رواية عشق الفيروز الفصل التاسع عشر والعشرون بقلم ولاء رفعت علي


 عشق الفيروز ( لاتظلمني) 

#الحلقة_التاسعة عشر 

والعشرون


🌈🌈🌈🌈🌈🌈🌈🌈🌈                                         

                                                               

* تفتح عينيها ببطئ شديد فأشعة الشمس تخترق أهدابها 



لتوقظ فيروزتيها لتميل برأسها يمينا ويسارا لتستيقظ ف فزع 





حيث وجدت يديها وقدميها مكبلتين بأحبال محكمه وتشعر 



بالعطش الشديد حاولت بأن تصرخ او تنادي لكن لا محاله 



فكلماتها هربت من جفاف حلقها حاولت مرة اخري ثم مرة 



ثالثه فكل المحاولات باءت بالفشل ..لكن هيهات هناك صوت 




قرع اقدام بالخارج بل ظل لرجل ما يدلف منأسفل الباب الذي يبدو موصد من الخارج .. وقد اقترب هذا الظل ليفتح صاحبه 



ذاك الباب الخشبي المتهالك .... يفتح الباب ببطئ شديد تزيد معه خفقات قلبها المرتعد والمرتجف وإذا بالباب يفتح علي 



مصراعيه ليدلف لها بهيئته المهيبه التي تقشعر لها الابدان وصوت قهقهة ضحكاته التي تدب الرعب بأوصالها لتصرخ بكل 



قوتها لكن عاجزه حتي عن الصراخ .... يا الهي ماذا افعل سأموت لا محاله ...انجدني يا الله من هذا الذي يبدو عليه 



لايعرف الرحمه ولا الشفقه .... ها هو يقترب منها وابتسامته المرعبه لا تفارق محياه ليجثو ع ركبتيه ليرفع وجهها الذي 




اصبح قاب قوسين او ادني بين كفيه الغيلظان ..

الرجل بصوت ماكر ومرعب : انتي الي جيتي ياحلوة لحد 





قضاكي ولا انتي متعرفيش الي يدخل وكر الوحوش بيبقي مصيرو بيبقي ......

ليردف مناديا بصوت هادر: انت يازفت منك ليه تعالو شيلوها 


عشان ....ثم نظر لها مبتسما كالثعلب ويمسح بلسانه ع شفتيه 



واردف قائلا : التعابين والعقارب جعانين وعايزين ياكلو واظن 



ان الاكل ده هيعجبهم اوي ...... وقهقه بصوت مرعب 

وبعد برهة دلف رجلان احداهما هي تعرفه حق المعرفه لتصيح بداخلها: لالالا ده الراجل الي



 كان بيجري ورايا .... بدءت قطرات عرقها تتساقط من جبهتها ف خوف ورعب من مصير محتوم لمن يقع فربسة لهؤلاء 

امسكاها من زراعيها لتنهض من مجلسها ليقومو بسحلها وهي غير قادرة ع الصراخ فأنينها 




الخافت هو مرافقها ويزداد جفاف حلقها رويدا رويدا حتي كادت تموت عطشا اكثر من ما سيحدث لها ...

واخيرا انتهي سحلها الي ان وصلو بها امام جب (بئر) جاف عميق كعمق ظلام الليل



 الدامس .... وجاء الرجل من خلفهم ويأمرهم بصوت أجش بأن



 يلقوها بداخل الجب فرفعاها والقو بيها لتسقط بجسدها الذي



 تيبس ذعرا حتي تاهت ف غياهب ذاك الجب المظلم ... وجاء هذا الرجل ويحمل زكيبه جلديه وقام بفتحها ليلقي مابداخلها في الجب اذا بأفاعي وعقارب وأنواع ضخمه من العناكب السامه ... وكان حال تلك المسكينة وهي تستقر ف قاع الجب شعرت بألم شديد اثر ارتطامها بالاسفل لترفع عينيها لأعلي لتجد الملقي عليها من الاعلي لتصيح مرة واحده :

اااااااااااااااااااااااااه

آمال نهضت من جانبها بذعر : بسم الله الرحمن الرحيم مالك يا ضنايا ... قالتها وهي تضع يدها ع جبينها حتي شعرت بارتفاع حرارتها الشديد ..... اردفت : يااارب انت الشافي المعافي .... اشفي بنتي وعافيها ياااااارب 

قامت واخذت من جانبها ع الكومود وعاء بلاستيكي به ماء وقطعه قماش قطنيه مطويه فأمسكت بتلك القطعه واعتصرتها قليلا من الماء ثم وضعتها ع جبهة ابنتها 

فتحت فيروز عينيها ثم صرخت بصوت مختنق : 

لالالالالالا مش هعمل كده تاني انا مشوفتش حاجه انا معملتش حاجه سبيوني .... لااااااااااااا

احتضنتها آمال وهي تربت عليها بحنو : اهدي اهدي مفيش حد غيري انا وانتي انا جمبك ماتخافيش .

سكنت فيروز بين احضان والدتها ونظرت اليها ف رعب : انا انا فين؟

آمال: احنا ف بيت عمك حافظ لسه 

فيروز بصوت متقطع : ه...و هو حصل اي انا مش فاكرة حاجه غير .... تزكرت نظرات الرجل المرعبة لها ففضلت الصمت لتخرج نفسها من عناق والدتها وتمددت ع الفراش والتفت بغطاء ثقيل ع جسدها بأكمله 

آمال: مالك يابنتي؟

فيروز وهي تضم جسدها مع الغطاء الذي يدثرها بالكامل : انا عايزة انام 

آمال بنبرة حزينة : شفاكي الله وعفاكي ويبعد عنك كل شر ويحفظك قادر ياكريم ياااارب 

فيروز ف نفسها: يااااارب 

*************************

ف اليوم التالي حيث وقت الظهيرة واشعة الشمس مسلطة بقوة حرارتها الحارقة ع الارض ...وتحت ظل ذلك يقفون جميعهم يؤدون واجبهم بكل نشاط غير مكترثين بأعباء واي تعب كان 

ها هو صقر يجلس تحت مظله يحتسي كوب من الشاي لينتهي منه للتو ثم اخرج من جيب بنطاله الجينز القاتم علبة السجائر الخاصه به ومعها قداحته ذات اللون الذهبي المحفور عليها رسم لطائر الصقر الجارح    ليشعل سيجارته التي يطبقها بين شفتيه وكانت عينيه ف نظرات ثاقبه كمثل نظرات طائره المحفور صورته ع القداحه ينظر ف كل الاتجاهات ينتظر مجئ احدهم ليذيقهم مصيرهم المحتوم ع يديه 

أمير: صقر بيه موبايل ساعدتك بيرن ف العربية 

صقر ويلتفت له جانبا: تعال قعد مكاني لحد ما اجيبو وجاي بسرعه 

نهض وهو يعتدل من مظهر الجاكيت (بليزر) الاسود القاتم وقميصه ذو اللون الكحلي الذي يرتديه أسفله واتجه نحو احدي السيارات الخاصة بالشرطة وانحني بجسده ليدلف بزراعه من نافذه السياره ويمسك بهاتفه الذي كان ع التابلوه .... فعاود الهاتف الرنين مرة اخري وكان الاتصال من احدي رجال الكمين الذي يسبق ذاك الكمين الذي يرأسه صقر 

صقر: الو ........ تمام ...... تمام خلاص احنا جاهزين ف اي لحظه بس هم يشرفو بس


                                  


                    


* كان الأخر ف السيارة الضخمه ذات الدفع الرباعي ينظر من زجاج النافذه وهو يشاهد تلك التلال والجبال والصحراء الممتده ع طول ناظريه وهو يفكر ف زوجته التي تركها ولايعلم عنها شيئا حيث عندما ذهب مع هؤلاء الرجال أمره احدهم بأغلاق هاتفه وأخذه منه 

أيمن بداخل نفسه: سامحيني يا حبيبتي انا عارف ان انا ندل وجبان عشان سيبتك وانتي ف حاجه لوقفتي معاكي وجمبك لكن اعمل اي انتي لو عيشتي الي انا عيشته وشوفتي بعينك الي شوفتو هتديني ألف عذر 

قاطع حواره مع نفسه احدهم وهو يقول لهم بصوت أجش: ظبطو حالكو عشان ف كمين تاني داخلين عليه والظاهر الظباط فيه شكلهم هيرخمو علينا 

سمع أيمن تلك الكلمات فارتعدت اوصاله ودعي ربه بأن لاينكشف أمرهم وان يتخلص من تلك المهمه الوعرة ع خير ويرجع لزوجته وولديه وابنتيه 

........

