أخر الاخبار

رواية حبه عنيف الفصل الثاني والثالث بقلم ضي القمر


 حبه عنيف  

#الفصل_الثاني والثالث 

بقلم ضي القمر



 ☘️🍃☘️🍃☘️🍃☘️🍃☘️🍃

                                        


خرجت ياسمين من الشركة برفقة سلمى ذاهبة إلى الشركة التي يعمل بها والدها..افترقا في منتصف الطريق و أكملت ياسمين طريقها إلى الشركة.

وصلت ياسمين إلى الشركة أخيرًا...نظرت حولها بتفحص باحثة عن والدها لكنها لم تجده فعلمت أنه مازال بالمبنى على الأغلب.


                      


كان سليم يجلس أمام مكتب ضرغام يتفحص بعض الأوراق بهدوء بينما يقف ضرغام أمام الشرفة يتنظر مجيئها بتوتر.

رمق سليم ضرغام باستنكار قائلًا:

- يا بني أقعد على ما تيجي..ما إنت عارف معادها.

لم يجبه ضرغام و ظل واقفًا كما هو.


                      


بعد عدة دقائق صاح ضرغام:

- جات..واقفة تحت أهي.

التفت حوله بتوتر قائلًا:

- يلا ننزل بسرعة.

نهض سليم قائلًا:

- طب إنت مستعجل لية؟..ما إحنا كدا كدا إدينا لعم محمد ملف هيأخره.


                      


خرج ضرغام سريعًا من مبنى الشركة بعدما عدل من هيئته عند الباب الرئيسي بينما وقف سليم عند الباب يراقب خروج ضرغام و ردة فعل ياسمين بتركيز.

مر ضرغام من على بُعد متر من ياسمين و قلبه يخفق كالطبول..ذهب تجاه سيارته و قام بفتح الباب عازمًا على الركوب بينما لم تنتبه له ياسمين مطلقًا فقط أخرجت هاتفها لتحادث أباها الذي تأخر بالداخل.


                      


قال سليم بغيظ و هو يشاهد ردة فعل ياسمين المنعدمة:

- مبصتش..مبصتش...ولا خدت بالها أصلًا...حرام عليكي يا شيخة..دي ريحة برفانه لوحدها تحول.

نظر حوله بتوتر فهذه الفرصة لن تتكرر مجددًا.

مر أحد الموظفين من جواره ممسكًا بملف في يده..أوقف سليم الموظف قائلًا بسرعة:

- هات الملف دا.


                      


نظر إليه الموظف بدهشة بينما أخذ سليم منه الملف و خرج سريعًا من الشركة.

قال الموظف لسليم بذهول:

- يا فندم..الملف...

كاد أن يكمل حديثه و لكن سليم كان قد ذهب بالفعل.

كادت ياسمين أن تتصل بوالدها عندما جذب انتباهها رجل يخرج من الشركة مسرعًا ينادي بصوت بالغ في عُلُوِه:

- ضرغام...ضرغام.


                      


التفت ضرغام له سائلًا:

- في إية يا بني؟

حاول سليم أن يبدو طبيعيًا و هو يُعطيه الملف قائلًا:

- عايز إمضتك على الملف دا.

تناول منه ضرغام الملف بدهشة...نظر إلى سليم فأشار برأسه تجاه ياسمين.

اختلس ضرغام النظر إلى ياسمين فوجدها لا تعيره أي انتباه...فقط تنظر إلى هاتفها.


                      


أعاد ضرغام نظراته إلى سليم فحدثه بخفوت:

- لما عديت من جنبها ولا بصتلك أصلًا...علشان كدا عملت الشويتين دول.

قطب ضرغام جبينه و بدا على وجهه بوادر العصبية قائلًا بصوت خفيض:

- و لما عملت الشويتين دول بصت؟

أجاب سليم:

- اه بصت علشان صوتي كان عالي..لفت إنتباها.


                      


كادت ياسمين أن تتصل بوالدها مجددًا و لكن استقبل هاتفها اتصال من أمها..أجابت قائلة:

- السلام عليكم.

- و عليكم السلام...إنتي فين يا ياسمين؟..مجتوش لية لحد دلوقتي؟

أبعدت الهاتف عن أذنها بتألم..فأمها عندما تتوتر أو تقلق يعلو صوتها بشكل لا إرادي.


                                  


                    


كان ضرغام يصغي لما تقوله ياسمين عندما وضعت الهاتف على أذنها مجددًا قائلة:

- بابا في الشركة لسة مخرجش و أنا مستنياه برة.

- كل دا و لسة مخرجش..اتصلي بيه خليه يخرج بسرعة يلا...العريس زمانه جاي يا بنتي.

- حاضر يا ماما...يلا سلام.


