رواية المغرور والشرسة
الفصل الثاني عشر والثالث عشر ♥
بقلم الاء محمد
كانت بسنت تجلس بغرفتها ضامة ساقيها إلي صدرها ف منذ ماحدث لا تغادر غرفتها الا لتعطي والدها الادوية الخاصة به
وتطعم وتغادر ثانية لغرفتها تظل حبيستها لقد مر اكثر من
اسبوعان وقد اختفي
تمامًا منذ ان قام بأيصالها لمنزلها بعد خروجها من المشفي لم
يتحدث لها اثناء طريق العودة ولم يحادثها إلي الآن وعندما
ذهبت نحو مقر شركته علمت أن هناك عمل مفاجيء قد ظهر له
وسافر لخارج البلاد لمدة لم يحددها وترك لها رسالة مع موظفة
الاستقبال بأنه لا داعي لعملها الآن بشركته ..حاولت أكثر من
مرة مهاتفتها لكن تكن النتيجة ذاتها تلك الرسالة المسجلة اللعينة
بأن الهاتف مغلق ..والآن هي وحيدة بغرفتها لا تعلم لمَّ تلك
الهالة تسيطر عليها ،أتحزن لأنها لم تراها ام لانه وحده
هو من تسبب بأهمالها لورشة عملها الخاصة بها ! ..تُري هل
أغضبه ما صدر منها بمكتبه بأخر لقاء ؟! ..لكن لا فما حدث بينهما
بالمشفي لم يدل علي ذلك لمعة الحزن التي رأتها بعيناها نبرة الانكسار المحمولة بين طيات حديثه؟ تحوله المفاجيء معاها ! ..هل عاد من جديد لاحتقارها أم ..أم ماذا يحدث معه ؟
افاقت من شرودها علي صوت رنين جرس المنزل لتهرول سريعًا نحوه ..عادت
خطوتان تتأمل حالها بالمرآه وجهها الزابل وشاحب شحوب الموتي .
.ركضت سريعًا تجاه المرحاض ثم ملت راحت يدها ببعض الماء وأخذت تفرك وجهها قليلًا والتقطت علبة الكريم المرطب
الخاص بها ووضعت القليل علي يدها وغادرت سريعًا نحو باب المنزل وهي ترسم ابتسامة رقيقة فوق وجهها لكنها تلاشت تدريجيًا وهي تري أحلامها
الوردية تنهار فمن كان أمامها لم يكن سوي رجل لا تعرفه ولم تراه من قبل لتهتف قائلة :
- نعم ؟
تنحنح الرجل وهو يهتف بعملية قائلًا :
- مش دي شقة الاستاذة بسنت ؟
فركت بسنت جبهتها بأرهاق وهي تجيب قائلة :
- ايوة انا هي ..مين حضرتك ؟
دس الرجل يده بجيب سرواله وهو يخرج مفتاح ويجيبها قائلًا :.
- أنا الاسطي اسماعيل ومالك بي باعت لحضرتك المفتاح دا بتاع الورشة هي رجعت زي الأول واحسن كمان
دق قلبها بقوة وأصبحت ضرباته كطبول تقرع وقت الحرب ومدت يدها المرتجفة نحو المفتاح لتلتقطه بين يديها وتهتف بتلعثم قائلة :
- هو ماا لك ..قصدي مالك بي رجع من سفره ؟
هز الرجل كتفيه دلالة علي عدم معرفته ومن ثَم أستاذنها طالبًا منها الرحيل والمغادرة لتوميء بسنت أماءة بسيطة وهي تغلق الباب بوجهه ولم تنتظر
رحيله لتنهار أرضًا باكية وهي لا تعلم ما حالتها تلك وما أوصلها إلي هناا ف متي قد وقت بحبه لا تعلم لكنها لم تشعري بذلك سوي الآن وهي وحيدة دونه ..صحيح أن الفترة التي قضتها داخل شركته وإلي جانبه لم تكن طويلة بالقدب الذي
يجلها تقع أسيرة عشقه لكن ذلك هو ماحدث هي لم تحسم أمرها ولم تضع ذلك بحسابتها لكن الأمر حدث وعلي ما يبدو أيضًا أنه انتهي !
