رواية لاتتحدى الصقر الفصل الثاني والعشرون22بقلم اسماء عبد الهادي


رواية  لاتتحدى_الصقر 

الفصل الثاني والعشرون


تم إجراء العملية لكل من مودة وياسمينا ونقل كل منهم لغرفة خاصه بداخل المركز

__

فى غرفه مودة 

التفت الفتيات حول مودة الغائبة عن الوعى بفعل المخدر؛يطمئنن عليها .

فى حين انتظر بلال وايمن بالخارج 

والصقر يحادث الطبيب يطمئن على صحة مودة

عرفه_الحمد لله العملية تمت بنجاح ومدام مودة هتفوق خلال ساعه ان شاء الله ،المطلوب بعد كده الراحه التامة فى السرير لمده ٣شهور على الاقل مع التغذيه السليمة

صقر_الحمد لله رب العالمين ،شكرا لحضرتك يادكتور، بإذن الله هعمل اللى حضرتك بتقول عليه

____

تم نقل مودة إلى بيتها وكانت مريم وهنا تهتمان بها وتقومان على كل ما تحتاجه وكذلك صقر رغم إنشغاله بعمله إلا أنه كان يهتم بزوجته ويقوم على راحتها دائما 

اما ياسمينا 

فانتقلت إلى فيلا خالتها فيرو ،ومعها الممرضه الخاصه بها التى تقوم على خدمتها 

___

بعد يومان 

كان صقر يتحدث مع بلال فى الرواق المؤدى لشقتيهم 

استند صقر على سور الرواق  _معلش يا بلال ،أنا عارف إننا اخدنا منك مريم وشغلناها عنك ،معلش ياصاحبى ،انت عارف مودة محتاجاها الفترة دى


بلال بجديه_انت بتقول إيه يابنى ،أنا عارف كل ده ومفيش عندى اى مشكلة ،مودة زى اختى بالظبط ربنا يقومها بالسلامة ويقر عينيكم بالطفل اللى تتمنوه


صقر بإمتنان_حبيبى يا بلال،وانت كمان ،ايه مش نفسك تجيب كتكوت صغير كده


ضحك بلال _ بإذن الله لما ربنا يريد ،مستعجل على إيه يابنى ،خلينا نعيش لينا يومين قبل الزن والعكننه بتاعة العيال 


رفع صقر حاجبيه_إيه ده انت من النوع ده ،لا ياباشا أنا نفسى يكون عندى اطفال كتير يملوا البيت زن ونقار مفيش عندى مشكلة أبداً 


بلال_لا يا حبيبى مع نفسك ،أنا ناقص وجع دماغ


صقر وهو يحك ذقنه_غريبه رغم إنك وحيد زى حالاتى ففكرتك هتحب العزوة 


بلال _الظاهر إنى اخدت على الوحدة ،كفايا عندى مريم ماليه ليا حياتى ....


فى هذه الاثناء كانت فاتن قادمة لمريم من أجل ابتزازها مرة أخرى وتجعلها تتنازل عن كل إرث بلال إذا كانت حقاً تزوجت او تنوى الزواج من يحيى صديق صقر 

لكنها شاهدت شيئاً جعلها تتصنم محلها واضعه يدها على فمها ،كيف هذا أبلال على قيد الحياة ،كيف ذلك هو ميت منذ ٣سنوات ،فركت أعينها بيدها عدة مرات ومن ثم حملقت به لتتأكد من أنها لا تتوهم 

لمحها هو فقال مبتسماً _عمتو فاتن!! اهلا بحضرتك ،اخبارك إيه ؟(هى زوجة عمة لكنه يناديها هكذا احتراما وعرفانا لها على إيواءها إياه فى بيتها بعد موت والديه)


نظرت إليه فى خوف وزعر وكادت أن تسقط أرضا من الصدمة ،إلا أن بلال أمسكها فى اللحظة المناسبة وقال باهتمام_عمتو ،خدى بالك ،إنتى كويسه!!!


لكنها نظرت له بصوت مهزوز ويد مرتعشه_ببب..بلال إنت عايش ...إزااى 


ضيق بلال عينيه_عايش إزاى يعنى مش فاهم !


فاتن وهى تنظر لصقر وتشير لبلال_ده بلال ولا مين ...إزاى بلال عايش ..أمال مين مات من ٣سنين 


بلال بإستغراب_حضرتك بتقولى إيه بس يا عمتو ،مين اللى مات و٣سنين إيه أنا مش فاهم حاجه 


لتصيح فاتن بصقر بنفاذ صبر_أستاذ صقر فهمنى،مين ده ،بلال مات من زمان 

نظر بلال إلى صقر ينتظر رده ،لانه لا يعى شيئاً مما تقوله فاتن _اتكلم يا صقر ،هوا فين إيه ،أنا كنت ميت ازاى يعنى 


أخرج صقر يده من جيب الجاكيت الذى يرتديه وقال متنهداً _ممكن تهدوا وهفهمكم كل حاجه


فاتن وهى كادت أن يطير عقلها_ياريت أنا هتجنن 


صقر موجهاً حديثه لبلال_بلال إنت لما انضربت بالنار دخلت فى غيبوبه طويلة والدكاترة مكانوش عارفين انت عايش ولا ميت ،لدرجه ان الكل قال عليك خلاص مت 

فتح بلال فمه غير مصدق ما يقوله وقال بصدمة وشرود_ إنت بتقول إيه!!!!

