رواية لاتتحدي الصقر الجزء الثاني2الفصل الثامن والعشرون28بقلم اسماء عبد الهادي


 

لا تتحدى الصقرج٢

#أسماء_عبد_الهادي

الفصل الثامن والعشرون



صلوا على رسول الله

______________

أيعقل هذا، هل كانت طوال هذه السنوات تنتظر عودة زوجها لترى والدها الآن يستعد ليصوب النار  تجاهه، هل يعقل أن


 تخسر زوجها بهذه السرعه وبتلك السهولة، لذا صرخت بأعلى صوتها، تقف أمام زوجها، ترجو والدها ألا يفعل_ بابا أرجوك لا...أرجوك..اقتلني أنا بداله


أمسك صقر بيد مودة مشددا قبضته عليها ليطمئنها_ بعيد الشر عليكي.... متخافيش  ..علشان خاطري إهدي .


لتهتف مودة ببكاء _صقر أنا مصدقت لقيتك ...أهدى ازاي ..عايزني استنى لحد ما أشوفك سايح في دمك قدامي 


تحدث صقر بهدوء وهو يرمق رشاد بنظرات باردة_متخافيش ..مش هيحصل ..صح يا.. يا كبير


جلس رشاد مرة أخرى على كرسيه آخذا شاهين فوق أرجله ليغيظ الصقر وهتفت قائلا بغل_صح ..أنا مش هجتلك علشان ترتاح مرة واحدة...انا لازمن أسويك على نار هادية الأول.




نفخ صقر وهو يكظم غيظه ويكز  على أسنانه فما فعله به بوهمه بأن زوجته ماتت ليس بهين_وإنت لسه معملتش بعد كل  ده .


ضحك رشاد بقوة فاستغربه شاهين الذي يجلس على أرجله 

ليهتف رشاد بأعين تتوعد شرا_لاه ..لسه حسابك تَجيل جوي.


رفع صقر رأسه وقال بضجر من تصرفات عمه الهوجاء فهو لا يعرف لما يتنقم منه في الأصل ولم يفعل كل هذا فقال بنبرة صارمة_طيب ولحد ما تعمل ده انا هاخد مراتي وابني وامشي ولا عندك مانع!!!!.


فتح رشاد له ذراعيه وهو يهز كتفيه_لا أبدا خدهم .


انفرجت  أسارير مودة كثيرا ونظرت لزوجها بسعادة فأخيرا سينفك ذلك الحصار عنها لتعود مع زوجها لينعمان معا بحياة طبيعية أو على الاقل شبه طبيعية فهي لا تعرف ما ينوي والدها فعله بزوجها بعد .




تنهد صقر بأن الأمر سيمرىء على خير فهو ينوي أخذ أسرته بعيدا عن ضغينة عمه ومن ثم ينفرد هو برشاد ليصفيا حساباتهم معا ،بعد أن يكون اطمئن على أسرته واستقرارهم في بيت والده ، لذا هتف مناديا على شاهين بعد أن أمسك بيد



 مودة بحب بالغ، سعيد بأنها عادت إليه فلولا تلك الفرحة بعودتها لفعل ما لم يحمد عقباه بعمه ولما بدى هادئا صابرا لهذا الحد

_يلا يا شاهين .


رمقه شاهين بعدم فهم فهتف وهو يقول بضيق

_يلا ايه


_يلا نمشي ..نرجع بيتنا ..أنا وانت وماما.


هز شاهين رأسه بالنفي  وصاح بتزمر_لا مش جاي معاك ... انت مش بابا ..انا معنديش أب ..أنا عندي جدي رشاد بس.


أبتلع صقر تلك الغصة التي وقفت بحلقه بصعوبة وحاول الاقتراب من شاهين الذي وقف جوار جده _شاهين أنا أبوك اللي بيحبك صدقني .. اللي في دماغك ده مش صح..تعالى وهناك هنتفاهم.


