رواية لا تتحدي الصقر الجزء الثاني2الفصل الرابع عشر14بقلم اسماء عبد الهادي



لا تتحدي الصقر

الفصل الرابع عشر 



جاب الغرفة ذهابا وايابا يكاد ينفجر مما سمعه ،كيف رفضته ولماذا؟ ألم توافق عليه من قبل لم تغير رأيها الآن!!، اشتعل في قلبه نيران الغضب وقرر الذهاب إليها ليسألها السبب أم أنها تعانده كعادتها معها دائما .


صعد الدرج إلى أعلى عدوا ثم طرق باب شقة خاله بحدة _سلمى ،افتحى الباب لإما هاجي أكسره على دماغك .


فتح خاله عبد الله الباب يرمقه بنظرات حانقة وقال بحدة_ في حد يخبط كده يا زفت ،انت نسيت نفسك ولا إيه 


أحس عادل بالحرج من فعلته فلقد أعماه غضبه فأخفض رأسه معتذرا منه_أنا أسف يا خالي، أنا كنت عايز أكلم سلمى كلمتين .


تنهد عبد الله وتنحى جانبا كي يسمح لعادل بالدخول_ادخل، لما نشوف أخرتها معاكم 


جلس عادل في صالة المنزل منتظرا قدوم سلمى وما إن رآها حتى رمقها بغيظ وهب واقفا _ممكن أفهم إيه اللي قلتيه لأمي ده!!


جلست هي بهدوء أغاظه_ إيه اللي مش مفهوم، قلت إني مش موافقة 


هتفت بغضب_ليه ،ليه مش موافقة، ما إنتي كنتي موافقة زمان ،ليه رأيك أتغير دلوقتي


قابلت ثورته بهدوء أشعله أكثر_ والله أنا حرة 


جلس قبالتها على المقعد يتحدث بغضب يحاول أن يتحكم به لوجود خاله معهم_ في إيه مالك إنتي و أميرة كل اللي يكلمكم لا مش موافقين ،إنتوا قاصدينها بقى ولا إيه؟


_والله الجواز مش بالغصب، وانت طلبت وأنا رفضت، الموضوع انتهى

انهت حديثها واعتدلت واقفة تنوي الذهاب لغرفتها لكنه استوقفها قائلا_لا منتهاش يا سلمى ،ومش بمزاجك على فكرة، إنتى ليا وبس فاهمة!!


هذه المرة لم تستطع سلمى أن تتحلى بالهدوء التي كانت تتظاهر به فأجابته بغضب فشلت في كبته_ إنت عايز تمشيني على مزاجك ،تتقدم ليا وقت ما انت عايز وتسيبنى وقت ما انت عايز ،ولما تحب ترجع تاني المطلوب مني أوافق علشان إنت عايز كده مش كدا!!!!

صمتت قليلا ثم قالت بألم_أنا مش لعبة ياعادل ومش هسمح لحد يهيني إنت فاهم!


تألم عادل لأنها فهمت ما فعله على النحو الغاطىء فقال بهدوء_إنتي غلطانه يا سلمى، أنا عمري ما فكرت أهينك أو أقلل منك ، أنا لما طلبت منك إننا ننهي الارتباط قبل ما يبتدي كان علشان كنت حاسس إني مش مناسب ليكي مستحقكيش ،وما زلت دلوقتي حاسس بده ،بس بعد اللي سمعته من أسامة وقد إيه بيحب أميرة بس إحساسه انه ميستحقهاش منعه من ده ،وسابها تروح من إيديه،كان بيتعذب وهو شايفها بتتخطب لواحد تاني غيره ،فوقني ،أنا إستحالة اسيبك تتخطبي لحد غيري يا سلمى، مش هتحمل ده أبدا، علشان كده رجعت وطلبتك تاني وأوعدك إني هعمل المستحيل علشان أكون عند حسن ظنك 


صمتت هي تستمع له بزهول وحرج

فأردف _سلمى، أنا أتغيرت صدقيني مبقتش عادل بتاع زمان، ومفيش أي بنت قدرت تشدني غيرك إنتي وبس ياسلمى ...سلمى أنا ..أنا ح..


