الشركة إتباعت.
ما إن دخلت ياسمين إلى الشركة حتى صاحت سلمى بهذه الجملة مبشرة إياها.
تقوس فم ياسمين إلى الأسفل بطفولية قائلة:
- يا خسارة...دكتور كامل مش هيتعوض تاني.
قالت سلمى موافقة إياها:
- معاكي حق.
كان مالك الشركة السابق رجل مسن طيب القلب و لكنه لا ينجب مما جعله يعامل الموظفين كما لو كانوا أبنائه.
في الآونة الأخيرة بدأت صحته في التراجع و لم يعد قادرًا على ممارسة كل تلك الأعمال معتمدًا على الأدوية فقد أوصاه الطبيب بالراحة و قد اضطر أخيرًا لإطاعته مما دفعه لبيع شركته.
كادت ياسمين أن تذهب إلى مكتبها عندما أوقفتها سلمى قائلة:
- مكان مكتبك إتغير...و مكتبي أنا كمان.
قالت ياسمين برجاء ساخر:
- كفاية أخبار حلوة أرجوكي.
ذهبا إلى موظفين الإستقبال ليسألا عن مكان مكتبهما.
- كويس إن مكتبي جنب مكتبك.
قالتها ياسمين لسلمى بابتسامة و هما يتوجهان إلى مكتبهما بعد أن عرفا المكان.
قالت سلمى بإعجاب:
- الله...المكاتب دي أحسن من المكاتب القديمة.
تفقدت ياسمين المكان بدقة و سرعان ما شحب وجهها.
نظرت إليها سلمى بتعجب قائلة:
- مالك؟..في إية؟
أجابت و هي تنظر إلى الأعلى..بالتحديد إلى نقطة معينة:
- إحنا في وش مكتب المدير بالظبط...لما يبص من الإزاز من فوق..أول حد هيشوفه إحنا.
قالت سلمى بسؤم:
- كدا كتير بجد.
جلسا خلف مكتبهما بقلة حيلة بينما كان ضرغام يقف في زاوية في غرفة مكتب المدير تمكنه من رؤيتهما دون أن يلاحظاه.
كانت عيناه تلمعان و هو ينظر إلى ياسمين بعشق جارف.
دلف سليم إلى مكتب ضرغام...نظر إليه بحنق فهو كان لايزال يراقب ياسمين ثم قال مستنكرًا:
- إرتحت إنت كدا؟
قال بهدوء دون أن يرفع عينيه عنها:
- لسة مرتحتش..هرتاح لما أتجوزها.
صاح سليم بضيق من بروده:
- طب و الشركة دي بقى هنضمها لشركات الفؤاد إزاي؟
لم يجب ضرغام فقال سليم:
- طول عمرنا شغالين في المقاولات..فجأة كدا تشتري شركة أدوية..هنمشيها إزاي دي؟
- مش هنضمها لشركات الفؤاد...الشركة دي هتفضل لوحدها و مش هنعلن عنها للصحافة...و لقيت دكتور ثقة هيدرها.
هدأ حنق سليم قليلًا و قال جالسًا على أحد المقاعد:
- طب و ناوي تعمل إية دلوقتي؟
- هعمل مشروع.
قال سليم بدهشة:
- مشروع؟
التفت ضرغام إلى سليم أخيرًا قائلًا:
- هنقي الناس إللي عندهم كفاءة عالية..طبعًا ياسمين واحدة منهم..و هخليهم يعملوا علاج للبرد بدل ما كل الأدوية إللي في السوق بتعالج الأعراض مش أكتر.
قال سليم ضاحكًا:
- إنت هتستغلهم لصالحك؟
أجاب ضرغام سريعًا:
- لأ طبعًا...دي مجرد حجة علشان أشتغل مع ياسمين مش أكتر.
- بس إللي أنا أعرفه إن البرد فيروس بيروح بمقاومة المناعة.
أجابه ضرغام:
- أيوة عارف...أنا هخليهم يعملوا حاجة تقوي المناعة علشان تقضي على الفيروس أسرع.
ثم أكمل:
قال سليم:
- طب ما إللي عايز يحسن مناعته هياخد فيتامين c.
قال ضرغام بتفكير:
- أكيد في مواد تانية بتحسن المناعة...بدل ما المريض ياخد كل مادة لوحدها..نعمله إحنا كوكتيل ياخده مرة واحدة.
قال سليم باستنكار:
- بتهزر يا ضرغام...أكيد في حاجات كدا في السوق.
- طبعًا في...بس إحنا في الدوا دا هنركز على المواد المضادة للبرد مع المواد إللي بتحسن المناعة.
- أنا حاسس إنك بتعك.
