رواية المغرور والشرسة
الفصل العاشر والحادي عشر ♥
بقلم الاء محمد
جلس مالك منهمك بعد ما مر به من يوم عصيب ف اليوم حقًا
كان حافل بالمشكلات ..جلس شارد فيما يتوجب عليه فعله الآن وجده بجانبها لا يزيد
الأمر سوي سوءًا ..ظن أن الحياة أبتدت تبتسم في وجهه بعد
ما مر به بحياته ..بعد عجرفته لأول مرة يعلم كيف يكن للحياة معني وروح وبهجة !
هو يشعر وكأنه يستنزفها ..فقط يستنزف روحها طموحها
جهدها أوقاتها تفكيرها !!!!!!!
لمَّ يفعل بها ذلك أيتعمد تحطيمها ام ماذا ! وجودها لجانبها
فقط يحرقها ويحرق برائتها ! هو ولأول مرة يتعلم معانٍ كثيرة علي يدها ..حكمتها ،قوتها
،صلابتها ،ايمانها بربها انه لن يخذلها ،لا تهمل صلاتها ، عند هذا
الحد وتوقف صلاتها !!! ماذا يعلم هو عن الصلاة ! حياته لم تكن سوي العبث والجري خلف
سراب واللهو لمتع الدنيا فقط !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! هنا تعطل
تفكيره منذ متي وهو ينظر للأمور من تلك الجوانب منذ متي وهو يعنيه الأخرين !
امسك برأسه يتألم من كثرة التفكير فهو لم ينم بالأمس وحتي
الآن يجلس ويفكر وما يدور
بخلده من صراع يزيد الأمر سوءًا علي سوءه ..هنا لمعت
برأسه فكرة وكأن صوت بداخله يحدثه وكأن حتي بمرضها وغفوتها تلك تعبث له برسائل روحيه تنبع من داخلها وتتصل بروحه دون
حواجز ..وجد نفسه يذهب تجاه المرحاض ويقف أمام الماء وينظر له وكانه يفكر كيف
يبدأ بالأمر أهكذا الأمر يبدو صعبًا أم انه بالفعل كذلك !!!!! عزم أمره وبدأ بالفعل بالوضوء
بهدوء وهو يسترجع ذاكرته عندما كان يعاونه علي والده ... انخلطت عبراته بماء وضوئه وكأن الماء تتطهر منه ومن روحه وكأن
الماء لا يغسل فقط جسده بل يغسل روحه معه من الداخل
أيضًا انتهي للتو من وضوئه وغادر المرحاض وهو يقوم بفرد
سجادة الصلاة ويبدأ بالتكبير
ومع كل حرف يحاول أن ينطق به من ايات الذكر الحكيم وهو
يشعر وكأن لسانه معقود وكأن أحدهم يربطه وحتي أبسط
السور القرآنية يتذكرهاا بصعوبة بالغة ...ما الذي يحدث له الآن !!!!!
رفت جفنيها وهي تحازل فتحهما ببطء وما إن فتحتهما حتي اغلقتها ثانية من شدة الاضاءة والتي لم تعتادها بعد ..ثوان معدودة حتي كانت تجوب
الغرفة بعينيها وتستشف الامر وأين هي ..حتي وقعت عينيها
عليه وهو علي سجادة الصلاة يؤدي صلاته في خشوع ..كيف !!! كيف يحدث ذلك وماذا حدث معاها حتي الآن ..وأين هي !!!!
اسئلة كثيرة ولا يوجد أجابتها سوي لديه هو فقط ..وحده من
يستطع أن يجيب علي ذلك يجب ان تدرك ما يحدث !؟
انتهي من اداء ركعتي الذي كان يؤديهما لله وما إن وقعت عيناه عليها حتي هتف بتيه قائلًا :
- انتي ازاي كدا ؟
هزت رأسهل بعدم فهم دون ان تنطق بحرف واحد ليكمل حديثه قائلًا :.
