رواية لاتتحدى الصقر الفصل السادس6بقلم اسماء عبد الهادي

رواية لاتتحدىالصقر 

الفصل السادس

بقلم اسماء عبد الهادي


إنبهت لأصوات طرقات على باب شقتها قطع سكون الصمت التى كانت تجلس به

 ،وضعت مصحفها فى مكانه بداخل المكتبه الصغيرة التى تحتل إحدى زوايا الردهه 

وأرتدت عبائتها وإتجهت نحو باب الشقه لتفتحه رفعت حاجبيها بإستغراب_هنا !!! تعالى إتفضلى 

كانت هنا ترسم تعابير ضجرة على وجهها 

فقالت مودة ومازالت علامات الدهشه على وجهها _هنا غريبه أول مرة تصحى بدرى كده!


جلست هنا وهى تزفر بضيق _أيمن صحانى 

##

قصت عليها ماحدث

____

كانت نائمة فى فراشها كعادتها تنام لقرابة الظهر ،

وكان أيمن يستعد للذهاب الى عمله ،أنهى إرتداء ملابسه وبحث عن جوربه لكنه لم يجد سوى فردة واحدة ،فبحث عن آخر فلم يجد أيضاً سوى فردة واحدة ،فإضطر لأن يُشعِل إضاءة الغرفه كى يتمكن من البحث جيداً ،الامر الذى أدى إلى إستيقاظ هنا بمجرد إشعال الاضاءه لتقول بصوت ناعس بينما هو لم ينتبه لإستيقاظها بل كان منشغلاً بالبحث عن جورب ليرتديه لكى يلحق بعمله  _أيمن !!هيه الساعه كام دلوقتى؟

إلتفت إليها _الساعه ٧ ونص ويادوب ألحق الشغل

لتزفر بضيق وتعبس تعابير وجهها_كده يا أيمن تصحينى بدرى كده 

قال ومازال يقف جوار الدُرج المخصص للجوارب _معلش يا حبيبتى إضطريت أفتح النور ،علشان أدور على شراب ألبسه ،معقوله مش لاقى ،كله فردته مش موجوده 


لتقول هنا بنعاس_ هتلاقيهم فى الدرج الخاص بشراباتى


ليرمقها بإستغراب_وشراباتى بيعملوا عندك إيه!!!

وفتح الدرج الخاص بها فوجد ضالته فعلاً 


قالت بإدعاء البراءه_عادى يا أيمن،إيه المشكلة لما ألبس شراباتك 

 قال وهو يجلس على حافه السرير يرتدى جوربه_ فردة وفردة يا هنا!!!!

هنا _دى الموضه يا حبيبى الفاشون 


رفع حاجبه بإستنكار متجهاً نحو خارج الغرفه واضعاً يده على زر الإضاءه وقال وهو يضغط عليه يغلقه_طيب نامى يا حبيبتى كملى نوم ،فاشون إيه ده اللى فردة وفردة ورجالى كمان

___

عودة للوقت الحالى

##

هنا _معرفتش أنام بعدها ،فقلت أجى أقعد معاكى .


لتقول مودة بإستغراب فهى ليست معتادة على ذلك _طيب ايمن مين بيحضرله الفطار


هنا بلامبالاه_بيفطر فى الشغل عادى مع أصحابه


مودة بجدية_طيب ليه يا هنا مش تصحى بدرى تحضرى الفطار لزوجك تفطروا سوا ،بعدين هوا يروح شغله وإنتى ممكن تكملى نوم عادى 


هنا بتبرم _أولا أنا مش بفطر ،ثانياً لو قمت مش هعرف أنام تانى ،ثالثاًايمن اتعود على كده ،يقوم الساعه ٧يجهز نفسه وينزل ٧ونص 


رفعت مودة كتفيها_دى حياتكم وإنتوا أحرار فيها طالما الوضع ده مناسبكم، تمام 

،لكن أنا معرفش أسيب صقر يمشى من غير ما أحضرله الفطار بنفسى وأودعه وهو ماشى.


