الفصل الثالث
بقلم اسماء عبد الهادي
طرقات شديدة على باب المنزل تُشعِرك وكأنك مطلوب للعدالة وكأن الشرطى قادمة لاقتحام
البيت ،تشعرك وكأن زلزال يطرق بابك وليس فتاة والتى من المفترض ان تكون كائن هادىء رقيق
استمعت لتلك الطرقات ولم تهز لها شعره فهى تعلم جيدا من خلفها ،نعم هى اختها
وحبيبتها وتوأم روحها "سلمى "،لذا ذهبت سريعا لتفتح لها الباب قبل ان يستقيظ
اخيها ويصب غضبه عليهم بمجرد ان فتحت الباب حتى وجدت ماسورة فتحت
فى وجهها_ياصباح السعادة يا صباح السكر ياصباح اللى بتغنى 😁
على احلى ميرو فى الدنيا ،
حاولت اميرة ان تكمكم فمها وهى تقول بتصوت خفيض _وطى صوتك يا بنتى عادل نايم جوا وهنتسوح كلنا
سلمى وهى تشير بيدها بلا مبالاه _وايه يعنى هو انا هخاف منه ولا هخاف منه مثلا ،وما ان انهت حديثها ،حتى سمعتا صوت عادل يأتى اليهما مزمجرا وعلى وجهه علامات الغضب _أميييييرة!!!
التصقت اميرة بالباب المفتوح وهى فى رعب من اخوها_عينى عليكى يا اميرة اهو صحى وهيطلعهم عليا ،عاجبك كده يا سلمى
اقترب منهم عادل ووجهه لا ينذر بخير ابدا فما ان شاهد سلمى حتى قال بامتعاض وهو يلوى شفتيه _كنت عارف انك مصدر الازعاج ده ،مفيش حد غيرك بيعمل كده
سلمى وهى تهم بالدخول لداخل المنزل_طيب كويس انك عارف ،عدينى بقا علشان ادخل
عادل بغضب_استنى هنا ،كويس انى عارف ايه،حضرتك صحتينى من النوم بإزعاجك ده
سلمى وهى ترمقه بعدم اهتمام_والله مش مشكلتى ان حضرتك لسه نايم لحد دلوقتى ،ده العصر قرب يأذن وانت مقضيها نوم
عادل_وانتِ مالك ده بيتى انام واقوم زى ما انا عايز ،واظن من حقى محبش حد يزعجنى من نومى
سلمى بعناد تجاهه_ تمام ،ده بردو بيت خالتى ،ادخل واخرج زى ما انا عايزة
عادل بغضب_سلمى انا بحذرك تعملى كده تانى وتعمليلى ازعاج وانا نايم
سلمى_الله وانا هعرف منين انك نايم ، اه صح انت اساسا نايم ٢٤ساعه ولا شغله ولا مشغله
ضم عادل شفتيه وكور قبضته فى غضب_سلمممى انتى بتلعبى فى عداد عمرك
خافت اميرة على ابنه خالها من بطش اخيها فدفشتها بهدوء للداخل وهى تقول _حاضر يا عادل مش هتعمل كده تانى ،مش كده يا سلمى
وقف سلمى ووضعت يدها فى خصرها_لا طبعا انا اعمل زى ما انا عايزة
عادل بغضب _نعم
اميرة بابتسامة سخيفه_لا طبعا يا عادل بتهزر وسحبت يد سلمى وجرت بها نحو غرفتها بسرعه
بمجرد ان وصلتا الى غرفه ميرة سحبت سلمى يدها بضيق_ايه يابنتى فى ايه انا مش خايفه منه اصلا
أميرة وهى تتحسس رقبتها_اصلك مجربتيش ايده الطرشى قبل كده
ضحكت عليها سلمى بقوة ووضعت يدها على بطنها من شدة الضحك_لا صراحه محصليش الشرف ،بس باين عليكى مجربه كتير اوى
رمقتها اميرة بغيظ وقالت وهى تكز على اسنانها_انتى فرحانه فيا يا زفته
سلمى وهى مستمرة فى الضحك_اصلى بحاول اتخيل منظرك ،لا بجد مش قادرة ابطل ضحك
أميرة وهى تأخذ وسادة من السرير _طب ايه رايك تجربى بقا ،تعالى هنا