نظر صقر إلى فاتن _والحمد لله ربنا كتبله عمر جديد وقام تانى لسه من كم يوم ،ومحدش كان مصدق ان ده ممكن يحصل 

لم تستطع فاتن أن تستوعب ما تسمعه فنظرت إلى بلال بأعين مرتبكه وابتلعت ريقها ومن ثم قالت وهى تتبعد عنهم _أاا.....انا لازم أمشى عن اذنكم .


لم يهتم بلال برحيلها فما يسمعه لا يصدقه عاقل أبدا وقال لصقر بزهول_أنا فضلت فى غيبوبه ٣سنين ياصقر!!! ليه مقلتليش؟


تنهد صقر_انت عارف انى انشغلت فى عمليه مودة ،أنا آسف 


بلال بضيق _وليه قلتوا عليا مت!!!


صقر_بلال أنت عارف ليه بدير ضربك بالنار ،مكانش ينفع أقول انك فى غيبوبه فيجوا ويخلصوا عليك تانى للأبد ،إضطريت إنى اقول للكل إنك مت علشان أحافظ عليك لحد ما تقوم تانى كان عندى أمل تفوق وترجعلنا واهو الحمد لله إنت واقف معايا دلوقتى.


هز بلال رأسه بزهول وعاد خطوة للخلف ماسحاً شعره بيده ،وضع صقر يده على كتفه_روق يا بلال الحمد لله انك رجعت وسطينا تانى ،متفكرش فى حاجه تانيه 


..لم يشأ صقر أن يخبره بشأن فقدان ذاكرته ولا بحالة مريم طوال الثلاث سنوات الماضيه ،يكفى عليه صدمته تلك


فتحت مريم الباب وهى تقول _انتوا واقفين هنا يا أبيه ،مودة كانت قلقانه عليك وبتسأل إتأخرتم ليه

صقر بإبتسامة_هدخل أطمنها أهو،الغدا جهز!!! 

مريم وهى تنظر لزوجها تستغرب ما به _اه يا أبيه من بدرى 

صقر_تسلمى يا مريمة تاعبينك معانا

مريم بإمتنان لما فعلوه من اجلها_متقولش كده يا ابيه ،حضرتك مش عارف غلاوتكم عندى قد إيه  ،ثم نظرت مرة اخرى لبلال وقالت _ابيه بلال مسهم كده ليه !!!


همس لها صقر بخفوت_مريم بلال عرف انه كان فى غيبوبه وان الكل مفكره مات ،بس خدى بالك انا مجبتلوش سيرة يحيى ولا فقد الذاكرة ولا حتى حالتك فى المصحة ،ملوش لازمة يعرف 


هزت مريم رأسها توافقه الرأى_معاك حق ،بلاش نزعجه بحاجه خلاص الحمد لله انتهت 


صقر _ماشى ياحبيبتى هاتى زوجك علشان نتغدى وانا هروح اطمن على مودة 


اقتربت مريم من زوجها التى على ما يبدو انه لم يفق من الصدمة بعد ووضعت يدها على ذراعه_بلال


نظر إليها مزهولا_مريم إنتى كنتى مفكرانى ميت!! ٣سنين وعملتى إيه طول الفترة دى كلها !!

اغمضت مريم اعينها هينيه تنفض تلك الذكرى عن رأسها وحاولت رسم بسمة على شفتيها_بلال ممكن ننسى اللى فات ده ،إنت الحمد لله رجعتلى من تانى ،ربنا يخليك ليا يا حبيبى ،يلا ندخل نتغدى ممكن؟


هز بلال رأسه ودخل معها إلى شقه الصقر ليتناولوا الغداء سوياً


_

دخل على زوجته الغرفه التى ترقد فيها قائلا بإبتسامة واسعه_حبيبة قلب الصقر وعيونه ،أخبارها إيه دلوقتى!!!


