رواية لاتتحدى الصقر الفصل التاسع9بقلم اسماء عبد الهادي


روايةلاتتحدى_الصقر  

الفصل التاسع



ركب سيارته بسرعه ليلحق بذلك الغاضب قادها حتى وقف بالقرب منه وفتح باب السيارة قائلاً بحزم _يحيى اركب 

لينظر له يحيى بضيق_إيه ،لسه عايز إيه منى بعد اللى حصل 

رمقه الصقر نظرة قويه_قلت اركب هوصلك 

لوى يحيى شفتيه ودار تجاه السيارة وركب جواره وهو يطلق تنهيده تحمل فى طياتها الضيق من ذلك الجالس جواره 


صمت صقر قليلا ومن ثم قال_عايز تروح فين،هتروح؟


مسح يحيى شعر رأسه بيده_لا ودينى على المسجد ،يمكن ربنا يفغر لى اللى حصل ،منك لله يا اللى فى بالى 


رمقه صقر بضيق _ماخلاص بقا يايحيى ،إحنا متوقعناش رد فعلها ده


رفع يحيى حاجبه بإستياء_ياسلام ،إنا اللى غبى لما وافقت أصلا،متوقع إيه من واحده زوجها رجعلها للحياه من جديد ،ده اللى عملته أقل واجب معايا


صقر_يحيى ،إنت هتفضل تأنب فى نفسك كتير،إحتسب النية يا أخى ،انت بتعمل موقف إنسانى وقصدك خير 


هدر فيه يحيى بغضب_ أعمل موقف إنسانى ،أقوم أغضب ربنا ،إنت بتفكر ازاى ،نفسى أفهم 


صمت صقر فتنهد يحيى بضيق هو الاخر ونظر أمامه ،دون أن يتكلم أحد منهم لبعض الوقت 

الى أن قطع ذلك الصمت يحيى بقوله_إعمل حسابك مش جاى الشغل بكرة 


نظر له صقر  نظرة خاطفه بينما كاد يقود_بتعاقبنى يعنى؟


يحيى_عندك مانع!!


صقر_ لا يا باشا  إعمل اللى انت عايزه 

_____

فى فيلا ذكى 


مساءً وجدته يجلس بصمت وعلى وجهه أمارت الضيق


لتطبع قبل على خده وتقول بدلال وهى تجلس جواره_الجميل مين بس اللى مضايقه 


لوى ذكى ثغره بضيق_يعنى من عارفه؟


لتقول ياسمينا بإهتمام_لا ده الموضوع جد بقا،إوعى تقول إنك زعلان منى


صمت ذكى ولم ينظر إليها،فعرفت أنه فعلا غاضب منها فأمسكت كلتا يده وقال بصوت مدلل على والدها_دادى مالك بس ،أنا عملت إيه زعلك بالشكل ده ؟


ليزفر ذكى بضيق ويقول حانقاً _ إيه اللى عملتيه مع هانى ده يا ياسو؟


تنهدت بضيق_هو إشتكى لحضرتك؟


ذكى_جالى المكتب،يترجانى،اطلب منك تفكرى تانى وكان باين عليه إنه زعلان أوى ومتأثر 


قالت بلا مبالاة وهى تلعب فى خصلات شعرها _عادى يا ذيكو ،كلها يومين وينسى ،كبر إنت 


مد يده تجاها وأدار رأسها إليه قائلا بجدية وحزن ظاهر فى عينيه _وبعدهالك بقى يا ياسو 

أمسكت برأسه بين يديها_إيه بس يا ذيكو يا حبيبي 

ذكى_ياسو هتفضلى ترفضى فى العرسان لحد إمتا ؟

ياسو بعدم إكتراث_لحد ما هما يزهقوا ويبطلوا يطلبوا ،أنا مش عايزة اتجوز وقلتها كتير وهما مصرين يتقدموا بردو 


تنهد ذكى وقال محاولا مع إبنته عله يثنيها عن رأيها _ياسو ،الزواج سنة الحياة وفى يوم من الايام مصيرك هتتجوزى  انا متأكد،انا بس كنت عايز أفرح بيكى قبل ما يجرالى حاجه 


