رواية لاتتحدى الصقر الفصل العاشر10بقلم اسماء عبد الهادي

رواية لاتتحدى_الصقر  

الفصل العاشر



فى اليوم التالى 

كانت عائدة من الجامعه إلى بيتها وبينما هى تصعد الدرج حتى أوقفتها السيدة حسنية الحشرية 😁تقول بفضولها المعتاد_إزيك يامودة،جاية بدرى يعنى على خير العادة؟

ضمت مودة شفتيها وأفترت عن إبتسامة خفيفه_ازى حضرتك ياطنط ،اخبارك ايه 

حسنية وهى تمط شفتيها_أهو يوم كده ويوم كده ،مستورة 

مودة_ربنا يديمها عليكى نعمة ياطنط،عن إذنك طالعه شقتى

حسنية بعد أن تذكرت أمر إستئجار الشقه_صحيح الاوستاذ صقر ،قال إيه وافق على التأجير الشقه؟


مودة_ الشقه خلاص اتأجرت ياطنط لصاحب صقر 


ضيقت حسنية عينيها بدهشه_اتأجرت ازاى ،أكيد صاحبه ده مش هيدفع زى الزبون اللى أنا جايباه


ضمت مودة شفتيها فى ضيق_بقول لحضرتك صاحبه ياطنط ،فمفيش فرق  فى الفلوس ،تسمحيلى أطلع 

 

مطت حسنية شفتيها_ماشى ، وما إن صعدت مودة الدرج خطوتان فقط حتى

اوقفتها حسنية مرة أخرى_ألا صحيح يامودة هنا وزوجها كانوا بتخانقوا ليه ،ده كان صوتهم مسمع البلد كلها 


رفعت مودة حاجبها وقالت فى قلق على صديقتها_إيه!! هنا ،ربنا يستر 

حسنية_طلعت ليهم الشقه وخبطت علشان اشوف إيه اللى بيحصل محدش رد ، خفت لأحسن يكون هنا جرالها حاجه أو جوزها مد إيده عليها 


مودة _لا اطمنى يا طنط أستاذ أيمن مش من النوع ده 


حسنيه بفضول_يعنى تعرفى إتخانقوا ليه؟


زفرت مودة من هذه السيدة التى لا تترك الناس وشأنها_ وأنا هعرف منين يا طنط أنا لسه راجعه من الجامعه ،عن إذنك إتأخرت .


صعدت إلى شقتها وفى قلبها قلق على صديقتها ،خافت أن تترك المنزل كعادتها ،ولكن أين ستذهب فهى دائما تأتى إليها ،فقالت مودة داعية الله فى نفسها_يارب مش تكون خرجت يارب

نظرت نظرة خاطفه على باب الشقه الخاص بهنا المجاور لشقتها وشقه مريم فوجدت الباب يُفتح وتطل منه هنا تضع كيس القمامة فى مكانها المخصص ففرحت برؤيتها 

_هنا ،كويس إنى شفتك وإطمنت عليكِ


ضيقت هنا أعينها بإستغراب_مودة إنتى بتعملى إيه هنا مش عند مريم ليه،مريم جرالها حاجه؟


مودة وهى تربت على كتف صديقتها_لا مريم كويسه الحمد لله وكل يوم بتتحسن بفضل الله 

تنفست هنا الصعداء_طمنتينى ،الحمد لله 


مودة بإستفسار_هنا إنتى إتخانقتى تانى مع زوجك وصوتكم كان عالى أوى مسمع الجيران؟


إستغربت هنا ما تقوله مودة_إيه ؟ ،لا عادى نقار كل يوم  ،معتقدش حد سمع 


لوت مودة شفتيها فى ضجر_أومال الست حسنية عرفت إزاى يا فالحة 

إغتاظت هنا من تلك السيدة التى تتدخل فى شئون الاخرين _هيه اللى قالتلك؟ ،أبدا يا ستى كانت واقفه فى البلكونه  بتاعتها وأنا ايمن كنا بنتخانق فى بلكونتنا فتلاقيها شافتنا وفسرت اللى حصل على مزاجها ،أعوذ بالله الست دى مش سايبه حد فى حاله 


ضحكت مودة وهمت بفتح باب شقتها_ربنا يهدينا ويهدينا، هروح ألحق أجهز الغدا قبل صقر ما يرجع من الشغل 


ضحكت هنا وقالت بمزاح_هترحميه من أكل المطاعم النهاردة!! 