ادعت سلمى الخوف وقالت وهى تجاهد الا تضحك_خلاص خلاص مش هضحك اهو ،ووضعت يدها على فمها مانعه نفسها من الضحك
____
عاد من عمله بعد يوم متعب شاق فأشتم رائحة ذكية فأبتسم فى رضا فهو جائع حقا ً فقرر ان يبدل ملابسه أولاً ومن ثم يذهب إلى مودته فى المطبخ
انهى تبديل ملابسه ليقف خلفها فى المطبخ وهو يقول بهمس _وحشتينى يا أحلى مودة فى الدنيا ،لتفزع مودة بخضه فهى لم تشعر بدخوله المنزل من الاساس ،ليحيطها بذراعيه يهدئها وهو يضحك_مفيش فايدة ،هتفضلى قلبك ضعيف كده
لتضربه على صدره بخفه_حرام عليك ياصقر ،أنت وقفت قلبى ،أنا قلت حرامى دخل البيت
ليلوى صقر ثغره بتبرم _فى حرامى بردو هيقولك وحشتينى ،ولا فى حد يقدر يدخل شقتى بدون إذنى ،إنتى نسيتى إنتى متجوزة مين؟
لتبتسم هى على تبرمه وتقول بحب_لا منستش متجوزة أحلى وأحن زوج فى العالم
ليتسم هو بسعادة على إطراء زوجته ومن ثم يقول بإستغراب_بردو مصممة ان اللى قدامك ده زوج حنين ،إزاى ؟
لتقول مودة بإصرار_حنين وطيب جداً كمان ،إنت ليه مش عايز تنسى اللى فات ،إحنا هنا فى القاهرة مش فى الصعيد ياصقر
ليتنهد صقر ويحاول أن يغير الموضوع الذى لا يجلب سوى الهم لقلبيهما _ممم المهم الاكل خلص؟ ،أنا واقع من الجوع
لتعلم مودة أنه يريد تغير الموضوع فتقول هى الاخرى _دقايق ويكون جاهز
صقر وهو يشمر عن ساعديه _تمام هساعدك
لتضحك هيا _أنت داخل معركه ولا إيه ،أنا اصلا خلصت ،هحطت الاكل فى الاطباق بس
___
على سفرة الطعام
كانت تود أن تقول شيئاً ما ولكنها ترددت ،لاحظ هو ذلك فسألها _فى حاجه ياحبيبتى ،شكلك بيقول إنك عايزة تقولى حاجه
مودة وهى تعض على شفتيها _ممكن يعنى أطلب منك طلب؟
عرف على الفور ما تود مودة طلبه فقال بضيق من عضها لشفتيها _ممكن بلاش الحركه اللى بتعصبنى دى
لتضحك مودة عندما ترى تجهم وجهه_حاضر ،بحاول ابطلها بس هو طبع أعمل إيه،المهم موافق على طلبى؟
ليمسح صقر يده فى المنشفه القماشيه الخاصه بالطعام ويعيد ظهره للخلف وهو يزفر
فتقول مودة برجاء_علشان خاطرى وافق يا صقر ،أنا بقالى أسبوع مروحتش
ليقول صقر بأسى _يامودة ،أنا لو عليا نروحلها كل يوم،بس إنتى مش بتشوفى حالتك عاملة إزاى وإنتى راجعه من عندها؟
لتتنهد مودة بحزن شديد_بس ده ميمنعش إنى أروحلها ياصقر ،مريم محتاجانا جنبها
ليغمض صقر عينيه بألم على ما آلت إليه أحوال إبنة عمه والتى فى مثابة أخته "مريم" ومن ثم يقول _تمام ،أرتاح شويه وبعدها ننزل نروحلها
___
فى فيلا ذكى
إستيقظت من نومها وإرتدت ملابس مناسبة لذلك الوقت من النهار ونزلت بالأسفل لتبحث عن والدها فلم تره فنادت على مديرة المنزل_دادة عفاف
لتأتى عفاف على إثر نداء ياسمينا وتقول بوجه بشوش_نعم ياحبيبتى ،ها قوليلى نمتى كويس؟
لتبادلها ياسمينا الابتسامة_اه يادادة نمت كويس ،بابى فين؟
لتقول عفاف بمحاولة التذكر أين رأت والدها _ممم ،تقريباً فى الليفنج يا حبيبتى
لتردف ياسمينا بهدوء فهى تعلم أن عفاف كبرت فى السن وبدأت ذاكرتها تضعف قليلا _تمام هروح اشوفه ،ممكن يادادة تطلبى منهم فى المطبخ يحضروا الاكل
