغمة صفير بإعجاب وقال :


            


                    


Very excitingمثيرة للغاية


رمقته بحنق وأنحنت بجذعها لأسفل تتناول شيئا من الأرض ثم أعتدلت لترفع يدها بجزء متبقي من القارورة المحطمة وألقتها ف شرفته وهو يتفادها... فقالت : عشان نبقي خالصين... قالتها ثم دلفت إلي غرفتها وتركته يجز ع أسنانه وهو يتوعد لها 


رن هاتفها بنغمة رسالة واردة قامت بفتحها وقرأت محتواها 


( أنا نتضرك أمام البناية ).... ألقت نظرة أخيرة ع مظهرها وهي تعتدل من ثيابها ... تضم شفتيها لضبط توزيع الحُمرة.... أخذت حقيبتها وأسرعت نحو الباب وهي تقول : أنا نازله ياداده باي


سميحة : ف حفظ الله يابنتي


_____________________


فتحت الباب لتجد الذي فتح بابه هو الأخر وكأنه ينتظرها .. لم تعيره أي إهتمام ومشت نحو المصعد ف خطوات سريعه وهو يلحق بها ويرتدي نظارته الشمسية ذات اللون البني ماركة(دولتشي آند جابانا) ذات إطار علوي عريض....


وقفت أمام المصعد وهي تضغط ع الزر ليصعد إليها ثم توقف وفتحت الباب... علمت إنه خلفها من رائحته العطرية القوية توقفت ولم تنظر إليه وهي تحاول السيطرة ع أعصابها .. تذكرت الخاتم لتأخذه من حقيبتها من دون أن يلاحظ وأرتدته ع الفور...


_ أتفضلي .. قالها صقر وهو يشير إليها لتدلف إلي المصعد


فيروز بدون أن تنظر له : لاء هركب بعدين أتفضل أنت 


أبتسم بتحدي وقال ساخرا: الجبن سيد الأخلاق .... قالها ليدلف إلي المصعد فأثار حنقها .. جزت ع شفتها السفلي بغيظ لتسرع وتدلف هي أيضا وهي ترمقه بسخط وقالت : وانا هخاف من أي إن شاء الله ... قالتها لترفع أنفها لأعلي بكبرياء وهي تنظر أمامها 


ضغط ع زر المصعد ولم تنتبه إلي إنه ضغط ع زر الطابق الأخير صعودا .. أقترب منها ... أرتجفت بخوف لتتراجع إلي الخلف ليلتصق ظهرها بالحائط المعدني للمصعد وهي تقول بنبرة تردد : أأ بعد عني أأحسن هصوت 


وضع يده ف جيبه ف زهو وكبرياء واليد الأخري خلع نظارته ووضعها ف جيب سترته ثم أستند بيده ع الحائط الخلفي لها ... يحدق ف عينيها ويقول بصوت كالفحيح : مش بتقولي إنك مش خايفه !!! مالك بتترعشي كده ليه ؟ قالها وأنفاسه تلفح بشرتها التي شعرت بالقشعريرة وهي تتحاشي النظر إليه .. إبتلعت غصتها ... وقعت عينيها ع الشاشة الرقمية لتجد الإتجاه ف الصعود وليس العكس


فصاحت وهي تدفعه ف صدره : أي ده؟؟؟؟ قالتها وهي تشير إلي اللوحه 


صقر : زي ما عينيكي شايفة 


قالت بغضب : ع فكرة أنت معندكش دم وأوعي من وشي... قالتها لتهم بالضغط ع زر النزول ... أمسك بيدها بقبضته وجذبها نحوه لتلتفت له ويحدق بعينيها بنظرات أرعبتها وقال : أنا مغلطش فيكي عشان تغلطي فيا أنتي فاهمه!!!


            


                    


قالت بأستنكار وبدي ع ملامحها الخوف : أأنت أنت الي مستفز ... قالتها لتجده يضغط بقوة ع زر الوقوف ليتوقف المصعد فجاءة فأنفزعت 


_ أوعي أيدي أنا عايزة أنزل هتأخر ع شغلي وخطيبي مستنيني تحت ... قالتها بنبرة إستفزازية فأثارت غضبه ليمسك بيدها الأخري وقال : مش هتنزلي ولا هتروحي ف حته غير لما تسمعيني الأول .. قالها بنبرة تهديد


فيروز بغضب : مش عايزة أسمع وكفاية بقي لحد كده ... أنت مبتزهقش!!!


صقر : لاء مبزهقش وهفضل وراكي لغاية ماتستسلمي لقلبك الي لسه بيدق ليا أنا وبس


_ ده ف خيالك وأحلامك وعمري ماهسامحك ع الي عملتو فيا .. فمتتعبش نفسك ف محاولات فاشلة لأن مش هرجعلك ... قالتها وهي تحدق بقوة ف عينيه ونجحت ف إفلات يديها من قبضتيه 


صقر وهو يحاول كظم غضبه : هتسامحيني يافيروز وهترجعيلي لو كان برضاكي أو غصب عنك... قالها بنبرة تملك وهو يحاوط وجهها بكفيه


قامت بأزاحة يديه من ع وجهها وقالت : ده أنت بايع كرامتك ع الأخر بقي... قالتها بنبرة سخرية وإستهزاء


شعرت بالرعب عندما رأت تلك الظلمة المخيفة ف عينيه .. أدركت ماتفوهت به قد أثار الوحش الكاسر الذي بداخله .. فهي قد أهانته بجملتها تلك 


_ أأأنا أنا ...لم تكمل حتي وقعت مغشي عليها ... أمسك بها بذعر وخوف لتتحول ملامحه من الغضب إلي  القلق عليها 


_ فيروز .. فيروز .. قالها وهو يربت ع وجنتها ... لم تفيق بعد .. ضغط ع عدة أزرار ع الفور حتي بدأ المصعد ف الهبوط وعينيه لم تفارق وجهها وهو يسندها بزراعه .... وصل إلي الطابق الأرضي لينتبه إلي الباب وقام بفتحه ..


فتحت عينيها قليلا ثم أعتدلت ع الفور وأسرعت تركض وهي ترتجف من الرعب لإكتشافه خدعتها .... وقف ف المصعد والدماء تغلي ف عروقه ..وصل إلي ذروة غضبه ... ركض خلفها ليتوقف عندما رأها تدلف إلي داخل سيارة سوداء ليدرك إنه فارس.


_ أطلع بسرعة يافارس الله يخليك ... قالتها فيروز برجاء وهي تدلف إلي السيارة وتوصد الباب مسرعة 


فارس بقلق وهو ينطلق بالسيارة : شو الي صار؟ مو فاهمان شي


فيروز : مش وقت شو خالص .. هفهمك بعدين بس خليك سايق بسرعه


.. ذهب صقرنحو سيارته مسرعا وأستقل إياها لينطلق مسرعا خلفهم .


____________________


_ في فيلا الهواري....


تمسك هاتفها وتزفر بضيق : أوووف رد بقي .... قالتها رنيم بحنق


_ لسه مبيردش عليكي؟ قالها إياس


رنيم : ده الاتصال رقم 20 وبرضو مش بيرد 


إياس ويرفع حاجبه حائرا : غريبة أنا برضو مبيردش عليا من إمبارح


رنيم : أنا من ساعة اليوم النحس بتاع الإفتتاح ده ومشفتهوش


            


                    


إياس : أنا شوفته تاني يوم ف القسم ولا كأن حصل حاجه ما أنتي عارفة أخوكي 


رنيم : طيب تقدر تفسر بأي إختفاءه من الحفلة بعد إعلان فارس خطوبته ع فيروز وفيروز كمان وبعدها ملقناش فارس.. أنا خايفه ليكونو عملو ف أخويا حاجه


أطلق إياس العنان لضحكاته وقال : أه مش قادر بطني هتموتني من الضحك 


رنيم : هو أي الي ف كلامي بيضحك يا أستاذ إياس!!!


إياس وهو يمسح دمعة عينيه من أثر الضحك : بصراحة يارنيم كلامك وطريقتك وكلك ع بعضك تضحكي بلد ... قالها بسخرية مازحا


عقدت حاجبيها بحنق : الكلام ده ليا أنا؟؟؟؟


صمت وهو يبتلع ريقه ويكتم ضحكاته : لا ياروحي أنتي عسل وسكر وست العاقلين 


_ إياااااااااس!!! قالتها بتحذير


إياس : عيون إياس وقلبه


رنيم : إتعدل


إياس وهو يعدل ياقة قميصه : حاضر ياكابيره


شردت ف الفراغ وقالت : طيب ياتري راح فين !!! ماتفكر معايا


إياس : ثواني هجرب أتصل عليه أنا تاني.... قالها وأمسك هاتفه وأجري الأتصال ع صقر فأجاب الأخر


_ نعم؟؟؟ قالها صقر بنبرة غضب وهو يقود السيارة ويتابع سيارة فارس


إياس : أي يابني عاملين بنتصل عليك من بدري ومبتردش


صقر : سايق العربية ومش عارف أرد ومش فاضي


إياس : طيب ياعم ... أنا عندكو ف الفيلا 


صقر : نعم يا أخويا؟؟؟!!! أنت ف الفيلا وأنا مش موجود 


إياس متضايقا : شكرا ياصاحبي ع الثقة ... ع فكرة أنا قعدت اتصل عليك من إمبارح وأنت مبتردش يا إما قافل تليفونك 


صقر بحنق : إنجز ولخص ف الكلام عايز أي؟؟


إياس : أنا جاي هاخد رنيم عشان هنحجز الفرح الي مش عايز يتعمل ونروح نبص ع الفيلا نشوف مهندس الديكور عمل الي طلبناه منه ولا لاء وبعدها هنروح المعرض نشوف الأوض الي حجزناها 


صقر بعدم إهتمام: طيب بس متأخرهاش ... سلام ..قالها وأغلق المكالمة بدون أن ينتظر رد إياس


إياس ينظر للهاتف وقال : واطي


رنيم : ها قالك أي؟


إياس : يلا أطلعي إجهزي عشان نلحق نخلص المليون مشوار الي ورانا أنا النهاردة واخد إذن بالعافيه 


رنيم : حاضر ربعاية وهكون جاهزة ... خد راحتك ... قالتها لتصعد الدرج مسرعه 


وهو ذهب نحو المطبخ ليدلف إليه وجد الخادمة تعد الطعام .... شعر بالجوع ومعدته أصدرت صوتا ....


            


                    


_ لو سمحت ممكن تعمليلي سندوتشات ع السريع كده أنا مفطرتش وجعان أوي ... قالها إياس


ألتفتت إليه ورمقته بإندهاش وقالت : حاضر


__________________ 


_ بداخل سيارة فارس....


_ فيروز بدي أفهم شو الي بيصير .. أنا حاسس حالي متل الأجدب.... قالها فارس بنبرة ضيق


كانت تتلفت خلفها وتقول : بص أول ماهنوصل الشركة هقولك ع رواءه عشان أعرف أحكيلك 


توقف بالسيارة فجاءة ليصدر صوت صرير العجل من أثر إحتكاكه بالأسفلت : لا مافيني أصبر أكتر من هيك 


فيروز : فارس لو سمحت أنا قولتلك هقولك بعدين .. قالتها وصوتها مرتفع إلي حد ما


رمقها بنظرات عتاب وألتزم الصمت وأكمل السير 


_ أنا أسفه والله ما اقصدي أزعئ ... قالتها فيروز بنبرة إعتذار


فارس وهو مقتضب حاجبيه ويقود السيارة : خلاص فيروز ما في شئ... قالها وظل صامتا طوال الطريق حتي وصل أمام الشركة 


فيروز بخجل لأنها تعلم إنه مازال متضايقا : إحنا وصلنا؟؟


فارس وهو ينظر للجهة الأخري : أي يلا إنزلي وأنا راح أركن السيارة بالباركينج


نظرت له بسأم فتنهدت وقالت : أوك هستناك هنا .... قالتها وهي تترجل من السيارة وأنتظرت مكانها حتي جاء إليها وبدون أن ينظر لها مباشرة دلف برفقتها إلي الشركة ... لكن بالطبع كان يتفحصها بطرف عينيه بمشاعر حب متأججه بداخل قلبه ...


_ لو بتسمحي يا آنسه سيلين خانوم موجودة ... قالها فارس ويسأل موظفة الأستقبال 


الموظفة :مين حضرتك ؟


قام بأخراج بطاقة ورقيه من جيب سترته الداخلي وأعطاه إياه ... فقامت بقراءته وهي تنظر إليها بإبتسامه ونهضت من ع مقعدها وأشارت له بيدها نحو المصعد وهي تقول : أتفضل فارس بيه تركب الإسانسير ده الدور الرابع هتطلع وتمشي طرقه طويلة ... المكتب تالت غرفة ع اليمين 


فارس مبتسما : ميرسي لإلك ... قالها وإتجه نحو المصعد وفيروز تمشي بمحاذاته ... ضغط ع الزر حتي هبط إليه المصعد ففُتح إليهم الباب المعدني الذي يفتح ويغلق أوتوماتيكيا... دلف إلي الداخل أولا ثم هي وراءه وتنظر له بملامح إعتذار طفولية ... لم يعطيها إهتماما ع الرغم النار المشتعلة بداخله .. ضغط ع زر الصعود ع الطابق الرابع لينغلق الباب .


في نفس اللحظة يدلف بهيبته من البوابة الزجاجية ينظر ف ساعة يده من أسفل النظارة الشمسية.. ثم أتجه نحو المصعد ليضغط ع الزر منتظرا هبوط المصعد....


