عشق الفيروز ( لاتظلمني) -
والثاني والخمسون
بقلم ولاء رفعت علي
دلفت إلي المرحاض وكان شاغرا .. قامت بغسل يديها من أثر المساحيق.. وأغترفت بكفيها المياه لتضعها ع وجهها وهي مغمضة العينين .. سمعت صوت فتح باب المرحاض لترفع وجهها ف المرآه لتري أنعكاس صورته
شهقت بفزع وأتسعت حدقتيها .... فألتفت إليه وترمقه بنظرات غاضبة وحاده : أنت بتعمل أي هنا؟؟؟
_ وحشتيني ... قالها بيبرس بنبرة هادئة
رمقته بسخط وقالت : أمشي من هنا بدل ما أصوت والسكيورتي والبوليس يجو ياخدوك ... قالتها بتهديد
أبتسم بهدوء وقال بمكر : نادي السكيورتي والبوليس براحتك .. بس ياتري هتقوليلهم أي؟؟؟ ولا هتعملي محضر بأنهي أسم ليكي روزلين!!! ولا فيروز!!! ... قالها وهو يقترب منها
_ عارف لو قربت مني خطوة هموتك ... قالتها وهي تمسك بمنفضة سجائر معدنيه
ألتفت خلفه عندما طرق باب المرحاض وسمع صوت إدارة المقبض الذي أوصده من الداخل
_ فيروز أنتي بالداخل؟؟؟ قالتها عائشة التي تقف بالخارج
أشار بيبرس لفيروز بتحذير ..
قالت : أيوه يا عائشة أنا جاية حالا
عائشة : وشنو(ليه) تأخرتي؟ خلعتيني( خوفتيني) عليك بزاف... مسيو فارس قلقان عليك بالخارج... قالتها ليدخل ع مسمع بيبرس أسم فارس وضيق عينيه
فيروز وهي تنظر لبيبرس بتوجس فقالت : روحي طمنيه وأنا جاية
عائشة : أوك ... قالتها لتبتعد خطواتها
بيبرس : هو فارس ده يبقي فارس الشامي؟؟؟
فيروز وقد شعرت بشئ ما : وأنت مالك؟
أقترب منها والغضب يسيطر ع ملامحه فأمسكها من معصمها بعنف لتقع من يدها المنفضة وقال : أنا لما أسألك تجاوبي ع طول
_ آآآه أيدي ... قالتها ليظهر ع وجهها علامات الألم ... ترك معصمها وزفر بضيق
وقال وهو يرفع كفيه بأستسلام : معلش أنا أسف ... بس طريقتك الي أستفذتني .. ياريت تجاوبني بسرعة صاحبتك تقصد فارس الشامي؟؟
فيروز : أه ف حاجه؟؟؟
تغيرت ملامحه إلي الخوف والقلق : فيروز لازم تمشي حالا وتسافري ع مصر
فيروز : وأنت مالك أسافر ولا مسافرش
بيبرس : فيروز لازم تسافري ومش بهزر حياتك ف خطر
فيروز : يعني سبتلكو البلد وجاي ورايا عايز مني أي لو الي اسمه شوقي ده بعتك ليا قولو ينساني ويشيلني من دماغه
بيبرس وهو يحاول يكظم غضبه : بصي مفيش وقت أن أشرحلك بإختصار روزلين الي أنتي عامله نفسك هي أتقتلت ع أيد أكبر رئيس عصابة مافيا ورجالته هنا ف فرنسا كتير ... وطبعا زمان يوري شافك ف التليفزيون وأمر رجالته يا يخطفوكي عشان يتأكد إنك هي ولا لاء أو يقتلك ويخلص عليكي
فيروز بعدم تصديق : كدااااب .. روزلين متقتلش هي أختفت من سنتين وأخوها بنفسه الي قايلي كده
بيبرس : أخوها ميعرفش حاجه ... كل الي يعرفه أنها أختفت بس ومحدش يعرف إنها أتقتلت غيري أنا وحد تاني ... أرجوكي أسمعي الي بقولك عليه مفيش وقت
و ف أثناء إنشغاله بالحديث معاها دفعته ليرجع للخلف وكاد يتعثر وف لحظة ألتقطت المنفضة المعدنية لتهم بضربها ف رأسه أسرع بمسك معصميها لتركله بركبتها ف منطقة أسفل الحزام ليتركها ويتأوه ... ركضت مسرعة تفتح الباب وغادرت تبحث عن فارس وعائشة
_ في الخارج كانت إيميلي تبحث عن بيبرس ف الأرجاء حتي أصتدمت برجل ضخم البنية .. وكادت تعتذر له لتتسع حدقتيها عندما رأت ع يده الوشم الخاص وكان عبارة عن جمجمة يخرج من إحدي عينيها ثعبان ملتف حولها... رمقها الرجل بنظرات مرعبة ركضت من أمامه لتختبأ ف مكان بعيد عنه وأخرجت هاتفها وقامت بالأتصال ع بيبرس
_ هيا أجب أرجوك لا وقت سيقتلونك أيها الأحمق... قالتها إيميلي وهي تزفر بغضب... لم يجيب فأعادت الأتصال مرة أخري لتأتي لها رسالة صوتيه أن الهاتف غير متاح بالفرنسية
_ بينما لدي فارس وعائشه أخير عثرت عليهم فيروز التي تلهث وتلتقط أنفاسها بصعوبة
فيروز : يلا نمشي بسرعة من هنا
فارس بقلق وأقتضاب : شو فيه ؟ ليش خايفة ومذعورة هيك؟
فيروز : هقولك بعدين بس أرجوك يلا نمشي ... قالتها لتمسك بيده فأوقفها لتلتفت إليه وقال : بدي أفهم شو الي صار
فيروز : مفي..... لم تكمل لتتسع حدقتيها بذعر عندما رأت القادم نحوهم والشر يتطاير من عينيه ليلتفت فارس خلفه ليري
_ بيبرس!!!! قالها فارس لتلتقي عينيه بعين بيبرس ... ترك يدها وأتجه صوبه عازما ع أمر ما
عائشة : ياربي أشنو واقع ... فهمني فيروز؟
فيروز لم تجيب وركضت خلف فارس
_ فاااارس أستني .. قالتها فيروز
هجم فارس ع بيبرس وأمسكه من تلابيب سترته : شو بدك منها أتركها مو هي حبيبتك .. حبيبتك أختفت يا أجدب
بيبرس : فارس أبعد عني دلوقت فيروز ف خطر ولازم تمشي من هنا حالا
قام فارس بتوجيه لكمة ف وجهه وهو يقول : مو مكفيك المصايب الي صارت لشقيقتي بسببك
بيبرس بغضب وأمسك بقميص فارس : عارف أنا لولا مش فاضي لك دلوقت كنت علمتك الأدب .. قالها ليدفعه من أمامه تاركا إياه وجذب فيروز من يدها ويسحبها خلفه وهو يقول : وأنتي حسابك معايا بعدين
ذهب فارس خلفه ليجذبه من زراعه ويوجه إليه لكمات متتالية ويصيح فيه : أنا الي بفرجيك ياواطي ... أترك إيدها
أشتد حنق الأخر ليرد له الضربات وأخذ يتعاركا ف ساحة فارغة من الحاضرين
فيروز بصياح : عائشة روحي نادي السكيورتي .... قالتها لتركض عائشة وتفعل ما آمرتها به فيروز
ذلك كان تحت أعين ذلك الرجل التي أصتدمت به إيميلي ليقول ف السماعة اللاسلكية التي بأذنه :
سيد يوري لقد وجدناها هي وهو
Maître Yuri Nous avons trouvé que c'est
ليجيب عليه الأخر :
Allez-y et faites ce que je vous ai commandé mais la fille l'a enlevée
هيا نفذ ما أمرتكم به لكن الفتاة قم بخطفها
الرجل :
Votre commande est monsieur أمرك سيدي
قالها ليرفع سلاحه صوب اللذان يتعاركا معا.... وف نفس التوقيت وصلت إيميلي التي تركض نحو فارس وهي تصرخ
_ فااااااااااااااااااارس أبتعد...
أنطلقت الرصاصة نحو هدف لتصيب هدف أخر لتصرخ فيروز .. توقف فارس بمكانه تتسع عينيه بذعر ... يجثو بيبرس ع الأرض
جاءت الشرطة لينتشر الرجال بالمكان ويقول إحداهم :
Restez à votre place et personne ne bougera
قفوا في أمكانكم ولايتحرك أحد
Sinon je vais tirerوإلا سأطلق الرصاص
كان المشهد كما يلي ....تم القبض ع الرجل الذي لم يلحق أن يلوذ بالفرار.. فيروز تضع يدها ع فمها مما تراه ... بيبرس كالمتجمد في مكانه ... فارس يجثو ع ركبتيه وبين زراعيه إيميلي التي أخترقتها الرصاصة من الظهر لتستقر ف جسدها الذي هوي
قالت بصوت وتلتقط أنفاسها بصعوبة بين كل كلمة : فارس.. أريد.. أخبرك.. شيئا.. يوري.. قتل .. شقيقتك .. لينتقم.. من بيبرس.. إنه.. يعتقد هو المسئول.. عن ..مقتل.. والدتي.. في حادث صحيفة شارلي إبدو منذ ثلاث سنوات .. كانت تعمل هناك... صمتت وهي تشهق وأنتابها السعال
كان يستمع إلي كلماتها وتمني أنه ف كابوس وليس حقيقة ...
_ كلمة أخيرة فارس .. أنا أحبك .. وعندما أبتعدت عنك من قبل ذلك خوفا عليك من أبي الذي أكرهه .. والآن أتمني أنه يفرح من كل قلبه كما قتل رصاصه الكثير من الأبرياء .. قتل أيضا إبنته الوحيدة
فارس وقلبه يعتصر ألما : بيكفي إيميلي راح تعيشي .. خليكي ئويه
أبتسمت له .. أغمضت عينيها .. فقدت الوعي
جاءت سيارة الإسعاف ليأخذ الممرضون إيميلي ع السرير المتنقل... أخذت الشرطة فارس وبيبرس وفيروز حيث يدلو بشهادتهم ع الحادث المسجل ع الكاميرات
__________________________
- يجلس ع الشاطئ .. يبني قصرا من الرمال ويتأمله بعد الإنتهاء منه .. جاءت من خلفه تضع كفيها ع عينيه
- كل ده غياب أنا زعلان منك ... قالها صقر بنبرة هادئة
- خلاص أنا جتلك بنفسي أهو عشان ققولك وحشتني أوي ياحبيبي .. لسه زعلان بقي!!.... قالتها فيروز وهي تحاوط عنقه بزراعيها
أبتسم وقال :لاء مش زعلان .. تعرفي وحشني حضنك أوي حاسس كأني طفل تايه من غيرك
قامت بمعانقته بحب وحنان : أنا مش هبعد عنك تاني لأن أكتشفت مفيش حياه من غيرك
صقر: آسف حبيبتي ... آسف ع كل لحظة ألم عيشتهالك .. آسف ع كل كلمة جارحه قولتهالك ..آسف ع كل دمعة حزن نزلتهالك
ضحكت وتعالت ضحكاتها بدلال وقالت : أي ده احنا بقينا نقول شعر... قالتها بسخرية مازحه
رفع حاجبه وقال: أنا حاسس بتريئة ف كلامك
أخذت رمال مبتله بكفيها ووضعتها ع وجنتيه وهي مازالت تضحك : واحشني شكلك وأنت متعصب ياحبيبي
- أنتي أد الحركه دي!!!قالها صقر
نهضت لتبتعد من أمامه وأومأت برأسها : أنا أد أي حركه .. قالتها ثم قامت بهدم قصر الرمال بقدميها
- يخربيتك القصر بقالي ساعة أعمل فيه وأنتي تهديه ... طيييب أنتي الي جبتيه لنفسك ... قالها ونهض ليركض خلفها
لم يكن أمامها سوي تجري بداخل البحر .. وذهب خلفها ليلاحقها وكاد يمسكها ليجد أنه يمسك الهواء .. خفق قلبه ذعرا وظل يتلفت حوله ..
أخذ يناديها بصياح له صدي : فيرووووز ...فيروووووز
لم يجيبه سوي صدي صوته .. شعر بقدميه لم تتلمس الأرض ليجد نفسه ف عرض البحر وجسده متسمر لم يستطيع تحريكه حتي يسبح وبدأ يغرق ولم يستطيع إنقاذ نفسه حتي أستسلم للغرق ... يفتح عينيه أسفل الماء ليجدها أمامه تدفعه بقوة حتي يهوي إلي القاع تحت نظراتها وهي تبتسم بإنتصار ....
يرتجف جسده ف مكانه جبهته تتصبب عرقا .... يطلق شهقات كالغريق الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة . ...
- صقر .. صقر .. أصحي ياحبيبي .. صقر ....تناديه شقيقته ليدخل صوتها ف مسمعه لكن بصوت حبيبته ... وصورتها أمامه وبدأت تتلاشي .. شهق بفزع وهو ينهض بجذعه وينظر أمامه
رنيم بقلق وخوف : مالك ياحبيبي؟؟
ظل يحدق بها ... أعتصر عينيه ليعود إدراكه للواقع ... كاد يمسح قطرات العرق ع جبينه ليلاحظ بالأنبوب المنغرز بواسطة إبرة ف ظهر كفه ومتصل بكيس محلول مغذي معلق ع مشجب معدني. .
نظر من حوله ثم نظر لشقيقته : أنا فين؟؟؟
رنيم : أحنا ف المستشفي من إمبارح وأنت كنت نايم من وقتها ... ينفع كده ياصقر !! ... متاكلش ليومين لغاية ماجالك هبوط ووقعت من طولك !
