رواية لاتتحدى_الصقر
الفصل الحادي والعشرون
تراقصت دقات قلبها كتراقص الخيول فى حفل زفاف كبير ،فرحه عارمة لا تسع الدنيا بأكملها
،وقفت ودارت حول نفسها فى زهول لا تصدق أن زوجها قد حرك يده وجفنيه للتو
،هرولت سريعاً تنادى الطبيب المسئول عن حالته لتخبره بالامر
ليأتى الطبيب معها ويفحص علامات بلال الحيويه وهو يبتسم _أبشرى بإذن الله هيخف خلال أيام ،خليكى معاه دايما وقدمى له الدعم المعنوى
هزت هى رأسها بإبتسامة لاعلى وأسففل عدة مرات متتاليه _حاضر يا دكتور مش هسيبه لحظة أنا مش مصدقه نفسى،شكراً يادكتور
فى هذه الاثناء دخل صقر ومودة، فجرت مريم نحو مودة تحتضنها بسعادة وسط استغراب كل من مودة وصقر فلم لا يعرفان بالامر بعد
فقالت مريم وهى تحضن مودة_مودة أنا بحبك أوى،وانت كمان يا ابيه بحبكم جدا ،أنا فرحانه أوى ،بلال هيفوق ،بلال هيقوملى تانى
بدَّل صقر نظراته الحائرة بينها وبين الطبيب لا يستوعب ما تقول فقال الطبيب_بلال ،بدأ يحرك ايده وجفونه وده مؤشر إنه خلاص هيفوق فى أى لحظة
تنهد كل من مودة وصقر براحه واطمئنان_الحمد لله ،الحمد لله
__
تجلس على الاريكه تحمل فى يدها السليمة قلماً وتضع على ارجلها دفتر المحاضرات الخاص بها وعلى ما يبدو انها مندمجه فى المذاكرة
خرج من غرفته مزمجراً كعادته ينادى عليها كى تحضر له الطعام كعادته ينام ليأكل ليخرج دون فائدة تذكر منه _أميرة ،إنتى يازفته يا أميرة
إستمعت لنداءه لكنها تجاهلت ذلك وادعت انها لم تسمع وأكملت ما تفعله دون إعطاءه أى اهتمام
اقترب منها قائلاً بحدة _إنتى يا بت مش سامعانى بنادى عليكى ،مش بتردى ليه يامتخلفه إنتى
أخذت نفساً عميقاً ومن ثم أخرجت هواء الزفير من فمها خارجاً معه ما تحمله فى صدرها من ضيق وقالت بهدوء_ سامعاك ،بس مش عايزة أرد
تجهم وجهه واردف بحدة وغضب_ياسلام ،ومش عايزة تردى ليه إن شاء الله
تنهدت ومن ثم وضعت قلمها داخل الدفتر وأغلقته وقالت ناظره إليه بغضب مماثل_لما تحترمنى وتكلمنى بأسلوب كويس هبقى ارد عليك
لوى ثغره ورمقها بتهكم_ليه إنتى فاكرة نفسك مين ،إنتى تعملى اللى بقولك عليه من غير مناقشه
لتردف هى بحدة_انا مش فاكرة نفسى حد يا عادل أنا أختك ولا نسيت ،أنا اختك اللى المفروض تعاملها بأسلوب أفضل من كده ،إنت دايما تزعق وتصرخ فيا وولا مرة قلت لى كلمة حلوة تطيب بيها خاطرى،فى حين انك نازل تغازل البنات فى اى مكان تشوفهم فيه ،أنا أولى بالمعاملة الحلوة انا أولى بالاهتمام مش هما ،الظاهر انت عكست الايه ياعادل ،ثم اردفت بحزن_إنت حتى لما إيدى اتكسرت مكلفتش نفس تقولى سلامتك حتى ،_رغم إنك السبب فى كسرها،إنت ليه بتتعامل معايا كده !!!!