لتطبع قبلة على وجه أبيها _متقولش كده يا ذيكو،ربنا يخليك ليا ،إنت الحاجه الحلوة اللى ف حياتى 

ذكى_وافقى تتجوزى هانى علشان خاطرى يا ياسو،إنسان كويس وغنى وصاحب شركة ونفوذ وكمان مسمعتش عنه حاجه وحشه وشاريكى جدا ،ده إتعلق بيكى من اول نظرة 


ضحكت ياسمينا_ما كلهم بيتعلقوا بيا من اول نظرة إيه الجديد 


ذكى بجديه_ياسو من فضلك خدى الموضوع بجديه شويه 


ياسمينا بضجر_دادى حضرتك عمرك ما غصبتنى على حاجه ،ليه جاى دلوقتى تطلب منى أعمل حاجه انا مش حاباها 


علم ذكى أنه يسير فى اتجاه لا فائدة منه فقالت بمسكنه _انا مش من حقى أشوف حفيدى بيلعب ويتنطط حوليا ويملى عليا الدنيا ؟

ياسمينا _ممم،مش عارفه أقول لحضرتك إيه 


ذكى برجاء _علشان خاطرى يا ياسو ،إحنا طول عمرنا عايشين لوحدينا ،شايفه الملل اللى إحنا فيه،لو اتجوزتى ،هتجيبى أحفاد تغير جو الفيلا وتدخل الفرحة لقلبى ،إنتى مش يهمك سعادة ذيكو


ياسو بحب_أكيد طبعاً يهمنى بس اللى حضرتك بتطلبه ده صعب ،طلب حضرتك برا حساباتى 


ذكى_علشان خاطرتى يابنتى،فرحى ابوكى وهاتيلى حفيد 

تنهدت ياسمينا بيأس _هحاول أفكر علشان خاطرك يا دادى بس مش هقدر أوعدك بشىء أكيد 

قال ذكى محذرا_يااسو 


ياسمينا _خلاص خلاص 

ذكى بفرحه_خلاص إيه،أكلم هانى؟


أسرعت ياسمينا وأمسكت بالهاتف الذى بيد والدها_إستنى بس يا ذيكو ،تكلم هانى مين ،سيبنى أفكر 


تنهد _ماشى لما نشوف اخرتها،مش مطمن ليكى 


قامت من مكانها وارسلت له قبلة فى الهواء_اطمن على الاخر ياذيكو ،يلا باى خارجه اسهر شويه 


ذكى_ياسمينا ،متتأخريش بليز 

ياسمينا _اوكى،بااى 

___

رآها تجلس على الفراش جواره بصمت ،فأعتدل فى جلسته هو الاخر محيطها بذراعيه_فى حاجه ياعيون الصقر ؟


تنهدت مودة_صعبانه عليا مريم 


صقر _ليه بس ماهى بتتحسن الحمد لله ،وبدأت تتكلم 


تحجرت الدموع فى عينى مودة _إحنا معلقينها بحبل خدعه ممكن ينقطع فى اى لحظة 


تنهد صقر_ليه بس نقدر البلا قبل وقوعه،ان شاء الله مش هيحصل حاجه وحشه ،ادعيلها 


مودة_بدعيلها دايما فى كل صلاة عمرى ما نسيتها بدعيلها حتى قبل نفسى 


طبع صقر قبلة على جبينها بحب_حبيبتى طول عمرها طيبه وقلبها حنين 


مودة بتذكر ما حدث مع مريم ويحيى _صقر هو مكانش فى فكرة تانية غير موضوع يحيى ده ،شوفت مريم عملت إيه 


تنهد صقر بحزن _مفيش قدامنا حل غير كده 


مودة_بس ياصقر اللمسات دى حرام،يحيى أجنبى عنها ،انا مش متخيلة إنت متقبل الوضع كده إزاى ؟


زفر صقر بضجر_مش متقبل بس مش هينفع اقف متكتف كده واسيب مريم تضيع منى ،مودة أنا بعتبر مريم مسئولة منى ،دى بنت الغالى 