عفاف وهى تشير على عينيها بإصبعيها_بس كده عيونى يا حبيبتى
لتحيطها ياسمينا بذراعيها _تسلملى عيونك يا دادة
_______اسماء عبد الهادى_____
فتذهب ياسمينا إلى الليفنج فتجده يضحك على إثر دعابة سمعها فتستغرب مَنٍْ الذى يجلس مع والدها ويجعله يضحك بهذا الشكل
فتقترب أكثر ،ليلمحها والدها فيقوم فى إستقبالها فاتحاً أذرعه ليضمها إليه _ياسو حبيبتى
لتقبل ياسمينا وجنتى والدها_ ذيكو وحشتنى اوى ،جيت امتا؟
ذكى _جيت من نص ساعة ،عرفت أنك نايمه فمردتش أزعجك
لتفتر وجنتيها عن بسمة صافيه _حبيبى يا زيكو
ليقترب ذاك الذى كان جالساً منذ قليل من ياسمينا بابتسامة فارهه _ياسو وحشتينى سو ماتش
لتبادله ياسمينا الابتسامة _اهلا حاتم أخبارك إيه؟
حاتم _كويس يا بيبى طول ما انتى بخير ،ثم اردف مدعياً الحزن_كده يا ياسو تيجى الشركة وتمشى بسرعه من غير ما أشوفك؟
لتقول ياسمينا بهدوء_معلش ياحاتم ،انت أهو شوفتنى
حاتم بإعجاب جلى من نظراته إليها _بس إيه الجمال ده ،كل يوم بتكونى أحلى من اللى قبله
تبسمت هى على مجاملتة _ميرسى لزوءك حاتم
ليقول ذكى واضعاً يده على بطنه المنتفخ _خلينا نكمل كلامنا على السفرة يلا
جلسوا ثلاثتهم يتناولون الطعام فقال حاتم الذى لم تنزل عينه عن ياسمين قط رامقاً إياها بنظرات إعجاب تضخ من عينيه _ياسو مش هتوافقى على طلبى بقا؟
رفعت ياسمينا رأسها ورمقته بعدم فهم
حاتم_على جوازنا يا ياسو ،انتى لسه مش رديتى عليا
ليتجهم وجه ياسمينا وتقوم بضيق_حاتم انا مش وعدتك بحاجه علشان ارد عليك .
فقال حاتم ناظراً لخاله ليدعمه _قول حاجه يا أنكل
ذكى وهو ينظر لابنته_الرأى رأى ياسو ياحاتم مقدرش اتدخل انا فى حاجه زى دى
ياسمينا بوجه جامد _حاتم سورى الموضوع منتهى ،أنا مش عايزة اتجوز اصلا ،لا انت ولا غيرك
ليشعر حاتم بالاخنتناق ولم يستطع المكوث أكثر فقال واقفاً فى حزن _طيب عن اذنكم ،انا لازم أمشى
ذكى بإندهاش من انزعاج حاتم بهذا الشكل _حاتم فى إيه بس ،رايح فين
ليقول حاتم بصوت يشوبه البكاء وهو ينظر لياسمينا _مش هقدر اقعد أكتر يا أنكل ،وياسو مش موافقة بيا
لتزفر فى ضجر_حاتم ،انا مقلتش كده ،مقلتش انى مش موافقه عليك ،أنا مش موافقه على المبدأ من الاساس
حاتم بإنزعاج مضيقاً ما بين حاجبيه_وفكرك كلامك ده ميزعلش يا ياسو ،ياسو انا بحبك بجد وبقولهالك أهو قدام أنكل ذيكو بحببببك ،ورفع نبرة صوته قليلا فى اخر كلمة
لتنظر ياسمينا إلى والدها الذى شبك أصابع يديه ببعضهما مستنداً برأسه عليها مستنداً بيده على طرف السفرة يتابع ما يحدث بهدوء
وعندما نظرت له ياسمينا مندهشه لجراءه حاتم ،رفع والدها لها كتفيه بمعنى أنه لن يتدخل فى الامر
