لا تتحدي الصقر ج٢
#بقلم أسماء_عبد_الهادي
الفصل الثانى والثلاثون
وسط أجواء من المحبة والألفة إلتف شباب ورجال أهل البلدة حول محمد الزيني عمدة البلد مثال الطيبة والرأفة بالناس، وحول ابنه صقر الزيني الذي أحب أن يحضر إجتماعهم لسبب ستعرفونه بعد قليل.
جلس الجميع في الاستراحة المخصصة للاجتماعات في وسط البلدة يتناقشون حول معايير اختيار العمدة الجديد فلقد أعلن محمد الزيني رسميا أنه سيتخلى عن منصب العمودية ورئاسة البلد لمن يستحق من شباب ورجال البلد والذي سيتوسم فيهم خيرا وذلك من خلال انتخابات نزيهة سيشرف عليها هو بنفسه.
جلس محمد الزيني يستمع للشباب وآراءهم باعجاب شديد لكن كان في قرارة نفسه يشعر بأنه سيخيب آمالهم ..لأنه يعلم أن أخيه الأكبر سترشح للمنصب وايضا ابنه لكنه لم يفصح لهم عن شىء الان، بمعنى أن أمامهم منافسان قويان سيكتسحون الساحة بالكامل ..كما أنه متوجس خيفة من تلك المنافسة الحامية بين كل من الصقر وعمه رشاد
وبينما الجميع في أود تحمسه وانسجامه ..استمعوا لصوت صافرات وأبواق سيارات الى جانب صوت المزمار الذي يصدح في الأجواء
أشرأب معظم الجالسين بأعناقهم لينظروا ما للأمر ..فإذا بسيارات رجال الشرطة وخلفهم السيارات التي بها المزمار يتجهون نحوهم ..فوقف معظم الجالسين ليروا ما الأمر ما عدا الصقر والذي يعرف جيدا من القادم
ترجل المأمور وبعض كبار الشرطة من السيارة وألقوا التحية على عمدة البلد وصقر ابنه الذي قام من مكانه احتراما للرجال القادمون
الزيني _يا اهلا وسهلا بسيادة المأمور نورتونا والله ..اتفضلوا اجعدوا
لكن المأمور تحدث وهو مازال مكانه
_ده نورك يا عمدة... بس قبل ما نقعد لازم ..نرحب بكبير البلد اللي راجع من تاني علشان البلد وأهلها وناسها
تعجب الجميع من حديثه فهم لا يفهمون شيئا ...الا أن المأمور أشار للسيارة قائلا
_اتفضل يا كبير عيلة الزيني.
حملق الجميع في ذلك الذي يخرج من السيارة بحضوره المهيب وشخصيته القوية الذي تجعل من يراه يهابه رغما عنه..مشى ليقف جوار المأمور ويهتف بصوته الأجش
_سلام عليكم ..كيفكم يا رجالة؟
علت التمتمات في المكان وبدأوا يتسائلون في استغراب.. أين اختفى الكبير هكذا واين كان طوال هذه المرة وهل صدقت الاشاعات حقا بأنه كان سجين؟؟؟
قطع همهماتهم ..تقدم الزيني نحو أخوه الأكبر يعانقه بترحاب كبير ليعلو من شأن أخيه أمام الناس فهكذا يحب رشاد دائما
الزيني_ يا ميت مرحب يا كبير البلد كلاتها .. نورتنا يا خوي .. اتوحشناك جوي جوي.
ما ان فعل الزيني هذا حتى سار الجميع يحذوا حذوه ويرحبون برشاد بحرارة مثلما فعلا كبيرهم الذي يثقون به.
لينظر رشاد بغرور لذلك الجالس بهدوء يتابع المشهد وكأنه لا يعنيه.
ليهتف المأمور مرة اخرى
_عندي ليكم خبر هيعجبكم أوي.. الكبير قرر يترشح لرئاسة البلد ..وأظن مفيش حد بعد العمدة الحالي برجاحة وعقل الكبير رشاد الزيني اللي الكل بيعمله ألف حساب
كلما يسمع رشاد كلمات المديح والاطراء.. يزداد غرورا وخيلاء واعجابا بنفسه فهكذا يريد أن يراه أهل البلد كلها.
