رواية معشوقة رحيم
الفصل الحادي عشر
بقلم سامية صابر
تنهد رحيم قائلا لإخوته بصرامة وحذر
=مش عايز اي غلطة منكم ابدا مفهوم.. مش عايز اي كذب تاني كل حاجة لازم اعرفها يمكن ابان قاسي بس انتوا عارفين
بحبكم أد ايه وبخاف عليكم ازاي..
قالت رهف بحب
=عارفين يا حبيبي عارفين والله.. اسفين اوعي تزعل مننا مالناش غيرك في الدنيا..
=يالا ادخلوا ارتاحوا دلوقتي ونتكلم بكرا ان شاء الله .
هزوا رأسهم بهدوء ثم ذهبت ريم الى غرفتها وكذالك رهف حاولت روتيلا الرحيل اوقفها رحيم قائلا بصوت آجش
=إستني.
التفت له بحيرة فنطق بثبات
=احم.. أوضة الخدامين بتاعتك ساقعة اوي، بلاش تقعدي فيها فيه أوضة جنب اوضتي فاضية دافية شوية تقدري تقعدي فيها..
نظرت له بدهشة من خوفه عليها ليستكمل ليهدم دهشتها
=مش خوفا عليكي ابدا ... الحكاية ومافيها مش عايزاك تتعبي وننشغل بيكي كفاية اللى احنا فيه وكمان علشان تشوفي شغلك كويس في النهاية وجودك هنا لأجل الشغل صح ولا انا غلطان..
هزت رأسها بضيق منه وابتعدت عنه قائلة
=مفيش فايدة عمره ما هيبقي ذوقي ابدا...
دلف الى غرفته بهدوء ثم ابدل ملابسه وتفكيره كله اصبح في تلك الصغيرة التى شغلت عقله وحياته خرج الى الشرفة ينظر للسماء بهدوء ثم ظل يبعث في اللاب الخاص به يفتح ملف تعريفي خاص بها ليعلم عنها كل شيء ...
ثم بحث عن معني اسمها لاحت شبه ابتسامة على شفتيه وهو يعلم انهُ يعني " فراشة " تنهد بهدوء ثم نهض ليذهب في ثُبات نوم عميق...
____
فى صباح اليوم التالي..
دلف أمجد الى السجن وهو يربط ذراعه وهناك خدوش كبيرة في ملامح وجهة جلس بصعوبة امام سلامة الذي حاله نفس الحال فقال بقلق
=جرالك ايه مين عمل فيك كدا يا أمجد بيه ؟
=رحيم ال** بس مش هرحمه مش هرحمه على اللى عمله فيا وفيكِ ابدا فاهم.. وخلاص الالاعيب كلها إنتهت احنا فى آخر ليفل..
=هتعمل ايه تاني كله بييجي على راسنا فى الاخر ...
=المرة دي اخر حاجة... هقتل رحيم الهواري.. النهاردة .
=ايه !!!
______
هبط رحيم السلالم ليتناول طعام الإفطار كالعادة قبل والدته والقي التحية على اخوته ثم جلس ينظر حوله يبحث عنها والجميع يضع الاطعمة الا هى ليست موجودة فقال بتوتر
=احم ... اومال فين البنت الجديدة؟
ماهى الا دقائق وخرجت من المطبخ تمسك بكوب القهوة الخاص ب رحيم وضعته ببطيء امامه ... ليدلف يونس فى تلك اللحظة ومعه ريناس التى ركضت فوراً الى احضان رحيم قائلة
=انت كويس يا رحيم قلقتني عليك...
رمقتهم روتيلا بنظرات مشتعلة محرجة من أفعالها القذرة كيف لها ان تفعل شيء كهذا ألا تخجل.. نطق رحيم ببرود
=كويس يا ريناس اقعدي افطرى نتكلم بعدين في الشركة...واقعد انت كمان يا يونس..
قال يونس بإبتسامة
=ازيك النهاردة يا روتيلا؟
=كويسة يا يونس بيه تسلم .
=مش قولنا بلاش بيه ! قولي يونس عادي.
نظر لهم رحيم بنظرات مشتعلة غاضبة ثم قال بصوت قوي
=هتفضلى واقفة عندك كتير روحي شوفي شغلك..