فى هذه الاثناء سمعتا جرس الباب فقامت مودة لترى من الطارق فوجدتها السيدة حسنيه

حسنية ببسمة عريضه وهى تخط قدمها للداخل_صباح الخير يا مودة ،أقدر أدخل 


مودة وهى تغلق الباب_ما حضرتك دخلتى خلاص ،اتفضلى ،صباح النور 


جلست حسنية جوار هنا والتى ما إن رأتها حتى قالت وهى تمط شفتيها_هنا أول مرة تصحى بدرى ،لا إنتى كده هتتحسدى 


لتنظر هنا بإندهاش نحو موده فاتحه فمها ،كيف عرفت تلك السيدة بالأمر 

لتضع مودة يدها على فمها تضحك ومن ثم تقول وهى تقوم من مكانها متوجهه نحو المطبخ _هتجيب حاجه ساقعه نشربها 


ذهبت الى المطبخ وأحضرت واجب الضيافه وقدمته لحسنية وهنا_إتفضلوا 


حسنية ببسمة متفحصة لمودة وللشقه بأكملها_عقبال ما نشرب موغات المولود إن شاء الله 

إبتسمت لها مودة بمجاملة _إن شاء الله 

أرادت حسنية أن تدخل فى الموضوع الذى جاءت من أجله سريعاً_ بقولك إيه يا مودة يابنتى ،أنا فى زبون كلمنى بخصوص الشقه اللى جنبكم ،ومستعد يدفع المبلغ اللى تتطلبوه 


 مودة  _اه يا طنط بس الشقه دى بتاعة مريم 


حسنية_بس إنتى شايفه مريم بقالها ٣سنين فى المستشفى ومحدش عارف مالها 


لتنظر مودة إلى هنا ويكتسى الحزن وجهها وتقول بصوت يجاهد فى التماسك_هتخف وهتقوملنا تانى بالسلامة أنا واثقه فى قدرة ربنا


لتمد هنا يدها نحو يد مودة تربت عليها بحنان وتنظر لها برجاء أن تصمد 


حسنية بلا مبالاة_ما هى عندها شقة زوجها ،ولا إيه لسه محتاجه الشقه دى فى إيه ،الزبون اللى أنا جايباه ،لقطه ويدفعلنا ،قصدى يدفعلكم شىء وشويات


مودة بضيق_أنا أسفه يا طنط ،شقه مريم مش للبيع 


حسنية والفضول يتآكل منها_بس لو تقولولى مريم جرالها كده من إيه وفين زوجها ده ،ليكون شافله شوفه تانية والبنت يا حبة عينى ما إستحملتش، أه ما هو الرجاله مالهمش أمان 

ليضيق بمودة ذرعاً من هذه السيدة فهى تسىء لرجل ميت بدل من أن يترحموا عليه 

فتقول هنا لتنهى الموضوع وخاصه عندما وجدت سحابة الحزن الداكنة تغمم على وجه مودة _تمام ياطنط ،مودة هتسأل زوجها وترد على حضرتك ،ماهو لازم تستأذن زوجها ولا إيه 


لتقول حسنية بإقتناع_معاكى حق،وخصوصاً الاوستاذ صقر ده عصبى ومعندوش تفاهم ،وماله يا مودة شورى زوجك وأنا منتظرة ردك  وقامت من مكانها_يلا فوتكم بعافيه 

لتتنهد هنا براحه لذهابها وتذهب معها نحو الباب_ما بدرى ياطنط ،ما إنتى قاعده معانا 


حسنية _لا يا دوبك أشوف ورايا إيه 


لتغلق هنا الباب بعدما ترحل حسنية وتذهب إلى مودة التى تجلس بحزن 

 فتقف جوارها وتضع يدها على كتفها _معلش يا مودة متزعليش نفسك ،هيه متعرفش إن بلال زوج مريم مات 


لتتنهد مودة بحزن_الله يرحمه 


لتقول هنا لمحاولة إسعادها_خلاص بقا يا مودى ،إبتسمى علشان خاطرى إنتى بتتعبى لما بتزعلى 


لتقول مودة بصبر_الحمد لله 


بعد فترة

 يرن هاتف مودة معلناً عن مكالمة فيديو من صديقاتها بالجامعه فتأخذه وتفتح المكالمة بإبتسامة واسعه_أهلا بالأندال ،وحشتوووونى جدا 

لتقول سلمى والتى تقف بجوار أميرة ينظرون معاً عبر الشاشه _والله يا مودة عايزة أكلمك من زمان ،بس الاستاذة أميرة بتقولى لا الوقت ممكن مش يكون مناسب وزوجها فى البيت 