أنهت ياسمين المحادثة سريعًا عازمة على الإتصال بوالدها و لكنها وجدته يخرج من مبنى الشركة أخيرًا.

ذهبت تجاهه مسرعة قائلة:

- إتأخرت لية يا بابا؟

- كان معايا ملف بعدل فيه حاجة.

- طيب يلا...ماما اتصلت و قعدت تزعق علشان إتأخرنا.


نظر في الساعة التي حول معصمه بتعجب قائلًا:

- لسة ساعة و نص يا بنتي...هو العريس جاي راكب طيارة!

ما إن سمع ضرغام تلك الجملة حتى اشتعلت عيناه و غلى الدم بعروقه...لكنه حاول قدر استطاعته أن يسيطر على غضبه.


نظر له سليم بتوجس ثم قبض على ذراعه بذعر عندما أخذ ضرغام خطوة إلى الأمام قائلًا:

- هتهبب إية؟...إعقل.

راقب ضرغام ذهاب ياسمين مع والدها بعينين مشتعلتين ثم ركب سيارته يقودها بسرعة مجنونة.


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


جلست ياسمين إلى جوار والدها الذي قال بشئ من الحزن:

- و بعدين يا ياسمين...هنفضل نرفض في العرسان كدا لحد إمتى؟

نظرت إلى والدها قائلة:

- يعني عجبك واحد فيهم علشان تقبله؟


هز رأسه يمينًا و يسارًا قائلًا:

- لا يا بنتي...بس أنا عايز أفهم لية هم وحشين كدا؟...لية طمعانين فيكي بالشكل دا؟

قالت بهدوء:

- الواحد من دول بيبقى عايش حياته بالطول و العرض...و لما يجي يتجوز يبقى عايز واحدة محترمة تصون إسمه و تحافظ عليه..و هو نفسه مش عارف يحافظ عليه أصلًا.


قال رابتًا على كتفها:

- متقلقيش يا بنتي...نصيبك هيجيلك لحد عندك.

قالت مبتسمة بهدوء:

- أنا مش قلقانة يا بابا...إنت إللي عمال تفكر بزيادة.

قال ناظرًا إليها بقلق:

- أنا خايف عليكي.

ابتسمت له رابتة على يده قائلة:

- متخفش يا بابا...متخفش.


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


في اليوم التالي كانت عصبية ضرغام واضحة في تعامله مع الجميع...دلف سليم إلى مكتب ضرغام بتوجس قائلًا:

- صباح الخير.

اشتعلت نظرات ضرغام ما إن رآه...قال سليم سريعًا:

- و الله ما ليا ذنب في إللي حصل.


قال ضرغام باستنكار و عصبية:

- ملكش ذنب...مش الفكرة الهباب إني ألفت نظرها كانت فكرتك.

أجاب سليم بجدية:

- أيوة فكرتي...بس إنت مش مضايق إن الفكرة فشلت يا ضرغام...إنت مضايق عشان سمعت إنها جالها عريس تاني.


أكمل بنفس نبرة الجدية:

- مينفعش تفضل واقف مكانك محلك سر يا ضرغام...البنت هطير من إيدك كدا.

وقف ضرغام أمام الحائط الزجاجي كما هي عادته قائلًا:

- أنا مش هفضل واقف مكاني كتير يا سليم...أنا هدخل حياتها.


            


                    


قال سليم بدهشة:

- إزاي؟

التفت له ضرغام موضحًا:

- إنت عارف إن عم محمد كان مصاحب بابا الله يرحمه شوية..و دا خلى العلاقة بيني و بينه أكتر من علاقة صاحب شركة و موظف.


قال سليم بعدم فهم:

- يا فرحتي..و بعدين يعني؟

أكمل ضرغام بتركيز:

- هحسن العلاقة دي...هخليه يعرفني أكتر..و هعرف دماغه ماشية إزاي بالظبط..علشان يوم ما أتقدم لبنته يوافق.


جلس سليم يفكر فيما قاله ضرغام.

- الموضوع مش ساهل خلي بالك.

أجاب ضرغام:

- عارف...بس لازم أعمل كدا.

ثم أكمل و قد احتدت عيناه قائلًا بإصرار:

- أنا مش هسيبها تضيع من إيدي.


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


بدأ ضرغام في تنفيذ خطته على الفور...في اليوم التالي أمسك ضرغام بملف كان من المفترض أن يكون في قسم الحسابات منذ البارحة و لكن هو من أخره ليبدأ بتنفيذ خطته.

عدل من هيئته و أمسك بالملف ذاهبًا إلى قسم الحسابات...لفت أنظار بعض الموظفين كما هي العادة..فضرغام وسيم بشكل خاص..ذا ملامح رجولية خشنة..قمحاوي الوجه ذا عينين سوداوتين و شعر أسود متوسط النعومة بالإضافة إلى لحية سوداء ليست طويلة زادته وسامة و هيبة.