********
التقط هاتفه وهو منهمك بين اعماله ومنكب فوق العديد من الملفات بتركيز ليترك ما بين يديه ما إن رأي اسمها مضيء فوق شاشة هاتفه ليجيب قائلًا :
- ألو
ليصله صوتها الرقيق وهي تهتف بصوت هاديء قائلة :
- فاضي شوية ؟
ترك عمار القلم من بين يديه وهو يستشعر القلق من نبرتها ليهتف قائلًا :
- مش بالظبط ..بس في اي لو عاوزة حاجة انا معاكي وربع ساعة وابقي عندك
ارتسمت ابتسامه عذبة فوق وجنتيها وكأنه يراها لتهتف بأمتنان قائلة :
- لا تسلم مش محتاجة حاجة بس بصراحة انا زهقانة شوية وكنت عاوزة اشرب قهوة
صمتت لبرهة لتتابع حديثها بمرح :
- بس مش شرط في حتة بعيدة زي ما حمزة قال ممكن ف حتة قريبة عادي عشان شغلك
أسند عمار ظهره إلي مقعده وهو يقهقه بقوة ويعبث بخصلات شعره ليجيبها قائلًا :..
- بس كدا انتي تؤمري ياجميلة هانم ..اديني ربعاية بالظبط وهبقي عندك ماشي
تنهدت جميلة بهدوء قبل أن تهتف قائلة :..
- شكرا ياعمار انت عارف مليش غير خالد اخويا وهو مسافر عنده شغل ومليش صحاب خالص
- اقفلي ياجميلة لحد ما جيلك واخنقك
قهقهت جميلة بقوة علي نبرته التي يحادثها بها لتهتف من بين ضحكتها قائلة :
- حاضر بس متزوقش كدا ،يلا سلام
- سلام
وضع الهاتف من يديه وهو يشرد بالاسبوعين الماضيين وكيف تقربا إلي بعضهما البعض ف باحدي المراات عندما ذهب ليراها خلسة كعادته لفت انتباهه تلك الضجة وان هناك من يحاول أن يعتدي علي محلها بحجة أنها دائما تجذب الزبائن لها ولولا تدخله لما انحل الامر بعدها شكرته واصرت علي أن يشربا سويًا قدحا من القهوة ومنذ ذاك الحين وهما أصبحا صديقين مقربان يتناولا صباحًا قهوتهما ثم يقم بايصالها لعملها ويتجه نحو الشركة المتراكم بها الأعمال منذ اختفاء مالك وبنهاية اليوم يظلان يتحدثا إلي أن يخلدا للنوم خاصة بفترة سفر أخيها فهي تخشي أن تجلس بمفردها لكن مكالمته إياها تُلهيها عن كونها بمفردها بالمنزل .
تنهد عمتر تنهيدة حارة وهو ينهض ويلتقط هاتفه ونظارته الشمسية ومفاتيح السيارة ليغادر باتجاه المول ليذهبا لتناول القهوة التي لم يتناولها صباح اليوم ..
******
في المساء استيقظ شاكر من نومه ليري حبيبته وزوجته تجلس لجانبه وهي شاردة ختي انها لم تنتبه أنه قد أفاق من نومه أضاء الضوء بجانبه وهو يجذبها لاحضانه ويربت فوق خصلاتها ليتمتم قائلًا :
- مالك يافيري ؟
شددت فريال من احتضانه وهي تهتف قائلة :
- مش مطمنة ياشاكر قلبي بيقولي ان مالك في حاجة هو دا مالك اللي لو في أي بينكشني وينكشك مالك ماببقوليش ياماما الا لما بيبقي في حاجة ،احنا من يوم ما رجعنا مصر مشوفنهوش غير يوم ماجينا وبعدها اختفي وقال اي عنده شغل ومسافر واهو داخل ف الاسبوع الثالث ومنعرفش عنه حاجة دا احنا لما كنا ف دبي كان بيكلمني علي طول اه بطلوع الروح لكن مابيختفيش كداا
أجهشت في بكاء مرير وبدأت شهقاتها ترتفع وكانها ليست بأمراة ناضجة وأم ..لكن من الذي يربط المشاعر وبالاخص مشاعر الأمومة بالنضج لا يوجد مانع بان تكن أم ومشاعرها تقودها للبكاء .