- ازاي حلوة وبتسيبي أثر ف كل اللي حواليكي ..ازاي بتخلي
اللي قدامك يعمل اللي عاوزاها انتي من غير ماتطلبي ..ازاي
بتعلمي اللي معاكي حاجات كتير من غير حتي ماتبيني دا
..بسنت انا عارف انك بتبقي متعمدة تبين كل حاجة بتعمليها
انا مش طفل ولا أهبل عشان مفهمش حركاتك دي لكن الغريب
انك فعلا بتاثري فيا وبتغيري فيا كتير من غير ماحنا الاتنين نحس ! ..بسنت
صمت لبرهة يستجمع ما شتات حاله وان يجمع عبارته التي يريد ان يتفوه بها
- اعتبري نفسك كسبتي الرهان وانا اللي خسرته من النهاردة انتي مش محتاجة تكملي
الشهر اللب اتفاقنا عليه ..انا بحلك من اي وعود او اتفاقات بينا
وشوفي انتي عاوزة اي مقابل انك كسبتي ودا هيبقي ملوش
دعوة بالورشة واللي حصل دا غير دا انا اسف علي كل حاجة ومش هظهر قدامك تاني
ولا كانك عرفتي واحد اسمه مالك الراشد
هم ان يغادر لتلتقط كفه قبل أن يغادر ولأول مرة تبدا هي بذالك لهتف قائلة :
- هو اي اللي حصل بالظبط وانا هنا لية ..وانت فيك اي مالك انت كويس؟
- المرة الوحيدة اللي كنت فيها كويس جدًا
تاملته برجاء وهي تخبره أن لا يتركها فما ترفض أن تبوح به عيناها تفضحها وتخبره بكل ما يدور بداخله ..
- ممكن تحكيلي طب اي اللي حصل وانا جيت هنا لية لاني مش فاكرة
جذب مالك المقعد لجانب الفراش وجلس بهدوء وعلي ما يبدو أنه الهدوء ما قبل العاصفة..
- اللي حصل ياستي أنه........
Flash back
*****
- مش مصدقة ياشاكر ان رجعت اخيرًا
قهقه شاكر عااليًا وهو يجذبها من يدها لجانبه ويهتف قائلًا :
- أي يافيري ياحبيبتي هو انا كنت خاطفك
تأملته بحب وملامح عاشقة وهي تشبك يدها لداخل يده كمراهقة لم يتجاوز عمرها
ال16 عامًا وكأنها ليس زوجة وام لشاب ناضج
- وأي الجديد مانت طول عمرك خاطفني سواء جوا مصر او براها
غمز شاكر بعيناها اليسري وهو يهتف قائلًا :
- اي يافيري هانم ناوية تنزلي الملاعب تاني ولا اي
وكزته بصدره لتهتف بغضب مصطنع قائلة :
- وانا كنت سبتها اصلًا عشان ارجع انزلها ولا انت مبتشوفش ولا اي
- لا بشوف ياحبيبتي متتعصبيش كدا عشان بتحمري هاا
- مين قال الكلام دا انا محمرتش !!
اقترب منها وهو يطبع قبلة سريعه فوق وجنتها ليهتف بمشاكسة قائلًا :
- كدا هتحمري
اشتعلت وجنتيها بحمرة قانية لتهتف بارتباك قائلة :
- الله يخرب بيتك ياشاكر اي الاي هببته دا الناس تقول اي علينا عاجبك الفضايح دي يعني ..
اقترب منها وجذبها لداخل أحضانه وهو يهتف :
- محدش لي حاجة عندنا ولا انتي مفكرة نفسك كبيرة يافيري هانم ..
غادرا الاثنان سويا المطار وسط مشاكسات شاكر التي لم تنتهي وتغزله بزوجته
وارتباكها وخجلها كأنه المرة الأولي التي تتعرض لذلك الموقف وكانهما مراهقان وليس زوج وزوجة وبينهما أبن ..
******
بدأت يتأفف بملل فهو منذ ما يقرب من الساعتين وهو يبحث عن مبتغاها فهي كلفته لشراء أحدي الهدايا الثمينة لصديقتها
ولكنها لم تحدد لتصعب علي ذاك المسكين رحلته ليظل علي
حاله يدلف للمحل ويخرج كما دخل فكل ما يصوره ويبعثه لها لا يعجب تلك الشقية والتي
يطلق عليها "بلوة حياته" هو كان يعلم أنها ستوقعه بالمتاعب لكنه لا يتحمل أن يحزنها او
يري دموعها فوق وجنتيها وهي تستغل ذلك لصالحها ليطرأ بالأخير علي الموافقة علي طلبها السخيف ذلك !!