أنزل ساقيه ع الأرض وهو يقول : أنا لازم أخرج
رنيم : رايح فين أنت متعلقلك محاليل ولسه تحت المتابعه .. والدكتور الي يقرر خروجكك ... قالتها وهي تمسك زراعه
دفع يدها بعيدا وزمجر بغضب وقال: أنا قولت هامشي يعني هامشي .. ومش كلام حتة دكتور هيمشي عليا
زفرت بضييق : نفسي تبطل عنادك الي هيوديك ف داهيه ده
لم يبالي لكلماتها حتي أسند يده ع التخت لينهض ... خانته ساقيه ليهوي متعثرا ع الأرض
صرخت رنيم : صقرررررر
دلف إياس مسرعا والممرضه والطبيب ليروا مايحدث ..
صاح فيهم بغضب : مش عايز حد هنا كله يطلع بره .. فاهمين برررررره
الطبيب وهو يدنو إليه قال : صقر بيه مينفعش تقوم مرة واحده كده جسمك ضعيف بسبب إنك مكنتش بتاكل و..... لم يستطيع إكمال حديثه بسبب صقر الذي قبض ع عنقه ويصيح فيه بغضب: مين ده الي ضعيف ... تحب أوريك قوتي وأنا بطلع روحك ف أيدي دلوقت ... قالها والدماء محتقنه ف وجهه من الغضب كالأسد الثائر
أمسك إياس قبضة صديقه ليبعده عن الطبيب : مينفعش الي أنت بتعملو ده الدكتور هيموت ف أيدك ... أرجوك سيبو وأنا بنفسي هعملك الي أنت عايزو
نظر لأياس حتي بدأت تتراخي قبضته ودفع الطبيب الذي أخذ يتنفس بصعوبه
رنيم : إحنا أسفين يادكتور هو بيمر بظروف نفسية
صقر بصياح : مش عايز أشوف حد بره الكل بره
الطبيب : أديلو حقنه مهدأه ... قالها الطبيب لتنظر الممرضة بتوتر وخوف
إياس: معلش ممكن تسيبي الحقنة دلوقت وأخته هتديهاله ... قالها خوفا ع الممرضة من غضب صديقه
غادر الطبيب والممرضه ....
- مش قولت كلكو بره عايز أبقي لوحدي
رنيم : حبيبي حرام الي بتعملو ف نفسك ده ... أوم بس قعد ع السرير .... قالتها وهي ترجوه وعبراتها أنسدلت حزنا ع حال شقيقها
- أطلعي بره يارنيم .... قالها بصياح قد أرعبها لتنهض.. ونظرإياس إليها بإيماءة من عينيه ..غادرت الغرفه وخلفها إياس وقبل أن يذهب قال: لو عايز حاجه أنا ورنيم قاعدين برة ... قالها وألقي نظرة أسف وحزن ع صديقه الذي يجلس ع الأرض بضعف ووهن ... غادر وأوصد الباب خلفه .. تاركا صقر الذي أجهش بالبكاء ... هو يبكي ع حاله الذي وصل إليه ... ع حبيبته التي لايعلم هل ستسامحه أم لا ... ع قلبه الذي لايتحمل البعد أكثر من ذلك ... فهو مشتاق لرؤيتها للمسات يديها .... مشتاق لمعانقتها بقوة حتي يصبحا جسدا واحدا حتي لايفترقا مرة أخري ... عقله غير قادر ع إستيعاب الواقع ... ظل مستسلم للبكاء .. تحمل ع نفسه ونهض يستند ع التخت بصعوبه حتي نجح ف النهوض وأرتمي بجسده ع التخت يغمض عينيه حتي يأتيه النوم ويراها ف أحلامه مرة أخري .
_____________________
في مخفر الشرطة التابع لأحد إحياء باريس..
أصوات تنبيه سيارت الشرطة بالخارج وأصوات تنبيه المكالمات المتبادلة بين أفراد رجال الشرطة عبر الأجهزة اللاسلكية...
ينتظركلا من فارس وفيروز خارج مكتب المحقق الذي أخذ شهادتهم بالمحضر لكن مازل بالداخل بيبرس ...خرجت لهم المحامية التي تدعي (كلير) فرنسية الجنسية لكنها تتقن اللغة العربية
_ مسيو فارس يمكنك المغادرة الآن أنت ومدموزيل فيروز... لكن مسيو بيبرس سيظل معهم بالداخل للتحقيق حول والد القتيلة إيميلي يوري... قالتها كلير
نظر كليهما بفزع وقال فارس : قتيلة!! بتقصدي ...
كلير : أجل أنها توفت فور وصولها إلي المشفي ... والرجل الذي أطلق الرصاصة تأكدت الشرطة أنه من رجال يوري... وربما الآن قد قبض ع يوري وجاري التحقيق معه
فارس : شكرا لإلك مدام كلير
كلير: العفو مسيو فارس .. إننا معرفة قديمة قبل أن تكون موكلي... لكن نصيحة لك وبالأخص مودموزيل فيروز يجب أن تغادر وترجع إلي بلدها قبل أن تكتشف الشرطة بوجودها ف البلاد بجواز سفر ليس لها... أنا أستأذنكم تنتظرني مرافعه بالمحكمة يجب أن أرحل الآن ...مع السلامة
فارس : سلام... قالها فارس ليغادر هو وفيروز المخفر... أستقل كليهما سيارة أجرة حتي وصل أمام البناء وصعدا معا
توقف أمام باب منزله وقال بوهن وحزن : بتريدي مني شئ فيروز؟
نظرت له بقلق عليه : مش عايزة أسيبك ف الحالة دي
فارس: بعتذر لإلك .. باريد أكون لحالي... قالها وألتمعت عبرات بداخل عينيه
فيروز : حاضر هسيبك ع راحتك ... قالتها لتدلف إلي المنزل المقابل التي تمكث فيه وأصدت الباب من الداخل
وهو دلف إلي منزله بقلب مقهور ومتألم ع شقيقته التي قتلت بدافع الإنتقام بسبب إنها أحبت شخص لايأتي من خلفه سوي الدمار والمصائب
___________________
_ تجلس ع تختها وتمدد ساقيها وتضع وسادة صغيرة تسند عليها الحاسوب المتنقل الخاص بها .... تتأمل صور حبيبها الموجودة ع صفحته الشخصية بموقع التواصل...
له العديد من الصور الذي يرتدي فيها قلنصوة ونظارة السباحة كما يرتدي فيها أيضا ميداليات فضية وبرونزية وذهبية وأخري يمسك بها كأس ذهبي.... وصور أخري قد جعلتها تستشيط غضبا منه ... وهي صور تجمعه مع العديد من الفتيات الشقراء والصهباء وذوات البشرات الحنطية يرتدون ثياب السباحة ..
_ والله عال أوي يا مصطفي باشا لما أشوفك ... قالتها بوسي بداخلها
فتح بأسفل الشاشة دردشة من مصطفي وكانت المحادثة بينهما كالتالي:
مصطفي : مساء الحب والجمال
بوسي : أهلا
مصطفي : أهلا!! وأيموشن غضبان!! مالك؟؟؟
بوسي : أنت ليه سايب الصور بتاعتك مع البنات الصايعه دي
مصطفي : هههههههههه دول أصحابي ف فرنسا ومعايا ف النادي الي بتدرب فيه سباحة
بوسي : وأنا مالي محتفظ برضو بصورهم ليه ؟؟؟
مصطفي : عادي يابوسي دي صور عاديه
بوسي : يعني أنت شايف إنها صور عاديه؟؟؟؟
مصطفي : بالنسبة عندهم صور عادية وبعدين عندك كتير ف شرم والغردقة والساحل والجونه والاماكن الي زيهم بيلبسو كده
بوسي : يعني ترضي أن ألبس كده وأتصور مع واحد صاحبي
مصطفي : نعم ياختي!!!! ده أنا كنت أدبحك .. ده ياسبحان الي خلاني أمسك نفسي ومتهورش عليكي يوم عيد ميلادك بقميص النوم الي كنتي لبساه
بوسي : لو سمحت لم لسانك اسمه فستان أرتقي شويه
مصطفي : بوسي مالك ع المسا؟؟ قافشه معايا كده ليه؟
بوسي : عايزاك تمسح الصور دي
مصطفي : وده أمر ولا طلب؟؟؟
بوسي : أفرض أنه أمر مش هتمسحها؟؟؟
مصطفي : أنا حر ودي صفحتي وأنزل الي أنا عايزو
بوسي : يعني كده؟؟
مصطفي : ع فكرة أنا كنت عايز أطمن عليكي وأنتي نازله فيا أستجواب أقفلي أحسن مانتخانق وأنا عايز أنام ورايا تدريب بكرة
بوسي : تدريب أي؟
مصطفي : سباحة زي ما أنتي شايفه ف الصور
بوسي : طيب ممكن طلب
مصطفي : أتفضلي
بوسي : ممكن تدربني ع السباحه عشان ميحصلش معايا زي قبل كده
مصطفي : ماشي طيب تيجي معايا بكرة؟
بوسي: أوك أمتي؟
مصطفي : 9 بالدقيقة تكوني جاهزة أعدي عليكي بالعربية وأخدك عشان عندي تدريب الساعه 10 ونص وقبلها هاعلمك
بوسي : حاضر .. شكرا
مصطفي : العفو ياحبي أنا تحت أمرك يلا بقي روحي نامي عشان تصحي بدري
بوسي : تصبح ع خير
مصطفي : وأنتي من أهله
أغلقت الحاسوب وهي تبتسم بمكر وتقول بصوت مسموع : ماشي يامصطفي والله لعلمك الأدب بس يجي بكرة ... قالتها ثم وضعت الحاسوب ع الكومود وجذبت الغطاء القطني لتدثر جسدها وهي مازالت تبتسم وكأنها تخطط لشئ ما .
________________
_ في نور الصباح تنتشر رائحة الندي المتساقط ع أوراق الشجر والأزهار لتنبعث روائح عطرية من وحي الطبيعة الساحرة بداخل الحديقة... يقف في الشرفة يستنشق الهواء بأبتسامة وتفاؤل ...... دلف إلي الحجرة ليجدها مازالت نائمة وجهها كالملاك ... خصلات شعرها الغجري تتناثر ع الوسادة ... ظل يتأملها غير مصدق أنها أصبحت أخيرا زوجته شرعا
أقترب منها بخطي هادئة وجلس بمحاذاتها ع التخت .. يمرر أنامله ع خصلات شعرها ثم يزيحها من فوق جبينها ووجنتيها حتي يستمتع برؤية وجهها ... أقترب أكثر حتي تلامست أنفاسه بشرتها قام بتقبيل جبهتها ثم وجنتها .. توقف عندما رأي ملامحها منزعجة
_ هتفضلي نايمة كده وسايبة حبيبك صاحي وقاعد لوحدو؟ قالها شهاب بالقرب من أذنها هامسا
فتحت عينيها وأبتسمت : صباح الخير ياحبيبي
شهاب : صباح الجمال والورد ع أجمل عيون وخدود وشفايف ف الكون
سيلين : دي أنا!!! بلاش مجامله
شهاب بنبرة رومانسيه : أنتي ف عيوني شايفك كده .. أنتي بقي شيفاني أي؟؟؟
سيلين : شيفاك أجمل وأجدع راجل ف الدنيا دي كلها
أمسك يدها وقام بتقبيل كفها وقال : ربنا مايحرمني منك ويخليكي ليا ياقلبي
جذبت يده أيضا لتضع كفه ع شفتيها وقامت بتقبيله وقالت : ويخليك ليا ياروح قلبي... قالتها ثم نهضت بجذعها وقامت بضمه إليها
شهاب : آآآه
أبتعدت بخوف : أسفه ياحبيبي مكنتش أقصد أخبط الجبس
شهاب : متفكرنيش أنا عايز أخلعه بأي طريقه كان قارفني طول الليل إمبارح
نظرت له بخجل وقالت : طيب أنا قايمه هاروح أتوضا عشان أصلي الصبح وممكن عشان خاطري تصلي معايا؟
نظر لها بخجل جلي وقال : بصراحة عمري ماصليت
نظرت له بأستغراب : إزاي ياشهاب !!! ده حتي أونكل ومامتك الله يرحمهم مكنوش بيقطعو فرض أنا فاكرة ده كويس
شهاب : هم حاولو معايا كتير بس أنا الي كنت بعند
تنهدت وقالت : طيب ياحبيبي أنسي كل الي فات وتعالي نبتدي حياة جديدة كلها طاعة خلي ربنا يكرمنا ف حياتنا ... ومتقلقش أنا هعلمك ... وهنبدأ بالوضوء
أقترب منها فطبع قبله ع جبهتها وقال : الحمد لله ربنا رزقني بيكي
سيلين : وأنا كمان بحمد ربنا أنه رزقني بيك ... أنت جواك أبيض ياشهاب أوعي تخلي الدنيا تاخدك لسكة الشيطان ... طول ما بتنمي جواك الإيمان بربنا وتقرب منه خطوة... هتلاقي ربنا معاك ديما
شهاب : أنتي أتعلمتي كل ده فين وأمتي؟
تنهدت بسأم :لما سبتني 3 شهور لوحدي بعد وفاة بابا الله يرحمه ... ربنا يباركلها ويجعله ف ميزان حسناتها دادة يسرية .. وقفت جمبي ف محنتي وخلتني أقرب من ربنا وأغير كل حاجه ف حياتي للأحسن بدأت بالصلاة أول حاجة وكنت بروح المعهد الديني أحفظ قرآن ع أد ما أقدر وأحضر دروس دينيه فادتني كتير ف حياتي
شهاب : أسف ياحبيبتي كان المفروض أبقي جمبك الوقت ده
سيلين : خلاص ياشهاب أرمي الماضي ورا ضهرك ومتبصش عليه عشان متتعبش ... ويلا بقي تعالي معايا أعلمك الوضوء
أبتسم لها : يلا
_ نهضت لترتدي المعطف الحريري فوق القميص الخاص به ... وأخذت تشرح له كيفية الوضوء وكيفية أداء الصلاة بأركانها تحت نظراته إعجابة إنبهاره بها... أنتهت من الشرح
_ ها خلاص حفظت هتعمل أي؟؟؟ قالتها سيلين
شهاب : تمام يافندم ... قالها بمزاح
سيلين : خلاص أنا هدخل أخد شاور وأتوضا بسرعه وأدخل انت بعدي أكون حضرت الفطار
_شهاب : لاء أستنيني نصلي مع بعض جماعة
_ بعد مرور من الوقت .... قام بفرد سجادة الصلاة ع الأرض مرتديا ثياب قطنية وهي ترتدي إسدال الصلاة ... تقدمها خطوة وهي رجعت خلفه ع يمينه .... وبدأ بالتكبير : الله أكبر....... كان تردد خلفه بخشوع وقلبها يتراقص من السعادة أخيرا نجحت ف أن تجعل زوجها يعود لها ويهدي طريقه بالتقرب من الله .... ف كل سجدة لها كانت تدعو له وتدعي بأن يرزقهم الله بالذرية الصالحة
أنتهيا من الصلاة ...فقالت : حرما
نظر لها بأستفاهم فضحكت وقالت : لما حد يقولك حرما ترد تقول جمعا إن شاء الله
شهاب : ماشي ياسيلي بتضحكي ع جوزك
سيلين : ياخبر! لاء خالص ياروحي مكنش أصدي
طرق باب الغرفة وأتي من خلفه صوت يسرية : الفطار ياعرايس
سيلين : نزليه الجنينة ياداده هنفطر تحت
شهاب : أستني ياداده هنفطر هنا.... ثم قال هامسا : تحت مين أحنا مش طالعين النهاردة من الأوضة ولا اسبوع كمان ... قالها لتضحك ع كلماته وذهب وفتح الباب وأخذ العربة المتراص عليها أطباق الطعام وأبريق الشاي وإبريق الحليب وكأسين من العصير الطازج.... أغلق الباب ثم قام بجر العربة نحو التخت وجلس وقال : تعالي يلا
أقتربت لتجلس بجواره فقام بجذبها من خصرها لتجلس ع فخذيه ..