بدأ شاكر يهدأ من روعها وهو يربت فوق خصلاتها بحنان مبالغ به ليهتف أخيرًا ما إن شعر
بهدوئها بعض الشيء قائلًا:
- فريال ياحبيبتي مالك ابننا راجل مش عيل تخافي عليه أنا عارف انك أمه بس زي
مانتي امه ما انا كمان أبوه بس مش هقولك زي زمان سيبيه يغلط ويقوم ويتعلم لان مالك اللي قدامنا دلوقتي كبير كفاية أنه
يعرف يواجه ويحل مشاكله ..مالك عاقل وذكي ومهما كان اللي بيمر بي هيقدر يتخطاه بس لازم احنا نكون جنبه
وبندعمه ومنحسسوش أنه مالك العيل الصغير دا اللي لو أختفي شوية يبقي تاه ولا اتخطف ،مالك أبنك راجل ومجموعة شركاته
هو لوحده المنفصله عني عملاله أسم الكبير قبل الصغير بيخاف منه وبيعمله ألف حساب وحساب ف تقدري تقوليلي بقي مين هيقدر بقربله ولا هيحصله أي يقلقك
،وإن كان علي غيابه ياستي فهو أكيد قاصد دا عاوز يفصل هتلاقي حاجة كبيرة واخده تفكيره صفقة جديدة بيفكر ازاي هياخدها
مش اكتر يعني ،ف استهدي بالله كدا ياحبيبتي ونامي واحنا كدا كدا قاعدين في مصر يعني مش راجعين دبي دلوقتي ف يرجع وقت مايرجع
أومات فريال برأسها بايجاب وهي تستكين بين ذراعيه الذي لطالما كانا موطنها وأمانها من أي شيء ليمر دقائق أخري ويشعر شاكر بانتظام انفاسها دلاله علي انها ذهبت بثبات عميق ليزيل بأصابعه بقايا عبراتها من فوق وجنتيها ويغلق الضوء ويعدل من جلسته لتمر دقائق اخري ويذهب هو الآخر بثبات عميق
* * *
اسند ظهره علي المقعد أمام النافذة المطلة علي البحر وهو يلتقط الهاتف ليجيب علي الاتصال الوارد قائلا :.
- هاا قولي عملت اي ادتها المفتاح
أجابه المدعو أسماعيل وهو يتمتم قائلًا :
- اه ياباشا كله تمام ..بس
اعتدل مالك في جلسته وهو يهتف بحدة بعض الشيء قائلًا :.
- بس أي أنطق؟
أومأ اسماعيل بذعر كأنه يراه من صراخه الحاد عليه ليهتف بتلعثم قائلًا :
- م..مفيش ياباشا هي بس سألتني علي حضرتك و..و
اصم صراخ مالك الحاد أذن الرجل حين هنف قائلًا :
- و أي ماتخلص هو انا هسحب الكلام منك
اجاب اسماعيل سريعًا خوفًا من بطش سيده
- شكلها يابيه زي ما يكن تعبان او مريض فيها حاجة ،ووشحها كان دبلان اوي كدا وخسيت اكتر عن زمان ،، وو كمان لما فتحت كان كان شكلها بيبتسم
بس لما لاقتني زي ماتكون شافت عفريت كدا وقلبت وشها ،ولما سالتني عن حضرتك وانا قولتلها معرفش قفلت الباب ف وشي ..بس يابيه دا كل اللي حصل
اوما مالك برأسه عدة ايماءات بسيطة وهتف قائلًا :
- خست ولا مخستش يخصك في اي وتبص عليها لي اصلا عينك لو لمحتها في مرة بتبصلها هطلعهم من مكانهم فاااهم ..وحسك عينك حد يعرف انك كلمتني او اتواصلت معايا تنسي خالص انك تعرفلي رقم هتبقي زيك زي الباقي الرقم الاصلي بتاعي اللي كله بيكلمني عليه وبيبقي مقفول ولو لسانك نكق بحرف ب اي حاجة بينك وبين نفسك هعرف ياسماعيل وحسابك معايا هيبقي عسير اوي
- لاااا لااا يابيه انا خدامك ومقدرش اكسر اوامرك
اغلق مالك الهاتف وهو يلقيه لجانبه ويشرد فيما قصه عليه اسماعيل وعن تدهور حالتها الصحية واشتعل صدره بقوة حين ذكر اسماعيل حالتها الجسمية لكن شبح ابتسامه ظهر علي محياها حين تذكر انها اهتمت لأمره وسألت عنه ..ليقرر انهاء مايحدث ويكفي لهذا الحد فهو اشتاقها كثيرًا ويجب العودة
★★★★
- يامالك انت فين انا روحتلك الشركة كتير والبيت ومش موجود ف اي حتة فيهك طمني عليك ياحبيبي ارجوك متقلقنيش من يوم ما الزفت الورشة بتاعت البنت اللي عندك دي ولعت وانت مختفي ومحدش يعرف عنك حاجة كلمني ضروري لما تفتح فونك
كانت تلك رسالة روفيدا المسجلة لمالك لتشعره باهتمامها به وقلقها عليه لكن ما لم تنتبه عليه أنها انزلقت بالحديث وهي تترك له رسالتها الخاصة فلم يعلم بأمر الحريق سوي مالك الذي بحث حول الأمر ليعلم ذلك وبسنت ذاتها واسماعيل الذي قام باصلاح الورشة فمن أين لها أن تعلم ذلك سوي إن لم تكن هي من قام بالامر ..فهي وحدها من تقم بلف الحبل حولهااا بغبائها ويبدو أنها بدأت ان تُسطر اخر كلمات رحلتها تلك..