قاطعت كلامه بدفشه بالوسادة الصغيرة الموضوعة على الاريكة جوارها وهي تقول بغضب_ما تلم نفسك يا عادل ،الكلام ده مينفعش غير بعد كتب الكتاب 


سحب منها الوسادة قائلا بضيق_أعوذ بالله فصلتيني من الجو الشاعري اللي كنت فيه .

قالها ومن ثم شرد في كلامها ،هي قالت بعد كتب الكتاب إذا هي وافقت 

انشرح صدره وأخذ الوسادة ضمها إلى صدره بسعادة 

لكنه انتبه إلى صوتها الغاضب_عاااادل 


_إيه عايزة إيه؟؟


_هات الشوكولاته بتاعتي


إرتبك عادل وقال بحرج وهو يضع يده على جيب بنطاله_أحم..أه أنا أسف أصلي طلعت بسرعة وأنا غضبان فمأخدتش بالي ،بس اوعدك المرة الجايه هجيبلك 


لوت شفتيها فليس هذا ما تقصده بمدت يدها تشير إلى الوسادة في يده والتي على هيئة شوكولاته _ هات مخدتني يا عادل 


انتبه عادل إلى ما في يده فابتسم ببلاهة هي فعلا تشبة قطعة الشوكولاتة، لكنه أبَى أن يعطيها لها وأجابها وهو يتوجه للخارج_لا الشوكولاتة دي بقت بتاعتي خلاص، بلغي سلامي لخالي،هبقي أطلعله تاني نتكلم في التفاصيل، سلام 

أستوقفته هي بضيق_عااادل،مين قال إني وافقت ،وهات شوكولاتي!!


نظر لها من خارج المنزل مدخلا رأسه فقط للداخل قائلا بابتسامة سمجة _ سلام يا عروستي

لتقف هي تنفجر من تصرفاته التي ستصيبها بالجنون فتجد أبيها يتوجه نحوها ويبتسم وعلى ما يبدو أنه استمع لكل الحوار الذي دار بينهما فقالت _عاجبك اللي بيعمله ده يا بابا

أحاطها أبيها بذراعها_ربنا يهنيكم يابنتي

____


كانت تجلس في غرفتها تتوقع معرفته بما فعلته ،فأخذت تقرض أصابع يدها بتوتر ،مترقبة هجوم أبيها في أي لحظة ،وبالفعل صدق حدسها ،حيث فتح والدها الباب بحدة قائلا بأعين تشتعل شررا وهو يحكم قبضته على ذراعها بشدة ألمتها لكنها لم تجرؤ حتى على أن تصرخ حتى لا يستيقظ ابنها شاهين 

ليقول هو هادرا بها_ بقي إنتي بتعصي أوامري يا مودة!!! عايزة تخرجي تروحي لحبيب القلب وتبوظي مخططي!!!


هزت رأسها بالنفي بخوف وحاولت أن تتحدث فخرج صوتها متلعثما مرتجفا_لا ..أبدا أنا خرجت ..أشم ..هوا 


ترك يدها بعد أن دفشها بشدة فهوت على الفراش بقوة آلمتها 


ليهتف بها بصوت تحذيري أجش_ فكري تعمليها تاني وساعتها تنسي إن ليكي ابن نهائي

هاخد شاهين وهربيه بمزاجي وعمرك ما هتشوفيه تاني ..ووريني إزاي إنتي الصقر بتاعك هتوصلوا ليه إزاي ...وانا سبق وحذرتك قبل كده


جحظت أعينها من هول ما تسمع فتحاملت على نفسها واعتدلت في وقفته مقتربة من ابيها تمسك يده برجاء ودموعها تنهمر دون توقف _لا يا بابا أرجوك متبعدش شاهين عني ...أوعدك إني مش هخالف أوامرك تاني خالص وهعمل كل اللي تطلبه مني ..بس أرجوك الا ابني ..مش هعرف أعيش من غيره 