شهاب : يكون ف علمك مكانك هنا ع طول كل ماناكل ... قالها ليشير إلي موضع مجلسها
سيلين : هو أنا طفله عشان تقعدني ع رجلك؟
شهاب : أه طفلتي أنا ... بنوتي وحبيبتي ومراتي وأمي كمان... قالها وطبع قبلة ع وجنتها
سيلين : حاضر يابابا
قام بأخذ قطعة من خبز التوست وقام بغمسها ف طبق العسل الأبيض و قام بوضعها بالقرب من فمها
شهاب : اللقمة دي رايحة فين؟؟؟؟
فتحت فاهها لتلتقم اللقمة وقامت بمضغها ... ظل يكرر إطعامها
سيلين : كفايه الحمد لله شبعت.. وأنت ماكلتش ليه؟
أبتسم بخبث وقال : بصراحه مش عايزة أكل دلوقت
سيلين بعدم فهم : ليه؟ ... قالتها بعدما نهضت
شهاب : هتعرفي دلوقت..قام بإبعاد العربة قليلا من أمامه ليجذبها من يدها لتقع ع التخت وهي تضحك من فعلته بعدما أدركت مقصده ... قام بفك الحزام الذي يرفع يده التي يحاوطها الجص
سيلين : بتعمل أي
شهاب : أنا أتخنقت من البتاع .... قالها ليعتليها وينظر لها بحب وأردف :ملكيش دعوة بأي حاجة ركزي معايا أنا بس
لم تجيب بل أغمضت عينيها خجلا وتوردت وجنتيها وجزت ع شفتيها السفلي ... أثارت مشاعره .. أقترب من وجهها ويهمس ع شفتيها : عجبك طعم العسل
أومأت له مبتسمه : اممم
شهاب : طيب ممكن أدوقه؟؟
سيلين بدلال : عندك ف الطبق ياحبيبي
شهاب : عيب ف حقي لما هاروح أكل من الطبق وأنا قدامي منبع العسل ...
قالها لينهال ع شفتيها بحب وكأنه بالفعل يتجرع رحيقها الذي يذوب ف فمه ومذاقه كالعسل وأشهي من العسل ذاته .... ظل الأثنان يحلقان معا ف سماء العشق ثم يغرقان ف بحور الحب ليعيش كليهما معا أجمل قصة حب لا تعرف الإستسلام ولا اليأس أمام المصاعب التي واجهتهم طيلة الأيام الماضية
______________________
_ ظلت تنتظره منذ نصف ساعة حتي شعرت بالملل وأخذت تتأفف ... حتي وجدته أخيرا يقف بسيارته أمامها
ترجل من السيارة وقال : بونجور
بوسي بإبتسامة تصنع : بونجور ياحبي ... مش شايف إن لسه بدري؟؟؟ قالتها بسخرية
مصطفي : معلش الطريق كان زحمة ووقف شويه... يلا بينا عشان منتأخرش
جزت ع أسنانها وأخذت تتمتم بدون أن يسمع : ماشي يامصطفي هانت
دلفت إلي الداخل ليلتف هو ويجلس بمقعد القيادة ثم أنطلق ...
مرت نصف ساعة من القيادة حتي وصل أمام النادي... نزل كليهما وأوصد أبواب السيارة.... ثم دلفو إلي الداخل بعدما تأكد حارس البوابة من بطاقة عضويته بالنادي والدعوة الخاصة بمرافقة بوسي معه
مصطفي : تحبي نروح الكافتريا نفطر الأول؟
بوسي : لاء مش بحب أفطر ع الصبح
مصطفي : ماشي .. تعالي أوديكي عن الأوضه الي بنغير فيها أنتي روحي بتاعة السيدات وأنا هاروح التانيه وهستناكي عند البيسين
بوسي : حاضر ... قالتها لتبتسم
ذهبت إلي الغرفة ووضعت الحقيبة ع المقعد الخشبي العريض وقامت بفتح السحاب وأخرجت ثياب السباحة ثم دلفت إلي المرحاض لتبدل الثياب التي ترتديها بالتي بيدها
_ ينتظرها بالخارج وهو يقوم بتمارين الإحماء ع حافة المسبح مرتديا ثياب السباحة وهو عبارة عن سروال يصل إلي منتصف فخذيه وعاري الصدر.... كان ذلك اليوم مزدحم بكثير من الشباب والفتيات ...
أوقفه إحداهم : أزيك ياديشا عامل أي
مصطفي : الحمدلله بخير
الشاب : أي يابني مالم مختفي ليه؟
مصطفي : مفيش كنت مشغول شوية
الشاب : طيب تعالي ده الرجاله كلها متجمعين هناك ... قالها ليشير إلي طاولة يتجمع من حولها أصدقائه الشباب
سأم من تأخيرها فذهب لدي أصدقائه ينتظرها وعندما يرها سيذهب إليها
خرجت من الغرفة بثياب البحر الفاضحة .. ترتدي قطعتين من الثياب التي تخبأ مفاتنها فقط وباقي جسدها عاري .. ألتفتت الأنظار إليها وكل من يقابلها من الشباب يلقي كلمة إعجاب بها ... تظن إنها ستأدبه وتعلمه درسا لكن لاتعلم هي من التي ستتأدب
يتبادلون الأحاديث ... قال إحدهم : مقولتلناش ياديشا أنا لسه واخد بالي إمبارح من الريلشن شيب (الحالة الإجتماعية) بتاعتك إمبارح ع الفيس كاتب مرتبط ياتري مين الي أمها داعية عليها وهترتبط بواحد زير نساء
مصطفي : ماتبطل خفة وأستظراف ع الأقل لما أكون زير نساء أحسن من القولة الفخار.... قالها ليضحك الجميع ع تشبيهه فأشتد حنق صاحبه ورمقه بغضب
قال الأخر : أي ياجماعه مالكو مش طايقين بعض كده ليه ..صمت لينظر خلفهم وأردف : أوبااااااا يالهوي ع الغزال الي بيتمشي عند البيسين ده... قالها وأطلق صفيرا إعجاب
ألتفت مصطفي خلفه لتتسع حدقتيه بالغضب ... نهض من مقعده ليلقي به بقوة ع الأرض
_ ألحقو يارجاله ده رايح يعلق الغزال... قالها أحدهم
تقدم نحوها وهي لم تري البركان الثائر الذي يقترب منها ....
_ أي الي أنتي لبساه ده ياهانم!!! قالها وهو يقبض ع زراعها بقوة
تصنعت بالإبتسام لتثير غضبه فقالت ببرود : عادي ده بيكيني وبنزل بيه البحر والبيسين كمان ... مش الي حضرتك متصور معاهم كانو لابسين كده!!!!
زمجر بغضب وصاح : أنتي بتستعبطي!!!! بتشبهي نفسك بدول!!! أنا لو كنت عايز أرتبط من النوعية دي كنت أرتبط من زمان.... بس الظاهر أتسرعت وغلطت لما أرتبط بواحدة ممكن العند يوصلها تعري جسمها للي يسوي والي ميسواش... حاجة تأرف... قالها وهو يترك زراعها ويرمقها بنظرات إحتقار ثم غادر
أوجعتها كلماته كأنها سياط تهوي ع جسدها لتشعر بقشعريرة وبرودة .. ركضت لتذهب إلي الغرفة لترتدي ثيابها وتغادر المكان ورفيقتها عبراتها التي أنسدلت من جراح كلماته
_________________________________
خرجت من البوابة لتنتظر سيارة أجرة .. لكن المكان نائي وقلما يعبر منه تلك السيارات ... تمشت قليلا حتي تصل للطريق الرئيسي ... توقفت أمامها سيارة نقل بها سائق وصاحبه يبدو ع ملامحهم الشر
السائق : رايحة ع فين ياحلوة ماتيجي نوصلك ف سكتنا
رمقتهم بريبة : لاء متشكرة... قالتها لتبتعد فترجل السائق من السيارة وأخرج سلاح أبيض من جيب بنطاله وركض نحوها ليمسكها من يدها عنوة عنها ليشهر سلاحه ف وجهها
_ هتيجي معانا بالذوء ولا هخلي المطوة دي تشرح وشك الجميل ده وبرضو هناخدك غصب عنك... قالها السائق بتهديد
كادت تصرخ فوضع يده ع فمها : هتصرخي هشقك ونرميكي ف الصحرا الي هناك دي الديابه تاكلك
نظرت له برعب وأومأت له برأسها ...
السائق: يلا أمشي ادامي ع العربيه
توقف السائق عندما سمع صوت عجلات سيارة تقترب ... ركلته بوسي ف ساقه ليترك فمها
_ الحقيني يامصطفي ... قالتها بصراخ
نزل من سيارته ليتوجه إلي السائق ... فقام الأخر بفتح باب السيارة النقل ليمنعه حاجزا إياه ...
وقال : ع فين ياننوس أبعد من هنا أحسنلك
رمقه مصطفي بغضب ليخرج من جيبه سلاحا يشبه سلاح السائق ويهدد به الرجل : أبعد ياض من وشي ... قالها وقام بدفع الرجل بأرتطام رأسه ف رأس الأخر بقوة ليقع الرجل ع ظهره... أسرع نحو السائق وصاح فيه : أبعد عنها بدل ما أشرحك
تعالت ضحكاته وقال : تشرح مين ياض ده أنت عيل توتو من بتوع بابي ومامي أخرك تشرح صرصار
أقترب مصطفي ليجذب الرجل من ثياب وركله ف يده ليقع منها السكين
أخذ الأثنين يتعاركان فخارت قوي السائق ... جاء صاحبه من خلفه يحمل أسطوانه معدنيه
صرخت بوسي : حاسب يامصطفي ... قالتها لينهض ع الفور لتأتي الضربة ف رأس السائق ويقع مغشيا ... تناول مصطفي صخرة صغيرة من الأرض مسرعا وقام بضربها ف رأس الرجل من الخلف ليقع هو الأخر مغشي عليه
نظر لها بقلق وخوف وغضب وقال : تعالي يلا أركبي
قالها فألحقت به ليدلف كليهما سيارته وأنطلق بها ... أخذت تبكي بجواره ... ترقرق قلبه لها ع الرغم من غضبه أتجاهها
فقال : خلاص بقي بطلي عياط
بوسي وهي تبكي : أنت كلامك جرحني أوي
مصطفي : ما انتي الي وصلتني لكده ... ينفع الي عملتيه ده؟
نظرت لأسفل بخجل وقالت : لاء مينفعش
أوقف السيارة ثم رفع ذقنها بأطراف أنامله لتنظر إليه ثم مسح عبراتها بيده الأخري وقال : متزعليش مني حقك عليا أنا لما بتعصب برمي كلام زي الدبش.. لسه زعلانه؟؟؟
هزت رأسها بالنفي :لاء خلاص مش زعلانه
مصطفي : طيب تعالي أصلحك وهفسحك ف أي حته عايزة تروحيها
أنفرجت أساريرها بالفرح فقالت : أنت عرفت مكاني أزاي؟؟
قال بأقتضاب : أنا كنت مراقبك من قبل ماتخرجي من البوابة وعارف إنك مش هتلاقي تاكسي ف المنطقة ...متفكرنيش أنا كان نفسي أقطعهم حتت
بوسي : أنت السبب
مصطفي : أنا السبب!!!.. ولا دماغك الي متركبة غلط هي السبب... قالها ليجدها ستبدأ بالبكاء مرة أخري فأردف : مش كفاية عياط بقي ... مش عايزة أشوف دموعك تاني
قالها لتبتسم له وتكفكف عبراتها ... ثم أنطلق بسيارته .