رمقته بضيق ثم رحلت بغضب من اسلوبه معها امام الجميع ف استدرج رحيم كلامه بغضب ليونس
=فيه حاجة جديدة يا يونس..؟
=كنت عايز افكرك انى السينيور راجع النهاردة مع ابنه من ايطاليا .. ف تحب نستقبلهم فين ..؟
=طبيعي مش هينفع فى المكتب ، احجز لينا فى مطعم..
قالت ريناس بهدوء
=السينيور رفض اي مطعم هنا مش حابب، ف ايه رأيك لو نستقبله عندك فى البيت لو مفيش مانع..
=مش هدخلهم على اهل بيتي يا ريناس!
قالت شادية بهدوء
=يابنى انا على طول فى اوضتي واخواتك فوق ف مفيهاش اي مشكلة هاتهم عادي واستقبلهم كويس... وانا هقوم اقولهم على التسوق واللذي منه ولو فيه اي حاجة ناقصة..
هز رأسه بهدوء ، ليقول يونس
=انا خارج علشان استقبلهم فى المطار..
نهضت ريناس تقترب من رحيم قائلة بحب
=وانا هجهز اوراق الشغل والصفقة والعرض وكل اللى هنتكلم فيه...
هز رحيم رأسه قائلا
=هروح الشركة احل كام حاجة وجاي..
ثم نهض ببرود وخرج الى الحديقة ثم دلف الى السيارة قائلا
=اطلع ياشوقي ..
=احم.. رحيم بيه المفروض لسه ساعة على نزول حضرتك انت نازل بدري..
=نعم هو انا هنزل على مزاجك ولا ايه مش فاهم
=لاء اصل الهانم الكبيرة اتصلت بيا دلوقتي وطلبت مني اخد روتيلا ونروح السوق علشان نجيب خضار وحاجات المطبخ علشان الضيوف اللى جايين..
فى تلك اللحظة دلفت روتيلا لتجلس بجانب السائق قائلة بمرح
=يالا بينا نبدأ الرحلة يا عم شووقي..
نظر لها شوفي بحرج لتنظر فى الخلف قائلة متصنعه الدهشة
=ياه رحيم بيه انت كمان هنا ياه ع الصدف !
ابتسم لها ببرود ثم قال بغضب
=صدف ااه ...مش فاضي انا للأسواق والزفت عايز اطلع على الشركة...
قالت روتيلا بدلال
=ايوا بس دى اوامر والدة حضرتك لازم تسمع كلامها الله بعدين كل دا لأجل الناس اللى جايالك، ولا دا لينا مثلا !
نفخ الهواء بغضب ثم جز على اسنانه قائلا
=اطلع اخلص ع الزفت بس بسرعة..
رمقته وهي تبتسم بخبث في نفسها ثم انطلق شوقى الى السوق ووصل بعد قليل اليه هبطت هي بحماس شديد ثم نظرت اليه مبتسمة فهو اول مكان نزلت به في القاهرة ، نظرت الى رحيم الذي يشعر بالغضب من الاصوات وحرارة الشمس ابتسمت بخفة قائلة
=نفسي اخليك تبطل الغرور اللى انت فيه دا..
خبطت على شباكه مرات كثيرة ليفتح لها بغضب قائلا
=نعم نعم عايزة ايه بتخبطي ليه...
=لو ينفع تنزل معايا مش هعرف اشيل الحاجة لوحدي ...
=انتِ مجنونة انا انزل فى القرف دا شكلك اتجننتي.. خدي السواق معاكِ
=ماله دا كل الناس فيه اهيه عادي .. بعدين عم شوقى كبير في السن حرام ابهدله معايا ...
=وتخليني انا بنفسي انزل معاكِ ... اكيد لاء يستحيل أنزل فى المكان القذر داا ...
بعد قليل، كانت تمشي وهي تبتسم في نفسها وهو يمشي بجانبها بغضب شديد فهي في النهاية اجبرته على النزول وهو الذي لا يفعل هذا اطلاقا ، قالت له وهي تقترب منه وتأخذ النظارة
=مفيش حد بيلبس دي في السوق..
وضعتها على رأسها من اعلى ثم قالت بمرح.
