💥إختلاس مشروع💥
الفصل الخامس عشر
بقلم،، نعمه حسن،،
_مااااااريااااااا.
إنتفضت فور أن إلتقطت أذنيها صراخ والدها منادياً إياها فأسرعت تهرول إلي غرفته.. فتحت الباب فوجدته يجلس علي الفراش واضعاً وجهه بين كفيه.
إقتربت منه بخوف و قالت: مالك يا بابا؟!
نظر إليها بحسرة ثم أمسك بهاتفه و أعطاه لها.. نظرت به و إتسعت عينيها
بـ ذهول لما رأت.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
يجلسون بقاعة الزياره ينتظرون مجيئه.. إلي أن هلّ وجهه البشوش الذي إشتاقه الجميع.
تقدم والده يستقبله فاتحاً ذراعيه الحانيين الذي جري إليهم تيم بـ تَوْقٍ و تلهـف.
دق والده علي ظهره بحب و قبّل رأسه فأمسك تيم بيده و قبّلها .
جالَ بـ بصرهٍ في لمحه خاطفه إلتقطها والده فقال: مچتش معانا.
ملأ عينه الإحباط و الخيبه و لكنه لم يفصح عنهما.. تقدّم من صديقه "ماهر" و عانقه فبادله الآخر العناق بـ حرارة ويكأنهما يؤزاران بعضهما البعض.
نطق ماهر: عامل إيه يا صاحبي؟!
إبتسم تيم بـ وِدّ و قال: ماشيه الحمد لله.. مالك؟!
_يا عمي قبل ما تسأل ماله و مالوش سلّم علي شِقك الأول!
تلفّظَ "تامر" بتلك الجمله مصافحاً أخاه بطريقه مبالغ بها قاصداً ممازحته
فـ ضحك تيم متشدّقاً: إنت يلا مش هتبطل حركات العيال دي!
أجاب والده: ميبجاش تامر لو بطّلها.
ضحك تيم ضحكه لم تصل إلي عينيه.. عَلِم ماهر سببها علي الفور فـ قال: كانت بتقول جايه!
إلتفت لها تيم بإنتباه فأكمل ماهر: معرفش إيه اللي حصل خلاها متجيش.. بس أنا إتصلت بيها كذا مره مبتردش.
قال تيم: طيب ليه مروحتش جيبتها من عند بيت جدتها زي المره اللي فاتت؟!
ألقي ماهر كلماته التي كان لها وقع صادم في نفس تيم و قال: جدتها اتوفت تاني يوم لما كنا عندك الزيارة اللي فاتت و سابت القاهره و رجعت إسكندريه مع باباها.
نظر تيم مشدوهاً لِما سَمِعَهُ و قال بحزن: و هي عامله إيه؟!
هز ماهر كتفيه دلاله علي عدم معرفته و قال: والله يا تيتو مش عارف.. أنا آخر مره كلمتها حسيت إنها تعبانه و مخنوقه.. صوتها كان باين عليه.. و ماتكلمتش معايا كتير يعني قالتلي
أنا رجعت إسكندريه و قاعده مع بابا و من بعدها مكلمتهاش.. لقيتها هي أول إمبارح بتكلمني بتقوللي أنا هروح لتيم بعد بكرة مع بابا.
_بابا؟! نطق بها تيم مستغرباً.
قال والده: أنا كمان إستغربت زيك كده لمّا ماهر جاللي.
إستطرد ماهر حديثه قائلاً: و إمبارح بالليل كلمتها أتأكد منها قالتلي أنا و بابا هنتحرك بكرة الساعة 6 علشان نلحق نوصل القاهره بدري و نيجي قبل ميعاد الزياره.. ف جيت كلمتها الساعه 10 كذا مره مردتش و خوفنا نفضل نستناها متجيش و نتأخر علي ميعاد الزياره ف دخلنا.