ابتعد شاهين عنه واختبىء خلف جده الرابط على كرسيه يتابع المشهد باستمتاع فهذا تماما ما خطط له 


نظر صقر لمودة لعلها تفعل شيئا . فتقدمت من ولدها_شاهين يا حبيبي..أنا رايحة مع بابا وانت لازم كمان تيجي معانا ده بابا اللي بيحبك وهيجيبلك كل اللي انت عايزه.


هتف شاهين غير مكترث لما تقوله أمه_لا روحي انتي... انا هفضل هنا مع چدي، چدي بيجيبلي كل اللي أنا عايزه..ووعدني بعربية كبيرة أوي هركبها والعبها .


زفر الصقر بغضب _شاهين حبيبي،انا هجيبلك كل اللي انت عايزه 


هتفت فيه شاهين بغضب_لا انت مش بتعمل حاجة غير انك تزعل ماما وجدو ..انا مش جاي معاك علشان مش تزعلني أنا كمان 


صقر مادا يده تجاه شاهين محاولا مجاراته ف الحديث عله يقنعه_ابدا مش هزعلك أوعدك ..تعالى 


أزاح شاهين يده بعصبية_لا جدو بيقول ..انت كذاب ..وهتقدر تضحك على ماما ..لكن أنا راجل ومش هتقدر تضحك عليا


نظر صقر لرشاد بنرفزة واضحة _عملت في الولد إيه ... معقول تلعب بعقله وتخليه يكرهني بالشكل ده ..انت إيه .. عايز أفهم؟؟


رمقه رشاد بابتسامة باردة ليثير إستفزازه أكثر_مش جلتلك ..هسويك على نار هادية.


مش هيحصل يا رشاد وهاخد ابني يعني هاخده حتى لو بالعافية ثم قال هادرا بشاهين بغضب_شاهين .. أنا قلتلك تعالى .


ليتشبث شاهين بملابس جده ويقف خلفه حتى لا يأخذه الصقر عنوة


فيقف رشاد ناهضا عن كريسه فاردا ذراعه ليمنع الصقر من الوصول لابنه_مش هتأخده غير برضاه يا صقر... مش هعطيهولك غصب ... لازمن تكون عارف ده


ثم نظر لشاهين مدعيا البراءة_شاهين عايز تروح معاه؟؟


حرك شاهين رأسه بالرفض_لا ..هفضل معاك هنا 


رفع رشاد يده موازيه لمنكبيه قائلا بنبرة انتصار_أهو عملت اللي عليا والولد مش راضي..عايز تأخد مودة..اتفضل خدها طالما موافقة ترچع معاك ..لكن طالما شاهين رافض مش هسمحلك تاخده.


ضيق صقر عينيه ليغوص في أعماق خسة ودناءة عيني عمه ليقول بنظرة صارمة غاضبه _ماشي يا رشاد ..هسيبلك الولد بمزاجي ..لكن متفرحش مش هيطول معاك ..وفي النهاية هيرجع لأبوه.


ثم التفت لمودة التي تقف واضعة يدها على فمها مما تشاهده وتسمعه ، تشكو حالها بحسرة، لم سعادتها لا تكتمل أبدا ..فها هي مسموح لها بالعودة الى زوجها دون اي قيود ، لكن العقبات مصرة لأن تقف عائقا تعرقل طريق سعادتها

_يلا بينا يا مودة 


هتفت مستفهمة _يلا فين ..وشاهين !!!


تنهد صقر بقلة حيلة وقال مشيرا لعمه بغيظ_زي ما انتي شايفة في شيطان دخل ما بينا ولعب في عقل الولد ..متقلقيش هرجع أجيبه..مش هسيب ابني يا مودة.


وقفت مودة محلها تهتفت بعدم رضا_أنا مش هينفع أمشي من غير ابني ياصقر..مينفعش اسيبه هنا لوحده 


هتف صقر بإستنكار _يعني إيه !!! زي ما انتي شايفة الولد مش عايزني.


