أخر الاخبار

رواية لاتتحدى الصقر الفصل السابع والعشرون27الاخير بقلم اسماء عبد الهادي

رواية لاتتحدي الصقر 

الفصل السابع والعشرون  والاخير


نظر إلى الشمس الساطعه تنشر اشعتها الذهبيه على وجهه فقال بسعادة لصاحبه الذى

 يقف جواره أمام بوابه السجن الخارجيه_ياااااه أخيرا هنشوف النور من تانى،منه لله اللى كان السبب.

ليحدق به الآخر بشر وكأن مدة عقوبته فى السجن لم تؤتى ثمارها فى تأديبه_هدفعه الثمن غالى أوى ،صبره عليا ده أنا ناوى له على نية هتعجبه أوى


ليبتسم الآخر إبتسامة شيطانية_تعجبنى هو ده الكلام،رسينى على الدور 


____


اقتربت من ابنها الذى يجلس ماسكاً هاتفه الذى مازال على ضلالته ،يحادث الفتيات عبر وسائل التواصل الاجتماعى وفى نفس الوقت يتابع فلماً يُعرض على شاشة التلفاز _واد يا عادل ،متعرفش خالك رجع ولا لسه؟


رد عادل على امه بدون ان يرفع رأسه عن هاتفه_ايوة يا ماما جه من شويه ونادى على سلمى وطلعتله 


ابتسمت نجوى_والله سلمى فوق طيب كويس علشان افاتحهم فى الموضوع مرة واحدة


رفع عادل نظره لامه بإهتمام_موضوع ايه ده؟


رسمة نجوى بسمة واسعه على محياها_اسكت يا واد ،سلمى بنت خالك جايلها عريس إنما إيه،لسه أمه مكلمانى من شويه


لوى عادل ثغره فعلى ما يبدو ان الامر لم يعجبه_نعم!!! عريس لسلمى،ليه بقى ان شاء الله


ضيقت نجوى حاجبيها_هو ايه اللى ليه ،انت مش عايز بنت خالك تتخطب ونفرح بيها هيه كمان ولا ايه ،ده أنا فرحانلها اوى ،سلمى طيبة وتستاهل الحلو كله .


عادل بضجر_طيب قولى للعريس بتاع أمه ده ،معندناش بنات للجواز شطبنا


كشرت نجوى واظهرت مدى استياءها من ما يقوله ابنها_ انت بتقول إيه يا واد ،اوعى كده بلاش جنان خلينى اطلع اقول لخالك


عادل بهدوء _خليكى انتى ياماما ،انا اللى هطلعله ،بس مش دلوقتى لما اعمل مشوار كده 


استغربت امه ما يقوله_هتقوله ايه هو انت تعرف العريس اللى أنا بتكلم عنه اصلا؟


ألقى عادل هاتفه على الاريكه بإهمال_ماما انتى مش عايزة عريس لسلمى،خلاص حلها عندى 


هزت نجوى رأسها فعلى ما يبدو أن ابنها بدأ يهزى_والله ما فاهمه حاجه،حل إيه يابنى، بقولك سلمى جايلها عريس.


تنهد عادل والقى قنبلته فى وجه أمه سريعا ليوارى بها حرجه_ماما أنا عايز أخطب سلمى ومش هسمح لحد تانى يخطبها غيرى


مطت الام شفتيها_وده من امتا بقى إن شاء الله،ده انتوا الاتنين عاملين زى ناقر ونقير  ؟


ارتبك عادل وامسك بالهاتف يقلب فيه بعشوائية _لا ...ده من زمان ،بس الظاهر جه الوقت انى اكلم خالى 

هزت الام كتفيها بتعجب_ماشى يابنى اللى تشوفه ،بس يارب سلمى توافق


زفر عادل  وجلس بضيق_ما ده اللى أنا خايف منه ،المهم ياماما ،متجبيش سيرة لحد ،انا اللى هكلم خالى لنفسى ،ماشى؟


الام بطواعية_ماشى يابنى .

_

أمسك هاتفه وهاتف صديقه يحتاجه فى أمر ما _ايوة يابلال 

أجابت بهدوء_لا ده أنا يا أبيه ،مريم 

رسم على محياه ابتسامة صافيه_مريم حبيبتى عاملة ايه واخبار بلال معاكى ايه ،اوعى يكون مزعلك


مريم_لا لا ابداً ،بلال بيحاول يسعدنى بكل الطرق 


قال صقر ممازحاً إياها_بحسب يعنى لو كان كده ولا كده كنت أشدلك على ودانه شويه 


ضحكت هى_لا يا ابيه اطمن 


صقر بجديه_تمام اوى،اديهونى أكلمه 


نظرت مريم لذلك النائم جوارها وكادت ات تقول للصقر بأنه نائم إلا أنها وجدته يفتح عينيه وينظر لها بإبتسامة محبه_صباح الخير ياحبيبتى

بادلته الابتسامة_صباح النور يا حبيبى ،اتفضل أبيه صقر عايز يكلمك 

ضيق بلال عينيه ففأى شىء يريده الصقر فاليوم الجمعه إجازتهم الاسبوعيه فتناول الهاتف من مريم وقال بصوت متثائب _إيه يابنى الازعاج اللى ع الصبح ده ،إنت مش عارف ان النهاردة أجازة مش هنعرف ننام منك شويه 


قابله الصقر بحدة مازحاً _صبح إيه يا زفت إحنا العصر قوم اخلص


اجابه بنبرة رخيمة_عايز ايه من الزفت على المسا!