_______________________
_ بعدعناء يوم دراسي طويل وإزدحام السير والإختناق بداخل وسائل المواصلات المزدحمة ... وصلت أمام البناء التي تقطن فيها وكادت تدلف إلي الفناء فأوقفها ذلك الصوت
_ حمدالله ع السلامة ياعروسة.... قالتها شقيقة علي
ألتفتت ليلي إليها : عبير!!! أزيك .. قالتها وهي تشعر بالحرج
عبير بتهكم : الله يسلمك ياختي .. أحنا سمعنا إنك أتجوزتي وسافرتي مع جوزك .. أومال اسم النبي حرصه سابك عند أهلك ليه؟
ليلي : لو سمحت خليكي ف حالك وملكيش دعوة بيا أو بجوزي
عبير: هو حد داسلك ع طرف ياختي... أنا قولت أن الحته كلها مستغربة رجوعك لبيت أهلك من بعد جوازك بأسبوع .. يبقي الظاهر الي كان بيقولو أخويا طلع صح
ليلي بغضب : ماتلم نفسك ياوليه أنتي وأخوكي الحيوان ده ولا هو محروق عشان رميته رمية الكلاب وروحت للي جذمته برقبة ألف واحد من عينته
عبير : نعم نعم ياحلوة .... لاء ياعين أمك عند أخويا أقفي عوج وأتكلمي عدل .. أنتي فاهمه يابت ... قالتها بنبرة ردح
ليلي :طز فيكي وف أخوكي وف عيلتكو كلها ... أتفوو... قالتها ثم بصقت وركضت مسرعه لتصعد الدرج
عبير بصوت صياح : طيب ماشي ياليلي يابنت أم ليلي أما وريتك حق الي عملتيه دلوقت مبقاش أخت الأمين علي.... قالتها ثم أبتعدت وأخرجت هاتفها وقامت بالأتصال : ألو ........ أيوة شوفتها وقعدت أستفذها بالكلام...... هي مقالتش جوزها فين بس الولية أم بندق صاحبة أمها قالت أدامي أن جوزها ف إعارة ف دبي وهي هتروحلو ف الأجازة.......... أقفل يلا أنا هجيب الأكل وجاية حالا سلام
_______________________________
_ بداخل غرفتها تخلع ثيابها لتبدلها بعباءة منزلية مزخرفة وتترك لشعرها العنان ... ذهبت إلي المطبخ
_ مسا مسا عليكي يا أم إسلام... قالتها ليلي
والدتها : مساء العسل ياضنايا
عانقتها ليلي بحب وقالت : ياسلام ع حنيتك لو كنت اعرف أن لما أتجوز هتحبني كده كنت أتجوزت من زمان
والدتها : بصراحه البيت من غيرك كان زي المهجور أنتي الي كنتي ماليه عليا البيت حتي لو بنكش فيكي وبضايقك ... أنتي مهما كان بنتي ونور عيني
ليلي : ياسلام الله الله عليكي ياماما وع كلامك الحلو .. يارب ماتقلبي عليا
والدتها : هههههههه أه منك أنتي
رن هاتفها بالنغمة التي وضعتها له خاصة به عند أتصاله عليها وكانت مقطوعة من أغنية (أجمل إحساس لإليسا)....
ليلي : ده خالد
والدتها : روحي ياختي أديلو تقرير كل يوم ... قالتها بسخرية
ليلي : ده أنا لسه بدعي بقول يارب ماتقلبي... هاروح أكلمو ورجعالك تاني.... قالتها لتدلف إلي غرفتها
_ ألو وحشتيني اوي ياخالودي... قالتها ليلي
خالد ع الجانب الأخر: أنتي الي وحشاني أوي أوي ياروح خالودك... ها حبيبة قلبي عملت أي النهارده؟
ليلي : زي كل يوم روتين الصحيان بدري والمواصلات والمترو الي بتفعص فيه الصبح وبلليل كالعادة مفيش جديد ولسه راجعه
خالد : حمدالله ع السلامة ياقلبي
ليلي : الله يسلمك ياحبي... عامل أي ف العيادة؟
خالد : الحمدلله كله تمام
ليلي : كان ف سؤال رفيع كده كل مرة ببقي عايزة أسألهولك وأنسي
خالد : أسألي
ليلي: هو أنت بتعالج ستات؟
خالد : ههههههه هو المرض النفسي مقتصر ع الرجاله بس يالي لي!!! أنتي دكتورة وعارفة
ليلي: يعني أي!!! بتقعد مع واحده ومقفول عليكو الأوضة ونايمة أدامك ع الشيزلونج وهي تفضفضلك وأنت طبعا الصدر الحنين
خالد: هههههههههه يخرب الأفلام الي واكله دماغك دي ... يابنتي ده شغل وبعدين أنا عمري ماهبص لواحدة وأنا معايا الي ماليا عيني وقلبي وعقلي
ليلي: بجد ياخالودي؟؟؟
خالد : أيوه يالي لي ياعيون خالودك... هسيبك أنا دلوقت عشان ميعاد الزيارات أبتدي هبقي أكلمك لما أخلص دوام ... سلام ياحبي
ليلي : سلام ياحبيبي... أغلقت المكالمه وقالت بسخرية مازحه : تخلص دوام!!! بعد كده هلاقيك بتتكلم زي فواز ف فيلم عندليب الدقي
______________________________
_ في دبي بداخل عيادة الطب النفسي ....
المساعد يدلف : دكتور خالد الشيخة ميثاء أجيت
خالد وهو يجلس خلف مكتبه : خليها تتفضل
دلفت ميثاء ذات الأربعون عاما لكن جمالها الفتان جعلها كالفتاة ف بداية العشرينات ... ترتدي حجاب يصل لمنتصف رأسها ويظهر منه نصف شعرها الذي يتدلي ع هيئة خصلات تحيط وجهها ... ترتدي عدسات لاصقة بللون العسل ويحيط الكحل عينيها التي تشبه عيون المها ... شفتيها منتفختين يبرزهم لون الحمرة ... بشرتها خمرية... ترتدي عباءة سوداء يتوسطها حبل يتدلي جانبا ... تخطو بكعب حذائها المرتفع وتقول :
السلام عليكم دختر(دكتور)
خالد : وعليكم السلام ... أتفضلي حضرتك استريحي ...قالها ليشير إلي المقعد
ميثاء وهي تجلس أمام مكتبه وتضع ساق فوق أخري بتوتر : شكرا... الله يريحك
خالد : حضرتك تحبي تتكلمي ولاندردش الأول ف كلام عادي... قالها عندما شعر بالتوتر ع ملامحها
ميثاء: أنا تعبانه وايد وايد دختر ..مابعرف من وين أحكي لك السالفة (الحكاية)
خالد : ممكن حضرتك تتفضلي تستريحي ع الشيزلونج وتحكي كل الي انتي عيزاه بس أتعرف بحضرتك الأول
ميثاء : اسمي هو ميثاء...
______________________
_ مرت الأيام ع الجميع كالمعتاد... حتي جاء اليوم الحاسم الذي ستتأجج ف فيه الأحداث ....
_أمام مطار القاهرة الدولي بالخارج.....
_ أشتقت لهي البلد كتير ... قالها فارس وهو يستنشق الهواء
فيروز: فعلا وحشاني أوي هي وماما وأهلي كلهم والبت ليلي صاحبتي
فارس : هانت بتشوفيهم .. لكن ليش مائيلتي لمحمد ولإمك إنك إجيتي
فيروز : عايزة أعملهم مفاجاءة وعشان يتقبلو الي هيحصل
فارس :متإكده من هي الخطوه وواثئة من حالك منيح؟
فيروز : فارس فيروز القديمة خلاص راحت زي ماكل شئ راح .. خليني ف الي جاي لسه ليه أحلام وطموحات محققتهاش
فارس : كيف وأنتي بتخطي أول خطوة هلا
أبتسمت بتحدي : مش ده طموحي برضو ...حلمي أبقي صاحبة أكبر شركة تجميل ف الشرق الأوسط
أبتسم إليها بإعجاب : إن شاء الله بتكوني هيك وأكبر من هيك كمان
فيروز : يارب
فارس : يلا أجيت السيارة
توقفت أمامهم سيارة تابعة لأحدي الفنادق الفاخرة... دلف كليهما بعدما قام السائق بتحميل الحقائب وصعد ودلف لينطلق بالسيارة
فيروز : هي الساعة كام؟
فارس :فاضل ساعتين ع الحفل ..مو تقلقي
فيروز : يدوب ألحق أستعد
فارس:إن شاء الله
_________________________________
_ في منزل الهواري الكبير...
إياس يطرق ع باب الغرفة : أي ياعم بقالك ساعتين بتلبس دي حفلة إفتتاح مش رايح تتجوز
يفتح صقر الباب ببرود : نعم؟؟
إياس : لو مبطلتش البرود الي معيشنا فيه بقالك فترة ده يبقي مش داخلكو الفيلا تاني
رنيم خرجت من غرفتها : أي يا إياس صوتك عالي كده ليه؟
إياس : مفيش ...خلصتي؟؟؟
رنيم : أها خلصت فاضل بس ألبس الأكسسوريس بتاعت الدريس
إياس : وأنتي رايحة إن شاء الله بالدريس ده؟
_ هتيجي معانا بالذوء ولا هخلي المطوة دي تشرح وشك الجميل ده وبرضو هناخدك غصب عنك... قالها السائق بتهديد
كادت تصرخ فوضع يده ع فمها : هتصرخي هشقك ونرميكي ف الصحرا الي هناك دي الديابه تاكلك
نظرت له برعب وأومأت له برأسها ...
السائق: يلا أمشي ادامي ع العربيه
توقف السائق عندما سمع صوت عجلات سيارة تقترب ... ركلته بوسي ف ساقه ليترك فمها
_ الحقيني يامصطفي ... قالتها بصراخ
نزل من سيارته ليتوجه إلي السائق ... فقام الأخر بفتح باب السيارة النقل ليمنعه حاجزا إياه ...
وقال : ع فين ياننوس أبعد من هنا أحسنلك
رمقه مصطفي بغضب ليخرج من جيبه سلاحا يشبه سلاح السائق ويهدد به الرجل : أبعد ياض من وشي ... قالها وقام بدفع الرجل بأرتطام رأسه ف رأس الأخر بقوة ليقع الرجل ع ظهره... أسرع نحو السائق وصاح فيه : أبعد عنها بدل ما أشرحك
تعالت ضحكاته وقال : تشرح مين ياض ده أنت عيل توتو من بتوع بابي ومامي أخرك تشرح صرصار
أقترب مصطفي ليجذب الرجل من ثياب وركله ف يده ليقع منها السكين
أخذ الأثنين يتعاركان فخارت قوي السائق ... جاء صاحبه من خلفه يحمل أسطوانه معدنيه
صرخت بوسي : حاسب يامصطفي ... قالتها لينهض ع الفور لتأتي الضربة ف رأس السائق ويقع مغشيا ... تناول مصطفي صخرة صغيرة من الأرض مسرعا وقام بضربها ف رأس الرجل من الخلف ليقع هو الأخر مغشي عليه
نظر لها بقلق وخوف وغضب وقال : تعالي يلا أركبي
قالها فألحقت به ليدلف كليهما سيارته وأنطلق بها ... أخذت تبكي بجواره ... ترقرق قلبه لها ع الرغم من غضبه أتجاهها
فقال : خلاص بقي بطلي عياط
بوسي وهي تبكي : أنت كلامك جرحني أوي
مصطفي : ما انتي الي وصلتني لكده ... ينفع الي عملتيه ده؟
نظرت لأسفل بخجل وقالت : لاء مينفعش
أوقف السيارة ثم رفع ذقنها بأطراف أنامله لتنظر إليه ثم مسح عبراتها بيده الأخري وقال : متزعليش مني حقك عليا أنا لما بتعصب برمي كلام زي الدبش.. لسه زعلانه؟؟؟
هزت رأسها بالنفي :لاء خلاص مش زعلانه
مصطفي : طيب تعالي أصلحك وهفسحك ف أي حته عايزة تروحيها
أنفرجت أساريرها بالفرح فقالت : أنت عرفت مكاني أزاي؟؟
قال بأقتضاب : أنا كنت مراقبك من قبل ماتخرجي من البوابة وعارف إنك مش هتلاقي تاكسي ف المنطقة ...متفكرنيش أنا كان نفسي أقطعهم حتت
عشق الفيروز ( لاتظلمني) -
#الحلقة الثانية والخمسون -
وصل الأثنان إلي المنصة لتصعد هي أولا ثم هو ... يمسك يدها تحت نظرات اللهب التي ستحرقهما أحياء
أخذ الميكروفون الأخر وقال: برحب بكل الموجودين وبعتذر كتير عن التأخير والسبب هو حبيت أنكم تشاركوني كلكن هي اللحظة الي بكون أسعد مخلوء بالعالم وهي .... صمت لينظر لفيروز ثم يضمها بزراعه بجواره وأردف : اليوم بعلن أمام العالم خطوبتي ع الآنسة فيروز وزوجتي المستقبلية..... قالها ثم أخرج من جيبه علبة مغلفه بالمخمل الأسود وقام بفتحها ليظهر أمام الأنظار خاتم يتوسطه ألماسه ع شكل دمعة وخاتم من الفضة ... أمسك يدها اليمني وألبسها الخاتم ذو الألماسة ف أصبعها البنصر وقام بتقبيل يدها ع مرأي الجميع تحت تصفيق الحضور ...