__________________


_ خرج كليهما من المصعد ليمشيا ف رواق طويل وتتبعو وصف الموظفة ... حتي وصلو أمام باب زجاجي ... دلفو بالداخل 


            


                    


_ أي خدمة يافندم ؟... قالتها السكرتيرة التي تجلس خلف المكتب وأمامها الحاسوب


_ أنا فارس الشامي وهي بتكون الآنسه فيروز شريكتي... قالها فارس


السكرتيرة : طيب لحظة من فضلكم أتفضلو أستريحو وهبلغ مدام سيلين بوجود حضراتكم... قالتها مبتسمه ثم طرقت ع باب المكتب ثم دلفت وأوصدت الباب خلفها 


_ طيب ممكن ترد ع سؤالي لو مش عايز تتكلم معايا ؟؟ قالتها فيروز 


زفر بضييق وقال : أحكي فيروز أنا بسمعك


فيروز : أحنا مش المفروض رايحين الشركة بتاعتنا أنا وأنت ... قالتها بنبرة هادئه


ألتفت إليها ويرمقها بنظرات لم تفهمها وأثارت القلق بداخلها وقال : أي إحنا هون بالشركة الي أنا وأنتي بنكون شركاء فيها


تجهم وجهها لتنظر بدهشة وكادت تنطق حتي خرجت إليهم السكرتيرة وقالت : أتفضلو سيلين هانم مستنيه حضراتكم 


دلف كليهما ... 


_ أهلا وسهلا دي الشركة نورت بحضرتك مسيو فارس والآنسه فيروز


فارس مبتسما : الله يخليكي يسلمو


فيروز : آنسه أي بقي بلاش تكلفة ياسيلي ... قالتها وهي تصافحها باليد


سيلين : والله أنا فرحانة بوجودكو معايا وكشركاء كمان 


فارس : فيروز ما بتعرف موضوع الشراكة 


نظرت له فيروز بأقتضاب وهي تقول : بصراحة أتفاجئت


سيلين بإبتسامه : وإن شاء الله هنكون أكبر جروب بينتج تصميمات أزياء ع المستوي العالمي و ف نفس الوقت هنكون أنجح شركة تجميل ف الشرق الأوسط


فيروز بإبتسامة زائفه : وهيكون إسمها سيلي برضو؟؟


سيلين : لاء هسيب لكو حرية أختيار الاسم بما إنكو شركاء أساسين وخبرة ف المجال ده 


أوقفهم صوت طرقات ع الباب....


سيلين : أتفضل 


دلف شهاب مبتسما ويحمل باقة أزهار وقال : ممكن أدخل ؟


سيلين بضحك : ما أنت دخلت بالفعل 


تجهم وجهه لينظر لفارس وفيروز التي يعرفها وقال بتوتر: أهلا وسهلا


فارس : أهلين شهاب بيك ... قالها ليقف ويصافح شهاب باليد 


شهاب : أهلا آنسه فيروز .. قالها وهي يمد يده إليها وينظر لسيلين بتوتر


فيروز : أهلا بحضرتك ...قالته وقامت بمصافحته باليد


سيلين : طبعا عارفين شهاب يبقي جوزي وابن عمي وشريكي الجديد ف الجروب والمسئول الخاص عن الوحدات بما أن ده تخصصه


أبتسم شهاب وقال :إعذروني أنا مليش ف مجال الفاشون والتجميل أخري ف المعمار والمقاولات والصفقات الي تبع مجالي 


            


                    


فارس :ولايهمك يابيك كل واحد إلو تخصصه و كيف بيئولو بالمتل إدي العيش لخبازه... قالها وهو مبتسما ونظراته لم تفارق فيروز التي سحرته بهيئتها الجذابة ونظرات عينيها البريئة ....


سيلين : قبل مانبدأ الإجتماع أحب إعتذرلكو بالنيابة عن أستاذ محمد الأسيوطي مش هيقدر يجي بسبب ظروف عندو 


فيروز : عارفه.. هو ف أسيوط مع ماما 


نظرت سيلين لها بإستغراب لتردف فيروز وقالت: محمد يبقي ابن خالي ... قالتها ليتبادل شهاب وسيلين نظرات توتر


سيلين مبتسمه : سبحان الله الدنيا دي صغيرة 


فيروز : فعلا


سيلين : طيب ع كل حال ناقص آنسه...قاطعها طرق ع الباب مرة أخري فأردفت : أتفضل 


دلفت السكرتيرة : سيلين هانم صقر بيه وصل ومستني برة 


أتسعت عينين فيروز لتلتقي بنظرات فارس المقتضبه ... وسيلين زاد توترها أكثر من نظرات شهاب الذي كما إنه أراد منها أن تنقذه 


_ خليه يتفضل ... قالتها سيلين


_____________________


دلف وسبقته رائحة عطرة فأبتلعت ريقها وأشاحت ببصرها ...


قامت سيلين وهي تقول : أتفضلو حضراتكو هناك ... قالتها لتشير إلي طاولة الإجتماعات ذهب شهاب وخلفه فارس الذي لم يترك فيروز بل أمسك يدها ليطمأنها بوجوده معها ... صقر ظل واقفا يرمقهم بنظرات نارية حارقة من أسفل نظارته ....


_ أتفضل ياصقر واقف عندك ليه؟... قالتها سيلين 


تنهد وتقدم نحو الطاولة ... وجلس الجميع بذلك الترتيب.... سيلين تترأس الطاولة ... شهاب ع يمينها ... فيروز ع يسارها وبجوارها فارس الذي يجلس مقابله صقر... بعد مرور ثوان تحبس لها الأنفاس ... دلف مجموعه من الشباب والفتيات ... المسئولين عن التخطيط والتنظيم التي ستسير عليه مشاريع المجموعه ف المجالين الأزياء والتجميل 


بدأ كل منهم يعرض أفكاره ويطرح مقترحاته والتي تخص مجال الإنتاج والإستيراد والتسويق وذلك عبر الجهاز العرض البصري (البروجكتور)


وف ظل ذلك كان هناك تبادل طلقات نارية عبر النظرات مابين صقر وفارس ... بينما فيروز لم ترفع عينيها حتي لا تلتقي بعينين صقر... شهاب يخشي من شئ ويتمني ألا يحدث ... سيلين تدرك كل ذلك وتجلس ف توتر تهز قدمها بحركة عصبية من أسفل الطاولة ومع ذلك تنتبه للفريق الذي يعرض العمل ..


_ رائعة جدا أفكاركم وأحيكم ع إبداعكم ف التصميمات والأنظمه الي ماشين بيها وده الي شجعني أبدء بيكو وأديلكو مجال للإبداع وده طبعا تحت إشراف المصممين الي هيوصلو بكرة إن شاء الله من فرنسا وإيطاليا..... حد عندو أي إستفسار ؟... قالتها سيلين 


            


                    


أجاب إحدهم : لايافندم 


سيلين : طيب أتفضلو دلوقت ع مكاتبكو زلو ف أي قرارات متغيرة أو جديدة هبلغكو ف وقتها ع طول ... بالتوفيق ياشباب


قالتها لينهض الجميع ويغادر ماعدا شركاؤها ....


_ ها ياجماعة أي رأيكو ف الي طرحو فريق العمل ؟... قالتها سيلين


شهاب : تمام 


فارس : حلو كتير ماشا الله عليهم 


سيلين : فيروز؟


فيروز : ها ؟ نعم


إبتسمت سيلين وقالت : إنتي مش معانا خالص 


فيروز بإبتسامة تكاد ترتسم ع محياها وهي تضع يديها ع الطاولة وقالت : مفيش بس...


قاطعها فارس وهو يمسك بيدها اليمني ليلتمع بريق خاتم الخطبة ف إصبعها وقال : أنا راح أشرح لها كل شيء وهي ماشاء الله عليها كتير ذكية ... ثم نظر لفيروز مبتسما : مو هيك حياتي؟؟


أومأت له فيروز وهي تنظر بطرف عينيها للبركان الذي يوشك ع الإنفجار ليحرقها هي وكل من يجلس ع تلك الطاولة اللعينة 


_ وأنت يا صقر أي رأيك؟ قالتها سيلين


نهض من مقعده وقال : ف الإجتماع الجاي إن شاء الله لما تيجي رنيم ... عن إذنكو ... قالها ونظراته لما تفارق الثنائي الذي يجلس أمامه ... أرتدي نظارته ثم غادر... وتمني لو يقتلع رأس ذلك الفارس ويقطع يده التي تتلمسها بحرية 


توترت الأجواء ...


_ عن أذنكو رايحة مشوار وراجعه تاني ... قالتها فيروز 


فارس هامسا : مشوار شو؟


فيروز : نسيت أخد الحقنة هاروح أخدها وجاية ع طول


فارس : أوك راح نتضرك لاتتأخري 


فيروز : حاضر... قالتها لتنهض وتغادر المكان ... وعبراتها رفيقة عينيها ... مشت مسرعة ولم تعرف إلي أين ستذهب ... قلبها يحترق قبل قلب حبيبها الذي يعتصر من الألم كلما رأها مع غيره لاسيما الذي يعلم أنه يعشقها وليس مجرد تمثيل من ناحيته... لكن هي كانت كمن وقعت بين شقي الرحي... أرادت أن تعاقبه بالبعد وتحرقه بنار الغيرة لكن لفحتها تلك النيران


_________________ 


شعرت بالأختناق ..وجدت باب مكتوب ع لوحة أعلاه ( طوارئ) وبجوارها سهما يشير إلي أعلي ... وجدت إحدي العاملين بالشركة وقالت : لو سمحت هو الباب ده بيودي فين؟


العامل : بيودي ع السطح يافندم 


فيروز : طيب شكرا 


ترددت قليلا ثم وضعت يديها ع مقبض الباب ولم تري القادم نحوها عن بعد مترين ... صعدت الدرج حتي وصلت أمام باب قامت بدفعه لتجده مفتوحا .. مشت وأتجهت نحو السياج المعدني الذي يحاوط السطح .. كان المنظر مهيبا .. تري الكثير من المباني الشاهقة ... تتطاير خصلات شعرها ف الهواء .... عقدت ساعديها أمام صدرها ... لتستمتع بإستنشاق نسمات الهواء التي خالطتها رائحة للتو تميزها وتحفظها جيدا بقلبها قبل ذاكرتها ...


            


                    


ألتفتت للخلف لتجده أمامها ... ظل يتبادلا النظرات ف صمت بدون أن تتفوه بكلمة وهو أيضا ... لغة العيون أقوي وأكثر صدقا من لغة اللسان الذي كثيرا يتفوه بالكذب ...إنسدلت من عينيها عبرة دون أن تشعر بها .. أقترب منها ليمسح بأطراف أنامله تلك العبرة 


_ أنت قدرت تمسح دمعة عيني تقدر تمسح دموع قلبي!!! ... تفوهت بها بنبرة أخترقت قلبه ليتألم بشدة 


_ أديني الفرصة وهنسيكي أي لحظة ألم عيشتيها بسببي... بس عشان يحصل ده لازم أكون معاكي وقريب منك يعني ... أبتلع ريقه بتوتر وقال : يعني نرجع لبعض... قالها صقر بنبرة رجاء حانية


_ صعب ياصقر .. صعب أرجعلك ف يوم وليلة ... عارف كل ما أبص لعينيك أفتكر نظراتك ليا ف القسم كأنك كنت بتطعني بألف سكينه ف قلبي ... يمكن ألم الطعنه أهون من نظرتك .. صعب أنسي إيديك الي كانت بتطبطب عليا وتحسسني بحبك وحنيتك عليا بقت الأيد الي كل كف منها علم ف قلبي قبل مايعلم ع خدي... صعب أنسي نظرة الإتهام الي ف عينيك يوم الكشف الي أنت كنت عايز تعرف منه إن أنا عذراء ولا لاء ..حسيت يومها إن الي أدامي وقتها ده مش صقر الي حبيته وحبني صقر الي حبيته ع الحلوة والمرة معاه .. الي كان ساعات بيجرحني وكنت برضو مقدرش أبعد عنه .. أقول أي ولاأحكيلك أي .. أنا لو فضلت أقولك ع كل الي جوايا هتكره نفسك أوي..... قالتها فيروز لتبدأ عينيها تذرف عبراتها 


جثي ع ركبته والأخري أثناها وأستند بمرفقه عليها وأمسك يدها يقبلها وهو ينظر إليها وقال : أنا آسف .. آسف ع كل الي أنتي حساه .. آسف ع كل الي عملته معاكي... آسف إني مديت إيدي عليكي .. أوعدك عمري ماهكرر أي حاجة من دي تاني ... وربنا يقدرني وأسعدك طول ما أنا عايش


قال كل كلمات الأسف والأعتذار أمامها ف ذلك الوضع .. أزاح كبرياءه وغروره جانبا تجرد منهما ف تلك اللحظة من أجل أن تغفر له وتسامحه .. من أجل أن تعود له وتروي قلبه بنبع عشقها المشتاق إليه ... هو جسدها وهي روحه الذي يعيش بها .. كيف له العيش وهي بعيدة عنه قلبا وقالبا.


دقات قلبه كقرع الطبول ينتظر الحكم بالعفو بمسامحته أو حكم بالإعدام بالإبتعاد عنه .


_______________


_ في المكتب .. يجلس وكأن النار تشتعل ف المقعد الذي يجلس عليه .. ينتظرها ع أحر من الجمر ... ينظر ف هاتفه ... حتي وقعت عينيه ع حقيبتها وهاتفها التي تركتهم ... شعر بإنقباضة ف قلبه حينما علم بأنها كذبت عليه.. نهض فجاءة


_ عن أذنكون ...راح أشوف فيروز وين راحت ... قالها ولم ينتظر أجابتهم ليغادر المكان تحت نظرات سيلين وشهاب المدهوشة 


وقف بالرواق يبحث يمينا ويسارا ... قابل إحدهم وقال : لو سمحت .. ماشفت آنسه مرآت من هون لابسه تياب باللون الاسود وبلوزة حمره وعينيها بللون الفيروز


نظر له الرجل وقال : معلش أنا لسه جاي من برة ممكن تروح تسأل عم شعبان الساعي وهو ممكن يفيدك 


            


                    


فارس : شكرا ..قالها وأتجه لأخر الرواق باحثا عن الساعي


______________________


_ أنا جهزت يلا بينا... قالتها رنيم 


إياس : ياسلام ياجدعان ع القمر الي بحبه ياناس... قالها بنبرة غزل


رنيم بخجل : بس بقي 


إياس : بعشق كثوفك ورقتك ياروحي.... هيا سيدتي الجميلة أنكجشيني حتي نذهب لنحدد ميعاد الزفاف.... قالها ساخرا بمزاح


رنيم : هيا يا أميري العزيز .. قالتها بمزاح وهي تسند يدها ع مرفقه


توجها إلي الخارج ليستقل كليهما سيارته وأنطلق بالسيارة


_ بداخل السيارة.....


