💥رواية إختلاس مشروع💥
الفصل الأول والثاني
بقلم🌸نعمه حسن🌸
تركض و كأن الذئاب تلاحقها.. تخشي أن تتوقف حتي تلتقط أنفاسها و لو لدقيقه واحده.. تنظر خلفها فتجده يلحق بها فتزيد من سرعتها حتي اصطدمت به ثم سقطت منها حقيبتها التي كانت تضمها إلي صدرها.
شاب أقل ما يقال عنه أن جماله أخاذ يخطف القلوب و الأنظار.. نظر لها بغضب ثم تفوه حانقاً: مش تبصي قدامك؟!
ثم انحني و التقط حقيبتها و ناولها إياها فسقط منها "سوار ذهبي".
نظر إلي السوار ثم نظر إليها بشك فوجدها ترتجف و تتلفت حولها بريبه.
نظرت إلي الخلف فوجدت ملاحقها يقترب ففرت هاربه تركض بكل ما أوتيت من قوة.
_انت تعرفها بنت الكلب الحراميه دي؟! تفوه بتلك الكلمات رجل أربعيني قصير القامه ممتلئ قليلا.
=لا معرفهاش.. هي خبطت فيا و شنطتها وقعت حتي جريت من غير ما تاخدها.
_شنطتهاا؟! هااات. ثم اختطف الحقيبه الخاصه بها من يد الواقف أمامه بغل و حقد فجذبها منه بعنف قائلا: انت بتعمل ايه؟! سيب الشنطه عشان أرجعها لصاحبتها.
_صاحبتها الحرامية؟! دي سارقه مني أنسيال تمنه يعدي ال10000جنيه.
=إييييه. طيب خد حاجتك أهي و إتكل علي الله.
_أتكل علي الله ازاي يعني.. أنا لازم أعمل محضر و أشردها بنت الحراميه دي.
وقف بشموخ و غيّر نبرة صوته لتصبح أكثر حدة ثم قال: طيب.. معاك النقيب تيم محمد داود.. اتفضل بينا نروح القسم سوا و نشوف الموضوع ده.
تراجع الرجل ثم تنحنح قائلاً: هاا.. اللي ما يعرفك يجهلك ي باشا.. خلاص عفا الله عما سلف أهم حاجه حاجتي رجعتلي.. بالإذن ي باشا.
أخذ الحقيبه و انصرف يبحث عنها بين الماره ولكن بدون جدوي.. وصل إلي شقته التي يقطنها برفقة زميله و رفيقه" ماهر"فإستقبله مطلقاً صفيراً بفمه قائلاً: شنط حريمي؟! شكل الموضوع كبير ي صاحبي.
ألقي "تيم" بجسده علي المقعد بتعب ثم قال: هو كبير فعلاً.
ثم أستطرد "تيم" قائلا: اي الاخبار؟!
أطلق "ماهر" تنهيده متعبه ثم قال: زي مااحنا.. يومين بنبقا سمن علي عسل.. و يومين بنبقا مش طايقين بعض.. و بعدين منا بتحايل عليك تجوزني أخت...
قاطعه"تيم"ممسكاً بتلابيب قميصه ثم قال متحدثاً من بين أسنانه: أسمعك بتجيب سيرتها ع لسانك تاني هقطعهولك.
ماهر بذعر مصطنع: تقطع إيه يا عم إستهدي بالله بس.
ألقي "تيم" الحقيبه بوجهه ثم قال بسخط: عيل زباله.
تلقي "ماهر" الحقيبه بين يديه ثم فتحها علي الفور قائلا: أما نشووف كده اي اللي في الشنطه دي.
اختطفها منه "تيم" قائلا: انت يبني مفيش عندك دم؟! هي حاجتك عشان تفتش فيها؟!
_يعم ما يمكن صاحبة الشنطه عامله مصيبه و لا سارقه سريقه و سيباها ف الشنطه.. نلبس إحنا بقا؟!
بدا علي وجهه الإقتناع نسبياً فقال: أنا اللي هشوف.
_يييييييه.. إي ي تيم شغل 6إبتدائي ده؟! إتفضل يخويا شوف يمكن يطلعلك مصاصه ولا لبان.
رمقه"تيم"بنظرات ممتعضه ثم جال ببصره داخل الحقيبه ثم أعاد النظر بتعجب إلي "ماهر" ثم أخرج من الحقيبه "زجاجة عطر رجالي" و رفعها أمام أعين ماهر الذي تعجب بدوره ثم قال: إي ده مش ده البرفن بتاعك؟!
ماهر: ااه هو نفس بتاعي.. بس هي بتعمل إيه ببرفان رجالي؟!