ليهتف محمد الزيني مبديا ترحيبه بالفكرة
_طبعا حق الكبير أنه يترشح للعمودية.. ولو مكنتش أعلت للجميع انهم من حقهم يترشحوا لكنت سلمتهاله فورا.
ليتحدث رشاد بصوته الجهوري
_مفيش مشكلة يا خوي .. أني هترشح زيي زي أهل البلد .. والفوز للأحق ..ولا إيه؟
ليربت محمد على كتف أخيه
_دايما متواضع يا خوي ..ربنا يباركلنا فيك يا كبير
(ياشباب كل ده محمد ميعرفش أخوه رشاد عمل إيه ولا راح السجن ليه من أصله؟
ليهتف رشاد بابتسامة زائفة
_تسلم يا عمدة ويباركلنا فيك انت كامان.
ليخرج الصقر عن صمته ويفك ذراعيه عن صدره ليفجر القنبلة في وجه عمه
_حيث كدا بقا ... يبقى أعلن أنا كمان عن ترشحي للعمودية
ليهتف الجميع بالترحاب بالفكرة ..بينما يجفل رشاد مكانه فالصقر يتحداه علانية ويبدو أنه لا ينوي أن يمرىء الأمور على خير
وأبوه يزدري ريقه ينظر لابنه وأخيه اللذان يتبادلان النظرات النارية المتحدية بوضوح .
أقترب المأمور واضعا يد فوق كتف الصقر والأخرى فوق كتف رشاد ليهتف بكلمات قطعت نظرات التحدي تلك
_عال عال.. بقا عندنا منافسين جامدين المرة دي... بالتوفيق للجميع.. عن اذنكم احنا علشان عندنا مشغوليات.. ونشوفكم بعد كم يوم يكون كل واحد فيكم قدم اللي عنده واللي يقدر يعمله الناس...سلام عليكم.
ليهتف رشاد بثقة
_متجلجش يا سعادة المأمور..مش هيصفى غير واحد بس والكل عارف هو مين علشان محدش يستجرا يجف جدامه .
قال كلماته وهو يرمق الصقر بتوعد..لكن الصقر
لم يهتز له شعره واحدة وبدا وكأنه لم يسمع شيئا فليس الصقر الذي يهاب .
المأمور_هنشوف يا كبير ..سلام عليكم
الزيني والرجال _وعليكم السلام .
بدأ الكثير من الرجال يعلنون انسحابهم الكامل من المنافسة فأنى لهم بمجابهة الصقر وعمه
لينظر رشاد الى صقر بنظرة ذات معنى يقصد بها اخافة الصقر
_وانت مش هتنسحب زييهم كامان!!!
ليقف الصقر أمامه واضعا يده في جيب بنطاله
_أظن لسه بدري على الكلمة دي يا كبير.
ليهتف رشاد بسخرية
_معاك حق ...بس في الأخر هيحصل، الحكاية مسألة وجت من أكتر.
ليرمقه صقر بغمامة سوداء في عينيه
_مش الصقر اللي ينسحب أو يخسر في حاجة بدأها يا عمي
ليهتف رشاد بغضب فلقد استطاع صقر استفزازه
_هنشوف يا ابن اخوى.
______
ما أن علم بالأمر حتى هب به صادحا بغضب
_انت اتجننت ياصقر .. عايز تقف قدام عمك وتتحداه كمان... ده مجرم.. ده ممكن يقتلك من غير ما يتهزله جفن حتى... انسحب فورا يا صقر وانسى اللي ف دماغك.
ليتهف صقر بسعادة وكأنما لم يسمع ما قاله بلال
_شوفت وشه كان عامل إزاي لما عرف الخبر..ده ناقصله تكة وينفجر.