أمير ينادي ع صقر الشارد ف الجهه الاخري: صقر بيه العربية جايه هناك اهي 

اتجه صقر وهو يسير ف المقدمه وجاء خلفه أمير وبعض العساكر ع أهبة الاستعداد للدفاع امام اي هجوم متوقع من هؤلاء 

اقتربت السيارة وقائدها يهدأ من سرعتها وهو يدلف نحو الكمين ثم توقف ليذهب أمير نحو نافذه السائق 

أمير: الرخصة والبطاقه وبطايق الي معاك 

اعطاه السائق رخصة القياده وقال لمن معه : هاتو بطايقكو يا رجاله ..... اعطاه جميعم وبما فيهم أيمن بطاقتهم الشخصيه للسائق الذي اعطاهم لأمير فأخذهم وهو يقول : ثواني وراجع

ذهب لصقر واعطاهم له: اتفضل يافندم 

صقر وهو يخلع نظارته الشمسيه ليتفحص هوية اصحاب تلك البطاقات بتمعن فتوقف عند بطاقة أيمن وهو يحتفظ بكل مافيها من معلومات بذاكرته     واتجه نحو السياره وهو يشير لمن هم بداخلها بفتح الابواب فقام جميعهم بفتح الابواب واقترب وهو ينظر لكل شخص منهم ولبطاقته ف نفس اللحظه الي ان وصل اخيرا امام أيمن الذي كان مرتبكا ويظهر عليه علامات القلق والريبه حتي شك صقر بأمره ... ظل صقر يحدق ف عينيه بنظرات تخترقه بقوة لتدب الرعب بداخل اوصاله فكل منهما حفر صورة الأخر ف زاكرته لينهي صقر ذلك وهو يعطي ايمن البطاقات والرخصه قائلا: 

طريق السلامه يا أيمن ... قالها ثم غمز له باحدي عينيه

وبعدها انطلقت السيارة تحت ظل مراقبه صقر لها وهو يحفظ ارقام اللوحة المعدنية 

ثم أخرج هاتفه واتصل ع شخص ما : الو ....... عايزك تجبلي كل حاجه عن أيمن محمود جادالله عبد الشافي وبسرعه .... ثم أغلق الهاتف و ع محياه ابتسامه ماكره ..

**************************

**

أمام قبر أحمد سراج الدين 

خالد: بصي زي ما طوعتك وخليتني اوافق انك تيجي هنا ع رغم انك تعبانه عايزك تفهميني مالك ومين الناس الي بتقعدي تجيبي ف سيرتهم وانتي كنتي سخنه وبتخترفي 

فيروز : اديك قولتها اهو بخترف 

خالد وينظر لها بشك : خليكي عنيده كده وما تتكلميش بس عايزك تعرفي مهما خبيتي جواكي هتلفي تلفي وترجعي بنفسك هتحكيلي عن كل الي جواكي من قبل ما تيجي هنا لغايه اللحظه دي 

فيروز بانفعال: انت مالك بتتكلم معايا كده ليه؟ مش عشان انك ابن عمي فده يسمحلك تتدخل ف حياتي وتؤمرني احكي ولا ما احكيش 

خالد باحراج : ده من خوفي عليكي مش اكتر و و....

قاطعته فيروز: لا متشكرة جدا وكفايه بقي لحد كده 

كانت فيروز تحت ضغط مما حدث لها من قبل سفرها وبعدها عن صقر قهرا وما فعله أحمد بها ومعامله عمتها لها ولوالدتها ولكره سمر الواضح لها 

خالد بأسف: انا بعتذر لو كنت اتعديت حدودي معاكي لكن ربنا الي عالم ... وعموما انا مش هضايقك تاني ولواحتاجتني ف اي وقت انا تحت امرك ... قالها وتركها وذهب ليجلس امام احدي القبور 

هي تضايقت كثيرا من ردة فعلها مع وشعرت بأنها كانت قاسية الي حد ما فلامت نفسها وغادرت المكان وهي تركض مسرعة اتجاه المنزل .... تعثرت ف طريقها لتقع ع قدمها فتألمت قليلا ثم تحاملت عليها لتنهض ووجدته واقف امامها لتخرج منها صرخة مدويه : عاااااااااااااااااااااا

خالد كان شارد ف القبر الذي امامه: وحشتيني اوي ..عارف انك زعلانه مني بس والله غصب عني انتي عارفه حبيبك وجوزك لما بيشوف حد ف محنة ومحتاج لمساعدته ميقدرش يقول لاء ويبعد .......

توقف عندما سمع صراختها فنهض مسرعا وهو يركض بكل قوة حتي وصل ليجد أحمد    يقترب منها ويصيح بها : اسكتي واسمعيني انا جاي اعتذرلك يخربيتك هتلمي علينا اهل البلد

جاء خالد من خلفه فانتبه احمد له ليلتفت اليه وهو يدافع عن هجوم خالد له وهو يلكمه بقوه 

احمد بصراخ: انت يا متخلف بتضرب من غير ماتفهم 

خالد بصراخ: افهم اي معرفتش تاخد منها الي انت عايزو فوق جيت تكمل تحت يا بجاحتك 

احمد وهو يتفادي ضربات خالد : وقسما بالله ماجيت جمبها انا عايز اتأسفلها ع الي حصل مني 

خالد ؛ كدااااب قالو له للحرامي احلف ....ثم وجه ركلة بقدمه ليقع احمد ع الارض 

احمد وهو ينهض: ما عنك ماصدقت .... قالها وهم بالذهاب .. استوقفه خالد وهو يجذبه من ملابسه 

خالد والغضب قد اعماه: انت فاكرني نسيت الي عملتو ف اسماء يا ابن عمي؟

احمد وهو يمسك بيدي خالد الممسكه به : قولتلك مليون مرة مكنتش اعرف انها هي كانت الدنيا ضلمه بالليل وكنت انا واصحابي مش ف وعينا 

خالد: وجاي تكرر الي حصل مع بنت عمك صح 

احمد: انا مش هرد عليك عشان غضبك عميك دلوقت 

فاجاءه خالد بضربه ف وجهه جعلته ينزف من فمه وانفه فرد له الضربه وأخذا يتعاركا بلا هوادة تحت صراخ فيروز ليخرج جميع من ف البيت ع اصواتهم وركض كلا من حافظ ليمسك بخالد وسعد أمسك بأحمد ..... ودلفو جميعهم للمنزل 

****************

***

* في حي من الاحياء الشعبية حيث تقطن خالة سلمي .....

تدلف الخالة الغرفه التي تمكث بها سلمي ع التخت البسيط وبجانبها احد ولديها التوءم والأخر ترضعه 

الخاله : بصي بقي ماهو انتي لازم تاكلي عشان الي ولادك الي بيرضعو دول وعشان صحتك 

سلمي وعينيها تنسدل منها عبراتها : مليش نفس ياخالتي ... أكل ازاي بأي نفس جوزي الي معرفش عنه حاجه وسابني بين ايدين ربنا وانا بولد ورمالك فلوس عشان يريح ضميرو من ناحيتي 

الخالة : اهدي يابنتي احنا منعلمش ظروفو برضو اي يمكن الشغل ده لو اتأخر وقعد جمبك كان خسرو واهو قرش جايلكو عشان مصاريفكو الي زادت بعد ولادتك 

سلمي : بس مش للدرجدي ده انا قبل ما ياخدوني ع العمليات قعدت ققولو متسبنيش     خليك جمبي ع الرغم من انه السبب ف ولادتي بدري .... قالتها ولم تدرك نفسها فتوقفت فجاءه عندما سألتها خالتها : مش فاهمه هو السبب ازاي؟؟

سلمي وهي تكفكف عبراتها: لا مفيش حاجه ياخالتو خلاص ... سيبك مني دلوقت كارما وكنزي راحو الدرس 

الخاله: اها من بدري واول ما جم منه اتغدو وكتبو واجبهم ونامو يا حبايبي 

سلمي بنظرات حزينه : انا أسفه ياخالتو عارفه ان احنا متقلين عليكي 

الخاله: عارفه لولا انك لسه نفسه وقايمه من عمليه كنت اديتك بالشبشب ع بوءك اي الي انتي بتقوليه ده يا بنت اختي عيب انتي كده بتشتميني 

سلمي: والله ما اصد ياخالتو 

الخالة: خلاص اقطمي ومتعديهاش تاني وبعدين مهما عملت معاكي مش هوفي حق امك الله يرحمها الي شالتني سنين عندها وكانو مروة وقاسم عيالي اد بناتك كده 

سلمي: الله يرحمها كانت نفسها تشوف احفادها منه لله الي كان السبب ف عياها وموتها 

الخاله : خلاص بقي متقلبيش المواجع بقي انتي بترضعي ولو زعلتي ممكن لاقدر الله لبنك يقطع 

سلمي: ربنا يخليكي ليا ياخالتو وميحرمنيش منك ابدا يااااارب ... ويهديك ليا يا ايمن وترجعلي بالسلامه واطمن عليك 

الخاله : يااارب امين يابنتي .... خدي كولي بقي وهاتي عمر وسليم اشيلهم شويه عقبال ما تاكلي 

... قالتها وحملت الرضيعين وهي تسمي بالله وهما كالملائكه ف برائتهم وجمالهما 

*******************

****

نذهب لصقر الذي كان ينتظر المكالمه ع أحر من الجمر حتي رن هاتفه فأجاب ع الفور

صقر: ها عرفت عنه حاجة؟ .......... تمام......... كويس......... حلو اوي .......... اوك ولو ف اي معلومات جديده بلغني فورا ...... الله يسلمك 

أغلق المكالمه وهو يبتسم قائلا: واخيرا مسكت بداية طرف الخيط ياتري يا أيمن هتطلع زي ما توقعت ولا هتخلف ظني ؟!