رنيم : تفتكر الواد صقر بيعمل أي؟


إياس ضاحكا : الواد صقر!!! ... أه لو سمعك


رنيم بثقة :ولا يقدر يعمل حاجه 


إياس : يالهوي ع الفشر ... ده لما بيشخط فيكي بتبقي شبه الكتكوت المبلول 


لكزته ف كتفه وقالت : طيب ركز ف السواقة بدل ما هخليك إنت الي مبلول


إياس : هههههههههههه ... مجنونه ..... قالها ليزيد سرعة السيارة 


_ توقف أخيرا أمام إحدي الفنادق الشهيرة ....


إياس : إنزلي هنا وأنا هاروح أركن العربية ف أي حته


رنيم : يعني هتسبني أٌقف لوحدي ؟؟؟... قالتها وهي تزمت شفتيها لأسفل كالطفلة


إياس : إنزلي يارنيم إنتي تخوفي العفريت


رمقته بتوعد وهي تضيق عينيها : حسابك تجل جوي جوي ياويلد مني .... قالتها مازحه 


إياس : حاضر ياعم الخُط ... إنزلي بقي


فتحت الباب وترجلت من السيارة وهي تقول : متتأخرش عليا 


_ بعد قليل دلف كليهما إلي داخل الفندق متجهين نحو غرفة مكتب المسئول عن حجز أكبر قاعة لحفلات الزفاف ....


_ أحم السلام عليكم ... قالها إياس ... ليستقبله الرجل مبتسما 


وقال : وعليكم السلام أتفضل يا إياس بيه 


إياس : إي أنت عرفت إزاي؟


الرجل : والد حضرتك لسه قافل معاه حالا


إياس : أه بابا ماشي 


الرجل : أتفضلو أستريحو .. ونطلب لحضراتكو تشربو حاجه .. عقبال ما أشوف ليكو الوقت والعروض المتاحة 


إياس : متشكر 


_ دلف إليهما النادل يضع أمامهما كؤوس العصير.... تناول كل منهما كأسه ... تجرعه إياس ع مرة واحدة ... وظلت رنيم تحدق فيه بإندهاش وهي تكتم ضحكاتها وتركت الكأس ولم ترتشف من الإحراج


            


                    


_ أعطي لهما المسئول كتيب صغير فيه العروض ومواعيد الحفل المتاحة لهم حاليا ... وأخذ يتناقش معهم .... وبعد مرور وقت 


خرج كليهما من الفندق وهم يتنفسا الصعداء


رنيم : أنا صدعت من الراجل ده ياساتر عليه ده رغاي


إياس : هههههههههه وطي صوتك ... سيبك من الراجل ... مبسوطة ياروحي


رنيم وهي تبتسم بفرح : أوي أوي ياقلبي أخيرا هنتجوز 


حملها إياس من خصرها وظل يلتف بها بشكل دائري : وأخيرااااااا هنتجوز يابت يارنييييييييم


رنيم : يخربيتك نزلني الناس عماله تبص علينا


توقف عندما رأي الكل يرمقه بنظرات ضحك والأخري إزدراء وحقد ... أنزلها برويه .. وأعتدل من ثيابه وقال بصوت مرتفع : تعالي يامراتي


كتمت ضحكاتها ثم همست له : أهو بعد كلمة تعالي يامراتي دي أتأكدو العكس .. الله يسامحك 


إياس : خلي الي يتكلم يتكلم خلاص كلها يومين وهنتجوز وهتبقي مراتي ومحدش ليه عندي حاجة 


رنيم : طيب يلا تعالي نتصل ع صقر ونفرحو بدل الكآبة الي عايش فيها دي


إياس : يلا


_ دلف كليهما داخل السيارة وظل يهاتف صقر الذي لم يجيب عليه


رنيم : لسه مش بيرد


إياس : شكله مشغول نبقي نتصل بيه ف وقت تاني...يلا عشان نقضي بقية مصالحنا يامسهل... قالها وأنطلق بالسيارة


____________________  


_ نعود إلي فيروز وصقر الذي مازال ينتظر منها كلمة من أجلها سيعيش ومن دونها سيحيا كالميت .. قلب بلا روح 


_ هفكر .... قالتها فيروز بإقتضاب 


ع الرغم من قلبها الذي يصرخ بداخلها ويقول هيا سامحيه وبين زراعيكي وعانقيه وبعشقك أرويه .... لكن العقل تحدي القلب وقال لاتغفري له مهما كان ... ستتذكرين جراحه مهما أدركك النسيان ... ستظل قسوته تاركة آثارها بداخلك مهما مر الزمان. بقلمي : ولاء رفعت علي


نهض يبتلع غصته لكن لايعلم من أين جاءت له نقطة مضيئة التي أضاءت قلبه بنور الأمل وأن لايستسلم ولا ييأس


_ أفهم من كده إنك هتسامحيني بس بعد ماتاخدي وقتك؟؟؟... قالها صقر وهو ينظر بداخل عينيها الذي يري بداخلهما صراع مثل الأمواج المتلاطمة التي لاتريده أن يستقر ع شاطئ النجاة


_ يمكن ... سيب الوقت والزمن ينسيني بس إزاي وأنت قدامي طول الوقت؟؟؟.... قالتها بنظراتها الجافة 


صقر : حاضر أنا همشي وهسيب الشقة ومش هضايقك وهبعد عنك طول الفترة دي بس أرجوكي مطوليش البعد.. عشان روحي بتغيب طول ما أنتي بعيدة عني... قالها ثم أطلق زفره كأنه تنفس الصعداء وأردف : أنا ماشي وهعمل الي أنتي عايزاه بس خدي بالك من نفسك لأنها غاليه عندي أوي


            


                    


أومأت له بالموافقة ولم تجيب ...لتولي له ظهرها فعلم إنها بحاجه إن تنفرد بذاتها ويعطيها مجال لحرية التفكير... غادر المكان بدون أن تشعر وهبط الدرج مسرعا وخرج من باب الطوارئ الذي بنفس الطابق الذي صعد منه .


رمقته تلك الأعين بنظرات حادة وهو يخرج من ذلك الباب مبتسما ولم يلاحظه.. حتي وصل أمامه ليجد رجل يقف يعد أوراق من المال 


_ لو سمحت تعرف واحد اسمه شعبان؟... قالها فارس


الرجل بإبتسامة : أنا يابيه أؤمر


أبتسم فارس براحة وقال : دخيلك ماتعرف وين بلائي آنسة .... ظل يسرد له مواصفاتها 


شعبان :أها يابيه دي كانت بتدور ع مكان تشم فيه شويه هوي قولتلها ع الباب ده بيودي ع السطح وهي طلعت ع طول


أقتضب حاجبيه وقال : شكرا لإلك .. تسلم .... الآن ربط كل شئ مع بعضه البعض ... مغادرتها خلفه عندما ترك المكتب... كذبتها عندما قالت إنها ستأخذ الحقنة..تأخيرها من دون سبب ... خروج صقر من ذلك الباب مبتسما..... سيتأكد من كل ذلك ووجودها بالأعلي سيجيب عليه كل ما يجول بداخله ... النيران المشتعلة ف صدره ... نار الغيرة ع الرغم إنه يعلم مازالت تحب غيره ... صعد الدرج ليجدها تولي ظهرها وصوت أنين بكاءها يصل إلي مسمعه... أقترب منها ووضع يديه ع كتفيها ... فألتفتت له وهي تقول : نعم ياصقر!!!!


حدق بعينها بعدم تصديق ماتتفوه به الآن ... هي لاتعلم لماذا أنتابها الإرتباك ...


_ كِنتي معه؟؟؟ قالها فارس بهدوء الذي يسبق العاصفة


فيروز بتردد : لاء .. أأه .. بس


_ جاوبني بنعم أو لا... قالها بصياح ونبرة غاضبة لم تعهدها من قبل سوي عندما صاح ف إيميلي أمامها 


فيروز : أه كنت معاه ... قالتها بنفاذ صبر وهي تبكي 


فارس : ليش فيروز؟؟؟ ها ؟؟... ردي علي ... قالها وهو يمسك بزراعها لأول مرة بهذا العنف 


أجهشت بالبكاء وقالت : كفاية بقي أرحموني .. كل واحد فيكو بيغرز سكاكينه جوايا لحد مبقاش ف مكان وقلبي عمال بينزف ومحدش حاسس بيا... سبوني أعيش ف حالي لوحدي من غير وجع قلب .. مبقتش أستحمل


____________________ 


_هبط الدرج بأكمله ليصل إلي البهو حيث مدخل الشركة ... لايعلم لماذا قلبه يتراقص من الفرحة .. أخيرا سينعم بالراحة ... أمسك بهاتفه ليجد العديد من المكالمات ... فقام بالإتصال ع إياس 


صقر: ألو أيوه ياواد يا إياس ... قالها مازحا


إياس : واد!! ماشي ياعم مقبولة منك .. مبتردش علينا ليه؟


صقر : ما أنا لسه شايف المكالمات كان عندي إجتماع والأهم منه لقاء تاريخي هينتهي بفرحة قريب إن شاء الله 


            


                    


إياس : خير إشجيني؟


صقر : خير! وأشجيك!!! إي التناقض الي أنت فيه ده 


إياس : أتريئ أتريئ وأنا الي كنت ناوي أفرحك وأقولك إن فرحي ع أختك بعد 3 أيام 


صقر : نعم !!!


إياس : زي ماسمعت مفيش مواعيد غير ده والمواعيد التانيه ف الشتا وبصراحة أنا بكره الشتا بسبب التعب والبرد .. خليني أتهنالي يومين مع المزه بتاعتي


صقر : ده أنا الي هخليك تتهني بالبونيات ف وشك لما أشوفك


إياس : يعني دي كلمة ألف مبروك ... شايفه أخوكي يارنيم هيبتدي شغل الحموات 


رنيم أخذت منه الهاتف وهي تضحك : هههههه أي ياعم التقلان علينا .. كده تسيب أختك لوحدها ف تلك الأيام العصيبة 


صقر: ما أنا سايبك مع خطيبك بتخرجو براحتكو لولا أنا واثق فيه ومتربي معانا كنت زماني مخلتوش يشوفك غير ف ليلة فرحكو


رنيم : يا ساتر يارب... طيب يلا أرجع بقي عشان محتاجينك ف شوية حاجات 


صقر : حاضر أنا جاي إن شاء الله ع بلليل ... وعندي خبر حلو 


رنيم : ربنا يفرح قلبك ياحبيبي ها قولي؟


صقر : فيروز أخيرا هنرجع لبعض إحنا شبه إتصالحنا بس إدتلها وقت تفكر


رنيم : بجد؟؟؟؟ يارب يهدي ويصلح مابينكم وتتجوزو ع طول بقي


صقر : يارب يارنيم يارب


رنيم: هي عندك؟


صقر : لاء هي فوق ف الشركة 


رنيم :الشركة؟؟؟... ماعلينا ..طيب أستغل الفرصة وروح إعزمها ع الفرح بنفسك يمكن تهل بركتنا عليكو وترضي عليك


صقر: يعني أنتي شايفه كده؟


رنيم : أه


تدخل إياس ف المكالمة وقال بمزاح :وأنا شاهد مشافش حاجه 


صقر : أخرص ياض وخليك ف حالك بدل ما هخليك ماتشوفش حاجه خالص وفرحك بعد 3 أيام أظن إنك فاهمني... قالها مازحا 


إياس : إحنا آسفين ياصلاح


صقر : هههههههههههه أيوه كده أتظبط..... وسلام بقي هاروح ألحق فيروزتي قبل ما تطير من ع السطح


إياس مازحا : سطح!!! هي وصلت للسطح ؟؟؟!!! 


تدخلت رنيم : سطح إي؟؟؟


إياس : ملكيش دعوة ده كلام رجالة وخليكي ف حالك 


صقر: طيب أقفل يا أبو نيه شمال... سلام ... أغلق المكالمة ليطلق تنهيدة بأريحية وقال : أمتي بقي يجي اليوم ده وأعزم فيه كل الدنيا ع فرحي أنا وأنتي.... قالها وأبتسم ليتجه نحو المصعد ويدلف إليه ليصعد إليها 


_______________


_ إتركك!!! كيف إتركك وأنا عم بتنفس هواكي!!.. كيف إتركك وأنا مابئدر أعيش لحظة بلاكي!!... ئلبي ورحي وعئلي كلون تاركهم وياكي


            


                    


بقلمي : ولاء رفعت علي


قالها فارس وكأن قلبه يتغني بكلمات عشقه لها 


فيروز وهي تكفكف دموعها وهي مصدومة بذهول من مايتلقاه سمعها : أي الي أنت بتقولو ده إستحاله


أقترب منها وصاح فيها وهو يمسكها من مرفقيها : إستحالة!!! ليش إستحاله ؟؟؟ .... عنجد أنا بشفق ع حالك .. تتركي يالي بيحبك وبيخاف عليكي وتجري ورا الي بيدعس ع ئلبك كأنه ولا شئ بالنسبة لإلو... فوئي بقي وشوفي مين عم بيحبك وعم بيتعذب ف هواكي... أنا .. صمت ليبتلع ريقه حتي يستمد شجاعة قلبه ويصرح لها فأردف : أنا بحبك فيروز ... أنا عشقان وجانن ودايب فيكي ... قالها بجنون العشق الذي أشتعل بداخله كنيران التنور...