مر من جوار سليم الذي نظر حوله إلى الموظفات الهائمات بوسامة ضرغام و الموظفين الذين جذب انتباههم هيبته...قال سليم باستغراب:

- إية يا جماعة؟...ما تبصوا قدامكوا...بني آدم عادي معدي من هنا مفيهاش حاجة يعني.

التفت الموظفون إلى عملهم بحرج بينما ذهب سليم و هو يضرب كفًا بكف.


- هيتلوحوا من كتر ما بيبصوله...و إللي هو عينه عليها مبتبصلوش بطرف عنيها حتى.

قالها سليم باستنكار ثم أكمل بدهشة:

- سبحان الله.


دلف ضرغام إلى مكتب محمد قائلًا:

- صبا....السلام عليكم.

ابتسم محمد قائلًا:

- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.

ثم اكمل برضا:

- كويس إنك بقيت تقول السلام عليك بدل صباح الخير و الكلام دا...إحنا مسلمين تحيتنا السلام عليكم.


ابتسم ضرغام لهذه الخطوة الناجحة قائلًا:

- أدينا بنتعلم منك يا عم محمد.

ثم أكمل قائلًا:

- عامل إية يا عم محمد؟

- الحمد لله يا بني..أنا تمام.

- و الأولاد عاملين إية؟


تعجب محمد قليلًا ثم قال مبتسمًا:

- ياريت كان عندي أولاد أو ولد واحد حتى..أنا مخلفتش غير بنتين.

راقب ضرغام ردة فعله بتركيز...هل تراه لا يحب البنات؟...هل كان يريد إنجاب الذكور فقط؟

لو الأمر فعلًا كذلك...فهذا سيساعده كثيرًا...لربما محمد يريد الخلاص من عبء تربية الإناث فيوافق سريعًا عليه عندما يتقدم بطلب يد ابنته...لكن لو كان كذلك فلماذا يرفض من يتقدمون بطلب يد ياسمين؟!


قال محاولًا أن يعلم المزيد:

- لية بتقول كدا يا عم محمد؟...إنت مبتحبش البنات ولا إية؟

ابتسم محمد ثم ضحك بخفوت تحت نظرات ضرغام المتفحصة...قال و مازالت تلك الإبتسامة قابعة على وجهه فهو بشوش الوجه جدًا بالأساس:


            


                    


- لا يا بني إنت فهمت غلط...أنا بقول يا ريتني خلفت ولد علشان ياخد باله من إخواته البنات..بس أنا مخلفتش غير بنتين..بس راضي الحمد لله.

تحطمت آماله على صخرة رضاء محمد فقال محاولًا إطال ذلك الحديث قدر المستطاع:

- متقولش كدا يا عم محمد...أنا جنبك و جنبهم في أي وقت.


قال محمد بمشاكسة:

- يعني أعتبرك أخوهم الكبير؟

اتسعت عيني ضرغام بشكل لا إرادي...هل خطته ستقوده لأن يصبح أخ لياسمين؟...قال سريعًا:

- لأ.

تعجب محمد بينما قال ضرغام سريعًا بارتباك:

- أقصد يعني إن مفيش حاجة في دينا إسمها دا زي أخويا الكبير و الكلام الفارغ دا...بس أنا جنبكم يعني في أي وقت.


أومأ محمد بصمت و قد أدرك أن هناك شئ ليس طبيعيًا فيما يجري...يبدو أن عليه توخي الحذر في التعامل مع ذلك الشاب اللعوب...فهو ليس مثل أباه..بل هو يملك ذكاء يجعلك تخشى التعامل معه بأريحية...أدرك ذلك محمد تمامًا فهو ذكي أيضًا.


راقب ضرغام تغير نظراته بريبة فقال مغيرًا موضوع الحديث:

- عم محمد...عايز الملف دا خلصان بكرة لو سمحت.

تناول منه الملف ناظرًا إلى ما في أوراقه بتركيز ثم قال:

- حاضر...إن شاء الله أخلصه بكرة.


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


في اليوم التالي...السادسة مساءًا.


- يعني إية الخطة فشلت؟...هو إنت لحقت تنفذها علشان تفشل أصلًا.

كان ضرغام واقفًا أمام الحائط الزجاجي واضعًا يديه خلف ظهره ينتظر ظهورها...قال بهدوء:

- عم محمد قلق.

- من إية؟


قال و هو لا يزال على وضعه:

- لما قالي أنه خايف على بناته علشان ملهومش راجل غيره..قولتله أنا موجود...قالي أعتبرك أخوهم الكبير؟...قولتله لأ.