لاقول أميرة_أه أتحرج أكلمك وزوجك معاكى 


لتبتسم مودة _مفيش مشكلة ،أخباركم إيه وحشتونى اوى

سلمى_إحنا بخير الحمد لله،إحكى لنا أخبارك إيه 


أميرة_وأخبار مريم إيه يا مودة،طمنينا عنها 


لتتنهد مودة_زى ما هيا يا أميرة مفيش تقدم فى حالتها 

أميرة _ربنا قادر على إنه يرجعلها لينا بالسلامة باذن الله 

مودة _يارب 

لتجلس هنا إلى جوار مودة فتظهر فى الشاشه وتقول بإبتسامة _ازيكم يابنات ،حذروا أنا مين  


لتقول سلمى بسرعه_أكيد هنا ،جارة مودة ،مودة بتعزك جدا


هنا وهى تنظر لمودة _بحب وأنا كمان بحبها جدا جدا وربنا اللى يعلم 


أميرة_إزيك يا هنا ،سعيدة إنى شوفتك 

هنا_أنا أسعد حبيبتى ثم قالت بتخمين_إنتى أميرة صح؟

أميرة _صح ،عرفتى مين 

هنا_مودة دايما بتحكيلى عنكم فتقريباً كده عرفتكم وحبيبتكم من قبل ما أشوفكم 

أميرة_أحبكِ الله يا حبيبتى 

سلمى_أهلا بيكى فى شلتنا المتواضحه يا نانا بدلعك أهو 


لتقول مودة_أهى هنا بالظبط فى نفس جنان وعناد  سلمى ،نسخه من بعض 

لتقول سلمى بمزاح_بقولك إيه ياهنا ،هاتى رقمك ،علشان نتكلم براحتنا بعيداً عن العقدتين دول 

وتستمر الاربع فتيات فى الثرثرة فترة...

______

فى فيلا ذكى

كانت تستعد للخروج ،إرتدت زياً رسمياً خليط من اللونين الابيض والرمادى وأرتدت فى قدمها حذاءاً أبيضاً مدبباً

وتركلت لشعرها العنان بعدما جعلته مموجاً وليس مسترسلاً هذه المرة ،ومن ثم لفت ايشارباً خفيفاً حول عنقها بطريقه جذابة مما أعطى لها إنطباعاً جدياً وجذاباً فى نفس الوقت( ملناش دعوى يابنات إحنا محجبات ،ربنا يثبتنا)

دخلت دادة عفاف عليها الغرفة ،تحمل فى يدها كوباً من العصير الفريش  _طالما مصرة تخرجى من غير فطار يبقى إشربى العصير ده 

لتنظر ياسمينا إلى الكوب بتبرم_مش لو كان فنجان قهوة يا دادة كان هيكون أفضل 


لتقول عفاف بلهجة صارمة_من غير فطار لا 

لتبتسم لها ياسمينا_ماشى يا دادة مش هكسفك،تسلميلى  ،وتناولت منها الكوب لتشربه 

ثم تناولت حقيبتها لتضعها على كتفها_يلا يادادة سى يو ،رايحه لذيكو الشركة بقالى فترة مشتغلتش 


عفاف _ربنا ييسر لك طريقك يابنتى 

 لتقبلها ياسمينا من وجنتيها_لف يو ،باااااى 

______

بداخل الشركه

كانت تجلس فى مقابلة والدها الذى كان فرحاً بقدومها_روح قلب بابى منورة الشركة كلها 


ياسمينا بإبتسامة صافية_قررت النهاردة إنى أرجع الشغل من فترة مجتش 

ذكى_ياروحى إنتى تبجى فى أى وقت إنتى عايزاه


لتطرق السكرتيرة الباب وتقول_ذكى بيه ،مستر هانى عايز يقابل حضرتك

أشار لها بعينيه_خليه يتفضل

ليدخل هانى _رجل فى الاربعين من عمره_ ويسلم على ذكى ماداً يده نحو _ مستر ذكى  ،أخبار حضرتك

ليلتقطها ذكى_الحمد لله ،ازيك حضرتك مستر هانى ،إتفضل أقعد 

ليقول هانى ب بإبتسامة عريضه وبأعين زائغة نحو ياسمينا الذى تجلس قبالته والتى لم يستطع أن يزيح بصره عنها _مين القمر ده يا مستر ذكى 