أبعد يده عنها وهو يرمقها بتهكم_ هعدي اللي حصل بمزاجي..المرة الجايه متلوميش إلا نفسك 


هزت رأسها بالنفي _لالا مفيش مرة تانية ...هعمل كل اللى حضرتك تطلبه مني 


نظر لها مطولا ولم تؤثر به تلك الدمعات البريئة التي تهطل كالشلال ثم قال _يكون أحسن يابنت رشاد الزيني 


ما إن رحل ،حتى تركت غرفتها متوجهة لغرفة صغيرها ،هرولت تجاهه ضمته بسرعة وخوف إلى صدرها وكأنها تحميه أو تحتمي به وشددت من احتضانه تخشى أن يبتعد عنها عنوة كما حدث مع زوجها ،وظلت على هذا الوضع فترة طويلة،تحتضنه وتبكي وترتجف إلى أن غفت جواره وهي تبقيه بين ذراعيها ولا تفلته.


_____


في اليوم التالي


أخذ يبرطم بكلمات وهمهمات غير مفهومة وهو يركل أى حجر صغير أمامه بغيظ 


إلى أن سأم عادل من تصرفاته _في إيه يا بني ما تمشى عدل 


هتف أسامة بغيظ_ يا ميلة بختك يا أسامة يا ابن أم أسامة


وضع عادل يده على كتفه مستفسرا_في إيه يا مجنون مالك!!


دفش أسامة يده بعيدا_ انت تسكت خالص، يعني أنا أبعتك علشان تسأل أختك ،تقوم تقولي إنك هتخطب إنت !! طب وأنا ..ابن البطة السودا مش من حقي أفرح


حزن عادل لأجله وقال مخفيا أمر رفضها، علها توافق إذا عرض عليها الامر مرة أخرى _ما قلتلك يابني ، الافضل إننا نستنى شويه لحد ما تفوق من اللى هيه فيه ،استنى اسبوعين ثلاثة مفيهاش حاجة


أجابة أسامة بتهكم واضح_يا سلام وانت مستنتش إنت كمان ليه 


عادل_لا أنا ما صدقت وافقت، دي مجنونة وممكن تغير رأيها في ثواني 


نظر له أسامة بإزدراء_ندل من يومك


ضحك عادل على هيئة أسامة الغاضبة ،ومن ثم أخرج هاتفة من جيبة يجيب على المتصل

ايوة يا خالي ,خير 

-الانسة ياسمينا جت الشركة كنت بتسأل عليها 

-ايوة يا خالي لازم أقابلها علشان ارجع لها فلوس العملية 

- طيب تعالى قبل ما تمشي.

-ماشي مسافة السكة 

______

في الشركة 

كانت تجلس مع والدها بالمكتب شاردة حزينة لا تتحدث, فعادتها دائما أن تكون مفعمة بالحيوية والنشاط

لكنها الآن تبدو كئيبة بائسة فحبيبتها لم تسمع صوتها لأكثر من أسبوع ولأول مرة تشعر أنها عاجزة ومكتوفة الأيدي, تنتظر ان يعيد  الصقر اليها ابنتها قريبا كما يعدها أبيها لكنه لم يفعل وعلى ما يبدو انه لا ينوي على فعلها 

طالعها أبيها بنظرات مشفقة فابنته تعلقت بتلك الطفلة الصغيرة وأقحمت نفسها بعالمها عنوة وبدون وجه حق, فأصبح لا يدري ما الصواب الذي يمكن فعله حيال هذا الأمر 

تنهد بقلة حيلة – وبعدين ياسو, هتفضلي ساكتة كده, انا جبتك الشركة علشان تغيرى جو شوية , فكيها يابنتي.