نهض سليم من جلسته بذهول قائلًا بانفعال:

- لية كدا يا ضرغام؟


التفت له ضرغام بعصبية:

- إنت أهبل يا بني؟...إذا كان أنا بعمل كل دا علشان تبقى مراتي...يجي هو يقولي أعتبرك أخوهم؟...أقوله أيوة!

جلس سليم متنهدًا بعمق قبل أن يقول:

- إحكيلي إية إللي حصل بالظبط.


قص عليه ضرغام ماحدث باختصار...بينما صمت سليم تمامًا بعد سماعه لما حدث..فقد عجز عن الرد.

اقترب ضرغام من الحائط الزجاجي أكثر ناظرًا إلى الشارع بتفحص...قال بقلق عندما لم تلتقطها عيناه:

- هي مجتش لية؟

أجاب سليم:


- عادي يا ضرغام..تلاقيها معاها شغل بتخلصه.

التقطتها عيناه أخيرًا فقال و هو يرتدي سترته:

- أنا ماشي.

ذهب سريعًا...يريد رؤيتها عن قرب مجددًا...فقط هذا ما يريده الآن.


خرج من باب الشركة الرئيسي ماررًا من جوارها بأبطأ ما يمكن...كان على وشك أن يركب سيارته عندما سمع صوت يناديه:

- ضرغام.

التفت بدهشة...هل هذا صوت محمد؟!...لماذا يناديه يا ترى؟

عندما التفت كان محمد واقفًا إلى جوار ياسمين...تقدم منهما سريعًا قبل أن يتقدم منه محمد...يريد رؤيتها عن قرب أكثر.


قال محمد بأسف:

- معلش يا ضرغام يا بني...ملحقتش أخلص الملف إللي كنت عايزه.

انتزع ضرغام عينيه بصعوبة من على ياسمين التي كانت تنظر بعيدًا و قال:

- مفيش مشكلة يا عم محمد...بس معلش حاول تخلصه في أقرب وقت.


لاحظ محمد نظرات ضرغام إلى ابنته فقال سريعًا:

- تمام...يلا يا ياسمين.

أمسك بيد ابنته و ذهبا سريعًا و قد تغيرت تعابير وجهه...و لاحظ ضرغام ذلك بالطبع.

تنهد بعمق ثم ركب سيارته ذاهبًا بحنق.


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


بعد يومين...دخل سليم الشركة كالإعصار متجهًا نحو مكتب ضرغام بسرعة.

طرق الباب ثم فتحه سريعًا و قال بدون مقدمات:

- ضرغام...صحيح إللي أنا سمعته دا؟...إنت إشتريت شركة.......... بتاعة الأدوية؟

أجاب بهدوء:

- أيوة إشترتها.


قال سليم بعصبية:

- إنت مجنون يا ضرغام؟...إحنا معناش سيولة دلوقتي...إنت منقي أكتر وقت غلط تشتري الشركة فيه؟

نهض ضرغام واقفًا أمامه ببرود قائلًا:

- إنت عارف إني حليت المشكلة دي خلاص.


قال سليم محاولًا الهدوء:

- طيب خلصنا من مشكلة السيولة..بتشتري شركة أدوية لية؟...إشمعنا أدوية يعني؟...مين إللي هيدرها دي؟..إحنا طول عمرنا شغالين في العقارات.

- متقلقش أنا هجيب حد ثقة يدرها لحد ما أعرف الدنيا ماشية إزاي أدرها أنا...لو نفع يعني.


قال سليم بانفعال:

- طب لية شركة أدوية؟

نظر له ضرغام نظرة ذات مغزى قائلًا:

- دي الشركة إللي بتشتغل فيها ياسمين.

حدق به سليم بذهول بينما قال ضرغام بإصرار:

- أنا قولتلك هدخل حياتها...جربت طريقة و منفعتش...هجرب التانية...بس هتكون أعنف!




#حبه_عنيف 

#الفصل_الثالث 


   🍂🍁🍂🍁🍂🍁🍂🍁🍂🍁                                      


- الشركة إتباعت.

ما إن دخلت ياسمين إلى الشركة حتى صاحت سلمى بهذه الجملة مبشرة إياها.

تقوس فم ياسمين إلى الأسفل بطفولية قائلة:

- يا خسارة...دكتور كامل مش هيتعوض تاني.

قالت سلمى موافقة إياها:

- معاكي حق.


                      


كان مالك الشركة السابق رجل مسن طيب القلب و لكنه لا ينجب مما جعله يعامل الموظفين كما لو كانوا أبنائه.

في الآونة الأخيرة بدأت صحته في التراجع و لم يعد قادرًا على ممارسة كل تلك الأعمال معتمدًا على الأدوية فقد أوصاه الطبيب بالراحة و قد اضطر أخيرًا لإطاعته مما دفعه لبيع شركته.