تتسمر رنيم بمكانها وهي تغر فاهها غير مصدقة ماتراه عيناها بينما إياس يترقب ما يحدث ف صمت وينظر بطرف عينيه إلي صديقه الذي كانت ردة فعله عكس المتوقع تماما حيث ترتسم ع محياه إبتسامة لم يراها عليه من قبل .... بينما محمد كان يرمقهما بأقتضاب محاولا ألا يبدي شعوره من الداخل من مايراه
أخذت هي الخاتم الفضي وقامت بوضعه ف أصبعه البنصر بيده اليمني أيضا
سيلين أنتابها القلق والخوف ... خاصة هي أكثرشخص يعلم قصة العشق التي بين صقر وفيروز... تعالت دقات قلبها عندما تقابلت نظراتها مع صقر الذي كان يرمقها ف موضع الإتهام ... لكن طمأنها شهاب الذي يقف بمحاذاتها يشابك أنامله بداخل أناملها
_ أحب أبارك وأهني الأستاذ فارس الشامي وخطيبته الآنسه فيروز وبتمنالهم من قلبي الخير والسعادة...قالها صقر في الميكرفون ليرمقه فارس متجهما ... لكن هي التوتر قد سري ف جميع عروقها ... تبتلع ريقها بصعوبة ... تشعر بالقشعريرة تسري بجسدها من أثر الكلمات التي تلقتها أذنيها بنبرة مليئة بالبرود عكس ماتوقعت.. وتتلاقي عينيه بعينيها التي ظلت ترمش لعدة مرات بتوتر
لاحظ فارس رعشة جسدها ليمسك يدها ضاغطا ع راحة كفها حيث وكأنه يبث بداخلها القوة والعزم... رأت رنيم ذلك رمقتها بسخط وإزدراء
بدأت تعمل الموسيقي الرومانسية الهادئة.... أقترب منها وقال بصوت لايسمعه سوي هي
_ خليكي واثئة بحالك ...هو بدو يحرئلك أعصابك ... تعي نرقص سوا... قالها فارس ليأخذها ويهبط كليهما من المنصة ويذهبان إلي ساحة الرقص... لينزل الجميع من فوق المنصة
_ فارس أنا عايزة أمشي من هنا... قالتها فيروز وتلتمع عبراتها بداخل عينيها... فقام بوضع يده ع خصرها والأخري يمسك بها يدها ليرفعهما لأعلي بقليل ويقربهما نحو صدره
_ وين القوة والعزيمة تبعك.. أنا معك ماتخافي ... قالها هامسا ف أذنها ويقترب منها أكثر ليري العينين التي تحدق بهما ببرود بعكس ماتكن خلفها من بركان نيران مشتعلة ... فأردف هامسا : تعرفي .. هو عامل حاله بارد لكن جواتو نار بدها تحريئني أنا واياكي
أقتربت منه ومازال يترقصا فهمست إليه : عارفة بس أنا مش قادرة أستحمل نظراته ليا .. قالتها ثم أحست بدوار خفيف لتعتصر عينيها
فارس بقلق : شو بكِ فيروز؟؟
فيروز بنبرة وهن جلي : نسيت أخد حقنة الأنسولين
فارس : تعي بنروح من هون ونفوت بأي صيدلية
فيروز: لاء خليك هنا .. أنا معايا ف شنطتي حقنة جاهزة هاروح أخدها ف التويليت وجاية ع طول
زفر بسأم : ماشي وأنا نتضرك هون .. ولو ف شئ دئيلي
فيروز : أوك .. عن أذنك ... قالتها وأبتسمت لتغادر ف هدوء تتجه للخارج حيث البهو تسأل عن مكان المرحاض ليشير لها إحدي العاملين بأن تسير رواق طويل و ف نهايته ع اليمين مرحاض
مشت بخطوات هادئة فالوهن يداهمها .... وصلت أمام المرحاض وهي تقوم بفتح حقيبتها لتأخذ الحقنة
_ حمدالله ع السلامه ... قالها صقر الذي يقف خلفها لتتفاجاء وشعرت بذعر ..فسقطت من يدها الحقنة بدون ان تشعر ولم تجيب عليه لتضع يدها ع المقبض حتي تدلف ... وضع يده ع يدها ليجذبها نحوه وتلتفت إليه
وقال وهو يحدق ف عينيها بقوة : حلوة أوي الفيلم الي عاملينو أنتي وفارس
أستجمعت قواها لتسحب يدها من يده وقالت : أبعد عني وملكش دعوة بيا أنا دلوقت واحدة مخطوبة وبحترم خطيبي ... قالتها لتثير حنقته
أبتسم ببرود ساخرا : بذمتك أنتي مصدقة نفسك .. أو بتحبيه!!!
فيروز بإبتسامة إستفزازيه : أها بحبو وهو بيحبني ..وبعدين أنت مالك محروق دمك أوي كده ليه!!! ولا تكون فاكرني مش هقدر أعيش من غيرك .. بالعكس أنا أكتشفت أن كل لحظة عيشتها معاك كانت ع الفاضي وبندم أن ضيعت الوقت ده مع واحد ميستهلش... قالتها بنبرة قوية وهي ترمقه بسخط
جز ع فكيه بغضب فأقترب منها يسند بكفيه ع الباب وهي محاصرة ف المنتصف لتتراجع بحذائها خطوة للخلف .. دعست الحقنة التي تحطمت بدون أن تدرك هذا ... ألتصق ظهرها بالباب
أقترب منها ليهمس ف أذنها : أنتي عمرك ماحبيتي ولاهتحبي ولا هتكوني لحد غيري.... قالها لتبتلع ريقها بتوتر وتنظر لأسفل لتتحاشي نظراته
دفعته ف صدره وصاحت به : كفياك بقي ... عايز بعد ظلمك ليا وقسوتك الي شربت منها كاسات أرجعلك!!!!.... أنت بتحلم ... أنا وفارس بنحب بعض ..هو الي حسيت معاه بالأمان والثقة المتبادلة ... مستعد يفديني بروحه ...مش زي واحد مجرد وقعت ف مشكلة كان أقسي واحد عليا وطعني ف سمعتي وشرفي .... أنا عمري ماهنسي نظراتك ليا يوم ماكنت ف القسم ولايوم ماجتلي السجن والي قهرني اكتر لما خلتهم يعملولي كشف عذرية ونظراتك ليا اليوم ده الموت عندي أهون منها قالتها ثم ألتقطت أنفاسها
كانت نظراته لها وهي تتحدث مليئة بالشوق واللهفة لم يعير لأي كلمة من ماتفوهت بها أي إهتمام ليجذبها من كتفيها ويلتهم شفتيها بحب وشغف ويحاصرها بأصابعه التي أنغرست بين خصلات شعرها خلف رأسها ليتمكن من السيطرة عليها ويرتوي من رحيق شفتيها
هي كانت تضربه بيديها ليبتعد عنها وظلت تقاومه ... حتي تمكن منها ف تلك اللحظة التعب.... أحس بأرتخاء جسدها ليبتعد عن شفتيها ... وجد أهدابها توصد بأرتعاش ... أدرك إنها ستفقد وعيها ... حملها ع زراعيه بخوف : فيروز ...فيروز ... قالها ليري زراعها تراخي ف الهواء والشحوب يتملك من بشرتها
لم يجد أمامه سوي أن يركض بها ليغادر ويذهب إلي أقرب مشفي... تقابل مع فارس الذي صاح فيه بغضب :الله يلعنك ... شو عملت فيها ؟؟
صقر : غور من وشي ... قالها ليدفعه بجسده وركض بالخارج متجها نحو ساحة الإنتظار حيث سيارته ... ذهب فارس خلفه لكن لم يلحق به
فتح صقر باب السيارة ليقوم بوضعها ع المقعد ويضع حزام الأمان عليها .. ألتف ليدلف إلي الداخل ... وأوصد الباب ليسرع وينطلق بالسيارة ...
_______________________________
_ في دبي .....
يجلس خلف مكتبه يتفحص بعض الأوراق .... يحتسي القليل من القهوة ... ترك الأوراق ثم أطلق زفيرا بأريحية وهو يرجع ظهره إلي الخلف وهو يمسك بهاتفه ... يضغط ع علامة ملف المعرض يتأمل صورة زوجته بإشتياق ... ترك الهاتف ع المكتب وخلع نظارته ..يضغط ع أعلي أنفه من بين عينيه بأطراف أنامله .... نهض من مقعده ووقف ينظر من الحائط الزجاجي الذي يطل ع الشارع ... أمامه منظر مهيب من المباني شاهقة الإرتفاع لاسيما ذلك البرج الأشهر ف الشرق الأوسط وهو برج خليفه .... ظل شاردا حتي أنتفض من طرقات الباب التي أزعجته ...
_ أتفضل .... قالها خالد بأقتضاب
دلف المساعد وقال: دكتور خالد أنتهت ساعات الدوام ممكن أذهب الحين ؟
خالد : أتفضل يا بلال وأقفل كل حاجه عندك قبل ماتمشي
المساعد : حاضر.....قالها ليغادر وأغلق الباب خلفه ولم تمر ثوان ووجد طرقات ع الباب مرة أخري زفر بضيق وقال : أتفضل يابلال ... قالها وهو يولي ظهره للطارق
_ بلال غادر الحين .... قالتها ميثاء
ألتفت ع الفور وقال بأقتضاب : أنا خلصت زيارات وماشي دلوقت وكمان حضرتك ميعادك لسه بعد 3 أيام
أقتربت ووضعت حقيبتها ع المكتب وقالت وهي تبتسم بدلال : هذي أستقبالك لي دختر!!!
خالد بنبرة توتر: احم ... مش أصدي حاجة بس فعلا وقت الدوام انتهي وأنا فعلا كنت مروح
ميثاء وهي تقترب منه وأمسكت برابطة عنقه : اها ع كل حال لو تبي(تريد) نذهب مكان غير العيادة تعال معي ع البيت نكمل الجلسات
خالد بنبرة حادة : لو سمحت ياشيخة ميثاء أنا دكتور محترم مليش ف الحوارات بتاعتك دي وحذرتك قبل كده
_ خالد أنا أصبحت ميهوده (مريضة) بيك ... جولي إيش أسوي من دونك .. أنا أحبك وايد وايد(كثيرا) وما ابيي (لاأريد) غير سواك ... قالتها وهي تحاوط وجهه بكفيها وتنظر له بشغف
أزاح يديها بعنف من ع وجهه وصاح بها : عيب عليكي أنتي واحدة متجوزه وجوز حضرتك رجل أعمال له وضعه ومكانته
إجهشت بالبكاء وقالت : أنت لا تعرف إيش الي بيصير معي .. أنا حكيت لك نص السالفة وما كملت لك الباجي (الباقي) ... جوزي رجال (رجل) عقيم غير معاملته الجافه لي.. و وايد طلبت منه أنه يطلجني لكن ما يبي(لايريد) هذا وأنا مثل أي ست ف العالم أبيي (أريد) يكون عندي ولاد من حجي أكون أم
تنهد متضايقا وأتجه نحو المكتب ليأخذ منشفه ورقية وأعطاها لها : أنا مقدر حالتك النفسية وشعورك بس ده ميديكيش الحق إنك تخوني جوزك .. أتناقشي معاه بهدوء وفهميه مشكلتك
كفكفت عبراتها بالمنشفه وقالت : أتكلمت أكثر من مرة وكان الحوار بينتهي أنه بيضربني ويهيني ويُسبني (يشتمني)
خالد : روحي أشتكيه ف مركز الشرطة وأرفعي قضية طلاق
أبتسمت بسخرية وسأم وقالت : حنا(نحن) بدبي ما بمصر ... أبيي أعجد (أعقد ) معك إتفاج وهو .. صمتت لتبتلع ريقها بتوتر ونظرت له بقلق وأردفت : بنسوي علاقة سرية وما أحد يدري وأعطيك من مالتي(مالي) ماتبغاه (ماتريده)... أنا لا أبيي سوي أن أكون حامل
أشتد حنقه لتتسع عينيه غضبا من ماتقوله ولايدري بحاله وهو يهوي كفه ع وجنتها بصفعه مدويه وهو يصيح بها : أخرصي
رمقته شزرا وهي تضع يدها ع أثر الصفعه وقالت : أقمسلك بخالق الكون لأكون أدفعك ثمن الصفعة هذي يا دختر(دكتور) ... قالتها بسخرية وغضب وتهديد ثم أخذت حقيبتها وغادرت وهي تتوعد له بالشر
زفر بضيق وأسند بيديه ع المكتب وظل يستغفر ربه ... ألقي نظره ع هاتفه ثم أخذه وقام بمهاتفة زوجته
_ ألو إزيك ياحبيبتي وحشتيني أوي... قالها خالد
ليلي بصوت ناعس : وأنت كمان واحشني أوي أوي
خالد : معلش صحيتك من النوم
ليلي : لا ياروحي كويس إنك صحتني أنا نايمة من ساعة ماجيت من الكلية .. هقوم دلوقت أصلي الي فاتني وأعملي مج نسكافيه باللبن وقعد أزاكر
خالد : ربنا يوفقك ياحبيبتي
ليلي : يارب... أنت فيك حاجه؟؟
خالد بتوتر : لاء خالص مفيش كان عندي زيارات كتير النهاردة فمصدع شوية
ليلي : ألف سلامة عليك ياخالودي
خالد : الله يسلمك ... خدي بالك من نفسك
ليلي : حاضر
خالد : هقفل معاكي بقي عشان مروح ...عايزة حاجه؟
ليلي: تسلملي ياحبيبي
خالد : لا إله إلا الله
ليلي: محمد رسول الله
خالد : سلام ..... قالها لتجيب عليه بذات الكلمة .... وأغلق المكالمة وقال لنفسه : ربنا يستر من الي جاي... قالها ثم أرتدي نظارته وأخذ متعلقاته وغادر المكان .
____________________
أفعلي بي ماشئتِ وماتريدين
لكن لاتبتعدي عني وتذهبين
أنتي كالدماء تسير في وريدي و عروقي
أنتي الروح في جسدي لاتتركني أرجوكي
يامن رسمتي البسمة ع محياي
وتهمس حروف أسُمكِ شفتاي
أموت فيكِ عشقا إلي حد الثمالة
سأكون مثل ظلكِ لامحالة
بقلمي: ولاء رفعت علي
_ بداخل إحدي المستشفيات الخاصة .....