كانت ياسمينا تجلس على المقعد تهز أرجلها بعصبية شديدة- دادي أنا منتظرة زي ما حضرتك قلت ...لكن الظاهر كده انا لازم اتصرف بنفسي

اعتدل ابيها في مقعده ينظر لها باهتمام – ياسو انا قلتلك إوعي تتصرفي من نفسك انا متأكد ان مودي مش هتسكت وهتجبره انه يرجعها ليكي 

هتفت هي بغيظ – نو دادي اللي زي صقر ده معندوش احساس مش هيرجعلي مودي ابدا 

في هذه الاثناء 

طرقت السكرتيرة الباب 

-ياسمينا هانم في واحد عايز يقابل حضرتك برا 

نظرت ياسمينا الى والدها باستغراب ومن ثم قالت بضجر – قوليله مش هقدر اقابل حد دلوقتي 

همت السكرتيرة ان تنصرف الا ان ذكي استوقفها 

-مين ده اللى عايز يقابلها؟ 

- بيقول يافندم ان اسمه عادل أخو أميرة صديقة الهانم 

ظنت ياسمينا ان هنالك شىء مهم بخصوص اميرة فقالت- خلاص اوك , خليه ينتظرني في مكتبي

ذهبت إلى مكتبها لتجده بانتظارها 

فحاولت رسم ابتسامه خافته على محياها _هاي عادل ،اخبارك


أجابها وهو يغض بصره فشتان بين ما هو عليه الان وبين ما كان عليه سابقا _الحمد لله كويس ،ازي حضرتك؟


_فاين(بخير)، أميرة كويسة!!


هز رأسه بإيجاب _الحمد لله كويسة، أنا كنت جاي النهاردة علشان أشكر حضرتك على اللي عملتيه معاها في المركز


أومأت برأسها بمعنى أنه لا داعي للشكر


فأردف وهو يضع النقود على المكتب بحرج_ ده المبلغ اللي حضرتك دفعتيه ،كتر خيرك 


زفرت بضيق _وات دو يو دو عادل(انت بتعمل إيه عادل)

اتفضل خد فلوسك أنا مش هاخد حاجة.


_بس دي فلوس حضرتك، والمبلغ مش صغير و إحنا الحمد لله مستورة 


_أي نو عادل ، بس دي أقل حاجه أقدر أقدمها لأميرة، بليز متزعلنيش وخد فلوسك 


_بس، أصل مش هينفع 


زفرت بضيق في ليست بمزاج جيد هذه الايام_اااوه عادل بليز، متتعبنيش 


تنحنح بحرج _ أنا مش عارف اقول لحضرتك إيه ،جزاك الله خيرا


رسمت ابتسامة هادئة _سانكس عادل 


شكرها عادل ومن ثم انصرف مغادرا ، بينما هي جلست تفكر في حل وبعد عدة دقائق عزمت على أن تفعل شيئا ما ....


______

إستمع لرنين هاتفه فمد يده بتثاقل ليجيب على ذاك الذي أيقظه من نومه_ألو مين


_إيه يا حبيبي، انت لسه نايم!! مجتش ليه؟

انتبه لصوتها فقال بلهفة_ جايلك حالا ياروحي ،مسافة السكة 


كانت تفتح باب الغرفة صدفة فاستمعت لما يقوله فوضعت يدها على فمها بصدمة ،وأغلقت الباب مرة أخرى بهدوء حتى لا ينتبه لها 

وقفت خلف الباب تبكي بصمت، تُرى من تلك التي يدعوها زوجها بحبيبتي وما الذي يخفيه عنها ، أهو تزوج بأخرى غيرها أم أنه يخونها ،هي تلحظ تغيره في الاونه الاخيره وخروجه المتكرر في غير أوقات العمل ،لكنها لم يخطر ببالها أبدا أن يفكر زوجها في غيرها ،فانطلقت دون تفكير تجمع ملابسها وملابس ابنتها حتى تذهب الى بيت أبيها حتى دون أن تتكلم معه في الامر .


____

وقفت تنظر باستغراب لتلك التي تعبر الرواق ، هي تراها لأول مرة هنا ،ولابد أن تعلم من هي وماذا تفعل هنا فهذه هي عادتها لاشىء يحدث بداخل العمارة هي لا تعلم عنه شيئا ،تعلم الواردة والشاردة في العمارة لذا استوقفتها قائلة_ إنتى جاية لحد هنا في العمارة !! 