أعاد "تيم" النظر في حقيبتها ثم أخرج "شفرة حلاقه رجالي" و أعطاها ل"ماهر"الذي قطب ما بين حاجبيه ثم قال: اي ده هي شغاله كوافير رجالي ولا ايه؟!
نظر له "تيم" بضيق ثم قال: هو ده وقت هزار يلعن ابو شكلك.
ثم مد يده داخل الحقيبه مرة أخري و أخرج هاتف، فتحه فوجد صورة خلفيه سوداء بها نقوش غريبه.. وجد مكالمه وارده بذلك الهاتف فأجاب: ألو
_أيوة.. حضرتك أنا صاحبة الموبايل.
نظر إلي "ماهر" ثم أجابها: ااه.. انتي اللي خبطتي فيا وانتي بتجري النهاردة.
_احممم.. ايوة.. ممكن أقابل حضرتك فين عشان أخد حاجتي؟!
=قولي مكانك وأنا أجيلك.
أجابت بسرعه: لا.. قول حضرتك اجيلك فين؟!
=اممممم.. طيب هستناكي في كافيه"لاتينو".
_تمام.. نص ساعة واكون هناك.
=تمام
إرتدت تنوره قصيره من الجلد و توب شفاف من اللون الأسود و حذاء طويل يصل لأعلي ركبتيها بقليل من نفس اللون ثم أخذت حقيبتها الفخمه و نزلت إلي الأسفل فقابلتها زوجة والدها قائله بسخريه: خير.. رايحه عزا مين متأخر كده؟!
_عزا امك.. وسعي.
رمقتها زوجة والدها بأعين متسعه و فاه فاغر من الصدمه ثم قالت: اااه يبنت ملاك الحربايه.. إن ما اتسببتلك في مصيبه النهارده مبقاش أنا.
"" "" "" "" "" "" "" "" "" "" "" "
يقف أمان "الكافيه" بشموخ و هيبه لا تليق بسواه و بجانبه صديقه المتطفل الذي اصر علي مرافقته.
ماهر: ما ترد يا عم علي خطيبتك اللي قرفت أمي رنات و مسچات دي.
تيم بغضب: و هي ترن عليك بصفتك إيه؟! أنا ليا كلام تاني معاها.
ماهر محاولاً تهدئته: يعم حيلك ع البت.. ما هي زهقت ترن عليك انت مديها سكه.. و هي عارفه انك اكيد معايا ف كلمتني.. متبقاش قفوش ي تيتو بقا.
ابتسم للذكري ثم قال: تيتو.. محدش بيقولي تيتو غيرك انت و "ست الناس".. إمتا بقا أخدم ف أسوان خليني أرتاح من وشك و أشوف أهلي اللي نسيوا شكلي دول.
قال" ماهر"وهو يتلمس صدره بمزاح: ما تجوزني "ست الناس" ي تيتو.. أي حاجة من ريحتك حلوة والله.
_إنت هتتجوز علي نفسك يبني؟! و بعدين "ست الناس" مين اللي أجوزهالك؟! أقسم بالله أبويا لو سمعك ليقلبك ست.
_طب أي حاجة ي عم طي...... ااااوووف.. شوف يلا ي تيم الحصان اللي جاي هناك ده!!
=يخربيت ألفاظ... بتر كلمته عندما نظر حيث ينظر صديقه و رآها ذات الرداء الأسود. فتكلما الاثنين في آن واحد قائلان: يا دين النبااااااااااااااااي
💥رواية إختلاس مشروع💥
الفصل الثاني
بقلم🌷نعمه حسن🌷
أقبلت عليهم تمشي بدلال غير مصطنع فقالت: Hi guys
_........
لاحت أمام أعينهم بيدها ثم قالت: هيييييي.. ي شباب.
ماهر محدثاً تيم: ولاا ي تيتو.. هو اللي أنا شايفه ده بجد؟!
_........
وكزه بيده في ذراعه فأفاق "تيم" من شروده ثم تنحنح قائلاً: مااشي ي ماهر شوف بقا مشوارك و لما تخلص رنلي.
نظر له "ماهر" بتساؤل ثم قال: لا يااعم مفيش ورايا مشاو.... فنظر له "تيم" نظره ذات معني فقال.. آااه آااه تمام.
انصرف "ماهر" فإقترب "تيم"منها ثم قال:اتفضلي نقعد جوه.
_ليه؟! أجابت بتلقائيه.
فأجاب بجديه:في كذا حاجه محتاج أفهمها منك.
_سوري مفيش عندي وقت..من فضلك تجيب الشنطه عشان امشي.
نظر لها يحاول سبر أغوارها فأخفضت بصرها رغبةً منها في إخفاء الضعف الساكن بعينيها..