جذبها من مرفيقها ليعلن عن حبه بقبلة يعبر من خلالها عن عشقه الذي جعله مجنون فيروز 


وفي نفس اللحظة والبرهة وصل إلي أخر درجة يصعدها حتي يتثني له ويري مايحطم قلبه مثل القارورة التي ألقاها ف شرفتها منذ الأمس...


تمني مايراه يكون كذبا خيالا ليس له بالواقع صلة ... جن جنونه ... لو تحرك قيد أنملة نحوهما ربما سيرتكب جريمة شنعاء ... وهي إلقائهم من فوق السطح حتي يلقيا حتفهما ويلقي بنفسه خلفهما... تلك كانت وساوس الشيطان الذي يهيأ له ذلك... عزم أمره ليبتعد عن هذا المكان بدلا من أن يرضخ لذلك الشيطان اللعين ... ركض كالتائه والثائر لايعلم وجهته ....ركض وقلبه يتألم ويذرف دماءه وجعا وقهرا .... لم يشعر كيف ومتي وصل إلي سيارته ليدلف إلي الداخل وأنطلق بها 


______________


_ دوي صوت الصفعة التي ناولته إياها وهي تصيح فيه : أنت بني آدم مجنون ولا يمكن أثق فيك بعض كده ومن النهاردة كل الي مابينا من شراكة وصداقة أنتهي .... قالتها فيروز بقمة الغضب من ما أقترفه الأن ومن كلماته التي وقعت كالصاعقة ع مسمعها لتحيا بداخلها الوفاء والإخلاص التي مازالت تحمله للإنسان الوحيد الذي عشقته ولم تعشق غيره.


أتجهت نحو الخارج لتغادر...


عاد إلي وإدراكه وقال : فيروز أنا أنا آسف ... وقفي لعندك .. اسمعيني ... قالها ويلحق بها ع الدرج 


توقفت ترمقه بسخط وقالت : خلاص يا فارس .. أنت فضفضت كل الي شايله جواك وقولته بكل صراحة ... أنا مش هحاسبك ع مشاعرك .. لأن كل واحد فينا قلبه مش بأيديه ... بس وجودي جمبك ببقي بظلمك ... وأنا أكتر حاجة بكرهها ف حياتي الظلم ... أسألني أنا الي عشت وعايشة فيه.... قالتها وتركته وغادرت المكان كله.... تاركة خلفها قلوب محطمة ... هل سيعالج الزمن ذلك الحطام!!!


______________________


_ يقود سيارته بجنون .. يريد أي شئ يشتت إنتباهه عن ما يدمر خلايا عقله من التفكير ويزهق روحه ويعتصر قلبه... ضغط ع زر المسجل... لتأتي تلك الأغنية تعزف ع أوتار جراحه الدامية.....


            


                    


حاسس بخنقة وضيقة


حاسس ان انا بتهد


في ناس من براها بريئة


بس من جواها تخض


هو ايه الي حصل في الدنيا


حاسس ان انا موجوع عمال بتعذب


انا بنزف من برا ومن وجوا دموع


بعدك مش هيموتني


لا بالعكس دا انت حيتني


كل حاجة بيك ربطتتني خلاص قطعتها


انت بجد جرحك ليا علمني ما علمش عليا


ووقفني علي رجليا، خلاص كلامي انتهي


انا كنت بعتبرك بجد كتير عليا


بس اكتشفت ان انا الي كتير عليك


وان انت اصغر من انك تتسلي بيا


وانا كنت نعمة كبيرة ضاعت من اديك ....... (كلامي أنتهي _ أحمد سعد)


________________________                         


_ تجلس بالمقعد الخلفي بداخل سيارة أجرة قد إستقلتها للتو بعدما أتفقت مع السائق إعطائه الإجرة فور وصولها إلي منزلها .....


تنظر من النافذة وعينيها رفيقتها العبرات ... تتذكر كلمات صقر التي أذابت قلبها كما يذاب المعدن عند إنصهاره... بينما كلمات فارس أوجعتها بمعني الكلمة حرفيا


شعرت بإنها ع محك الظلم ... الذي تمقته بشدة لإنها تجرعت منه الكثير والكثير ولاتريد بأن تذيقه لأحد خاصة من المقربين إليها .


_ وصلنا يا آنسه ... قالها السائق فأنتبهت وقالت : طيب ممكن تستني لحظة 


قالتها وترجلت من السيارة ونادت ع الحارس : عم عثمان ... ياعم عثمان 


ركض إليها : نعم يا فيروز هانم 


فيروز : معلش ممكن تطلع لداده سميحة خليها تديلك 100 جنيه عشان أحاسب التاكسي


عثمان : وليه أروحلها أنا معايا والخير كتير ... قالها ليخرج ورقة مالية بقيمة مائة جنيه وأعطاها للسائق : أتفضل ياسطا


السائق : متشكرين يابلدينا ... يلا سلامو عليكو


عثمان : وعليكم السلام ... أي خدمة تاني ياهانم


فيروز بإبتسامه : شكرا ياعم عثمان .. تعالي أطلع معايا عشان إديلك فلوسك


عثمان : عيب يافيروز هانم .. إحنا صعايدة وجدعان جوي ... خلي فلوسك معاكي يمكن أحتاجك ف يوم


إبتسمت لطيبة قلب ذلك الرجل النقي : تسلم ياعم عثمان ... قالتها وصعدت درج الفناء ثم دلفت .... دلفت إلي المصعد حتي وصلت إلي الطابق الذي تقطن فيه .... خرجت وتوقفت أمام باب منزلها وهي تنظر خلفها إلي باب منزله وهي تتذكر عندما رأته الأمس... أبتسمت بسأم ثم ضغطت ع الجرس... فتحت لها سميحة


            


                    


_ سلام عليكم ياداده .... قالتها فيروز وهي تدلف إلي الداخل


_ وعليكم السلام يابنتي.. قالتها سميحة وهي تنظر بإستغراب من حالة فيروز ولم تري بيدها أي من متعلقاتها


أتجهت نحو غرفتها ... لتلقي بجسدها الذي قد تخدر من الوجع النفسي الذي تشعر به ع التخت الذي قد نظمته وقامت سميحة بترتيبه... 


غطت ف ثبات عميق لتنفصل ذهنيا وبدنيا عن تلك الذوبعه التي مرت بها اليوم.


___________________


_ بعد مرور ساعات حتي أصبحت الساعة 12 منتصف الليل.....


بداخل الملهي الليلي....


يجلس ع المقعد ويسند رأسه ع ساعده ع الطاولة الرخامية (البار).... يتمتم بكلمات غير مفهومه .... لايسمعه أحدا بسبب تلك الموسيقي الصاخبة التي تهتز بسببها الكؤوس.....


وفي إحدي الأركان تجلس فتاتان ف مقتبل العشرينات ......


_ واخده بالك يايويو من الي نايم عند البار ده.....قالتها الفتاه


لتجيب الأخري وهي تزفر دخان السيجارة ف الهواء: فين ده؟


الفتاة : أنتي حولة يابنتي !! مفيش غيره أصلا وبقاله ساعات ع الوضع ده


نهضت وهي تطفئ السيجارة ف المنفضة المعدنية وقالت : خليكي هنا وجايلك


الفتاة : طيب متتأخريش


أتجهت الفتاة التي تدعي آيات التي ترتدي ثوب بللون الأسود يلتصق بجسدها كأنه جلد أخر لها... يكشف عن زراعيها وساقيها حتي منتصف فخذها ... شعرها يصل إلي عناقها الموشوم برسمة أنثي الثعبان... عينيها اللوزيتيان ذات لون الزيتون الأخضر يعطونك إنطباع الغموض عندما تحدق بداخلهما...


_ بسس ياكابتن ....قالتها وهي تلكزه بخفة ليستيقظ 


أستيقظ بفزع وهو يضيق عينيه بإنزعاج وقال: أنتي مين؟


آيات : أنا نفسي أعرف جايلك نوم ف الهبد والرزع ده إزاي؟


صقر : وده مضايقك ف حاجه؟؟


حدقت ف عينيه ولم تجيب ع سؤاله .. مدت يدها لتصافحه وتقول : يويو أو يويا أو زي ماتحب تناديني ... 23 سنة ... خريجة ألسن شعبة اللغة العبرية


حدق بها من إسفل لأعلي وهو يتناول علبة السجائر التي أمامه وتناول واحده ويضعها بفمه ... لتسبقه هي وتمسك بالقداحة وتبتسم له بمكر وهي تشعل له السيجاره التي بين شفتيه


_ وأنت مين؟؟ قالتها وهي تضع القداحة ع الرخامة


زفر الدخان جانبا وظل يحدق بها وقال : تاخدي كام؟؟؟


_ نعم؟؟؟؟ أنا زيي زيك هنا زبونه مش أكتر.. ولا أنت عشان جيت وقفت معاك فاكرني من الريكلام بتوع النايت!!!....قالتها آيات بأمتعاض 


صقر : ماشي يايويو طيب جيتي صحتيني ليه ؟ تعرفيني مثلا؟


آيات: بصراحة عجبتني .. بحب جو الراجل الغامض الي عينيه غريبة مش مفهومه 


صقر بإبتسامة جانبيه ساخرا : والمواصفات دي فيا أنا؟؟


أخذت السيجارة من بين أصابعه لتسحب منها الدخان ثم تزفره ف وجهه وقالت : أنت كلك ع بعضك عجبتني... قالتها بجرأه


نزل من فوق المقعد المرتفع ليقف بطوله الفارع أمامها وأخذ من فوق الرخامه متعلقاته ... وألقي بعض ورقات المال للبارمان... ألقي إشارة بأصبعيه تعني (سلام)... ثم جذب آيات من يدها 


صاحت به وهي توقفه : رايح فين وسحبني وراك؟؟؟


صقر بنبرة هادئة ونظرات جريئة: أصلك عجبتيني وأنا عاجبك .. مستنيه أي؟؟؟


آيات : طيب خليك هنا هاروح أخد الكروس (حقيبة) بتاعتي فيها موبايلي وفلوسي... وجايلك ع طول... قالتها وهي تغمز له بعينها


_ رايحة فين يامجنونه؟؟؟؟... قالتها رفيقتها


آيات :ملكيش فيه ... لما تروحي وحد سألك عليا قوليلهم عندي شيفت إضافي وراجعه الصبح ... يلا باي ... قالتها وأرتدي حقيبتها 


الفتاه : يخربيت جنانك يا آيات مش هتسكتي غير لما توقعي ف شوية عيال صيع يعملو فيكي زي فيلم المغتصبون... قالتها ثم أرتشفت من النبيذ وأردفت : وأنا مالي خليها تاخد فوق دماغها 


_ بالخارج أستقل سيارته وهي تجلس بجواره ... ثم أنطلق بالسيارة


_ مبتتكلمش ليه؟؟؟ ولا القطة كلت لسانك... قالتها آيات


رمقها بنظرات حادة ... صمتت ونظرت من النافذة وهي تلوي فمها جانبا


_________________ 


_ في منزل فيروز... 


بدأت تستيقظ لتجد إنها تنام بثيابها ... نهضت بملل وهي تتثاءب .... أبدلت ثيابها بمنامة قطنية قصيرة ...ذهبت أمام المرأه وهي تمسك بقطعة قطن بحجم كرة صغيرة تضع بها القليل من سائل مزيل مساحيق التجميل ... تزيل الحمرة من شفتيها ... ثم تركت مابيدها أمام المرآه ... خرجت متجهه إلي المرحاض لتغتسل 


خرجت من المرحاض وهي تمسك بمنشفة قطنية تجفف خصلات شعرها ووجهها..... دلفت إلي غرفتها ... وهي تمشط شعرها المنسدل وتنظر إلي عينيها المنتفختين ف المرآه .. توقفت لتنتبه لصوت عم عثمان


_ أي خدمة ياصجر بيه؟؟


لم يجيب عليه صقر ليردف الحارس : لا حول ولاجوة الابالله .. ربنا يهدي


أسرعت نحو الشرفة لم تتمكن من رؤيته ... أثارها الفضول لماذا رجع ف ذلك الوقت .. أصبحت الواحدة صباحا ...


أرتدت معطفها القطني وألقت المشط الذي بيدها وأسرعت نحو الباب وتقف خلفه تنظر من العدسة التي تتوسط الباب ... أنتظرت قليلا ... حتي أتسعت عينيها بالصدمة مماتراه ... كادت تفتح الباب لتتردد وتسأل نفسها ماذا ستفعل وبأي حق ستحاسبه؟؟؟ ... أليس هي من طلبت الإبتعاد!!!


لم تتحمل أكثر من ذلك ... فتحت الباب ف نفس اللحظة الذي قد دلف كليهما وأغلق الباب


أسرعت متجهه نحو منزله وظلت تضغط ع زر الجرس بيد واليد الأخري تطرق ع الباب بقوة 


وتصيح بصوت غاضب : أفتح ياصقر ....







عشق الفيروز ( لاتظلمني) - #الحلقة الرابعة والخمسون - 


                      


لم تتحمل أكثر من ذلك ... فتحت الباب ف نفس اللحظة الذي قد دلف كليهما وأغلق الباب


                      


أسرعت متجهه نحو منزله وظلت تضغط ع زر الجرس بيد واليد الأخري تطرق ع الباب بقوة...وتصيح بصوت غاضب : أفتح ياصقر


                      


_ في داخل منزله .... 