بادلتها مودة الضحك_اه يابنتى كفايه بقا أكل برا،أنا قلت استغل فرصه يحيى مع مريم وأجى أجهز الغدا


إشرأبت هنا بعنقها_أجى أساعدك؟


مودة _تسلمى يا نانا 


هنا بمزاح_يابنتى هساعدك  متتحرجيش ،هعملك أحلى غدا

ضحكت مودة وقالت بسخريه_ ياشيخة اتلهى ،إنتى أصلا مش بتعرفى تطبخى ،ده نص الاكل اللى بتعمليه بيتحرق


ضحكت هنا مدعية التبرم_الله يا مودة ،إنتى هتستقلى بقدراتى المطبخيه ،أنا بعمل أحلى أكل حتى إسألى أيمن ،اللى ياعينى ،بيأكل غصب عنه علشان جعان 


ضحكت مودة ووضعت يدها على أنفها_إنتى مش ممكن ،


هنا واضعه يدها فى خصرها_الله، الاكل هو  اللى بيتحرق لوحده ،وأنا مالى 


مودة وهى تهز رأسها بإستياء_ بس لو تسيبى الفيس شويه وتركزى الاكل مش هيتحرق


هنا بضجر_الله يامودة ،إنتى هتعملى زى أيمن ،ده كان سبب نقارنا النهارده أصلا بيقول ان تصرفاتى مش مسئولة 


مودة _صراحه عنده حق يابنتى إكبرى بقا إنتى خلاص أتجوزتى لازم تتحملى المسئولية أكتر 


لتقول هنا بتبرم_لا أنا عايزة أعيش براحتى زى ما كنت فى بيت بابا 


لتزفر مودة بضيق_لا الموضوع ده محتاج قعدة حلوة مع حضرتك ،هدخل ألحق احضر الاكل ونتكلم بعدين سلام 


هنا بمرح فهى تحب تناغش مودة_مودى ،كنت هاجى أساعدك إنتى الخسرانه 


ضحكت مودة وهزت رأسها يمنه ويسرة_مفيش فايدة 

______

فى المصحة 


طرق يحيى الباب ثم دخل وما إن رأته مريم حتى إتسعت إبتسامتها ،ليبادلها هو الابتسامة_ازيك يا مريم ،اخبارك إيه النهاردة 

هزت مريم رأسها فى سعادة برؤيته فأقترب منها يحيى ماداً يده نحوها معطيها دفتراً جميلا وبعض الاقلام_إتفضلى دول 


رمقته مريم بإستغراب 


 

كان صقر قد أخبر يحيى عن حب مريم للكتابة فهى متنفسها عما يعتلى بصدرها من هموم 

_أنا عارف إنك بتحبى الكتابه فقلت اجيبلك الدفتر ده علشان تخرجى كل اللى جواكى فيه ،إيه رأيك 


بدلت مريم النظرات بينه وبين الدفتر ،فهز رأسه مشجعاً إياها على أن تأخذه 


فأخذته رامقة إياه بإبتسامة عذبه وقالت وكأنها تشكره_بلا..ل 

هذه هيه الكلمة الوحيدة التى تستطيع مريم نقطها 


جلس يحيى على الكرسى قائلاً وهو يقرب المنضدة من سرير مريم _يلا اقعدى وإكتبى اللى إنتى عايزاه وأنا معاكى .


سُرت مريم بذلك وجلست وخطت بيدها سريعاً ومن ثم رفعت له الدفتر تريه مع كتبته بإبتسامة واسعه


قرأ يحيى الكلمة ومن ثم إرتبك وإبتلع ريقه وهى يتمتم فى ضيق_منك لله ياصقر ،أنا كده هضيع 

فمريم كتبت كلمة_أحبك_

إضطر يحيى أن يبتسم لها فأفتر وجهه عن إبتسامة خفيفه قائلا_كملى إكتبى كل اللى ف قلبك

ظلت تكتب مريم وتكتب وكلها عبارات _لا تتركنى ثانية،لا ترحل،لا تتخلى عنى، احتاج إليه، ابق جوارى ..