صحيح أنه يحلم أن ترتبط إبنته وتتزوج فهو اليوم الذى يحلم به طوال عمره أن يرى ابنته تزف لزوجها وتنتقل معه إلى عش الزوجيه ،لكن حاتم ليس هذا الرجل الذى يحلم به أبداً ،فحاتم مدلل كثيراً،لا يمكنه الاعتماد عليه او أن يأمن على ابنته الوحيدة معه ،لكن مع رفض إبنته كل عريس يتقدم لخطبتها وعدم تقبلها لأمر الزواج نهائياً،إلا إنه قد يوافق عليه إذا إستطاع أن يغير رأى ابنته وتجعلها توافق على مبدأ الزواج الذى تنحيه عن تفكيرها
زفرت بضيق وحاولت ان تبدو هادئة حتى لا تغضبه_حاتم من فضلك ،خلينا قرايب بس ،إنت وماجد أخوك ليكم معزة خاصة فى قلبى ومقدرش على زعلكم
ليقول حاتم بإصرار ماسكًا بيدها يقبلها _ ياسو علشان خاطرى ،لو ليا معزة عنك بليز فكرى تانى بليز ياسو
لتتنهد ياسمينا وتهز رأسه بإيماء لتنهى هذا الجدال المزعج بالنسبة لها
فيبتسم حاتم بسعادة _يس ،لف يو سو ماتش ياسو
لينظر لها والدها مبتسماً بأعين متسعه غير مصدق ما سمعه للتو ،ءأبنته ستفكر فى الامر حقاً هى ستضع أمر الزواج فى حسبانها حقاً
لتهز ياسمينا رأسها وتومئ بالنفى لابيها ،لتعبس ملامحه مرة أخرى ولم يعلق فهو لم يُرِد ان يتحدث أمام ابن إخته
___
كان قد أخذ قسطاً من الراحة
وأستعد هو ومودته للذهاب وزيارة مريم بداخل المصحه التى تتلقى بها علاجها
فى المصحة وخاصه امام باب غرفه مريم
وقف قبالة زوجته واضعاً يده على كتفها مهدئاً من روعها فهو يلاحظ دقات قلبها السريعه التى تكاد تخرج من بين ضلوعها من فرط ما تشعر به من اضطراب _مودة حبيبتى ،عايزك تكونى هاديه وحاولى تمسكى أعصابك أرجوكى مش عايز بكاء قدام مريم زى كل مرة
لتغمض مودة عينها مخرجه هواء الزفير عله يخفف من توترها
ليطرق صقر باب الغرفه ومن ثم يدلفا معاً
ليجداها على حالتها كما يتركانها فى كل مرة ،منزويه فى ركن فراشها متكورة على نفسها تضم بأيديها، أرجلها إلى صدرها تنظر للفراغ بسكون تام ،لا تشعر بمن يدخل الغرفه او يخرج منها ،وكالعادة لا تشعر بوجود صقر ولا مودة رغم أنها كانت تكن لهم كل الحب ،لكن الان هى أصبحت جسد لا حياة فيه
إقتربت منها مودة جالسة جوارها على الفراش واضعة يدها على ذراع مريم التى ما إن وضعت مودة يدها حتى إنتفضت ترتعش تنظر إليهم بنظرات زائغه فزعه فقالت مودة محاولة كبت دموعها وجعاً على إبنة عمها _مريم أنا..مودة ....مودة حبيتك وأختك يامريم
فاكرانى يا مريم ،انا مودة اللى كنتى دايما تقوليلى انك بتعتبرينى أختك الكبيرة
لكن مريم عادت إلى وضعها وكأن لا أحد بالغرفه
لتحاول معها مودة مرة أخرى_مريم ارجوكى ردى عليا هتفضلى فى حالتك دى لحد إمتا ،مريم إنتى بقالك ٣سنين على الحال ده
ثم اغرورقت أعينها بالبكاء_مريم ارجوكِ ،عارفه اللى مريتى بيه مش سهل بس ارجوكى قاومى علشان خاطرى يامريم ،ثم تقترب منها مودة أكثر وتضمها إلى صدرها وتبكى بحرقه ومريم مستسلة لها تماما ،تضع رأسها على صدر مودة دون اى رد فعل يُذكر وكأن روحها مسافرة لعالم أخر تاركة جسدها بهذا العالم فبدا ساكناً لا حياة فيه
ليتنهد صقر وهو يهز رأسه بأسف ومن ثم يخرج ليتركهم معاً لبعض الوقت ويبحث عن الطبيب ليسأله عن حالة مريم .