=والنبي فيا احلى..
رمقها بغضب شديد وهو يمسح العرق الذي اصاب وجهة وقفت هي عند بائع الطماطم ثم انتقت بعدها ثم امدت يديها الى رحيم قائلة بإستعطاف مصطنع
=رحيم بيه ممكن تمسكها ؟
=لاء يستحيييل
القتهُ في يديه ثم ركضت نفس الهواء بغضب قائلا
=شوف الحال وصل بيا لفين .. انا رحيم بيه رجل الاعمال اقف فى السواق انقى طماطم ماشى يا روتيلا حسابك معايا عسيييير...
انتهت من جميع الخضروات وجعلت رحيم يمسك بجميع الحقائب ، ثم ذهبت الى عند بائع الفاكهة وأخذت بعض حبوب العنب تتناولها فقال لها بغضب
=بطلى تلوث دا تلوث حاجة مش مغسولة ومش نظيفة ابدااا
=خد دوق دا طعمه مسكر حتى..
=ابعدي ابعدي القرف دا عنى والا هقتلك..
نظرت له بإستنكار وأكملت تنقيه الاشياء في حين جاءت في نفس الوقت سيدة كبيرة في العمر قالت له
=امسك يا بنى البطة دي اللهى تتستر عقبال ما انقي كيلو طماطم...
=لاء انا...
اعطته اياه دون ان تسمعه ثم ذهبت لتنقيه بعض الطماطم وظلت البطة تتحرك في يديه وهو يشعر بالغضب وريشها بهدله للغاية الى ان هربت من بين يديه في السوق وظل يركض خلفها بصراخ في روتيلا التى اتكأت على الحائط تضحك بشدة على مظهر رحيم...
_______
جلست الخادمة فاطمة بجانب ولاء فى قسم الشرطة قائلة بلوم
=بقا كدا يا ولاء تقتلى هيثم بيه ليه ليه دا كلله...
=دا كلب وواطي ويستاهل عشمني بكل حاجة وخد منى كل حاجة حلوة وجميلة حسبي الله ونعم الوكيل فيه لو انعاد بيا الزمن تانى هقتله بدال المرة الف دا خنزير..
=استفدتى ايه يا ولاء اديكي اتحبستى وهتاخدي فيها اعدام..
=أهو اروح عند اللى خلقني يا فاطمة احسن هو احن من البشر وقسوة الحياة..
=كل حاجة ضاعت وخربت .. الحاج محمد شكله هيسيب البلد وياخد مراته ويمشي من هنا ..
=هيروح على فين.؟
=بيقول هيروح يقعد مع ابن اخوه، رحيم بيه الهواري !.
_______
بعد قليل في السيارة،، خلع معطفه بغضب شديد ثم بدء ينظف نفسه بعصبية قائلا بغضب
=في حياتي ما اتبهدلتش بالشكل القذر دا حسابك معايا كبير صدقيني..
=انت كبرت الموضوع يعني ،ما بتاكلش بط ولا خضروات ولا الكلام دا مهو كل الناس في السوق زي الفل انت اللى شايف نفسك فووق اوي...
=اخرررسي خاااالص
=خرسنااا
انطلق شوقي بالسيارة حتى مر بجانب شخص يقوم بشوي الذرة قالت بلهفة
=اوه اوه اوقف بالله عليك يا عم شوقي علشان خاطري..
ركضت خارج السيارة لتأتي بكوز من الذرة تتناوله والهواء يلفح وجهها رمقها رحيم بتمعن ثم فتح السيارة وهبط منها يقترب اليها وهي تنظر للنيل بفرحة وتتناول الذرة ما ان رأته حتى قالت وهي تبتسم
=اوه رحيم بيه تنازل ونزل يشوف النيل ويستمتع بالهواء الجميل... تاكل ذرة ؟
=مبحبوش..
=ياه انا عندي سؤال، انت بتحب ايه فى حياتك دي كل حاجة مش بتحبها ،انت ليه عايش حياة الربورت.؟
رمقها ببرود ولم ينطق رمقته بإستنكار ثم اخرجت هاتفها لتتصور بهدوء عليه وهي تمسك بالذرة مُبتِسمة، وظهر رحيم في الصورة ينظر لها نظرات عميقة لا يفهمها اي شخص... فقال ببرود وملل
=لو خلصتي الحفلة بتاعتك يالا نمشي ...