                      


كادت ياسمين أن تذهب إلى مكتبها عندما أوقفتها سلمى قائلة:

- مكان مكتبك إتغير...و مكتبي أنا كمان.

قالت ياسمين برجاء ساخر:

- كفاية أخبار حلوة أرجوكي.

ذهبا إلى موظفين الإستقبال ليسألا عن مكان مكتبهما.


                      


- كويس إن مكتبي جنب مكتبك.

قالتها ياسمين لسلمى بابتسامة و هما يتوجهان إلى مكتبهما بعد أن عرفا المكان.

قالت سلمى بإعجاب:

- الله...المكاتب دي أحسن من المكاتب القديمة.

تفقدت ياسمين المكان بدقة و سرعان ما شحب وجهها.


                      


نظرت إليها سلمى بتعجب قائلة:

- مالك؟..في إية؟

أجابت و هي تنظر إلى الأعلى..بالتحديد إلى نقطة معينة:

- إحنا في وش مكتب المدير بالظبط...لما يبص من الإزاز من فوق..أول حد هيشوفه إحنا.


                      


قالت سلمى بسؤم:

- كدا كتير بجد.

جلسا خلف مكتبهما بقلة حيلة بينما كان ضرغام يقف في زاوية في غرفة مكتب المدير تمكنه من رؤيتهما دون أن يلاحظاه.

كانت عيناه تلمعان و هو ينظر إلى ياسمين بعشق جارف.


                      


دلف سليم إلى مكتب ضرغام...نظر إليه بحنق فهو كان لايزال يراقب ياسمين ثم قال مستنكرًا:

- إرتحت إنت كدا؟

قال بهدوء دون أن يرفع عينيه عنها:

- لسة مرتحتش..هرتاح لما أتجوزها.


                      


صاح سليم بضيق من بروده:

- طب و الشركة دي بقى هنضمها لشركات الفؤاد إزاي؟

لم يجب ضرغام فقال سليم:

- طول عمرنا شغالين في المقاولات..فجأة كدا تشتري شركة أدوية..هنمشيها إزاي دي؟


                      


- مش هنضمها لشركات الفؤاد...الشركة دي هتفضل لوحدها و مش هنعلن عنها للصحافة...و لقيت دكتور ثقة هيدرها.

هدأ حنق سليم قليلًا و قال جالسًا على أحد المقاعد:

- طب و ناوي تعمل إية دلوقتي؟

- هعمل مشروع.


                      


قال سليم بدهشة:

- مشروع؟

التفت ضرغام إلى سليم أخيرًا قائلًا:

- هنقي الناس إللي عندهم كفاءة عالية..طبعًا ياسمين واحدة منهم..و هخليهم يعملوا علاج للبرد بدل ما كل الأدوية إللي في السوق بتعالج الأعراض مش أكتر.


                      


قال سليم ضاحكًا:

- إنت هتستغلهم لصالحك؟

أجاب ضرغام سريعًا:

- لأ طبعًا...دي مجرد حجة علشان أشتغل مع ياسمين مش أكتر.

- بس إللي أنا أعرفه إن البرد فيروس بيروح بمقاومة المناعة.


                                  


                    


أجابه ضرغام:

- أيوة عارف...أنا هخليهم يعملوا حاجة تقوي المناعة علشان تقضي على الفيروس أسرع.

ثم أكمل:

قال سليم:

- طب ما إللي عايز يحسن مناعته هياخد فيتامين c.


قال ضرغام بتفكير:

- أكيد في مواد تانية بتحسن المناعة...بدل ما المريض ياخد كل مادة لوحدها..نعمله إحنا كوكتيل ياخده مرة واحدة.

قال سليم باستنكار:

- بتهزر يا ضرغام...أكيد في حاجات كدا في السوق.


- طبعًا في...بس إحنا في الدوا دا هنركز على المواد المضادة للبرد مع المواد إللي بتحسن المناعة.

- أنا حاسس إنك بتعك.

التفت ضرغام ينظر إلى ياسمين عبر الحائط الزجاجي مجددًا قائلًا:

- دكتور حسين هيظبط كل حاجة...إتفقت معاه و هو إللي هيدير الشركة.


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


كانت ياسمين تحدق بواصفات الدواء المطلوب صنعه بدهشة ثم نظرت إلى سلمى المندهشة أيضًا قائلة:

- دا صاحب الشركة الجديد متحمس أوي.

قالت سلمى باهتمام:

- لا بس أنا بحب الحاجات دي...لازم نبدأ شغلنا من دلوقتي علشان نخلص بدري.