جاء اليه امير : صقر بيه ف واحد راكب موتوسيكل ومعلهوش نيمر 

صقر: سيبهولي اشوف حكايته ايه ده كمان

نهض صقر من مقعده ليذهب نحو الشاب 

صقر بصوت أجش: وريني بطاقتك 

_ اتفضل ياباشا

صقر يمسك بالبطاقه ويقلب فيها ليلفت نظره اسم ذاك الشاب 

صقر وهو ينطق اسمه بالكامل : أحمد سعد سراج الدين؟؟؟

أحمد : ف حاجه ياباشا؟؟

صقر بعينين حادة يسأله: ومال وشك متشلفط كده ليه ؟؟

أحمد وهو يتحسس جروح وجهه: كنت ف خناقه كده حضرتك عارف بقي مشاكل الشباب 

صقر ويقترب منه أكثر: اي الريحه دي انت بتحشش؟

أحمد بارتباك : حشيش اي ياباشا حد الله مابينا وبين الحاجات دي 

صقر بصوت مرعب : ارفع ايدك لفوق ياروح امك 

قالها وقام بتفتيش أحمد ذاتيا ليجد شئ ما يخباءه داخل الفانله التي كان يرتديها    تحت قميصه ... مد يده ليخرج هذا الشئ ليجده قطعة ف حجم علبة الكبريت ففتح غلافها ليستنشقها 

صقر وهو يجذبه من ملابسه بعنف: حد الله ياروح طنط ده انت مخبيلي حتة حشيش ف الفانله بتاعتك زي النسوان مابتشيل فلوسها ف الامانات ده انت ليلة اهلك سوده معايا ... ثم اردف: يا عسكري تعالي خد الو........ وحطو ف البوكس 

العسكري : تمام يافندم .... وجذب أحمد من زراعه وهو يزج به بالصندوق الملحق بالسيارة 

أمير: وده هنعمل اي معاه يافندم

صقر وهو يخطط لشئ ما في عقله : كل خير يا أمير خير اوي .... يلا يارجاله لمو الحواجز وكل حاجه ويلا بينا كفايه كده النهارده 

***********************

*****

في منزل حافظ سراج الدين 

آمال وهي تربت ع ظهر والدة خالد: اهدي كده ياحبيبتي مالك نازله عياط بقالك ساعتين من ساعة الي حصل 

والدة خالد: عشان شايفه ابني بيضيع مني وانا واقفه مش قادره اعمله حاجه 

آمال: بيضيع فين يا وليه ماهو شاب زي القمر طول بعرض ودكتور اد الدنيا بسم الله ماشاء الله ربنا يحفظه 

والدة خالد: ماهو أنتي ده الي شيفاه بس لكن هو ياعين أمه مكسور من جوه ومش قادر ينسي الي حصل من كام سنة خصوصا طول ماهو شايف الواد الو....... أحمد 

آمال: هو أحمد عمله اي ؟

والدة خالد وهي تأخذ شهيقا وتكفكف دموعها وتمسح أنفها بالمنشفه الورقيه: انا نفسي     افضفض معاكي بس أمانه عليكي يا أم فيروز اياك حافظ يعرف اني حكيتلك

آمال: عيب يا ام خالد انا عمري ماخرجت سر حد برة وربنا يعلم 

ام خالد: متأخذنيش يا حبيبتي ده من عشمي فيكي 

آمال: ولا يهمك فضفضي وخرجي كل الي جواكي يمكن ترتاحي .... قالتها ونهضت نحو فيروز التي كانت تدعي النوم فشعرت بوالدتها وهي تتفحصها فأغلقت عينيها كأنها تغط ف سبات عميق 

آمال: احكي براحتك البت نايمه ومعاها للصبح عقبال ماتصحي 

والدة خالد: من خمس سنين كان خالد بيحب واحده من بلدنا هنا بنت زي ما الكتاب ما قال أدب وأخلاق وجمال بس عايشه مع خالها لأن ابوها وامها ماتو ف حادثه لما كانو بيعدو الطريق السريع الله يرحمهم 

آمال: ربنا يرحمهم ويرحم جميع موتانا 

والدة خالد : المهم أكملك ... خالد جالي ف يوم قالي يا ماما عايزك تروحي لمرات خالها تتكلمي معاها وتحددو ميعاد عشان يروح هو وابوه وعمه سعد ويروحو لخالها يطلبو ايدها منه .... روحتلهم فعلا واتفقت مع مرات خالها وتاني يوم خالد راح هو وابوه وعمه واتفقو الحمد لله بس خالها اشترط انها هتبقي خطوبه وكتب كتاب خالد فرح اوي . . طبعا وافقنا وحددنا الخطوبه وكتب الكتاب بعد ما تخلص امتحانتها بشهر عشان كانت ف أخر سنة ليها ف المعهد الازهري 

آمال: ماشاء الله 

والدة خالد: مر يوم ورا التاني لحد ماجه اليوم المشؤوم بعيد عنك الليله الي تاني يوم منها الخطوبه كانت راجعه بلليل من عند الست الي بتأجر فساتين الخطوبه وهي ماشيه عند طريق زراعي بس كان ضلمه شويه    طلعلها ف الطريق ٣ شباب ربنا ينتقم منهم كانو شاربين الي اسمو اي ده حشيش تجري منهم يمين شمال معرفتش تخلص منهم يقومو ولاد ال........ يتهجمو عليها الي ربنا ياخدهم واحد واحد واغتصبوها

آمال شهقت بفزع: ينهار اسود .. 

والدة خالد: ده ياقلب امها محدش ديري بيها غير لما لاقها راجل ابن حلال الصبح مرميه ف الغيط بتاعه زي ماولدتها امها بالظبط وبتنزف بس كان فيها الروح راح قلع عبايته ولبسهالها ونده ع مراته واخدوها ع الوحده وهناك عملو محضر ولما خالها عرف وراح لغي المحضر خايف من الفضيحه خصوصا عندو بنات من سنها 

آمال: طيب لما خالد عرف حصلو اي 

والدة خالد: ده كان ياقلبي حالته تصعب ع الكافر اول مرة اشوفو بيبكي وفضل معاها ومسبهاش وهي فقدت النطق وهو عشان دكتور نفساني قعد يعالجها فتره كبيره لحد ما ف مرة جاله شغل ف القاهره عندكو وراح يشوفو ف نفس اليوم اتصلت عليه مرات خالها وبلغته انها بلبعت اقراص المهدأ كلها وأغمي عليها ومحدش كان عارف رجع من الطريق وكلمنا واحنا روحنا معاهم ع المستشفي واول ماوصلنا ملحقوهاش كان السر الآلهي طلع وراحت للي خالقها 

آمال وهي تضرب كف ف الآخر : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ربنا يرحمها ويغفر الله 

والدة خالد: يارب وادعي لابني الي من وقت موتها وهو منعزل عن الدنيا وساب مهنته خالص وبيروح يسرح ف الغيط مع ابوه ومش طايق سيرة الجواز بيقولي انه واخد عهد ع نفسه انه مش هيتجوز خالص 

آمال: ربنا يهديه يارب ويصلح له الحال ... معلش انتي متضغطيش عليه وسبيه براحته ده مهما كان راجل مش عيل لسه هتؤمريه وربنا ان شاء الله هيفتح قلبه لبنت الحلال الي تستاهله ...... قالتها وهي تنظر لفيروز التي كانت تنظر لوالدتها بنصف عين وهي تمثل النوم لتسترق السمع وتعرف بحكاية خالد فقلبها خفق بشده عندما شعرت بما ستنوي عليه والدتها لتبعدها عن معشوقها 

*************************

*********

* في منزل قديم مبني من الطوب اللبن وكان بمنطقه نائيه وع مقربه من القرية التي بها منزل آل ضرغام ......

يتمدد أيمن ع تخت ف غرفه خاصة به وأخرج من محفظته الجلديه صور لزوجته    وابنتيه كارما وكنزي وأخذ يتأملهم ويحكي مع الصور كأنهم حقيقه أمام عينيه ..... ليفاجاءه من يفتح الباب عليه ويدلف ضاحكا بصوت ساخر : أنت بتكلم نفسك يا أيمون !!

انتفض أيمن من مكانه ووقف مرتبكا: ب...يب...رس بيه 

بيبرس وهو يأخذ مقعد ويجلس عليه ويضع ساق فوق الاخري: اها انا بشحمه ولحمه مالك اتخضيت ليه كده؟

أيمن: اصل حضرتك قولتلي انك مش هتيجي السفريه دي 

أخرج بيبرس من جيب الجاكيت الذي يرتديه سيجارة من النوع الفاخر واخرج ايضا قداحه باهظه الثمن ليشعل السيجارة ويخرج الدخان من فمه بقوة: عادي يا أيمون جالي مزاج ان اسافر ولا عندك مانع؟؟

أيمن : لا ابدا ده حضرتك نورت المكان والبيت كله والاوضه كمان

بيبرس بابتسامه ماكره ع محياه: حبيبي يا أيمون ... عموما خلي بالك وخليك جاهز ف اي وقت عشان الشحنه الي هنسلمها 

أيمن بنبرة قلقه وريبة: هو احنا هنسلمها امتي وفين؟؟

بيبرس هب واقفا ف برهة واتجه نحو أيمن الذي خفق قلبه ف رعب مميت .. فوضع بيبرس يده ع كتف أيمن واقترب من أذنه وهو يهمس له : 

متسألش تاني احسنلك يا أيمون لأنك كده بتحط نفسك ف الدايره الي بيبقي مرسوم فيها شكل جمجمه وعليها علامه اكس بعضمتين ... اظن الرساله وصلت 