التفتت إليها ياسمينا وقالت بهدوء_يس جاية لبنتي.

قالت ذلك ومن ثم انطلقت في طريقها تبحث عن شقة صقر كما أخبرتها سلمى بالهاتف 

وقفت أمام المنزل تقرع جرس الباب تنتظر الرد

فإقتربت منها حسنية _مفيش حد هنا يا حبيبتي


زفرت ياسمينا بضيق_وات!!!


لم تعي حسنية ما تقوله فهزت رأسها بعدم فهم_بتقولي حاجة يا بنتي!!!


هتفت ياسمينا برجاء _بليز ممكن تقوليلي راحوا فين!! 


_نقلوا من كم يوم لبيتهم التاني 


لعنت ياسمينا حظها العكر فسألت السيدة حسنية عن مكان البيت الاخر وتمنت أنها تعرف العنوان _طيب حضرتك تعرفي عنوان البيت التاني ده !!


أرادت حسنية أن تعلم من تكون هي كي تشبع فضولها ذاك_ هو إنتي مين!! وبنتك مين دي اللي إنتي كنتي جاية ليها 


زفرت ياسمينا بضجر _بنتي مودي، بليز طنط ،قوليلى العنوان من فضلك 


تصنمت حسنية محلها وحدثت نفسها_ مودي!!! بنتك، إزاااي!؟


_طنط ،حضرتك لو تعرفي العنوان بليز قوليلى عليه 

تنهدت حسنية مطولا_أعرفه يا بنتي ،أهو .....

فرحت ياسمينا لانها حصلت على العنوان الجديد وشكرت حسنية وغادرت سريعا 


_سانكس ،سو ماتش ، باااي 


لم تفهم حسنية شيئا مما قالته لكنها لم تهتم فهي تفكر في الامر ...كيف لمودي أن تكون ابنة الصقر و التي ظهرت له فجاءة ولا أحد منهم يريد أن يخبرها بإجابة شايفة عما يريح قلبها ..والان جاءت هذه الفتاة الشابة تدعي أنها والدة مودي، فتسائلت تُرى هل تزوج الصقر !! ولكن على ما يبدو أنه متزوج منذ سنوات فمودي ابنة الاربع أعوام ،وهذه هى مدة وفاة مودة زوجته أيضا ،ترى هل كان الصقر متزوجا بأخرى غير مودة في حياتها !!! ،هل كانت مودة تعلم بالامر؟؟ 

تساؤلات كثيرة كانت تجول بخلدها ،وقفت تشعر وكأنها ستجن إن لم تعرف الحقيقة كاملة


ولكن ما أخرجها من حيرتها تلك هي رؤيتها لهنا تحمل ابنتها في يد وباليد الأخرى تجر حقيبة كبيرة خلفها وعلى ما يبدو أنها كانت تبكي فأثار الدموع مازالت عالقة بأهدابها فقالت بقلق_مالك يا هنا كفا الله الشر!!!


أجابتها هَنا ببكاء_راجعة عند بابا ،خلاص مش هينفع اقعد هِنا بعد النهارده .


ضيقت حسنية أعينها بإستغراب _إيه اتخانقتي تاني مع أيمن!!!


قصت هنا ما سمعت من زوجها على مسامع حسنية وهي تقول بقهر_ شوفتي يا طنط حسنية أيمن هانت عليه العشرة إزاي!! ، وطلع بيخدعني طول الوقت ده كله ،إحنا مش هينفع نكمل مع بعض بعد النهاردة


حكت حسنية فكها السفلي باندهاش_يادي الخيبة على دي رجالة، هما الرجالة جرالهم إيه الايام (كانت تقصد أيضا الصقر بكلامها ) صحيح رجالة ملهمش أمان.