صقر بجديه_ فى مشوار كده ، عايزك معايا فيه 


بادله بلال الجديه وهو يعتدل فى جلسته_خير ياصقر


صقر_خير،ذكى بيه مدير شركة السياحة اللى انا  ماسك مشروعه ،تعبان بقاله فترة كبيرة وبفكر اروح أزوره فى بيته ،الراجل كويس معانا وجاد  وزوء فى التعامل وأهو زيارة المريض واجب 


بلال _مفيش مشاكل ،نروح ناخد ثواب عيادة المريض 


صقر_تمام جهز نفسك ربع ساعه وتكون جاهز 

__


ضيقت عينيها ناظرة لزوجها بإستغراب لما يرتدى ملابس الخروج واليوم عطلته_صقر انت خارج!! 


قبَّل جبينها برفق_معلش يا عيونى ،صاحب الشركه اللى بعمله شغل تعبان ورايح أزوره،مش هتأخر مسافة السكة وهرجعلك ،تحبى اجيبلك إيه وأنا راجع؟


أخذت تفكر قليلاً ومن ثم عضت على شفتيها بحرج


ليقول بإدعاء الضيق فهو فقد فهم مقصدها بحركتها تلك _مممم تانى يا مودتى !!


لتقول هى بدلال_اخر مرة ياصقر علشان خاطرى معتدش هطلبه ليومين قدام 


لوى شفتيه_يومين بحالهم لا كده  كتير أوى الصراحه 


مودة بتزمر_خلاص ثلاثه ايام،ها بقا


إبتسم لها ومد يده تجاهها محيطاً رأسها بذراعه مقرباً رأسها إلى قلبه_اللى تطلبه ملكتى مجاب بدون نقاش ،هجيبلك كرتونه شيبسى بحالها ياستى  بس بشرط ،كل يوم تاكلى كيس واحد بس علشان صحة البيبى

إبتسم مودة له بحب ونظرت الى عينيه_متحرمش منك يا روحى 


صقر بهيام_ولا منك يا عيون الصقر .


_

يجلس على فراشه مستنداً ظهره بظهر السرير متكئاً على وسائد مريحه وناعمة ينظر للباب بترقب ينتظر قدوم عرفه يخبره عن صاحب العينه الحقيقى 


بعد عدة دقائق طرق عرفه الباب

ذكى_تعالى يا عرفه اتأخرت ليه 

جلس عرفه على الكرسى بجوار الفراش  بصمت وناوله الملف الذى يحوى معلومات صاحب العينه وصورته 


أخذه ذكى وأخذ يقلب فيه وما إن وقعت عيناه على صاحب الصورة حتى تسمرت اعينه واجفل مكانه قائلاً بحسرة_إيه!!!!!! ليه كده يا عرفه ،يعنى الحظ ميقعش إلا مع الراجل الطيب ده ،ده أنا مشوفتش حد فى أمانته وشهادمته وجدعنته ،نقوم نردله المعروف وناخد عينته من وراه ليه ،حرام عليك 


زفر عرفه بلامبالاه_ماخلاص بقى ياذكى ،انت هتفضل تندب ،اللى حصل حصل،كلمه واعرض عليه يتجوز ياسمينا واغريه بالفلوس ،وكمان ياسمينا محدش يشوفها ويرفض


نظر ذكى بضيق إلى عرفه_عرفه انت مبتفهمش بقولك راجل جدع وشهم تقولى اغريه بالفلوس ،صقر مش من النوع ده أبداً

بعدين أنا فاكر إنه قالى إنه من أصل صعيدى ،يعنى لو عرف مش هيعدى الموضوع بالساهل دى فيها قطع رقاب 


تلقائياً وضع عرفه  يده على عنقه وابتلع ريقه بخوف قائلا بصوت متحشرج _أأ..أنت بتقول إيه ،صعيدى !!!!

أخفى ذكى وجهه بيده فهو يكاد ينفجر مما حدث لكن ليس بيده شىء يفعله 


سُمع صوت طرق على الباب فأذن ذكى له بالدخول فما كانت سوى الخادمة تخبره عن وصول ضيوف يودون مقابلته


ذكى بإهتمام_ضيوف مين ،مقالوش إسمهم!!


الخادمة_واحد منهم إسمه صقر الزينى يابيه والتانى بلال 


أجفل ذكى بصدمة ونظر تجاه عرفه الذى لم يكن بأقل منه صدمة وخوفاً فهو يخشى أن يكون قد إكتشف فعلته ،فقام من مكانه مسرعاً _ذكى أنا ماشى ،قابله إنتا انا مش مستغتى عن روحى 


رمقه ذكى بإستياء_اقعد اقعد ،دلوقتى افتكرت الخوف ولما عملت عملتك دى ايه مخوفتش؟


عرفه بوجل  _مكنتش اعرف انه صعيدى ،ياوقعتك السودا يا عرفه 


هز ذكى رأسه رامقاً عرفه بسخريه_اقعد متخافش ياسمينا لسه مقالتش لمودة حاجه ،يعنى تقريبا صقر ميعرفش حاجه 


نظر عرفه  بارتياح غير مصدق انه نجى من غضب الصقر وجال بخاطره بفكرة _ذكى أنا جالى فكرة ....

ثم نظر الى الخادمة التى ما زالت تقف على الباب تسمتع الاذن من رب عملها بإدخال الضيفين _خليهم يتفضلوا


عرفه وهو يهمس لذكى _ اسمع ....