نظرت له بحرج قائلة
=انا.. انا عايزة اطلب منك طلب بس متتعصبش..
اغمض عينيه محاولا الهدوء ثم قال وهو يجز على اسنانه
=يا مصبر أيوب صبرني ... خير..
=عايزة أكل جعانة.
=تاكلي ! عايزة تاكلي ايه ؟
قالت بإبتسامة متسعة
=كشري .. نفسي فيه اوووي
=ك..كشري! فيه حد يفطر كشري بعدين من هنا دا تلوث تلوث...
=ياسيدي انا بحب التلوث ممكن توديني بقا اصلا المحل الناحية التانية مجرد ما هنعدى الطريق هنكون هناك ....
اغمض عينيه بغضب فقالت وهي تبتسم له
=علشان خاطري..
اشار لها للامام لتبتسم بفرحة طفلة ثم ركضت وهو خلفها دلفوا الى المحل لتجلس هى وتطلب طلبها ثم تابعت بتساؤل
=أجبلك طاجن ولا كشري ؟
=لا دا ولا دا مبحبش الكلام داا...
نظرت له بإستنكار ثم قالت
=خلاص هاتي طبق كشري كبير ياسطا وبس..
بالفعل بعد قليل جاء لها بالطعم وقلبته برفق ثم وضعت الشطة والدقة وهي تبتسم بلهفة نظر لها بدهشة قائلا
=كفاية شطة هتموتي... !!
=لاء متخافش عليا انا حريفة شطة اصلا.. تدوق؟ خلى بالك لو مدوقتيش هتندم وهتندم اوي..
أخذت ملعقة تقربها منه قائلة برجاء.
=جرب بس والله هيعجبك...
نظر متذكرا عندما كان طفلًا ويأكل تلك الاشياء بسعادة بالغة، اقترب منها وأخذ الملعقة بالفعل نفس الطعم قديما لم يتغير كثيرا لتبتسم هى بفخر
=هكون اول إنسانة تأكل رحيم الهواري كشري...
أكملت طعامها وهي فى غاية السعادة ومن حين للاخر تعطي رحيم ملعقة... بينما في الخارج سيارة سوداء بها رجال
يتابعون رحيم نظروا الى بعضهم البعض نظرة ذات مغذي وهم يفهمون بعضهم وما هي الخطوة القاد
الفصل الثاني عشر
_____
انتهت مِن تناول طعامها براحة ثُم قالت بإمتنانْ
=شُكراً أوي، انا فعلًا بقالي مُدة مكالتيش بالطريقة دي.. وخصوصاً لو أكله بحِبّها.
رمقها دُون ان يتحدث فقالت وهي تضُم يديها معاً بتساؤل
=إنت على طُول مكشر، وساكِت؟ إيه السبب فِي كِدا.. لو الحياة فعلًا أذتك نفسيًا، أو اللى حواليك اذوك، ف
دا مِش معناه إنك تنغلق على نفسك وتتقِفل بالطريقة دي، بالعكس حاول مرة تانية وإضحك،
وعيش حياتك دي مرة واحدة ف عيشها صح ،وحارب أحزانك، متستلمش لدور الجاحد .. فِ
النهاية إنت إنسان حقك! ومش لوحدك اللى اتأذيت، انا اتأذيت اكثر منك ومُتأكدة من دا ورغم ذالك
بحاول أرمي وراء ضهري، وأعيش اللحظة دي بس... لعلها تكون الأخيرة..
تنهد ببرود وهُو يُطالعها يَبان قوَّي لا ينهز لكنهُ فِ الحقيقة ضعيف مُرهق تائهة ووحيد .. ، نهض والقى بالنقود على الطاولة ثُم نطق بنبرة جافة
=ورايا..
خرج من المحل لتنهض هى من مكانها وهى تلعنهُ وتسبه فِ نفسها من كثرة بِرُوده معها قائلة
=رجُل آلي .