تغرز الممرضة الإبرة ف زراع فيروز التي أعتصرت عينيها بألم .. حيث ترقد ع تخت المرضي ... ويقف صقر يري مايحدث بقلق وخوف
الطبيب : آنسه فيروز أخر جرعة أنسولين حضرتك خدتيها أمتي؟
رمقته بتوتر جلي وقالت : بصراحه بقالي 3 أيام مباخدهاش
زفر الطبيب بضيق وقال : طيب ممكن حضرتك تهتمي بعلاجك وتاخدي الحقنة بجرعاتها الي هكتبهالك .. عشان الإغماء الي حصلك ده كانت غيبوبة سكر ولولا الأستاذ الي معاكي جابك لاقدر الله كانت حياتك هتبقي ف خطر.... قالها لتنظر بمحاذاتها لتجده فرمقته بسخط
فقالت بنبرة حاده : هو أنا ممكن أمشي يادكتور؟
الطبيب : أنتي دلوقتي حاسه بأي؟
فيروز : الحمد لله بقيت كويسه
الطبيب : ممكن
نهضت من التخت وقامت لتشعر بدوار خفيف فأمسكت بمسند التخت المعدني ليسرع صقر نحوها ويساندها فقامت بسحب زراعها من يده وهي ترمقه بنظرات حادة
الطبيب : أنتي كده حضرتك لازم تستني شويه لحد ما مفعول الحقنة يبتدي يشتغل .. عن أذنك
قالها ليغادر هو والممرضة
_ أي مالك مستغرب ليه!! ومش مصدق!! ... لاء عيزاك تصدق الي سمعته أنا جالي السكر بسببك وكنت ممكن أموت دلوقت برضو بسببك ...عايز أي مني تاني!!! مش هتستريح غير لما تلاقيني جثة أدامك عشان ترتاح ... قالتها بصياح جلي
صقر بنبرة دفاع عن نفسه : أنا .... لم يكمل عندما دلف فارس
_ شو فيه ياحضرة الشرطي؟؟؟ مو بيكفي الي عملتو فيها ... قالها فارس بسخرية وغضب
صقر ثار غضبه ليمسك فارس من تلابيب سترته وقال : أنت تخرص خالص وأحمد ربنا إنك لسه عايش وواقف ع رجلك لحد دلوقت
دفعه فارس متخلصا من قبضتيه : بعد عني ولاه ... شو مفكر حالك !! هي بتكون خطيبتي ياريت ماتنسي هيك ... قالها ليقترب من فيروز ويمسك بيدها
رمقهم بغضب لو كانت نظراته رصاصا لأردتهم صرعي للتو....
_ أنت فاكرني عبيط ولا أهبل عشان أصدق لعبتك أنت وهي!!! لا ياحضرة المسيو ويكون ف علمك حتي لو خطوبتكو دي بجد ..هي لسه حبها ليا بيجري ف دمها وعمرها ما هتحب غيري وأنا عارف كويس إنها عايزة تعاقبني .... قالها وهو ينظر لعينيها بتحدي
فيروز : ومين قالك أن أنا لسه بحبك بالعكس كل ذرة حب جوايا ليك أتحولت لكره .. وأتفضل أمشي من هنا مش طايقة أكون معاك ف مكان واحد ... قالتها بنظرات قد أتقنتها حتي تؤثر كلماتها فيه حيث نجحت بالفعل
_ أنا كنت ماشي فعلا بس ياريت تستحملي الي جاي ... إما أنت بقي خليك عايش ف الوهم الي أنت فيه .... قالها ثم غادر وهو يصفق الباب خلفه بقوة
أجهشت بالبكاء وهي تقول : أنا مبقتش قادرة خلاص أستحمل .... قالتها بنبرة باكية ... أعتصر قلبه ألما من حالتها فقام بضمها وأخذ يمسد ع ظهرها ليهدأ روعها
_ و في الجانب الأخر بداخل سيارته ... أنطلق ولا يحدد الدرب الذي يسير فيه كانت كل مشاعر الغضب والحب والحقد تتصارع بداخله .. أخذ يضرب بقبضته ع عجلة القيادة ثم توقف فجاءه وأخرج هاتفه وقام بمهاتفه أحدهم
وقال : أي الأخبار؟؟؟
الطرف الأخر:مدام آمال ف الشقه ومحمد نزل من بدري ركبت تاكسي وراه لاقيته راح....
قاطعه صقر : عارف أنا كنت ف الحفلة دي.. بقولك تعرف تجيبلي من البواب رقم صاحب العمارة؟؟
الطرف الأخر : عيب عليك ياصقر بيه الفلوس بتخلي الحجر ينطق
صقر : خلاص 10 دقايق وهتصل بيك تكون جبتلي النمرة بسرعه
الطرف الأخر : أعتبرو حصل ساعدتك
صقر: سلام ... أغلق المكالمه ثم قال : أنتي الي بدأتي اللعب يافيروزمعايا لما نشوف قوة تحملك لحد فين!!!
____________________________
_ في محافظة أسيوط ... بداخل منزل الحاج عبد الرحيم الأسيوطي
زهرة : والله يا ولدي كبرت وبجيت عريس وعايز تتجوز كمان
مصطفي : يعني ياتيتا هتقفي معايا وأنا بقول لبابا
زهرة: ماتخافش ياولدي أبوك بيحلم باليوم ده وإن شاء الله هيوافج
دلف إلي الغرفة حماد وهو يحتسي كوب الشاي وقال : هو مين ده الي هيوافج يا أمي ؟؟ بتتحدثو ع مين؟
نظر مصطفي إلي جدته لتبدأ الحديث
زهرة : بص ياحماد ياولدي ولدك ماشاء الله كبر وبجي راجل
حماد بسخرية : راجل كيف وهو لسه بياخد المصروف مني زي العيل الصغير ومش عايز يشيل المسئولية مع أخوه
جز ع أسنانه ثم تنفس بروية : يابابا أنا مش بفهم حاجه ف الشغل بتاعكو ده أنا راجل بحب الغني وعايز أبقي فنان
حماد بغضب : غني أي وكلام فارغ أي .. ع أخر الزمن ويلد حماد الأسيوطي يبجي مغناوتي بلاش مسخرة عاد
مصطفي : بابا أرجوك فكك من الموضوع ده دلوقت وخلينا ف الموضوع الي تيتا قالتلك عليه أنا عايز أتجوز
سمع حماد أخر كلمة فشعر بحشرجة ف حلقه وظل يسعل... أسرعت زهرة وجلبت له وعاء من الفخار (قولة) وأعطتها له
زهرة : أتفضل ياولدي
أخذ يبتلع الماء حتي هدأ وقال : شكرا يا أمي ... ثم تنهد وأردف : بص ياض أنت وأسمعيني زين .. لتكون فاكريني داجج عصافير إياك ... أنا أخبارك بتوصلني ... وخابر صايعتك مع البت الي جرستك ف النادي وهي بتتمرجع بالمايوه كيف الخوجات
مصطفي : أنت مشغل عليا جواسيس يابابا!!
حماد : أنا من غير ما أشغل جواسيس أخبارك بتيجي لحد عندي
زهرة : صوح الي بيجولو أبوك ده يامصطفي؟؟
مصطفي : ياتيتا أنتو فاهمين غلط الموضوع كله إن البنت دي محترمة جدا و......
قاطعه حماد : مش عايز إعرف لأني خابر هتجول إي وأني بجولك مش موافج
مصطفي بحنق : يعني أي الي حضرتك بتقولو ده!!!
صاح والده فيه : ولد صوتك ميعلاش ع أبوك وتسمع الي بجولهولك مفيش جواز غير لما ينصلح حالك وتبجي راجل صوح كيف أخوك محمد أجده .. راجل من ضهر راجل مهمل حاله ومركز ف الشغل وشايل عني حمل كتير
مصطفي : يعني لو أشتغلت معاكو هتوافق ع جوازي من بوسي
زهرة : واه!! بوسي كيف!! هتتجوز جطة إياك
مصطفي : هههههههه أنا عرفت خفة الدم دي ورثتها من مين ... لا تيتا بوسي مش قطة دي بنوته رقيقه وجميلة ومحترمة اسمها الحقيقي بسنت وبوسي دلع
حماد : أنا مايلدش عليا الحديث ده واصل ... أنا كل الي يهمني تشتغل مع أخوك ولما أشوفك بجيت جد المسئولية ساعتها هفكر ف موضوع جوازك
مصطفي : وأنا إن شاء الله هكون أد المسئولية وبكرة هتشوف ديشا أحم أصدي مصطفي ده هيبقي أحسن من إبنك محمد كمان
حماد : ياريت ده أنا أتمني
زهرة : ربنا يوفجك يامصطفي أنت واخوك محمد ياولود ولدي يارب
________________________
_ في حي مصر الجديدة.....
توقف بسيارته أمام مبني شاهق الأرتفاع يبدو ع معماره الرقي والفخامة
_ متأكدة منيح هي البناية تسكن فيها إمك ... قالها فارس
فيروز : أها محمد كان بعتلي العنوان قبل ما نسافر بكام يوم
فارس: يلا أنزلي وبنفوت سوا
فيروز بتوتر: فارس معلش ممكن أطلع لوحدي بالتأكيد محمد قال لماما ع الي حصل وأنا مش عارفه ردة فعلها هتكون أي
فارس : ئيليلون الحقيقة
زفرت بضيق وقالت : لاء مينفعش لازم الكل يكون مصدق فعلا أنا وأنت مخطوبين وبنحب بعض ....قالتها حتي حدق بعينيها بنظرات هي تعلمها جيدا فشعرت بالتوتر والإحراج فأردفت : طيب أنا نازله وهشوفك إن شاء الله بكرة
ترجلت من السيارة وكادت تذهب لكن أوقفها صوته وهو ينزل من السيارة
_ فيروز استني لعندك شنطايتك راح تنسيها... قالها ليلتف خلف السيارة ويفتح الباب الخلفي وقام بأخذ الحقيبة وأنزلها لتتجه نحوه ووضعت يدها ع المقبض لتسحبها .. توقفت لينظر كليهما إلي السيارة التي تأتي نحوهم وتوقفت أمامهم مباشرة .. نزل محمد من السيارة ووجهه متجهم
_ صباح الخير ... ولا أقول ألف مبروك أحسن ... قالها محمد بتهكم
فارس : محمد أنت مو فاهم شئ ك.....
قاطعته فيروز :إحنا كنا عملناها مفاجاءة
محمد بنبرة عتاب : تتخطبي من غير علم عمتي ولا أهلك يافيروز!!! ...ثم نظر لفارس وقال : هي دي الأصول يا صاحبي!!!!
لم يكن قادرا ع قول شئ فأخرجته فيروز من هذا الإحراج وقالت : محمد أنا مبقتش صغيرة وعارفة أنا بعمل أي كويس وفارس كده كده هيجي لماما ويتكلم معاها بس لما أتكلم أنا الأول وأمهدلها الموضوع
أبتسم بسخرية وقال : الي أنتي شيفاه يابنت عمتي أعمليه براحتك
فارس : محمد ياريت ماتتسرع وراح تفهم كل شيء ف أوانه ... قالها لترمقه فيروز بحنق فأردف : عن أذنكون سلام ...قالها ليدلف إلي سيارته ثم أدار المحرك وذهب
تشعر بالتوتر والقلق من نظرات محمد الذي يحدق بها فقالت : أنت طالع؟؟؟
محمد : أها أنا كل يوم بعدي ع عمتي الصبح بفطر معاها وبروح الشركة لو وجودي هيضايقك أنا ممكن أمشي
فيروز : أي الي بتقولو ده يامحمد !!! ده بيتك وتيجي ف أي وقت وأنا عمري ماهضايق منك... أنا عارفة كلامي ضايقك .. أرجوك متزعلش مني
محمد : أنا مبعرفش أزعل منك خالص ... لو زعلت بيبقي عشانك
فيروز : طيب يلا بقي نطلع وكفاية وقفة الشارع دي أنا جسمي تعبني من قلة النوم .. أنا منمتش من إمبارح ...قالتها لتسير وهو بمحاذاتها
_ بعد قليل وصلو أمام باب المنزل ليضغط محمد ع زر الجرس فقامت الخادمة بفتح الباب وقالت : محمد بيه أتفضل مدام آمال مستنيه حضرتك جوه .... قالتها ثم نظرت لفيروز التي برفقته
فقال : أعرفك ياسميحة بفيروز تبقي بنت عمتي آمال
سميحة : أهلا وسهلا يا آنسه فيروز
فيروز : الله يخليكي
جاء صوتها من الداخل : مين ياسميحة الي بيرن الجرس؟
دلفت فيروز مسرعه إتجاه الصوت لتتفاجاء والدتها التي أنفرجت أساريرها بالفرح والسعادة وهي تفتح زراعيها لتعانقها : حبيبتي ياضنايا وحشتيني أوي
فيروز : أنتي الي وحشاني أوي يا ماما ... قالتها ليظل كليهما متعانقان
محمد : إشمعنا هي ياعمتي ولا الي لقي أحبابه نسي أصحابه!! قالها بمزاح
جذبته آماله من يده لتربت ع كتفه : أنتو الأتنين حبايبي وولادي ربنا مايحرمني منكم يارب
محمد : يلا عشان نفطر كلنا مع بعض لأن يدوب نص ساعة والمفروض أكون ف الشركة
قالت سميحة : أتفضلو الفطار جاهز... قالتها ليذهب ثلاثتهم إلي غرفة المائدة لتناول الفطور
_________________________
_ غادرت المنزل مثل كل يوم معتاد من أجل دراستها ... مشت حتي وصلت إلي موقف سيارات الأجرة الجماعية
وهمت بالصعود وهي تسأل : مترو ياسطا؟
السائق : أه يا آنسه أتفضلي
قالها لتصعد ولم يدلف بعد إلي الداخل سواها .. جلست بجوار النافذه ... لتجد السائق تحرك بالسيارة ... شعرت بالخوف وقالت : لو سمحت ياسطا ممكن تنزلني؟؟
السائق : ماتقلقيش أنا هحمل من الطريق وأنا ماشي مش هخطفك
شعرت بالخوف أكثر من ملامحه المثيرة للشك والريبة : طيب لو سمحت أنا عايزة أنزل ممكن؟؟؟
لم يجيب عليها لينعطف ف شارع هادئ بعيد عن الأنظار فأقتربت من الباب لتفتح المقبض من الداخل لتجد الذي يسبقها ويفتح الباب ذو المزلاق
_ حمد الله ع السلامة يادكتورة .. قالها علي وهو يصعد للتراجع إلي الوراء بخوف وتوتر... ونزل السائق من السيارة وأبتعد
ليلي : أنت أنت عايز مني أي؟؟؟
علي : كل خير يامدام مش مدام برضو ولا آنسه؟؟؟ قالها بسخرية
ليلي : لم نفسك وملكش دعوة بيا وأرجوك أبعد عني أنا واحدة متجوزة وبحب جوزي
أقترب منها لتلتصق بالنافذه وصاحت فيه : والله لو مبعدتش عني وخلتني أنزل هصوت وألم الناس عليك أنت فاهم!!!