وقف هو مشدوهاً بما قالته فى حين أخذت دفترها بإنفعال ورحلت من أمامه نحو غرفتها
نظر إليها رآها تدخل غرفتها وتغلقها خلفها فزفر بضيق وتوجه إلى المطبخ ليبحث عن امه لتحضر له الطعام وكأنه لم يسمع شيئاً .
_
فى اليوم التالى
كانت مودة تتجهز للذهاب إلى الطبيب عرفة كما طلب منها وقفت أمام المرآه تنظر لزوجها خلالها وتقول بفرحة _الحمد لله ،أنا مبسوطه لمريم جداً أخيرا بلال هيفوق ،كده أقدر أعمل العملية وأنا مطمنه ونفسيتى كويسه
مد يده إليها مديراً وجهها لوجهه ناظراً فى عينيها بحب_متعرفيش سعادتى عاملة إزاى وأنا شايفك سعيدة ومبسوطة كده ،ربنا يقر عينك حبيبتى برؤية ابننا وسطينا
اغمضت عينها بفرحة تتخيل ما يقوله _يارب يا صقر يارب
تنهد هو براحه_أخيراً مريم ،هتبتدى حياتها هستقر وتعيش تانى بشكل طبيبعى مع زوجها ،يااه إحنا فى نعم كبيرة أوى كنا غافلين عنها تستوجب مننا الشكر
مودة برضا_الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه.
____
تناول طعام الفطور مع ابنته ،لاحظ هو تغيرها و انها ليست على طبيعتها منذ أن عادت من لندن فقال _ياسو هتيجى معايا الشركه تغيرى جو
هزت رأسها بالنفى فهى لديها موعد هام تقوم به _لا دادى ،مليش مزاج
نظر لها بإهتمام محاولاً أن يستشف ما بها وسر تغيرها_مالك ياسو ،شكلك مش عاجبنى من لما رجعتى من لندن
نظرت له بإرتباك _أبداً دادى مفيش،بس فى حاجه بخطط ليها ،ولما تنجح هقولك عليها
رمقها بإستفسار_حاجه إيه
قامت من مكانها باسمة_لا مش هقولك عليها إلا فى وقتها يا ذيكو
هز رأسه لها بإبتسامة_ماشى لما نشوف ،طيب رايحه فين ؟
قبلت وجنته قائلة_مشوار مهم لازم اعلمه بس كنت محتاجه ١٠٠الف جنيه دادى ممكن تحولهم ليا
ذكى باستفسار فالمبلغ كبير_كل ده يا ياسو محتاجاهم فى إيه
ياسو بدلال يليق بها_دادى قلتلك بخطط لحاجه هتعجبك هتحولهم أوك؟
تنهد هو بقلة حيلة فهو لايستطيع أن يرفض لها طلب(وياليته يفعل)_ماشى ياسو إعتبريهم إتحولوا
عانقته بفرحه _يس دادى ،لف يو سو ماتش ،باااااى
__
ذهبت إلى المركز
جلست مع "عرفة" تنظر له بحماس وهى تناوله الشيك الذى كتبته للتو _ها يا آنكل ،كده تمام!!!