خرجوا من المحَل ودلفوا الى السيارة لينطلق بهم السائق برفق وتلك السيارة تلحقهم بالفعل، الى ان
عبر السائق شوقي من طريق هاديء خالى من السيارات تقريبا لتسرع السيارة الخلفية وتتجهة
مباشرةً لقبل سيارة رحيم ليتوقف شوقي فجأةً عن القيادة رفع رحيم نظره اليه قائلا بتساؤل
=وقفت ليه !
=العربيات دي وقفت قصادي يا رحيم بيه مش فاهم فيه ايه
هبط من السيارة رجال مسلحين ضخمين تتضح من هيئتهم من يكونون جز رحيم على شفتيه قائلا بغضب
=شكلك بتعلي على اوتار موتك يا أمجد الكلب ...
تابع بنبرة آمرة
=إياك ثم إياك ثم إياك تنزل روتيلا من العربية اقفلها داخليا بسرعة انا هتعامل معاهم بطريقتى الخاصة...
تابع وهو ينظر ل روتيلا
=اوعي تنزلى مهما حصل مش عايز جنان..
هبط من السيارة بهدوء ثم اقفلها يقف بشموخ ينتظر من يأتون اليه فى حين راقبتهم روتيلا بخوف قائلة
=مين دول يا عم شوقي عايزين ايه من رحيم بيه....
=رحيم بيه ليه اعداء كتير اوي واكيد دول منهم ربنا يستر يا بنتى وتعدي ع خير...
صرخت روتيلا بشهقة وصدمة حينما اشتبك رحيم معهم لكنه كان اكثر قوة وصلابة استطاع ان يضرب
اثنان منهم بجدارة وبإحترافية شديدة ، بينما ركض واحد منهم لسيارة رحيم وبدأ في كسر الازاز ليراه
رحيم فيصرخ ف روتيلا بصوت عالى
=انبطحى بسرعة انزلى تحت..
هبطت اسفل السيارة وهي تخفى نفسها بخوف باكية والازاز ينكسر من حولها فى كل مكان ، أخذ رحيم
رصاصة فى كتفه ولكنها كانت جانبيه ومع ذالك آلمته بشدة ورغم آلالامه استمر فى ضربهم بقوة حتى
ركض الباقية الى السيارة ورحلوا..
بصي عليهم بغضب شديد قائلا بتوعد
=قولوا للى باعتكم انى مش هرحم كلب فيكم مهما حصل..
امسك كتفه بألم شديد وهو يتحرك الى السيارة ثم دق عليها ليفتحها شوقي قائلا بخوف
=انت بخير يا رحيم بيه...
هز رأسه بألم ثم مال على روتيلا التى تنكمش على نفسها ارضا قال بقلق
=إنتِ كويسة؟
هزت رأسها ب لاء وهى مازالت على وضعيتها بخوف، امسك ذراعها يجذبها للاعلى قائلا
=قومى متخافيش مشيوا قومي..
نهضت برفق وهي ترتعش وتشعُر بالخوف نظرت اليه بصدمة قائلة
=انت انت غرقان دم.. اضر.. اضربت بالرصاص؟!
بربرشت بعينيها قليلا ثم وقعت بين يديه فاقدة الوعي حملها بيد واحدة بصعوبة قائلا وهو يأخذ نفسه بغضب
=كنت ناقصك فِ حياتى انا...
_____
جلست شادية مع ابنتيها يتحدثان فى امور عِدة، حتى قالت شادية بهدوء
=هتعملى ايه فى موضوع يونس ياريم..
نظرت لها رهف بفضول لتقول ريم وهي تبعث بشعرها
=دلوقتى هفكر فيه يا امى فى الاصل انسان كويس وهيعملى اللى عايزاه وبيحبنى يبقي ليه لاء المهم ميكونش طبعه زي رحيم
=اكيد لاء دا واد زي العسل مش شبه اخوكي يبقي على خيرة الله نبقي نفتح الموضوع تانى النهاردة مع رحيم وخير البر عاجله...
نظرت لهم رهف بهدوء ثم انسحبت الى الاعلى بعصبية وهي تقول لنفسها بتشجيع
=مش هتضايقى ولا تزعلي ولا تعيطي يارهف خلاص قولنا ننسي الماضي ،نركز فى الحاضر تمام لعله يبقى أحسن بكثير مما مضى...