التفت ضرغام ينظر إلى ياسمين عبر الحائط الزجاجي مجددًا قائلًا:
- دكتور حسين هيظبط كل حاجة...إتفقت معاه و هو إللي هيدير الشركة.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
كانت ياسمين تحدق بواصفات الدواء المطلوب صنعه بدهشة ثم نظرت إلى سلمى المندهشة أيضًا قائلة:
- دا صاحب الشركة الجديد متحمس أوي.
قالت سلمى باهتمام:
- لا بس أنا بحب الحاجات دي...لازم نبدأ شغلنا من دلوقتي علشان نخلص بدري.
سألتها ياسمين:
- إنتي عرفتي إن كل واحد هيشتغل لوحده؟
أجابتها سلمى بهدوء:
- أيوة عرفت.
ثم أكملت:
- أكيد مشروعك إنتي هو إللي هيكون أحسن واحد و هيتنفذ.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
بعد مرور أسبوعين.
في منزل ياسمين.
كانت ياسمين تتناول الطعام مع عائلتها بهدوء عندما سألتها والدتها بقلق:
- خلصتي المشروع إللي إطلب منك في الشركة يا ياسمين؟
- اه يا ماما خلصته إمبارح...هسلمه بكرة إن شاء الله في الإجتماع.
قال والد ياسمين باهتمام:
- هم طلبوا منك مشروع في الشركة؟
أجابت ياسمين:
- يعني حاجة زي المشروع كدا.
- واضح إن صاحب الشركة الجديد عملي أوي...ألا صحيح متعرفيش مين إللي إشتراها؟
قالها والد ياسمين بتساؤل فأجابت:
- واحد شاب كدا..بيقولوا إسمه ضرغام فؤاد.
إختنق محمد بالطعام في حلقه بصدمة و سعل بشدة فأعطته زوجته منيرة الماء ليشرب سريعًا.
قال و هو مازال لا يصدق:
- قولتي مين؟
أجابت ياسمين بقلق:
- واحد اسمه ضرغام فؤاد يا بابا...هو في إية؟...حضرتك تعرفه؟
أجابها بملامح قلقة:
- ضرغام فؤاد صاحب شركات الفؤاد للمقاولات..يعني صاحب الشركة إللي أنا بشتغل فيها.
قالت ياسمين بدهشة:
- مقاولات؟!...طلاما كدا لية إشترى شركة أدوية.
- مش عارف.
قالها و هو شارد يفكر بما من الممكن أن يدفع ضرغام لشراء شركة أدوية.
هو بالأساس يحاول دفع تلك الوساوس التي تخبره مرارًا أن ضرغام لربما قد انجذب لابنته الكبرى.
رآه مرتان متتاليتان و هو يراقبها في مكتبه عبر الحائط الزجاجي بينما هي تنتظره بالأسفل.
و لكنه اعتبر ذلك مجرد صدفة و قال في نفسه أنه ربما كان ينظر إلى شئ آخر و قد هُيئ له أنه كان ينظر إلى ابنته من شدة خوفه عليها لكن تلك النظرات المعجبة التي رمقها بها يوم أن رآها عن قرب تقلقه و تورق مضجعه..حينها أدرك أنه كان يراقبها من مكتبه بالفعل و و لكن عليه أن يتأكد من ذلك بنفسه ليقطع الشك باليقين.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
في اليوم التالي كانت ياسمين تدلف إلى الشركة بابتسامة مشرقة..ذهبت تجاه مكتبها قائلة لسلمى:
- السلام عليكم.
ردت إليها سلمى السلام بترحيب ثم قالت:
- جاهزة؟
أجابت ياسمين بابتسامة:
- أيوة.
- إعدلي طرحتك.
قالتها سلمى عندما لاحظت عدم انضباط حجاب ياسمين.
قالت ياسمين بعد محاولتها الفاشلة أن تضبطها دون مرآه:
- هروح أظبطها في الحمام...تيجي معايا؟
وضعت ياسمين ملف مشروعها بأحد أدراج المكتب بينما قالت سلمى بمرح:
- طبعًا هاجي معاكي علشان أظبط الميكب.
ضحكت ياسمين برقة و خفوت قائلة بينما هما في طريقهما إلى المرحاض:
- قال يعني حاطة ميكب بجد.
أجابت سلمى بمرح:
- طبعًا يا بنتي حاطة...أومال هغري صاحب الشركة الجديد إزاي؟
شهقت ياسمين واضعة يدها على فم سلمى قائلة:
- إخرسي...يخرب بيتك هتودينا في داهية.
ثم أكملت باستنكار:
- فضيحة متنقلة.
ضحكت سلمى بشدة قائلة:
- خلاص يا حاجة بهزر.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
ابتعد ضرغام عن الحائط الزجاجي بعد ذهاب ياسمين برفقة سلمى و هو يتنهد بعمق.