ثم مد يده نحو ياسمينا _إزيك يا قمر 

لترفع ياسمينا يدها نحو يده _اهلا بحضرتك 

 ليلتقطها هوا ومن ثم يقبلها فى إعجاب شديد 

ذكى بهدوء_دى ياسمينا بنتى مديرة العلاقات العامة هنا فى الشركة

ليقول هانى بإنكشاح وعينه لا تنزاح عن ياسمينا_مكنتش أعرف إن هحضرتك عندك بنت بالجمال ده دى تقول للقمر قوم وأنا أقعد بدالك 


لتزفر ياسمينا بضيق من نظرات هذا المعتوه فتقوم من مكانها_بابى ،هروح أنا أتابع شغلى عن إذنكم 

ليتبعها ببصره قائلا ً بنظرة حزينه_مستعجلة على إيه بس ملحقناش اتعرفنا 


ياسمينا بضيق_ سورى ،مرة تانيه

_____


تعتلى الصدمة تقاسيم وجهه  إثر كلمات صقر  المباغته فهو لا يصدق ما يقوله 

ليتنهد صقر _ممكن تهدا يا يحيى وتقعد  وأنا هفهمك كل حاجه 


ليقول يحيى بعدم إستيعاب_ياريت تفهمنى 


صقر وهو يتذكر ما حدث فى الماضى منذ ٣سنوات تقريباً 

##


سمع طرقات على  باب المنزل بينما كان يجلس مع مريم على مائدة الطعام، فاستغربا من سيأتيانهما فى ذلك الوقت قام بلال من مكانه وقال ببسمة لمريم _هشوف مين ،ممكن يكون صقر 

،لتنظر مريم  بتساؤل تفكر من الذى يطرق الباب ،قلبها غير مرتاح ابدا وحدسها يخبرها ان هنالك شيئا سيئاً سيحدث 


قامت من مكانها لتلحق به تقف بعيدا نسبياً عن الباب لترى من الطارق 

فتح بلال الباب فوجد رجلان يرتديان ملابس صعيديه ووجوهمها لا تنذر بخير أبداً ،كان بلال يعرفهما جيداً ،توجس فى نفسه خيفه منهم ولكنه جاهد ليكون ثابت وفتح فمه ليتحدث فوجد من يقبض على ملابسه ويدخله عنوة للداخل والاخر يغلق الباب جيداً 

صرخ فيه بلال بحدة_هو فى ايه انت اجننت ازاى تمسكنى بالشكل ده 

___

بمجرد أن رأت مريم القادمين وطريقه  إمساكهم لبلال حتى ضربت على وجهها بيدها وهى تقول بهلع_يا وقعة سودا ،جمااال اخوى  وبدير  ولد دهشان هنا ، عديها على خير يارب وجرت سريعاً نحو غرفه النوم لتجلب هاتفها وتهاتف الصقر 

____

اشهر جمال سلاحه بعدما ترك ملابس بلال قائلا بصوت مخيف_وعايزنى اعاملك كيف عاد بعد عملتك السودا ،انت ومقصوفه الرجبة (الرقبة) اللى جوا)

ليقول بدير شاهراً سلاحه هو الاخر فى وجه بلال _إتشاهد على روحك إحنا جايين نغسلوا شرفنا  اللى دفنته مريم فى الطين 

رغم الزعر الذى اصاب بلال وهو يرى السلاحان المصوبان نحوه ورغم انه يعرف تهورهما وأن بإمكانهم قتله بكل سهوله ودون ان يهتز لهم جفن حتى، لكنه قال بحدة خوفاً على مريم _اللى هليمس شعرة واحدة من مريم مش هيحصلوا كويس ،انا بحذركم 


ضحك جمال بقوة_لا وليك عين تتكلم بعد عملتكم السودا دى 

رمقه بلال بتساؤل _عاملة إيه إللى بتتكلموا عنها دى ،ممكن تتفضلوا تبعدوا السلاح ده خولنا نتكلم بهدوء 


وضع بدير سلاحه على وضع الاستعداد وبدا متحمساً لفكرة إطلاق النار على بلال فى اى لحظه وهو يقول_انتهى وقت الكلام وجه وقت التنفيذ ،عارنا لازمن ندفنوه لإيدينا ،كده ولا إيه يا جمال 

أكد جمال الامر وأشار له بعينيه ،ابتلع بلال ريقه ورجع للخلف بحذر شديد وهو يقول_استنوا بس انتوا فاهمين غل...