فتح سيارته ثم أحضر حقيبتها و أعطاها إياها و هو ما زال ممسكاً بها ثم سألها:بنت زيك بتعمل اي ببرفان و شفره رجالي؟!
تحولت نظرتها كلياً كمن تلبسه جان ثم قالت بصوت عالي نسبياً:انت ازاي تسمح لنفسك تفتح شنطتي و تدور فيها..لا و جاي تحاسبني كمان.
أجاب بهدوء و قد بدأت تتجمع أمامه الخيوط:بس أنا مش بحاسبك،أنا بسأل سؤال.
=و تسأل ليه أصلا؟!إنت مالك.
قال بنبرة صوت اكثر حده:وطي صوتك وانتي بتكلميني،سرقاهم زي ما سرقتي الأنسيال من الراجل اللي كان بيجري وراكي النهارده..صح؟!
إنقبض قلبها ثم نظرات له مشحونه ثم انتزعت الحقيبه من يده بكل ما أوتيت من قوة و رحلت.
ظل ينظر في أثرها بحيره و شرود حتي قطع شروده رنين هاتفه فأجاب دون أن يعرف من المتصل: ألو
_والله؟! إنت فين ي أستاذ تيم؟! من إمبارح بكلمك و ببعتلك ف ماسدچات و انت ولا انت هنا.
زفر تيم في ملل و لم يتحدث فصرخت قائله: انت مبتردش علياا ليه؟! يعني قالبه الدنيا عليك و يوم ما ترد متتكلمش
أنهي" تيم "المكالمه فجأةً في حنق و غضب و ازداد غضبه عندما أعادت الإتصال به.. قام بالعد من 10 إلي 1في داخله محاولاً السيطره علي أعصابه المثاره ثم اجاب: أيوة ي" ندي"
"ندي" بصراخ و عصبيه: إنت بتقفل في وشي ي تيم؟!!!!
_و لو موطتيش صوتك هقفل الموبايل خالص.
أجابت في هدوء نسبياً: أنا عايزه اعرف انت بتتعامل معايا كده ليه؟! هو أنا بشحت منك؟! بتطفل عليك؟! دنا مراتك.
_لا مش مراتي.. لسه خطيبتي.
=لا مكتوب كتابنا ي حضرة الظابط.. يعني مراتك.
اجاب بملل: انتي عاوزه ايه دلوقتي ي ندي؟! عشان انا دماغي مش تمام.
=أيوة أنا عايزة أعرف دماغك هتبقا تمام إمتا بقا؟!
_بحاول ي ندي.. اليومين دول تقال ع قلبي و انتي عارفه.. بلاش تضغطي عليا انتي كمان.
=ي تيم إحنا فرحنا بعد شهر ونص و لسه محضرناش أي حاجة و كل ما افتحلك الموضوع ده بتقولي لسه بدري.
_ندي.. و رحمة أبوكي اقفلي.. انا مش ف مود كلام دلوقتي و هقولك كلام يضايقك.. لما أروق هكلمك.. سلام.
لم ينتظر إجابتها بل أسرع في إنهاء المكالمه ثم إتجه للمكان الذي يجلس به صديقه.
ماهر: اي يسطاا؟! الكلام علي ايه؟!
نظر له بإستياء كعادته ثم تشدق قائلا: يسطاا؟! والله العظيم انت اللي دخلك كلية الشرطه ظلمك.. انت اخرك سواق توكتوك.
_لخص ي عم الفيلسوف.. ايه اللي حصل معاها؟!
=مين؟!
_الحصان الاسود.
هز "تيم" رأسه بيأس ثم قال: البت دي وراها حكايه كبيره اوي.. بس مسيري أعرفها.
_هتعرفها ازاي بقا ي شارلوك هولمز زمانك؟!
=يبني ظابط أنا ولا مبيض محاره؟!
_لا ظابط الظبابيط كلهم.. اعزمني ع العشا بقا ألا أخوك أشفور.
=انت اشفور من يومك.. العن أبو نتانتك.
تناولوا طعام العشاء ما بين نقاش و مزاح إلي ان رن هاتف "تيم" فأجاب بلهفه: حبيبة قلبى.
_ي وااطي.. من اخر مره كنت فيها هنا وانت مسألتش عني.
=والله يبنتي كنت لسه هكلمك.
_ااه نفس كلام كل مره و مبتعبرنيش.. و انا اللي كل مره لازم اكلمك و اقولك وحشتني.
=والله انتي اللي وحشتيني.
_طب خد "دهب" اهي عاوزه تكلمك.
=بجد؟! لا مش هينفع دلوقتي.
=اي ياض معاك مزه ولا ايه؟!
_يبنتي بعدين.. اول ما يبقا في وقت مناسب هكلمك.
=طيب بتبوسك.