حبه لها يكبر يومًا بعد يوم حتى أصبح كالوحش الضاري...هو يعلم أن حبه لها عنيف..و ذلك يقلقه.
نظر إلى ساعته للمرة التي لا يعلم كم فوجد أنه مازال ساعة على الإجتماع...قطب جبينه بضيق..لماذا يمر الوقت بهذا البطء؟..هل تعانده الطبيعة أيضًا و قواعد الكون؟!
تقلصت ملامحه بضيق أكبر فهذا الحب قد حل عليه كاللعنة التي لا فرار منها..و لا يستطيع التأقلم معها دون أن تكون ياسمين بقربه.
ظل ضرغام غارق بأفكاره بينما في الأسفل اقتربت موظفة ترتدي ملابس رسمية للعمل عبارة عن بنطال أسود ضيق و قميص نسائي أبيض تصل أكمامه إلى ما بعد المرفق بقليل و تسدل شعرها القصير نسبيًا على ظهرها بينما تتساقط خصلاتها على وجهها الذي يملؤه مستحضرات التجميل فلا يظهر واضحًا و تحمل بعض الملفات.
قالت للموظفة التي تجلس خلف المكتب المقابل و هي تتفقد مكتب ياسمين الفارغ:
- هي دكتورة ياسمين لسة مجاتش؟
أجابت الموظفة و هي تستمر بعملها:
- لا جات بس راحت الحمام هي و دكتورة سلمى تقريبًا.
ابتسمت ماهيتاب بخبث محدثة نفسها أن تلك هي فرصتها...فسلمى أيضًا ليست موجودة...يجب عليها تنفيذ خطتها الآن.
- طيب...أنا كنت عايزة أديها ملف...هضطر أستناها.
قالتها ماهيتاب فأومأت لها الموظفة بلا مبالاة و هي تتابع عملها.
كانت ماهيتاب تعلم أن هناك كاميرا للمراقبة بالغرفة غير المسقوفة و لكنها موضوعة خلف مكتب ياسمين أي أن عندما تجلس ياسمين لتتابع عملها فقط يظهر ظهرها.
و لهذا السبب كانت تقف خلف المكتب و ظهرها للكاميرا...فتحت أحد الأدراج الذي رأت ياسمين تضع به ملف مشروعها و حملته مع باقي الملفات مغلقة الدرج دون أن تلاحظ الموظفة المنهمكة في عملها.
قالت مهيتاب متظاهرة بالتململ:
- واضح إن دكتورة ياسمين هتتأخر...همشي أنا بقى علشان عندي شغل..و هبقى أجيلها وقت تاني.
لم تنتظر رد الموظفة التي لم تعيرها إنتباهًا من الأساس و أحنت رأسها إلى الأسفل قليلًا فانسدل شعرها أكثر يغطي وجهها حتى لا يظهر أمام الكاميرا ثم خرجت سريعًا كما دخلت تمامًا.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
- باقي نص ساعة على الإجتماع.
قالتها سلمى بتوتر فقالت ياسمين بحنق:
- خلاص بقى وترتيني.
امتدت يدها إلى أحد الأدراج تفتحه بهدوء سرعان ما تلاشى و حل مكانه الخوف و التوتر عندما لم تجد ملف مشروعها.
أصبحت ياسمين تبحث في الدرج بخوف شديد و هستيريا عن ذلك الملف الذي تعبت فيه بشكل بالغ و الذي عجزت عن إيجاده.
اقتربت منها سلمى بخوف قائلة:
- في إية يا ياسمين؟
- الملف...الملف مش موجود.
قالتها ياسمين بخوف شديد و قلق خشية أن يضيع مجهودها هباءًا منثورًا.
حاولت سلمى تهدأتها و قد أجلستها على كرسي مكتبها قائلة:
- إهدي بس يا ياسمين...أنا هدور عليه.
حاولت سلمى أن تبحث عنه بهدوء و لكنها لم تجد له أثر.
فتحت بقية أدراج المكتب تبحث عنه بقلق و لكن أيضًا لم تجده.
التفتت إلى ياسمين تقول بحزم:
- الملف دا إتسرق.
شهقت ياسمين بصدمة و بدأت في البكاء على الفور و قد فشلت محاولات سلمى في تهدأتها.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
نهض ضرغام متجهًا نحو الحائط الزجاجي واقفًا بالزاوية نفسها..فقد اشتاق لرؤية ياسمين.
قطب جبينه و ضيق عيناه و قد احتدت بغضب عندما رأى ياسمين تبكي بشدة بينما تحتضنها سلمى و تربت موظفة أخرى على كتفها محاولتين أن يهدئنها.
خرج عن تلك الزاوية حتى يرى ما يحدث بوضوح أكبر فطالعه وجه ياسمين الباكي بعد أن ابتعدت عن حضن سلمى و هي تقول شئ لم يستطع سماعه بالطبع.