مما جعل يحيى يشفق على تلك المسكينه التى تبحث عن وهم أو سراب 

فما هو إلا شىء مؤقت ،وسيختفى وكأن لا وجود له ،شرد بتفكيره عن رد فعلها إذا ما علمت الحقيقه كيف سينتهى بها الامر 

ولكنه تسائل،كيف تحب زوجها كل هذا الحب ولا تستطيع أن تميزه عن غيره ،فهى انطلت عليها الحيلة بسهولة وصدقت أن يحيى هو بلال زوجها 

إستغرب عدم قدرتها على ملاحظة الفرق بينهم ،كيف لم تفرق زوجها بقلبها ،كيف لم تعرف أن من أمامها مزيف 

فالقلوب العاشقه ،تتواصل مع أحبتها بشيفرات خاصه يرسلها القلب وتترجمها الاعين بنظرات تشى بالكثير 

لكنه علق على الامر،أن مريم تمسكت بأى شىء يوهمها ان زوجها على قيد الحياة حتى لو كان وهمياً


إنتبه لنفسه لينظر حوله ليجد الغرفه تخلو إلا منه ومريم ،حتى باب الغرفه اغلقته الممرضه حين مغادرتها 

فتمتم بالاستغفار فهذه تعد خلوة 

تعجب فى نفسه ،كيف يسمح صقر المعروف بأنه غيور جداً على أهل بيته،كيف يسمح له أن يجلس هكذا وحده مع مريم التى لا حول لها ولا قوة ولا حتى تستطيع الدفاع عن نفسها،ألهذه الدرجه يثق به ،ألا يعلم أن لكل إنسان هفوات وذلات ،يمكن أن يضعف أمام ما يزينه له الشيطان فيفعل مالا يُحمد عقباه؟

قال لنفسه ،أنه لو كان مكانه ما كان ليفعل هذا أبداً حتى لو كان يثق بصديقه ثقه عمياء ،لن يسمح بمخالفه شرع الله فى سبيل شفاء من يهتم لأمره 

حك شعر رأسه وشَعُر أن هنالك شىء يخفيه صقر ،شىء يفسر تصرفاته تلك 

قطعت شروده طرقات الممرضه قبل أن تدخل وتحمل فى يدها الطعام الخاص بمريم وطعام أرسله الصقر ليحيى


دخلت الممرضه بوجه بشوش_إتفضل يا استاذ بلال ،الاكل بتاع حضرتك واكل مريم 

ما إن لفظت الممرضه اسم بلال حتى نظرت لها مريم ومن ثم نظرت إلى يحيى بإبتسامة صافيه 


ضيق يحيى ناظريه _مين جاب الاكل ده ليا،أنا اصلا كنت ماشى بعد ما مريم تخلص أكل 


الممرضه بهدوء_أستاذ صقر ،طلب مننا نحضر لك أكلك علشان تتغدى مع مريم 


هز يحيى رأسه للممرضه قائلا_ماشى شكراً

الممرضه وهى تغادر _بالهنا والشفا


نفخ يحيى مخرجاً هواء الزفير من صدره الى جانب ما يعتليه من  ضيق بسبب ما يحدث وقال محدثاً نفسه_كمان ياصقر موصى إنى أتغدى مع مريم إيه الحكاية بالظبط!!!!