سألتها ياسمين:

- إنتي عرفتي إن كل واحد هيشتغل لوحده؟

أجابتها سلمى بهدوء:

- أيوة عرفت.

ثم أكملت:

- أكيد مشروعك إنتي هو إللي هيكون أحسن واحد و هيتنفذ.


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


بعد مرور أسبوعين.

في منزل ياسمين.


كانت ياسمين تتناول الطعام مع عائلتها بهدوء عندما سألتها والدتها بقلق:

- خلصتي المشروع إللي إطلب منك في الشركة يا ياسمين؟

- اه يا ماما خلصته إمبارح...هسلمه بكرة إن شاء الله في الإجتماع.


قال والد ياسمين باهتمام:

- هم طلبوا منك مشروع في الشركة؟

أجابت ياسمين:

- يعني حاجة زي المشروع كدا.

- واضح إن صاحب الشركة الجديد عملي أوي...ألا صحيح متعرفيش مين إللي إشتراها؟


قالها والد ياسمين بتساؤل فأجابت:

- واحد شاب كدا..بيقولوا إسمه ضرغام فؤاد.

إختنق محمد بالطعام في حلقه بصدمة و سعل بشدة فأعطته زوجته منيرة الماء ليشرب سريعًا.

قال و هو مازال لا يصدق:

- قولتي مين؟


أجابت ياسمين بقلق:

- واحد اسمه ضرغام فؤاد يا بابا...هو في إية؟...حضرتك تعرفه؟

أجابها بملامح قلقة:

- ضرغام فؤاد صاحب شركات الفؤاد للمقاولات..يعني صاحب الشركة إللي أنا بشتغل فيها.


قالت ياسمين بدهشة:

- مقاولات؟!...طلاما كدا لية إشترى شركة أدوية.

- مش عارف.

قالها و هو شارد يفكر بما من الممكن أن يدفع ضرغام لشراء شركة أدوية.

هو بالأساس يحاول دفع تلك الوساوس التي تخبره مرارًا أن ضرغام لربما قد انجذب لابنته الكبرى.


            


                    


رآه مرتان متتاليتان و هو يراقبها في مكتبه عبر الحائط الزجاجي بينما هي تنتظره بالأسفل.

و لكنه اعتبر ذلك مجرد صدفة و قال في نفسه أنه ربما كان ينظر إلى شئ آخر و قد هُيئ له أنه كان ينظر إلى ابنته من شدة خوفه عليها لكن تلك النظرات المعجبة التي رمقها بها يوم أن رآها عن قرب تقلقه و تورق مضجعه..حينها أدرك أنه كان يراقبها من مكتبه بالفعل و و لكن عليه أن يتأكد من ذلك بنفسه ليقطع الشك باليقين.


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


في اليوم التالي كانت ياسمين تدلف إلى الشركة بابتسامة مشرقة..ذهبت تجاه مكتبها قائلة لسلمى:

- السلام عليكم.

ردت إليها سلمى السلام بترحيب ثم قالت:

- جاهزة؟

أجابت ياسمين بابتسامة:

- أيوة.


- إعدلي طرحتك.

قالتها سلمى عندما لاحظت عدم انضباط حجاب ياسمين.

قالت ياسمين بعد محاولتها الفاشلة أن تضبطها دون مرآه:

- هروح أظبطها في الحمام...تيجي معايا؟

وضعت ياسمين ملف مشروعها بأحد أدراج المكتب بينما قالت سلمى بمرح:


- طبعًا هاجي معاكي علشان أظبط الميكب.

ضحكت ياسمين برقة و خفوت قائلة بينما هما في طريقهما إلى المرحاض:

- قال يعني حاطة ميكب بجد.

أجابت سلمى بمرح:

- طبعًا يا بنتي حاطة...أومال هغري صاحب الشركة الجديد إزاي؟


شهقت ياسمين واضعة يدها على فم سلمى قائلة:

- إخرسي...يخرب بيتك هتودينا في داهية.

ثم أكملت باستنكار:

- فضيحة متنقلة.

ضحكت سلمى بشدة قائلة:

- خلاص يا حاجة بهزر.


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


ابتعد ضرغام عن الحائط الزجاجي بعد ذهاب ياسمين برفقة سلمى و هو يتنهد بعمق.

حبه لها يكبر يومًا بعد يوم حتى أصبح كالوحش الضاري...هو يعلم أن حبه لها عنيف..و ذلك يقلقه.

نظر إلى ساعته للمرة التي لا يعلم كم فوجد أنه مازال ساعة على الإجتماع...قطب جبينه بضيق..لماذا يمر الوقت بهذا البطء؟..هل تعانده الطبيعة أيضًا و قواعد الكون؟!