نظر إلى المبلغ بشراهه فأردف قائلاً بطمع_العملية مش سهلة ياسو ومكلفه
ياسمينا_اوك أنكل ،بعد العملية هجيبلك زيهم كمان بس وافق بليز
عرفه وهو يحك بتراجع _ما بلاش الفكرة دى ياسو ،تعالى نفكر فى حل تانى
لوت هى فمها بتبرم قائلة بحزن جعله يوافق على طلبها_إيه يا أنكل ،ليه غيرت رأيك ،إنت عايز تزعلنى ؟
عرفه_لا طبعا مقدرش أزعل حتة السكرة اللى مفيش زيها دى
تهلل وجه ياسمينا_يس أنكل ،لف يو ،أنكل عايزة عينة كويسه ،وتكون بيبى بنت علشان عايزة اخليها نسخة مصغرة منى ،يااااى أنا متحمسه أوى
فكر عرفه فى الحالات التى عنده ليختار أى منهم سيأخذ لقاحها لياسمينا ،لتخرجه السكرتيرة من شروده_دكتور،اول حاله منتظرة حضرتك برا
قرر عرفه أن يأخذ من تلك الحاله التى ستدخل إذا كان الوضع مناسباً فقال للسكرتيرة _تمام دخليها،حالاً
—______اسماء عبد الهادى___________
كان يجلس بالخارج مع زوجته فى صالة الانتظار ،منتظرين موعدهم مع الطبيب
حتى جاءه فتى صغير يعمل منظفاً للسيارات _حضرتك اللى عربيتك لونها إسود ولسه جاى من كم دقيقه؟
صقر _اه فى حاجه؟
الفتى _فى عربية جت تركن خبطت فيها بس معلش جت سليمة ،أنا قلت أقولك يابيه علشان متتخضش
قام صقر من مكانه مع الفتى ليرى ماذا اصاب سيارته فقال لمودة_حبيبتى ،ثوانى وراجعلك مش هتأخر هشوف فى إيه وراجع
هزت مودة رأسها ،فإنطلق هو مع الفتى للخارج
جاءت السكرتيرة تُعلم مودة أن الطبيب ينتظرها بالداخل
مودة وهى تنظر للخارج لا تريد أن تدخل دون زوجها_طيب مينفعش استنى شويه لما زوجى يرجع !
السكرتيرة_الدور هيروح عليكى يافندم وهتضطرى تنتظرى ٣كشوفات
مودة بقلة حيلة_لا تمام ،هدخل،بس لو زوجى سأل عليا ،خليه يدخل تمام
أومأت لها السكرتيرة فقامت مودة من مكانها ومعها السكرتيرة لداخل غرفه الطبيب
إتجهت السكرتيرة لمكتب الطبيب تعطيه الملف الخاص بحالة مودة فنظر للاسم فقال بضيق_يعنى الحظ ميطلعش غير مع دول ربنا يستر .
فى حين أن ياسمينا بمجرد ان رأت مودة حتى قامت وأستقبلها_مودة مس يو ،اخبارك
بادلتها مودة الترحاب_اهلا ياسو ،إيه الصدف الحلوة دى ،بتعملى إيه هنا!
ارتبكت ياسمينا ولكنها تظاهرت بالهدوء_كنت بسلم على أنكل عرفه
مودة_دكتور عرفه قريبك!
ياسمينا_يااس،زوج (انطى)خالتى فيرو
ليقاطعهم الطبيب بإبتسامة_إيه ده ،إنتوا طلعتوا حبايب اهو
ياسمينا_يس أنكل ،مودة إز ماى فريند (مودة صاحبتى)
أومأ لهم الطبيب بعينيهه وصمت
فقالت ياسمينا_اوك أنكل ،هتصل بيك أعرف منك التفاصيل ،اوك؟
الطبيب_اوك ياسو ،باى
ياسمينا_باى مودى ،ثم إلتفت الى الطبيب_أنكل مودة تبعى ها ،يعنى مفيش فرق
كانت تقصد ياسمينا أن توصى الطبيب على مودة ولا يكلفها فاتورة كشف غاليه ،لكن "عرفه "فسرها ،على أنها موافقه على اخذ عينه من صديقتها حيث لا فرق بينهم بم إنهم صديقات ،وفى الحقيقه ياسمينا لا تدرى ماذا تفعل مودة هنا ونسيت ان تسألها من فرط حماستها بأنها ستفعل ما تريده وستحصل على طفلة لها