تفآجأ بلال بمريم تمسك بالطعام الخاص بيحيى وتسكب الصلصه على الطعام ،ومن ثم تقربه له ،تفآجأ من فعلتها،كيف عرفت أنه يتناوله هكذا بالفعل 

ولكنه علل ذلك _يمكن بتحبه كده هيه كمان ،صدفه يعنى 


تناول يحيى معها الطعام وشعر بأُلفة غير طبيعية أثناء مكوثه مع مريم ،وجد نفسه يبتسم تلقائيا عندما تبتسم ،يفرح عندما يراها سعيدة مقبلة على الحياه ،وجد نفسه بدأ يعتاد الجلوس معها بدأ يحب إطعامها بيده بدأ يتعلق بها 

إنتبه لنفسه فشعر بالضيق والاختناق يعد الدقائق والثوانى حتى تغفو مريم ويفر من هذا المكان ،فقلبه فى خطر عظيم يشرف أن يقع فى الهاويه 

ما إن نامت مريم حتى دثرها يحيى جيداً ناظراً إلى ملامح وجهها البرئ شىء ما داخله يجذبه إليها ،لكنه إستعاد ثباته وفر هارباً ناجياً بقلبه الذى كان أن يتحطم قيوده على يد تلك البريئة التى لا تفعل شئيا سوى الابتسام فى وجهه تلك الابتسامة التى باتت تهلكه ،تشعل فتيل قلبه ،بأحاسيس إستغرب وجودها بقلبه ،فأصبح كالتائه فى عُرض البحر لا يجد اليابسة كل ما حوله ماء فقط حتى كاد يغرقه.

_____

على سفرة الغداء 

كانت تجلس سلمى مع أميرة وأمها يتناولون طعام الغداء بعد عودتهما من الجامعه 

الام وهى تنظر لساعه الحائط المعلقه أمامها_عادل إتأخر برا ،عارف إن ده معاد الغدا 


لم تنهى كلمته حتى دخل عادل من الباب فوجدهم يتناولون طعامهم فجلس من فوره بعد أن قبّل يد والداه


فقالت سلمى بضيق_طيب إغسل إيدك فى حد يكون جاى من برا علطول كده ع الاكل 


رمقها عادل بنصف عين_والله أنا حر 


نفخت سلمى بضجر ،فهمست لها أميرة_إبتدينا 


لتقول سلمى وهى تقوم من مكانها _لا مبتديناش أنا قايمة أصلا 


الام_سلمى قمتى ليه ،كملى أكلك يابنتى


فى هذه الاثناء كان أسامة ينادى على عادل _ديييلااا 

يا دييييلا ،بصلى من البلكونه ياااض 


قام عادل من مكانه لينظر لصاحبه _أُس حبيبى ،تعالى حماتك بتحبك ،اطلع إتغدى 


أسامة وكأنع كان ينتظر تلك اللحظة_الله أكل ،معاك يا باشا وهرول تجاه الدرج لينتهر الفرصه .


قالت أميرة بضجر_يجى فين إنت مش شايفنا بناكل؟

عادل بلا مبالاة_وفيها إيه ،صاحبى وعزمته على الاكل 


سلمى بضجر_هو البعيد مبيفهمش ،هتجيب صاحبك إزاى يتغدى مش فى بنات قاعدة ولا إيه 


عادل بسخريه_هيه فين البنات دى ؟


 ضيقت سلمى اعينها_والله!!


عادل بتهكم_أوعوا تكونوا مفكرين نفسكم بنات ده انتوا ناقصكم شنبات وتكونوا زينا بالظبط،تيجى إيه إنتى وهيه قصاد البنات ،ياشيخه روحى 


أميرة بغضب_هوا علشان مش لابسين محزق وملزق ومش حاطين أحمر وأخضر يبقى مش بنات حضرتك 


جلس عادل واضعا قدماً فوق أخرى وكأنه لم يقل شيئاً ولم يسمع شيئاً


لتزفر سلمى بغضب وتقول لعمتها_أنا طالعه شقتنا ياعمتو ،هستنى بابا فوق أفضل 


لحقت بها أميرة رامقه أخيها بسخط_استنى ياسلمى انا طالعه معاكى 


فتحت سلمى الباب فوجدت أسامة أمامها يرمقهما بنظرات سخيفه_مساء الفل والعندليب 


لتتجاهله كل من سلمى وأميرة وتصعدا إلى أعلى حيث شقه سلمى 

ليقول عادل_تعالى يا أُس مفيش حد غريب ،أدخل 


ليدخل أسامة قائلا بإستغراب_هيه البنات مشت ليه ،مش هتتغدى معانا،فى حقيقه الامر هو صعد خصيصاً من أجل أميرة فهو يحب أن يراها ويتمنى دائما أن تعطى له أى وجه بدل من ذاك الوجه المتجهم دائماً وفى معظم الاحايين لا تنظر له من الاساس 