لم يكمل كلمته لانه خر على الارض صريعاً بعدما أطلق عليه بدير رصاصة بندقيته حتى إستقرت فى رأسه تماماً


___

كانت مريم تهاتف صقر _ايوة ياصقر،إلحقنا بسرعه اخوى جمال عرف طريقى وجه على هنا ومعاه بدير بن الدهشان،ارجوك تعالى بسرعه خايفه يعملوا حاجه فى بلا...

قطعت كلماتها عندما سمعت صوت طلقة ناريه تعرف وجهتها جيدا وخاصة عندما سمعت صراخ بلال قبل أن ينقطع نهائياً ،فصرخت بقوة _بلاااااااال وتركت الهاتف ليسقط ارضاً ويتهشم الى قطع صغيرة

على الجانب الاخر سمع الصقر لصراخها باسم بلال فوقع قلبه فى قدمه وهرول سريعا نحو سيارته ليلحقهم.

لتجرى هى  بسرعه إلى الردهه وقد تناست وضع حجابها على شعرها من هول الموقف التى هى به 


وصلت الردهه لتجد  اخيها وبدير يقفان فى انتشاء عجيب من فعتهم وبلال ملقى على الارض والدماء تنفجر من رأسه فجرت نحوه كمن اصابه مس من الجنون  وهى تصرخ بإسمه_بلاااال ،لاااااا ،صرخت بأعلى صوتها وكل  قوتها جثت على قدميها تحتضن رأسه بيديها وتضعها برفق فوق ارجلها فتلطخت ملابسها بالدماء التى تخرج من رأسه  _بلااال ،لاا ارجوك رد عليا ،،،أنا مريم سامعنى 

فتح اعينه بوهن شديد لتكون هى أخر شىء تقع أعينه عليها قبل أن يغلقهما للابد وقال بصوت ضعيف_مر...يم..خدى..

لم تستطع سماع كلماته الاخيرة بسبب سحب أخيها إياها من شعرها حتى كاد أن يقتلعه من جزوره يوقفها أمامه عنوة فصرخت بألم وعينها على بلال الذى أغمض عينيه مرة اخرى فقال جمال بقسوة_تعالى هنا يافاجرة بقى تهربى من دارك وتسيبى بلدك يوم فرحك  علشان عشيجك ده ،افرحى بيه بقى جثه ولا تسوى 

لتحاول مريم الخلاص من يده حتى تعود إلى بلال ومحاولة الاطمئنان عليه وإسعافه _إبعد عنى ،أنا لازم ألحقه 

لطمها جمال عدة لطمات متتاليه على وجهها وهو يقول_ وليكى عين تتحدتى.

أدت تلك الضربات  إلى خروج الدم من أنفها وفمهاا ،لكن ألام تلك اللطمات لم تكن موجعه بقدر وجع قلبها وخوفها على بلال الراقد بين دماءه ولا تستطيع إنقاذه 

أدت تلك الضربات على وجهها إلى سقوطها أرضاً فحاولت أن تزحف بيدها حتى تصل لبلال وهى تصرخ بإسمه_بلال،متسبنيش انقذنى منهم يابلال 

وكأن سماعه لاسمه من فمها يعيد إليه روحه من جديد فجاهد لفتح عينيه بضعف فلم يستطع لكنها إستطاعت رؤية جفونه تتحرك فصرخت بفرحة لكونه مازال على قيد الحياة ويمكن إنقاذه _الحمد لله _بلاااااااال ،متسبنيش

إلا أن بدير أمسكها من يدها ليبعدها عن بلال بالقوة_تعالى هنا ياجليلة الرباية ، ولطمها على وجهها مرة اخرى لتصرخ بألم ويقول هوه بشراسه_بجى أنى تهربى منى يوم الفرح ،أنى هعرف أربيكى صوح وقال لجمال  وهو مازال ممسكاً بيد مريم بقوة_بينا ياجمال نعاود على بلدنا بسرعه،وحسابى  مع أختك هناك مش إهنه 


إتجه جمال ناحية الباب ليفتحه بينما سحب بدير يد مريم التى كانت تقاومه بشدة كبيرة لكن أنى لها تلك القوة أمام ذلك الرجل الهمجى الذى يشبه جسده وقلبه حائط متين لا يلين أبدا 

فقالت مريم برجاء ودموع بقلب مكلموم على ذلك المغطى بالدماء والتى اصبحت كبركه يسبح بها_أحب على يدك يا خوى،خلينا نلحجه الاول وبعدين أعملوا فيا اللى انتوا عايزينه 