اخفضت مودة رأسها وقالت بحزن يشوبه قهر يمتزج مع عبراتها الملتاعة فهي كانت تود الرحيل من هذا الحجيم وتذهب مع زوجها  _ أنا هفضل مع ابني يا صقر ..أنا أسفة أوي .


عند هذه اللحظة فقد الصقر قدرته على التحكم فى اعصابه وتحمل ما يحدث فثار كبركان ينفث حممه في رشاد_هو ايه اللي بيحصل ده..يعني زوجتي وابني قدام عينيا ومش عارف



 استعيدهم ..أنا ما صدقت إني أخيرا هيتلم شمل اسرتي ونعيش سوا بهدوء... تيجي  انت دلوقتي وبكل سهولة تبوظ ده...انت ايه..أنا مش قادر أستوعب .


ثم التفت ناظرا لزوجته بحنين _مودة من فضلك تعالى معايا ..أنا مش هقدر ارجع من غيرك ..انا ما صدقت شوفتك تاني قدامى..ليه عايزة تحرميني منك.


أمسكت مودة يدها بين يديها وقبلتها بحب وقلب منكسر_صدقني ياصقر أنا كنت بعد  الايام والليالي علشان ترجعلي، انا كنت صابرة بس على أمل إننا هنتقابل ونجتمع



 تاني ...صدقني مش سهل عليا أسيبك انا ما صدقت لقيتك ..كنت بتقطع كل اما افتكر إنك بتتألم علشان مفكرني ميتة ...بس الحمد لله انت عرفت الحقيقه واطمنت عليا.


ازدرد الصقر ريقه ينظر في أعين مودة مباشرة بحسرة _يعني ايه؟؟


بكت مودة وهي تحتضن ذراع زوجها_سامحني ياصقر...شاهين محتاجلي ..إحنا ممكن نصبر على الفراق وان


 شاء الله هنتجمع  تاني انا واثقة..بس ابننا لسه صغير يا صقر مش هينفع أمشي وأسيبه ..هفضل معاه وهاخد بالي منه ..لحد ما ربنا يفرجها ويجبر بخاطرنا ونرجع لبعض.


مسح صقر وجهه بيده وهو يكاد لا يرى أمامه فالدموع تترقرق أمام عينيه تهدد بالسقوط ، سيجن لماذا يحدث كل هذا



 معه...لماذا تقسو عليه الحياة إلى هذه الدرجة( شايفاكم ياللي عايزين تضربوني😂... انا مليش دعوى ده رشاد الحيوان.)


فما كان منه إلا أنه ضم زوجته إلى صدره مطولا عله يشبع ظمأ قلبه ، ويهدأ أنين قلبه ببعده عنها ...  ثم وقبّلها برفق وحب جارف من ناصيتها ..ناظرا لأعينها بحسرة على بعدها عنه_هتوحشيني يا مودة قلبي ..لحد ما ارجعلك تاني


هتفت مودة باشتياق بالغ لتلك الكلمة لتقول والدمعات الحارة تسقط لتشعل فتيل قلبها _ياااه يا صقر قد إيه وحشتني الكلمة دي أوي ..قد إيه كنت مفتقداها ...ارجعلي تاني يا صقر 


صقر_هرجعلك يا روحي..ويوم ما ارجع أقسم بالله ما هرحم حد يقف في طريق اننا نتجمع من تاني


جلس رشاد على كرسيه مرة أخرى بانتشاء لنصره_نورت يا صقر ..ما تجعد ..مجدمناش لسه واچب للضيافة.


هتف به صقر بسخرية_ياااه ده  انت قدمته لدرجة إنه طفح منك كمان ..بس وربي  وما أعبد لهتندم على اللي عملته معايا يا رشاد


وقف رشاد بغضب مشيرا بيده تجاه الباب لحتى يخرج الصقر_ شرفت يا صقر..زي ما انت شايف محدش فيهم عايز يرجع معاك 


فهم الصقر انها أشارت له لأن يخرج ،فضم قبضته يتآكل من الغضب ، وودع زوجته مقبلا أيديها _خدي بالك من نفسك لحد ما ارجعلك


مودة وهي تشيعه بنظراتها الملتاعة_اوعدني انك هترجعلي

_ هرجعلك.