ظهرت علي تيم أمارات القلق و الحيره و الحزن أيضاً فقال والده بـ عتاب مصطنع: إيه يا أستاذ تيم إنت مكنتش عايز تشوف حد غيرها ولا إيه؟!
أجاب بنفي: لا العفو يا حج مش كده.. و أمي عامله و البنات و أمهم.
أجاب تامر بحنق: خطيب أختك كان جاي يتكلم في الفرح و عايز يحدد يوم يعني عشان ترتيبات الفرح و كده.. جامت أمك وجفتله كده زي الست أطاطا و جالتله لما أخوها الكبير يخرج بالسلامه نبجا نجعد و نتكلم.
نهره والده قائلا: إتكلم مظبوط يا چحش إنت.
كتم تيم و ماهر ضحكهما بصعوبه فقال تامر: بتضحكوا؟! بتحبوني أتهزأ جدامكوا أوي.. مش كده؟!
قال والد تيم: أنا اصلا لو مكانتش أمك إتكلمت أنا كنت هجول نفس الكلام.
قال تيم: ليه يا بابا.. البركه في حضرتك و في تامر بردو!
نظر له والده و قال: يا رااجل! عايزنا نتفج في حاجه تخص بنت من بناتك و إنت غايب؟!
إبتسم تيم و همّ بالنطق فقاطعه صوت العسكري: الزيارة إنتهت.
نهض والده متذمراً و قال: إيه ده هو الوجت عدي بسرعه كده ليه؟!
صافحه والده و ودعه و كذلك تيم موصياً إياه إبلاغ السلام للجميع و قال ل ماهر بصوت خفيض: مااهر.. عايزك تطّمن علي ماريا بإستمرار و لو إحتاجت أي حاجة ساعدها و كلمها قوللها تلتزم بميعاد الدكتور..و أهم حاجه توصلها تعزيتي ليها في جدتها.
تبسم ماهر قائلاً: إنت بتحبها يا تيم؟!
ضيق تيم بين حاجبيه و قال: لا مش حب.. بس هي عزيزة عليا.
نظر له ماهر بمعني "أيعقل؟!" فأشاح بوجهه و ودعهم عائداً نحو زنزانته.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
_أنا لازم أقتلها و أشرب من دمها الفاجره بنت الكلب دي.
برز صوت والد ماريا متحدثاً بـ غل و قهر
أوقفته ماريا تحاول ثنيه عمّا ينوي فعله و قالت: إستني بس يا بابا.. نفهم الأول مين اللي بعت الصور دي و إذا كانت حقيقيه ولا مفبركه!
نظر لها والدها بـ حيرة و قال: معقول يكون ده جوزها الأولاني؟!
نظرت له ماريا بتعجب و قالت: جوزها الأولاني؟! هي كانت متجوزة قبل كده؟!
_أيوة كانت متجوزة إبن خالتها و مفضلتش معاه كتير و إتطلقت منه.
لم تقتنع ماريا بما قصّهُ عليها و قالت:علي العموم يا بابا بلاش نظلمها.. خلينا نتأكد من صحة الصور الأول و نعرف مين اللي باعتها و عايز إيه؟!
أومأ والدها بموافقه و قال: أنا آسف يا ماريا.. ضيعت عليكي الزيارة.
قالت بإبتسامه مقتضبه: خير يا بابا.. مفيش نصيب أروح.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
تقف أمام المرآه تتمايل بميوعه و يجلس هو يطالعها بنظرات مملوءه بالحيرة و الشك.
_إلا قوليلي يا سالي.
=همممم؟!
_جوزك الأولاني ده كان شكله إيه؟!
إلتفتت له مشدوهه و إبتلعت ريقها بصعوبة و قالت: بتسأل ليه؟!
قال و قد بدأ الشك يسيطر عليه: لا أبداً.. فضول مش أكتر.
أدارت وجهها بعيداً عنه و قالت بتلعثم و تخبط: عادي يعني.. كان شاب عادي.. مش وسيم و مش وحش.