صرخ بها جمال_إمشى من سكات بدل ما أفرغ الطبنجه دى  فى نافوخك إنتى كمان 

ودفعها بدير بيده لتخرج معهم لتصرخ مريم بقوة_لاا ارجوكم ،مينفعش اسيبه كده هيموت ،بلال لسه فيه النفس ممكن يتلحق ارجوكم ،سيبونى ألحقه 

إلا أن بدير عرف انها ستعرقل مهمتهم وستظل تصرخ حتى ينتبه لها الناس وهم يخرجون  فى الطريق فضربها بقوة على رأسها لتسقط مغشياً عليها بين يديه فيحملها وكأنها ريشه بين يديه وينطلق وراءه جمال نحو سيارتهم تاركين بلال غارق فى دمائه تنازع حياته للبقاء ولا تجد من يسعفها

##

ليردف صقر بحزن شديد وصوته الذى بدا متحشرجاً مختنقاً_ركبت عربيتى بأقصى سرعه علشان ألحقه ،بس للاسف لما وصلت لقيته كان سايح فى دمه ،كنت هتجنن كنت عامل زى المجنون مش مصدق اللى أنا شايفه ،إشتلته بسرعه على المستشفى اللى معرفش إمتا وإزاى وصلت

حمدت ربنا إنى قدرت أفضل متماسك علشان ألحقه وأوديه المستشفى ،وهناك تلقيت صدمة عمرى ،لما الدكتور قالى وهو منزل وشه للأرض_للأسف المريض مات 

وقعت في الارض من هول الصدمه وصرخت بأعلى صوتى_بلاااااال 

لدقايق فقدت الاحساس بالزمان والمكان ولما فقت من صدمتى بموت أعز وأقرب إنسان على قلبى 

أكملت إجراءات الدفن مع أهله وقررت أنزل الصعيد علشان ألحق مريم وأنتقم من اللى قتلوا بلال

##

كانت تنتفض فى الفراش تحاول جاهدة أن تزيح تلك القيودة التى على يدها وقدمها 

فأخيها جمال قد كبّل يدها بالفراش وكذلك قدمها حتى لا تحاول الفرار منه مرة أخرى

ظلت تبكى وتنتفض وتتوسل إلى إمها_ارجوكى يا أمى خليه يفكى ،بلال أنا لازم أروحله ،أطمن عليه 


لتقول الام بقلب ينفطر على إبنتها ولكن ما باليد حيلة_مقدرش يابنتى أخوكى مشدد عليا وإنتى عارفه غضبه عامل ازاى 


لتقول مريم بصراخ وحسرة_حراااام ،حرام عليه اللى بيعمله ده 


ليدخل عليها بوجهه القاسى المخيف قائلا بنبرة تخلو من الرحمة _واللى عملتيه مش حرام إياك ،تهربى من دارك علشان تقابلى عشيجك؟


لتصرخ به مريم وهى تهز رأسها _بلال ده زوجى على سنة الله ورسوله ،وصقر وامى شاهدين 

لتقترب الأم من إبنها_إيوة يا ولدى ،بلال زوجها أختك شريفه معملتش حاجه عفشة واصل ،فكها الله لا يسيئك 


ليرمقها جمال بنظرة صارمة غاضبه رافعا إحدى شفتيه  _اللى تخرج عن طوع أخوها وتهرب من دارها يبجى تستاهل الحرج (الحرق)


لتبكى مريم بشدة_أحب على يدك يا خويا ،سينى أرجع لزوجى ،بلال محتاجنى دلوقتى 

ليمسكها أخيها من شعرها بقوة لتصرخ هى من الالم 

ويقتلع قلب أمه التى لا تستطيع تخليص إبنتها من براثن أخيها 

ليقول _حسك عينك أسمعك تجيبى سيرته على لسانك ،وإعملى حسابك فرحك على ولد الدهشان قريب أوى 


لتقول مريم بمرارة_هتجوزنى وأنا متجوزة يا خوى

ليقول جمال بإبتسامة متشفية_قصدك أرملة يا بنت أبوى ،بلال ده خلاص إنسيه 


لتنتفض مريم عند  سماعها كلامه _لا بلال لساته عايش ،بلال مش هيسيبنى بالسهولة دى،مش هيتخلى عنى،فكنى وأنا هروح له هثبتلك إنه لسه عايش 