صمتت مودة فليس لديها أى شىء تقوله ،لا يعجبها الوضع لكن لا حل آخر امامها 


صمت صقر هو الاخر ومن ثم تذكر يحيى_اه افتكرت،لو مريم سألت عن بلال ،قوليلها انه زعل لما شافها تعبانه ومش هيجى ليها تانى إلا لما تحاول تتحسن وتنتظم فى علاجها وأكلها 


مودة بتخمين_رافض يروح تانى بعد اللى حصل مش كده 


صقر بضيق_اه ياستى وبيعاقبى وقرر ميجيش الشغل بكرة وهتدبس انا لوحدى 


ضحكت مودة _تستاهل بصراحه ،ثم تذكرت أن تسأله عن سر الكدمة فى وجهه ثم قالت_هو اللى عمل فى وشك كده؟؟


لؤى صقر شفتيه فى تبرم_لو كان فى موقف تانى مكنتش هعديهاله ،بس مش عارف الومه 


مودة وهى تضع يدها على أثار الكدمة فى وجهه وقالت بمزاح_صدق انا فرحانه فيك 


إدعى الحزن وقال بمشاكسة_واهون عليكى،ده انا صقر حبيبك؟


مودة بلهفه_لا طبعا ،أنا اسفه انت زعلت انا كنت بهزر 


ادار صقر وجهه الناحية الاخرى مدعيا الغضب ،فجلست على ركبتيها تحاول إدارة وجهه اليها_صقر ،والله مش قصدى أزعلك.

،لكنه ،أبى أن ينظر اليها وحاول كتم ضحكاته 


فقالت بصوت بدا متحشرجاً_صقر علشان خاطرى متزعلش ،أ..أنا..


لاحظت تغير نبرة صوتها وأنها كادت تبكى 


فأدار وجهه إليها بسرعه ناظراً فى عينيها بإبتسامة_يااه مكنتش اعرف انك بتحبينى كده 


حاولت رسم إبتسامة على شفاهها_يعنى انت مش زعلان 


مودة_أنا أزعل من الدنيا كلها إلا إنتى يا مودتى 


تنهدت مودة بارتياح _وقعت قلبى ياصقر 


صقر بعيون عاشقه _سلامة قلبك ياعيون الصقر .

___

فى الصباح 

وتحديداً بالجامعه


تجلس فى أحد المقاعد وفى يدها مصحف صغير وتقول لتلك التى تجلس جوارها فقالت _إيه يا بنتى ما تراجعى ،بدل ما مودة تيجى تخلص علينا،الدراسه بدأت ومش هترحمنا 


ضحكت أميرة _ده على أساس أن مودة مكانتش بتسمع  قرآن لينا فى الاجازه سواء ع

الفيس او التلجرام؟


جاءت من بعيد وإستمعت لآخر حديثهم فقالت ببسمة_شايفه حد بيشكى هنا


رفعت أميرة يدها _بريئة والله 


وجهت مودة حديثها لسلمى_وانتى يا أستاذة ،نظامك إيه ،اوعى تقولى محفظتيش 


سلمى بمرح_لا طبعا حفظت ،هوا انا مش عارفه انتى ممكن تعملى فيا إيه 


ضحكت مودى_كنت هعلقك طبعا


لتقول سلمى ضاحكة _ياشيخه انتى بوء فى الفاضى 


مودة بإدعاء الضيق_بقى كده ،طب سمعى يالمضه بسرعه ،المحاضرة خلاص هتبتدى


أميرة _مودى إنتى إتأخرتى ليه مش عوايدك يعنى ،علطول بتيجى بدرى علشان نلحق نسمع وردنا قبل المحاضرة


ظهرت سحابة حزن على وجه مودة  _كنت عند مريم ،لقيتها صاحية حاولت افطرها واعطيها علاجها،غلبتنى لحد ما شربت نص كوباية لبن بالعافيه 


أميرة وسلمى بتأثر_ربنا يشفيها 


__

فى النادى


ليان باستغراب _كنتى بتقولى هتقضى الاسبوع كله فى الشركه وشايفاكى جاية النهارده يعنى 