بمجرد أن سمعت صوته حتى التفتت له بلهفه_صقر ،وحشتنى اوى ،إتأخرت ليه قلقتنى عليك 


تمدد هو جوارها وقال بعد أن قبلها بحنان فى ناصيتها _متقلقيش عليا يا روحى،أنا كنت واقف برا مع بلال ،ها طمنينى عاملة إيه 


مودة وهى تمسك بذراع زوجها _الحمد لله كويسه 


صقر _حبيبتى محتاجه حاجه اعملها ليها ،أنا مستعد خلصت شغلى ومعاكى بقية اليوم ،ها أميرتى تطلب إيه 


إبتسمت مودة _حبيبى ربنا يباركلى فيك ،كفاية بس وجودك جنبى ده يغنينى عن الدنيا كلها 


قبل صقر يديها بحب_بحبك يا أحلى حاجه حصلتلى 


فى هذه اللحظة طرقت مريم باب الغرفه _أبيه انا جهزت الغدا ،تعالى يلا علشان تتغدى مع بلال 


نظر صقر إلى مودة_إنتى اتغديتى!!

هزت مودة راسها بالنفى 

فقالت مريم_لسه كنت بجهز الاكل بتاع مودة وهجيبه حالا 


فقال الصقر_خلاص يا مريم كلى إنتى مع بلال ،وانا هفضل هنا مع مودة وناكل مع بعض


إبتسمت لهم مريم واومأت بهدوء_حاضر ،هروح اجهز الاكل بتاعك حالا 


احضرت مريم الطعام الخاص بمودة وطعام صقر أيضا 

أصر صقر على أن يطعم مودة بيده حاولت مودة الرفض_صقر ،أنا أعرف أكل لوحدى عادى يا حبيبى 


هز صقر رأسه_لا محدش هيأكلك طول الفترة اللى إنتى نايمة فيها دى غيرى ،مفهوم 


ابتسمت له مودة بحب_مفهوم 

____

طرقت الباب ومن ثم دخلت الممرضه _ياسمينا هانم الاكل بتاع حضرتك 

ياسمينا_ماشى حطيه عندك ،مش فاضيه دلوقتى.

،فقد كانت معها مسئولة التجميل تقلم لها أظافرها وتعمل لها المانيكير والبادى كير ،فكما هو معروف عن ياسمينا الاهتمام بجمالها الى اقصى حد 


الممرضه بخوف فتعليمات الطبيب ان تأخذ ياسمينا العلاج فى اوقاته _بس يا هانم حضرتك لازم تأكلى دلوقتى علشان ميعاد العلاج ،الدكتور مشدد عليا العلاج فى مواعيده 


لوت ياسمينا ثغرها فى تبرم_يوووه ، ثم قالت لاخصائيه التجميل _خلاص استنى انتى يا زوزو شويه

ونظرت للممرضه_هاتى الاكل وأمرى لله


__

دخل المنزل بزعابيبه المعتادة ولكنه هذا المرة أكثر غضباً _أميرة إنتى يازفته 


كانت أميرة قد عادت مع سلمى للتو من الجامعه ودخلت لتبدل ملابسها 

عادل_أميييرة 


خرجت الام من المطبخ_فى ايه ياعادل مالك ،براحه يابنى ،اختك لسه جايه من الجامعه ،زمانها بتغير هدومها 


عادل بضيق_نادى عليها يا ماما عايزها حالا 


خرجت أميرة من غرفتها بعدما ارتدت بجامة قطنية مريحه مناسبه للمنزل  وقالت بضجر_إيه يا عادل عايز إيه ؟


إقترب منها عادل ماسكاً إياها من ذراعها بغضب_إنطقى يابت إنتى ،ايه اللى بينك وبين محى 


نزعت أميرة يدها من قبضه أخيها بغضب_محى مين ده اللى بينى وبينه حاجه!


عاطل بغضب_أميرة هتصيعى عليا يابت ،محى ،الواد اللى كان فى علوم ومخلص السنة اللى فاتت وساكن فى العمارة اللى جنبنا 

هزت أميرة رأسها فلقد تذكرته _اه افتكرته، ماله بقا!!!


هدر بها عادل _ماله إيه ،ايه اللى بينك وبينه انطقى 


الام_إهدى يابنى ايه الكلام اللى بتقوله ده 


أميرة بثبات_رغم إنى مش فاهمه إنت بتتكلم عن إيه بس احب أسألك،إنت تعرف عنى إنى كده ،إنى ممكن يكون بينى وبين أى شاب غريب حاجه؟؟


هز عادل رأسه بالنفى فهو يعرف أخته حق المعرفه فتاة ملتزمه ،جادة ،تعرف ربها جيداً وليست من تلك النوعيه من الفتيات الطائشات_لا طبعاً


أميرة بهدوء وهى تشبك ذراعيها ببعضهما أمام صدرها _طيب إيه الكلام اللى بتقوله ده؟


زفر عادل بضيق_اومال محى ده يعرفك منين ،وجاى يطلبك منى إشمعنى إنتى 


إنكشحت أسارير الام وقالت بفرحه مطلقه زغاريط بصوت منخفض وهى تقبل ابنتها_لولولوى والله وكبرتى يا ميرا وجايلك عرسان يا حبيبتى 


ضيقت أميرة أعينها بعدم فهم_؟؟؟؟

عادل بضيق_إيه اللى قلته فى كلامى يفرح،الواد ده عرف اختى منين علشان يتقدم ليها ؟


الام باستغراب_فى ايه يا عادل اكيد شافها وهى رايحه الجامعه او راجعه ،وبعدين اختك حلوة وزى القمر والحارة كلها تحلف بأدبها واخلاقها ميطلبهاش ليه بقا!!!