ثم صرخت منادية عليه بأعلى صوتها_بلااال


ليكمم أخيها فمها بيده وهو يقول هادراً بها _إكتمى جبر يلمك ،هتفرجى علينا الناس 


ثم أردف بقسوة غير مراعٍ لمشاعر أخته_جلتلك بلال الداكتور بتاعك ده مات ،فأهمدى بقا إكده ومسمعش حسك وإلا هكمم بوءك ده كمان 


وتركها ورحل بعدما شدد على أمه بألا تفك قيودها أبداً


لتجلس مريم بصمت بعدم تصديق هى تكذب كون زوجها ميتاً،أخذت تهز رأسها يمنة ويسرة _لا بلال مماتش ،هو بيعمل كده علشان يجوزنى ولد الدهشان ،بلال متخلاش عنى 

ثم بدأت بالنحيب_ياريتك ما دخلت حياتى يابلال ،ياريتنى ما اتجوزتك ،ياريتنى عصرت على قلبى مليون لمونه ووافقت على كلام أخوى،مكانش دلوقتى ده بقا حالك ،ياترى إنت دلوقتى عايش ولا ميت ،كان مالك بس إنت بالقرف اللى أنا عايشة فيه ده ،كنت هناك فى مصر عايش مرتاح ،ياريتك ما عرفتنى ،ثم نظرت لامها بأعين متسعه كالمخبول_لو بلال جراله حاجه ياأمى يبقى أنا السبب 

__

بالخارج وصل صقر إلى المنزل وبمجرد أن رأى جمال _حتى هجم عليه وإنهال عليه ضرباً ،أرداه أرضاً وانبطح فوقه وظل يسدد اللكمات الى وجهه قائلا بوجع_قتلته لييه يا جمال ،عملك إيه ياولد عمى 

أقسم بالله ما سايبك إلا لما تقطع النفس تحت إيدى 


ليبتلع جمال ريقه من الخوف على الرغم من أن بنية جمال الجسديه  ضخمة إلا إنه فى هذا الموقف لا يضاهى قوة صقر فهو عندما يغضب  يثور كالبركان الثائر فتتناثر حممه على كل شىء تقابله لا ترحم أحد ،لذا خاف أن يقضى عليه الصقر فقال بتلعثم_مش أنى اللى جتلته ده ولد الدهشان ،صدجنى ،سيبنى هموت فى يدك 


ما إن يستمع صقر كلامه حتى ينهض عنه بأعين تتأجج بالشرار المفخخ بالموت لابن الدهشان الذى أودى بحياه صديقه ويهم للتوجه بحثاً عنه 


ولكنه يسمع صوت صرخات قادمة من غرفة إبنة عمه فيمسك جمال من ملابسه و الذى كان يلتقط انفاسه بتعب شديد  _عملت فى مريم إيه يا كلب ومن ثم لكمه لكمة الصقته فى الحائط وإنطلق نحو الغرفه ليرى ما بها مريم 

ليبتعد جمال عن البيت بصعوبه شديدة هارباً من بطش الصقر متوعداً له برد ما فعله به غالياً 

__

دخل إلى الغرفه فوجد إبنتة عمه مكبلة بالاحبال وعلى وجهها أثار ضرب شديد ،فمسح وجهه بيده بقوة يكز على أسنانه بتوعد شديد_أقسم بالله ما هرحمك يا جمال 

وإقترب من مريم يفك قيودها 


ما إن رأته مريم حتى اتسعت ابتسامتها كالغريق الذى وجد طوق النجاة ،كالتائة الذى وجد طريقه أخيراً_صقر ،قولى إن بلال بخير ياصقر ،طمنى عليه 

ليفك صقر قيودها بصمت 

لتنظر إليه برجاء أن يرد عليها _وحياتى عندك يا صقر ما تسيبنى كده ،طمنى عليه ،هو لسه عايش مش كده ،ها ،ثم أردفت فى نحيب_قولى إنه عايش ومسابنيش ياصقر 


ليقول صقر محاولاً ألا ينهار هو الاخر_هاتى حجاب لمريم يا مرات عمى ،علشان هنعاود مصر ومش هتفضل هنا لثانية واحدة 


لتصيح به مريم _رد عليا يا ابن عمى ،زوجى جراله إيه متوجعش قلبى عليه اكتر ما هو موجوع 


سكوتك ده معناه إيه  هزت رأسها بنفى بهيستيريا_لا لا ،مش زى ما جمال بيقول،بلال مماتش ،قولى صح يا صقر 