★★★
بعد مرور يومان كان بسنت تقف امام الورشة ااخاصة بها التي لم تتعرف عليها في البداية فقد كان ذاك الاسماعيل الذي اتي لها منذ يومان غير معالمها تمامًا لتصبح غاية في الجمال لكنها بالوقت ذاته رقيقه تشبها تمامًا وتشبه تقلباتها المزاجيه فيبدو أن مالك هو من أخبره بذلك لكن كيف لا تعلم هي حتب حين أتاها اسماعيل التهت بالحديث وأنه ليس مالك من أتي ونست تماما ان تسأاله ماذا يفعل بمفتاح ورشتها وكيف حصل عليه لكن علي ذكر مالك ارتسمت نصف ابتسامة ساخرة علي وجهها وهي علي مشارف الأسبوع الثالث لاتعلم عنه شيء ف يبدو أنه قد عاد لحياته من جديد بعد أن ظنت أنه تغير لكن ايتغير ذلك المغرور ؟
انتفضت بسنت بذعر حين شعرت باحدهم يضع يده علي كتفها لتلف علي الفور وهي واضعة يدها علي صدرها الذي أخذ يعلو ويهبط لتهتف قائلة :
- حرام عليكي ياشيخ خضتني
ليجيب الاخر قائلًا :
- انا اسف والله ياستاذة دا انا مرضتش اتكلم عشان متتخضيش كدا
تنهدت عدة تنهيدت حارة وهي تهدا من روعها لتهتف بغيظ وهي تجز علي أسنانها قائلة:
- لا وانت كدا مخضتنيش يامحمود خاااالص ،ثم انت عرفت أني هنا منين ؟
حك محمود أسفل عنقه من الخلف وهو يهتف قائلًا :
- مقصدش والله ياستاذة ،،مفيش انا عديت في البيت والحج قالي انك نزلتي
اومات برأسها لتوكزه بذراعه وهي تهتف قائلة :
- طب قدامي يابيه خلينا نشوف هنعمل اي عشان المحل يرجع زي ماكان تانيي
★★★★★
انتفضت من نومتها حين شعرت بأحدهم يجذبها من خصلاتها ويكاد يخلعها من مكانها لتهتف بفزع :
- أي دا مين
ألتفت لتواجه ظلمة عيناه وتكاد تقسم أنها تري الجحيم بهما هالها مظهره الغير مهندم وكانه اطلق الوحش بداخله لتزدرق لعابها بتوتر وهي تهتف قائلة :
- م..مالك حبيبي حمد الله علي السلامة بس بتعمل كدا لية انا عملتلك اي ،اااه
اطلقت صرخة قوية حادة شقت الجدران حين القها مالك أرضًا بعنف وهو يضع أحدي قدميه عند رقابتها بقوة وينحني بجزعه قليلًا هاتفًا :
- اديني سبب يخليني مرمكيش لكلاب السكك تنهش ف لحمك وتقطع حتة حتة .. او أني اقتلك واخلص عليكي والدبان الازرق ميعرفلكيش طريق جره
ابتعد قليلًا وهو يجذبها من خصلاتها ثانية بقوة أكبر من ذي قبل ليتابع حديثه بغل :
- وصلت بيكي الوساخه انك تولعي لواحدة بريئة في المحل اللي بتاكل منه عيش
ألقها بطول ذراعه بقوة وهو يهدر بقوة قائلًا :
- انطقي
اخدت روفيدا تسعل بقوة وهي تلهث وهي تبحث عن كذبة سريعًا لتخرج من ذلك المأزق لتهتف قائلة:
- ااااه قول بقي كدا هي مفهماك كدا وقلبتك عليا وعملت الشويتين بتوعها دول عشان تيجي تعمل فيا كدا وتبقي فازت بيكي بقي
ازاحها مالك بقوة من فوق المقعد ليجلس هو عليه واضعًا ساقًا فوق الاخر وهي اسفل قدميه ليهتف بجمود قائلًا :
- بردوا مصممة تكدبي ؟ ،ماشي همشي معاكي للاخر
ضرب مالك فخذيه وهو ينهض من فوق المقعد ويدور حول الجالسة أرضًا ليتابع حديثه وهو يهتف قائلًا :