قضب  عادل ما بين حاجبيه ويبدو عليه الغيرة_يا سلام يعنى إنتى موافقه على الكلام ده يا ماما 


الام بفرحه_ايوة طبعا ،ده يوم المنى يوم ما اجوز بنتى 


شبك عادل ذراعه امام صدره ولوى ثغره _وانتى يا استاذه رايك إيه موافقه انتى كمان!!!


أميرة وهى تهز كتفيها_انا معرفهوش علشان اقول موافقه ولا لا 

فك عادل ذراعيه عن بعضهما قائلا _انتى مش لسه بتقولى عارفاه!!


أميرة بهدوء_اعرفه شكلا بس ،لكن معرفش عنه حاجه تانيه معرفش اخلاقه ولا تفكيره عاملين ازاى 


الام بفرحه _خلاص ياحبيبتى ،اانا هسأل عليه كويس ،وانت يا عادل قوله ادينا يومين نفكر واسأل عليه انت كمان ،رغم انى مسمعتش عنه حاجه وحشه خالص،بس بردو نسأل ونطمن ،ولو تمام ،يجى ويقعد مع اختك وربنا يقدم اللى فيه الخير 


تحرجت أميرة وقالت بخجل_انا رايحه اوضتى استريح ،عن اذنكم


وجهت الام حديثها لعادل الذى بدا شاردا وغير مستحسن الفكرة_عادل قلت إيه


زفر عادل بضيق_ماشى يا ماما هبقى اشوف الموضوع ده 


أجلسته أمه على الاريكه عنوه وجلست جواره_مالك ياواد مش شايفاك فرحان، انت مش عايز تفرح باختك ولا إيه


عادل بشرود_ها ،اه ..بس اميرة لسه بتدرس


الام_مبسش ،اختك مبقتش صغيرة وكلها وكم شهر وتخلص ،يعنى ده انسب وقت تتخطب فيه 


عادل لكى يغلق الموضوع_طيب يا ماما هاتيلى الاكل أنا جعان 


الام_مش قبل ما توعدنى انك هترد على محى وتسأل عليه كويس 


عادل بضجر _طيب ياماما ،طيب 

_

فى اليوم التالى 

طرقت سلمى غرفه أميرة وكأنها تطرق على الالة الموسيقيه(الطبلة)_إفتحى ياعرووسه ،أمييرة يا عرووسه 


فتحت أميرة الباب وادخلتها بسرعه واغلقت الباب وقالت بخفوت وحرج_انكتمى يابنتى انتى بتقولى ايه انتى كمان 


ضحكت سلمى وقالت بغناء_بقول افتحى يا عروسه ،يا العريس ،أميرة عرووسه ،فى بيتنا عروسه ،تيراررارا...

وضعت أميرة  يدها على فم سلمى لتمنعها من الغناء _اسكتى ،يابنتى فضحتينى!!


ابعدت سلمى يد أميرة بضيق_ايه اوعى سيبينى اغنى اختى هتبقى عروسه انا فرحانه اوى 


اميرة بضيق_عروسه ايه انتى كمان هو لسه حصل حاجه انا لسه معرفش عنه حاجه 


اجلستها سلمى على الفراش وجلست جوارها على وضع القرفصاء_اقولك يا ستى،اسمه محى الدين عزت ،٢٨سنه،خريج علوم وشغال فى معمل مشهور فى الهرم والكل فى المنطقه هنا بيشكر فيه ومحدش بيقول عنه حاجه وحشه ،الكل بيقول انه شاب دوغرى وفى حاله من البيت للشغل و من الشغل للبيت وبس،وكمان بيصلى ومش بيسيب ولا فرض 


ضيقت أميرة اعينها_وانتى عرفتى المعلومات دى كلها منين ياختى 

سلمى_وانا هعرف منين ،دى امك سمعتها بتحكى مع جارتنا على السلم وبصراحه وقفت اسمع اخبار العريس ايه ،ها هتوافقى 


أميرة_يابنتى لازم اقعد معاه اشوف تفكيره مش يمكن ميكنش  افكارنا واهتمامتنا واحدة ،أنا عايزة حد يأخد بإيدى للجنه،نحفظ مع بعض ونراجع لبعض،نعين بعض على صلاه الفجر،يذكرنى دايما بربنا ونكون دايما فى عون بعض 