ياسمينا بضجر وهى تلعب بهاتفها_مليش مزاج أروح النهاردة 


ليان بتخمين_مممم ،شكلك بتتهربى من حاجه 


ضحكت ياسمينا _دايما كده قفشانى 


تنحنحت ليان ومسكت ياقتها بمزاح_عيب ده انا ليو،احكيلى فى إيه بقا 


ياسمينا _دادى ياستى ،فتح معايا موضوع 


قاطعتها ليان_موضوع الزواج مش كده ،مش عارفه هتفضلى كده فعلا لحد إمتى،ده انتى بيتقدم لك رجاله قمرات وحاجه كده طول بعرض بوسامة مشفتش زيها ده كفاية انهم من اكبر رجال الاعمال،بس يتقدملى واحد منهم وانا هوافق علطول 


لوت ياسمينا ثغرها بامتعاض_خديهم كلهم ،ولا واحد فيهم يفرق معايا 


ضحكت ليان_طب ابعتيهم على البلوتوث ،او ابعتى ليهم الجى بى اس بتاعى ،تقريبا ميعرفوش العنوان


ضحكت ياسمينا _ دى انتى مشكلة 


إنشغلتنا كلتاهما باللعب بالهاتف ،الا أن ياسمينا صرخت وقامت من مكانها 


لتقوم ليان هى الاخرى بفزع_فى ايه يا ياسو،صرصور؟


لتقول ياسمينا وهى تنظر إلى مرآة هاتفها _إيه اللى فى وشى ده بصى كده يا ليا


لتهز ليا رأسها بضجر_يابنتى وقعتى قلبى ،انا قلت حاجه مهمه


لتصرخ بها ياسمينا _ليا بصى كويس فى وشى إيه الحبوب دى ،وازاى طلعت فجاءة 


لتنظر ليا الى وجه ياسمينا فلا تجد سوى بثرة صغيرة تكان تكون مرئية _مفيش حاجه يا ياسو ،دى بسيطة اوى بالمكياج وتختفى 


ياسمينا بإعطاء الامر أكبر من حجمه فهى تعتنى بنفسها وبشرتها لاقصى حد_بسيطه ازاى  ،انا لازم أروح للدكتور بتاعى بسرعه ،يلا 


ليان _يابنتى مش مستاهلة والله 


ياسمينا بإصرار_لا انا هروح اطمن على بشرتى ،إستحالة اقعد كده 


علمت ليان انها لن تستطيع اقناع ياسمينا فهى لا تقبل باى شىء يعكر جمالها _ماشى زى ما تحبى 


وانطلقتا الى مركز التجميل عند طبيبها الخاص لترى حل لتلك البثرة الصغيرة فى وجهها 


__


فى المصحة


ذهبت مودة بصحبة الصقر إلى مريم وذلك بعد انتهاء محاضرات مودة ،اوصلها صقر ومن ثم عاد لعمله ،فالعمل على عاتقه وحده هذا اليوم 


بمجرد  أن وصلت مودة للرواق المؤدى لغرفه حتى استقبلتها الممرضه _مدام مودة،تعالى معايا بسرعه ،مريم مش مبطلة صراخ ،يمكن حضرتك تعرفى تهديها زى كل مرة 


بدا علامات الخوف على وجه مودة وذهبت مسرعه نحو غرفة مريم 


بمجرد أن رأتها مريم حتى قامت إليها وارتمت بين يديها ،لتلتقطها مودة بحنان وتربت على ظهرها 

لتقول مريم بصوت متلعثم متحشرج من البكاء مشيرة بيدها نحو الباب _بلا...ل ،ب..لال


تنهدت مودة بأسى_هيجى يا مريم ،هيجى 


ليزيد بكاء مريم بمرارة _بلا..ل 


لتحاول مودة تهدئتها _مريم حبيبتي،بلال متحملش يشوفك بالشكل ده ،متحملش يشوف حبيبته تعبانه ،زعل جدا لما لقى حالتك بقت كده ،وقرر انه مش هيجى غير لما يشوفك بتحاولى تساعدى نفسك علشان تتحسنى وتخفى


بكت مريم بحزن ،كانت تريد أن تراه أن يكون جوارها يكفى سنوات العذاب التى عانتها وحدها دونه،يكفى سنوات عانتها فى رثاءه،


رتبت مودة على كتفها بحنان وقالت بإبتسامة _انا عارفه أن مريم حبيبتي مش هتزعل بلال،وهتاكل كويس وتنتظم فى العلاج علشان تخف بسرعه وتخرج ليه ،مش كده يا مريم!!