دخل "صقر"و"بلال" الى الغرفه فرحب بهما ذكى وعرفه كثيراً


صقر_الف سلامة على حضرتك يا ذكى بيه ،انا آسف إنى جيت من غير ميعاد مسبق ،بس حضرتك قافل كل تلفونات الشغل


ذكى_لا لا ولا يهمك يا استاذ صقر إنت تيجى فى اى وقت 

ثم نظر الى بلال_نورتنا يا دكتور بلال 


بلال_ده نور حضرتك يافندم والف سلامة عليك ،لا بأس طهور إن شاء الله 


التفت صقر إلى عرفه_ازيك يا دكتور ،مكنتش اعرف انك تعرف ذكى بيه،قد ايه الدنيا صغيرة فعلا 


ابتسم له عرفه رغم الخوف الذى يعتلى صدره منه_اه ..اه فعلا 


صقر_شد حيلك يا باشمهندس ،طولت الغيبه عليا جدا،حضرتك بتشتكى من ايه!!


تنهد ذكى بحزن ونظر إلى عرفه الذى هز رأسه كى يتبع فكرته وينفذها_إللى حصل مقدرتش 

اتحمله وجالى اشتباه فى جلطه فى رجلى مبقتش اقدر امشى عليها


بلال بحزن من اجله_لا حول ولا قوه الا بالله،بإذن الله هتخف،اهم حاجه حضرتك تبعد عن أى حاجه تزعلك 


ذكى_ازاى بس واللى أنا فيه مش لاقيله حل ،انا حاسس إنى بموت بالبطىء 


صقر بإهتمام_حضرتك قلقتنى ياذكى بيه ،خير


ذكى بصدق وندم هذه المرة _بنتى إديتها كل الدلع اللى فى الدنيا وسيبتها على راحتنا تعمل اللى هيه عايزاه وفى الاخر ،رجعلتى حامل ،شوفت المصيبه يا صقر 


اتسعت أعين واعتلى الغضب تقاسيم وجهه الذى أصبح أحمراً من أثر الانفعال البادى على وجهه _يالله!!!!


لم تكن صدمة بلال بما سمعه بأقل من صقر 


ذكى_لا ،اوعوا تفهموا البنت غلط ،ياسمينا عمرها ما فرطت فى نفسها ،بنتى رغم انها متدلعه إلا انها عمرها ما غلطت او عملت اى علاقه مع اى رجل من أى نوع 


رمقه صقر مستفهماً ما يقوله_والحمل ده حصل إزاى مش فاهم !


تدخل عرفه قائلا كى ينفى التهمه عن نفسه ويوهمهم بأنه ليس من فعلها _للاسف راحت لدكتور وطلبت منه يحقنها بعينه مخصبه من أى عينه عنده ،وبقت حامل 


جحظت عينا الصقر بقوة_بتقول ايه!!!،ازاى يعنى ده حرام شرعاً وجريمة سرقه يحاسب عليها القانون مين الدكتور المتخلف اللى سمع كلامها وعملها العمليه 


عرفه بتوتر_طايشه ..متعرفش أن ده حرام 


صقر بغضب_والدكتور ،بردو طايش! مين ده وانا امسك فى زمارة رقبته اخلص عليه 


بلال وهو يحك ذقنه بتفكير_بس السؤال،ايه اللى يجبر بنت انها تحمل بالشكل ده،مفيش حد عاقل يفكر فى اللى هيه عملتها ده 


ذكى بحزن _ كل ده علشان كنت بزن عليها إنى عايزها تتجوز وتجيبلى حفيد،وهيه رافضه فكرة الجواز علشان كده فكرت بالطريقه دى،وهى دلوقتى حامل ومش عارف اعمل ايه ولا اتصرف ازاى وهقول للناس إيه

صقر بغضب_ استغفر الله العظيم،أصحاب العينه الحقيقين ،لازم يعرفوا ولازم بنتك تتجوز صاحب العينه ،لان الطفل ابنه 


عرفه_ولو كنا منعرفش مين صاحبها العينه ايه 


وضع ذكى يده على رأسه وأحس بالدوار_لا حول ولا قوه الا بالله،بنتى حطتنى فى موقف صعب مش عارف اخرج منه


بلال_هدى نفسك ياذكى بيه علشان صحتك


صقر بجديه _ياريتنى كنت اقدر اساعدك ياذكى بيه مكنتش اتأخر 


ذكى_انا جت فى بالى فكرة لو عايز تساعدني فعلا ويارب ماتكسفنى 


صقر بصدق_أكيد لو بإستطاعتى مش هتأخر عن حضرتك


ذكى _وده عشمى فيك يا صقر يابنى وخدمة عمرى ما هنساهالك طول العمر انت هتنقذ سمعتى من انها تنزل فى التراب 


صقر _انا مع حضرتك ،اساعدك إزاى!!


ذكى بحذر_تتجوز بنتى ياصقر،علشان كلام الناس يابنى ،علشان اقدر ارفع رأسى بين الناس،علشان سمعتى وسمعه الشركه اللى ببنى فيها بقالى سنين 


قام صقر من مكانه واقفاً_حضرتك بتقول ايه ياذكى بيه،اتجوزها إزاى وانا متجوز اصلا 


عرفه_جواز صورى بس ،مجرد ورقه عند مأذون ،علشان كلام الناس


صقر بحدة_مفيش حاجه اسمها جواز صورى او جواز كده وكده،الجواز يعنى جواز 


ابتلع ذكى ريقه خوفاً من رفض الصقر_يعنى كتب كتاب بس يا صقر ،مش مطلوب منك حاجه تانيه ،ارجوك ساعدني يابنى


نظر صقر إلى بلال يستلهم منه ماذا عليه أن يفعل فى هذا الموقف،لكن بلال ،ضم شفتيه بقلة حيلة فالامر دقيق للغايه ولا يستطيع أن يدلى برأيه فيه


فقال صقر  بجديه_انا مش عارف افكر دلوقتى ،اللى سمعته يجنن العاقل ،معلش انا محتاج وقت أفكر وبعدها ابلغ حضرتك برايي