تصبب العرق من جبينه وجسده يرتجف فأخرج منشفه ورقيه من جيبه ويمسح بها قطرات العرق 

أيمن: أنا أسف ساعدتك ومش هتتكرر تاني انا كنت عايز اعرف عشان ابقي جاهز مش اكتر 

بيبرس: تؤتؤتؤ متتكررش تاني وانا كده كده هبلغك بس ف وقتها 

أيمن تزكر صقر الذي اوقفهم اليوم وكان يريد ان يقول لبييرس عن نظرات صقر له وتفحصه   هويته من بطاقته الشخصيه وانه من الممكن يشك فيه لكن عاد ادراجه خائفا 

أيمن: حاضر الي تؤمر بيه يا باشا 

بيبرس: خلاص هسيبك أنا عشان تنام كويس ورانا حاجات كتير .... جود نايت أيمون هابي دريم 

قالها وهو يخرج من الغرفه ويغلق الباب خلفه 

فجاء احدي رجال الحرس اليه 

الحارس: بيبرس باشا

بيبرس: نعم عايز اي؟

الحارس: العيال المحفرتيه عايزين حضرتك تحت ف حاجه ضروري 

بيبرس يزفر بقوة : حاضر انا نازل اصلا 

نزل الدرج المبني ايضا من الطين ودلف لغرفه ذات مساحة كبيرة ليجد الرجلين المسؤلين عن المقبرة التي اكتشفوها حديثا ف منزل آل ضرغام فأنها تعود للعصر الروماني في مصر القديمه عندما حكم الرومان مصر بعد انتهاء حكم البطالمه بمقتل انطونيوس والانتصار ع الملكة كليو باترا السابعة ف موقعة اكتيوم البحرية سنة ٣١ ق.م

وبالطبع تكتمت تلك المافيا ع ذلك الاكتشاف ليأخذوه لأنفسهم بدون وجه حق 

بيبرس يجلس بالمكتب الموجود بالغرفه : خير ديما مش بتيجو غير ف المصايب

قال احداهما: اصل ااصل ساعدتك 

بيبرس يزفر بغضب: ماتنطق يابجم 

قال الأخر: أصل ياباشا لما كنا انا وهو ف البيت الي فيه المقبره كنا بنتسامرو انا وهو واحنا خارجين من الدار فجاءه لاقينا بت بتتسنط علينا والله اعلم سمعتنا ولا لاء

هب بيبرس واقفا ف غضب : الله يخربيتكو هو احنا ناقصين يا بهايم ورحمة الميتين لهربيكو عشان تشوفو شغلكو بعد كده 

ارتجف الرجلان رعبا لانهم يعلمو جيدا عقاب بيبرس الذي لا يتهاون فيه ابدا 

قال احدهم : والله العظيم ياباشا ما كنا نعرف احنا اتفاجاءنا 

بيبرس بنظرات متوعده لهما: ما انا هفاجئكو برضو اصلي بحب المفاجاءات اوي 

قال الآخر وهو يبكي : ياباشا ابوس ايدك سامحنا مش هتتكرر تاني 

بيبرس وهو يمعن بالتفكير وكان يحك ذقنه بأنامله : انا ممكن اسامحكو ف حاله واحده وهي لو عرفتو مين هي البت دي وياسلام لو مكانها كمان 

قال احدهما: اه ياباشا ما انا فضلت اجري وراها لغاية ماعرفت مكانها واطقست عليها كمان 

بيبرس وهو يلوي فمه بتهكم وسخريه: قول يا حبيب مامي 

_ اسمها فيروز وتبقي بنت واحد اسمه أحمد سراج الدين ميت من سنين وقاعده مع عيلة    ابوها اليومين دول مع امها بس من ساعت ماشوفتها ف بيتهم وهي شافتني مش بتخرج لوحدها خالص ... عشان كده جينا نبلغك وتقولنا نتصرف ازاي 

سمع بيبرس حديث ذلك الرجل فصمت وارتسمت ابتسامه ع محياه كالذئب عندما يعلم بمكان مكوث فريسته واردف قائلا: اهلا بيكي ف عالمي الخاص يافيروز ........




عشق الفيروز ( لاتظلمني)  #الحلقة العشرون


  💦💦💦💦💦💦💦💦💦💦                    


* بداخل مخفر تابع لواحة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد 


                      


حافظ وشقيقه سعد يقفان خارج المكتب الذي يجلس به صقر .. وسعد يلعن اليوم والساعة التي اصبح فيها احمد ابنا له 


                      


حافظ يربت ع كتف شقيقه ويواسيه : متعملش ف نفسك كده يا اخويا للسكر والضغط يعلو عليك وتطب ساكت


                      


سعد بخيبة امل وعبرات اسيرة بعينيه : ياريت اموت وارتاح منه ومن عمايله من يومه وهو مطلع عيني وعين امه الله يرحمها الي ماتت بحسرتها بسبب الي عمله ف اسماء الله يرحمها


                      


حافظ تنهد بحزن : ربنا يرحمهم جميعا


                      


خرج من المكتب احدي العساكر فأوقفه حافظ قائلا : والنبي يا حضرة قولنا الباشا فاضي ندخله ولا لاء احنا بقالنا ساعه واقفين لما رجلينا ورمت


                      


العسكري : والله علمي علمك ياحاج وكلام ف سرك شكله شديد ومبيرحمش فأنتو حاولو تستعطفوه عشان ابنكو يخرج بدل مايلبس قضيه


                      


سعد بضيق ممزوج بغضب : ياريت يتحبس احسن ويرحمني من مصايبه


                      


حافظ : اهدي ياسعد ده مهما كان ابنك


                      


استوقفهم رنين جرس النداء الذي ضغط عليه صقر من الداخل ليدلف العسكري ومالبث الا ثوان معدوده ثم خرج : اتفضل ياحاج منك له


                      


دلف كلا من سعد وحافظ والحزن ساري ع ملامحهم الواجمه ... القي حافظ السلام ع صقر الذي كان يجلس ع مكتبه بكل شموخ وكبرياء يزفر دخان    سيجارته التي اقتربت ع الاحتراق كاملا مثل قلبه الذي يحترق لوعة واشتياق لمحبوبته 


                      


صقر: وعليكم السلام .. اتفضلو يا حضرات ... قالها وهو يشير اليهم للمقاعد امام مكتبه فجلسا


                      


حافظ بنبرة رجاء واستعطاف :من غير مقدمات يا باشا طبعا حضرتك عارف ان احنا اهل الشاب الي مسكتوه احمد سعد سراج الدين انا  عمه وده ابوه


                      


صقر زفر بقوة : اهلا وسهلا ومادام دخلتيلي دوغري انا هاجيبهالكو من الاخر ابنكوهيلبس قضية تعاطي لان من حظه الاسود انه وقع ف الكمين الي انا مسكه


                      


حافظ : والله احنا عارفين انه شاب طايش ومش متربي بس عشان خاطر ابوه الي مش قادر ينطق بكلمه من التعب نحلها ودي ونطلعه بكفاله حتي


                      


صقر ضرب بقبضته ع سطح المكتب وبصوت هادر : طايش وقليل الادب يبقي يتربي وانا الي هربيه مادام ابوه معرفش يربيه


                      


نظر سعد لحافظ بوجه مسود وقال بوهن : احنا اسفين يا باشا ...  يلا يا حافظ عشان مينفعش نسيب الحريم لوحدهم وابنك مش هناك


                      


حافظ نظر لصقر الذي تجاهلهم تماما بنظرة سخط ثم نهض هو وشقيقه ثم غادرا المكتب والمخفر بأكمله 


                                  


                    


رفع صقر سماعة الهاتف واتصل بالنيابة العامه : الو............ الله يسلمك يافندم.......... وانا ليا الشرف والله..........


انا كنت عايز أمر تفتيش منزل المدعو احمد سعد سراج الدين المقيم مع والده........... تسلم الله يخليك....... سلام


اغلق سماعة الهاتف وارتسمت بسمة أمل ع محياه وتنهد : واخيرا هشوفك ياحبيبتي..


**************************************


* في منزل اللواء كمال الصريطي ..... تجلس جاسمين مع والدتها في الغرفه 


جاسمين : بليز مامي مش هقدر اعمل كده والموضوع مش ناقص هو مش طايقني اصلا


حكمت : اسمعي كلامي ياعبيطه شوية الدمعتين الي هتنزليهم دول هيخلوكي تصعبي ع باباه ومامته وهم هيدوه ع دماغو وهيتعدل معاكي


جاسمين : واعيط ليه ان شاء الله هو انا معنديش كرامه ولا اي واحد مش عايزني اتلزق فيه ليه بقي


حكمت  اقتربت من ابنتها وعنفتها : انتي ليه يابنت مبتسمعيش الكلام الي هيعيدو ازيدو تاني مقولتيلك ده الحيله لمامته  وهيورث منهم    ملايين وبالعمله الصعبه كمان ده غير الاملاك الي ف مصر و ف كندا عايزة تسيبي الليله دي كلها لواحده  تانيه تاخدها غيرك


جاسمين : ليه يعني هو احنا قليلين ولا اي كفايه ان بابي اللواء كمال الصريطي الي كل الداخليه بتعملو الف حساب 


حكمت وهي تلوي فمها يمينا ويسارا وبنبرة سخريه : يافرحتي لواء متقاعد والي نابنا    مكافاءه راحت ع مصاريف علاجه ومعاشه الي مبيقضناش لنص الشهر حتي


جاسمين : اوووف بقي وانا مالي ماهو حضرتك مش بتبطلي  مصاريف وفشخره كدابه


حكمت بصوت مدوي وتصفع ابنتها بغضب : بنت قليلة الادب ازاي تتكلمي مع مامتك كده! 