_بوسيهاالي كتيييير.. و قوليلها بيقولك "تيم" هو مش ناسي اللي انتي قولتيله عليه.
=هي عايزة منك ايه؟! انت بتظبطوا مع بعض من ورايا ولا ايه؟!
_يبنتي قوليلها بس و ملكيش دعوه.
=ماشي ي حبيبي.. يلا باي.
_باي.
كان "ماهر" ينظر له بأعين متسعه و حاجبان مرتفعان فقال: اي ياض ي تيم الكلام اللي انا سمعته ده؟!
_اي يلا متنح كده ليه و فاتح بؤك؟!
=انت بتعط ياض من ورايا.. و حتتين كمان.. طب كنت باصي لاخوك.. دنا غلبان.
نظر "تيم" له بدهشه ثم قال: انت بتقول ايه يبني دي...... استني.
قاطعه رنين هاتفه مره اخري فقال: ده سيادة اللوا.. ثم اجاب المكالمه قائلا: ايوة ي فندم..ثم تبدلت نبرة صوته بأخري أكثر هدوء فقال: تمام حضرتك.. إن شاءلله.. مع السلامه حضرتك.
نظر إلي "ماهر" بحنق و زفر بغيظ فهز "ماهر" رأسه في البيت تساؤل فقال "تيم": جواب النقل جه.
_ع فين؟؟
=القاهره.
_أخيراا بقا.. نلحق موسم الشقط من أوله.
=والله إنك بارد.. انت مفكر انك رايح سفاري؟! دنتا هتتنفخ هناك.
_يسيدي بلد زي أي بلد و السنه بتعدي و ادينا بنتجول.
=طب قوم ياخويا خلينا نروح نجهز نفسنا.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كانت تستلقي ع ظهرها بفراشها.. تنظر إلي الفراغ.. تتذكر لحظات طفولتها كم كانت سعيده و لا تلقي للحياة بالً.. دخل والدها إلي غرفتها بغتةً فرمقته بلا مبالاه ثم أدارت وجهها فقال معنفاً إياها: إيه اللي حصل منك ده ي "ماريا" ؟
_إيه؟!
=قومي اقعدي كويس و ردي عليا.
اعتدلت بجلستها علي مضض ثم هزت رأسها له في تساؤل فقال بحده:انتي ازاي تغلطي في "شاهندا"؟!
_مغلطتش ف حد.
=لا غلطتي و متكدبيش..دي قابلتني ع الباب منهاره و مش قادره تاخد نفسها..كانت هتموت بسببك.
_تموت..عادي..مش أغلي من اللي راحت.
ثم ابتلعت المسافه بينهم ووقفت أمامه ممسكه بيده في ضعف و قالت:ولا أغلي ي بابا؟؟!!
أخفض عيناه فأعادت سؤالها:أغلي من ماما ي بابا؟!أغلي من"ملاك"؟!
أجاب بضعف و حنين حقيقي:مفيش حد أغلي من"ملاك"ي"ماريا"..ثم أكمل بحده: بس بردو.. شاهندا غاليه عليا وانتي عارفه و مهما كان موقفك منها مينفعش تهينيها.
ظلت تنظر له نظرات خاويه ثم قالت باقتضاب: تمام.
***********************
مر أسبوع علي انتقالهم من الأسكندريه إلي القاهره إستقروا فيه في مكان إقامتهم الجديد و لكن لم تستقر به نفسية" تيم".
_انا كويس ي بابا.. انت عارف بس ان اول يومين ف المكان الجديد بكون مضايق.
والده بحنو: يهونها ربنا ي حبيبي.. و عامل ايه مع "ندي"؟!
_تمام
=علي ابوك يااااك؟!
أطلق تنهيده بائسه ثم قال: مش مرتاح ي بابا.. حاسس ان خطوة كتب الكتاب دي كان عليها بدري.
=مش انت اللي كنت عايز تكتب كتابك جال ايه عشان لما تخرج ولا تجعد معاها تبجوا علي راحتكوا.
_مش عارف ي بابا.. انا الفتره دي متلخبط و مش عارف انا عاوز ايه.
=انت بطلت تروح للدكتور؟!
_ااه.. بقالي فتره مروحتش.. بس انا جيت القاهره اهو بقا اقربلي.. هشوف كده و اروحله.
=ماشي يبني ربنا يجدملك اللي فيه الخير.. اناديلك رشيده؟!
_لاا والنبي بلاش..هتفضل تقولي وحشتني و هتيجي امتا وهي مش ناقصه عيااط.. ابقا سلملي عليها و انا لما ابقا تمام كده هكلمها.
=ماشي.. خلي بالك من نفسك و سلملي ع ماهر الزنخ ده.. في رعاية الله.