لتهز مريم رأسها بسرعه وتنظر الى الطعام وتشير اليه ،فتبتسم مودة لسرعه استجابه مريم ،وتشرع فى إطعامها بيدها .


___


خرجتا من مركز التجميل 

لتقول ليا بتبرم_مش قلتلك انها مش مستاهلة 


لكن ياسمينا يبدو أن لها رأى آخر_لا طبعا مكنتش هعرف اقعد غير لما أطمن 


ليا_صحيح انا بهتم ببشرتى جدا،لكن انتى صعبة جدا يا ياسو 


لتقول ياسمينا بضيق_قصدك انى اوفر يا ليا ،صح


لتقول ليا بسرعه خوفا على زعل صديقتها_لا طبعا مش قصدى صدقينى 


لتهز ياسمينا رأسها بتفهم_طيب يلا نرجع ع النادى ،نتغدى انا جعت ،ولا أقولك تعالى نروح ريتسرانت "مطعم"


هزت ليان رأسها بموافقه_شور "اكيد"


___


بعد اسبوع 

يجلس صقر مع يحيى بالمكتب يحاول إقناعه بالذهاب الى مريم فهى تحتاجه ،تطلبه طيلة الوقت  تصرخ بإسمه دائما،حتى فى منامها تهزى بإسمه 


صقر بضيق_وبعدين معاك بقا يايحيى، بقالى اسبوع بتحايل عليك علشان نروح لمريم وإنت دماغك دى إيه حجر؟


ليقول يحيى بضجر_قلت لك يا صقر إنى مش هكمل فى المسرحية السخيفه دى 


صقر بضيق_مسمى علاج مريم مسرحية سخيفه يا يحيى،ده انا حكيتلك على ظروفها 


زفر يحيى بأسى_صقر اطلب منى اى حاجه تانيه انا مش هتأخر ،لكن كون إنى ادعى إنى بلال ويحصل زى اللى حصل اول مرة لا ،انا آسف 


تنهد صقر بضيق _وبعدين يا يحيى،مريم هتضيع،لازم تكمل اللى بدأته للاخر ،طالما بدأته خليك جدع وكمل 


ليهدر به يحيى_قلتلك مش مكمل الطريق ده ياصقر 


ليقف صقر ويقول بحدة _هتكمل يايحيى ورجلك فوق رقبتك ،انا مش مستعد أخسر مريم تانى ،علشان عنادك ده 


ليقف يحيى ويصيح به هو الاخر_مش بعاند ياصقر ،انا مش...

قاطعه صقر وأمسكه من تلابيب ملابسه بحدة_يحيى اسمع انا صبرت عليك اسبوع بحاله فأحسنلك تتفادى غضبى وتمشى قدامى علشان نروح لمريم ولو سمعت كلمة لأ أقسم بالله لأكون رادد لك البوكس بأضعافه ،وانت عارفنى لما أقلب 


إبتلع يحيى ريقه بخوف من نظرات الصقر المرعبة فقال بإستسلام_جاى وأمرى لله ،ربنا على الظالم والمفترى 


ليلتفت إليه الصقر_بتقول حاجه يازفت 


يحيى بتبرم_بدعى على الظالمين ،إيه فيها حاجه دى 


ابتسم صقر فى نفسه ولم يظهر ذلك ليحيى ،وظل بوجهه المتجهم حتى يذهب معه يحيى الى مريم 


___,

انتظرته طويلا حتى طفح بها الكيل ،لم تعد تستطيع الانتظار ،خافت من أن يكون ضاع منها كالمرة السابقه ،هى لا تريد ان تعيش نفس الكابوس ،لذا ظلت تبكى وتصرخ بإسمه ،تريد أن تراه ،أن يأخذوها إليه ،رفضت الطعام مرة أخرى ولم تعد تبغى شيئا سواه ،لسانها لا يبرح عن ذكر اسمه هو فقط