انهت جملتها ليرن جرس الباب فذهبت تفتحته ورأت يونس الذي قال لها بهدوء .
=سلام عليكم رحيم جه؟
=لاء لسه.. اتفضل..
=الضيوف معايا
هزت رأسها بتفهم ثم وقفت جانبا دلف السينيور ومعه زوجته وإبنه ومُدير أعماله... قال يونس ليعرفهم ببعض
=سينيور دي رهف اخت رحيم بيه اتفضل..
نظر لها مبتسما ف بادلته الابتسامة بوِد، ليدلفوا معاً نظر لها مروان من اسفل لاعلى بتعالى بادلته بنظرة
احتقار، ليأتي خلفهم مدير اعمالهم شاب طويل
القامة عريض المنكبين بشرته قَمِحاوِية شديد الوسامة ولكن تبدو ملامحه جديّة نوعاً ما.
دلفوا جميعهم الى الصالون واستقبلوهم بالفعل وكانت ريناس تتحدث اليهم بوصول رحيم قريبا ثم سمحت لهم بالصعود فى غرفة الضيوف للراحة وبالفعل هذا ما حدث لتقف بجانب يونس قائلة بغضب
=رحيم فين ليه لسه مجاش...
=مش عارف برن عليه مش بيرد..
=انا مش فاهمة ماله دا مكنش بيختفى ابدا يعنى ماشي يارحيم.. بلغ الخدم بالوصفات الاكل اللى هيعملوها .
=طيب.
بالفعل دلف الى المطبخ ليبلغ الخدم دلفت خلفه ريم قائلة وهي تبتسم بدلال
=ازيك يا يونس..
نظر لها بطرف عينيه قائلا بجمود
= الله يسلمك يا ريم.
=هو انت بتتكلم معايا كدا ليه؟ انا زعلتك فِ حاجة؟
=شايفة انك عملتى حاجة غلط ؟
تنهدت بحيرة قائلة
=شكلك عرفت موضوع الشقة .. وعلشان كدا بتعيد حساباتك معايا صح...
التفت لها قائلا بتوضيح
=بعيد حساباتي في كل حاجة، الواحد اما يحب واحدة ويبقي عايز يتجوزها لازم تكون مناسبة
لصفاته على الاقل ومن خلال مراقبتي ليكي انتِ مش شبهى خالص احنا ناس مختلفة عن بعض اوي..
ورغم ذالك كنت بطنش واقول هغيرك، او استحملك، لكن انا مش هعرف اغيرك .. ولا استحملك وعلشان
كدا لازم اعيد كل حساباتي معاكي تاني واشوف هل هينفع نبقى سوا فعلا ولا لاء.. عن إذنك.
تركها وخرج من المطبخ تارِكًا اياها واقفة بضيق وعصبية تضرب بيديها على لوح الخشب بغضب دلف ببطيء مازن مدير اعمال السينيور ، نطق بإحراج
=لو سمحتى عايز مايه معدنية.
نظرت له بتأفأف قائلة
=حد قالك انى انا خدامة وبعدين هي نقصاك دلوقتي..
اخذت قنينة مياه معدنية ثم اعطته اياه قائلة ببرود.
=اتفضل.. مايه عادية مش معدنية ، وسخنة كمان عاجبك اشربها مش عاجبك ارميها.
نظر لها بغضب قائلا
=ممكن افهم ايه المعاملة دي حضرتك.. انا ضيف فى بيتك المفروض تعامليني افضل من كدا وبعدين مش بشحت منك علشان تتكلمي معايا بالطريقة دي.. اكيد انتِ اخت رحيم بيه من اسلوبك واضح جدا... بس شكلك مفكراني أجنبي لاء انا مصري عادي جدا ف هرد عليكي بطريقة الرجالة المصرية الأصيلة..
اخذ قنينه المياة ثم فتحها والقي بها في وجهة ريم التى اصطدمت بفعلته وتراجعت للوراء ف نطق اليها ببرود
=اشربيها إنتِ.
صرخت في وجهة بغضب قائلة.
=انت مفكر نفسك مين تعالالي هنا دا انا هنفخك...
لم يستمع لها وخرج من المكان.