سلمى_اقعدى معاه واعرفى دماغه فيها ايه،وربنا يقدملك اللى فيه الخير ياحبيبتى،بس امك شكلها موافقه عليه جدا ،الست جارتنا ملت دماغها من ناحيته


أميرة بهدوء_ربنا ييسر يا سلمى 


قبلتها سلمى فى وجنتيها_حبيبتى ان شاء الله خير،أنا مبسوطة اوى علشانك يا ميرا 


طرقت الام الباب_يلا يابنات قوموا حضروا الغدا ،خالك جه  يا اميرة ،يلا ياسلمى


قامت سلمى مسرعه_بابا جه،هقوم حالا ،يلا يا ميرا 


على الغداء

التف الجميع عبد الله واخته وعادل وسلمى واميرة 


تكلم عبدالله بجديه قائلا لاخته_محى كلمنى وكلم عادل علشان يخطب أميرة،وأنا بصراحه سألت عليه ومفيهوش حاجه تتعيب،ها قلتوا ايه


الام بفرحه_وانا كمان سألت عليه ومفيش ولا واحدة من ستات الحارة قالت فى حقه كلمة وحشه 


عبد الله_على خيرة الله ،ماشى ياعادل كلمه شوف المعاد اللى يناسبه يجى فيه يقعد مع أميرة يتعرفوا 


عادل _ماشى ياخالى هقابله بالليل اقوله 


قبلت الام وجه سلمى_عقبالك انتى كمان ياروح عمتو،لما نفرح بيكى 


سلمى بخفوت واحراج_تسلمى ياعمتو 


نظر اليها عادل بضيق ولم يعقب 


مالت عليها أميرة وقالت مازحه_ايه صوتك راح فين كلته القطه


لكزتها سلمى بغيظ فى ارجلها_اتلمى يابت بابا قاعد 


أميرة بمرح_اه علشان كده ،عاملة فيها مكسوفه 

سلمى بضيق_أميرة اتلمى ،طب والله لاعرفك بس لما بابا يمشى 


ضحكت أميرة _عسل كده وانتى مؤدبه قدام خالو 

ضجرت سلمى ولكزتها فى ذراعها بقوة،فصاحت أميرة_ااااه،يخربيتك إيدك تقيله 


انتبه عبد الله لاميرة_فى حاجه يابنتى 

اميرة بغيظ من سلمى_ااه يا خالو اصل سلمى ،نفسها تتخطب هيه كمان


وضعت سلمى يدها على فم أميرة قائلة بضيق_يخربيتك هتودينى فى داهيه 

وقالت_لا يابابا متصدقهاش دى اميرة بتحب تهرج

ضحكت الام_قريب أوى ياقلبى هيجيلك ابن الحال،انتى قمر والف مين يتمناكى 


زفر عادل وشعر برغبه فى عدم اكمال الطعام فقام من مكانه 

الام_رايح فين ياعادل 


عادل ناظرا لسلمى بضيق_شبعت نفسى اتسدت


نظرت الام إلى طبقه فوجدته لم يلمسه إلا قليلا_هو انت لحقت يابنى طبقك زى ما هو 


الا انت عادل لم يكترث وخرج من المنزل بأكمله 


_

كان بلال يستعد للخروج بعد ان انتهى من ارتداء ملابسه 

مريم باستغراب_بلال انت خارج!!

نظر بلال إلى المرآه يمشط شعره_اه يا حبيبتى ،رايح اطمن على عمتى فاتن امبارح كانت هتتجنن لما شافتنى 


تضايقت مريم عند سماعها اسمها وخاص بعدما علمت نواياها الغير طيبه_ماشى 


بلال بابتسامة_تيجى معايا 


ارتبكت مريم فهى لا تود مقابلة تلك المرأة مرة اخرى_ معلش يابلال أنت عارف مودة محتاجانى 


هز بلال راسه بتفهم _ماشى ياحبيبتى ،ربنا يعينك ،تحبى اجيبلك إيه وانا راجع


ابتسمت له مريم فهو من عادته ان يسألها ذلك السؤال عندما يهم بالخروج ويعود ومعه اشياء تحبها هى _حبيبتى متحرمش منك 

ثم تنهدت براحه وهى تحمد ربها_الحمد لله انك رجعلتى تانى يابلال ،الحمد لله 

ومدت يدها نحو الجاكيت الخاص به تلبسه إياه وهى تقول بمزاح_اسود بردو ها


ابتسم لها بلال_ما انتى عارفه لونى المفضل فى اللبس 


ابتسمت مريم_عارفه يا حبيبى .