                      


_ استني شوف مين الي بيخبط عليك الأول ... قالتها آيات وصقر يجذبها من يدها نحو غرفته 


                      


لم يجيب عليها بل دلف إلي داخل الغرفه وهو يضغط ع زر الإضاءه....آيات : أنت ياعم الساكت ماتروح تشوف الي عماله تصوت ع الباب دي


                      


فيروز بالخارج : أفتح ياصقر أنا لسه شيفاك داخل ومعاك واحدة ... أفتح بدل ما أطلبلكو بوليس الآداب... قالتها بصياح وغضب الذي جعل وجهها محتقن بالدماء 


                      


بالداخل ...أقترب من آيات وهو ينظر لحمرة شفتيها .... أبتسمت له بمكر وقالت : أي ع طول كده!! مش لما ناخد ع بعض 


                      


_ هوس ... قالها صقر وهو يشير لها بالصمت .... خلع سترته وألقاها ع الأرض ... خلع الساعة من معصمه ووضعها جانبا ... ومازالت فيروز بالخارج تتطرق الباب وتناديه ورنين الجرس لن ينقطع.... خلع حزام بنطاله وألقاه أرضا .... كل ذلك تحت نظرات آيات التي جلست ع التخت وتضع ساق فوق الأخري وهي تحدق فيه بنظرات إعجاب... 


                      


قام بفك أزرار قميصه واحد تلو الأخر ليخلع القميص ويصبح عاري الصدر


                      


...قالتها آيات Very attractive _ واو....(جذاب جدا)


                      


لم يعير جملة الإعجاب أو نظراتها أي إهتمام ... إقترب منها وهي يمد يده بقميصه إليها وقال : أنا هطلع بره دقيقة وراجع تكوني مش لابسه غير القميص ده ...قالها بصيغة أمر


                      


وقفت وهي تمسك بقميصه بيد والأخري وضعت اليد الأخري ع لحيته وهي تقول بنبرة لعوب : أوك ... مستنياك .. قالتها وتغمز له بعينها... وضع طرف إبهامه ع شفتيها وهو يمسح الحُمرة ف إصبعه ثم تركها وغادر الغرفه متجها نحو باب المنزل... نظر ف العدسة التي تتوسط الباب وجدها مازالت تقف وتصيح غاضبه...


                      


_ أفتح ياصقر ... والله لو مافتحت هنط من البلكونه ع البلكونه بتاعتك ... قالتها فيروز بالخارج ... بينما هو يتابعها من العدسة ثم وضع يده ع مقبض الباب وقبل أن يفتح قام بلطخ شفتيه بالحُمرة التي بإبهامه وهو يبتسم بمكر ... ثم مسح ماتبقي ف عنقه


                      


فتح الباب مواربا إياه ليخرج إليها بصدره العاري والحمرة ع شفتيه و ع عنقه 


                      


وبنبرة برود جعلتها تحترق بمكانها : عايزه أي؟؟؟ أنا مش فاضي


                      


أتسعت حدقتيها مما تراه لتقترب منه وكادت أن تلمس شفتيه لتتأكد من ماتراه فأمسك بمعصمها ويلقي بيدها بقوة ف الهواء


                                  


                    


_ أنت بتخوني!!!! قالتها فيروز بنبرة غير مصدقة


إبتسم بسخريه وقال :بخونك ؟ ده ع أساس إن ف بينا حاجه!!!


فيروز بنبرة ع وشك أن تفقد أعصابها : ووعدك ليا النهاردة!! وكلامك!! وطلبك إني أسامحك!!!... كل ده كان أي؟؟؟؟


زفر بضيق وقال : كان تمثيل .. وإمشي من هنا يلا ... قالها بنبرة إزدراء وهو كاد أن يوصد الباب ف وجهها 


لكن لم يستطع بسبب دفعت الباب بقوة لم تعلم متي وكيف أتت بها ... لتدفعه من أمامها هو أيضا وهي تصيح : هي فين بنت ال...... والله لموتهالك


قالتها وهي تركض تبحث ف الأرجاء عن آيات التي كانت بداخل الغرفة تغلق أزرار قميص صقر التي قامت بإرتداءه.....


أمسكها صقر من يدها وهو يجذبها لتغادر : أطلعي برة مش عايز أشوف وشك هنا ... قالها بنبرة قوية 


رمقته بنظرات حارقة ولم تتمثل ماقاله لها بل سحبت معصمها بقوة من قبضته وصاحت فيه وقالت : مش ماشية من هنا غير لما العاهرة الي جايبها معاك دي تمشي الأول


أقترب منها وعينيه لم تشاهد سوي المشهد الذي رآه وفارس يقبلها .. تحول لون عينيه لظلمة قاتمة .. قبض ع عضديها بقوة لتشعر بأختراق أنامله جلدها وقال بغضب : عايزة مني أي!!! مش مكفيكي البوس والأحضان مع المسيو بتاعك !!... قالها لتنظر له ف ذهول 


_ أنت أصدك أي مش فاهمه حاجه... قالتها بعدم فهم


ظل يضغط أكثر بأصابعه ع عضديها لتبدأ عبراتها ف الإنسدال من عينيها... وقال : أنتي فاهمه أصدي كويس... بطلي بقي دموع التماسيح ودور البراءه الي مش لايق عليكي ده... وأنا بقي الي بقولهالك أنا مش..... لم يكمل ليقاطعه صوت آيات التي خرجت وتمسك سيجارة مشتعله بيدها وتقول بنبرة دلال لتثير حنق فيروز


_ أي ياحبيبي ده أنت عندك ضيوف ولاأي؟؟ قالتها آيات التي تستند ع الإطار الذي يحيط باب الغرفة وتزفر دخان السيجارة ف الهواء


رمقها صقر بنظرات جعلتها ترتعب وتصمت وتلقي السيجاره ف الأرض لتعود إدراجها لداخل الغرفة.... دفعته فيروز ف صدره ليبتعد عنها وبسرعة البرق لحقت بآيات ... تجذبها من خصلات شعرها وهي تصيح فيها : أطلعي برة يا زبالة من هنا 


آيات بصراخ : أه سيبي شعري ياحيوانه أنتي


فيروز بغضب : أنا حيوانه طييييب قالتها بتوعد لتترك شعر آيات التي تقاومها لتبعدها عنها ... أمسكتها من زراعها لتغرز أسنانها بقوة 


_ آآآآآآآآآآآآآآآآآه ...صرخة ألم أطلقتها آيات ثم أردفت : أه يا..... يابنت ال...... والله ما أنا سيباكي


قالتها لتدفع فيروز التي وقعت ع ظهرها ع الأرض لتعتليها آيات وهي تحاول ضربها لكن فيروز تمسك كلتا يديها بقوة وهي تغرز أظافرها بيدي آيات .... 


            


                    


ظل متوقف ف مكانه بالخارج والغضب يعميه ... لكن تحرك ع الفور عندما وجد آيات نجحت ف إفلات إحدي يديها لتقبض ع عنق فيروز وهي تحاول خنقها ... قبض ع زراعي آيات ويجذبها للخلف لتبتعد عن فيروز


_ سيبني أخد حقي من بنت العضاضه دي... قالتها آيات بصياح


صقر وهو يبعدها : بس كفاية بقي أنتو الأتنين... وأنتي أطلعي برة ... قالها لفيروز التي نهضت وهي تحدق به ... ثم نظرت يمينا ويسارا ف عدم تصديق ذلك الموقف حتي وقعت عينيها ع حقيبة ثيابه المفتوحة وبداخلها السلاح الخاص به ف جيب داخلي بداخل الحقيبة ..... ألتمعت عينيها بدون أن تلفت إنتباه كليهما إليها .


_ أنا همشي ياصقر .... قالتها ثم أتجهت نحو الحقيبة وبحركة سريعه ألتقطت سلاحه وأردفت : بس لما أفهم أصدك أي والقذرة دي تغور من هنا... قالتها وهي توجه فوهة المسدس صوبهم 


_ أنتي يامجنونة سيبي المسدس... قالها صقر بحذر وصياح ... أختبأت آيات خلفه وهي تصرخ


فيروز بتحدي : مش هسيب حاجة غير لما تمشي الزفته دي من هنا


آيات بخوف : طيب طيب أنا همشي بس أديني دقيقة ألبس الفستان الي عندك ده .... قالتها بخوف وهي تشير إلي ثوبها الملقي ع التخت التي فيروز بمحاذاته 


رمقتها فيروز بإزدراء وهي تنحني لتأخذ الثوب وتلقيه بقوة نحوها لتلتقطه وهي تقول : ممكن أدخل الحمام أغير وهمشي ع طول؟


فيروز ومازالت تشهر السلاح صوبهما : ياريت مشوفش خلقتك خالص... قالتها لتركض آيات تغادر الغرفة وتتجه نحو المرحاض لتبدل ثيابها 


_ سيبي المسدس يافيروز أحسنلك... قالها صقر وهو يجز ع أسنانه ويقترب ببطئ نحوها 


أرجعت يدها لتقلب فوهة المسدس وتغرزها ف موضع قلبها وتصرخ فيه بغضب : مش همشي غير لما أسمع منك الأول وتسمعني أنا كمان لأن زهقت من التسرع والظلم الي بيجري ف دمك


أتسعت عينيه بالخوف وقال : حاضر حاضر هعمل الي أنتي كل الي أنتي عيزاه بس أبعدي المسدس ... قالها وهو يلوح بيده بإستسلام وخوف عليها.


________________________      


_ في سكون الليل ونسمات الهواء التي تبعث ف روحك رائحة الطبيعة التي تآسرك ف عالم آخر.... وخاصة فوق منزل الحاج عبد الرحيم الأسيوطي التي تحاوطه الاراضي الزراعيه ....


يتمدد ع ظهره فوق حصيره من الخوص يمدد ساق والأخري يثنيها ... يتحدث ف الهاتف بصوت هادئ مليئ بمشاعر الحب التي يحملها لها 


وحشتيني أوي ... قالها مصطفي بنبرة إشتياق


ع الجانب الأخر بوسي تتمدد ع تختها وفراشها الوثير : شكرا


مصطفي بنبرة تهكم :شكرا!!! هو ده الرد الي ربنا قدرك عليه؟؟؟!!


بوسي بحنق : يعني عايز أي ف ليلتك دي


            


                    


مصطفي : يعني عمال أغنيلك من بدري وأقول فيكي أشعار وبقولك وحشتيني وتقوليلي شكرا!!!


بوسي بنبرة عتاب : ما أنت عارف أنا بتكسف ومبعرفش أرد ومتنساش أن دي أول مرة ف حياتي أحب وأتحب والكلام ده


مصطفي بإندهاش : أول مرة !!


بوسي : أه مالك مستغرب ليه؟؟


مصطفي : أنا بصراحه كان نفسي أسألك لو ليكي تجربة حب قبل كده...بس قولت لنفسي ياواد ياديشا... مابلاش نتكلم ف الماضي .. الماضي ده كان كله جراح ... ومادمت بحبك أنا راضي .. هاندور ليه ع شئ راح


أطلقت ضحكة تردد صداها ف مسمعه : ههههههههه.... مش قادرة أبطل ضحك 


مصطفي بأقتضاب : بقي كده!!


بوسي ومازالت تضحك : والله يا ديشا أنت الي بتضحكني.... خلاص خلاص هبطل ضحك .... قالتها ولم تسيطر ع ضحكاتها 


مصطفي بحنق : والله لو مابطلتي ضحك هقفل السكة ف وشك


صمتت فجاءه وأنقلبت نبرتها إلي تهديد: أبقي أقفل السكة كده وشوف مين الي هيعبرك تاني ... ومين الي هيوافق عليك


غر فاهه وقال : أي ده أنتي وافقتي تتجوزيني!!! أحلفي


بوسي : أومال أي الي مصبرني عليك لحد دلوقت.... قالتها بسخرية مازحه


أنفرجت أساريره بفرح جلي وقال :حبيبة قلبي أنا بحبك أوي يابوسي


أحمرت وجنتيها لتجز ع شفتها السفلي بخجل ....


أردف وقال : وليا عندك خبر حلو إن شاء الله راجع كايرو النهاردة وهبتدي شغل ف شركة بابا وهبقي بيزنس مان


بوسي : بجد يا ديشا؟؟؟


مصطفي : أه طبعا عشان لما أجي أطلب إيدك من باباكي ومامتك أبقي أتكلم بقلب جامد


صمتت قليلا ثم قالت بنبرة قلق : مصطفي أنا كنت عايزة ققولك ع حاجه 


مصطفي بإقتضاب : قولي خير


ترددت لثوان وقالت : بصراحة مش عايشه مع بابا وماما


مصطفي : يعني أي؟؟ هم مسافرين؟


بوسي : لاء ... هم بصراحه منفصلين ومحدش يعرف الموضوع ده غير رنيم 


مصطفي :وفيها أي ياحبيبتي ... أي العيب ف كده؟؟


بوسي :ف حاجات كتير أنت متعرفهاش عني .. يعني أنا عايشه لوحدي من بعد ما جدتي توفت من 4 سنين وسبب إن معشتش مع حد من أهلي لأن بابا متجوز واحده من سني مبحبهاش عمري ما استريحت لها ... وماما متجوزه برضو وأنت عارف بقي مينفعش قعد معاها خصوصا أنا مش بعرف أخد راحتي وحسيت بعدم ترحيب من جوزها


مصطفي بنبرة حزن : ياحبيبتي .. متخافيش أنا جمبك وعمري ماهسيبك .. وبعدين أنا واثق فيكي و ف أخلاقك .. أنا الي كنت خايف إنك متوافقيش ع جوازنا 


            


                    


بوسي : عارف يامصطفي أنا كنت طول عمري خايفة أحب وأرتبط والكلام ده و ف الأخر ننفصل ونفسيتي تتدمر... لأن بجد وقتها مش هقدر أستحمل.. توعدني إنك تكون جمبي ع طول ومتتخلاش عني؟


مصطفي : أوعدك ياروح مصطفي مفيش حاجه تبعدني عنك غير الموت


بوسي : بعد الشر عليك ياحبيبي


مصطفي : قولتي أي؟


بوسي : بعد الشر


مصطفي : لاء الي بعدها؟


بوسي وهي تجز ع شفتيها ثم قالت : ياحبيبي


مصطفي : لولولولييي أخيرا بليتي ريقي بكلمة حلوة 


بوسي : معلشي يامصطفي انا مبعرفش أعبر عن الي حساه 


مصطفي : ولايهمك ياحبيبتي أنا حاسس بالي جواكي من غير ماتنطقي


_ وأنا كمان حاسس بيكو أنتو الأتنين..... قالها محمد بصوته الذي أفزع مصطفي وأخذ يضحك


مصطفي : ثواني يا بسنت خليكي معايا .. قالها ليضغط ع علامة كاتم الصوت ف الهاتف وقال بحنق : مش شايفني بتكلم!!!


