رواية أزواج ممزقة الفصل الخامس عشرعشر15 بقلم قمر فتحي


رواية أزواج ممزقة 

 الفصل الخامس عشر


رشا: انتى ايه الي رجعك ثاني

ريحانة بفزع: رشا 

رشا بعدم رضا:امم راجعة ليه 

ريحانة: هي مش دي شقة ماما ندى

رشا بصدمة:ماما ندى!!  اوعى تكوني انتى مراة ابنها الي رمتها في الدار

ريحانة بنفي: لا مش انا بس بزورها كثير وبحبها 

رشا بحنو: يعني انتى معرفة الحاجة ندى

ريحانة بدهشة: انتى بتتحولي ازاي 

رشا بضحكة: يوووووووه لسه ياما هتشوفي جنان

ريحانة بابتسامة: انتى اكيد مجنونة

=======


في الكويت


انا صفيت كل الشغل الي هنا يومين بالكثير وهنرجع مصر ان شاءالله 

اشرف بفرحة: بجد يا ابيه 

رمق اكرم هاجر الجالسة بصمت بنظرة لوم والم واردف

اكرم بجمود ظاهري: اه عمو عز الدين شافلي عروسة ولازم انزل 

شريف: عروسة!!

شعرت هاجر بغصة ومهانة فهاهي نتيجة مااقترفت 

هاجر بخفوت: عن اذنكوا 

ونهضت هاربة الى غرفتها او بالاصح منفاها فمنذ ما حدث اخر مرة بينها وبين زوجها انتقل الى غرفة اخرى ولم يعد يحادثها الا اليسير لكنها راضية بعقابه ولكن ان يتزوج غيرها هذا مااشعل النار بقلبها وشعرت بعظم عباراتها له سابقا حين كانت تطلب الطلاق للزواج من غيره

فهل سيفعلها اكرم حقا؟

======


في شقة ولاء


غاصت ولاء في ذكرياتها الاليمة


ولاء بشرود : كانوا اخين يوسف وياسين مرتبطين ببعض جدا وبيحبوا بعض اوي

كبروا سوا واتجوزوا سوا بيوم واحد

يوسف ربنا رزقه بالذرية وبقا ابو وليد 

بس ياسين ربنا ماارادش كشفوا كثير واخدوا علاج اكثر بس مفيش فايدة 

وتحمل مراة يوسف ثاني بس في توام 

يوسف قلبه وجعه على اخوه فوعده انه يديه واحد من التوام 

اه عادي اصلها بتحصل بدل ما يتبنوا طفل مايعرفهوش قالوا بنت اخونا اولى 

طنط خولة لما عرفت طارت من الفرحة بس بعدها بيوم انطفت الفرحة دي 

اه انطفت لما عرفت انها حااامل 

وعدت الشهور وولدت ام وليد وئام قعدت لاهلها وولاء كانت من نصيب عمها 

وبعدها باربع شهور جه مروان 

اكيد فهمتوا دلوقتي ان وليد و وئام عاشوا حياة سوية وسط امهم وابوهم 

ومروان بردو زايد الدلع عشان الطفل الوحيد 

قعدت بس ولاء مشتتة شويه هنا وشويه هناك 

كانت بتتعب من قسوة مراة عمها عليها الي دايما بتقدم ابنها فـ كل حاجة 

صهيب تحت تاثير الصدمة: طب ليه اهلها مااخذوهاش

ولاء بمرارة: عشان عادات عقيمة بماانهم ادوا كلمة انه ياخدها يبقى ياخدها مينفعش ترجع 

تابعت بحنين: بس عمو و مروان كانوا حنينين اوي عليا 

كان اخويا بجد والي اعرفه ان طنط خولة رضعتني معاه عشان تعبت وكانت مناعتي ضعيفة

وليد بلين حازم: ولاء انتى اختي انتى مسؤولة مني انا 

بابا قبل مايموت وصاني عليكى بابا بيحبك يا ولاء 

ولاء بتنهيدة: وقت العطاء فات يا وليد انا بنيت نفسي لوحدي وتعلمت كل حاجة لوحدي 

تابعت بصوت متهدج: انا حتى بشوف فيديوهات لينا واحنا صغيرين 

طنط خولة كان كل اهتمامها بمروان مشيت لوحدي اتكلمت لوحدي وكبرت لوحدي 

كل حاجة لوحدي وخلاص مش عايزه حد معايا 

عز الدين بشفقة: هوني على نفسك يا بنتي وبلاش تقسي على الناس الي بتحبك وعيشي المستقبل وانسي الماضي 