وضعت جاسمين يدها مكان الصفعه وهي تبكي 


اردفت حكمت قائله: هي كلمه ومش هتتعاد تاني هتعملي الي قولتلك عليه لاما مفيش خروج ولا نادي وهحبسك ف البيت زي الكلبه ..... قالتها وخرجت من الغرفه وهي تصفق الباب خلفها


ارتمت جاسمين بجسدها ع تختها وهي تختبئ بوجهها ف الوسادة وظلت تبكي بقوة


* وف الناحية الاخري بداخل سيارة اياس يجلس والده بجانبه وف المقعد الخلفي تجلس والدته ووجهها مقتضب الجبين


مني تزفر بسخط : استغفر الله العظيم يارب مش عارفه اي الي حصلك ده كنت هتموت نفسك عشان نروح نخطبهالك 


اياس : كنت يا ماما اديكي قولتيها كنت وبعدين فترة الخطوبه دي بيعملوها ليه مش عشان نتعرف ع طباع بعض وانا بصراحه لاقيتها مش دي الي هتبقي مراتي طباعها غيرطباعي كفاية امها ام الخلول دي


نور الدين : ولد احترم نفسك واتكلم بأدب ف اي انا مش مالي عينك ولا اي


اياس : انا اسف يابابا بس مش عارف ليه حضراتكو مصريين اننا نروحلهم واعتذر لهم ع حاجه معملتهاش


            


                    


مني : عشان باباها يا استاذ لو حطك ف دماغه ممكن يطلع عينك ويخليهم ف شغلك ينقولك ويمرمطوك ف المحافظات كلها


اياس بابتسامه سخرية : ولا يقدر يعمل حاجه لانه عارف ان انا زي السيف ف شغلي الحمدلله وعمري ما خليت حد يمسك عليا غلطه


مني :طيب اقف ع جمب هنا ثواني وانزل اشتري من المحل ده باقة ورد تكون شيك


اياس بتهكم : اشتري ورد !!!!! انتي بتهزري ياماما مش هجيب حاجه ....


*******************************************.


* في وسط الطبيعه الخلابة حيث الاراضي الزراعيه التي يملؤها الاشجار والنخيل الذي    يتدلي منه عراجين التمر في منظر بديع من صنع الخالق ... تجلس فيروز امام نخلة قصيرة القامه فمنها الكثير بالارض التي يمتلكها حافظ وشقيقه وشقيقته 


فيروز وهي تقتطف ثمار التمر : ماشاء الله شكل البلح حلو اوي وهو نازل من النخله ... بس ليه ياخالد النخل قصير كده مش طويل زي النخل التاني


خالد : ده اسمه نخل قزمي والبلح بتاعه بيبقي حلو اوي عشان بنقطفو ع طول ومش بنسيبو لما يدبل زي النخل العالي


فيروز: سبحان الله بس شكله حلو اوي


خالد :عشان انتي جميله وعيونك جميله فلازم الي تشوفيه يكون جميل وحلو زيك


تلون وجه فيروز بخجل وتصنعت عدم الاستماع واستمرت ف قطف التمرات ..... وكانت سمر تجلس امام نخلة اخري بجوارهم وتسترق السمع ليزداد حقدها ونيران الغيرة تتأجج بقلبها فأرادات ان تنهض وتفتك بتلك الفيروز التي ستأخذ منها حب عمرها التي تعيش ع أمل ان يشعر بحبها اتجاهه ويكون لها فقط


خالد وهو ينهض : انا هروح هناك كده يمكن الموبايل يلقط شبكه عشان اطمنهم علينا


سمر بنبرة خبيثه : روح يا خالد وانا فيروز مع بعض هنا مش هنتحرك


ابتعد خالد عنهما بمسافه .... فنهضت سمر واقتربت من فيروز لتقبض ع خصلات من    شعرها وتعنفها : جري اي ياروح امك سايقه الهبل ع الشيطنه وعامله فيها بريئه عشان خالد يقع ف حبك


فيروز وهي تخلص شعرها من قبضة تلك الحقوده : اي الي انتي بتقولي ده انا مش بحب حد وخالد اخويا مش اكتر انتي الي خيالك المريض الي بيهألك كده


سمر وتلوح لها بزراعيها ف الهواء بسخريه : يالهوي ع كهن البنات .. ده  ع رأي المثل اكفي القدره ع فمها تطلع ال... لأمها


صفعتها فيروز بقوة وصرخت بها : اخرصي ياسافله ياقذرة واياكي تشتميني تاني


سمر تردح لها :لا ياختي ده انا اشتم وهشتم واجيب ناس تشتم يابنت المفضوحه


فيروز وتمسك بثياب سمر وتصرخ بها : قولتلك يا حيوانه متشتميش ومتجبيش سيرة امي ع لسانك 


            


                    


سمر : ليه انتي متعرفيش الماضي المشرف بتاع مامي بتاعتك؟ قالتها بسخريه


فيروز : اصدك اي يا سافله


سمر : السافله الي تروح تغلط ف الحرام وتروح تتجوز واحد وتستعطفه وتخليه يكتب بنت الزنا بأسمه ولا السنيورة متعرفش اصلها !!!!!


فيروز انصدمت من حديث سمر فانهمرت ف البكاء وصاحت فيها : انتي كداااااااااااااابه وامك الي مسلطاكي تقولي كده ع ماما عشان هي بتكرهها


سمر : بصي انا من غير ما احلف لواحده ماتستهلش زيك روحي اسألي خالي حافظ هو الي عارف كان مع خالي الله يرحمه لغاية ما اتجوز وسابه ف مصر وجه ع البلد هنا لانهم كلهم كانو رافضين فكرة الجواز بأمك الطاهرة الشريفه


كانت تقف فيروز وتضع كفيها ع اذنيها لا تريد الاستماع لاكثر من ذلك  فابتعدت عنها وهي تركض بدون تحديد اتجاهها ... وكان هناك من يتربص لها بأعين ثاقبه لينتهز تلك الفرصه التي قدمت اليه بدون تعب او مشقه فركض خلفها بسرعه الفهد حتي جاء من خلفها ع غفلة ليطبق ع فمها وانفها بقطعة قطنيه مطويه بها مخدر فخارت قواها ع الفور وحملها ليركض بها مسرعا وهو يختبئ وسط النخيل والزرع حتي استقل سيارة تنتظره ع الطريق الجانبي وانطلقو بسرعه قصوي.


***********************************


* واخيرا وصلو جميعهم ودلفو المصعد الموجود بالبناء الذي يقطن به عائلة جاسمين


اياس يزفر بضيق : عجبك كده يا بابا كان لازم الورد ده يعني ولازمته اي وانا اصلا رايح افسخ الخطوبه


نور الدين : اسمه فسخ بشياكه ... قالها ونظر لابنه الذي تفاجاء من عبارة والده ثم انفجرا من الضحك وتعالت ضحكاتهم


صاحت مني بصوت مدوي : انتو بتستعبطو انتو الاتنين ؟


نور الدين يغمز لاياس ليصمت : ولد عيب كفايه ضحك .. خلاص وصلنا


فتح باب المصعد وخرجت مني اولا وهي تتأفف بضيق من افعال ولدها وزوجها الصبيانيه 


مازال اياس يقف مع والده بداخل المصعد ويهمس له : لما انت معايا ع الخط مش بترسيني ليه ع الحواروعمال تزعقلي انت وماما


نور الدين :عشان يا ابو مخ تخين لو مشيت ع هواك ادامها هي هتعاند وهتقلب الدنيا عليا وعليك وبعدين انا الي ع طول الي وشي ف وشها ديما يعني هاخد الوش الخشب وخد عندك نكد وزن وارف


اياس : ياحبيبي يانور تصدق صعبت عليا ....قالها ثم ضحك


نور الدين : اخرس لتفضحنا الله يكسفك


عادت اليهم مني : هو انتو ان شاء الله ناويين تباتو ف الاسانسير ولا اي؟


اياس : مفيش ياماما كان بابا بيديني شويه تعليمات ... لكزه والده ف جانبه فتأوه : ااه ... ونظر لوالده الذي كان يتوعد له 


            


                    


وصلو امام منزل والد جاسمين وبعد ان ضغط اياس الجرس فتحت له الخادمه ورحبت بهم وادخلتهم ف غرفة الصالون ذو اللون الذهبي والثريا الباهظه المتدليه من السقف في شكل فني جذاب


اياس يهمس لوالده الجالس بجواره : بالله عليك يانور خليك معايا لما الحربايه تتكلم معايا


نور : الله يخربيتك اسكت ليسمعونا


جاءت اليهم حكمت وزوجها الذي يجلس ع مقعد متحرك : اهلا وسهلا والله البيت نور يا نور بيه انت ومني هانم


اقتربت منهما وتبادلو السلام بالمصافحه وجاءت لدي اياس ولم تمد يدها ورحبت به بسخط 


نور الدين : اولا كده طبعا حضراتكو عارفين ان احنا جايين ليه .. فأنا بعتذر بالنيابه عن ابني....


قاطعه اياس : اي الي انت بتقولو يا بابا انا مش...