____
فى الخارج حيث سيارة صقر
الفتى _متقلش يابيه ،هو خدش بسيط ويتعالج بسهولة وهى فى مكانها
علم الصقر أن الفتى يريد أن يصلحها له مقابل مبلغ مالى ،فابتسم له قائلا_تمام،تعرف حد يصلحها لحد ما أرجع ؟
تهلل وجه الفتى_ايوة طبعا يا بيه سيب الموضوع ده عليا
اخرج الصقر من جيبه مبلغ من المال ودثهم فى يد الفتى _خد دول وعايز العربيه ترجع زى ما كانت ماشى يا ...،هو انت إسمك إيه
الفتى وهو ينظر للمال بسعادة_محسوبك بلية يابيه ،اطمن هرجعلك عربيتك عروسه من تانى
ضحك الصفر وداعب بيده شعر بليه_ماشى يابلية منتظر اشوفها عروسه ،يلا إلحق قوم بمهمتك
بلية متوجهاً ليحضر أدواته _فُريرة يابيه
التفت الصقر ليعود ادارجه إلى المركز فوجد من تصطدم به دون عمد
فقال هو بأسف يغض بصره وخاصه أنه رآها دون حجاب وترتدى فستان يصل إلى ركبتيها _أعتذر جداً لحضرتك
رفعت رأسها إليه فأستغربت أنه لا ينظر إليها لكنها عرفته فقالت بتذكر _ أنا شفتك قبل كده صح
تنحنح هو فهو لم يرها من قبل_ احم،أسف معتقدش
قالت هى بإبتسامة_إنت المقاول اللى بيعمل الفرع الجديد لدادى مش كده!!
صقر وقد فهم أنها ابنة مدير شركة السياحة وتنهد بضجر كيف لوالد مسلم مسئول عن أهله أن يترك ابنته تخرج بهذا الشكل المخزى لكنه لم يظهر ضجره ذاك_اها حضرتك بنت باشمهندس ذكى ،اهلا بحضرتك
ياسمينا بتلقائية_يس انا ياسمينا وحضرتك ،تقريبا اسمك ممم صقر مش كدا
صقر بجديه_اه ،معلش أنا لازم أستاذن ،وسلامى لوالدك
ياسمينا باستغراب من تصرفاته ففى العادة يتعمد الرجال إطاله الحديث معها ولا يحيدون نظراتهم المعجبه عنها ،لكنه لم ينظر لها قط سوى نظرة خاطفه وانهى الحديث قبل ان يبدأ
تتبعته بأعينها حتى دخل المركز ثم رفعت هى كتفيها بعدم فهم لتصرفاته واستقلت سيارتها وغادرت
_
دخلت غرفتها فامتعض وجهها عندما وجدتها لم ترتدى بعد فقالت بضجر_ميرا ،إيه ده لسه ملبستيش ،اخلصى يابنتى
قامت من مكانها بتثاقل_يابنتى مستعجلة على إيه ،هيه المستشفى هتطير
لوت سلمى فمها بتبرم_يوووه ياميرة انا مش قلت لك هطلع البس وانتى كمان اجهزى ،طالما مش عايزة تروحى خلتينى ألبس دلوقتى ليه؟
أخفضت أميرة صوتها _أصل بصراحه مستنية لما عادل ينزل مش عايزاه يجى معانا
رفعت سلمى حاجبيها وأغمضت عين وفتحت الاخرى_غريبه أول مرة تقولى كده ،مالك إنتوا اتخانقتوا؟
جلست أميرة على طرف الفراش بحزن_مبقتش طايقه تصرفاته يا سلمى ،عمره ما عاملنى ولا هيعاملنى كويس أبداً ،أنا اتحملته كتير قلت يمكن يتعدل ،بس الظاهر مفيش حاجه نافعه معاه
سلمى لتخرجها مما هى فيه_يابنتى كبرى منه ،قومى قومى خلينا نفك الجبس ونتفسح شويه ونخربها ونقعد على تلها 😂
ضحكت أميرة_والله انتى مليش حل ،اللى يسمعك بتقولى كده يقول علينا إيه
جلست سلمى على الفراش واضعه قدماً فوق اخرى _اللى يقول يقول محدش يهمنى طالما مش بعمل حاجه غلط
هزت أميرة رأسها وقالت وهى تدفش سلمى من الفراش_طب اتفضلى يلا ورينى عرض كتافك كده علشان ألبس