قهقه وتعالت ضحكاته وقال : ليه كده وأنا الي كنت جاي أسليكي بدل ما العريس الي سابك بعد أسبوع جواز لوحدك
أثار حنقتها لتهوي ع وجنته بصفعة قوية : أنت قليل الأدب وقذر وحيوان ... قالتها لتنهض ف محاولة أن تنزل من السيارة
_ ما أنا فعلا قليل الأدب وهوريكي القذارة ع حق... قالها ليجذبها من خصرها عنوة عنها وأجلسها بالمقعد وهو يقيد حركاتها وأخذ يقبلها رغما عنها وهو يمسك وجهها بقوة ... ظلت تقاومه وتضربه وتصرخ لكن كانت يكتم صرخاتها بقبلاته ... تمكنت من غرز أسنانها ف شفته السفلي ليتأوه بشدة وأبتعد عنها ... أستغلت أنشغاله بشفته التي تنزف بغزارة ونزلت من السيارة مسرعة وهي تبكي وتركض لتبتعد عن ذلك المكان حتي وصلت إلي الطريق الرئيسي المزدحم بالمارة والسيارات وظلت تركض ف إتجاه الشارع حتي وصلت إلي منزلها وصعدت وهي تتلفت من حولها بخوف ... صعدت الدرج... ضغطت ع جرس الباب وفتحت والدتها
_ نسيتي حاجه ولا أي؟؟؟ قالتها والدتها
ليلي بتوتر : لاء أصحابي كلموني قالولي أتلغت المحاضرات النهارده ... قالتها ثم ذهب إلي غرفتها وأوصدت الباب لتلقي بحقيبتها ع التخت وأرتمت عليه لتبكي وهي تكتم بكاءها ف الوسادة
رن هاتفها معلنا بالنغمة الخاصة بزوجها فأنتفض جسدها ... أخذت حقيبتها لتفتح السحاب وتناولت هاتفها وهي تكفكف عبراتها وأجابت : ألو صباح الخير ياحبيبي
خالد : صباح النور ع عروستي الي ديما وحشاني
ليلي : وأنت واحشني أوي ياخالد ... قالتها لتجهش بالبكاء حتي شعر بأنقباضة بقلبه وقال : مالك يا ليلي ياحبيبتي بتعيطي ليه؟
ليلي : عشان واحشني أوي ومش قادرة أستني لما الترم يخلص وأجيلك ياريتك كنت بتشتغل ف مصر أحسن من الغربة دي
زفر خالد وقال : ياحبيبتي أنتي عارفة الظروف كويس وكان ع يدك كا حاجه ... لازم أعمل قرشين وبعدها أرجع مصر وأفتح عيادة وساعتها مش هغيب عنك ولا ثانيه.. معلش استحمليني
ليلي : أنا أسفه ياحبيبي
خالد : متتأسفيش ياحبيبتي أنا عاذرك ومقدر مشاعرك وأنا كمان والله نفسي أكون جمبك وبعدين أنا عايزك كده ديما أي حاجه مضايقاكي أو مزعلاكي تفضفضيلي أنا نفسك وسرك ياليلي ولو أنا بعيد عنك بس سايب قلبي معاكي ... خلاص أتفقنا؟؟
ليلي : أه أتفقنا
خالد : أنتي وصلتي فين كده؟
ليلي : وصلت أي؟؟!!
خالد : ف المترو ياليلي مش أنتي رايحه الكليه دلوقت؟
ليلي : لاء ما أنا مروحتش النهاردة
خالد : أنتي تعبانة ولا أي
جزت ع شفتها السفلي بتوتر وخوف لم تريد إخباره بما حدث معاها فقالت : أه دايخة شوية
خالد : خدي طنط وروحي للدكتور
ليلي : الموضوع مش مستاهل كلها حبة صداع
خالد : أنا كده قلقت بالله عليكي ياليلي روحي للدكتور وأطمني ع نفسك وأنا إن شاء الله ع بكرة أو بعدو هبعتلك فلوس عشان مصاريفك
ليلي : شكرا ياحبيبي أنا لسه معايا الفلوس الي أدتهالي قبل ما أرجع مصر ... وبابا مش مخليني محتاجه حاجه
خالد : برضو ياقلبي مش عايزك تحملي ع أهلك أنتي دلوقتي ملزومة مني أنا
ليلي : ربنا يخليك ليا ياروحي
خالد : ويخليكي ليا يانور عيني ... لما تروحي للدكتور أبقي طمينيني عليكي
ليلي : حاضر...سلام
_ و ف مكان أخر يمسك علي بهاتفه ويقف مع السائق وشاب آخر : عفارم عليكو يارجاله تسلم الأيادي
السائق : أنت تؤمر ياكبير
علي : تسلم ياسطا ... وأنت كمان تسلم أيدك ياتيكا ع الصور دي
تيكا : أنا ف الخدمة يا باشا
علي : أتكلو أنتو ع الله دلوقت ... قالها ليذهبا بعد إلقاءهم السلام
أمسك علي بسلسلة من الذهب وهي ف كفه ويقول : أبقي وريني هتعملي أي لما تشوفي صورك معايا والدليل السلسلة بتاعتك معايا.... قالها ليبتسم كالشيطان.
______________________
_ في المخفر.....
_ مش عاجبني حالك ياسيادة النقيب بقالك فترة مش منتبه لشغلك ولا حتي لأهم قضية شغالين عليها من زمان .... قالها العقيد منصور
صقر : مفيش يافندم شوية مشاكل بس وهتروح لحالها
تنهد منصور وقال : أنت عارف أنا بعتبرك زي أبني وأكتر وحاسس بالي أنت فيه .. والحمدلله أظهرت براءتها بنفسك
زفر بسأم وقال : الحمدلله ... المهم دلوقت زي ماقولت لحضرتك لما روحت زيارة لأيمن محمود قالي ع دليل يثبت كل الي ف الورق ع شوقي ضرغام
منصور : أي هو؟
صقر : صندوق كبير زي الشنطة مليان مخدرات وأسلحة زي الي كانو بيضربو بيها علينا ... وكمية المخدرات لوحدها تجبلو تأبيدة
أبتسم منصور بسخرية : وده مش دليل كافي برضو .. أنت فكرك شوقي مش هيعرف يطلع نفسه منها ده كفايه المحامي العقرب الي اسمه عدنان الحاروني هيطلعو منها زي الشعرة من العجين
صقر : أنا مراقبتي الأخيرة ليه ولرجالته لاقيت ليهم تحركات غريبة أخرها زيارتهم المتكررة لقناة السويس.. وبعد تحريات عرفت إن كانت ف صفقة معدات تقيلة متبادلة مابينه وبين شركة روسية بس لسه هتم بعد 10 أيام
منصور : ده أنت ماشاء الله طلعت عارف كل حاجه
أبتسم صقر : حضرتك أنت عارف أن عمري ما بدخل حياتي الشخصية ف شغلي ... وأنا عايز ف أسرع وقت نقبض ع شوقي ورجالته عشان البرئ الي ف السجن ده ملوش ذنب
منصور : أنا متابع القضية أخر التطورات كان من يومين محاكمته لكن أتأجلت لشهرين ياريت ف خلال شهر نعرف نثبت براءته
صقر : حضرتك شوفت أخر الأخبار الصبح؟
منصور : أصدقك القبض ع أكبر رجال المافيا الفرنسي الروسي يوري دانييل
صقر : أها مش برضو قريب بيبرس الدراع اليمين لشوقي ضرغام؟
منصور : بيبرس ده لوحدو داهية كبيرة ومش قادرين نمسك عليه حاجة حتي جهاز المخابرات بذاته ع الرغم من المعلومات الي عرفوها عنه بس مش قادرين يمسكو عليه دليل واحد
صقر : وده ملهوش غير معني واحد
منصور : أيون زي ما أنت فهمت بالظبط مسنود من برة وخاصة الموساد... بس ع مين مصيرو هيقع ... المهم سيبك من كل ده وخليك مركز ف الي جاي أنت داخل ع حرب مش مجرد مهمه دي مافيا من النوع التقيل والدولة هتدعمنا بالقوات الخاصة غير طبعا الجيش هيكون مأمن الحدود بس بدون تدخل ف المهمة وده دورنا بقي
صقر : إن شاء الله يافندم قريب جدا شوقي والي معاه هيشرفو السجن ويتحكم عليهم كمان وأيمن براءته هتظهر إن شاء الله
______________________
_ في المنزل الجديد...
آمال بصياح : أنا نفسي أعرف أنا أي بقي بالنسبه لك عشان تروحي تتخطبي من غير أهلك ولا حتي كبرتي أبن خالك ولا خالك نفسه .. بتتصرفي من دماغك كده وخلاص
فيروز : ماما أنا مش صغيرة
آمال :دي أسمها عدم إحترام .. ليه كده يابنتي؟؟ ليه بتصغرني أدام واحد أنا معرفهوش أصلا غير إنك أنتي كنتي بتشتغلي عندو
فيروز : الواحد ده كان محافظ عليا لما كنت هربانه عندو وقف جمبي وشجعني لغاية ماوصلت للي أنا فيه
آمال : أنتي هتضحكي عليا يابنت بطني!!!... أنا فهماكي كويس أنتي عايزة تحرقي دم خطيبك الأولاني صح ولا أنا غلطانه؟؟
زفرت بحنق : ماما لو سمحت متجبليش سيرته ... وبالنسبة بتقولي أحترمك وأكبرك متقلقيش فارس إن شاء الله هيجي يقابلك ويتكلم معاكي
آمال بتهكم : بعد أي إن شاء الله !!! .. ياريتك حتي كنتي أتخطبتي لمحمد أبن خالك ع الأقل ده عارفينه ومن دمنا
فيروز : يووووه ياماما أنا مش عارفة أرضيكي إزاي ... بصي ياحبيبتي إن شاء الله قريب هتفهمي كل حاجة وهتعذريني
آمال وهي ترفع إحدي حاجبيها : آها قولتيلي بقي ... ده أنا أمك الي مربيكي ... لو الي ف دماغي ده صح يافيروز يبقي ع جثتي لو رجعتي لصقر الهواري ... الا لو أنتي معندكيش كرامة وعايزة تتذلي وتتهاني
فيروز بحنق : كفاية بقي ... أنا غلطانه أن رجعت
آمال :براحتك أعملي الي أنتي عيزاه بس متجيش تبكي ف الأخر ساعتها مش هتلاقي محمد ولا غيره هيقف جمبك حتي أنا عشان أصلا أنا مليش قعاد هنا هاروح أسافر عند جدك وستك ف أسيوط ورجلك ع رجلي
فيروز : مش مسافره ف حته حضرتك عايزة تسافري روحي دول أهلك برضو .. لكن أنا حياتي هنا وشغلي هيبقي هنا
آمال بأستغراب : شغل!!!!
فيروز : أها ... أنا كسبت ف المسابقة مبلغ حلو هبدأ بيه حياتي هفتح بيه شركة تجميل وفارس هيكون شريك معايا
_ مدام آمال آنسة رنيم جت ومستنيه برة.... قالتها سميحة
فيروز : قدمي لها حاجه عقبال ما أخرج لها
سميحة : حاضر... قالتها وذهبت
آمال :طبعا جاية تعاتبك ع بتعمليه ف أخوها
فيروز : تقول الي تقولو ياماما هي أكتر واحده عارفة الي حصلي وأكيد هتعذرني
آمال : لما نشوف
__________________________
خرجت فيروز إلي غرفة أستقبال الضيوف مبتسمة وتمد يدها بالمصافحة : أزيك ياروني
رمقتها رنيم بأمتعاض : الحمد لله كويسه ... قالتها بنبرة حاده ولم تمد يدها
أشارت لها فيروز بالجلوس : أتفضلي يارنيم
رنيم : أنا مش جاية أتضايف يافيروز أنا جاية أسألك سؤال واحد وماشية ع طول
فيروز : أتفضلي يارنيم قعدي ونتكلم بهدوء وعيب طريقتك دي معايا .. أنتي أكتر واحده شوفتي بعينيكي الي حصلي أنتي لو مكاني كنتي عملتي أكتر من كده
رنيم : عارفة أنا الي كان مصبرني ع أخويا أن أنا عارفه هيكتشف كل حاجه وهيندم ع الي عملو فيكي.. صقر كان بيتعذب وبيموت يافيروز وأنتي بره وصل بيه الحال وقع من طوله لأنه مكنش بياكل غير نفسيتو الي أتدمرت ... أنا أول مرة أشوف أخويا يعيط ... أنتي عارفة يعني أي راجل يعيط!!!.... قالتها لتشعر فيروز بغصة ف قلبها لكن تملكها الغضب
فقالت بغضب : أنتي مالك بتكلمني كده كأني أنا الي عملت فيه كل ده ... كأنه هو المجني عليه وأنا الجاني ... رنيم أفتكري كويس الي عاملو أخوكي فيا أنتي جيتي وشوفتي بعينك يوم ما أتقبض عليا ... شوفتي علامات صوابع أخوكي وهي معلمه ع وشي سمعتي من خطيبك كم الأهانات الي خدتها منه ونظرات الإحتقار ده غير حاجات كتير ... ياريت متقلبيش عليا المواجع
شعرت بالندم من تسرعها فقالت : أنا مش أصدي حاجه بس الي ضايقني أنك أخترتي الوقت والمكان وتعلنو خطبتكو أنتي وفارس.... عشان تغيظي أخويا
فيروز : أنا مش بغيظ ف حد أنا وفارس فعلا أتخطبنا وبنحب بعض
أقتربت منها وتحدق بعينيها : أنتي كدابة يافيروز ... لو بتحبي فارس مكنتش أشوف نظرة الخوف والقلق الي كانت ف عنيكي لما حكتلك عن حال أخويا .. أنتي عينيكي فضحاكي
فيروز بحنق : حتي لو لسه بحبه .. مش هرجعله ولا هكون ليه وياريت تفهميه الكلام ده
نهضت رنيم وامسكت بحقيبتها وقالت : أنا مش هقول حاجه لو عندك الجرأه والشجاعه وتقدري توجهيه بنفسك وتقوليلو الكلام ده أتفضلي
قالتها ولم تجيبها فيروز بل نظرت لأسفل
أردفت : ألف مبروك .. بس مش ع الخطوبه ع وجع قلبك الي هتحسيه كل ماتشوفي صقر
_دلفت سميحة بفنجان القهوة وقالت : أتفضلي ياآنسه رنيم
رنيم بسخرية : أديها لفيروز تشربها ... قالتها وغادرت ع الفور
سميحة : أتفضلي يا آنسه فيروز
أشتد حنقتها وقامت بقلب الصينيه ع الأرض وقالت : مش عايزة أشرب ده أي الأرف ده ... قالتها ودلفت إلي الغرفه وهي تبكي من أثر كلمات رنيم التي وقعت ع قلبها قبل مسمعها .