هتف الصقر وهو متشبث بيد زوجته لا يريد إفلاتها قائلا لرشاد _جايز كسبت جولة بس المهم اللي يضحك في الآخر يا ..يا عمي .


نظر له رشاد بلا إكتراث لما يقوله ..


إنسل صقر  من بين يديها بصعوبة فلا أحد منهما يريد أن يفلت الآخر..وكأن أحدهما كان كحبل نجاة للآخر ..بدونه سيغرق في ليل حالك الظُلمة


رحل صقر بسرعة من البيت ..وكأن هناك شبحا يطارده ..فهو كان يقاوم رغبته في أن يبقى مع مودة فلا يبرحها أبدا ..ولكن الظروف أحالت دون ذلك


وصل إلى سيارته يفتحها بغضب شديد فقلبه يتحطم وكأن هناك طائر نقار الخشب ينقر في غرفات قلبه الأربعة يدمرها غرفة غرفة...متوعدا لعمه رشاد ..ناويا على أن يلاعبه بأسلوبه



لذا هتف بصوت مسموع  وهو يطرق على مقود القيادة_اللعب ابتدى يا رشاد ...وانت اللي قررت تتحداني.


وقف يطالع البيت مرة أخيرة عله يلمحها ..ليجدها قد هرولت إلى النافذة تشيعه بنظراتها ..فأبيها أمسكها من يدها الضعيفة(شاهين) ليضمن عدم رحيلها مع زوجها.


أخفض رأسه بعد فترة طويلة من التحديق ببعضهما البعض ومن ثم هرول الصقر بسيارته بعيدا تاركا قلبه وروحه وراءه .


لتعود هي حيث يقف والدها وفرحته لا تسعه فها هو يحقق انتقامه من الصقر ..ها هو استطاع أن يشطر قلبه نصفين بلا رحمة .


لتهتف به بعتاب ممزوج بغضب شديد _حضرتك دلوقتي مبسوط لما كسرت بقلبنا ؟؟.. مبسوط وانت شايف بنتك وابن أخوك بيعانوا مش كده؟!! ...ليه كده حرام عليك ..حرام عليك


دخلت مودة في نوبة بكاء لتسقط بعدها مغشا عليها ...فيصيح شاهين باسمها وهو يتجه نحوها بخوف_ماما ...ماما ..ايه اللي حصلك


ليقترب رشاد منه ليكمل دس سمه_عرفت بجا أن صقر هو سبب كل حاچة وحشة بتحصل لينا...أهو خلى أمك تمرض وتجع من طولها.


ليرفع شاهين رأسه بغضب من والده _عرفت يا چدي وعمري ما هسامحه ابدا.


___


أقتربت نسائم الفجر أن تنشر خيوطها ..وما زال الصقر لم يعد للمنزل بعد..كان الجميع بانتظاره ..لم يستطيع احد منهم النوم



 قبل أن يطمئنوا عليه ويستفسروا  عما قاله الصقر لبلال بالهاتف منذ أن غادر المنزل ،فهو أخبره أنه وجد منزل عمه وهناك سيعرف حقيقة موت مودة.


لذا كانوا جميعا يترقبون سماع خبر حياة مودة و ابنها ..منتظرين أن يعود بهما الصقر إلى البيت 


لكنه آتى خال الوفاض...رجع بخفي حُنين كما يقولون في الامثال..منظره رث وملابسه غير مهندمة ..وشعره أشعث وحالته بائسة، وكأنما كان في معركة ضارية مع أحد



 الوحوش...لا يعرفون أنه هو من كان الوحش الذي التهم سيارته ضربا يفرغ فيها جام غضبه وعنفوان ثورته

               الفصل التاسع والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول من هنا 




تعليقات



<>