ليزفر بلال بغضب
_انت سمعتني أنا قلت ايه من شوية
لينهره صقر بضجر
_ايه يابلال ..هتفصلي من المود اللي أنا فيه أنا فرحان فيه أوي... ولسه الضربة هتكون قاضية لما يعرف إني فوزت عليه
ليضرب بلال كفا بكف
_انت يا بني بتفهم عربي ..بقولك ممكن يقتلك ..مش بعيد يعملها... انتي مستغني عن عمرك.
ليرمقه الصقر بقوة
_وأنا مش خايف يا بلال وان مكانش رشاد هيتغير .. يبقى يرجع السجن أفضل للجميع.
ليهتف بلال بسخرية من صديقه
_وانت اللي هتغيره
ليقول صقر بشرود
_بعون الله هعمل كدا.
قاطع حديثهم صوت أحد الغفر يهتف بنفس متقطع من أثر الجري
_الحج يا صقر باشا
التف صقر للغفير
_في إيه يا صبري مالك؟
ليهتف الغفير بتردد
_أصل ..ااا
هز صفر رأسه ليشجع الغفير على التحدث
_اتكلم في إيه؟؟
الغفير بخفوت _الست هانم مرات حضرتك ركبت اللانش لوحديها وراحت لبعيد للمنطجة المحظورة وأهل البلد كلها واجفين جلجانين ليجرالها حاجة.
رمش بلال عدة مرات ليتسوعب الأمر..بينما كان رد فعل صقر أسرع حيث أسرع خطاه بتوعد لتلك التي تتصرف من تلقاء نفسها ولا يهمها أحد ولا ترضخ لأوامر أو قواعد.
__أسماء عبد الهادي_
وصل الصقر إلى حيث الكوبري ليجد العشرات من الناس يقفون ويتحدثون على ما يحدث
وقف يطالع هو الآخر أين وصل لانش تلك التي تلعب بعداد عمرها الآن... فوجده حقا ابتعد كثيرا وبدأت في الدخول في المنطقة المحظور دخولها.
لذا قرر أن يستقل واحدا هو الآخر ويذهب لتلك المعتوهة كي يعيدها الى هنا.. أصر بلال أن يذهب معه حتى يتدخل إذا ما احتد الأمر بينهما.
ساق صقر الانش بأقصى سرعته حتى اقترب كثيرا منها فنادى بأعلى صوته غاضبا
_ياسميناااااا
_ياسميناااا
انتبهت ياسمينا لهما فخففت من سرعة اللانش الذي تركبه وقالت وكأن لا شىء يحدث
_هاااي صقر هااي دكتور بلال.
ليهدر بها صقر
_ارجعي بالانش حالا .
هتفت باستغراب
_واي صقر.. أنا لسه مخلصتش فسحتي.
فما كان من الصقر الذي ضاق ذرعا بها الا أنه أسرع بالانش ليلحق بها ومن ثم قفز الى الانش خاصتها ليجعلها ترجع بالاجبار
صاحت بضيق
_نووو. ..صقر انت بتعمل ايه.
ليقول صقر وهو يبعدها عن القيادي ويقود هو
_هو أنا لسه عملت حاجة ... عملك اسود ومنيل ياشيخة انتي عايزة تجيبيلي مصيبة ؟
لتهتف هي بغضب
_اوووف صقر بجد انت خنيق أوي... ايه المشكلة لما اركب لانش حرام هو كمان؟؟
ليهتف صقر بسخرية
_لا مش حرام ... بس ممكن يدخلنا لابو زعبل علطول.
ضيقت ياسمينا حاجباها
_مين ابو زعبل ده ...أنا معرفش حد بالاسم ده
لم يستطع بلال أن يكبت ضحكاته ...فأشار له الصقر بضيق
_استلم يابني...معتوهة وكمان متخلفة أعمل فيها إيه أنا دلوقتي....صدقني حلال فيها القتل.
لترمقه ياسمينا بغضب وتقرر ترك قاربه وتستقر بالآخر الذي به بلال وهي تقول بغضب شديد
_يو أر روود وشاملس وكمان عديم الزوق... مش قاعدة معاك دقيقة واحدة.