____

أمسك يدها التى اثلجت من هول ما سمعت وقال_ها قولتى ايه فى اللى سمعتيه يا مودة،شورى عليا أعمل إيه 


مودة بصوت خافت_متعودناش حد يمد إيديه ليه ونردها ليه تانى


صقر_يعنى اعمل ايه،انا استحالة اتجوز عليكى ،انا لا بحب ولا هحب غيرك يا عيونى


مودة بثقه فى زوجها_وأنا واثقه فيك وفى حبك ليا ياصقر ،ممم طيب نفكر أكيد هنلاقى حل 


___

كان يجلس بإنتشاء يشعر أنه انتصر عليها ،قد رد جزءاً من اعتباره أخيرا،يمسك بيده هاتفه ويلوح به بين يديه فى سعادة 

والآخر يقف جواره غير مصدق مافعله يهز رأسه بعدم رضا عن فعلته تلك

رمقه ذلك المبتسم مضيقاً أعينه فى تساؤل_إيه يابنى مالك واقف كده ليه 

لوى ...ثغره فى ضجر مما فعله صديقه_بقا مش عارف فى إيه تروح ،تخطب البنت ،وتحط لها بدل الشوكولاته ليمون ،ياجبروتك يااخى 

ضحك ...ضحكاً مطولاً واضعاً يده على بطنه من فرط الضحك متخيلاً شكلها بعدما تكتشف مقلبه وكلما يتخيله يضحك أكثر وأكثر _مش قادر أتخيل بجد رد فعلها هيكون عامل إزاى ،زمانها بتآكل فى نفسها دلوقتى

ضرب الآخر يدا بيد وهو يحوقل فى تعجب من حالة صديقه_لا حول ولا قوة إلا بالله،إنت باين عليك جرى لعقلك حاجه 

إبتسم هو متسائلاً _مالك بس زعلان ليه،إنت مش عارفها ولا إيه والله تستاهل أكتر من كده 


جلس جواره فى ضيق حقيقي_ايوة بس مش كده دى مهما كان، بنت وانت باللى عملته ممكن تجرح كرامتها


تمدد هو على الفراش رافعاً قدم فوق أُخرى_لا من الناحية دى إطمن ،هيه بس هتتنرفز شويه وخلاص 


تنهد الاخر بضيق من تصرفات صاحبه_طب ليه روحت اتقدمت لها من الاساس طالما إنها مش فارقه معاك بالشكل ده 


ليمسك هو الهاتف فى يده وينظر به برهه شارداً ثم يقول_هيه الوحيدة اللى حسيت إنى ميال ليها رغم لسانها اللى عايز قطعه ،بس مش عارف بقيت لما اشوفها أحس بشعور غريب عمرى ما حسيته قبل كده رغم انها متربيه معايا ،رغم إنى أعرف بنات كتير ،بس ولا واحدة فيهم قدرت تسيطر على تفكيرى ولو للحظة زيها 


صفّر الأخر مصدراً صوتاً كالصفير بفمه واضعاً يده خلف رأسه مستنداً ظهره بالفراش_أووه ده الظاهر أن الدنجوان وقع  وبقا بيحب وأنا مش عارف 

إغتاظ منه ..وأمسك الوسادة ودفشه بها _إتلم يالا ،ماعاش ولا كان اللى يوقعنى 


ضحك ... _أمرك عجيب أومال الكلام اللى بتقوله ده إيه؟

جلس ... على طرف الفراش_مش عارف إحساسى ده إيه ،بس حبيت أستخدم الاسلوب الدوغرى معاها علشان يبقى عدانى العيب ،ورحت اتقدمت وأنا عارف ومتأكد أنها هترفضنى 

ليضحك ...أكثر _علشان كده حطيت الليمون بدل الشوكولاته 

ليبتسم ...ويقول بمكر_طبعاً أومال ترفضنى،وأجيبلها شوكولاته كمان ليه هوا أنا مجنون 


ليسخر منه ... وهو يلوى ثغره _لا ،لاسمح الله أنا اللى مجنون إنى قاعد معاك ،أنا قايم مروح 

ليلحق به .. وهو يمسكه من ملابسه_إستنى ياض أنا نازل معاك 

ليتذكر.. شيئاً_صحيح لو قالت لخالك على المقلب ده هيكون موقفك إيه؟

ليقول وهو يرتدى معطفه إستعداداً للنزول لأسفل مع صديقه _لا أنا متأكد انها مش هتقول لخالى حاجه ،إنما ممكن تفكر تردهالى 

ليحك ...ذقنه _ممم، شايفك مستمتع ب الموضوع أوى

ليمسك ...الفرشاه ويمشط بها شعره ويقول بغرور ناظراً لنفسه فى المرآه_انت ناسى إن دى لعبتنا،نتسلى مع كل بنت شويه

لينظر صديقه  لإنعكاس صورته بالمرآه_بس .. مش من النوع ده وأنت عارف ،دى هيه وأختك زى الخيّم وقفش اوى وكل حاجه حلال وحرام ومش عارف إيه .