___اسماء عبد الهادى ___


هزت رأسها بالنفى وابعدتها الناحية الاخرى_كفايه ياصقر ،مش عايزة،شبعت


أصر صقر على أن تأكل ثمرة التفاح التى قطعها لها كلها_لا مفيش الكلام ده ،انتى لازم تتغذى كويس ،افتحى بوءك يلا 

مودة بتبرم_ياصقر انا بطريقتك دى وزنى هيزيد جدا ،انت من ساعه ما رجعت من الشغل وانت بتأكلنى


صقر  بلا مبالاه__ عادى ياروحى ،المهم عندى انك تأكلى كويس وتتغذى ،يلا بقا 

ابعدت مودة رأسها_لا علشان خاطرى كفايه 


صقر _علشان خاطرى أنا هتخلصيها كلها 

تنهدت مودة _علشان خاطرك بس هاكلها وامرى لله 

ابتسم لها _هيه دى مودتى ،شطورة وبتسمع الكلام ،وجدته يمسك موزة ويقشرها 

فصرخت _لااا كفااايه بجد ياصقر مش هقدر 


ضحك الصقر _يا مجنونه ،طيب خلاص هاكلهها أنا ياستى 

تنفست مودة الصعداء 


قام صقر من مكانه وامسك المذكرات التى ارسلتها سلمى واميرة لمودة حتى لا تفوتها دراستها _يلا يا مدام ،خلصنا لعب وهزار وجه وقت الجد 


ابتسمت مودة_حاضر يامستر


ضحك الصقر وتذكر عندما كانا صغاراً ودائما ماكان يراجع لها ما استذكرته قبل الامتحان ،فنظر اليها وجدها شاردة وتبتسم وعلم أنها ايضاً تذكرت تلك الايام الجميلة من طفولتهم معاً 


_

وصل بلال إلى بيت عمه وطرق الباب ،سألت فاتن عن الطارق وعندما علمت انه بلال ،ارتبكت وزاغت ابصارها بتوتر فهى تخشى ان يكون علم بامر نيتها فى الاستيلاء على ارثه 

ففتحت تبتلع ريقها_اهلا اهلايادكتور، نورت بيت عمك من تانى 

ابتسم لها بلال بهدوء_ازى حضرتك ياعمتى ،أنا جيت اطمن على حضرتك 

فاتن _أنا بخير ياحبيبى ..اا.اتفضل 


دخل بلال وترك الباب مفتوحاً حتى لا تعد خلوة فهى مهما كانت زوجة عمه ولا ينبغى ان يجلس معها بمفردهما حتى لو كانت فى مقام امه 


بلال _ها ياعمتو،طمنينى اخباركم ايه وعمى لسه زى ما هو بيحب السفر


تنهدت فاتن_ايوة يابنى ده طبعه ولاهيشتريه 


بلال_طيب ليه مش بتسافرى معاه ياعمتو اهو تونسوا بعض 

فاتن_واسيب البنات لوحدهم هنا ،لا مقدرش ابداً


بلال_وفيها ايه بس ما البنات مع ازواجهم كل واحدة فى بيتها 

تذكرت فاتن انها كانت تود ان تزوج ابنتها الصغرى لبلال لكنه رفض وتزوج مريم تلك الفتاة التى اسرته برقتها وبراءتها 

فقالت بغيظ _وانت عامل ايه مع مريم 

بلال برضا _الحمد لله ،مريم زوجه ونعم البنات ياعمتو 

اغتاظت فاتن اكثر وأرادت أن تُوِقع بينهم فهى لا تحبها فقالت بإدعاء المسكنه _غريبه أمال لما كنا مفكرينك ميت _بعيد الشر عنك_ مبانش عليها الزعل ليه


بلال بهدوء_الحمد لله ياعمتو انا كنت هزعل اوى لو كانت هيه زعلانه عليا طول المدة دى كلها 


فاتن وهى تلوى شفتيها _ومتزعلش ليه مش جوزها وراجلها

بلال _اه ياعمتو مقلناش حاجه ،بس انا مرضاش ان مريم تكون زعلانه ابدا وعايزها دايما سعيدة 


علمت فاتن ان بلال لا يعرف بحالة مريم فى المصحة طوال السنوات الماضية  فارادت استغلال ذلك لمصلحتها فمطت شفتيها_


ايوة  وعلشان كده اول ما عرفت انك مت ،راحت تلف على راجل تانى 


ضيق بلال ناظريه ورمقها بضيق_كلام ايه ده ياعمتو ،ارجوكى بلاش كده عن مريم،عن اذن حضرتك انا اطمنت عليكى وسلامى لعمى 


فاتن وهى تمسك يده_استنى بس مالك كده ،هيه الحقيقه بتضايق اوى كده 


بلال بضيق_حقيقه إيه،مريم عمرها ماتفكر تعمل كده ابدا 


فاتن بمكر _ليه يابنى هو انت مترضاش ليها انها تتجوز من بعدك ولا إيه _ربنا يطول فى عمرك يعنى_ ،هتفضل كده بطولها ماهى صغيرة ومطلوبه بردك 