إبتلع صقر ريقه فهو فى موقف صعب كيف يخبرها بالأمر ،كيف يمهد لها 


لتصرخ هى بأعلى صوتها بعدما تأكد من شكوكها وأن زوجها قد مات بالفعل_لاااااا ،قتله يا جماااااال ،قتلك بلال ليه ياجمال،قتلته وقتلتنى معاه يا خوووى 


حرااام عليكم ،ليه هوا مقتلتنيش أنا بداله ليه ذنبه إيه يتقتل ،ذنبه إيه يموت فى عز شبابه 


إقترب منها صقر مهدئاً_مريم إهدى ،أرجوكى


لتسقط مريم على الارض تنتحب بشدة_أنا اللى قتلته ،أنا اللى مجرمه ،أنا اللى غلطانه لما دخلته حياتى ،أنا السبب فى موته 


ثم ضحكت بهيستيريا شديدة_أنا السبب ،قتلك زوجى  ومن ثم ببكاء شديد مرة أخرى_بلال مااات  ،ماااات ،لااا

ثم خرت على الارض دون حراك ليقع قلب صقر فى قدمه من الخوف عليها ونقلها بأقصى سرعه الى المشفى 

###

عودة


وديتها المستشفى كنت مرعوب تروح منى هيه كمان 

الحمد لله قدروا يفوقوها ،لكن كانت فايقه ومش فايقه فى نفس الوقت اللى حصل سببلها أزمة نفسية فكانت زى الجسد من غير روح ،زى الالة مفيش فيها حياه ،ورغم عرضها على أكتر من دكتور من أفضل الدكاترة فى مصر إلا إنه محدش عرف يعالجها ،وفضلت على الحال ده ٣سنين وانا متكتف مش عارف اعمل ايه


كان يستمع لما يقصه صديقه ودموعه تنهمر حزناً على تلك المسكينه ما عانته ليس هيناً أبداً،كان الله فى عونها


ليقول صقر بهدوء_علشان كده فكرت انك إنت اللى هتكون طوق النجاة ليها بإذن الله ،ساعدنى يا يحيى نرجع مريم للحياه تانى ،أنا بحّمل نفسى مسئولية اللى حصلها


ليتنهد يحيى بحزن مرددا _لا حول ولا قوة إلا بالله ،معقولة فى ناس كده ،ناس فقدت معانى الرحمة والانسانيه بالشكل ده 


ليقول صقر بغضب_كان بإمكانى أخلص عليهم مرة واحده ،بس خفت على مودة ومريم ،لو قضيت على جمال وابن وهدان ،مودة ومريم كانوا هيضيعوا من بعدى مسكت نفسى علشانهم ،وللاسف جمال ووهدان أخدوا ٣سنين سجن بس لانهم قالوا فى التحقيق انهم كانوا مفكرينها هربت مع عشيقها وهما كانوا بيدافعوا عن شرفهم ومش قصدهم يقتلوه ،بس أنا متأكد إنه قتل عمد وكانوا عارفين كويس أوى إنه زوجها 


يحيى بأسف_طبعاً أتمنى أقدر أساعدك يا صقر بس اللى بتقوله ده صعب ،إزاى يعنى ،هروح لبنت عمك وأقولها أنا زوجك ،بعد كل السنين دى طيب كنت فين قبل كده 


ليقول صقر_مريم مش هتهتم بكل ده،هتهتم بس بأن بلال لسه عايش مماتش 


يحيى _مش حرام لما أخدعها وأعشمها إن زوجها عايش وفى الاخر تكتشف إنه مات ،أكيد لو عرفت ممكن يحصلها صدمة وتروح فيها 


صقر بضيق فليس بيده حل آخر_ومين هيقولها على الحقيقه 


يحيى بتبرم_يعنى عايزنى أمثل عليها طول العمر إنى زوجها قول كلام معقول ياصقر 


ليزفر صقر بضيق_يحيى المهم إن مريم تخف وبعد كده نبقى نتصرف ونفكر هنقولها الحقيقه إزاى ،يحيى متكسفنيش ارجوك 


ليمسح وجهه بيده ببطىء_ماشى ياصقر موافق،علشان خاطر البنت المسكينه دى ،صعبت عليا أوى ...إيه المطلوب منى بالظبط أعمله 


صقر _إسمع .....

                 الفصل السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>