جرت إليه مسرعه و طوّقت عنقه بدلال قادر علي خداع أعتي الرجال و قالت: و بعدين يا بيبي أنا من يوم ما إتجوزتك و أنا نسيت شكل كل الناس اللي شوفتها قبلك مش بس ده.
طبعت علي ثغره قبله خادعه و لكنها فعلت به الأفاعيل.....
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
بعد مرور أسبوعين...
_يوياااااا.
إرتفع صوت والد ماريا منادياً فنهضت من مكانها علي الفور و إستقبلته قائله: إيه يا بابا خير؟!
_حزر فزر؟!
قلبت عينيها بملل و قالت : إيه يا بابا الجو القديم ده؟!
قال بسخط: جو قديم؟! طب مش قايللك علي المفاجأه.
قبّلت وجنته بحب و قالت: لا خلاص قول بقا.
نظر لها و قال بتلاعب: أصلي كلمت مأمور السجن اللي تيم فيه.
جحظت عيناها بفرحه و حماس و هزت رأسها بترقب فأكمل: و طلبت منه إذن لزياره خاصه لـ تيم.
_هااا؟! قالتها بأطراف مرتعده و قلب يقفز من فرط الحماس.
=وافق طبعاً.
قفزت في مكانها عدة مرات ب حبور شديد أسعده و ركضت مسرعه تحتضنه شاكرة و ممتنه فتابع قائلاً: و بعد ما الزيارة تخلص هنروح للدكتور بتاعك.
قطبت جبينها في حيره فإستطرد قائلاً: أنا كمان محتاج أتكلم معاه.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
حاولت مرات عديده أن تتوقف عن التفكير و تغمض عينيها علّها تخلد إلي النوم و لكنها فشلت.
إستمعت إلي آذان الفجر فـ قامت و توضات و أدت فرضها و إستعدت و طرقت علي باب غرفة والدها فقال: حاضر يا ماريا.
فتحت'سالي'عينيها الناعستين و تسائلت: رايح فين بدري كده؟!
_ماريا عايزه تزور جدتها.
=يعني نازلين القاهره؟!
أجابها وهو يستعد: أيوة.
=و هترجعوا إمتا؟!
_علي حسب.. لسه مش عارف.
=تروحوا و ترجعوا بالسلامه.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
_يبنتي بطلي أكل في ضوافرك.. علي ما نوصل هتكوني كلتي صوابعك.
نظرت لوالدها بتوتر و قالت: زود السرعه شوية يا بابا!
_أسرع من كده هنتقلب والله!
ضحكت فضحك بدوره و قال: يلا يا ستي وصلنا.
صعدا إلي مكتب المأمور الذي إستقبل والدها بحفاوة و أمر بإستدعاء "تيم".
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
"الرساله السابعه و الخمسون"
'دائماً ما يصدق حدسي و ليته يصدق تلك المره كعادته.. لا أكذب عندما أقول أني أشُم عطرك المميز يحيط بي.. و كأنه يواسيني عوضاً عن رؤيتك'
_تيم محمد داود... برز صوت العسكري مقاطعا تركيزه ف هبّ واقفاً و قال:أيوة أنا.
=زيارة.
تهللت أساريره و ظن أن الزائر والدته و لكنه بُهِـت عندما وصل إلي مكتب المأمور و رآها.
ظل ينظر لها بقلـبٍ يأنّ شوقاً كالمغيب.
أفاقه المأمور من شروده قائلاً:أستأذن انا عشان تاخدوا راحتكوا.
رن هاتف والدها فقال:هخرج أرد علي الموبايل و أرجع.
تقدم كالمسحور ينظر لها بشوق و إفتقاد كبير فتقدمت منه و وقفت أمامه و قالت:وحشتني يا تيم!
إبتلع تيم المسافه بينهم و عانقها عناقاً يليق بكم الشوق و الإنتظار الذي عاناهم فتشبثت به كالذي وجد ضالته أخيراً.
أبعدها عنه بهدوء و قال:ماريا أنا بحبك.