بلال_اه ياعمتو ده فى حالة لو كنت ميت فعلا مش فى غيبوبه طويلة 


فاتن بمسكنه_بس كلنا فهمنا انك مت ،فمش غلطتها بقا ،انها حبت واحد تانى وكانت هتتجوزه


تجهمت تقاسيم وجه بلال وشعر بالغيرة تنهش به ،لاحظت ذلك فاتن فابتسمت فى خبث بينما اردف هو_مريم كانت هتتجوز راجل غيرى؟؟


فاتن بمسكنه_مسكينه ياحبة عينى ،انتظرتك كتير وانت طولت الغيبه 


هز بلال رأسه بعدم تصديق ،هو يعلم انها لا تحب مريم وربما تدعى كذباً عليها فقالت يهم ثانية بالخروج_ماشى استأذن انا ياعمتو 

ارادت هى ان تطرق على الحديد وهو ساخن قبل ان يمشى فأردفت بمكر_ماشى يابنى ،مش عايزاك تزعل من مريم اهى الحمد لله ملحقتش تتجوز صاحب صاحبك ده اللى اسمه يحيى ،هيه بنفسها قالتلى انها هتتجوزه ومودة بنت عمها كانت بتعزمنى على فرحهم ،الحمد لله ان الموضوع متمش وانت رجعت تانى ،دى كانت تبقى مصيبه مريم تتجوز وهيه متجوزة! والعياذ بالله .


تذكر بلال انه سمع هذا الاسم من صقر عندما كان فى المشفى فقال بلال بغضب_انتى متأكدة من الكلام ده !!


فاتن بمسكنه وداخلها ترقص من الفرح لرؤيتها الغضب على تقاسيم وجهه_متزعلش نفسك يابنى ماقلتلك فكروك مت مش ذنبهم 


هدر بلال بغضب_مش ذنبهم ايه ،طيب يتأكدوا الاول مت ولا لسه عايش بعدين يعملوا اللى هما عايزينه ،اتارى صقر مجابليش سيرة انى كنت فى غيبوبه اصلا .


فاتن بخبث_ياما قلتلك بلاش مريم دى يابلال مسمعتش كلامى ،انا روحتلها وشددت فى الكلام معاها علشان امنع الجوازة دى لدرجه انى هددتها انى احرمها من ميراثك،متاخذنيش يابنى كلنا قلنا انك مت،بس قلتلها ازاى تتجوز بعدك بس هيه اصرت وقالت انها بتحبه وهتتجوزه يعنى هتتجوزه 

لم تكمل فاتن حديثها حتى وجدت بلال انطلق مغادراً والشرر يتطاير من عينيه فابتسمت هى برضا لاستطاعتها الايقاع بينهما 

_علشان تبقى تفضلها على بنتى

____

دخل الشقه باحثاً عنها بغضب جاب بعينيه انحاء الشقه يبحث عنها منادياً_ مريم ...مريم انتى فين 


كانت مريم تخرج من الحمام قائلة بابتسامة _حمدا لله على السلامة يا بلال انت جيت بدرى اهو 


وقف بلال قبالتها يرمقها بوجه خال من التعابير_مريم انتى تعرفى حد اسمه يحيى!!!


ارتبكت مريم ولم تستطع التحدث فهى خمنت ان فاتن من اخبرته بشأن يحيى فهى قالت لها انها ستتزوجه 


فقالتوبحدة  بغير عادته معها _انطقى يا مريم ،مين يحيى ده ،انتى كنتى هتتجوزيه بجد!!!


مريم بغضب من تلك السيدة فاتن الخبيثه_طنط فاتن اللى قالتلك مش كده!!!


أمسك ذراعها بالقوة _يعنى صح اللى قالته مش كدا !!!!


امسكت مريم بيده وقالت بهدوء_ اه صح بس ،،بلال ممكن تهدى وهفهمك كل حاجه 


لكن بلال كان غاضباً للغايه غير مصدق ان مريم تخلت عنه بتلك السهولة وفرطت فيه وفى حبه وفكرت فى رجل اخر غيره وهو مازال على قيد الحياة حتى لو كان فاقداً للوعى وها هى تؤكد على ما قالته فاتن_اهدى ،دى بتقولى اهدى ،اهدى ازاى وزوجتى كانت بتحب راجل تانى وعايزة تتجوزه وانا عايش ،طيب استنى لما اموت واعمليها كانت هتكون مبلوعه شويه ،مش فاهم جالك قلب ازاى ،هتقولى كنت فى غيوبه ونيلة والدكاترة مش عارفين يحددوا ،بس على الاقل قدامك نايم على السرير مروحتش القبر لسه 