ولاء بشرود: مروان كان حنين اوي كان ملتزم وقريب من ربنا لحد اما ربنا ابتلاه عمل حادثة وبقا مشلول اتقلب 180 درجة بقا طول اليوم بيشرب نصحته كثير قولتله ده ابتلاء ولازم يرضى و يصبر 

بس قالي انه بيشرب عشان ينسى عجزه ينسى حالته 

كان ضعيف استسلم للشيطان بدل مايتاقلم ويعيش حياته 

الالعن من كده انه بقا يشوفني بشكل ثاني مابقتش فـ نظره اخته وبقا عايزني زوجة 

كور صهيب قبضته بغضب: كفاية كده يا ولاء

ولاء بدموع: مالباقي تعرفوه خلاص 

عن اذنكوا

وليد بلهفة: ولااااء

صهيب بهدوء: معلش سيبها تهدى شويه


وغادر كل الى وجهته بصمت وصدمة 

=======


في شقة الحاج محمد


منذ ذلك اليوم وهي تعيش حالة رعب لم تسبق ان شعرت بها 

وكانها محكومة بالاعدام وتنتظر التنفيذ باي لحظة 

اما هو فكان يجلس جانبها يحتسي الشاي بهدوء

الحاج محمد: مالك يا سناء من يوم ما تيماء تعبت وانتى مش على بعضك

سناء ببرهة: هاه لا لا عادي يا حبيبي مفيش حاجة 

الحاج محمد: طب ماروحتيش تزوريها ليه

سناء بتوتر: اصل ااا اه اه ...

قاطعها صوت تعرفه جيدا لكن بلكنة جديدة غريبة عليها

مازن بغضب مكبوت: وهو الواحد بيقدر يمشي في جنازة الي قتله 

الحاج محمد: مازن ابني

ايه الي رجعك 

ليه ماقعدتش جنب مراتك دي محتاجالك جنبها ياابني

مازن بغضب: جاي اسال امي ليه عملت كده 

اقترب منها 

مازن بصراخ: ليه عملتي كده يا ماما ليه عيشتيني مذلول وانا فاكر نفسي مابخلفش ليه؟

رمقاه باذبهلال

الحاج محمد بصدمة: ابه؟

ماتوضح كلامك ياابني

مازن بغيظ: حاضر يا حاج حاااااضر 

تحب تعرف الي حصل؟ 

الي حصل ان مامااا المصون اتفقت مع دكتور رخيص زيها 

صفعه الحاج محمد بشدة 

الحاج محمد بغضب: اخرس .. اخرس واوعى تغلط في امك 

مازن بقهر: ماما الي بدافع عنها دي اتفقت مع دكتور يديني تحاليل غلط بتقول اني عقيم وكانت بتدي لمراتي موانع حمل على اساس انها مقويات 

سناء بفزع: لا لا انا ماعملتش كده والله ما عملتها 

تابعنف مازن بالم: اخر حاجة عشان تتخلص من مراتي الي بتخدمها برموش عيونها والي كنت باجي عليها عشان خاطرها اجرت واد صايع عشان يدخلها ويعتدي عليها وتخرج من هنا بفضيحة 

سناء بتسرع: لا مااتفقناش ياذيها نبهت عليه مايقرب...

بترت عبارتها وهي ترى زوجها قد تغيرت نظراته بين الصدمة والغضب 

مازن بعصبية: بس مراتي حاامل وسقطت بسببك 

خسرت ابني الي استنيته سنين بسببك 

انتى قتلتي ابني 

قتلتيني 

ومش هسامحك 

التفت الى والده وتابع 

مازن بقوة غريبة عنه: كفاية اوي كده يا حاج مش هسمح ان تيماء تبقى فرحة الثانية 

الحاج محمد بترقب: يعني ايه 

مازن بحزم شديد: يعني من النهارده تنسوا ان ليكم ولد اسمه مازن 

القى قنبلته وغادر مسرعا وترك خلفه زوجان على حافة الهلاك!

=======

 

في شقة قاسم 


فـــــلاش بــــــاك


الحاج محمد: انا اتجوزت يا فرحة 

فرحة بصدمة: ايه!! ليه يا حاج وانا قصرت معاك فـ ايه يعني 

الحاج محمد بقسوة: ماجبتليش الولد الي عايزه بس اجوزت الي جابته 

فرحة باذبهلال:ايه!!