محمد : ماتتكلم هو أنا ماسكك


مصطفي : طيب عن إذنك أنزل يلا


محمد :أنا كنت جاي أقولك جهز نفسك عشان ساعة ومسافرين إلا إذا لو مش عايز تشتغل وتتجوز بوسي ... قالها بسخرية وضحك


رمقه بسخط وقال : طيب إنزل وأنا جاي وراك 


أبتسم محمد وقال : سبحان مغير الأحوال ... فعلا صدق الي قال الحب بيعمل المعجزات... قالها ليغادر ع الفور 


ضغط ع شاشة الهاتف وقال : أيوه يابوسي أنا هقفل بقي عشان رايح أجهز حالي عشان مسافر مع محمد أخويا... خدي بالك من نفسك 


بوسي :حاضر وأنت كمان تيجي بالسلامه


مصطفي : حاضر ياحبيبتي .... سلام


بوسي : سلام


___________________          


_ لايوجد صوت أعلي من صوت أنفاسها المتلاحقة وهي مازالت تمسك السلاح وتغرس فوهته ف موضع قلبها ... قاطع ذلك السكون صوت صفق باب المنزل


_ خلاص هي مشيت أهي.... قالها صقر وعينيه تلتمعان بالخوف عليها


أرتخت قبضتيها ليقع السلاح ع الأرض ... فأسرع هو وقام بأخذه وألقاه بعيدا ... ليندفع بحبه لها ويجذبها بين زراعيه يحتضنها 


_ ليه بيحصل لينا كده!!! .. كل ما نقرب تحصل مشكله أكبر من التانيه ونفترق.. قالها وهو يضمها بقوة وخوف وحب 


رفعت عينيها الدامعتين وتحدق ف عينيه وتقول : أنت السبب ...قالتها ثم أزاحت زراعيه التي كانت تحاوطها ثم أردفت : ع طول شكاك ومتهور وبتحكم ع طول من غير ماتسمع الي ادامك


            


                    


قال بأمتعاض : أنا قلبي أتكسر لما شوفتك بين إيديه وبيبوسك يافيروز مقدرتش أستحمل لو كنت قدمت خطوة كنت هرتكب جريمة نزلت ع طول مش عارف أنا رايح فين


أبتسمت بسخريه وقالت : وأنت صدقت!!! أنت لو كنت أستنيت ثانيه واحده كنت شوفتني وأنا بوقفه عند حده عشان تجاوز حدودو معايا .


تنهد بسأم وهو يجلس ع حافة التخت وقال : أنتي متعرفيش حاجه عمرك ما هتحسي بالي جوايا


فيروز: ومين قالك أن أنا مش حاسه بيك ... أنا عارفه يمكن صدمتك ف مامتك وانت صغير ده سبب لك حاجز نفسي خلاك متثقش ف أي واحده ... بس المفروض عندك عقل تميز بيه الي ادامك ويكون قلبك واثق ف الانسانه الي بتحبها


_ أنا بحبك وبعشقك يافيروز لدرجة أن أنا مش بستحمل حد يبصلك ... قالها بنبرة غيرة عاشق


فيروز : وإزاي بتحبني وأنت مش بتثق فيا!!! الحب ياصقر لو متبناش ع ثقة وإحترام متبادل ... أعرف إنها علاقة محكوم عليها بالفشل


  نظر لها وكأنه ينتظر أن تكمل ... فأردفت وقالت: لازم نبعد عن بعد فترة كل واحد فينا يعيد حساباته


صقر بأقتضاب : يعني أنتي شايفه كده؟؟؟


فيروز : أنا كل الي أنا شيفاه عشان نرجع لبعض لازم تغير من نفسك ده لو عايزانا نرجع لبعض


صقر : والفتره دي لحد أمتي؟


حدقت ف عينيه بنظرات عميقه وقالت : لحد ما هحس إنك أتغيرت... قالتها ثم غادرت الغرفة بل المنزل ... تركته وهو متسمرا ف مكانه كأن سُكب عليه دلو مياه مثلجة... فقال بنبرة تحدي: ماشي يافيروز لما نشوف هتستحملي البُعد لحد أمتي؟


______________________________         


_ تنسدل أشعة الشمس ف جميع أنحاء المعمورة ... مع إشراقة صباح يوم جديد لتبدأ أحداث وحكايا جديدة ....


تمام الساعة ال9 صباحا... في شركة الأسيوطي جروب


يدلف محمد من البوابة الزجاجيه الضخمة وبمحاذاته مصطفي الذي يخفي عينيه المسيطر عليهما النوم أسفل النظارة الشمسية .. أتجه كليهما ليدلفا إلي داخل المصعد حتي وصلو ف الطابق الذي يوجد به غرفة المكتب.....


_ حمدالله ع السلامة يافندم .... قالتها السكرتيرة


محمد بنبرة جدية : الله يسلمك... جهزتي الملفات بتاعت الصفقة المشتركة مابينا وبين السويفي جروب؟


السكرتيرة : أيوه يافندم .. وفيه ميعاد بعد ربع ساعة مع نائب مجموعة المتحدين للصلب


رفع معصمه أمام عينيه لينظر ف ساعة يده الفضية وقال : طيب تمام .. خلي عم ربيع يعملي واحد قهوة سادة و واحد إسبريسو... قالها وهو ينظر لشقيقه الذي يقف ولم يتفوه بكلمة


دلف إلي غرفة مكتبه ليسبقه مصطفي ويجلس ع إحدي مقاعد طاولة الإجتماعات ويعقد ساعديه ويسند رأسه عليهما ف وضع النوم


            


                    


_ وده أسمه أي إن شاء الله؟؟ قالها محمد بسخرية


مصطفي بصوت ناعس : والنبي يامحمد سيبني أخطفلي ساعتين أنا هموت من قلة النوم


محمد بأمتعاض : ومش مكفيك ال6 ساعات الي نيمتهم ف العربية!!!


مصطفي : حرام عليك هوأنا عرفت أنام من المطبات الي كل شوية تترزع فيها وأصحي مخضوض أفتكر العربية أتقلبت بينا


محمد : طيب أوم وروح أغسل وشك وأتمشي شويه وأنت هتفوق


مصطفي بإذعان للنوم : لاء روح أنت وسيبني أنام


محمد بصياح : مصطفي ... أوم مبهزرش ده شوية وهيجي نائب من أكبر شركات الصلب 


مصطفي بسأم قام وأعتدل وقال : يعني أنت عايز مني أي يا أخي ماتقابله أنت


محمد بنبرة تهكم: لا والله؟؟؟ وأنت جاي عشان تنام!!!... إسمعني بقي كويس عشان لو معملتش الي هقولك عليه هبعت لبابا فيك تقرير محترم هخليه يحبسك ف بيت جدك ومش بعيد يجوزك هنية الشغاله 


مصطفي : لا وحياة عيالك يامحمد كله الا بابا خليني علاقتي معاه كويسه لحد مانروح عشان أتقدم لبسنت


محمد : طيب أتلم بقي وصحصح 


طرق الساعي ع الباب ودلف يحمل صينيه بها فنجان قهوة وكوب ذو يد يحتوي ع (إسبريسو)


_ أي خدمة يامحمد بيه؟ قالها الساعي


محمد : شكرا ياعم ربيع... قالها ليغادر لساعي


دلفت السكرتيرة للتو .. وقالت : نائب مجموعة المتحدين للصلب مستني برة يافندم 


محمد وهو يرتشف من فنجان القهوه : خليه يتفضل 


_ السلام عليكم ....قالتها فتاة في منتصف العشرينيات بنبرة رقيقة وناعمه 


_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. قالها محمد وهو ينظر لصاحبة البشرة الحنطية ذات الوجه الدائري والشفاه الورديه الرفيعه ... وعينيها اللوزيتيان ذات اللون الرمادي القاتم تحاوطهما رموش كثيفة .... ترتدي حجاب من الحرير الأسود وثوب باللون الأسود ليبرز جمالها الرباني الساحر....


مصطفي يخلع نظارته وهو يقف أمامها : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... أنا مصطفي حماد الأسيوطي أخو محمد... أهلا وسهلا ... قالها وهو يمد يده ليصافحها 


إبتسمت بخجل وإحراج وقالت وهي تمسك حقيبتها بيديها وتقول :آسفه حضرتك أنا مبسلمش ع رجالة.... قالتها ليبتسم محمد ساخرا من موقف شقيقه ... بينما مصطفي جز ع أسنانه بحنق لم يظهره لها 


رن هاتفه ليخرجه من جيب بنطاله ليقرأ أسم المتصل (بوسي) بالانجليزيه 


_ طيب عن إذنكو طالع بره معايا مكالمه ... قالها بإبتسامه متصنعة 


            


                    


أشار إليه محمد بالخروج ليغادر توا ....


أتفضلي حضرتك... قالها محمد وهو يشير إليها للمقعد أمام مكتبه... تقدمت نحو مكتبه وتجلس بهدوء وهي تتحاشي النظرإليه بخجل 


_ أنا أسمي بتول مراد الشيمي ... نائب ومندوب عام عن شركة المتحدين للحديد والصلب


محمد بنبرة ترحاب : أهلا وسهلا بحضرتك .. بس مش غريبة يعني؟


إبتسمت وهي تدرك مقصد سؤاله وقالت : غريبه إن نائب مجموعة ضخمة زي دي يكون بنت!!!


محمد : احم .. مش أصدي بالظبط


بتول : عادي أنا متعودة ع الأسئلة دي .. نيجي لموضوعنا المهم .. طبعا حضرتك عارف دراسة المشروع الي بعتناه الاسبوع الي فات محتاج لمهندسين معماريين من عندكو ومن عندنا ... خصوصا ف مرحلة التخطيط ومن بعدها التنفيذ


محمد : تمام 


بتول : أنا إن شاء الله هكون مع حضراتكو بصفة مستمرة وبصفتي مهندسة المعمار لمجموعة المتحدين


____________________   


_ في كلية الطب البيطري جامعة القاهرة ....


خرجت من إحدي القاعات مرتدية المعطف الأبيض وبيديها قفازات مطاطية متسخه بدماء العينة التي تتفحصها من أجل مادة التشريح التي تتدرسها عمليا ونظريا....


تشعر بقليل من الدوار وهي تتنفس الصعداء ....


_ مالك يا لي لي بتاخدي نفسك بالعافية كده ليه؟.. قالتها رفيقتها بالكلية


ليلي بوهن : مش قادرة الريحة جوة فظيعة والفورمالين ريحته قلبت معدتي وحاسه هجيب كل الي ف بطني


الفتاه : أممم قولتيلي ... متكونيش حامل ياعروسه؟؟


أبتسمت بوهن : هو أنا لحقت ده يدوب مر ع جوازنا 3 أسابيع 


الفتاه : طيب عشان نطمن أول ماتروحي أعملي أختبار منزلي 


ليلي : إن شاء الله .. المهم أنا هاروح التويليت دلوقت أغسل أيدي وأقلع البالطو ده .... وبعد كده هامشي 


الفتاة : طيب أستنيني هامشي معاكي وهوصلك ... باين التعب عليكي ووشك أصفر


ليلي: متقلقيش عليا هاخد تاكسي من أدام البوابة 


زفرت الفتاه بسأم : ماشي الي تشوفيه.. خدي بالك من نفسك


ليلي : حاضر ... يلا باي... قالتها لتتجه نحو المرحاض ....


بعد قليل إتجهت نحو البوابه ... لم تجد سوي سيارات الأجرة الجماعية فزفرت بضيق ... وأخيرا تقدمت نحوها سيارة أجرة خاصة 


_ لو سمحت أنا عايزة أروح إمبابة. قالتها ليلي


السائق : أتفضلي حضرتك بس الأجرة هتبقي 50 جنيه


            


                    


ليلي : 50 جنيه ليه إن شاء الله


السائق : لو مش عجبك عندك الميكروباصات ادامك اهي


ليلي : طيب شكرا أتكل ع الله ... قالتها بحنق وهي تمتم بصوت غير مسموع : ال50 جنيه قال راجل نصاب


ألتفت لليمين ثم لليسار حتي تعبر الطريق ... وهمت بالعبور لتأتي يد تجذبها لتلتف إليه


_ أزيك ياست العرايس.... قالها علي بسخرية وضحكته السمجه


أتسعت حدقتيها وقالت :لو مبعدتش عن وشي هصوت وهلم عليك الناس


قال بثقة وتحدي : صوتي وشوفي مين الي مستغني عن نفسه وهيجي يتخانق مع أمين شرطه... قالها ورمقها بتشفي


ليلي : أنت أي يا أخي مبتحسش ولا عندك دم ... عندك البنات ع قفا من يشيل ... عايز مني أي وأنا واحده متجوزة 


علي بنظرات ماكره : عايزك


وضعت يدها ع فمها بصدمه وقالت : ياقليل الأدب ياسافل ... قالتها لترفع يدها وتصفعه فأمسك بمعصمها بقوة وهو يعنفها 


وبنبرة غضب : جري أي يابت أنتي ..فاكراني علي بتاع زمان ... لاء ياحلوة لازم أدفعك حق الي عملتيه فيا أنت وال..... جوزك 


شعرت بالدوار ولم تستطع أن تجيب عليه لتوصد أهدابها المرتجفه ... فأمسكها علي حتي لاتقع .. أشار لإحد سيارات الأجرة الخاصة فتوقفت السيارة وفتح الباب الخلفي ووضع ليلي ثم دلف وجلس بجوارها


وقال للسائق : أطلع ياسطا ع العمرانيه بسرعة عشان المدام تعبانه ومغمي عليها


السائق : تحب أوصلكو عند أقرب مستشفي يابيه؟


علي : لاء هي هتفوق دلوقت .. سوق أنت وملكش دعوة ... قالها بنبرة تحذيريه وهو يرمق السائق الذي خشي ع حاله عندما رأي الزي الرسمي الذي يرتديه.