تطاير الشرر من عيناه و أصبحت ملامحه مخيفة و هو يرى ياسمين بتلك الحالة.
خرج من غرفة مكتبه سريعًا يدفعه غضبه لارتكاب جريمة بمن كان السبب في بكائها.
كان سليم صاعدًا إليه عندما رآه ينزل الدرج بسرعة و يبدو عليه الغضب جليًا.
قال سليم يحاول إيقافه:
- ضرغام..رايح فين؟...ضرغام.
لم يتوقف ضرغام و لم يرد عليه...فقط أكمل طريقه بغضب و هو على أتم الإستعداد لارتكاب جريمة شنعاء الآن.
لحق به سليم ليوقفه عن ما سيفعل أي كان.
دلف إلى غرفة المكتب غير المسقوفة التي تتشارك بها ياسمين مع سلمى و موظفة أخرى.
قال بصوت حاول السيطرة عليه حتى لا يخيفها:
- إية إللي بيحصل هنا؟
توقفت ياسمين فجأة عن البكاء و التزمت الصمت بينما تقدمت سلمى خطوة تجاهه قائلة:
- ملف المشروع بتاع الدكتورة ياسمين إتسرق.
غلى الدم بعروقه و هو يستمع إلى ما تقوله سلمى...هي تحاول أن تقنعه أن هناك من سرق ملف من شركته...هناك عملية سرقة تمت داخل شركة ملك له!
و ما الذي سُرق؟...ملف مشروع حبيبته!
يا للسخرية!.
قال بصوت حاد:
- إنتي عارفة إنتي بتقولي إية يا آنسة؟
أجابت سلمى بجمود:
- أيوة عارفة...أنا بقول ملف الدكتورة ياسمين إتسرق.
قال ضرغام بغضب:
- لو إللي بتقوليه دا صح يا دكتورة..الشركة دي هتتقلب مجزرة إنهاردة.
اقترب سليم منه هامسًا له:
- إهدى يا ضرغام و سيبلي أنا الموضوع دا.
أجابه ضرغام بصوت خفيض:
- الموضوع دا هحله بنفسي يا سليم.
نظر إلى ياسمين قائلًا:
- آنسة ياسمين...إنتي هتحضري الإجتماع عادي خالص و لما أسألك عن ملفك قولي إنه إتسرق..و الباقي سبيه عليا.
أومأت له بوجهها الملطخ بآثار دموعها قائلة بصوت متحشرج من البكاء:
- تمام.
ذهب ضرغام بغضب بالغ و لحق به سليم ليعلم ماذا ينتوي...يعلم أنه لن يرحم الفاعل...فمن ذا الذي يتجرأ أن يسرق شيئًا من شركة مالكها ضرغام فؤاد بالإضافة إلى أن ذلك الملف يكون لياسمين معشوقته...الويل للسارق حقًا.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
اجتمع الأطباء المطلوبين في غرفة الإجتماعات و في الوقت المحدد تمامًا دلف ضرغام إلى الغرفة يتبعه سليم ثم الطبيب الصيدلي الذي سيطلع على الملفات ليحدد أحسنها.
جلس على رأس الطاولة بهيبته المعتادة.
بدأ يتعرف على اسم كل واحد منهم ثم قام بتعريف نفسه ثم سليم ثم الطبيب المدير قائلًا في نهاية كلامه:
- و دا دكتور حسين إللي هيدير الشركة.
ثم أكمل محاولًا أن يظل هادئًا:
- كل واحد يديني ملفه.
أعطاه كل منهم ملفه حتى جاء دور ياسمين فقالت بملامح جامدة:
- ملفي إتسرق.
ارتبكت ملامح ماهيتاب ما إن سمعت قول ياسمين فهي لم تتوقع أن تخبر ياسمين مالك الشركة بسرقة ملفها.
- إمتى بالظبط؟
قالها ضرغام بغضب فأجابت ياسمين:
- إنهاردة...إتسرق من مكتبي من نص ساعة تقريبًا أو ساعة إلا ربع.
التفت ضرغام قائلًا لحسين:
- معلش يا دكتور بس إحنا كدا مش هنقدر نشوف الملفات إنهاردة...في موضوع أهم.
نهض حسين واقفًا و صافح ضرغام قائلًا:
- مفيش مشكلة يا باشمهندس...أنا هروح أشوف قسم الحسابات.
أوصل ضرغام حسين حتى الباب و ما إن خرج حتى أغلق الباب بالمفتاح بهدوء لكنه استدار لهم بوجه غير ذلك الذي ودع حسين به.
تقدم منهم واضعًا المفتاح بجيبه قائلًا ما إن وصل إلى الطاولة بملامح حادة للغاية مخيفة ينبع منها الشر:
- الراجل الغريب مشي...نشوف شغلنا بقى.