رمقه نور الدين بغضب : اخرس لما الكبار يتكلمو متنطقش خالص


زفر اياس بضيق واشاح بوجهه للجهه الاخري


كمال : اعتذار حضرتك ع عيني وع راسي بس ابنك من الواضح انه جاي غصب عنه وانا بنتي عمري ما هخليها تكمل مع واحد مش عايزها


تنفس اياس الصعداء بارتياح لان والد جاسمين قال ما يريده


حكمت ترمق كمال ليصمت وابتسمت بزيف : لا كمال ميقصدش كده بالظبط هو عايز يقول ان اياس طالما غلط فهو الي يعتذر


مني : طبعا طبعا ياحكمت هانم الي تؤمر بيه عروستنا اومال هي فين؟


حكمت : بتلبس وجايه .... ثم اردفت تنادي ع الخادمه : يا زينااااات 


جاءت اليها الخادمه فهمست حكمت لها ثم اسرعت تبلغ جاسمين بأن تأتي.... وكانت تستعد للمواجهه فوضعت بعض قطرات المياه بالقطاره ف عينيها كأنها تبكي وبدموع التماسيح خرجت اليهم 


مني بفزع : اي ده مالك ياحبيبتي بتعيطي كده ليه ... ثم نظرت لولدها وتشير له بنظراتها نحو باقة الزهور ليحملها ويعطيها لها


حكمت ترمق اياس بنظرات    انتصار فأردفت : معلش يا جماعه هي حالتها كده من اليوم بتاع النادي وهي هاريه نفسها عياط


اياس نظر لجاسمين بنظرات مرعبه فارتعبت وتوقفت عن البكاء المزيف : خلاص يا مامي انا واياس اتفقنا ان كل واحد يروح لحاله 


مني : يعني اي اتفقتو ؟ هو كلام عيال مش لازم ترجعو للكبار الاول ولا اي؟


نور الدين : استني يامني مش نسمع ليهم الاول دي هتبقي حياتهم مش احسن ميكملو مع بعض ويندمو بعد كده زيي... احم احم اصدي يعني زي الناس التانيه 


امسك اياس ضحكاته بصعوبه بالغه فتحولت ملامحه سريعا الي الجديه :من الاخر ياطنط انا جاي بعتذر عن الي عملتو ف جاسمين بس ده ميمنعش ان احنا خلاص خدنا القرار انا وهي ... فنظر لها بعينان حاده 


            


                    


جاسمين بقلق : اه اها يامامي الي بيقولو اياس صح


كمال الذي كان يتابع الحوار من بدايته ف صمت فجاءه استوقفهم جميعا بصوت جلي : خلاص يا جماعه نورتونا وكفايه لحد كده


حكمت وحدقتيها متسعتان : ف اي يا كمال مش بنتناقش؟


كمال وهو يصيح فيها : فيه ان بنتي كرامتها من كرامتي وانا مش هقبل انها تنذل اكتر من كده..... اردف ليوجه حديثه لابنته : روحي ياجاسمين هاتي حاجة اياس واديهالو ويادار مادخلك شر


نور الدين بغضب مصتنع :يلا يابني انت ومامتك احنا جايين عشان نتطرد ونتهزء متشكر اوي ع زوء حضرتك ومش عايزين حاجه خليهالكو اشبعو بيها


اتجهو ثلاثتهم نحو باب المنزل وظل كمال ف مقعده المتحرك لم يخطي خطوة واحده وركضت حكمت خلفهم 


: معلش حقكو عليا انتو عارفين طباعو هو عصبي شويه


نور الدين : كفايه كده يا مدام حكمت احنا ابننا مش قليل


مني : قولي لكمال بيه بكرة يندم ع الي عمله عشان عمره ما هيلاقي حد زي ابني ابدا


حكمت : خلاص نتقابل ف النادي


مني بغضب : ولا نادي ولا غيرو خلاص الموضوع انتهي


اياس يقف بعيدا :يلا يا جماعه عشان نلحق نروح قبل زحمه المرور


غادرو جميعا واستقلو السياره فهمس اياس لوالده : اشطا عليك ياحاج ده انت طلعت ممثل عظيم


نور الدين هامسا : ولد اسكت خالص امك ودنها بتسمع دبة النمله ومش هترحمنا


اياس وينظر امامه وهو يقود مبتسما ويقول بداخل نفسه : كده خلاص ياروني بقيت فاضيلك وهتكوني ليا وبس


***************************  


انتهي خالد من البحث عن الارسال ليلتقط هاتفه موجات شبكات الاتصال ليجد كم من الرسائل الوارده اليه من محاولة والده الاتصال عليه...... فاتصل ع والده 


خالد : الو يا بابا معلش التليفون مكنش فيه شبكه........... بتقول اي!!!!.... خلاص احنا مروحين بسرعه.......... سلام


عاد مسرعا ليجد سمر تجلس وتقطف التمار وكأنها لم تفعل شئ .. نظر لها بشك : هي فين فيروز يا سمر؟


سمر بتصنع : هو انا عارفه غارت فين كتها داهيه تاخدها هي وامها


خالد بغضب : انتي بتبرطمي بتقولي اي؟


سمر : بقول معرفش راحت فين ولا انا كنت الحارس بتاعها يعني!


رمقها بنظرات ساخطه ثم اردف : ماشي؟؟؟؟ يلا قومي عشان مروحين وهندور عليها ف الطريق مليون ف الميه قولتلها حاجه زعلتها خلتيها مشيت وهي متعرفش المكان الي بنروح منه


سمر بسخريه : وانا مالي يا اخويا كل واحد مسؤول عن نفسه


خالد بغضب : وقسما بالله لولا انك بنت كنت كسرت عضمك ع طريقتك دي وعارفه لو حصلها    حاجه محدش هيرحمك من ايدي ساعتها ولا هيهمني انك بنت ولا زفت حتي 


            


                    


سمر ارتعبت من حديثه لها فقالت ف نفسها : يارب نلاقيها بدل ما اخسره للابد... ربنا ياخدك  يافيروز يابنت امال ويريحنا من ارفك بس نلاقيكي الاول عشان سي خالد يتبط ويهدي عليا


********************************* 


 * في داخل مكتب بيبرس الموجود بالمنزل القديم .... يحمل رجلا ضخما فيروز الغائبه عن الوعي بسبب المخدر والقاها ع اريكة موجودة باحدي اركان الغرفه التي لم يدلف اليها بيبرس حاليا


الرجل غادر الغرفه ع الفور وذهب يسأل احد الحراس : بقول اي يانجم هو بيبرس باشا لسه منزلش من اوضته؟


الحارس : لا لسه بياخد الشاور بتاعه ونازل استناه هنا لحد ماينزل


ومضي من الوقت ثوان بضع دقائق ليمزل بيبرس الدرج القديم وهي يدندن شارة باللغه الروسيه .. تقدم الرجل الضخم نحوه


بيبرس بابتسامه لانه يعلم ان الامانه قد وصلت اليه :اهلا وسهلا برجل المهام الصعبه


الرجل : اهلا بحضرتك يا باشا .. الامانه جوه


بيبرس : حد شافك وانت بتخطفها؟


الرجل : هو انا تلميذ ياباشا؟ ده ولا الجن حتي شافني


بيبرس بابتسامه ذئب : برافو عليك يا سلماوي .. ثم اردف ونادي ع ايمن الذي كان يقف بالاعلي لينزل مسرعا ويحمل حقيبه جلديه واعطاها لبيبرس الذي قام بفتحها وقدمها لسلماوي قائلا : كده تمام يا بطل؟


سلماوي وفمه متسع فرحا : تمام يا كبير


بيبرس : يلا الكل يروح ع مكانه ومش عايز حد يدخل عليا المكتب مهما كان السبب فاهمين 


رددو جميعهم بصوت أجش : فاهمين يا باشا


ذهب الجميع وتقدم بيبرس الذي كان يرتدي ملابس رياضيه بللون الاسود فبالرغم من انه ع مشارف الخمسون عاما لكنه يتميز بوسامته التي تجعلك عندما تراه ان لاتصدق ان خلف تلك الوسامه وجه أخر لذئب مفترس او وحش كاسر يتلذذ بعذاب الاخرين ويعشق رؤية الخوف والرعب ف اعينهم عندما يرونه ... تقدم خطوة تلو الاخري الي ان وصل لباب الغرفه وامسك بالمقبض القديم واداره بتأني حتي فتح الباب ودلف للداخل وعيناه صوب تلك النائمه ع الاريكه اتجه نحوها ليقف امامها متأملا ملامح وجهها التي تشبه الملائكه في برائتها فأقترب اكثر منها حتي تلامست أنفاسه الحاره من بشرتها الحليبيه .. وها هي قد بدءت تستيقظ رويدا رويدا لكن تشعر بثقل في جسدها ... أحس هو بذلك ليعتدل واقفا ثم جذب مقعد وجلس عليه بجوارها وكان يتحسس بشرتها بأطراف أنامله حتي انزعجت من تلك اللمسات ففتحت عينيها فجاءه لتري تلك الابتسامه الماكرة ع محياه ففزعت وصرخت ولم تكمل صراخها لانه اسرع بوضع كفه ع فمها ويشير لها بوضع سبابته امام فمه ويقول :


هشششششش انا هشيل ايدي لو سمعت نفس واحد مش هتعرفي انا ممكن اعمل فيكي اي... انتي فاهمه؟