______
فتحت عينيها ببطيء لترى نفسها مازالت في السيارة ولكنها تتحرك برفق وهي تستند على كتف احدهم نظرت بجانبها لترى انه رحيم شهقت بخجل وهي تبتعد عنه قائلة بصدمة
=انا إيه جابنى هنا؟
نظر لها ببرود قائلا
=اغمي عليكي وفضلتي طول الطريق نايمة على كتفى رغم اني انا إللى متصاب...
قالت بتذكر
=ايوا ايوا صح.. انت انت كويس دراعك بخير ؟
=مش مهم..
=مش مهم ازاي يعني يا رحيم بيه دي طلقة هي شكة دبوس وريني كداا
طلبت بتوقف السيارة ثم هبطت وجاءت من الناحية الاخري وجلست بجانبه فقال بملل
=كفاية الموضوع مش مستاهل.
=معرفش ازاي انت عادي كدا انا لو مكانك ممكن أموت والله.
خلعت الايشارب التى كانت تضعه في عنقها قائلة
=كان لازم توقف الدم من بدري اوي نزفت كتير لازم نروح المستشفى..
=يستحيل مبحبهومش
=ما استغربتش، انا نفسي قلاقي حاجة واحدة انت بتحبها ،بس عموما برضاك او غصب عنك هتروح معايا يعني هتروح..
=بقولك مستحيل اروح المستشفي على جثتي...
بعد قليل ،هبط رحيم سلالم المستشفي بعدما جاء قصراً بسبب روتيلا وتم التغيير على جرحه دلفوا الى السيارة لتفتح هي الباب الامامي اوقفها بنبرة آمرة
=رايحة فين مفيش ركوب قدام هتركبى وراء..
=بس..
نظر لها بحِدة لتهز رأسها بطاعة ثم دلفت بجانبه تجلس بخجل وهي تضم نفسها إليها وتلوم نفسها بداخلها على نومها على كتف رحيم ، بينما هو من الحين للاخر يتأمل تلك التى سرقت قلبه وعقله...
وصلوا الى الفيلا بعد مرور القليل وهبط رحيم برفق وخلفه روتيلا التى حملت الاكياس بصعوبة ف اقترب هو منها قائلا بأمر
=هاتيهم انا هشيلهم...
نظرت اليه بدهشة قائلة بسخرية
=رحيم بيه بنفسه هيشيل اكياس خضار؟
=منفتكريش انه علشانك ابدا، علشان متتعابيش وتوقعي واضطر اشيلك انا...
هزت رأسها بخجل لتكتسي الحمرة وجهها بينما يراقب هو تعابير وجهها ثم لاحت شبه ابتسامة على شفتيه من خجلها على اتفه الاشياء ، دلفت خلفه الى الداخل دلف رحيم امام الجميع وهو يحمل الاكياس نظر له الكل بصدمة وعدم تصديق اقتربت منه ريناس قائلة بحيرة
=انت كنت فين كل داا يا رحيم... اوعى تقولى بتجيب خضار.. !!
اعطي الاكياس للخدم، ثم قال ببرود
=مش وقته اسئلة وحساب يا ريناس نتكلم بعدين، الجماعه وصلوا؟
قال يونس بهدوء
=ايوا وطلعتهم يرتاحوا من السفر فى أوضة الضيوف على بال انت متيجي...
نطقت ريناس بتساؤل قلق
=مال ايدك انت اتصابت ولا حصل حاجة ؟
=لاء انا كويس ياجماعه اهدوا علشان امي متقلقش ع الفاضي وبعدين هفهمكم اللى حصل هطلع أغير وأظبط نفسي وأنزلكم يكونوا جهزوا تمام...
قالت ريناس بدلال
=تحب آجي معاك!
=رينااس!
=اوف خلاص طيب.
القى نظرة اخيرة على تلك الصغيرة وهي تفرز الخضروات وتتزوق منها بين الحين والاخر بسعادة
طفلة، لاحت شبه ابتسامة على شفتيه ثم صعد للاعلى مرة اخري ويبدو أنهُ بدأ يعشق تلك الصغيرة
بكُل تفاصيلها، ماذا سيحدث عندما تنكشف كل تلك الاسرار هل سيتحول من عاشق لكل تفاصيلها لكاره لكل تفاصيلها؟..