كانت مودة تحاول معها أن تأكل فهى لم تتناول شيئا منذ يومان ،لكنها كانت تأبى وبشدة 


لذا هاتفت زوجها تشكو له _صقر اتصرف مريم ،انا قلقانه عليها جدا دى بقالها يومين مش بتاكل ولا بتنام وعايزة بلال ،قلتلك ياصقر ممكن تنتكس 


صقر بهدوء _حبيبتى اهدى،انا جاى ومعايا يحيى فى الطريق ،خرجيها برا فى الحديقه ودقايق وهنكون عندكم


،،

فعلت مودة واخبرت مريم أن بلال سيأتى لها وطلبت منها أن تنتظره بالخارج 


خرجت مريم تستند على مودة تكاد تمشى بصعوبه ،تحاول أن تسرع فى خطواتها تنظر امامها بشوق شديد حتى كادت أن تتعثر فهى ضعيفه لا قوة لها بعد 

فقالت مودة التى أمسكتها بقوة_حاسبى يا مريم هتقعى 


لكن مريم كانت تريد ان تخط الارض بسرعه حتى تكون أمامه ،فهى لا ترى ولا تسمع شىء سواه

وصلتا الى الحديقه بعد مجهود كبير فقالت مودة بإنهاك_اقعدى يامريم ،انتى تعبتنى ،بلال زمانه جى 


جلست مريم فقواها خارت بالفعل وبدأت تأخذ نفسها بصعوبه ولكنها ظلت تتلفت حولها تبحث بعينيها عنه ،حتى تسمرت فجاءة عندما رأته يمشى مع الصقر تجاههم ،كادت أن تقوم اليه فلم تستطع من شدة ارهاقها ،كاد قلبها أن يقفز من مكانه يعبر المسافات كى يستقر جواره ،ظلت تتبعه بعينها حتى بات أمام عينها ،فتراقصت الدموع فى عينيها بفرحة


قال صقر مبتسماً _مريم حبيبتى ،اخبارك ايه 


لكن على ما يبدو أن مريم ،كانت فى عالم آخر فلا ترى سوى زوجها أمامها فقط،تحدق به بصمت وفرحة برؤيته أمامها 


فلكز صقر "يحيى"_اتكلم قولها اى حاجه 


تلعثم يحيى ونظر إليها محاولا رسم ابتسامه على وجهه _مريم ازيك 


لترد عليه بأعين متلهفه مشتاقه ،تحكى الكثير والكثير ولكنها بدا عليها الارهاق الشديد وبدأت بالداور ،فأمسكتها مودة بخوف_صقر مودة بقالها يومين مأكلتش 


فقال صقر ،هروح اطلب من الممرضات الاكل بتاعها حالا


بعد برهه جاءت الممرضه ومعها الطعام الخاص بمريم ووضعته على الطاولة أمامهم 

فبدأت مودة بمحاولة اطعام مريم_يلا يا مريم ،كلى بقا ،بلال جالك اهو


لكن مريم لم تكن تحيد بصرها عن يحيى ،تخاف حتى أن ترمش بعينيها فيختفى هو وكأنه حلم وليس حقيقه


مودة وهى ترفع الملعقه أمام فمها _يلا يا مريم علشان خاطرى 


لتهز مريم رأسها بالرفض ومازالت تسلط بصرها على يحيى الجالس على الكرسى جوارها 


فقال صقر بنفاذ صبر_بلال أكل مريم زوجتك 


فتح يحيى فمه ونظر الى صقر بصدمة هامسا له و يكز على اسنانه_انت بتقول إيه 


صقر بغضب _أكلها يا زفت ،البنت هتموت من الجوع إخلص 

زفر يحيى بضيق من ذلك الصقر المستبد وأخذ الطبق من مودة وشرع فى اطعام مريم بيد مرتعشه ،مد الملعقه فى الطعام وقربها من فم مريم ،فأستجابت له وفتحت فمها لتلتقط ما بالملعقه من طعام 