ابتلعت ياسمين ريقها بخوف يكاد يكون بمقدار خوف ماهيتاب بتلك اللحظة...لا تدري ماذا سيفعل هذا الرجل و لكن أيًا كان...لن يكون جيدًا إطلاقًا.
الفصل الرابع
حاولت ماهيتاب إخفاء توترها و خوفها لكي لا تكشف...تطلعت إلى ياسمين بحقد دفين محدثة نفسها أنها تستحق.
- شوف شغلك يا سليم.
قال ضرغام هذه الجملة و هي يتأمل وجوه الحاضرين بدقة.
و فورًا فتح سليم جهاز الحاسوب الذي كان أمامه ليبحث في تسجيلات كاميرات المراقبة.
تطلع ضرغام إلى وجوه الحاضرين بتعمن...توقفت عيناه عند ماهيتاب بتركيز...لماذا مستحضرات تجميلها تبدو رطبة هكذا و كأنها ذابت من حرارة الجو؟...مع العلم أن الغرفة تحتوي على مكيف.
قال ضرغام مثيتًا نظراته على ماهيتاب:
- سليم..سيبك من الكاميرا إللي ورا المكتب...ركز على الكاميرا إللي في الوش إللي ركبناها جديد.
شحب وجه ماهيتاب أكثر و هي تحاول كبت توترها و لم تغفل عينا ضرغام عن ذلك بالطبع.
ابتسم بسخرية معطيًا ياسمين جميع الملفات قائلًا لها:
- ملفك واحد من دول يا دكتورة...دوري عليه و هتلاقيه.
تناولت ياسمين الملفات بتعجب و بدأت في البحث بينما قال ضرغام:
- لقيت حاجة يا سليم؟
أجابه سليم بتركيز:
- لسة.
قالت ياسمين بدهشة ما إن وجدت ملفها:
- دا هنا فعلًا!
التفت لها ضرغام قائلًا:
- عندي فضول أعرف إية إللي جوا الملف يخلي واحد من زمايلك يسرقه؟
قالت ياسمين بدهشة:
- واحد من زمايلي؟!
أومأ لها ضرغام قائلًا:
- أيوة...أنا مكانش عندي أي شك إنه يكون إتسرق من قِبل أي شركة منافسة..لإنهم ببساطة ميعرفوش إحنا هنختار أهني مشروع من دول.
أكمل و هو ينظر إلى وجوه الحاضرين:
- و طبعًا طالما السرقة مش من برا الشركة يبقى من جواها..و المتهم الأول الدكاترة المطلوبين في المشروع دا..هم الوحدين إللي ليهم مصلحة في سرقته.
احتقن وجه ياسمين و هي تنظر إلى زملائها بحيرة..ترى من السارق؟
أمسك ضرغام بواحد من الملفات قائلًا:
- بتاع مين الملف دا؟
أجابه أحد الأطباء بأن الملف له فأعطاه إليه ثم كرر الفعلة فكان الملف لسلمى.
أدركت ماهيتاب ما يحاول القيام به...هو يعطي كل ملف لصاحبه و من سيبقى دون ملف يكون هو السارق بالتأكيد.
جاء دور آخر ملف و قد ازداد توترها..نظرت إلى الملف بيد ضرغام..إن غلافه يشبه غلاف ملفها الأساسي.
سأل ضرغام عن صاحب الملف فقالت هي و موظفة أخرى في نفس الوقت:
- أنا.
نظر ضرغام إليهما بتمعن قائلًا:
- واحدة منكوا هي إللي سرقت الملف.
توترت الموظفة الأخرى أيضًا مما وقعت به قائلة بتلعثم:
- مش أنا...أنا مسرقتش حاجة.
- هيبان.
نهض سليم فجأة و قام بتشغيل فيديو ما على الشاشة الكبيرة التي تتوسط غرفة الإجتماعات.
بهت وجه ماهيتاب بالكامل و قد شحب أكثر بينما ظهرت علامات الدهشة على ياسمين و باقي الموظفين مسائلين عن ذلك الدافع الذي يجعل ماهيتاب تقوم بفعل كهذا...فقد أظهر الفيديو سرقتها للملف بوضوح تام.
قال ضرغام بملامح جامدة و همس مخيف و هو يعطي مفتاح الغرفة لسليم:
- سيبلي ماهيتاب و ياسمين و سلمى و خرج الباقي.
خرج المظفون مذهولين مما حدث بينما ظل في الغرفة ضرغام و ياسمين و سلمى و سليم و ماهيتاب بالطبع.
قال ضرغام و مازالت ملامحه على جمودها:
- مكونتيش محتاجة الملف بتاع الدكتورة ياسمين علشان تثبتي كفائتك...لو مكانش عندك كفاءة مكونتش هتبقي من الدكاترة المطلوبين للمشروع دا.