الحاج محمد بتأكيد: ايوا تجوزت من مدة وحملت وولدت وجابت ولد 

جابت ولد يا فرحة وانا وعدتها لو جابتلي الولد هعلن جوازنا واسكنها هنا في شقتي فـ شقة الحاج محمد السيوفي

فرحة ببكاء: طب وانا يا حاج 

الحاج محمد: هسكنك في الشقة الي فوق انتى بردو ام بنتي .. ام سديل

_____


سناء بغضب: اقسم بالله يا محمد وانا مابحلفش كذب ان رجلك عتبت شقة الي اسمها فرحة دي لاكون رايحة وواخده ابني معايا ومش هتشوفوا بحياتك وانا اقدر واعملها

الحاج محمد: ليه بس ياام مازن دنا حتى بروحلها مرة في الاسبوع جبر خاطر واحيانا مابروحش اصلا

سناء بغرور: هو ده الي عندي

الحاج محمد بقلة حيلة: الي تشوفيه يا ام مازن 

سناء بغطرسة: كل حاجتها ومحتاجاتها تديهوملها من على الباب اوعى تدخل جوا 

الحاج محمد بقلة حيلة: حاضر ياام مازن المهم ماتزعليش انتى 


عودة للوقت الحالي 

سديل بدموع: وشاء ربنا انه وقتها يحملوا لتنين فـ سيرين وسهى 


 ومن ساعتها انا تيتمت مابقتش تسمحلي حتى اقول يا بابا 

عمري مااحتجته ولقيته جنبي حتى لما يحتاجوه في المدرسة كان عمو ابو قاسم هو الي يروح

هديل ببكاء: وده جزاة عمك تخربي بيت ابنه؟

سديل بمرارة: اه نسيت ماقولتلكيش ان الحاج محمد اخذ ورث امي من اهلها وكل ذهبها عشان يفتح بيهم الورشة يعني كل العز الي هو فيه بفلوس امي يعني فلوسي انا واختي 

وماكانش في حل قدامي غير ده لازم ارجع حقنا 


عموما يا هديل انا فترة فـ حياتكوا بعدها لو قدرتي تسامحي قاسم يبقى مبروك عليكى

هديل بغضب مكبوت: انا ازاي ماشوفتش السواد الي جواكى ده قبل كده

سديل ببرود: بالراحة على اعصابك يا حبيبتي 

احنا بردو ضراير ولسه مشوارنا طويل مع بعض 

هديل: انا هقول لقاسم عن كل حاجة وهتشوفي هيعمل فيكى ايه يا حقيرة

اي كان الي عشتيه مايديكيش الحق تظلميني تجرحيني توجعيني تذبحيني وانا ماليش ذنب

سديل ببرود: احكيله لو صدقك يبقى برافو عليكى يا قطة 😘

=======


في مكتب المحامي مدحت ناجي

حفصة: عايزاك تكلمه بخصوص الطلاق

مدحت: اهدي يا بنتي طلاق ايه ده بس 

حفصة بدهشة: هو ماينفعش عشان حامل 

مدحت بابتسامة:  ثبت عن حبيبك النبي ﷺ أنه قال لـابن عمر لما طلق امرأته في حيضها، أمره أن يمسكها حتى تحيض ثم تطهر، قال: "ثم ليطلقها طاهراً أو حاملاً"

يعني مفيش مشكلة فـ طلاق الحامل بس نحاول نعمل جلسة صلح و...

قاطعته بحزم: ارجوك يا عمو مفيش حل غير الطلاق ومش قابلة غيره ياريت تكلمه بالحسنى ولو رفض هخلعه ومتنازلة عن كامل حقوقي مش عايزه حاجة غير ابني وبردو مش هحرمه من ابنه يقدر يشوفه وقت ماهو عايز 

عن اذنك يا عمو

مدحت بقلة حيلة: اتفضلي يا بنتي


خرجت من مكتب المحامي بضيق شديد ظلت تسير وهي شاردة الى ان اصطدمت بشخص ما

حفصة بفزع: انا اسفة 

وسارت نحو الخارج بخطى شبه راكضة بينما ظل هو يراقبها من بعيد لا يستطيع رفع نظره عن طيفها 