ادعت سلمى الضيق_إيه ده بتطردينى من أوضتك يا ميرا ،ثم أكملت باسلوب كوميدى مضحك وهى تضع يدها على قلبها _
قلبى الصغير لا يتحمل اااه
فشلت أميرة فى كبت ضحكاتها فضحكت بصوت عالٍ_إنتى بجد فظيعه
تجهزت الفتاتان وتوجهتا للخارج بعدما استأذنت أميرة من أمها فوافقت
كانتا تسيران فى الطريق فوجدتا من يقترب منهن والغضب يتطاير من عينيه كحمم بركانية_رايحة فين منك ليها،وازاى تخرجوا من غير إذنى
ردت عليه سلمى بغضت_مش محتاجين إذن منك ،إحنا استأذنا من عمتى ،فإبعد بقا من طريقنا ،ويلا روح شوفلك كافيه اتلأح فيه
رد عليها عادل بغضب وصوت منفعل مزمجر_إنتى اتجننتى يا متخلفه انتى ،ازاى تكلمينى بالطريقه دى
سلمى لاستفزازه_ليه انت مين يعنى علشان اكلمك باسلوب افضل من كده ,انت مجرد واحد فاضى لا شغله ولا مشغله
وصل غضب عادل إلى أقصاه ورفع يده ليهم بضرب سلمى
شهقت الفتاتان وانكمشت فى بعضهما البعض ،فلم تكن سلمى تتخيل أن يحاول عادل رفع يده عليها مهما كان واغمضت اعينها خوفاً لاول مرة منه فهى فى الشارع والامر لن يكون جيداً على الاطلاق أمام الناس
الا أن يداً مدت لتحيل بينهم وتمسك بيد عادل ويقول بعتاب_انت بتهبب ايه يا عادل ،فى حد يعمل كده مع بنت وفى الشارع وقدام الناس
نفخ عادل بغضب _هيه اللى استفزتنى بكلامها ولسانه اللى عايز قطعه
سلمى بعدما استعادت شجاعتها _ان شاء الله انت مش انا
أسامة معتذراً للفتاتان_معلش يابنات،شوفوا رايحين فين ،اتفضلوا
إلا أن عادل رفض أن يتحركوا من مكانهم الا بعد أن يعرف اين تتجهان
أمسكه أسامة من ذراعه_عديها بقى يا عادل ميصحش كده الناس تقول إيه
عادل ناظراً لسلمى بعند وتحدى _مش قبل ما اعرف رايحين فين؟
أميرة بحزن وصوت أشبه بالبكاء _رايحين المستشفى نفك الجبس ،ارتحت ولا لسه عايز تلم الدنيا علينا فى الشارع أكتر يا عادل
أمسكت سلمى بيد أميرة تضغط عليها حتى لاتبكى وقالت هامسة لها _خلاص يا ميرا علشان خاطرى اوعى تبكى
أما أسامة فلكز عادل فى جنبه وابعده عن الطريق حتى يفسح المجال للفتيات للعبور
أمسكت سلمى بيد أميرة وانطلقتا فى طريقهن
أما أسامة فقال مصاباً بالضجر من أفعال عادل معهم_اقسم بالله عيل ما بتفهم ،بقى حد يعامل بنتين زى النسمة بالاسلوب ده ،إيه ياخى
قضب عادل ما بين حاجبيه _ده اللى عندى وان كان عاجبهم
أسامة بإستغراب _ اما انت غريب يا اخى ،اللى يشوفك بتاعملهم كده ،ميشوفكش وانت بتكلم سوسو ،وباهى فى التلفون ،وحاجه أخر سهوكه
دفشه عادل بعيداً_وانت ياغبى عايزنى أشبهم بسوسو وباهى والبنات اللى مصاحبينهم ،دى أميرة وسلمى ضفرهم برقبه البنات دى كلها
ضرب أسامة كفاً بكف_والله ما بقيت فاهمك ،ولما هما كده ،بتعاملهم المعاملة الطين دى ليه
عادل بعند_هو كده مزاجى كده وحل بقا عن سمايا
أسامة بضجر وهو يعود لمكانه مرة أخرى على حافة الطريق يتمازح مع المارة وخاصه من الفتيات اللاتي تبدين استعدادا لتقبل ذلك المزاح .