عادل وهو يشير له الى أحد الكراسى _لا البنات اتغدت أقعد اقعد

أسامه بإبتسامة _منورة يا طنط أم عادل ،ربنا يجعله عامر 


الام_اتفضل ياابنى بالهنا والشفا 


ظل أسامة وعادل يتمازحان على الطعام الى أن قالت الام 

_عادل،فى موضوع كنت عايزة اكلمك فيه 


رفع عادل وجهه نحو أمه الذى يحبها ويحترمها كثيراً _خير يا ياماما 


الام بتنهيده _مش هتنزل تدور على شغل إنت وصاحبك بدل القعدة دى ،أنا مرضتش افتح الموضوع قدام البنات


لوى عادل شفتيه فى ضيق_ياماما هو أنا لقيت شغل وقلت لا ما هو على يدك لفيت كتير ومفيش 

دى حتى الشركه اللى بيشتغل فيها خالى مش محتاجين موظفين .


الام_وماله ياعادل إنزل دور تانى وثالث او إشتغل أى حاجه المهم تشتغل يا عادل يابنى قعدة البيت وحشه لشباب زيكم


ليقول عادل بغضب من الوضع الذى هو به_يعنى فكرك ياماما انى مرتاح كده ،بس أنا استحاله أنزل أشتغل اى حاجه ،أنا مش هبقى أخد كلية وطفحان وفى الاخر أقف فى سوبر ماركت أو ابيع فاكهه على الرصيف 


الام بحزن_هو الشغل عيب يابنى 


عادل _مش عيب بس أنا مش عايز أشتغل ده ،أنا خريج تجارة ،يعنى محاسب ،بحلم اشتغل فى شركة او فى بنك 


الام_يابنى ما انت بتقول مفيش دورت ومش لاقى ،اشتغل اى حاجه لحد ما ربنا يفرجها 


زفر عادل بضيق_بقولك ايه ياماما فضيها سيرة ،لينا نعرف نأكل 


الام وهى تنظر لاسامة_ماتقول حاجه ياأسامة ،عاجبكم قعدة الكافية دى طول النهار


رفع اسامة كتفيه بقلة حيلة_أنا مع ديلا فى أى حاجه ياطنط ام عادل 


لتتنهد الام _ربنا يهدى سركم ياولاد

____

فى الجامعه 


تجلس مودة مع صديقتيها فى المدرج منتظرات قدوم استاذ المادة _بنات أنا كنت عايزة اروح اشترى شويه هدوم لمريم ،ايه رايكم تيجوا معايا بعد المحاضرات 


أميرة _تمام مفيش مشكلة ،هكلم ماما أقولها علشان متقلقش علينا 


وضعت مودة يدها على كتف أميرة_أميرة لو ده هيسبب مشاكل ،انا ممكن اكلم صقر يجى معايا


لتقول سلمى _يابنتى مشاكل ايه بس ده عمتى بتحبك جداً ،ومش هتمانع أبداً

لتبتسم مودة_وأنا والله بحبها جدا،سلامى ليها يابنات.


__

كان يجلس فى المكتب رامقاً شريكه بنظرات ذات مغزى يحاول أن يصل إلى ما يفكر به ،إلى الغموض والهدوء الذى يحيط نفسه به 


رفع صقر رأسه هنيهه فأنتبه لذلك الذى يجلس إلى جواره ويحدق به ،فرفع حاجبه فى استغراب _فى حاجه يابنى مالك بتبصلى كده ليه ؟


أعاد يحيى ظهره للخلف واضعاً يده خلف رأسه_مستغربك 

إدعى صقر أنه منشغلا بالاوراق أمامه وقال دون أن ينظر اليه_إشمعنى!!


أعاد يحيى ظهره للامام قائلا بجديه_صقر إنت فى حاجه مخبيها عنى !! 