فما كان من هنا إلا أنها ازدادت بكاءا ونحيبا وقالت وهي تتوجه نحو الدرج_أشوف وشك بخير يا طنط 


إلا أن حسنية منعتها من العبور_استني يا خايبة رايحة فين، هتسيبي التانية كده تأخد منك جوزك وابو بنتك


أجابتها هنا بانكسار_يعنى أعمل إيه يا خالتي 


أجابتها وهي تحمل ابنتها عنها_روحي ياختي ورا جوزك ،و شوفي بيعمل إيه إتأكدي فعلا لو كان بيخونك ولا لأ ،ولو كان اللي سمعتيه صح، هاتيها من شعرها ،خطافة الرجالة دي.


مسحت هنا دموعها _انتي شايفة كده يا خالتي 


أجابتها بتشجيع_ أومال إيه اوعي تسيبيها تتهنى بجوزك أبدا 


في هذه الاثناء كان أيمن قد استعد للخروج وبحث عن هنا لكنه لم يجدها بالمنزل ففتح الباب مناديا عليها_هنا !! إنتي فين 


فانتبه أنها تقف مع السيدة حسنية في الرواق_هنا انتى هنا وأنا بدور عليكى جوا!!

فأخفت حسنية حقيبة الملابس خلفها بسرعة وقالت محاولة أن تبتسم بسخافه _أيوة ،أصل هنا طلبت مني أخد جنى شوية ، علشان تعرف تخلص شغل للبيت 


هز أيمن رأسه بتفهم وقال متعجلا_طيب يا هنا أنا خارج ،محتاجة مني حاجة أجيبها وأنا راجع!!

لم تستطع هنا التحدث من الالم الذي يفتك بها فاكتفت بإيماءة بسيطة برأسها بالنفي 


فقبل أيمن ابنته والتي تحملها حسنية _ماشي ،سلام، مش هتأخر 


فقدت هنا حصون تماسكها فوقفت محلها تبكي فنهرتها حسنية _انتي لسه هتبكي، وراه يلا ،ومتخافيش على البنت ،يلا بسرعة الحقيقه من غير ما يحس.


____


مسد على شعرها بحنان بينما كانت تقف هي معه حزينة_حبيبة بابا ،هتفضل مبوزة كده كتير ،إحنا مش كنا اتفقنا خلاص 


هزت رأسها ببكاء_ بابي ،أنا عايزة مامي 


أغمض أعينه باستياء _مودي حبيبتي،اتكلمنا في الموضوع ده كتير ،وقلتلك أول ما أخلص شغل  هنسافرلها 


هتفت هي ببكاء_زهقت من الانتظار بابي ،كل يوم أسألك تقولي بعدين ،أنا عايزة مامي 


تنهد الصقر بضيق _مودي، إنتي مش بتحبي بابي ولا إيه!!


_أي لاف يو بابي ،بس أنا عايزة مامي كماان 


أشفق بلال لحالها فسحب الصقر من يده مشيرا لمريم أن تنتبه لها حالما يعودون


أخذه إلى حيث غرفة الصقر المجاوره لمنزله_وبعدهالك بقا ياصقر ،البنت حالها بيقطع القلب 


مسح الصقر خصلات شعره بغضب_فكرك يعني إني مبسوط وأنا شايف بنتي زعلانة كده !!


زم بلال شفتيه في استياء_طيب يابني ما انت في ايدك الحل، خليها تشوف أمها، بتعاند ليه!!


نظر له صقر بغضب_بلال متقولش أمها، دي مش أمها ومش هتكون ابدا 


تنهد بلال باستياء _بس مودي متعرفش ده ،كل اللي تعرفه إنها أمها وهيه دلوقتي محتاجة ليها، لو كانت مودة  الله يرحمها موجودة كان أكيد هيكون في تصرف تاني ،لكن البنت دلوقتي محتاجة ياسمينا


رمقه صقر بضيق_بلال الله يكرمك متجبليش سيرة المتخلفة دي 


حاول بلال أن يتحدث بهدوء_صقر فكر فيها ،مودي متعلقة بياسمينا وواضح أن كان بينهم علاقة قوية مش مجرد بنت وأمها، دي حتى كل محاولاتنا مع مودي إننا نغير لها مزاجها باءت بالفشل حتى إنت مبقتش عارف تتصرف ازاي .