_
حرك جفون أعينه ومن ثم رمش بأعينه عدة مرات وهو يتمتم بخفوت _مريم ...مريم
هبت مريم واقفه واتجهت نحوه تكاد يغشى عليها من الفرحه _بلاااال.. انت فوقت ،بلال سامعنى انا مريم زوجتك وحبيبتك أنا معاك اهو يا بلال
فتح بلال أعينه فرآها بصورة مشوشه ولم يتحمل الضوء فأغلقهما ثانيةً ومن ثم فتحهما مرة أخرى وما زال يردد _مريم إنتى هنا
لتمسك مريم يده وتضغط عليها بحنو بالغ وكأنه طفل رضيع تخشى عليه من الهواء الطائر كما يقولون _انا معاك ،يا بلال ،أنا جنبك يا حبيبى
وفجأءة وبدون مقدمات قام بلال من مكانه فزعاً _مريم ...مريم إنتى فين
وما أن وجدها امامه حتى عانقها عناقاً شديداً_وحشتينى أوى يامريم
ثم بعد برهه ابعدها قليلا هو يتفحصها بعينيه ويديه_مريم إنتى كويسه؟
عملوا فيكى حاجه!!،قوليلى يا مريم ،أنا كنت هتجنن والزفت ابن الدهشان بيمد إيده عليكى،اقسم بالله لاكسرله دراعه اللى اتمدت دى
استغربت مريم كلامه لكنها قالت فرحه بإستيقاظه_أنا كويسه ،يابلال الحمد لله مش فيا حاجه
طرق صقر الباب ،فلقد جاء للاطمئنان على مريم وبلال بعد أن اوصل مودة الى المنزل لترتاح كما طلب منها الطبيب
دخل بعد أن سمع إذن بالدخول ،ليتفاجىء ببلال يجلس محيطاً مريم بذراعي٨ه ليقف محله من الصدمة والفرحه معاً_بلاال ،مش معقول ،،الحمد لله يا رب أخيراً فوقت
ارتمى الصديقان بين يدى بعضهما فى عناق شديد مطول
صقر_حمدا لله على سلامتك،طولت الغيبه ياعم
رمقه بلال بإستغراب _غيبة إيه يابنى هوا أنا فضلت تعبان كم يوم يعنى أسبوع !!
صحيح يا صقر انا مش عارف اشكرك إزاى،أكيد إنت اللى جيت لحقت مريم من إيديهم وجبتنى على هنا وانقذتنى
نظر صقر له بعدم فهم _لحقتها من ايدين مين مش فاهم
بلال بغضب_من ايدين الكلب اخوها والحيوان التانى اللى إسمه بدير ،اه لو وقعوا تحت ايدى وربى ما هرحمهم ،ده انا نفسى اشرحهم زى فئران التجارب كده
حملق الصقر فى مريم بزهول ،حيث أنه بدأ يفهم شيئاً فسأل بلال _بلال ،انت فاكر انت نمت هنا فى المستشفى،قد ايه؟
فكر بلال فهو لا يعرف حقيقه_ممم مش عارف بس ممكن اسبوع ،يعنى الطلقه كانت فى منطقه حساسه وربنا الحمد لله نجانى منها
تصنمت مريم محلها وهزت رأسها لصقر بإستفسار
فسأله صقر سؤال آخر_بلال ،انت فاكر يحيى!!!