- قوليلي ياروفي عرفتي منين اني في ورشة ولعت وانا مختفي من يومها،أصل انا لما فتحت فوني سمعت رسالتك يا قلبي ف قوليلي زي الشاطرة كدا بقي عرفتي منين؟
حين أدركت انه لم يعلم سوي بذلتها نلك بالمكالمة زفرت براحة فرغم انه غلطة الا انها صغير بعض الشيء استجمعت شجاعتها وهي تتمسك بأمل اخر لها وتهتف ببراءة مصطنعة قائلة :
- والله يامالك انت لما اختفيت كدا وقفلت فونك انا كنت بروح الشركة وسمعت م الموظفين هناك بس دا اللي حصل
بدات ملامح مالك تستكين بعض الشيء ويبدو عليه انه اصبح أهدي قليلا لتتابع هي حديثها سريعا قائلة :
- شوفت ظلمتني ازاي وانا اصلا مليش ف الكلام دا خالص وانت عارف انا اخري الموضة والازياء والاكسسوريز اي هيوصلني كدا
زفر مالك بقوة وهو يمسح فوق خصلاته ليهتف قائلًا :
- عندك حق ازاي افكر فيكي كدا وانتي رقيقة وعمر ماشوفت منك حاجة تدل علي عكس كدا ..حقك عليا تعالي
مد مالك بكفه تجاها ليجذبها تجاها بهدوء وما إن نهضت علي قدميها جذبها مالك نحوه وهو يربط علي خصلاتها بهدوء لتذوب روفيدا معه بسحر تلك اللحظة لتصرخ فجأة من الألم حين ادارها مالك و لوي ذراعها خلف ظهرها بقوة وهو يهتف بجانب اذنها بفحيح افعي قائلًا :.
- تصدقي تمثليتك الرخيصة دي دخلت عليا وصدقتها ..ااه او يمكن كنت صدقتها لو مش معايا دليل علي عملتك الحقيرة دي
تركها مالك تفرك كفها براحتها السليمة وهي تتابع حركته يخرج من جيب سرواله الهاتف الخاص به لتتسع عينها بقوة حين استمعت لمقطع صوتي يحوي خطتها كاملة مع ذلك الشخص الذي قام بها وان الورشة بمنطقة خاوية بعض الشيء سيسهل عليه مهمته لينتهي المقطع لتهتف هي سريعًا :
- دا ..دا مش انا يمالك والله اوعي تصدق دي خطة حد عاوز يوقع بينا
أبتسم مالك بسخرية وهو يهنف بشراسة مجيبًا أياها قائلا:
- حد عاوز يوقع بينا مين ياروفيدا فوقي انتي ولا حاجة اصلا بالنسبالي وانتي مش فحياتي
وضع يداه بجيب سرواله ليكمل حديثه :
- عارفة ياروفيدا هي اصلا لابساكي لابساكي لان التسجيل اللي انتي سمعاها دا انا جايبه
من شركة الاتصالات نفسها وقت ما سمعت رسالتك المسجلة
الخايبة دي اللي مش فاهم عاوزة توصلي بيها ل اي شكيت
فيكي لان بغبائك قدمتي نفسك ليا علي طبق من دهب من
غير ماتعب وباتصال صغير جالي كل تسجيلاتك اللي من ضمنها كان دا
طرقع مالك بأصابعه لينفتح الباب ويدلف اخر شخص تود روفيدا رؤيته الآن
ليخرجها مالك وهو يهتف قائلا:
- هي دي اللي اتفقت معاك
اوما الرجل برأسه وهو يهتف قائلًا :
- ايوة يابي هي دي اللي ادتني الفلوس وطلبت مني انفذ
اشار مالك بيده لرئيس حراسه باشارة ان ياخذ الراجل للخارج ليغادرا الاثنان الغرفة وعين
مالك مسلطة عليهم وما إن غادرا الغرفة ليلتف مالك بوعيد
تلك التي دب الرعب باوصالها فلا مفر امامها فعينا مالك لاتبشر بالخير ظل يقترب
منها إلي أن همس بجانب اذنها بفحيح قائلًا