______________________
_ تنزل من السيارة معصوبة العينين يمسك يدها برفق....
_ ع مهلك أمشي واحده واحده ... قالها شهاب وهو يمسك بيد سيلين أمام بوابة كبيرة
سيلين بتوتر : عارف ياشيبو لو عامل فيا مقلب هعمل فيك أي!!!
شهاب بنبرة ضاحكا : ههههههه أنتي تعرفي عني كده برضو!!
سيلين : طيب عايزة أشيل البتاع الي ع عيني دي مضيقاني أوي
قام شهاب بالإشاره لحارس البوابه بالضغط ع زر الفتح لتفتح البوابة ... ثم قام بحملها ع زراعيه
صاحت بذعر : أنت بتعمل أي؟
شهاب : بشيلك فيها حاجه؟
سيلين بقلق : ياحبيبي دراعك وأنت لسه شايل الجبس
شهاب : ده كان مجرد شرخ ياسيلي وبعدين مش واثقة ف قدرات جوزك ولا أي ده أنا أشيلك وأشيل فيل كمان
سيلين : ههههههههههه فيل مرة واحده!!! متجوزه كينج كونج يا أخواتي
شهاب وهو يلهث ويسير بها للداخل : أتريئي ياختي هوريكي مين هو الكينج كونج بس لما نوصل
سيلين : نوصل فين؟؟؟
قام بإنزلها برفق ووقف خلفها ليقوم بفك العصبة وقال : فتحي عينيكي
فتحت عينيها بإنزعاج لتضيق حدقتيها ورمشت عدة مرات حتي تثني لها الرؤية أخير لتغر فاهها : ماشاء الله جميلة أوي
شهاب مبتسما وهو يحاوط خصرها من الخلف ويضع ذقنه ع كتفها : عجبتك ياروحي؟؟؟
سيلين بفرح : جميلة جدا الطراز بتاع المعمار تحفة كأنك ف العصر الروماني
شهاب: ما أنا قاصد تكون كده عشان عارفك بتحبي الديزاين الإيطالي... دي بقي كنت مجهزهالك من قبل مانتجوز .. هديتي ليكي ياحبيبتي وع فكرة بأسمك
ألتفت له وحاوطت عنقه بيديها وقالت : ياروح قلبي كفاية أنت عليا وجودك جمبي بمال الدنيا كله ومش عايزة حاجة غيرك أنت
أقترب بشفتيه ليطبع قبلة حانية ع جبهتها ثم أمسك يديها وقبلهما وقال : وأنا مبقتش عايز حاجه غير أشوف الفرحة والسعادة دي ف عينيكي ... تعالي بقي أفرجك ع الفيلا من جوه
كان المنزل من الداخل أقل مايقال عليه أكثر من رائع مصمم ع طراز مليئ بالرقي والفخامه ... الأثاث الإيطالي الفاخر الذي يجمع مابين النظام الكلاسيكي والحديث كأنه تحفه فنيه ... الحوائط جميعها من الحجر الذي يوحي لك إنك تعيش ف العصر الروماني ... التحف والتماثيل البرونزية والذهبية .... الأسقف كل سقف له ثريا خاصة به ع حده ذات الأدوار المتعددة وتعطيك إضاءة ساحرة ..
صعد كليهما الدرج وهو يحاوط ظهرها بزراعه حتي وصلو إلي الطابق الثاني وكان عبارة عن رواق ذو مساحة شاسعه ملتف بشكل دائري حول درابزون الدرج يتفرع منه ممران ... الأول يتفرع منه جناح كبير والثاني يتفرع منه 6 غرف كل غرفة ذات مساحة وله مرحاض خاص بها وتراس يطل ع الحديقة ....
وصل عند الجناح فقام بفتح باب ضخم الذي ينزلق ع مجري ف داخل الحائط ... كان شديد الإتساع ... الأرضيه من الباركييه الحوائط باللون الأبيض ملحق به مرحاض كبير وبها غرفة ثياب كبيرة ع أحدث طراز... التخت خلفيته عبارة عن صورة سيلين رسُمت بالفسيفساء الملون يحيطها العديد من الإضاءات
سيلين : دي أنا !!!!
شهاب : أي رأيك دي بنوته فنانة موهوبة ف الرسم بالفسيفساء خليتها تعملك صورتك ع الحيطة خلفية للسرير
سيلين : حلوة أوي أوي ياشيبو... تسلملي ياحبيبي ع كل حاجه
أحاط وجهها بكفيه : الي زيك ياسيلي ولاكنوز العالم تقدرها أنتي أغلي من كده بكتير ياروحي
أرتمت بين زراعيه ليقوم بضمها لينظر ف عينيها بحب دفين .... مد يده لطرف حجابها وبخفة يد قام بخلعه ... نظرت لأسفل بخجل لتتورد وجنتيها ... تأمل خصلات شعرها الغجري الذي يعشقه .. يستنشق عبيره .. قام بسحب مشبك الشعر التي تعقص به خصلاته لينسدل شعرها ع ظهرها... غرز أصابع يديه ف خصلات شعرها ليرجعه للخلف حتي يتمكن من رؤية عنقها المرمري ... قام بتلثيم كل إنش به تاركا أثر لكل قبلة عليه.. صعد لشفتيها ليلتقم تلك الفروالتين اللتان يذوب فيهما عشقا وولها ... هنا أعلنت مشاعرهما الإستسلام ليخوضا معا أجمل معزوفة حب مكونه من النظرات والهمسات واللمسات بداخل لقاء تحكمه مملكة العشق.
__________________________
_ تضع الحقيبة ع التخت لتفتح السحاب بحنق وتأخذ ثيابها من الخزانه وتلقي بها بداخل الحقيبة
دلفت إلي الغرفة تبحث عنها ... قالت بفزع : أي ده ياماما؟؟؟
آمال بنبرة حاده : هيكون أي يعني بلم هدومي عشان أبن خالك هياخدني ع البلد
فيروز : أنتي بتهزري!!!
ألقت قطعة الثياب بغضب وقالت : عايزة أي مني تاني مش ماشية بدماغك وبتقولي كبرتي خلاص ... أنا مبقاش ليا كلمة عليكي لزمتها أي بقي وجودي معاكي
فيروز بحزن : ليه بتعملي معايا كده!!! أنتي عمرك ماهتحسي بالي جويا سبيني أعمل الي فدماغي وأستحمل نتايجه بس متخافيش عليا .. أنا عارفه أزاي أحمي نفسي
حدقت ف عينيها بتمعن وقالت : مش لما تعرفي تحمي نفسك من نفسك الأول...وبعدين أنا أبويا وأمي وحشوني ونفسي أشوفهم وأنتي عندك شغل وشركة زي مابتقولي
فيروز : يعني مصممه تمشي وتسبيني لوحدي
آمال : أنتي مش لوحدك معاكي سميحة ومحمد هيجي يطل عليكي من الوقت للتاني
فيروز : ده حضرتك ناوية ع إقامة هناك بقي
آمال : الله وأعلم حسب مانفسيتي ترتاح ولو حبيتي تيجي تعالي ده بيت جدك برضو وهما نفسهم تروحي تزوريهم
فيروز بأقتضاب : إن شاء الله ... بقولك صح هم يعرفو الي حصلي؟؟
تنهدت وقالت : لاء الحمد لله خالك كان ف بلاد برة وقتها وجدك وجدتك ملهمش ف الأخبار .. غير محمد ربنا يباركله بعلاقاته كتم الخبر ده ومحدش يعرف وبعدين الحمد لله ظهرت براءتك وطبعا أنتي متعرفيش التفاصيل .. الي عمل فيكي الملعوب ده الواد جمال الله يحرقه أهو ربنا أنتقم منه وأتشل
نظرت لها بذهول : جمال!!!! ليه؟؟
آمال : كان عايز ينتقم من صقر فيكي .. يعني الي جرالك بسبب الباشا الي سيادتك لسه بتفكري فيه
جلست ع التخت غير مصدقة ماتسمعه وتقول لنفسها : إستحالة ده يكون السبب بالتأكيد ف حاجه تانيه وأنا معرفهاش
أنتهت أمال من إعداد حقيبتها .... وأرتدت ثيابها
آمال : أنتي لسه بتكلمي نفسك؟
رن جرس المنزل ... فأردفت : بالتأكيد ده محمد
خرجت كليهما معا ف الردهة
محمد : جاهزة ياعمتي
آمال : أه ياحبيبي وشنتطي أهي
محمد مناديا : ياعم عثمان .... دلف إليهم حارس البناية رجل يرتدي جلباب أبيض وعمة بيضاء
عثمان : مساء الخير ياجماعة
آمال : مساء الخير ياعم عثمان .. معلش هتعبك معايا ممكن تنزلي الشنطه لحد عربية محمد
عثمان : أمرك ياهانم
محمد : خد المفاتيح أهي حطها ف شنطة العربية عقبال ماننزل
أخذ الحقيبه وهبط الدرج ....
آمال : يلا عايزة حاجه خدي بالك من نفسك وأنا هبقي أطمن عليكي
فيروز بسأم : حاضر وأنتي كمان خدي بالك من نفسك
محمد : متقلقيش يافيروز أنا هوصلها وراجع تاني هبقي هعدي أطمن عليكي ولو محتاجه أي حاجه كلميني
فيروز : تسلم يامحمد
عانقت آمال إبنتها ثم غادرت برفقة محمد....
دلفت فيروز إلي الغرفة الخاصة بها وزفرت بضيق وتزكرت ميعاد الحقنة فقامت بفتح حقيبتها وأخذت منها الحقنه وقامت بغرزها ببطئ ف زراعها حتي أفرغت محتواها ....
طرقت سميحة الباب وقالت : أحضرلك العشا ياآنسه فيروز
فيروز من الداخل : شكرا ياسميحة مليش نفس أنا هنام
سميحة : خلاص أنا ف أوضتي لو حضرتك محتاجه أي حاجة أبقي صحيني
فيروز : تسلميلي... تصبحي ع خير
سميحة : وأنتي من أهل الخير
أرتمت ع التخت بأريحية وظلت شاردة ف السقف تتذكر نظراته وقبلته لها... قلبها كان يستمتع بنظراته بلهفة عينيه والشوق الذي يكنه لها ... لكن عقلها كان كالضمير المستيقظ يحذرها منه .... أوقف تفكيرها رنين الهاتف معلنا عن رسالة واردة علي (الواتساب)... قامت بفتحها لتجد فارس أرسل لها صورة له ويمسك كوب من القهوة بالحليب وكتب ف أسفلها
( يسعد مساكي فيروز ... أشتقتلك كتير )
تنهدت وقالت : وبعدين معاك يافارس بتحسسني بالذنب من ناحيتك ليه
ظلت تبادله الرسائل والنُكات المرحة حتي غطت ف النوم وتركت الهاتف بيديها..... مرت ساعات حتي عم السكون في الأرجاء
الساعة الثانية صباحا....
أستيقظت بفزع ع صوت الدقاق ( الشنيور) في الحائط ... نهضت لتري مايحدث .... خرجت إلي الشرفة لتجد مصدر الصوت يأتي من الشقة المقابلة التي وشرفتها بجوار شرفتهم .... قامت بمناداة الحارس
_ ياعم عثمان ... ياعم عثمان ... قالتها فيروز
عثمان من أسفل : نعم يا آنسه
فيروز : ينفع الإزعاج ده والناس كلها نايمة!!!
عثمان : ده الساكن الجديد الي أدامكو
فيروز : ماتطلع تكلمو
عثمان : معلش مش هجدر أجولو اجده ... أنا عندي ولاد وعايز أربيهم
زفرت فيروز بحنق وقالت : ده أي الأرف ده حتي النوم مش عارفه أتهني عليه... لما أروح أشوف الزفت ده كمان.... قالتها لتأخذ معطف قطني يصل إلي ركبتيها أرتدته ع منامتها القصيرة... خرجت من غرفتها تقابلت مع سميحة
_ رايحه ع فين الساعه دي يافيروز... قالتها سميحة
فيروز : هاروح أشوف الحيوان الي مش مراعي حق الجيره ده ومشغل شنيور الساعة 2 بلليل.... قالتها لتفتح باب المنزل ووقفت أمام المقابل لها ... ضغطت ع زر الجرس بعصبية
فيروز : أفتح يا بارد يالي معندكش دم .... قالتها بصوت غير مسموع
وبعد أكثر من دقيقتين فتح لها الساكن الجديد... مبتسما بأستفزاز : نعم ؟؟؟
حدقت إليه بذهول غير مصدقه .......