تنهد الصقر بضجر وقال وهو يستند على المنضدة بجوار المرآة_ عايز تقول إيه يا بلال


_سيبها تشوف ياسمينا ،على الاقل يوم أو اتنين في الاسبوع ،ده أنسب حل 


هز صقر رأسه بالنفي وقال بنرفزة واضحة_ مش هينفع ،دي هتبوظ كل اللي بعمله مع بنتي، أنا هربي في اتجاه والتانية هلاقيها بتأخد بنتي في اتجاة تاني خالص ،لا يمكن اسيب بنتي لدي تربيها ،ده إذا كان هيا متربتش أساسا 


لم يستطع بلال أن يتمالك نفسه من الضحك على هيئة الصقر الساخرة وهو يتحدث عن ياسمينا 


فرمقه الصقر بغضب_بتضحك على إيه يا زفت انت كمان ،انت مش شايف الهم اللي أنا فيه 


تنحنح بلال ليتحدث بجدية_ صقر ، ياسمينا عرفت تربي مودي كويس ،بغض النظر عن تصرفاتها هيه إيه، بس تقدر تنكر إن مودي بنت مؤدبة ومطيعة ،مودي مش بتعمل حاجة غير لما تستأذن الأول ،وبتسمع الكلام بدون مناهدة وفي صفات كتير لاحظتها فيها كويسة جدا 


أجابه صقر بثقة وفخر مصحوبا بوجع_طبعا مش بنت مودة ،لازم هتكون زي مامتها


_صقر خليك منصف، تأثير تربية ياسمينا عليها ليه عامل كبير 


ضاق بالصقر ذرعا فقال لينهي ذلك الحوار الذي لا جدوى منه_من الاخر يا بلال عايز تقول إيه 


_ما انا قلتلك مودي تروح لياسمينا يوم او اتنين في الاسبوع ،لو كنت فعلا بتحب بنتك وعايز مصلحتها ،البنت من حقها تشوف أمها 


شدد الصقر من قبضته على شعره _بردو هيقولي أمها 


بدا على بلال الاستياء من تيبس رأس صديقه_ ان يكن أي مسمى ،المهم خليها تروحلها ،أسمع كلامي بقا تعبتني معاك


____

اقتربت مريم من مودي التي تبكي بصمت دون أن تصدر صوت، فاخذت تمسح عنها دمعاتها بحنان 

أما يحيى فكان ينظر إلى مودي بحزن شديد من أجلها_مودي علشان خاطري متعيطيش ،أنا هخلي بابا صقر يوديكي عند مامتك بسرعة 


لتقول مريم مؤكدة كلام ابنها_ اه يا حبيبتي ،عمو بلال معاه دلوقتي وهيتفقوا إزاي يودوكي لماما 


صدقت مودي كلماتهم فقالت بفرحة_صحيح انطي مريم!!


قبلتها مريم بحب _صحيح يا حبيبة قلبي 


ابتسمت مودي بسعادة _ يس ،هشوف مامي أخيرها ،زمانها مش بتعرف تنام من غيري 


ليقول يحيى بسعادة من اجلها فهي ابتسمت أخيراً _مودي، يلا نلعب، إنتي بقالك فترة ملعبتيش معايا 


هزت مودي رأسها بالموافقه _اوك يلا نلعب 


تنهدت مريم بارتياح لرؤيتها مودي تبتسم وتمنت أن يستطيع زوجها اقناع صقر بالسماح لمودي برؤية ياسمينا

في تلك اللحظة دق جرس الباب فهمّت مريم بفتحه لتجد فتاة ما أمامها دون حجاب وترتدي تنورة منفوشة تصل إلى ما بعد ركبتيها بقليل ،وتحمل ملامح وجه جميل 

وقبل أن تتحدث قالت ياسمينا بلهفة_  انتي مريم صح!!


هزت مريم رأسها بإيجاب

فهتفت ياسمينا باشتياق_ أكيد مودي  موجوده معاكي هنا 


رفعت مريم حاجبيها فالان أدركت من تكون إنها ياسمينا تلك الفتاة التي سمعت عنها لكنها لم ترها قط_إنتي ياسمينا!!