التقط هاتفه وهو يجيب قائلًا :
- بقولك اي بقي اهو دا اخر محل انا هدخله ولو ملقتش في حاجة انا همشي لان عندي شغل
- يوووووه بقي انت كل مكالمة هتصل عليك تقولي كدا مكنوش ساعتين هما ياعمار وبعدين مكنتش حتة هدية !!!
- ياسلام ولما هي حتة هدية منزلتيش لية يابرنسيس انتي تشتريها بدل ماقرفاني كدا
- والله ياعموري ياحبيبي اتزنقت في الوقت واضطريت بقي معلش ..يلا هقفل بقي
عشان معطلكش ...س ..سلام سلام
ولم تنتظر أجابته بل اغلقت علي الفور حتي لا يعارضها او يزمجر بوجهها وتصبح بمزقف لا تحُسد عليه ..
نظر عمار للهاتف وهو يهتف قائلًا :
- ااه ياجزمة ...ماشي لما أجيلك
وضع الهاتف بجيب سترته وهو يدلف لداخل المحل
- لو سمحتي ياأنسة كنت محتاج مساعدتك بدور علي هدية تكن شيك وقيمة كدا
ألتفت جميلة له وهي تهتف ببسمة قائلة
- تحت امر
قطعت جملتها واختفت بسمتها وهي تنظر بوجهه وتهتف قائلة :
- انت !!!
- انتي !!!!!!
هتف الاثنان معًا
- بتعمل/ي اي هنااااا
هتفت جميلة بثقة قائلة :
- انا بشتغل هنا انت بقي بتعمل اي
وضع عمار يداه بجيب بنطاله وهو يهتف :
- انا بقي بشتري من المحل اللي انتي شغالة في داا !!!!!!!!!!.. فين بقي اللي مشغلك ؟
نظرت جميلة أرضًا ثوان ثم رفعت وجهها وهي تبتسم بثقة وتهتف قائلة :
- اامممم اللي مشغلني ..نسيت اقول ان المحل بتاعي اصلا أامر ؟!
لم يتوقع اجابتها تلك لكن ع العكس لم يتذمر بل اتسعت ابتسامته أعجاب بثقتها ليهتف قائلًا :
- وماله ..المهم هتعرفي تساعديني ؟
- نجرب ؟
- ميضرش
بدأ يقص عليها ما يريده من مواصفات مميزة للهدية التي تحتاجها شقيقته ومدي
اهمية ذلك ،،انقضي بعض الوقت وهي تريه بعض الاشياء
الخاصة والمميزة التي ابهرته بذوقها الرفيع ويبدو أنها تهتم
اهتمام خاص ف ما لديها لم يراه بأي محل آخر بالمول ..
*******
Flash back
تقبل مالك الامر وهو يمتص نوبة غضبها تلك وفضل عدم
الحديث الآن لحين تصبح بحالة أفضل لكنه لاحظ سكونها وارتخاء قبضتها من حوله
وهم أن يراها ليعلم علي الفور أنها فقدت وعيهااا كاد ان يحملها ليُفتح الباب علي مصرعيه ويدلف اخر شخص كان يود مالك أن يراه امامه الآن ..
هتفت روفيدا بغيرة وحقد واضحين وهي تري بسنت بين احضان مالك :
- اي يامالك بي انتو في شركة ولا ديسكو هنا
لم يجيبها مالك بل وضع يد أسفل ركبتيها والأخري اسفل
ظهرها ويحملها ويغادر سريعًا فمنذ حالة انهيارها تلك وهرب
الدماء من عروقه من كثرة القلق عليها ليصبح همه فقد
الاطمئنان عليها وماذا حدث لها ..
بعد مغادرة مالك دلف اخدي موظفي الشركة ليهتف قائلًا :
- انسة مالك بي بيبلغ حضرتك أن ياريت تستني برا
- استني برا ؟
- هو الحقيقة مقالش تستني برا هو بلغني ان اقولك انك تطلعي برا وياريت برا الشركة كلها
أحمر وجهها غيظًا وغضب من بجاحة موظفيه كسيدهم بالضبط والتقطت حقيبتها وغادرت كالثور الهائج..