____________________ 


_ في إمارة دبي......


يجلس أمام طاولة خشبية يحتسي كوب من الشاي وهو ينتظر أحدهم بداخل إحدي المطاعم الشهيرة .....


أمسك بهاتفه لينظر ف الساعة وقال : زمانها روحت لما أتصل وأطمن عليها..... قالها خالد وهو يضغط ع علامة الإتصال ثم يضغط مرة أخري ع رقم زوجته ووضع الهاتف ع أذنه لتأتيه رساله صوتيه بإن الهاتف ربما يكون مغلقا... أحس بالقلق ... فأردف وقال : طيب هتصل ع عمي كده هاشوفها روحت ولا لاء.... قالها وكاد يضغط ع الاتصال فتراجع عندما رأي القادم نحوه


_ السلام عليكم يادختر خالد ... آسف إني تأخرت عليك.... قالها أبوطلال 


وقف خالد ليصافحه وقال : أهلا أهلا يا أبو طلال ...ولايهمك... كيف الحال؟


أبتسم وقال : الحمدلله بخير... وأنت كيفك يا أخي؟


خالد :الحمدلله ماشي الحال


            


                    


أبو طلال بنبرة تردد : شوف أخي خالد والله ماأعرف من وين أبدأ أحكي... بس أبيي ( أريد) أجولك (أقولك) أن القرار هذي ما با أيدي .. حاولت معهم وايد لكن مافي فايده


تجهم وجه خالد وقال : متتعبش نفسك يا أبو طلال أنا فاهم أنت تقصد أي وكنت متوقع إنهم هيستغنو عني ف أي وقت 


أبو طلال بنبرة حزن : لاتحزن أخي لاتعلم وين الخير


خالد : خير إن شاء الله 


أبو طلال : أنا ذاهب الحين .. تبي مني شئ ؟


خالد : شكرا لحضرتك 


أبو طلال وهو ينهض : طيب أخي السلام عليكم


خالد : وعليكم السلام ورحمة الله ... قالها فغادر أبو طلال


تنهد خالد وقال لنفسه : الحمدلله أهم حاجه مخسرش دنيتي وأخرتي ... حسبي الله ونعم الوكيل


أمسك هاتفه وقام بالإتصال : ألو سلام عليكم .. أنا عايز أحجز ف الطيارة الي رايحة مصربعد  بكرة ............. تمام ...... بأسم خالد حافظ سراج الدين.


____________________ 


_ في حي العمرانية ......


بداخل بناء سكني قديم .. ف الطابق الأرضي ... صوت البائعين ... وأصوات همهمات المارة والأطفال الذين يلعبون بالخارج.... وصدي صوت أرتطام المفتاح المعدني بأسطوانة الغاز ليعلن البائع عن من يرغب بشرائها.....


تفتح عينيها ببطئ لتخترق أهدابها الواهنة ضوء أشعة الشمس المتسلل من فتحات النافذة الخشبية المتهالكة ... لتجد تلك الوجه الذي تمقته بشدة وهو يقول لها : نورتي البيت يادكتورة


أتسعت عينيها وكادت تصرخ ليمنعها تلك اللاصقة التي ع فمها ... لتجد أيضا يديها وقدميها مكبلتين ف المقعد الخشبي الجالسة عليه... تومأ رأسها يمينا ويسارا وتقاوم بجسدها ...


تعالت ضحكاته : ههههههه أنتي لسه شوفتي حاجه صبرك عليا ... قالها ثم أقترب منها وقال : أنا هشيل اللازقه الي ع بوءك بس عارفة لو صوتي هخلص عليكي أنتي فاهمه؟؟.. قالها وهو يشهر فوهة سلاحه ف وجهها


أومأت رأسها بالموافقه.... فأردف : كده تعجبني.... قالها ليقوم بجذب اللاصقة 


أخذت تتنفس ... وقالت بنبرة متهدجة : أأأنت أنت عايز مني أي؟ 


جذب مقعد خشبي أخر ووضعه مقابلها وجلس وقال : عايز حقي .. حقي من دكتور المجانين والي عملو فيا ف البلد .. وحقي منك


ليلي بتوسل : أرجوك لو عايز فلوس حاضر هتصرف وأجبلك بس سيبني أرجع لأهلي


رمقها بإستهزاء : أنتي عبيطة ولا عامله نفسك مش فاهمه ... بقولك عايز حقي منك


أبتلعت ريقها بصعوبة وقالت : عايز أي بالظبط


أبتسم بشر : الي أنتي فهمتيه بالظبط... عارفه ليه؟؟ .. لأنك كنتي حقي أنا وهو جه خدك مني


            


                    


ليلي بتلقائية : هو مخدنيش منك أنا الي هربت وروحتلو


أشتد حنقه وقال : مفيش واحدة تعمل عملتك دي غير لما يكون الي هربانة معاه او ليه مشجعها .. وهو عارف إنك مخطوبة وكان هنكتب كتبنا .. وعشان هو خدك مني وأنتي خطيبتي ..أنا هاخدك منه وأنتي مراته


صاحت فيه بغضب : ولا تقدر تمس شعره مني .. وخالد لو عرف بأنك خطفتني هيجي يقطعك حتت 


ضحك بسخريه وقال : ده هيجي ينقذك ع اول طياره يعني؟؟؟ ما انا عارف أنه مسافر ... وده أحسن وف صالحي عشان أعرف أتمتع بيكي براحتي.... قالها ويرمقها بنظرات شهوانية ويمرر لسانه ع شفته العليا


تعالت أنفاسها بخوف وهو يقترب منها حتي أوقفه صوت رنين هاتفه ... أنا هرد ع التليفون ده ورجعلك يامزه ... مش هتأخر عليكي ... قالها ليقبلها ف وجنتها وغادر ع الفور.


ظلت تتأمل الغرفة التي بها بخوف ورعب .. فقد أقتربت الشمس ع المغيب والإضاءة منطفأه ...تأخر ذلك الشيطان بالخارج أكثر من ساعة .. ساعتين ...حتي بدأ الظلام يعم المنزل ... ليبدأ أكبر مخاوفها وهو الخوف من الظلام


أنتابها حالة من الذعر ... ظلت تبكي وتصرخ لكن الأصوات التي بالخارج تغطي ع صوت صرخاتها ... شعرت بالإختناق ... تتلفت برأسها كالتي فقدت عقلها وظلت تصرخ ... لاتعلم من أين أتي صوت من تعشقه ف عقلها وهو عندما كان يلقنها نصائح لتواجه ذلك الرهاب الذي تخشاه.....


أعتصرت عينيها بخوف وظلت تقرأ آية الكرسي والمعوذات الثلاثة وتدعو الله بالأذكار التحصين ...


خارج البناء ... ترجلت سيدة عجوز من السيارة وبرفقتها شاب أمام مدخل البناء


_ متشكرين ياسطا .. قالها الشاب وهو يعطي الأجرة للسائق


السيدة : واد يا أدهم متأكد أن ده البيت الي قالك عليه السمسار


أدهم : أيوه يا تيتا 


السيدة : ده لو دق فيه مسمار هيقع


أدهم : ياتيتا مش أنتي هتهديه وتبني من أول وجديد؟


السيدة : مش عارفة قلبي مقبوض


أدهم : تعالي بس ندخل نتفرج ع مساحات الشقق والبيت من جوه يمكن يعجبك ونخلص فيه


السيدة : أمممم .. ماشي .. أه منك أنت ياسوسه بتعرف تقنعني بأي حاجه


أدهم : عيب عليكي ياتيتا ده أنا أدهومه حبيبك


السيدة : طيب يلا بطل غلبه وتعالي نشوف البيت الي شبه ضريح جدك ده


دلف كليهما إلي فناء المنزل .... ليلي بالداخل أسترقت السمع لتجد صوت السيدة العجوز وهي تقول : ياساتر يارب ده البيت ريحته تخنق كأن كلب ميت فيه


أنفرجت أساريرها لتبدأ بالصراخ : ألحقوووووووووووني


السيدة : أي الصوت ده ؟؟ مش الراجل قالك أنه مفيش سكان


            


                    


أدهم : أه 


السيدة : بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أحفظنا


أدهم : ثواني ياتيتا ... قالها ليقترب من مصدر الصوت حتي وقع ع مسمعه 


_ ألحقونيييييييييي حد ينقذني أنا مخطوفه


أدهم : ألحقي ياتيتا ده صوت واحده بتستنجد بينا


السيدة : ليكون جوه بلطجيه ولا حد يعمل فيك حاجه يابني 


أدهم : متخافيش ياتيتا خليها ع الله .... قالها ليبحث من حوله ع شئ ليجد ملقي تحت الدرج أدوات خردة من الحديد فتناول أسطوانه صدأه 


دفع الباب بجسده فلم يفتح ... دفعه مرة أخري ثالثة رابعه حتي أنكسر وأنفتح ع مصراعيه ليدلف إلي الداخل وهو يخرج هاتفه ويضغط ع زر الإضاءه حتي رأي التي وقعت ع الأرض ومقيدة بالمقعد ... تبكي وتستنجد به 


_ أرجوك خدني من هنا بسرعه أنا مخطوفه ... قالتها ليلي بوهن


أقترب منها أدهم بحذر وهو يطمئن بعدم وجود أحد سواها.... جثي ع ركبتيه ويفك قيودها وقال : متخافيش أنا معايا جدتي بره ... أنتي منين؟؟


ليلي : أنا من إمبابة 


أدهم وهو مايزال يفك القيود : ومين الي عمل فيكي كده؟


ليلي: واحد مجنون معرفهوش ... خشيت أن تخبره أنه أمين شرطة فيأبي مساعدتها .... 


أنتهي من فك قيودها ... نهضت ع الفور وتأخذ حقيبتها الملقاه ع الأرض وتمشي بصعوبه


السيدة : واد يا أدهم 


أدهم : جاي ياتيتا... ثم قال ل ليلي : أساعدك ؟


ليلي : شكرا أنا هعرف أمشي 


خرج ثلاثتهم حتي وصلو أمام البناء ... فأوقف أدهم سيارة أجرة ... ليدلفو إلي الداخل 


السيدة : ع مهلك يابنتي ... ربنا يجازي الي عمل فيكي كده .... قالتها ثم أنطلقت بهم السيارة.


_____________________


_ بداخل قاعة الزيارات في سجن طرة.....


أيمن : حبيب قلب بابا وحشتيني أوي ..يلا أكبر أنت وأخوك عشان تبقو سند لماما من بعدي.... قالها وهو يداعب ولده الصغير عُمر ذو الوجنتين الممتلئتين وشعره الأسود المسترسل ع جبهته 


سلمي بنظرات حزن دفين وإبتسامة : إن شاء الله هتخرج وتربيهم معايا وهيبقو سندك وسندي ف الدنيا


حدق بعينيها وقال : تعرفي ياسلمي أنا كل خوفي وهمي مش أنه يتحكم عليا بالسجن .. أنا خايف عليكي إنتي والعيال ... هتعملو أي من بعدي


حملت ولدها سليم وأسندت رأسه ع كتفها وقالت : ليه بتقول كده؟؟ .. إن شاء الله هتطلع براءه والمحامي الحمد لله بيحاول يطول ف عدد الجلسات عقبال ما يوصل لأي دليل


            


                    


تنهد بسأم وهي يحتضن ولده عمر ويربت ع ظهره : متضحكيش ع نفسك ولا عليا عمره ماهيوصل لدليل ... أقولك ع حاجة بس ياريت تكون سر مابيني وبينك


نظرت له بإهتمام وقالت : سرك هو سري يا أيمن .. أحكي وأنا سمعاك 


أيمن : فاكرة النقيب الي حكتلك عنه؟؟


سلمي : مش أصدك ع صقر الهواري؟


أومأ لها بالإيجاب : أه هو جالي من فترة وقالي معاه أوراق تودي شوقي والي معاه ورا الشمس وقولتلو ع حاجه تبقي دليل مع الأوراق دي


سلمي بعدم فهم : طيب حتي لو أتقبض عليه هيثبت إزاي إنه الي ربنا ينتقم منه ده هو السبب ف موت البنات الله يرحمهم ... قالتها ليرتسم الحزن ع ملامحها 


أيمن : دي شغلتهم بقي المهم عندي أنه يتقبض ع الكلاب دول وياخدو عقابهم 


سلمي : ربنا ع الظالم ربنا ينتقم منهم واحد ورا التاني


أيمن : هانت كلها مسألة وقت مش أكتر ... المهم الدنيا ماشيه معاكي إزاي؟


إبتسمت بتصنع وقالت : الحمدلله أهو قرشين الي باخدهم من شغل المكتبه ع المعاش الي بتقبضو خالتي والحال ماشي .. ربك مبينساش حد


أيمن : ونعم بالله ... أدعيلي بالله عليكي ياسلمي 


سلمي : بدعيلك ياحبيبي ف كل أذان وكل صلاه ربنا يظهر براءتك وترجع لينا سالم يارب


أيمن : يارب


سلمي : شوفت قعدنا نتكلم ونسيت أديلك الحاجه ... قالتها لتحمل من بجوارها حقيبة مليئة بعلب حافظة للطعام وأردفت : خد عملتلك كل الي الأكل الي بتحبه ... قالتها وهي تعطيه الحقيبة


تناولها من يدها وقال : ربنا مايحرمني منك أبدا ياحبيبتي


_ الزيارة أنتهت ياحضرات... قالها العسكري المشرف بصوت جهوري


سلمي : عايز مني حاجه قبل ما أمشي ؟


أيمن : تسلميلي ياحبيبتي خدي بالك من نفسك أنتي والعيال 


سلمي : حاضر وأنت كمان خلي بالك من نفسك.... قالتها وهي تأخذ منه إبنهما


أيمن : سمي الله عليه ده نايم 


أبتسمت وقالت : سبحان الله عمره مانام ف حضن حد كده ع طول غير معاك


أنحني نحو الصغيرين وقبلهما وقال : ربنا يخليهم لينا ويباركلنا فيهم 


سلمي : سلام ياحبيبي ... لا إله إلا الله


أبتسم لها وهو يضع يده ع زراعها : محمد رسول الله 


_____________________    


_ في منزل عائلة ليلي....