أقترب بلال بقاربه لتستطيع ياسمينا أن تصعد على متنه عندما رآها تهم بذلك وما أن استقرت على الانش الذي له بلال حتى قال صقر وهو يقود القارب عائدا بأقصى سرعة
_ارجعوا ورايا يا بلال وحسابي معاها يتصفى هناك
تنهد بلال ولحق بتوؤدة بصديقه الذي يقود بسرعة وغضب شديد ..ليلاحظ علامات الوجوم على وجه ياسمينا فهتف بهدوء
_ياسمينا المنطقة اللتي كنت هتدخليها دي منطقة محظورة وممكن كنتي تتسببي في دخولك انتي وصقر السجن.. اللي هو أبو زعل يعني بسبب مخالفة الاوامر.
اجفلت ياسمينا مكانها
_أوووه ..أنا كنت فولش أوي .. سوري بلال.
ليهتف بلال بجدية
_سوري دي تقوليها للأستاذ الشايط هناك ده .
_شايط يعني إيه!!
_يعني هينفجر من اللي بتعمليه
ليزفر ياسمينا بتأفف
_يووو دكتور بلال.. مبحبش حد يقيد حريتي... بتخنق ..وانت شايف صاحبك مزودها معايا أوي
تنهد بلال ليهتف بجدية
_وبصراحة بردو انتي مش بتسمعي كلامه خالص وهو زي الطور وهمجي ومش هيتوصى
لتهتف ياسمينا بحيرة
_والحل إيه!
ليقول بلال ليخيفها
_ربنا يتولاكي بقا
لتضع ياسمينا يدها على شعرها بخوف
_وات دو يو مين بلال؟؟؟ انت خوفتني.
_لازم تخافي يا ياسمينا... صقر للايام دي مش صقر اللي نعرفه وبصراحة ربنا يكون في عونه.
وصلا إلى المرسى ليجدا أن الصقر قد أبعد الجميع ولم يتبقى سواه واقفا أعلى الكوبرى..ليهتف بغلظة
_كل ده علشان توصلوا .. إيه بتتفسح سيادتك
ترجل بلال من اللانش بعد ياسمينا التي كانت تتحاشى النظر الى الصقر او التحتكاك به ليقول
_لا ما هو أنا مش همجي ومستغني عن عمري علشان اسوق بجنون زيك كده.
ليسبقهم صقر عائدا إلى البيت
_هاتها وتعالوا ورايا
ليهتف بلال بمزاح
_خدامين أبوك إحنا
ليلتف إليه صقر بغضب
_بتقول حاجة يا بلال؟
بلال بخوف
_لا ولا حاجة... بقول ماشي يا باشا جايين وراك.... أبو اللي يزعلك يا اخي
لتضحك ياسمينا بشدة على بلال
ليقول بلال مدعيا الضيق
_بتضحكي!!... بقولك ده همجي واللي يقف في وشه في ظروفه دي يبقى معلش يعني غبي وهو اللي جابه لنفسه.
بلال كان يود إخافة ياسمينا حتى لا تعصي أوامر الصقر ثانية ونجح في ذلك
فهتفت له برجاء
_بليز دكتور بلال... خليك معايا لحد ما أطلع فوق أوضتي .
_هحاول
_______
علت أصوات الزغاريد الحي بأكمله فالكل فرح بخبر براءة أسامة وقرب موعد خروجه أخيرا من القسم
كان الحي كله سعيد ببراءة ذلك الشاب الذي عُرٍف عنه في الأونة الأخيرة بالصلاح والتقوى
وأشدهم فرحا هو عادل صديقه واسرته...قضى عادل يومه بشوق لخروج صديقه في اليوم التالي بضمان محل إقامة بعد ما اكتشوا دليل إدانة الساعي وعلموا سبب العداء بينهم... حيث تخاصم المأذون والساعي منذ عدة سنوات على البيت الذي به مكتب المأذون فكان كلاهما يرثان فيه..لكن المأذون أخذه بمبلغ زهيد من الساعي الذي كان ينوي أن يجعله شقة ليكمل بها نصف دينه...ومرت السنوات لكن ظل الساعي يتذكرها للمأذون إلى أن حدث شجار بينهما مؤخرا أدى إلى خنق الساعي للمأذون في ساعة شر وغضب .