ففرح الصقر كثيرا 


بينما تنهدت مودة ويحيى بقلة حيلة 


كان يحيى يطعم مريم بحرج شديد ،ينظر حوله وكأن الجميع ينظر نحوه ،لكن لا أحد يفعل ،فالكل منشغل بقريبه المريض 


شيئا فشيئا إختفى ذلك الحرج ليحل محله شعور غريب تجاه مريم،أحس انها طفله صغيره مسئولة منه فبدأ يطعمها بحماس داعياً الله من كل قلبه أن يشفيها قائلا لنفسه_معلش يا يحيى ،إحتسب النية كل ده لله 


وكأن صقر إستمع لما يدور فى مكنون نفسه ،ليضع يده على كتفه مشجعاً _إستمر ،رجوع مريم معتمد عليك،معلش.


هز يحيى رأسه بتفهم وتابع إطعام مريم إلى أن انهت طبقها كله 


فقالت مودة بسعادة وهى تقبل مريم_برافو يا مريم أنا مبسوطه اوى 


لتأتى الممرضه ومعها علاج مريم لتتفاجىء بطبق مريم فارغ فتقول بتعجب_مش معقول مريم خلصت طبقها انا مش مصدقه ده انجاز كبير،دى كانت مش بتاكل غير معلقه او اتنين بالعافيه 


ليقول صقر بمزاح _براكتك يا عم بلال


لتناوله الممرضه العلاج الخاص بمريم_حيث كده اتفضل يا أستاذ  اعطى لها علاجها ،ده انا بفضل بالساعات احاول معاها علشان تاخده 


لينظر يحيى لصقر بتبرم،فيرفع صقر كتفه بأنه لم يفعل شيئا


فيضطر يحيى أن يأخذ الادويه من الممرضه 

فتبدأ الممرضه فى الشرح له كيف يعطى لها دواء 


فيقول يحيى بدهشه _إيه كل دول ،مريم كل يوم بتاخد الكمية دى من العلاج 


لتقول الممرضه _للاسف ايوة ،مريم تقريبا عايشة على الادوية والمسكنات 


فنظر يحيى الى مريم بإشفاق شديد فمال عليه الصقر قائلا بأسى_عرفت انا ليه مُصِر تكمل معاها للاخر ،علشان ترحمها من العذاب ده 


فنظر يحيى الى العلاج والى مريم قائلا بعزم على مساعدتها _من النهاردة يا مريم انتى مش مضطرة تأخدى كل الكمية دى ،ونظر الى الادوية وحدد بعض الادوية التى سيعطيها لمريم والقى بالاخرى فى سلة للقمامة بجوار المنضدة 


لتقول مودة بصدمة _يحي...قصدى بلال انت بتعمل ايه 


ليقول يحيى  _بساعد مريم 


مودة بخوف_بس الادوية دى الدكتور بتاعها اللى وصفه 


وضع صقر يده على يد مودة قائلا بهدوء_سيبيه ،يحيى عارف بيعمل ايه كويس ،مريم بوجود بلال فى حياتها مش هتحتاج لادوية بعد كده .


تناولت مريم علاجها بسهولة مستجيبة تماما ليحيى 


فقال برضى عنها_مريم اوعدك أجيلك كل يوم،بس اوعدينى إنتى كمان تحاولى تخفى بسرعه وتخرجى من هنا 


لتمد مريم يدها نحوه تمسكها تخشى أن يرحل عنها 


فيسحب يحيى يده بهدوء،بعدما أصابته رجفه فى قلبه لا يعلم مصدرها فيبتلع ريقه مستغفراً


فيقول صقر مطمئناً_مريم متخافيش ،بلال هيقعد معاكى أطول وقت ممكن 


ليلكزه يحيى _اقعد فين كفايا كده ،مش كفايا شغل فى المكتب ،عايز اروح أرتاح يا اخى 


لؤى صقر ثغره بتبرم_ما انت قاعد اهو مستريح ،خليك معاها شوية 


يحيى بضيق من صقر_ياباى ده انت تهمه 


ليقول صقر مصتحباً زوجته_سلام إحنا ،هنتغدى ونرجع لكم 


ليقول يحيى  بغضب_اقسم بالله انت ما عندك دم 

ليضحك صقر بقوة _يابنى كنت هجيبلك غداك متخافش 


ليدفشه يحيى بغضب_غور من وشى يازفت.