ليخرج هو من غرفته ويتبعه صديقه_فكك يابنى ،تعالى نخرج نغير مزاجنا فى الكافيه ،بقولك إيه معاك رقم البت سوسو من زمان مكلمتهاش 


ليبتسم صديقه فى تسلية_معايا ،بينا ع الكافيه

...🌌🌌🌌🌌🌌🌌


____اسماء عبد الهادى_____


كانت تجلس على الفراش تمسك فى يدها علبة الشوكولاته التى أحضرها عادل وتهم بفتحها  لتقول أميرة _بتعملى إيه ،انتى مش بتقولى إنك مش موافقه


لتهز سلمى رأسها بإيجاب_وده دخله إيه بإنى افتح الشوكلاته او لا 


أميرة_أنا اعرف طالما مش هتوافقى يبقى ترجعى له حاجته 

سلمى -عاشقة الشوكولاته- لا دى حاجه ودى حاجه ،الشوكولاته دى زيارة ومش بترجع وبعدين شكلها شوكولاته غاليه وخسارة ارجعها لاخوكى .وهمت بفتحها  ولكنها أجفلت مكانها عندما إكتشفت فعلته فصاحت بضيق وإنفعال _عاااادل بتسخر منى ،إن ما وريتك. 

لتنفجر أميرة ضحكاً عندما ترى حبات الليمون بدلاً من الشوكولاته 

لتدفشها سلمى بالعلبة التى هى ظاهرياً شوكولاته _بتضحكى عليا يازفته 


أميرة وهى تبعد الليمون عنها وتحاول ان تكبت ضحكاتها _والله ما قصدى ،بس أنا أتفآجئت إزاى اخويا عادل يعمل كده ،هو قصده إيه، طلبه ده كان تسلية كعادته مش حقيقى؟


لتقول سلمى بغضب _لا الظاهر ان عادل كان عارف ومتأكد إنى هرفضه ،مبقاش إلا عادل كمان اللى أوافق عليه 


أميرة بتفكير _علشان كده عمل المقلب ده ،طيب مش خايف من رد فعل خالو 


سلمى_لا طبعا ً أنا مش هقول لبابا ، ثم أكملت بشر _أنا أعرف إزاى أخد تارى بنفسى 


أميرة بتوجس_ سلمى هتعملى إيه ،إوعى تتهورى، ده عادل ممكن يطير رقابتى ورقبتك 


سلمى بتحدى_لا الكلام ده ميمشيش معايا ،أنا مش خايفه منه ،وطالما هو إبتدى اللعب يبقى يستحمل بقا 


لتعض أميرة على إصبعها بخوف مما قد يحدث _استر يارب 

لتراها ترتدى عباءتها وحجابها وتنظر من خلال النافذة لترى عادل ينظر لها ويلوح لها بيده كعلامة إنتصار،لتدب سلمى قدمها فى الارض بغضب شديد وتدخل وتغلق باب الشرفه بحدة _الاستاذ عادل فعلا قاصد يستفزنى ،ماشى يا عادل ،مبقاش انا سلمى إن ما وريتك 

ومسكت أيدى أميرة تجرها خلفها _تعالى معايا 


أميرة وهى كادت تتعثر فى مشيتها نتيجه سحب سلمى لها_على فين يامجنونه، اعقلى يا سلمى 


استغربت أميرةمن دخولهم منزلهم _سلمى إحنا جايين البيت نعمل إيه ؟

سلمى_جاية اخد الشوكولاته بتاعتى طبعاً


ضيقت أميرة أعينها بتساؤل_تأخديها ازاى مش فاهمه ؟

سلمى بضجر_ميرا إفهمى ،عادل بدِّل الشوكولاته بالليمون يبقى أكيد محتفظ بالشوكلاته فى أوضته 


أميرة وقد اتسعت أعينها على وسعهما وهى ترى سلمى تهم بالدخول الى غرفه عادل_سلمى لا كله إلا أوضته ،خرجينى أنا من لعبتكم دى ،انا مش قد عادل 


لتقف سلمى خلف أميرة تدفعها برفق لتدخل معها_متخافيش هوا برا مع أسامة صاحبه ،ادخلى بقا ندور عليها مش هينفع أدخل اوضة عادل لوحدى ،يلا 


دخلت أميرة على مضض وهى خائفه من أخيها إذا علم بالامر 

أخذتا تبحثن عن الشوكولاته فى كل مكان ،لتزفر سلمى بضيق_هوا وادها فين بس 


لتقول أميرة_يمكن أكلها أو رماها 


سلمى بتفكير_أكلها لا ده إحتمال غير وارد ،لان عادل مش بيحب الشوكولاته ،رماها ،مأظنش عادل هيرمنى شوكولاته غاليه زى دى


ليقف خلفهم واضعاً يده خلف ظهره قائلا بحدة_ممكن أعرف بتعملوا إيه فى اوضتى ؟

لتشهق أميرة بفزع _ _يانهار مش فايت 

وتختبأ خلف سلمى التى تبتلع ريقها من الخوف والاحراج فى نفس الوقت فهى رأته بالخارج مع صديقه وظنت انه لن يعود فى هذا الوقت ولكنها إستجمعت شجاعتها قائلة _عادل ، إنت جيت بسرعه ليه ،انا كنت شايفاك مع صاحبك برا

ليرمقهم عادل بغضب ومن ثم يوجه حديثه لاخته_حسابك معايا بعدين يازفته

لتبتلع أميرة ريقها برعب وتقول بهمس_جالك الموت ياتارك الصلاة منك لله يا سلمى 

ثم نظر عادل  إلى سلمى قائلا بتهكم _وإنتى ممكن أعرف يا أنسه يامحترمة إزاى تدخلى اوضة شاب أعزب وكمان من غير إذنه ،هيه دى الاخلاق اللى قرفانى بيها 


لتصيح به سلمى مغتاظة من نبرة التهكم فى حديثه_اولا انا مدخلتش الاوضه لوحدى ،اميرة معايا ،ثانياً أنا كنت جايه لغرض معين وهمشى علطول 


ليلوى هو ثغره وينظر لها منتظراً الاجابة_غرض  إيه ده اللى فى اوضتى ممكن اعرف؟ 


ارتبكت سلمى وقالت بتلعثم _اا.. كنت بدور ع ...