لم تدري أميرة لم شعرت بخفقان قلبها وفرحها الشديد لخروج أسامة أخيرا... استغربت شعورها ذاك فلأول مرة تشعر به ... إحساس جميل لم تعرف تفسيره بعد سوى أنها متأكدة أنها موافقة على طلب أسامة لخطبتها.
_____
وصل صقر للبيت وطلب من الجميع أن يلج الى غرفته منتظرا عودة ياسمينا كي يعاقبها عما إقترفته.. وبمجرد أن وصل بلال وياسمينا البيت ..حتى انقض صقر على شعر ياسمينا لدرجة أن بلال فشل في ابعاد صقر عنها
ليقول صقر بغضب
_أنا غلبت معاكي...إنتي إيه .. جبلة مش بتحسي!!!
وقف بلال محاولا أن يحول بينهما
_صقر ..يخرب بيت ايدك الطرشة يا اخي .. سيبها دي مهما كانت ضيفة عندك مينفعش كده
ليتركها صقر بضيق
_ضيفة دي .. دي ..دي ..ولا بلاش ... إسمع تأخدها على الأوضة فوق وتقفل عليها بالمفتاح وممنوع تخرج غير بإذني
لتهتف ياسمينا التي تتألم واضعة يدها على شعرها فتقول بغضب
_وااات!... إنت عايز تحبسني يا صقر!!!
زفر صقر بضيق
_والله ده أنسب حل ليكي... طالما الكلام مش نافع معاكي.
ثم نظر لبلال بصرامة
_نفذ يا بلال حالا .
نظرت ياسمينا بتراجع لبلال
_دكتور بلال .. انت هتعمل اللي بيقول عليه بجد
هز بلال كتفه بمعنى أن ما باليد حيلة وقال بهدوء
_اتفضلي يا ياسمينا دلوقتي.. بلاش نقف قصاد الصقر وهو غضبان كدا.
أدخل بلال ياسمينا الى غرفتها والتي وجلت على مضض تهتف باستنكار
_أنا مش مصدقة إنك توافقة
ه على حبسي في الأوضة يا دكتور.
تنهد بلال
_صدقيني ده حل مؤقت يوم بس لحد ما صقر يهدا .. تقبلي أسفي يا ياسمينا .. معلش.
لتلج ياسمينا للداخل وتجلس على اقرب كرسي بغضب
_اوك يا صقر ... مش أنا ياسمينا اللي تعمل فيها كدا.
اوصد بلال الباب كما أمره صقر وأعطى المفتاح لرباب والدة الصقر
_ده مفتاح أوضة ياسمينا صقر طلب تفضل في الأوضة ومتخرجش الا باذنه.. بس حضرتك لو لقيتيها على آخرها وعايزة تخرج خرجيها في الوقت اللي صقر مش موجود في البيت
تناولت منه رباب المفتاح وهي تتنهد باستغراب من تصرفات كل من الصقر وياسمينا
_ماشي يا ولدي .
____
في اليوم التالي
تعانق الصديقان بشدة مطولا أمام القسم ..فاليوم أُعلنت براءة أسامة بشكل رسمي وسمح له بالخروج أخيرا
لذا كان عادل بانتظاره كي يعودان معا للمنزل
هتف عادل بمزاح
_كفارة يا أسامة ..السجن للجدعان زي ما بيقولوا
ليهتف أسامة بضيق
_معاك حق يا عادل... أنا مكنتش مفكر أن في ناس ممكن تدخل السجن وهيه مظلومة ...الحمد لله على كل حال.
ربت عادل على كتف صديقه
_ايه يابني هتقلبها مناحة ليه ..أنا بهرج معاك.. يلا نروح علشان أمي عاملة وليمة جامدة بمناسبة خروجك .
هتف أسامة بحرج
_لاا إعفيني أنا النهاردة يا عادل مش هقدر أجي معاك
_ليه يا ابني دي أمي بتستعد للوليمة دي من أسبوع وكأن قلبها حاسس
ليبتسم أسامة لعادل
_ربي يباركلي فيكم ..أنا فعلا مش عارف من غيركم كنت هعمل ايه.. أنا معاكم مش بحس بالوحدة وكأنكم عيلتي بجد يا عادل.