ابتسمت ماهيتاب بسخرية و حقد دفين قائلة:
- أنا معملتش كدا علشان الشغل.
كانت ياسمين من وجه السؤال هذه المرة قائلة بحيرة:
- أومال لية عملتي كدا؟
- علشان خطيبي إللي خطفتيه مني.
خرجت شهقة متفاجأة من سلمى بينما تجمدت ملامح ياسمين بصدمة.
تقلصت ملامح ضرغام بغضب بينما غرق سليم في الحيرة...هل تراهم خُدعوا في شخصية ياسمين؟
قالت ياسمين بصوت خافت مصدومة:
- أنا خطفت منك خطيبك؟
أجابت ماهيتاب بعدوانية:
- أيوة...خطفتيه و إنتي مش حاسة.
هزت ياسمين رأسها يمينًا و يسارًا رافضة حديثها فقالت ماهيتاب:
- علاقتنا كانت تكاد تكون مثالية لحد ما ظهرتي إنتي من سنة..بدأت أحواله تتغير واحدة واحدة..بدأ إهتمامه بيا يقل تدريجيًا و طبعًا كان بيتحجج بالشغل..بس أنا طبعًا لاحيظت إن عينه عليكي.
أكملت بصوت كان الحقد به جليًا:
- وقتها قررت أواجهه باللي هو فيه...عارفة قالي إية؟..قالي إنه بالفعل معجب بيكي..دا لو مكانش بيحبك..و إن الأحسن إننا ننفصل بهدوء و دا إللي حصل فعلًا.
بدأت الدموع في التجمع في عينيها بينما تجمعت في عيني ياسمين أيضًا عندما قالت بصوت متحشرج:
- بس أنا منستهوش..أنا كنت بحبه و مازلت بحبه.
أخذت نفس عميق و قد كبحت دموعها قائلة بحقد:
- و هو ولا فكر فيا...و عرفت إنه إتقدملك من إسبوعين و إنتي رفضتيه...و لما روحت عرضت عليه نرجع لبعض رفض..قالي إنه مش هيستسلم و هيحسن من نفسه علشان يكون زي ما إنتي عايزة و هيتقدملك تاني و تالت و رابع و عاشر لحد ما توافقي عليه.
بدأ صوتها يعلو و هي تصيح:
- و في المرة دي قالي إنه بيحبك..و لما سألته لية..قالي إنك محترمة..لبسك محتشم..رقيقة..مش مصطنعة..شايف فيكي البنت إللي هتصون اسمه و شرفه.
أكملت و هي تنظر إلى ياسمين و كأنها تريد إفتراسها:
- ساعتها قولتله إني مستعدة إني أكون زي ما هو عايز..هكون زيك...هلبس الحجاب و لبس محتشم..و مش هحط ميكب خالص..هكون رقيقة..خجولة..و مش هيكون ليا أي كلام مع أي راجل حتى لو كلام عادي و مفيهوش حاجة...بس عارفة قالي إية وقتها؟
قالت بسخرية و هي مازالت تنظر إلى ياسمين بتلك النظرة المتوحشة:
- قالي مش بحب جمال الروح المصطنع...جوهر الشخصية لازم يكون حقيقي مش مزور.
أكملت من بين أسنانها:
- لسة شايفة إنك مخطفتهوش مني؟
تدفقت دموع ياسمين بعنف قائلة بصوت متحشرج خافت:
- أنا مليش ذنب في دا.
صاحت ماهيتاب بأعلى صوت لديها:
- لا ليكي...إنتي....
لم تستطع إكمال حديثها عندما صاح ضرغام بغضب و هو يضرب بيده على الطاولة بعنف و غضب:
- بس..ولا كلمة كمان.
التفت إلى سليم المدهوش قائلًا:
- سليم..دخل ضيوفنا يشوفوا شغلهم.
كانت ياسمين تبكي بشدة بينما تحاول سلمى تهدئتها.
تحرك سليم تجاه الباب فاتحًا إياه ليدلف أفراد من الشرطة جائوا للقبض على ماهيتاب.
كان سليم قد أبلغ الشرطة منذ أن عثر على دليل إدانة ماهيتاب بطلب من ضرغام ليقوموا باللازم..في النهاية لن يترك ضرغام شخص حاول سرقة ملف من إحدى شركاته و تسبب في دموع محبوبته.
أعطى ضرغام الضابط كارت حافظة صغير يحتوي على دليل الجريمة.
وضع العسكري الأصفاد بيد ماهيتاب جاذبين إياها إلى الخارج تحت صراخها المتوعد لياسمين.
نهضت ياسمين بثقل و عينيها تفيض بالدموع و ما إن تحركت حتى ترنحت قليلًا و أصبحت ترى العالم تشوشه نقاط سوداء.