وقبل أن تجيب ياسمينا بشىء وجدت من ينادي عليها بلهفة شديدة _مااااامي 


جرت مودي نحو ياسمينا بسرعة ففتحت ياسمينا ذراعيها بحب وشوق شديد وانخفضت لتكون في مستواها لتقول بلوعة_موودي 


كان لقاءا حارا بين ام وابنتها ،ادمعت له أعين مريم ،لم تكن تدري أن ياسمينا تحب مودي الى هذا الحد 


فهي تراها تحيطها بذراعيها بشوق بالغ ولا تريد أن تفلتها ،تغدق عليها بالكثير من القبلات المشتاقة 


مودي_مامي ميس يو كتتير أوي 


لتقول ياسمينا بدموع_يو تو مودي، أنا من غيرك مكنتش عايشة ،بليز مودي خليكي معايا، متسيبنيش 


لتهز مودي رأسها بإيجاب _يس مامي ،أنا معاكي 


وقفت ياسمينا وهى تمسك ابنتها بيدها_أوك ليتس جو ( يلا نمشى)


ليقف هو قبالتها يرمقها بغضب جم _ على فين !!!!


شددت ياسمينا على يد مودي وكانت ترد على الصقر بحدة 

الا أن مودي هتفت ببراءة_بابي ،مامي رجعت من السفر أنا مبسوطة أوي ،شكرا ليك بابي ،أكيد انت اللي طلبت منها ترجع 


نظرت مريم برجاء للصقر_أبيه، علشان خاطري متزعلش مودي 


صمت الصقر ولم يعلق وظل يرمق ياسمينا بنظرات ساخطة على ما فعلته هي من آلت الامور لذلك الوضع المعقد 


لكزه بلال في كتفه 

فأغمض أعينه قليلا  ثم قال بضيق_ يومين بالظبط وهاجي أخدها 


فتحت ياسمينا فمها مرددة بحنق_واات!! يومين بس!؟


زم الصقر شفتية_لو مش عاجبك ،خلاص انتي حرة ،هاتي البنت أنا اللي غلطان 


أمسكت ياسمينا بيد مودي تضمها إليها_نونونو...أنا موافقة 


أشار الصقر إليها بتحذير _ خدي بالك كويس من مودي ، ثم أردف بتهكم _أتمنى تعرفي تربيها كويس ومتبوظيش الدنيا 


أجابته بضجر _ دونت وري(متقلقش) ،أنا أعرف أربي بنتي كويس 


أجابها ساخطا  مشيرا لهيئتها قاصدا إثارة غضبها فهو مغتاظ من فعلتها كثيرا_أكيد ما الجواب باين من عنوانه 


زفرت ياسمينا بغضب وقالت بحدة_وات دو يو مين (انت تقصد إيه)


تدخل بلال في الحوار قبل أن يحتدم أكثر ،فالاثنان يرمقان بعضهما البعض بنظرات تشتعل غضبا_ لا لا صقر ميقصدش حاجة ، اتفضلى يا ياسمينا هانم ،خدي البنت أكيد ذكي بيه عايز  يشوفها هو كمان


هتفت ياسمينا بهدوء _يس، باااي مريم ،

سانك يو دكتور بلال 


وهمت لتعبر لكن الصقر لم يتزحزح من مكانه فأعاق مرورها للخارج 

فهتفت بحنق_وبعدين بقا 


سحبه بلال اليه  كي تمر ياسمينا _ عدي اليوم على خير ياصقر من فضلك 


نادي الصقر على ابنته التي لبت نداءه وجرت إليه  _مع السلامة يا روحي، خدي بالك من نفسك

لتقول هي_بابي ،إنت مش هتيجي معانا!!!


نظر الصقر لبلال وكظم غيظه_ لا يا روحي ، أصلي مشغول شوية ما انتي عارفة ، يومين وهاجى أخدك اتفقنا!!!


قبلت هي وجنته برقة _اتفقنا 


                الفصل الخامس عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول من هنا 


تعليقات



<>