توتر صقر وقال بمحاولة التهرب من سؤاله_يحيى احنا مش فاضين ممكن تركز دلوقتى فى الشغل ،نتكلم فى الكلام ده بعدين

إلا أن يحيى إغتاظ منه قائلا بحدة_صقر رد على سؤالى 


زفر صقر بضيق وترك الاوراق فى يده متوجها نحو النافذة_هكون مخبى عنك إيه يعنى 


قام يحيى من مكانه ووقف جواره وتنهد بحزن _صقر إنت عارف إنى معرفش حد غيرك ،دى حتى الشقه اللى انا قاعد فيها انت اللى جبتهالى ،وشغلتنى معاك كمان فى المكتب وبتقول إننا اتعرفنا على بعض أثناء التقديم فى شركة ،بس أنا مش فاكر حاجه ،مش عارف حتى مين اهلى او بلدى إيه ،صقر أنا مين بجد 


ليقترب منه صقر واضعاً كلتا يديه على كتفى يحيى  قائلا بهدوء_إنت يحيى صاحبى وحبيبى ،إيه مش كفايا 


ليزيح يحيى يديه برفق_مش كفايا يا صقر أنا حاسس أن حياتى فاضيه ملهاش ملامح ورقه بيضه بكتب عليها شخبطات وبس مفيش حاجه مفهومه 


ليرمقه صقر بنظرات ذات مغزى_ تقدر تمليها  يايحيى، 


يحيى بإستفهام_أمليها إزاى؟


صقر ناظرا فى عينه مباشرة ً_سيب قلبك يتحكم فى مشاعرك ،إتبع إحساسك،متتهربش منه ،واجه حقيقه المشاعر دى كويس وابتدى خد خطوة إيجابيه وانا معاك وهدعمك 


إرتبك يحيى وارتد للخلف خطوة_صقر إنت بتقول إيه،مشاعر إيه دى وأحاسيس إيه اللى بتتكلم عنها 


اقترب منه صقر واضعاً يده على كتفه_يحيى إنت إبتديت تحب مريم مش كده!!


فتح يحيى فمه وبدا عليه التشتت والتيه_مش عارف ،حك شعر رأسه بيده_إنت عايزنى أحبها!!! ،طب وزوجها "بلال"


اخفض صقر رأسه مع بتنهيدة ألم_بلال ...منهم لله اللى كانوا السبب فى اللى حصله 

زفر يحيى بضجر_ صقر انا مبقتش فاهم حاجه منك ،إنت عايز إيه بالظبط 


ليهدر به صقر_مش عايز حاجه،عايزك تعيش حياتك تفتح قلبك يا يحيى ،صعبة دى ،وتركه ورحل 


ليرمقه يحيى بإستغراب _صقر إنت رايح فين 


صقر بضيق_رايح فى داهيه سيبنى دلوقتى 


رفع يحيى كتفيه بإستغراب _ماله ده،مين المفروض يكون متضايق أنا ولا هو ،

حاول يحيى إشغال نفسه بدراسة الاوراق امامه


فى حين خرج صقر خارج المكتب ،مستنداً إلى الحائط بأسى ومن ثم لكمه بقوة بيده_لحد إمتا يا بلال هتفضل كده مش فاكر حاجه ،قربتك من مريم ومفيش فايده مش فاكرها حتى .


مسح بيده شعر رأسه مروراً بوجهه ببطىء وأسى مردداً_ياارب 


___

ذهبن الى مركز التسوق لابتياع بعض  الملابس لمريم ،وأخذن ينتقين لها بعض الفساتين الرقيقه المناسبة لها 


لاحظت أميرة شرود سلمى ونظرها لقطعه ما من الملابس الموضوعه على العرض وكانت عبارة جيمسوت من الجينز الضيق 