            


                    


أومأت فيروز برأسها دليل ع الموافقه وملامح ووجهها يبدو عليه الفزع والذعر الشديد لتقول بداخل نفسها : لا مش معقول نفس الراجل الي كان بيجيلي    ف الكابوس .. فشهقت بصوت مكتوم بداخلها لأنها ادركت انها وقعت بين ايدي تلك العصابه التي لا تعرف الرحمه


سحب بيبرس يده من ع فمها وتحدث بهدوء : طبعا انتي عارفه احنا ليه جبناكي ع هنا


فيروز بنبرة خوف : ممكن تسمحلي اتكلم؟


بيبرس : اتفضلي بس من غير عياط 


فيروز : انا عارفه ان انا غلطت لما وقفت اسمعهم بس انا اصلا كنت تايهه ومش لاقيه حد يساعدني ارجع فهم لما خارجو شافوني واحد منهم فضل يجري ورايا


بيبرس وينظر لها بمكر الثعالب : وعرفتي اي كمان يا فيروز؟؟


صعقت فيروز عندما سمعت اسمها ينطق بلسان هذا الرجل كيف علم باسمها فمن المؤكد كانو يراقبونها وعلمو عنها كل شئ


قرأ بيبرس كل افكارها ليردف قائلا : ايوه انا عارف كل حاجه عنك اسمك وعيلتك وانك جاية مع والدتك تقضو يومين هنا صح وانك ع ما اظن من القاهره


فيروز كان جسدها يرتجف خوفا فهم علمو بوجود عائلتها و خاصة والدتها فخافت ان ترتكب اي تصرف احمق فيفعلو مكروها بوالدتها 


فيروز: طب ممكن اعرف انا مطلوب مني اي دلوقت؟


بيبرس وارتسمت ابتسامة ابليس ع محياه : انا بصراحه كنت ناوي اخلص منك بس لما شوفتك ...صمت ومسح بلسانه ع شفتيه بنظرات شهوانيه  ثم اردف : بصراحه عجبتيني واوي كمان 


فيروز وضعت يدها ع فمها وهي تشهق من جراءه ذلك الرجل فأنها الان اصبحت فريسة امامه وتوقف عقلها عن التفكير ماذا ستفعل؟


******************************


* كان الجميع ف منزل حافظ ماعدا خالد وسمر اللذان ف طريقهم للعودة وفيروز قد اختطفت كما نعلم


اعتماد بنبره ساخطه :مين قالك الكلام ده يا حافظ احنا نقوملو الواد ايهاب المحامي ابن عوضين التربي


سعد : واجيبلو فلوس منين انا دلوقت وانا محلتيش حاجه والي جاي ع اد الي رايح


امال خرجت من غرفتها واتجهت نحو سعد وهي تعطيه الخاتم الذهبي خاصتها وهو تقول    : اتفضل يا ابو احمد ولو اني زعلانه من الي ابنك عملو بس مهما كان الضنا غالي بيع الخاتم ده وقوم له محامي 


سعد نظر لها بحزن دفين وقال بنبرة شكر : تسلميلي يا ام فيروز خلي حاجتك معاكي احنا هنتصرف


طرق الباب بطرقات قوية فأسرعت ام خالد لتفتحه وتقول : استر يارب... ما تصبر يالي بتخبط


فتحت الباب لتجد خالد يدلف اليهم وخلفه سمر 


خالد وهو يتنفس بصعوبه  من الطريق : بابا تعالي معايا بسرعه ... كان لايريد ان يقول ان فيروز غائبه امام زوجة عمه 


            


                    


لكن سمر ارادت ان تشعل الاجواء حتي تلهي خالد عن معاتبتها فصاحت : الحقو فيروز مشيت من غير ما تقولنا وشكلها تاهت 


امال بذعر وخوف : بنتي فين يا خالد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


خالد : اهدي يامرات عمي انا عمال بدور عليها طول الطريق وهاخد بابا وهننزل نلف   عليها ف كل حته ف البلد متقلقيش...قالها ثم نظر بغضب لسمر وهو يتوعدها محذرا اياها


امال لم تتحمل الخبر فجلست ع الارض وهي تندب : ياتري انتي فين يابنتي ياتري روحتي فين يا حبيبتي 


حافظ : متقلقيش يا ام فيروز هندور عليها كويس وهنجبهالك قبل ما الليل يليل علينا


امال نهضت من مكانها : انا جاية معاكو 


خالد : مينفعش يا مرات عمي وبعدين انتي متعرفيش حاجه هنا فالبلد خليكي قاعده هنا مع امي لحد ما نيجي ومعانا فيروز  كمان


حافظ :انزل انت ياخالد عقبال ما اغير هدومي بسرعه وهحصلك


كانت ام خالد تواسي امال وتربت ع كتفها : ادعي ربنا انهم يعترو فيها 


امال : يااااااااااااااارب رجعهالي بخير يارب


**********************************


* في سيارة الشرطة التي تحركت من امام المخفر وخلفها سيارة اخري بها قوة من العساكر...


في السيارة الأماميه يجلس صقر بجوار السائق يصدر الامر بالاتجاه نحو القرية التي   يقيم فيها أحمد وكانت حجته هي تفتيش المنزل للبحث عن مخدرات ... لكن السبب الحقيقي بعدما تأكد ان هذا هو منزل عائلة والد فيروز فقام بذلك حتي يفاجاء والدتها التي ابعدت ابنتها عنه عنوة عنها


وصل اخيرا كلتا السيارتان امام البناء ونزل صقر وهو يشير للعساكر بعدم التحرك


صقر :خليكو هنا لحد ما اديكو الامر 


جميعهم : تمام يا فندم


وقف امام البوابه المغلقة وضغط ع الجرس ليفتح له خالد 


صقر بصوت أجش : مش ده بيت المدعو احمد سعد سراج الدين


خالد : اه انا ابن عمه ومش حضراتكو قابضين عليه وحجزينو عندكو ف القسم؟


صقر دفعه جانبا وهو يرمقه باحتقار : مش شغلك .... قالخا وصعد للاعلي وخلفه خالد يصيح به 


خالد : انت يا حضرة مش البيوت ليها حرمتها طالع رايح فين؟ وبعدين معاك أذن من النيابه؟


صقر نزل الدرج واخرج من جيب جاكيته ورقه مطويه ليفردها امام ناظري خالد واردف قائلا : 


اظن كده من حقي افتش البيت ... وسع كد بقي 


صاح حالد مناديا ع والده :يا بابا 


خرج كل من حافظ وشقيقه من الشقه ليجدو صقر امامهم فتعجبو من مجيئه 


            


                    


حافظ بغضب :مش عندكو الواد عايزين اي تاني ماتسيبونا ف حالنا بقي


وجاء صوت امال من الداخل التي كانت تبكي ع ضياع ابنتها التي تعود للمنزل بعدما ظنو انها تاهت .... تصنت صقر لتلك الهمهمات الاتيه من الداخل متجاهل حديث حافظ وكاد ان يدلف للداخل فأوقفه رنين هاتفه وعندما شاهد اسم المتصل اجاب ع الفور : الو يا فندم ................ تمام ........... حاضر هنروح بسرعه ................... اها حفظت العنوان هقولو للسواق..........سلام ساعدتك


زفر صقر بقوة ونظر لحافظ    : انا ماشي لأمر ضروري دلوقتي بس راجع تاني وهفتش البيت حته حته زي ما انا عايز


قالها وغادر ونزل الدرج ودفع خالد بكتفه لانه استشاط غضبا عندما رأاه ف نفس البيت التي تكون به حبيبته


واستقل السيارة وأمر بالتحرك نحو العنوان الذي أملاه ع السائق 


*********************************** 


اقترب منها بيبرس ووضع انفه ف خصلات شعرها المنسدل ع كتفها فاستنشق عبيره الفواح .. وهي تتبتعد عنه وهمت بالنهوض فجذبها من يديها    بقبضته عليهما ثم ثني زراعيها خلف ظهرها وهو ممسك بها مما جعلها ملتصقه بصدره وقلبها يخفق بقوة من الخوف وهو كان يستمتع بذلك 


بيبرس وهو يحدق بعينيها :خايفه!!! 


ازدادت انفاسها شهيقا وزفيرا ... فزاد من قوة قبضته عليها فتأوهت من الالم  فزاده ذلك اثارة وجذابية نحوها فاقترب بشفتيه الي وجنتها التي هربت منها الدماء لينزل الي شفتيها واراد تقبيلها بقوة ... فلا يجد منها سوي انها فاجاءته بضربه من رأسها أتت ف انفه بقوة فترك احدي زراعيها وتحسس الضربه وحك أنفه وابتسم ابتسامه ظهرت منها اسنانه وهو يقول : تؤتؤتؤ ليه كده يا فيروزه ؟ كده انا ازعل منك وانا للاسف زعلي وحش اوي


فيروز لم تشعر بنفسها فبصقت بقوة ع وجهه ... فمسح وجهه الذي تحول من الابتسامه الي بركان ع وشك الانفجار: لااااا 


انتي كده زودتيها اوي ... ففاجاءها بصفعه قويه جعلتها ارتطمت للخلف ع الاريكه فصرخت من الم صفعته التي جعلت شفتيها نزفت : ااااااااااااااه يا حيوان 


فأثارت غضبه اكثر لينحني بجذعه ويجذبها من خصلا تشعرها وبصوت هادر : انا بقي هوريكي مين الحيوان يابنت ال ....