ذهب إليه مكتبه ،فبمجرد ان رآه الطبيب حتى هب واقفاً مرحباً به فهو يعرفه منذ مده طويلة فثلاث سنوات مدة لا يستهان بها _اهلا أستاذ صقر نورتنا،اتفضل
رفع صقر يده ليلتقط يد الطبيب الممدودة إليه_اهلا بحضرتك يادكتور ،أخبار حضرتك إيه؟
الطبيب وقد كان كبيراً فى السن نوعاً ما قد نبت الشيب فى رأسه _الحمد لله يابنى ،أخبارك انت إيه والمدام ؟
صقر _الحمد لله يادكتور احنا كويسين، المهم مريم ،طمنى يادكتور مفيش تقدم فى حالتها ؟
ليتنهد الطبيب بأسى_ والله يابنى مش هخبى عليك مريم كل يوم حالتها بتسوء عن اليوم اللى قبله وكمان فى الفترة الاخيرة بدات ترفض العلاج والأكل وبتأخذه بطلوع الروح
ليفتر وجه صقر عن ملامح متجمدة من أثر ما يسمع _لا حول ولا قوة إلا بالله ،والعمل إيه يادكتور انا مش هسيب مريم تضيع منى،دى كده بتموت بالبطئ ،أنا كنت هسفرها برا للعلاج بس حضرتك قلت لى برا زى هنا ،هناك مش هيقدروا يعملوا أكتر من اللى بتعملوه هنا
ليهز الطبيب رأسه بإيجاب_ده صحيح يابنى ،مريم ربنا يتولاها برحمته ،المشكلة انها مفيش عندها اى استعداد للحياة مستسلمة تماماً ويائسة لأقصى حد،جسمها رافض إنه يخضع لأى علاج وأى تغيير
ليضرب صقر بقبضته المكتب أمامه بإنفعال زائد _لا ،بس أنا مش هينفع اسيبها تضيع منى زى ما بلال ضاع ،مستحيل أخسرهم الاتنين ،انا هعمل المستحيل علشان مريم ترجع تانى ،طالما لسه فى الوقت إنى الحقها
الطبيب بحزن _الامل فى الله مطلوب يابنى ،قول يارب ،ربنا كبير وقادر إنه يغير الاحوال
لتلمع فى رأس صقر فكرة ويقرر أخذ رأى الطبيب بها_دكتور طيب لو ......
الطبيب وهو يحك ذقنه بتفكير _الفكرة مش بطالة ،بس مش مضمونه ،ممكن تقلب بنتائج عكسية ،فتنتكس حالة مريم للاسوء
صقر شارداً فى فكرته _حضرتك قولت مش بطالة ،خلينا نجربها أنا عندى يقين إنها ممكن تجيب نتيجه بإذن الله
ليقول الطبيب_اللى تشوفه يا ابنى ،بس اهم شىء تمشى على تعليماتى وتنفذها بالحرف
صقر بسعادة آملا أن تنجح فكرته_اتفقنا يا دكتور ،معادنا الاسبوع الجاى
____اسماء عبد الهادى____
عاد الى غرفة مريم ،ليجدهم على هيئتهم التى تركهم عليها مودة تنتحب ضامة مريم إلى صدرها ومريم لا تصدر أى فعل يدل على انها تتفاعل او تشعر بهم
فأقترب من زوجته يبعدها عن مريم بهدوء مدثراً مريم فى فراشها ،والتى بمجرد ان دثرها به صقر حتى إتخذت هى وضع الجنين فى بطن إمه ضامه يدها وارجلها إلى صدرها
وما إن تراها مودة هكذا حتى ينفطر قلبها أكثر على أختها الصغرى ويزيد بكاءها أكثر ،أحاطها صقر بيديه _هتبقى كويسه بإذن الله أنا لسه راجع من عند الدكتور
لترفع مودة رأسه وتنظر له ببارقة أمل_بجد يا صقر ولا بتضحك عليا علشان تهدينى
ليقول صقر آملا ذلك_بجد يا حبيبتى،بس إنتى قولى يارب
لتنظر مودة الى مريم النائمه ومن ثم تدمع أعينها مرة أخرى_بدعيلها والله كل يوم فى صلاتى عمرى ما نسيتها أبداً
ليتنهد صقر _الله المستعان ،يلا بينا نرجع شقتنا
لتطبع مودة قبلة على جبين مريم قبل ان تغادر_فى أمان الله ياحبيبتى
____
ركبا السيارة ،كانت مودة طوال الطريق صامته ،تحاول أن تستجمع شتات نفسها ،فما زالت متأثرة بحالة مريم مكلوم قلبها
فقال صقر ناظراً إليها تارة وإلى الطريق امامه تارة أخرى _عرفتى ليه مش بوافق تروحى لمريم فى المصحة كتير ،شايفه حالتك عامة إيه؟
لتقول مودة وسط دموعها_غصب عنى ياصقر ،صعب تشوف أختك بالوضع ده وانت واقف مفيش فى إيدك حاجه تعملها تساعدها بيها ،قلبى موجوع عليها اوى ياصقر
ليلعن صقر فى نفسه من تسببوا فى قتل بلال ووصول مريم إلى تلك الحالة وتسببوا فى حزن محبوبته ومن ثم يقول_هتكون كويسه بإذن الله ،انا فى دماغى فكرة اتفقت على الدكتور عليها وهبدأ تنفيذها قريب بإذن الله
لترفع مودة رأسها نحو زوجها وتقول بتعجب_فكرة إيه
ليقول صقر بغموض _لما ارتب لها هقولك باذن الله