بترت حديثها المتلعثم عندما رفع عادل يده  أمامها ممسكاً بالعلبة البلاستيكيه التى وضع  بها قطع الشكولاته _بتدورى على دى 


لتعض سلمى على شفتيها فى غيظ منه 

ليردف عادل قائلا_كنت عارف انك هترفضينى ،ماهو أنا فى نظرك ،عادل الفاشل الصايع بتاع البنات مش كده ،عمرك ما كنتى هتوافقى عليا ،علشان كده بدلت الشوكولاته ،لكن بما إنك عايزاها ،إتفضلى

لتنحنح سلمى وتقول وهى تخرج من الغرفه مسرعه_شكراً مش عايزة منك حاجه


لتقف أميرة ناظرة إلى أخيها بحزن ،ليقترب هو منها ،فأغمضت اميرة أعينها بسرعه واضعه يدها امام وجهها لتتجنب ضربه_أنا أسفه يا عادل 


ليقول عادل بضيق_اللى حصل ده ميتكررش تانى  ،دخول اوضتى من غير إذنى ممنوع ،فاهمه


هزت أميرة رأسها بطاعه وهمت بالرحيل بسرعه من أمامه  فناولها عادل  علبة الشوكولاته_أعطيها لسلمى ،عارف انها هتموت عليها 

تناولتها أميرة من أخيها وصعدت لاعلى لتلحق بإبنه خالها والتى تسكن فى الطابق الاعلى فى نفس البيت وعلى ما يبدو انها تخطط لشئ ما ..... 


____

فى اليوم التالى


ذهبت ياسمينا الى مودة فى الجامعه كى تخبرها كما أصر عليها ابيها أن تفعل 


قصت ياسمينا كل شىء لمودة ،التى عرفت أن الفتاة التى يقصدها زوجها هيه نفسها ياسمينا التى هى الان تحمل فى احشائها طفلهم لتسقط عنها حقيبتها وترنحت فى وقفتها فأسندتها ياسمينا واجلستها على إحدى الطاولات وهى تقول بأسف _انا أسفه اوى يا مودة والله مكنتش اعرف انك صاحبة العينه لو كنت اعرف مكنتش عملتها كنت طلبت عينه تانية 


نظرت بها مودة من الغضب_عينتى او عينه غيرى كله غلط ...حرااام... ليه تعملى كده ،مخفتيش من ربنا 


ياسمينا _مودة مكنتش اعرف انه حرام ،الناس فى لندن ايزى بيعملوا كده 


مودة بلوعه_مالنا احنا ومال لندن ياسمينا ،احنا مسلمين،شوفتى بعدك عن ربنا ،وصلك لايه ،للاسف انتى مش عارفه احكام دينك وعلشان كده ارتكبتى الذنب البشع ده 


ياسمينا بأسف _مودة ،أنا مستعدة انزله لو انتى طلبتى ده ،بس متعرفيش ده هيكون صعب عليا قد ايه لانى اتعلقت بالبيبى ده 


هزت مودة رأسها _لا طبعا إنتى بتقولى ايه،نتخلص من ذنب ،بذنب ابشع ،ده قتل نفس ،الجنين خلاص بقى فيه الروح ،حرام نذهقها بغير حق 


صمتت قليلا وقالت بلوعه_لا حول ولا قوه الا بالله أنا مش قادرة استوعب ابدا أن فى كده أن ممكن دكاترة يبيعوا ضميرهم ويحنثوا بقسمهم علشان الفلوس ،علشان دنيا فانيه .


ياسمينا _مودة ،هتعملى ايه 


مودة كالتائهه التى تحدث نفسها _والله مش عارفه ،انا مبقتش عارفه حاجه خالص ،علشان كده والدك مقالش لصقر الحقيقه،هيقوله ايه ده صقر ممكن يطربق الدنيا ،مكانش هيسكت ابداً


ياسمينا _سورى مودة إنى زعلتك ،صدقينى مش قصدى أبداً،شوفى اى حل وانا مستعدة اعمله غير إنى اتخلى عن البيبى .

مودة بصوت مختنق_مش هنعمل حاجه ،لما الطفل يتولد ،ساعدتها هنفكر نعمل ايه 

___


هدر عالياً وبصوت غاضب _إنتى بتقولى إيه يا مودة ،انا لا يمكن اوافق على حاجه زى كده ،استحالة اتجوز عليكى 


حاولت مودة التماسك حتى لا يلحظ صقر شيئا،ً أن تتحامل على نفسها فكرة أن يتجوز حبيبها غيرها،لكن لابد من أن تفعل ذلك فطفلهم سيكون بدون اب إن لم يتزوجها صقر او قد يُنسب لغيرهم _ده انسب حل يا صقر ،بعدين ده مجرد عقد "كتب كتاب"يعنى مش زواج كامل ،حرام البيبى يكون من غير اب 


اشتعل الصقر غضباً_يعنى مش حرام انسب ابن ليا مش ابنى 


ودت مودة لو قالت له أنه ابنه لابد من أن ينسبه إليه لكنها كانت تخشى ردة فعله فهى تعرفها جيداً لن تكون هينه ابداً فقالت _هما مش قالوا انهم ميعرفوش اصحاب العينه ، يبقى مفيش حل غير كده


ضم صقر قبضته بقوة وضرب بها الحائط امامه بغيظ_كله منها المتخلفه المتدلعه بنت ذكى بيه ،اقسم بالله لو كان الامر بإيدى كنت ربيتها من اول وجديد