تقلصت ملامحه بضيق أكبر فهذا الحب قد حل عليه كاللعنة التي لا فرار منها..و لا يستطيع التأقلم معها دون أن تكون ياسمين بقربه.


ظل ضرغام غارق بأفكاره بينما في الأسفل اقتربت موظفة ترتدي ملابس رسمية للعمل عبارة عن بنطال أسود ضيق و قميص نسائي أبيض تصل أكمامه إلى ما بعد المرفق بقليل و تسدل شعرها القصير نسبيًا على ظهرها بينما تتساقط خصلاتها على وجهها الذي يملؤه مستحضرات التجميل فلا يظهر واضحًا و تحمل بعض الملفات.


قالت للموظفة التي تجلس خلف المكتب المقابل و هي تتفقد مكتب ياسمين الفارغ:

- هي دكتورة ياسمين لسة مجاتش؟

أجابت الموظفة و هي تستمر بعملها:

- لا جات بس راحت الحمام هي و دكتورة سلمى تقريبًا.


            


                    


ابتسمت ماهيتاب بخبث محدثة نفسها أن تلك هي فرصتها...فسلمى أيضًا ليست موجودة...يجب عليها تنفيذ خطتها الآن.

- طيب...أنا كنت عايزة أديها ملف...هضطر أستناها.

قالتها ماهيتاب فأومأت لها الموظفة بلا مبالاة و هي تتابع عملها.


كانت ماهيتاب تعلم أن هناك كاميرا للمراقبة بالغرفة غير المسقوفة و لكنها موضوعة خلف مكتب ياسمين أي أن عندما تجلس ياسمين لتتابع عملها فقط يظهر ظهرها.

و لهذا السبب كانت تقف خلف المكتب و ظهرها للكاميرا...فتحت أحد الأدراج الذي رأت ياسمين تضع به ملف مشروعها و حملته مع باقي الملفات مغلقة الدرج دون أن تلاحظ الموظفة المنهمكة في عملها.


قالت مهيتاب متظاهرة بالتململ:

- واضح إن دكتورة ياسمين هتتأخر...همشي أنا بقى علشان عندي شغل..و هبقى أجيلها وقت تاني.

لم تنتظر رد الموظفة التي لم تعيرها إنتباهًا من الأساس و أحنت رأسها إلى الأسفل قليلًا فانسدل شعرها أكثر يغطي وجهها حتى لا يظهر أمام الكاميرا ثم خرجت سريعًا كما دخلت تمامًا.


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


- باقي نص ساعة على الإجتماع.

قالتها سلمى بتوتر فقالت ياسمين بحنق:

- خلاص بقى وترتيني.

امتدت يدها إلى أحد الأدراج تفتحه بهدوء سرعان ما تلاشى و حل مكانه الخوف و التوتر عندما لم تجد ملف مشروعها.


أصبحت ياسمين تبحث في الدرج بخوف شديد و هستيريا عن ذلك الملف الذي تعبت فيه بشكل بالغ و الذي عجزت عن إيجاده.

اقتربت منها سلمى بخوف قائلة:

- في إية يا ياسمين؟

- الملف...الملف مش موجود.


قالتها ياسمين بخوف شديد و قلق خشية أن يضيع مجهودها هباءًا منثورًا.

حاولت سلمى تهدأتها و قد أجلستها على كرسي مكتبها قائلة:

- إهدي بس يا ياسمين...أنا هدور عليه.

حاولت سلمى أن تبحث عنه بهدوء و لكنها لم تجد له أثر.


فتحت بقية أدراج المكتب تبحث عنه بقلق و لكن أيضًا لم تجده.

التفتت إلى ياسمين تقول بحزم:

- الملف دا إتسرق.

شهقت ياسمين بصدمة و بدأت في البكاء على الفور و قد فشلت محاولات سلمى في تهدأتها.


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


نهض ضرغام متجهًا نحو الحائط الزجاجي واقفًا بالزاوية نفسها..فقد اشتاق لرؤية ياسمين.

قطب جبينه و ضيق عيناه و قد احتدت بغضب عندما رأى ياسمين تبكي بشدة بينما تحتضنها سلمى و تربت موظفة أخرى على كتفها محاولتين أن يهدئنها.


خرج عن تلك الزاوية حتى يرى ما يحدث بوضوح أكبر فطالعه وجه ياسمين الباكي بعد أن ابتعدت عن حضن سلمى و هي تقول شئ لم يستطع سماعه بالطبع.

تطاير الشرر من عيناه و أصبحت ملامحه مخيفة و هو يرى ياسمين بتلك الحالة.


            


                    


خرج من غرفة مكتبه سريعًا يدفعه غضبه لارتكاب جريمة بمن كان السبب في بكائها.

كان سليم صاعدًا إليه عندما رآه ينزل الدرج بسرعة و يبدو عليه الغضب جليًا.