فيضحك صقر_ماشى هغور ،سلام ومشى مبتعداً بمودته إلى أقرب مطعم لتناول الغداء


فيلاحظ يحيى أن مريم تبتسم ،فاستغرب علام تبتسم ،اتبتسم على شجاره مع الصقر؟


لكنه لم يلقى للامر بالاً ،ونظر حوله لا يدرى ماذا يقول او يفعل فطرق بأطراف أصابعه على المنضدة ،ليلاحظ  أن مريم تنتبه لكل شاردة ووراردة يفعلها 

فإستغرب كمية الحب التى تملكها تلك الفتاة الوفيه لزوجها ،ماذا كان بينهم ،ما كمية الحب الذى يراها فى عينيها ،هل كان بلال يستحق حقاً تلك الحوريه البريئة ،لتحزن كل هذا الحزن من أجله ،أن تضيع سنوات عمرها وزهرة شبابها من أجله ،تنهد فى أسى وتمنى حقاً أن يجد ،فتاة تحبه كحب مريم لزوجها فهو لم ولن يرى لمثله مثيل 


لاحظ أن مريم بدأت تغفو مكانها وجفونها بدأت تثقل فعلم انها بحاجه الى النوم 

فنادى الى احدى الممرضات أن تساعدها على العودة لغرفتها فتقول الممرضه _حضرتك زوجها مش كده ؟


كاد أن يرد بلا ،لكنها قالت _حضرتك ممكن تدخلها جوة بنفسك إتفضل ،أعتقد انها نامت ومش هعرف اوديها لوحدى 


فكز يحيى على شفتيه بضيق فقال محاولا إخفاء ضيقه_ادخلها جوة إزاى يعنى ؟


لوت الممرضه شفتيها بإستغراب منه_إشتالها حضرتك دى محتاجه سؤال !!


حملق بها يحيى بصدمة _نعم !!


رفعت الممرضه حاجبها باستغراب _فى حاجه يا استاذ؟


إرتبك يحيى _لا مفيش.

واقترب من مريم النائمة مكانها على الكرسى كالملاك الصغير ،ملامحها البريئة الهادئة ،كطفل فى المهد يجبرك على أن تحدق به تراقب كل هفوه يصدرها بسعادة غامرة ،إبتلع ريقه وإستغفر ربه وحملها نحو غرفتها 


فتحت له الممرضه الباب كى يتسنى له الدخول،وضعها برفق فى فراشها ودثرها جيداً ولا إرادياً منه وجد نفسه ،يزيل تلك الدمعه العالقه بين أهدابها ،ناظراً إليها لبعض الوقت متأملاً لوجهها بهدوء تام ،وكأنه نسى من حوله ونسى أنه لا يجوز له ذلك ،فلم ينتبه الا على صوت الممرضه_حضرتك هتفضل معاها هنا شوية أمشى أنا ؟


ليفيق يحيى من شروده بها وقال بارتباك_لا هيه نامت خلاص همشى انا وخدى بالك منها كويس


الممرضه _متقلقش ،مريم فى عينيا ،كل طاقم التمريض هنا بيحب مريم جدا ونفسنا بجد تخف 


ليقول يحيى بأسى _بإذن الله هتخف ،إلا قوليلى مين اللى قالكم إنى زوجها 


الممرضه_استاذ صقر  وبصراحة كلنا فرحنا برجوع حضرتك أوى ،حرام ليه كنت مسافر وسايبها طول الوقت ده لوحدها 


ليقول يحيى فى نفسه_زوجها ..وكمان كنت سايبها ومسافر ،صبرك عليا ياصقر 


الممرضه _بتقول حاجه حضرتك 


يحيى وهو يتوجه للخارج متوعدا للصقر_لا ،بقول انتبهى عليها كويس .


                     الفصل العاشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>