ضمت مودة شفتيها بأسف_هيه مش غلطانه لوحدها ياصقر،والدها كمان مسؤول كبير عن اللى حصل ،لانه مهتمش برعيته ولا علمها اى شىء عن اصول دينها


الرسول صلى الله عليه وسلم قال"كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"


زفر صقر بضيق_استغفر الله العظيم


لاحظ الصقر ،حالة مودة الغير طبيعيه وانها ليست على ما يرام فاقترب منها ضامماً اياها الى صدره_حبيبتى انتى كويسه! انا اسف انى حطيتك فى موقف زى ده،انا هروح اعتذر ليه يشوف جد تانى غيرى انا مش هقدر على زعلك أبداً


مودة بخفوت _لا يا صقر إنت مش هينفع تخذله بعد ما توسم فيك انك هتجبر بخاطره ،متقلش عليا ،إنت عارف الحمل متعب قد إيه ،دخلنى أنام وانا هكون كويسه ،اكيد دخت من ارهاق الجامعه النهارده 


عاونها الصقر على الذهاب لفراشها ودثرها جيداً به  وجلس جوارها_حبي نامى وارتاحى انا جنبك ومش هسيبك أبدا 


مودة بتعب_روح ياصقر ،حل مشكلتهم ،ولما ترجع يكون انا نمت وقمت كويسه ،يلا علشان خاطرى


قبل صقر راس زوجته _ملكة قلبى انا مشوفتش ولا هشوف حد فى طيبة قلبك دى ،ربنا يخليكى ليا يا احلى زوجة فى الدنيا ،تأكدى إنه مش هيكون أقل من مجرد عقد بس ومليش اى علاقه باللى اسمها ياسمينا دى لا من قريب ولا من بعيد 


تنهدت مودة _عارفه ياحبيبى ومتأكدة من ده 


صقر _نامى وارتاحى ياحبيبتى،وانا مش هتأخر عليكى

هزت مودة رأسها وبمجرد أن خرج الصقر حتى اخرجت مودة ورقة مطويه من بين إحدى كتبها 

وأمسكتها بإرتعاش فهى على الرغم من أنها قرات محتواها اكثر من مرة إلا أنها فى كل مرة تقرأها فيها تصاب بالفزع والرعب ،فمحتوى الورقه ما هو الا رسالة تهديد ارسلت لها ولم تكن هذه الرساله الاولى فهى منذ ايام تتلقى رسائل تهديد كهذه ،أرادت ان تخبر زوجها لكنها خشيت عليه فهو إن تحول لكن يقف فى طريقه أحد ،تخشى عليه أن تخسره تخسر صقر زوجها الطيب الحنون للابد _ربنا يحرسك يا صقر يا حبيبي،استودعك الله


اخذت تزوم وتزمجر وتهز رأسها  فى انفعال بأنها لن تفعل فقالت صارخه_دادى انت بتقول ايه،استحالة اتجوز الصقر اللى بتقول عليه ده ،انا عملت كل ده علشان اتفادى الجواز وحضرتك جاى تقولى اتجوز ده ،استحالة نو واى 


أحس ذكى بوعكة صحية فهو يعرف أن ابنته لن توافق ابدا والفرصه واتته وقد لن تسنح ثانية فالصقر أخيراً وافق على فكرة الزواج ،فكاد يختنق وأخذ يسعل بقوة 

فقالت ياسمينا بخوف على والدها_اوك دادى بليز اهدى،هعمل اللى تطلبه بس ارجوك مش تتعب تانى 


ناولته كوباً من الماء المذوب به إحدى الحبوب الخاصه بعلاجه ليهدأ 

فبدا بإستطاعته أن يأخذ نفسه براحه مرة اخرى 

لتقول ياسمينا_موافقه دادى،هو كتب كتاب بس وبعدها هو فى حاله وانا فى حالى


هز ذكى رأسه بموافقته ايضا على ما تقول 


جاء الصقر ومعه بلال الذى كان شاهداً على إجراءات العقد الذى كان كلا طرفيه غير راضيين عليه بالمرة وإنما لكل منهم سبباً ارغمهما على المضى قدماً فى اتمامه.


كانت ياسمينا تخشى أن يتحكم بها ذلك الرجل الذى اصبح زوجها وهى حتى لا تعرفه ولا تعرف طباعه،الامر الذى لم تتحمله ابدا  فجهزت حقيبتها على عجل وسافرت من دون أن يعلم أحد بذلك الى خارج مصر ،حتى صديقتها ليان التى لا تُخفى ياسمينا عنها شيئاً لم تعلم بأمر سفرها.


اما الصقر فلزم جوار زوجته لا يبرحها فهو يشعر انه خانها ،ارتكب جُرماً فى حقها ،فمكث بقية اليوم جالساً معها لا يفارقها أبداً إلا عندما أوصلها صباحاً إلى حيث جامعتها 


كانت مودة تستغرب زوجها لكنها كانت سعيدة بقربه مطمئنه معه تستمد الامان الذى تفتقده منذ ايام بسبب تلك الرسائل المجهولة التى تصلها يومياً


فى الجامعه 

قصت مودة على صديقتيها كل ما فعلته ياسمينا انتهاءاً بزواج الصقر بها دون أن يعلم شيئاً عن الامر 


أميرة بغضب_لا حول ولا قوه الا بالله ،آدى أخرة البعد عن ربما ،وقعت فى الحرام من غير ما تعرف 


سلمى بغيظ من والدها _مكنتش عايزة صقر يعمل كده علشان ابوها يدوق نتيجه تخليه عن دوره كأب فى تربية بنته ،كنت عايزاه يفضل كده حاسس بالذل شويه علشان بعد كده يتقى الله فى بنته ويربيها كويس ،ياسمينا ما هى الا ضحية اب غير مسئول 