قال سليم يحاول إيقافه:

- ضرغام..رايح فين؟...ضرغام.


لم يتوقف ضرغام و لم يرد عليه...فقط أكمل طريقه بغضب و هو على أتم الإستعداد لارتكاب جريمة شنعاء الآن.

لحق به سليم ليوقفه عن ما سيفعل أي كان.

دلف إلى غرفة المكتب غير المسقوفة التي تتشارك بها ياسمين مع سلمى و موظفة أخرى.


قال بصوت حاول السيطرة عليه حتى لا يخيفها:

- إية إللي بيحصل هنا؟

توقفت ياسمين فجأة عن البكاء و التزمت الصمت بينما تقدمت سلمى خطوة تجاهه قائلة:

- ملف المشروع بتاع الدكتورة ياسمين إتسرق.


غلى الدم بعروقه و هو يستمع إلى ما تقوله سلمى...هي تحاول أن تقنعه أن هناك من سرق ملف من شركته...هناك عملية سرقة تمت داخل شركة ملك له!

و ما الذي سُرق؟...ملف مشروع حبيبته!

يا للسخرية!.


قال بصوت حاد:

- إنتي عارفة إنتي بتقولي إية يا آنسة؟

أجابت سلمى بجمود:

- أيوة عارفة...أنا بقول ملف الدكتورة ياسمين إتسرق.

قال ضرغام بغضب:

- لو إللي بتقوليه دا صح يا دكتورة..الشركة دي هتتقلب مجزرة إنهاردة.


اقترب سليم منه هامسًا له:

- إهدى يا ضرغام و سيبلي أنا الموضوع دا.

أجابه ضرغام بصوت خفيض:

- الموضوع دا هحله بنفسي يا سليم.

نظر إلى ياسمين قائلًا:

- آنسة ياسمين...إنتي هتحضري الإجتماع عادي خالص و لما أسألك عن ملفك قولي إنه إتسرق..و الباقي سبيه عليا.


أومأت له بوجهها الملطخ بآثار دموعها قائلة بصوت متحشرج من البكاء:

- تمام.

ذهب ضرغام بغضب بالغ و لحق به سليم ليعلم ماذا ينتوي...يعلم أنه لن يرحم الفاعل...فمن ذا الذي يتجرأ أن يسرق شيئًا من شركة مالكها ضرغام فؤاد بالإضافة إلى أن ذلك الملف يكون لياسمين معشوقته...الويل للسارق حقًا.


●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●


اجتمع الأطباء المطلوبين في غرفة الإجتماعات و في الوقت المحدد تمامًا دلف ضرغام إلى الغرفة يتبعه سليم ثم الطبيب الصيدلي الذي سيطلع على الملفات ليحدد أحسنها.

جلس على رأس الطاولة بهيبته المعتادة.


بدأ يتعرف على اسم كل واحد منهم ثم قام بتعريف نفسه ثم سليم ثم الطبيب المدير قائلًا في نهاية كلامه:

- و دا دكتور حسين إللي هيدير الشركة.

ثم أكمل محاولًا أن يظل هادئًا:

- كل واحد يديني ملفه.


أعطاه كل منهم ملفه حتى جاء دور ياسمين فقالت بملامح جامدة:

- ملفي إتسرق.

ارتبكت ملامح ماهيتاب ما إن سمعت قول ياسمين فهي لم تتوقع أن تخبر ياسمين مالك الشركة بسرقة ملفها.


- إمتى بالظبط؟

قالها ضرغام بغضب فأجابت ياسمين:

- إنهاردة...إتسرق من مكتبي من نص ساعة تقريبًا أو ساعة إلا ربع.

التفت ضرغام  قائلًا لحسين:

- معلش يا دكتور بس إحنا كدا مش هنقدر نشوف الملفات إنهاردة...في موضوع أهم.


نهض حسين واقفًا و صافح ضرغام قائلًا:

- مفيش مشكلة يا باشمهندس...أنا هروح أشوف قسم الحسابات.

أوصل ضرغام حسين حتى الباب و ما إن خرج حتى أغلق الباب بالمفتاح بهدوء لكنه استدار لهم بوجه غير ذلك الذي ودع حسين به.


تقدم منهم واضعًا المفتاح بجيبه قائلًا ما إن وصل إلى الطاولة بملامح حادة للغاية مخيفة ينبع منها الشر:

- الراجل الغريب مشي...نشوف شغلنا بقى.

ابتلعت ياسمين ريقها بخوف يكاد يكون بمقدار خوف ماهيتاب بتلك اللحظة...لا تدري ماذا سيفعل هذا الرجل و لكن أيًا كان...لن يكون جيدًا إطلاقًا.

                  الفصل الرابع من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-