أمسكت بها سلمى سريعًا قائلة:
- أقعدي يا ياسمين..إنتي مش شايفة أنا عارفة.
قالت ياسمين بصوت خافت:
- عايزة أمشي.
أجلستها سلمى بحذر...تعلم ماذا يحدث لها في مثل تلك المواقف.
اقترب ضرغام منهما قائلًا:
- هي مالها؟..في إية؟
أجابته سلمى و هي تخرج دواء ضغط الدم الذي لا يفارق ياسمين:
- هي بتتعب شوية في المواقف إللي زي دي.
بدأت سلمى تعطي الدواء لياسمين بينما حاول ضرغام كبت غضبه محدثًا نفسه أنه يكفي توصية منه للشرطة لتبقى ماهيتاب أطول فترة ممكنة في السجن.
ما إن تحسنت حالة ياسمين حتى نهضت هي و سلمى ليذهبا و لكن أوقفهما ضرغام قائلًا:
- آنسة ياسمين...إنتي أجازة بقية اليوم و بكرة كمان و بالنسبة لآنسة سلمى إنتي أجازة بقية اليوم علشان توصلي آنسة ياسمين.
- تمام.
قالتها سلمى بدون جدال قبل أن يخرجا.
راقبهما ضرغام محدثًا نفسه أنه أصاب عندما أبقى على سلمى معهم و لم يخرجها مع البقية..هو بالأساس أبقى عليها لشعوره بأن ياسمين ليست بخير و لكنه لم يتخل أن تسوء حالتها لهذه الدرجة.
التفت إلى سليم قائلًا:
- مالك ساكت خالص كدا لية؟
قال سليم بشرود:
- مزبهل!
نظر إليه ضرغام شذرًا فأكمل سليم و هو مازال لم يخرج من شروده:
- إزاي واحدة تقدر تأذي واحدة تكاد تكون ملاك زي ياسمين.
و لم ينته سليم أنه يمدح بحبيبته أمامه بل و لم ينتبه أيضًا أن هذه المرة الأولى التي ينطق بها باسمها.
نظر سليم إلى ضرغام عندما لم يتلقى منه إجابة.
اتسعت عينيه بوجل عندما أدرك ما فعل للتو فوجه ضرغام المحمر و عروقه البارزة بالإضافة إلى ملامحه التي أصبحت مخيفة من شدة غضبه جعلته يدرك فداحة ما فعل دون قصد بسبب شروده.
قال سليم بجدية متمنيًا أن يُحل الأمر ببساطة:
- مش قصدي و الله..مش قصدي.
أكمل حديثه قائلًا بمزاح ليخفف من حدة الموقف:
- أكيد مش هبص للبنت إللي إنت بتحبها يعني..أولًا مش مستغني عن روحي..أنا لسة شاب و عايز أعيش..ثانيًا هي الدنيا ضيقة أوي كدا؟...ثالثًا الحب دا شئ مقزز أصلًا..أنا مش عايز أعيش إللي إنت بتعيشه دا..طب و الله صدق إللي قال السنجلة جنتلة..بص أنا عايش إزاي..برنس في نفسي مش مطمرمط زيك..بس تستاهل إنت إللي ورطت نفسك.
رفع ضرغام أحد حاجبيه و قد ضاع غضبه بين حديث سليم قائلًا:
- الحب شئ مقزز؟...و أنا إللي ورطت نفسي؟
أمومأ سليم بشدة قائلًا:
- أيوة..إنت إللي كنت بتقعد تبص عليها من مكتبك...بتبص عليها لية يا بابا؟..محدش قالك إن كدا عيب؟
قال ضرغام بسؤم:
- سليم..إطلع برا.
نهض سليم قائلًا بطاعة:
- حاضر.
كاد أن يغادر لكنه توقف قائلًا:
- بس أنا لفت نظري حاجة غريبة شوية...إللي إسمها سلمى دي إزاي شجاعة و حنينة في نفس الوقت؟
نظر إليه ضرغام بتعجب دون أن يجيب فقال سليم:
- إنت مشوفتش إزاي وقفت قدامك و قالتلك إن الملف إتسرق..مع إن صاحبة الشأن نفسها منطقتش...و في نفس الوقت شوفتها بتهدي صاحبتها إزاي بكل حنان..بجد حاجة غريبة.
- مفيش حاجة غريبة يا سليم..دا شئ طبيعي جدًا.
قال سليم بتعجب:
- إزاي يعني مفيش حاجة غريبة؟...إزاي واحدة تكون شجاعة و جريئة كدا و في نفس الوقت تكون حن...
قاطعه ضرغام بصياح:
- سليييييم..إطلع برا.
و ما كاد ينهي جملته حتى اختفى سليم من الغرفة فهو مازال لا يريد لوجهه الوسيم أن يتشوة.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
في اليوم التالي صباحًا.