فألقاها ع الارض وانقض عليها ليمزق ثوبها حتي انكشف جسدها العلوي ولا يسترها سوي قطعة من الملابس النسائيه وهي تصرخ بكل قوة وتضع يديها ع صدرها وهي تخبئ جسدها من نظرات ذلك الذئب 


بيبرس بصوت كالفحيح : ده انتي طلعتي جامده اوي وانا بعشق النوع ده ....ثم انقض عليها وهي تقاومه بيدها وتصرخ به :ابعد عنيييييييييييييييييي ..ابعد عني يا حيوااااان


وهو لايبالي بصرخها وانهال ع جسدها المكشوف من الاعلي بالقبلات المقذذه ... وكلما تقاومه كلما زاد ف اعتداؤه عليها


            


                    


واذا فجاءه استوقفه طرق باب المكتب ليزمجر بصوت هادر : مش قولتلكو يا بهايم محدش يخبط عليا ...قالها وكان يحاوط جسدها بشكل محكم 


رد الطارق عليه : ماهو يا باشا دي حاجه ضروري اوي ومش هينفع نستني


بيبرس بصوت مدوي : طب غور من عندك وانا جاي دلوقت


قالها وينظر لفيروز التي كانت تخلص نفسها من قبضته عليها فهمس ف أذنها بنبره استفزازيه : دقيقه وراجعلك تاني عشان اعرفك مين هو الحيوان ...قالها ثم القي بها تاركا اياها.. ونهض واعتدل من مظهره ثم خرج واقفل الباب من خلفه بمفتاح خاص به 


ثم نادي ع الرجل : انت يازفت مش قولت محدش يخبط ولا يدخل المكتب غير لما انا ققول 


الرجل بنبره قلق وخوف : ما هو حضرتك مش هينفع لأن الناس بتوعونا الي مراقبين الطريق الي بيودي ع هنا كلمونا ان البوليس جاي دلوقت


بيبرس وتبدلت ملامحه للغضب اكثر : طيب روح انت بسرعه وخلي الرجاله يحطو الحاجه جوه السرداب الي ف الحظيره ورا البيت بس بسرعة البرق من غير صوت 


الرجل : تمام ساعدتك اعتبرو حصل


****************************************


غادر الرجل مسرعا وعاد بيبرس لمكتبه مرة اخري ليدلف ويجد فيروز تجلس ع الاريكه وهي تمسك بثوبها الممزق وتستر جسدها به وف حالة انهيار وعندما رأته كادت تصرخ فصاح بها 


بيبرس :اخرصي ومش عايز اسمع صوت لأكمل عليكي دلوقت ...ثم اتجه نحوها وجذبها من معصمها ليسحبها خلفه وخرج من الغرفه وصعد بها للاعلي وفتح باب غرفه ايمن ليلقي بها ع التخت امام ناظري أيمن الذي تفاجاء بها 


بيبرس : خليها عندك يا ايمن هنا دلوقت ... ثم نظر لها بنظرات ارعبتها واردف قائلا لها : انتي دلوقتي هتعملي نفسك نايمه وتعبانه وتتغطي بالبطانيه    دي وميظهرش منك شعرايه واحده .... وانت يا أيمن دي مراتك وتعبانه ولو حد سألك مش هتقول غير كده فاهمين؟؟؟؟


أيمن : فاهم ياباشا


بيبرس كاد يخرج ليعود مرة اخري : عارف يا ايمن لو البت دي عملت حاجه او فكرت تهرب هيكون مصيرك انت وهي زي صاحبنا الي اتدفن حي ف التابوت


ارتجف أيمن بذعر : تحت أمرك مش هيحصل حاجه 


نظر بيبرس لهما بنظرات مخيفه ثم خرج وصفق الباب خلفه بقوة


نظر أيمن لفيروز بشفقه وقال لها بصوت منخفض : انتي اي الي وقعك ف سكته؟


فيروز وتحبس شهقاتها من البكاء : والله معملتش حاجه هم خطفوني وجابوني هنا .. ابوس ايدك ساعدني 


نظر لها أيمن بقلب مفتور فخلع الجاكيت الذي كان يرتديه ووضعه عليها ليسترها    وادف قائلا : انا والله العظيم مش بأيدي حاجه ولو حاولت بس افكر اساعدك تهربي هيبقي مصيري انا وانتي جحيم اصعب من الموت نفسه


            


                    


فيروز ببكاء :انا عندي يموتني بدل ما يعمل فيا الي عملو ده


أيمن : بطلي عياط ليسمعك انتي متعرفيش شره زيي


فيروز همت بالنهوض لتسرع نحو الباب لكن سبقها أيمن الذي تصدي لها واقفا : ابوس ايدك بلاش تهور انتي كده بتحكمي عليا انا وانتي 


****************************************************  


* بعد مسافه ليست كبيرة من قرية عائلة فيروز وصل صقر ومعه القوة امام المنزل



 القديم الذي يمكث به بيبرس وحراسه ومساعدينه ...... دلف صقر للمنزل وخلفه العساكر اوقفهم الحارس : استني حضرتك لما الباشا ينزل 


صقر بغضب :انت اهبل يالا انا معايا امر بتفتيش البيت ده 


بيبرس كان ينزل الدرج ويقول بصوت جلي ويرتسم ابتسامه ع محياه  :انت يازفت خلي ساعدت الظابط يعمل الي هو عاوزو... اهلا وسهلا بحضرتك


صقر :وانت تبقي مين ان شاء الله؟


بيبرس : ابقي صاحب البيت الي انت واقف فيه دلوقت


صقر علم من نظرات بيبرس انه يخفي امر ما وانه كان لديه علم بقدومهم 


صقر بنبرة سخريه : طيب يا صاحب البيت احنا جايين بأمر تفتيشه ولا عندك مانع؟


بيبرس يفتح زراعيه وهو يشير لكل الارجاء بالمكان : اتفضل ياباشا فتشو ع اقل من مهلكو بيتي تحت امرك


صقر لم يجعله يكمل حديثه حتي دفعه ودلف للداخل مع العساكر اتجه نحو غرفة المكتب فتحها لم يجد شيئا


* وف تلك اللحظات كانت فيروز باالاعلي يحجزها ايمن بالوقوف امام الباب من الداخل حتي لاتخرج وعندما سمعت اصوات عاليه بالاسفل صمتت لتسترق السمع حتي خفق قلبها فرحا عندما سمعت صوت من يهواه قلبها فأخذت تدفع بأيمن لتزيحه من ع الباب ثم صرخت مناديه : صقررررررررررر ياصقرررررررررر


أيمن لم يدرك نفسه الا وهو يجذب قطعه من الفخار فضربها ع رأسها بقوة حتي وقعت مغشي عليها للتو ففعل هذا حتي لاينكشف امرهم ويعاقبه بيبرس ع ذلك 


صقر يصعد للاعلي وشعر بأن صوت انثوي قد نادي بأسمه لكنه حسب انها تهيؤات ... 



وصل امام غرفه ليفتحها ليجدها شاغره ... ثم اتجه للمجاوره لها ففتحها 



بقوة ليجد أيمن يجلس بجوار يبدو انها سيدة نائمه وجسدها مدثر بالكامل وترتدي حجابا ووجهها للجهه الاخري 


نظر صقر لأيمن بشك وكاد يحدثه ليأتي بيبرس من خلفه  : ده يبقي ايمن ابن اخويا جاي زيارة عشان المدام حامل وتعبانه ونايمه زي ما انت شايف 


ايمن كان القلق يملوء وجهه من نظرات صقر الحاده له 


نظر صقر لبيبرس نظرات محذرة : ماشي يا..


بيبرس بابتسامه سمجه : بيبرس ..اسمي  بيبرس ياصقر بيه ... قالها وارتسم ضحكه صفراء تبرز منها اسنانه


جاء احدي العساكر يقول : صقر باشا فتشنا البيت كله حته حته وملقناش حاجه حتي الحظيره الي ورا مفيهاش غير شويه خرفان ومعيز


صقر زفر بقوه : حاضر يلا انزل وقول للعساكر كفايه تفتيش ... ثم نظر لبيبرس بنظرات حاده ثم اردف : اصل الجايات اكتر من الرياحات ... قالها وغادر 



للاسفل ثم هم بمغادرة المنزل ليتوقف ويشير باصبعيه السبابه والوسطي نحو عينان بيبرس ثم عينيه فهي اشارة من خلالها يحذره منه وانه سيأتي ثانيا له


ذهب صقر وكل من معه وبعد دقائق جاء احدي الحراس مسرعا اتجاه مكتب بيبرس 


الحارس : بيبرس باشا انا لاقيت الموبايل ده واقع بره الظاهر من شكله انه بتاع الظابط الي لسه ماشي 


ابتسم بيبرس ابتسامه خبيثه فأخذه وظل يفتح الملفات بداخله حتي وصل لملف


 الصور لتزداد بسمته وتتسع ثم ضحك بصوت جلي : هههههههههههههههه فعلا صدق الي قال الدنيا دي ضيقه ...وابقي ورينا هتعمل 




اي يا استاذ صقر لما تعرف ان الجيرل فريند بتاعتك معايا ... قالها وأخذ يضحك ضحكه مرعبه..............


              الفصل الحادي والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>