في المشفي
يجلس مالك امام غرفة الطواريء ينتظر خروج الطبيب وقد تلفت أعصابه تمامًا خلع
سترته وألقها لجانبه وبدأ يتحرك يمينًا ويسارًا بحركة مبعثرة إلي ان خرج الطبيب وهو يعدل من وضع السماعة ليهتف بعملية قائلا :
- مخبيش عليك يامالك بي حالتك مش مستقرة كان عندها انهيار عصبي حاد وكمان
ضغطها كان عالي بصورة مش طبيعية أنا ادتها أبرة عشان
تنزل ضغط وعلقتلها محاليل تغذيها وفيها مهدئات واحتمال كبير متفوقش قبل بكرا الصبح او الضهر بااكتير وانصحكم
أن لو في اي مشاكل او ضغوطات نفسية تبعدوها عنها لان المريضة لو اتعرضت للي
حصل تاني دا مقدرش أضمنلك نتيجتك ممكن تبقي اي بصراحة وفي خطورة عليها .... هي المريضة تقرب لحضرتك اي
رمقه مالك بنظرة حادة قوية دون أجابة ليبتلع الطبيب ريقه بتوتر ويعنذر منه للمغادرة
فورًا قبل أن يفتك ذاك المالك به لكن ما العيب في سؤاله
ولما قابل سؤاله بتلك ! أيمكن يكن ذاك في حالتها ؟ أيبلغ الشرطة !؟ لالالالا لا يجب انت يتدخل فيما لايعنيه..
دلف مالك لغرفتها وهو يتأمل ملامحها الساكنة للمرة الثانية يراها وهي راقدة بتلك
الوضعية ..أخذ يتأمل ملامحها الهادئة ،لأول مرة ينتبه لجمالها هي وحدها قادرة أن تغير معايير الجمال لديه وتاخذ معايير
جمال خاصة بها وحدها ف علي يدها اخترعت مقاييس جمال غير التي تعود مالك عليها ..
التقط كفها وأخذ يملس علي خصلاتها بهدوء
وهو يدعو لها هو لا يعي ما يفعله هو فقط ينتبه أن لسانه يردد تلقائيًا !!!!!
خرج من حالته تلك علي رنين هاتفه
- في أي ؟
استمع للطرف الآخر ليضيق عينيه وهو يضغط علي كفها دون أن يشعر
- يعني الورشة اتحرقت ومحدش عارف السبب ! تمام اقفل انت دلوقتي وخليك مستني مكالمة مني مفهوم
اغلق الهاتف علي الفور لتقه عيناه علي قسمات وجهها المنكمشة وكأن تعاني من شيء ما ..أنتبه اخيرًا لكفه الذي يشدد علي كفها وكأنها ستهرب
من بين يديه ..هب مالك واقفًا ليغادر الغرفة حتي يحضر قدحًا من القهوة ليستطع ان يجلس لجانبها حتي الصباح ..
Back
- يعني كل دا يامالك عشان تقول اغمي عليكي وجيبتني هنا ! ،ولا حصل حاجة تانية وانت مش راضي تقولي
- هيكون حصل اي يعني دا اللي حصل لا اكتر ولا أقل انا هقوم اشوف الدكتور عشان نطمن عليكي وبعد كدا هروحك
اومأت برأسها بهدوء من تغيره المفاجيء لكنها تعلم ان الأمر بداخله شي مخفي وعليها ان تكتشفه ..
******
تضغط علي قبضتها بقوة وهي تهز ساقها بتوتر وتغرز أظافرها بهم فما خططت له لم يكن
بصالحها هي بل ان ما فعلته لم يخدم سوي تلك التي بحياته !!!!!!!!!!!!!!!!
- حرقتلها الخرابة اللي شغاله فيها ف وبدل ماتتلهي فيها راحة تجري للصدر الحنين
واحضانه وبدل ما انا اروح
والهيه عنها القيها سبقتني لا وف
حضنه كمان !!!!!!!!!! ماشي ماشي يامقشفة انا هعرفك أزاي تبوصي لحاجة مش
بتاعتك تاني مرة أما وريتك ...اما انت بقي
يامالك بيه ف حسابك تقل معايا اوي بس الصبررررر الصبرررررر حلو ..
انهت عبارتها وهي تنظر امامها نحو الفراغ وتشرد في المستقبل وما تنوي أن
تفعله لتربح معركتها فهي لن تقبل بالهزيمة يومًا لذلك لن تتنازل في هذة الحرب بالتحديد..