اقترب محمد من ابنته التي ماتزال بصدمتها بما حدث بالأمس قائلًا بابتسامة:
- ياسمين...إنهارة أجازة أوعي تفوتي اليوم.
ابتسمت برقة قائلة:
- أكيد مش هفوت اليوم يا بابا...هروح إنهاردة عند خالتو..بقالي كتير مشوفتهاش.
ابتسم لها قائلًا:
- تمام...إبقي عدي عليا في الشركة و إنتي مروحة علشان نروح مع بعض.
- حاضر.
مسح على رأسها خاجًا من المنزل و قد عزم على تنفيذ ما برأسه..لن يتراجع أبدًا...يجب أن يعلم ماذا برأس ضرغام بالضبط بشأن ابنته.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
في شركة ضرغام.
السادسة مساءًا.
كان ضرغام جالسًا خلف مكتبه يتابع أعماله...ياسمين بعطلة عن العمل اليوم و لذلك لم يذهب إلى شركة الأدوية...نهض واقفًا أمام الحائط الزجاجي عندما دقت الساعة السادسة مساءًا...يعلم أنها لن تأتي و لكن أصبحت هذه عادة لا يمكنه التخلي عنها.
ضيق عينيه بتعجب عندما التقطت عيناه ياسمين التي تنتظر أباها بالأسفل...هل تراها ذهبت إلى الشركة رغم العطلة التي منحها إياها؟
لا يهم..المهم حقًا الآن أنه يجب أن يأخذ جرعته اليومية من تأملها فهو بالأساس كاد يجن لأنه لن يراها اليوم.
لو تعلم كم يحبها...لو تعلم كم يريدها إلى جواره الآن.
لو تعلم أن حياته أصبحت شديدة الصعوبة من دونها. فما يساعده على مرور أيامه هو أنه يراها يوميًا.
و في الخارج كاد محمد أن يذهب إلى ابنته و لكنه غير اتجاهه ذاهبًا إلى مكتب ضرغام و للعجب لم يجد السكرتيرة في مكانها المعتاد.
في الواقع ذلك من حسن حظه..الآن يستطيع أن يرى إن كان ضرغام يراقب ابنته عن قرب بدلًا من الأسفل كما خطط سابقًا.
طرق الباب بهدوء دالفًا إلى الداخل.
كان ضرغام يراقب ياسمين بعشق بين دوامة أفكاره..بالطبع لم يلتفت إلى الطارق فهو سليم بالتأكيد.
اقترب محمد منه بهدوء حتى أصبح ورائه مباشرة..نظر إلى ما ينظر إليه ضرغام...بالطبع لم تكن سوى ابنته الغالية التي تنتظره بالأسفل.
- سكوتك قلقني يا سليم...في مصيبة ولا إية؟
قالها ضرغام دون أن يلتفت..مازال يتأمل ابنته.
وضع محمد يده بشدة على كتف ضرغام الذي التفت بدهشة قائلًا بتساؤل:
- عم محمد؟...إنت دخلت هنا إزاي؟
ابتسم محمد بسخرية قائلًا:
- من الباب.
نظر إليه ضرغام بتمعن و قد أدرك أن محمد قد علم أنه كان ينظر إلى ابنته...هل تراه يعلم بالمرات السابقة أيضًا؟
- لية فكرتني سليم؟
قالها محمد بنظرات عدائية فأجاب ضرغام:
- علشان محدش بيدخل هنا في الوقت دا غير سليم.
- لية؟...ممنوع ولا إية؟
حاول ضرغام إنقاذ الموقف قائلًا:
- خير يا عم محمد...كنت عايز حاجة؟
ارتسمت تلك الإبتسامة الساخرة على وجه محمد مجددًا...لو أنه لم يمنع دلوف أي شخص إلى هنا في ذلك الوقت تحديدًا لأخبره بذلك بكل بساطة...لكنه قام بغير موضوع الحوار فاررًا من السؤال.
يبدو أنه يخصص ذلك الوقت لتأمل ابنته..و هو آخر من يعلم!
مد إليه يده بملف ما قائلًا:
- الملف دا..كنت مستعجل عليه.
تناول ضرغام منه الملف قائلًا:
- تمام.
استقبل هاتف محمد اتصال من ياسمين التي ملت من انتظاره بالأسفل فخرج سريعًا بينما تتابعه عينا ضرغام متمنيًا ألا يكون قد اكتشف أمره.
استدار ينظر عبر الحائط الزجاجي مجددًا فرأى محمد و هو يخرج من مبنى الشركة مصطحبًا ياسمين ليذهبا...و لكن رشق محمد ضرغام بنظرة عدائية متهِمة قبل أن يذهب بصحبة ياسمين التي لاحظت تعكر مزاج والدها