.....:  هي دي انس ولا ملاك 

استغفر الله يا رب ايه الي انا بعمله ده خليني ادخل لمدحت واشوف انا جاي فـ ايه احسن 

=======


تيماء بتعب: مازن انا مظلومة مازن مازن مااااازن

سهى: تيماء اصحي حبيبتي اصحي انتى كويسة

احتضنتها تيماء ببكاء: فين مازن هو صدق عني الي حصل 

انا والله مش فاهمة حاجة 

سهى: اهدي يا حبيبتي اهدي المهم صحتك

تيماء ببكاء: ارجوكى خليه مايطلقنيش انا ما عملتش حاجة


في ذاك الحين دلف مازن وعلى ملامحه الحزن والتعب وكان سنون عمره قد تضاعفت.. سار نحوها بخطى مترددة وعيون دامعة بينما رمقته هي بخوف وترجي وامل 

فانحني الى مستواها 

تيماء باستعطاف: مازن

امسك يدها ورفعها الى شفاه .. قبلها بحب والتفت اليها

مازن بصوت متهدج: سامحيني سامحيني يا ملاكي 


حينها ابتسمت سهى برضا وانسحبت بهدوء وقد اطمئنت على تيماء

=======


في دار الرعاية بالمسنين


رشا: عاملة ايه يا طنط ندى 

لا رد

رشا بحزن: مش هتردي يا طنط 

قالولي انك بتكلمي مع واحدة بس من الي بيجولك 

هي عندي دلوقتي

حركت ندى راسها الى رشا واردفت

ندى بصوت ضعيف: خدي بالك عليها

دي بنتي

رشا بحنو: اطمني يا ماما فـ عينيا 

ردت ندى بابتسامة بسيطة فعلمت رشا انها لن تنطق بالمزيد فغادرت بهدوء وهي مصممة على معرفة قصة تلك الريحانة

=====


انا هجنن يا بابا هجنن مش عارف الهانم راحت فين 

كانت تلك عبارة صهيب الغاضب التي القاها على مسامع والده

اتاه الرد من شقيقته التي دلفت للتو من الخارج

حفصة ببرود: للاسف ريحانة ضعيفة قررت الهروب بدل المواجهة 

ياريت تطلقها بسرعة اكرملك عشان الي اتكسر جواها مستحيل هيتصلح

وغادرت الى غرفتها بسرعة كي لا تنهار امامهم 


بغرفة حفصة

ارتمت على سريرها باكية: ليه يا ايهم ليه ليه عملت كده ليه ذبحتني ليه ليه لييييه 

=======


رشا بشهقة: نهاره اسود امنيل على دماغه المخفي ده 

وانتى عملتي ايه يا اختي

ريحانة بضيق: رحت شفتها

رشا بحماس: هاااا والعلقة كانت جامدة؟

ريحانة بعدم فهم: علقة ايه

رشا بنفاذ صبر: الي اديتيهالها مش قولتي رحتي تشوفي ضرتك

ريحانة ببراءة: بس انا ماضربتهاش

رشا باستنكار: ما ايه يااختي!! 

يا فرحتي بيكى يا ريحانة يا موكوسة 

امال شفتيها عملتي ايه يااختي

ريحانة بحزن: حبيت اشوف الي اختارها عني

رشا بغيظ: تلاقيها واحدة صايعة لفت عليه

ريحانة بهدوء: لا كانت شبهي يعني هادية وواضح انها بنت ناس ومحترمة وده الي وجعني عشان تاكدت انه اختارها ونقاها مش مجرد نزوة

رشا بتنهيدة: هقوم اعملك لقمة تسندي بيها طولك واجي نخمخم هنعمل فيهم ايه على رواق

=======


اخيرا عادوا الى ارض الوطن استنشقوا هواء بلادهم ومع ذلك النفس حاولوا اخراج همومهم 

فهناك من ينتظره مستقبل يامل ان يكون كما تمنى ومنهم من حاول اخراج مخاوف وهواجس باتت جليسته الوفية ومنهم من حاول نسيان ما سيقدم عليه وهل سيظلم احدهم ام انه على صواب؟

=======


طرقات على باب شقتها سارعت بفتح الباب فراته امامها 

ظلت ترمقه بدهشة وريبة فاخرجها من دهشتها بصوته الرخيم

الحاج محمد: ممكن ادخل يا فرحتي؟ !!

                الفصل السادس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 



تعليقات



<>