انا مش مصدق انتى يامريم ،كنتى جيبتى سكينه وغرزتيها فى قلبى وانا فى الغيبوبه كانت هتكون ارحم من اللى انا بسمعه ده 


مريم بحزن وكادت ان تبكى فالدموع ترقرقت فى اعينها فهو يفهم خطأ تماما وظن بها السوء_بلال ،انا هفهمك كل حاجه ،انت مش عارف ايه اللى حصل ،اسمعنى 


رفع بلال يده امامها يمنعها من الحديث فهو لا يود سماع شيئاً الان فالغضب وصل منه مبلغه ولم يعد يرى او يسمع شيئاً_بس مش عايز اسمع حاجه 


تركها وتوجه تجاه غرفة نومهم فنادت عليه مريم ولحقت به_بلال استنى،مش هينفع اسيبك كده ،ارجوك اسمعنى 


كاد بلال ان يدخل الغرفه لكنه غير رايه وقرر ان يمكث فى الغرفه الاخرى حتى بهدأ(كانت تلك الغرفه غرفه يحيى ،كان يستعملها بينما مريم فى الغرفه الكبيرة الاخرى)


جحظت اعين مريم عندما رأته ينوى الذهاب لغرفته عندما كان يحيى فأشياءه هناك كما كانت لم تحركها مريم من مكانها وخافت من ان يفهم بلال الامر خطئا فيزداد الوضع سوء فقالت_لا بلال الاوضه دى مش نظيفه ،اتفضل ارتاح فى اوضتنا وانا هنضفها الاول 


كانت تقول بارتباك الامر الذى جعل بلال يعزم على التوجه نحوها ،تقدمت منه مريم_بلال ارجوك اسمعنى 


لم يستمع اليها ودخل الغرفه ،عضت مريم على اصابع يدها ولحقت به لابد ان تفهمه الامر


دخل الغرفه فوجد بها اشياء رجاليه كالبرفان الرجالى وادوات تمشيط الشعر رجاليه ايضا 

ونظر للشماعه بجوار التسريحه ليجد عليها جاكيت لونه بنى بعكس ما يرتديه هو فهو يفضل الالوان الداكنه فأشار بيده_إيه ده يا هانم ،ممكن تفهمينى دول إيه!!


مريم محاوله التحكم فى اعصابها من الانهيار فلم تتوقع ابدا ما يحدث _ايه يابلال دى هدومك 


هدر بها بلال بحدة وامسكها من ذراعها بعنف_هدومى ازاى وانا كنت فى غيبوبة ومقعدتش معاكى فى شقتك دى خالص حتى بعد الجواز  


بكت مريم فلم تستطع التحمل أكتر_والله العظيم  يابلال دى هدومك

هدر بها بلال أكثر_مريم بطلى كدب بقا،أنا مش بلبس الالوان دى وعمرى ما حبيبتها ،الجاكيت البنى ده بتاع بحيى مش كده ودى حاجته ،كنتى جايباه يعيش معاكى هنا يا مريم،جايبه راجل غريب يعيش معاكى يامريم!!!


وضعت مريم يدها على فمها ونظرت لله ببكاء شديد فلم تعد تتمالك نفسها واحست ان الادرت تدور بها فاستندت على طرف الفراش 

ليمسكها بلال مرة اخرى ويجعلها تنظر له عنوة_اقفى كويس هنا وفهمينى ،ايه علاقتك بالزفت اللى اسمه يحيى ده وازاى يدخل هنا فى شقتك ،انطقى


ابتعدت مريم عنه بخوف فحالته تلك لا تنذر بالخير وقد يتهور ويمد يده عليها فى أى لحظة ،فانكمشت فى نفسها تجلس على الارض تبكى 


ليصيح بها عاليا ً ليوقفها عنوه _مريييييم ،قومى هنا وردى عليا 


لكن اعصاب مريم لم تتحمل ولم تستطع الوقوف على قدمها فكانت تخر بين يديه الامر الذى جعله يستشاط غضباً فقد ظنها خجله من فعلتها بعدما اكتشف خيانتها له  مع يحيى فمد يده ولطمها بكل قوته على وجهها وهى يقول بصوت اشبه للبكاء والحسرة_ياخسارة يا مريم ،ياخسارة الحب اللى حبتهولك ،ده كنت بواجه الموت علشانك انتى ،وكنت مستعد اواجهه مليون مرة بس انتى محدش يمسك بسوء ،ياخسارة حبى ليكى


نظرت له بصدمة من فعلته وتتبعته بأعين دامعه وهو يغادر المنزل ويغلق الباب بقوة انتفضت بشدة على إثرها ،احست ان الشمس قد غابت عن اعينها وحلت محلها غمامة سوداء تلفح امام عينيها  لتوقعها فى ظلامس دامس وليل ليس له نهار لتقع مغشياً عليها بجوار الفراش دون حِراك


                الفصل الثالث والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>