تحمل والدة ليلي صينية عليها أطباق مليئة بأصناف الطعام ... تطرق ع باب غرفة إبنتها ...


            


                    


والدة ليلي بنبرة رجاء : أفتحي يابنتي حرام عليكي إنتي من إمبارح محطتيش لقمة ف بوءك... حرام الي بتعمليه ف نفسك وفيا ده


ليلي من الداخل بصياح : قولتلك مش عايزة أاكل ... سبيني ف حالي بقي


والدتها : عارفة ياليلي لو مفتحتيش وكلتي أنا هتصل ع جوزك هخليه يسيب شغله ويجيلك ع أول طيارة ... قالتها بنبرة تهديد


فتحت ليلي باب غرفتها ورمقة والدتها بغضب :والله ياماما لو حد فيكو أتصل بخالد وقالو حاجه مش هقعد ليكو ف البيت ده ومش هتعرفولي طريق


وضعت والدتها الصينية ع الطاولة وقالت : أنتي هبلة يابت!!! لازم جوزك يعرف ... أبوكي من إمبارح قالب الدنيا ع ابن .... ومش لاقيه حتي ف القسم الي شغال فيه ... الشويش قاله إنه أتنقل من كام شهر .. اللهي ينقلو ع مشرحة البعيد


أجهشت بالبكاء وأرتمت بين زراعي والدتها .. فأردفت وهي تمسد ع ظهر إبنتها بحنان : خلاص ياضنايا كفاياكي عياط عينيكي ورمت


ليلي بصوت مكتوم ف حضن والدتها : خالد واحشني أوي ياماما 


زفرت بسأم وقالت : بإذن الله تخلصي إمتحاناتك وتروحيلو بالسلامه... يلا بقي عشان خاطري كوليلك لقمة ... قالتها وهي تجلسها ع المقعد أمام الطاولة لتتناول الطعام


_ وفي الأسفل أمام البناء وصلت سيارة أجرة خاصة ... يفتح باب السيارة ويترجل منها وهو ينظر للأعلي نحو شرفة منزل عائلة زوجته..... نزل السائق ليلتف خلف السيارة ويفتح الباب الخلفي ثم يخرج منه حقيبة السفر الخاصة بخالد وهو يعطيها له 


فقال : أتفضل يادكتور خالد


خالد مبتسما وهو يعطي بعض أوراق المال للسائق :تشكر ياعم عليش


عليش : عيب الي أنت بتعملو ده يابني .. والله ماهاخد منك ولا شلن            


خالد : تسلم ياراجل ياطيب


عليش : يلا هاسيبك تطلع لجماعتك .. عايز حاجه؟


خالد : شكرا 


عليش وهو يدلف إلي سيارته : سلامو عليكم


خالد وهو يلوح له بيده بإشارة السلام : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 


تنهد بأريحيه مبتسما ثم دلف إلي الفناء وهو يسحب الحقيبة خلفه ...


_ تمسك الملعقة وتقلب الحساء بدون أن تتناول شيئا وهي شاردة ف الطبق ... حتي أفزعها صوت رنين جرس المنزل 


خرجت والدتها من الغرفة وهي تقول بصوت جلي : حاضر يالي بترن الجرس


قالتها وقامت بفتح الباب لتنظر بإندهاش : خالد!!!! 


______________________________


_ في منزل فيروز...


تقف بداخل الشرفة تتحدث ف الهاتف ...


            


                    


فيروز : متقلقيش عليا أنا بخير محمد عدي عليا الصبح وأطمن ونزل ع طول


آمال ع الجانب الأخر : قلبي مش مطمن عليكي وحاسة من نبرة صوتك فيكي حاجة ومش راضيه تحكيلي


فيروز: مفيش حاجة ياماما ... يمكن عشان كنت نايمه ولسه صاحيه


تنهدت آمال وقالت :طيب يافيروز .. خدي بالك من نفسك


فيروز : حاضر ... سلميلي ع جدو وتيتا كتير وخالو


آمال : يوصل إن شاء الله ... عايزة حاجه ؟


فيروز : شكرا .... سلام.... قالتها وأغلقت المكالمة وكادت تدلف إلي الداخل حتي وجدته يقف ف الشرفة المجاورة ينظر إليها ف صمت ويدخن سيجارته ويزفر الدخان ف الهواء


نظرت له بطرف عينيها ولم تتفوه بكلمة وهمت بالدخول إلي حجرتها


_ لو سمحت أستني ... قالها صقر لتتوقف بدون أن تنظر له


أقترب من حافة السور الملاصق لسور شرفة غرفتها وقال : أنا خبط عليكي من نص ساعة فتحتلي مدام سميحة وقالتلي إنك نايمه... قالها بنبرة هادئة ونظرات عشق


رفعت عينيها لترمش عدة مرات وقالت : فيه حاجه؟


وضع السيجارة بين شفتيه ليسحب نفسا عميقا ثم أخذها وهو يزفر دخانها ثم ألقاها ف أرضية الشرفة ودعس عليها ... ثم قال : ممكن تخليكي هنا ثواني وجاي؟؟


نظرت له بتوتر فقالت : حاضر


دلف إلي الداخل ولم يمر سوي ثوان معدودة ثم جاء إليها يحمل بيده إسطوانة من الورق بللون الذهبي ملفوف حولها شريطة من الحرير ذو اللون الأحمر ويمد يده إليها بها وقال : أتفضلي


أخذتها من يده وقالت وهي تنظر لها بإستفهام:أي ده؟؟


صقر: دي دعوة فرح ... قالها بنبرة ماكرة ليتلاعب بأعصابها


رمقته بقلق وقالت : فرح؟؟؟..قالتها ثم قامت بفك الشريطة وقامت بفرد الدعوة التي تشبه الرسائل الملكية في العصور القديمة وأخذت تقرأ بعينيها لترتسم البسمة ع محياها


_ ألف مبروك ... قالتها وهي تنظر للدعوة بيدها


صقر : الله يبارك فيكي ... عقبالنا ... قالها وهو يحدق ف وجهها ليري تأثير كلمته الأخيرة.. توترت ولم تجيب


فأردف وقال : هتيجي الفرح؟؟


فيروز : طبعا رنيم أختي وإياس أخويا.. هم ملهمش دعوة بأي حاجه


جز ع أسنانه عندما أحس إنها مازالت تفضل الإبتعاد ....


فقال بنبرة جدية : أوك .. عموما الميعاد والمكان مكتوبين عندك ف الدعوة ... ولو حبيتي أخدك معايا ف طريقي معنديش مانع


قالت بنبرة متسرعة : لاء شكرا .. أنا هاخد تاكسي.... قالتها ليرمقها بأمتعاض


_ عن إذنك ... قالتها لتدلف إلي داخل غرفتها وهي تحبس أنفاسها لتجلس ع التخت وهي تتنفس الصعداء ... تنظر مرة أخري لمحتوي الدعوة لتجد ميعاد الحفل غدا


            


                    


طرقت سميحة ع الباب فقالت فيروز : أتفضلي ياداده


فتحت الباب للتقدم نحوها وقالت : أتفضلي يابنتي ده طرد جالك من شوية مع ساعي البوسطه وأستلمته بالنيابة عن حضرتك


أخذته فيروز وقالت : ميرسي ياداده ....قالتها وهي تنظر لأسم المرسل لتقطب حاجبيها عندما قرأت الأسم .... قامت بفتح الصندوق لتجد محتواه حقيبتها التي تركتها في شركة سيلين وهاتفها وظرف بمحتواه رسالة .


____________________  


_ نهضت ع الفور ودقات قلبها تتزايد لتلتفت إلي الذي يدلف من باب المنزل .... تقابلت أعينهم بنظرات الشوق والحنين.... لاتصدق عينيها هل هو حقا !!أمامها أم هذا وهم!!... لا تشعر بساقيها التي أطلقتها راكضه نحوه لترتمي ع صدره ويضمها بلهفة المشتاق .... إنسحبت والدتها إلي داخل إحدي الغرف بهدوء


_ حمدالله ع السلامة ياحبيبي.. قالتها ليلي وهي تجهش بالبكاء وتدفس وجهها ف صدره


خالد بقلق : الله يسلمك يا لي لي .. مالك ياحبيبتي بتعيطي ليه؟؟... قالها وهو يمسك بذقنها ليرفع وجهها وينظر إليها  مما زاده خوفا وقلقا 


ليلي بأعين باكية : أصلك كنت واحشني أوي


خالد : ما أنا أدامك أهو ... قولت أعملهالك مفاجاءه... وأتبسطي أكتر أنا خلاص مش مسافر تاني


كفكفت عبراتها وهي تقول : إزاي؟؟


زفر بسأم وقال : تعالي نقعد بس وهريح من السفر وهبقي أحكيلك


خرجت أليهم والدتها وقالت : حمدالله ع السلامة يابني... قالتها وهي تمد له يدها بالمصافحه 


صافحها قائلا : الله يسلمك ياطنط ... عاملين أي وعمي عامل أي؟


والدتها : الحمد لله بخير .. عمك تحت ف مشوار وراجع ... خدي ياليلي خالد خليه يغير هدومو عقبال ما أحطلو الأكل


خالد : تسلمي ياطنط والله ماقادر لسه متغدي بعد ما خرجت من المطار


والدتها : طيب ع راحتك يابني ... خلاص أدخل ريحلك حبه 


أبتسم وقال : حاضر ما أنا فعلا هدخل أريح شوية عقبال ما عمي يجي


نهض وغمز بعينه ل ليلي ثم دلف إلي غرفتها وهي خلفه....


دلفت إلي غرفتها وأوصدت الباب  من الداخل وأتجهت نحوه وهو يخلع قميصه ...


_ أنت حصل عندك مشكلة ف الشغل؟؟؟ قالتها ليلي وهي تعقد ساعديها أمام صدرها 


خالد وهو يرتدي قميص أخر قطني : ياحبيبتي قولتلك هبقي أحكيلك بعدين لما نكون وحدنا


حدقت بعينيه ..رمقها بنظرات إستفهام وقال : هي ف حاجه حصلت ومش راضية تقولهالي؟؟؟؟


توترت ملامحها وقالت بتردد : ممفيش .. ب..س .. أه


_ مش فاهم حاجه منك... جمعي كلامك عشان أفهم ... قالها خالد 


كادت تنطق لتتوقف عندما سمعت رنين جرس المنزل .....


دلف والد ليلي بغضب وهو يقول : وربنا ما أنا سايب ابن ال.... روحتلو بيت أخته لاقيته هناك وأول ماشافني نط من شباك المنور وهرب الندل الجبان 


زوجته همست له : وطي صوتك .. أسكت


لم يفهم قصدها لتتعالي صيحاته : أسكت أي عيزاه يعمل ف بنتنا كده وجوزها سيابها أمانه عندنا وأسكت!!!! 


أتسعت أعين خالد بغضب ويحدق ف أعين زوجته وقال : حصل معاكي أي؟؟... قالها بصياح وغضب


أجهشت بالبكاء ولم تجيب عليه... غادر الغرفه ع الفور ليلتقي بوالد ليلي 


_ خالد!! حمدالله ع السلامه يابني 


خالد بغضب : أي الي حصل ياعمي بنتك مبتردش عليا وعماله تعيط


والدتها بتوتر وقلق قالت : أهدي بس ياخالد يابني وأحنا هنحكيلك بس ريح أنت شويه لسه جاي من سفر


خالد بصياح : مش مرتاح ولا متزفت غير لما أفهم الأول حصل لليلي أي ف غيابي؟؟؟


تبادلت والدة ليلي وزوجها نظرات القلق والخوف فقالت بصوت يكاد يسمع :هقولك يابني بس مش عيزاك تتهور


رمقها منتظرا وملامحه ثائره بالغضب.....


أبتلعت غصتها وقالت :  ربنا ينتقم منه دنيا وأخره الي إسمه علي......... اخذت تسرد له كل ماحدث حتي غليت الدماء بعروقه وسيطر عليه الإنتقام من ذلك الشيطان 


إنتهت من الحديث ... دلف ع الفور إلي الداخل يبحث عن حقيبته .... فوجدها ليحملها ويلقي بها ع التخت وصوت بكاء زوجته يخترق أذنيه .... فتح سحاب الحقيبة ثم فتح سحاب جيب داخلي بالحقيبة ويخرج منه سلاحا وقام بشد أجزاءه


_ خالد هتعمل أي!!!!! صاحت بها ليلي وهي تضع كفها ع فمها بخوف


حدق بها والشر يتطاير من عينيه وقال بنبرة مرعبة : أنا الي يبص لك هخليه أعمي طول عمرو ... مابالك الي حاول يعتدي عليكي!!! 


ليلي بنبرة رجاء وهي تتوسل إليه : أرجوك ياخالد بلاش تودي نفسك ف مصيبة عشان حتة كلب زي ده..... قالتها وهي تمسك بيده


دفع يدها جانبا وقال : مبقاش راجل لو ماخدتش حق مراتي وحقي .... قالها وغادر من أمامها مسرعا 



         الفصل الخامس والخمسون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>