ليدفشه عادل في رأسه
_في إيه يا ابني ... ما انت اصلا واحد من العيال من زمان .. من أيام الصياعة فاكر... ايه مش نفسك ترجع للشقاوة تاني ولا إيه؟
رفع أسامة يده ببراءة
_لا يا عم الله الغني ..أنا تبت خلاص.
ليدعي عادل الضجر
_لا انت الظاهر السجن علمك الجبن ولا إيه؟؟
ليضحك أسامة ويعانق صديقه ثانية
_وحشتني يا عادل ووحشني صحبتك يا صاحبي.
_وانت كمان يا أس يا غالي.. يلا بينا بقا الحاجة هتفضحني.
تحنح أسامة بحرج
_بس يا عادل مش هينفع أجي البيت بمنظري ده ..على الأقل محتاج دش نقع يوم كامل بعد نومة البرش.
ليهز عادل رأسه بموافقته على كلامه
_في دي معاك حق.. بينا على بيتكم ننضفك ونظبطك ماهو مش هتقابل العروسة بمنظرك العرة ده فاهمك أنا يا صاحبي
لؤى أسامة ثغره هاتفا بضيق
_تشكر يا صاحبي
ليبتسم له عادل بسماجة
_العفو يا حبيبي
لينخرطا معا في نوبة من الضحك فرحين ببراءة أسامة وخروجه من أزمته بسلام.
_____
جلس على مقعده يطالع رجاله باستفسار..مترقبا سماع إجابة يريدها
_ها إيه الأخبار كله انسحب والأصوات كلها هتكون ليا مش إكده؟؟
ليتنحنح رجاله مطأطئين رؤسهم
_أصل يا باشا.....
ليهدر بهم
_أصل إيه انطجوا
_ماهو....
_اتكلم عاد انت وهو جبر يلم العفش.
_بصراحة كده النتيجة شكلها هتكون لصالح صقر ابن أخوك.. البلد كلياتها بتحبه ومحدش له سيرة غيره.
هب الزيني واقفا من مقعده بغضب عارم
_بتجول إيه يا مخبول إنت
_ده اللي داير ف البلد يا باشا
لتلمع أعين رشاد بشرار تلتهم الصقر
_ابن الزيني مش ناوي يجيبها لبر.
ليهتف احد الرجال باقتراح
_نخلص عليه يا باشا
هتف رشاد بشر
_لا محدش هيخلص عليه غيري...أعمل أي حاجة تشغله عن الانتخابات
_أوامرك يا باشا ..
خرج الرجلان لتدلف الخادمة لتقول بارتباك ولنبرة إحترام ممزوجة بالخوف
_بعد اذنك يا باشا .. ممكن أطلب منك طلب والنبي يا باشا ما ترفضه(لا إله الا الله.. متحلفوش بغير الله)
نهرها بغلظة
_ما تتكلمي علطول يا حرمة انتي أنا فاضيلك
اقتربت منه تسترجي عطفه تقول ببكاء
_بنتي يا رشاد باشا تعبانة وعلى وش ولادة ولازمن أكون جارها ملهاش غيري
_والمطلوب مني إيه!!
_اسمحلي بس يا بيه أروح أشجر عليها وهعاود عشية مش هعوج أبدا
ليهدر بها
_هتخرفي تجولي إيه ... مفيش خروج من إهنه وانتي عارفة إكده كويس... غوري من وشي
_بس يا بيه
_قلت غوري ..كانت ناجصاكي عاد.
_____
فتحت رباب باب غرفة ياسمينا التي كانت تصرخ بغضب تريد ان ترى ابنتها مودي
وقالت بتحذير
_أنا فتحتلك يا بنتي.. بس بالله عليكي أول ما صقر يعاود ترجعي على أوضتك طوالي.
هزت ياسمينا رأسها وفي داخلها تنوي على فعل شىء ..لذا ابتسمت بخبث.....
ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول من هنا