ضيق بلال ما بين حاجبيه _يحيى!! معرفش حد بالاسم ده ،المهم ياصقر شوف الدكتور ،علشان اخرج من هنا ،ضحك قائلا _رغم انى دكتور إلا إنى مبحبش رقدة المستشفيات دى
تنهد صقر بأسى فصديقه لا يذكر شيئاً عن ما فات ،لايذكر أنه استيقظ فاقدا للذاكرة، لا يذكر يحيى الذى كان هو نفسه ، وكأن الزمن عنده توقف عند لحظة إطلاق بدير وجمال عليه النار فلا يذكر شيئاً آخر
فقال لكى يذهب يسأل الطبيب عن حالته_حاضر هروح أشوف الطبيب وارجعلكم،ثم أشار لمريم بعينيه لطمئنتها
ما أن خرج صقر حتى قال بلال لمريم _حبيبتى تعالى اقعدى جنبى ،مالك واقفه بعيد ليه
ابتسمت مريم له وحمدت الله علي رجوع زوجها لها وتذكره إياها ولا يهم أى شىء آخر
_
فى مكتب الطبيب
اخبره صقر بكل ما لاحظه على حالة بلال فقال الطبيب_ذاكرة بلال توقفت عن لحظه ضربه بالنار وبس ،يعنى مش فاكر اى حاجه بعدها
صقر بعدم فهم_يعنى ايه يادكتور،ممكن يدخل فى غيبوبه تانى!
الطبيب_لا ده أمر مستبعد
صقر _طب إيه؟
الطبيب بهدوء _ولا اى حاجه ،حمدا لله على سلامة دكتور بلال
صقر بعدم استيعاب_يعنى ايه يادكتور ،بقول لحضرتك مش فاكر يحيى مش فاكر ايه اللى حصل من كم يوم!!!!
الطبيب_عارف يا استاذ صقر ،مع الوقت لما اعصابه المشدودة تهدى هيفتكر لوحده كل حاجه ،الصبر،كل حاجه هترجع لاصلها بالصبر
تنهد الصقر براحة _تمام ،شكرا لحضرتك يا دكتور ،يعنى يقدر يخرج من المستشفى!!
الطبيب_افضل يخليه يوم ولا اتنين هنا تحت الملاحظة وبعدين اكتبله على خروج
صقر_اللى حضرتك تشوفه يا دكتور
_
بعد يومان
اتصل عرفه بياسمينا التى كانت مستلقاه على بطنها على فراشها تقلم اضافرها بالمبرد ،أمسكت الهاتف ووضعته على اذنها وأكملت برد أظافرها _هاى آنكل ،ايه الاخبار
عرفه_كله تمام يا ياسو بكرة الصبح جهزى نفسك للعملية ،اخدتى الادويه والحقن اللى قلتلك عليهم ؟
إعتدلت ياسمينا فى جلستها وقالت بفرحه_بجد يا آنكل،اه اخدت كل حاجه زى ما طلبت
عرفه بقلق_طيب وذكى هتقولى له إيه ،ياسو العملية محتاجه بعدها إنك متتحركيش من السرير لمدة ٣شهور على الاقل
ياسمينا بلا مبالاة _ايزى يا آنكل ممكن افضل عندك بالمركز ،واقول لدادى إنى مسافرة اى بلد برا
فكر عرفه قليلاً_لا مش هينفع فى المركز ،الكل يعرفك هناك ،بصى أنتى هتيجى عندنا الفيلا ونقول لفيرو انك تعبانه شويه ومش عايزة ذكى يعرف علشان ميقلقش عليكى وهجيب لك ممرضه تهتم بيكى ،بس الحساب هيزيد
ياسمينا _ اوك أنكل أنى كنت هسحب فلوس من دادى بحجه السفر وهعطيهم لك
عرفه و لمعت عيناه بسبب ذكر الاموال التى أطاحت بعقله وضميره بعيداً _تمام ،جهزى الدنيا عندك وتعالى بكرة الساعه اتنين الظهر ،هعملكم العملية مع بعض