تنهدت مودة _للاسف مش هوه بس فى آباء وأمهات كتير كده ،سايبين اولادهم بدون رعاية او اهتمام او تربيه ،ملبيين بس كل احتياجاتهم ومفكرين أن هيه دى مهمتهم فى الحياة ، مفكرين أن الحب هو انى أعمل لابنى كل اللى هو عايزة ومحرموش من حاجه ومليش دعوى بقى بباقى الجوانب 


لمحت مودة ورقه فى دفترها التى وضعت جوارها فأمسكتها لتجدها رسالة تهديد أخرى فامتعض وجهها وسكن  الخوف قلبها فى هذه اللحظة واحست بانقباضه وان شيئاً سيئاً سيحدث ،فقامت بعيدا قليلاً عن صديقاتها الاتى كن يجلسن على إحدى الارصفه بجوار المبنى الذى يتلقون فيه السكاشن الخاصه بهم  

لتحادث زوجها الصقر فهى نوت أن تخبره بأمر رسائل التهديد فهى لم تعد تتحمل الرعب الذى تعيش به ،أخرجت هاتفها من حقيبه يدها وطلبت زوجها


_


كان فى مكتبه يشعر بالضيق والغضب كلما تذكر انه تزوج بأخرى غير حبيبته ،يكاد يختنق كلما ظن أن ربما مودة تكون حزينه ولكنها لا تُظهر ذلك له 

كان يجلس معه بلال الذى يحاول جعله ينسى ولا يعطى للامر بالاً حتى رن هاتف صقر_دى مودة بتتصل ،غريبه خلصت بدرى ولا ايه 


وفجأءة انقطع الاتصال،

أحس الصقر بانقباضه غريبه فى قلبه لا يعرف سببها وقال باستغراب_غريبه اول مرة مودة ترم رنة صغيرة كده وتقفل علطول ،هيه عارفه انى بحب أسمع النغمة اللى أنا عاملها ليها مخصوص


بلال _جايز ،عندها محاضرة والدكتور دخل فاضطرت تلغى المكالمة وتأجلها لوقت تانى


رفع صقر حاجبيه ومازلت تلك الانقباضه فى قلبه قائمة_جايز هكلمها بردو اطمن

لكن هاتفها غير متاح فزاد القلق فى قلب الصقر


جاء العم أحمد مزعوراً _ صقر بيه ،شوفت اللى حصل فى التلافزيون ولا حول ولا قوة إلا بالله 


هب كل من صقر وبلال بفزع_فى ايه يا عم احمد 


ابتلع أحمد ريقه وقال  _كاتبين فى الاخبار خبر عاجل انفجار معمل فى جامعه القاهرة ،اسفر عن العديد من الضحايا القتلى والجرحى أثناء عمل إحدى التجارب 


أجفل صقر مكانه من هول الموقف _بتقول ايه يا عم احمد فين الخبر ده 


احمد_تعالى ،شوف فى التلافزيون عندى جوه ،اكيد القنوات كلها بتحكى عن الخبر

وضع صقر يده على قلبه فالرعب بدأ يتسرب الى قلبه خوفاً على زوجته ،نظر إلى شاشه التلفاز بأعين زائغه يقرأ الخبر المفجع وفجأءة وقعت عينه على شكل المبنى الذى عرفه على الفور إنه مبنى كليه العلوم المكان الذى تدرس به مودته ،فهرول مسرعاً لا يرى امامه ولا يشعر بشىء مما حوله حتى كاد يتعثر عدة مرات صارخاً بإسمها_مودة 


لحق به بلال وساق سيارته بدلا عنه فحالته الفزعه على زوجته لا تسمح له بقيادة السيارة 

حاول بلال رغم الخوف الذى يسطر قلبه هو الاخر على مودة الا إنه قال مطمئناً_ان شاء الله تكون كويسه ،وبعيدة عن الانفجار ده


ظل الصقر صامتاً طول الطريق حتى وصل بلال الى مكان كلية العلوم ليلقى صقر بنفسه خارج السيارة قبل أن يوقفها بلال فهو فى عجله من امره يود الإطمئنان على زوجته 

وجد جمع غفير من الناس منهم من يبكى على فقد اهله وإخوته إثر الانفجار ومنهم من يقف متأثراً بالحادث وما حدث للضحايا 


أخذ يبحث فى الجوار عن زوجته حتى إستوقفه رؤيته ل بقايا حقيبة زوجته وهاتفها جوار جثه متفحمة إحترقت تماماً لا يظهر من ملامحها شىء سوى بعض الخرق المتناثرة من ملابسها التى تشبه لملابس مودة تماما ،اخذ يكذب نفسه بأنها ليست هى ،وبحث عنها بالجوار فى كل مكان لكن لا أثر لها وهذا هو الجثمان الوحيد الذي لم يتعرف احد على صاحبته لان الوجه والجسم تشوه تماماً ،كاد عقل الصقر يخرج من مكانه ،اختلج قلبه بقوة حتى ظن أنه اصبح خال تماما من اى قطرة دم ،لم يستطع عقله أن يصدق أن هذه مودة ،جثى على ركبتيه بحذر بالقرب من الجسد المتفحم يود أن يرى شيئاً يخبره انها ليست هى  فلمح خاتم الزواج الخاص بهما يلمع بين تلك الاصابع التى شوهتها نيران الانفجار فصرخ صرخه مدويه انتفض على إثرها جميع من بالجامعه بأكملها 

                                النهاية

لقراءة باقي الفصول من هنا 

ولقراءة الجزء الثاني جميع الفصول من هنا 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-