ياسمينا _اوك أنكل
___
أصر بلال أن يخرج من المستشفى ليطمئن على مودة ويسلم عليها وخاصه بعدما علم بامر العملية
وأيضا قدمت هنا وزوجها للوقوف جوارها فى هذه اللحظه
وكذلك أميرة وسلمى اللتان كانتا خائفتنان للغايه على مودة
أمسكت أميرة وهنا بيد مودة قائلات_مودة حبيبتي ربنا معاكى يارب
مودة بهدوء_ايه يابنات مالكم خايفين ليه كده ولا أكنكم انت اللى هتعملوا العمليه مش أنا ،ان شاء الله خير ،ادعولى بس
اميرة_بندعليك والله دايما يا مودة،ربنا ييسرلك امرك يارب وترجعى لينا بالسلامة
مودة _يارب
بلال_مودة ،اطمنى كله هيكون تمام متخافيش
مودة_باذن الله يا دكتور
أيمن _مدام مودة ،تقومى بالسلامة أن شاء الله
مودى_شكرا لحضرتك يا استاذ ايمن
اقترب الصقر من مودته محيطا رأسها بيده ناظراً فى عينيها بحب وخوف_حبيبتى ،تقوميلى بالسلامة ،عايزك تهدى خالص ومتخافيش ،لو تحبى ادخل معاكى أوضة العمليات أنا معنديش مانع
مودة_لا لا ،ياصقر ،لو شفتك واقف معايا ،هعيط
ضحك الصقر_تعيطى!!! ده انا بقول هاجى معاكى ادعمك تقولى هتعيطى!!
ضحكت مودة_اه أصلى هشوف على وشك ملامح التأثر فمش هتحمل
صقر مقبلاً ناصيتها_لا أن كان كده استنى برا ،منتظرك يا احلى حاجه فى حياتى ،فى امان الله ,لا إله الا الله
مودة_محمد رسول الله
جاءت الممرضات _يلا يامدام الدكتور مستنى برا،فذهبت مودة معهم بينما كان صقر ممسكاً بيدها يأبى تركها
اقترب منه بلال_سيبها يابنى ،الناس منتظرة جوا
تنهد صقر وترك يدها على عينه ،فرتب بلال على كتفه_ان شاء الله هتقول بالسلامة متقلقش ،يلا تعالى نصلى العصر وندعيلها
مشى معه صقر وكذلك أيمن الى مصلى الرجال
بينما انتظرت الفتيات الاربعه على المقعد بالخارج ،داعيات الله أن تمر بالعملية بسلام
__
على الصعيد الاخر
كانت ليان تقف مع ياسمينا امام غرفه اخرى تؤدى لغرفه العمليات نفسها التى ستكون بها مودة
ليا بخوف_ياسمينا ،انا خايفه ،ما ترجعى عن اللى فى دماغك إحنا لسه فيها
ياسمينا بلا مبالاة _ايه يابنتى ،بعد كل الاستعدادات دى ارجع ،ده آنكل ،عطانى كمية أدويه وحقن مشوفتش زيها فى حياتى
ليان برجاء _ياسمينا,بليز انتى مش مضطرة تفتحى بطنك ،بليز تعالى نتبنى طفل بليز ياسو
ياسمينا بهدوء _ليا متخافيش ،انكل عرفه وعدنى أنه مش هسيب اى اثر للجراحه خالص
زفرت ليان_ياسو مش ده اللى اقصده ،بليز ياسو بليز يلا نمشى انا مرعوبه عليكى
ياسمينا فهى لا تخشى العمليات_دونت ورى ليا ،اهدى
جاء عرفه وأخذ ياسمينا_يلا ياسو ،علشان هنبدأ
ياسمينا مودعه ليان_باى ليا
ليان وهى تقضم أظافرها من الخوف_باى ياسو
انا(يا مرك يا مهجة😨)