فقالت أميرة بمزاح _إيه يابنتى ،تنحتى ليه كده 


سلمى بشرود وعينها معلقه عليه_بفكر اشتريه 


 ضيقت مودة عينيها ورمقتها بإستغراب_تشترى ده هتعملي بيه إيه 


سلمى بإرتباك_عادى يعنى هلبسه فى البيت ،إيه المشكلة 


أميرة بحذر_سلمى إوعى يكون كلام عادل إمبارح زعلك ،إنتى عارفه عادل 


سلمى بضيق_هوا أنا تاهيه عنه ،إنسان ثقيل ومش بيفهم قال ناقصنا شنبات ونبقا رجاله قال 


ضحكت أميرة _طب والله إنتى شكلك  لسه متضايقه


لتضحك مودة وتضع يدها على فمها_إيه ده عادل قالكم كده ؟


أميرة بغل من أخيها_شوفتى يامودة ،اخويا ربنا يهديه بيقلس علينا 


مودة وهى تربت على كتف أميرة_فكك منه،ومتخليش حاجه تهز ثقتكم فى نفسكم ،إنتوا ملكات جمال بلبسكم وبإحتشامكم ولو كان هو مش شايف ده يبقى أعمى القلب 


ثم نظرت لسلمى_لو عاجبك الجيمسوت وحاسه انه ممكن يرجعلك ثقتك بنفسك اللى ضيعها عادل بكلامه،هاتيه ياسلمى ،أنا عارفه انك مش هتلبسيه قدام حد غريب .


لتتنهد سلمى _اه هشتريه يامودة 


ابتسمت لها مودة _هيكون تحفه عليكى أنا متأكدة ،أصلا إنتى قمر فى أى حاجه،بصى هاتيه وحصلينا على المحل اللى جنبه ده ،ناقص شويه حاجات هروح اجيبهم أنا و أميرة  لحد ما تخلصى 


رمقتها سلمى بإبتسامة ممتنه لتفهم صديقتها ما تشعر به_ماشى ياحبيبتى هشتريه وأحصلكم 


مودة_سلوم ،لو محتاجه فلوس قوليلى ،معايا فلوس بزيادة 


سلمى_متحرمش منك يا مودى،معايا ياقلبى ولو إحتجت اكيد هطلب منك .


___

كانت تمشى معها بتزمر مما تريد فعله_مش معقول ياياسو ،إنتى لسه من أسبوع مشتريه كمية كبيرة من المكياج ،دلوقتى عايزة تشترى تانى ليه ،لحقتى تخلصى اللى عندك


ياسمينا وهى تبحث بعينيها عما تريده_يابنتى فى لون روج معين أنا عايزاه ومش لاقياه هنا ،الظاهر هبعت أجيبه من برا وأريح دماغى ،تعالى يلا نمشى ، مش موجود هنا 

ليان_اوك يلا


إنتهت من شراء القطعه التى اعجبتها وخرجت من المحل ،لتجد نفسها تصطدم بأحد ما 

كانت ياسمينا أيضا تخرج دون أن تنتبه لتصطدم البنتان ببعضهما 

فأعتذرت إحداهما إلى الأخرى 


ياسمينا_سورى بيبى مأختش بالى 

سلمى_وانا كمان أسفه ،معلش

لترفع سلمى وجهها لتلك الفتاة الجميلة التى إصطدمت بها للتو فتقول بإعجاب شديد وهى تحدق بها _ماشاء الله ،إنتى كده إزاى 


لترمقه ياسمينا _بإستغراب_كده إيه مش فاهمه.


سلمى وهى تشير إلى وجه ياسمينا _وشك صافى اوى عملتى إيه علشان يكون كده 


لتبتسم لها ياسمينا_على فكرة إنتى كمان عسولة أوى ،بس محتاجه تهتمى ببشرتك أكتر ،أنا ممكن أقولك على النظام اللى بتبعه والكريمات اللى بستعملها 


لتقول سلمى بمرح_كريمات ايه وبتاع  أنا أخرى أطس وشى بشويه ماية وكفى بها نعمه 


لتضحك كل من ياسمينا وليان 


فتضحك سلمى هى الاخرى وتقول_متعرفناش أنا سلمى وانتوا

لتمد ياسمينا يدها نحو_انا ياسو ودى ليا صحبتى 


لتقول سلمى مرحبة_فرصه سعيدة إنى إتعرفت عليكم ،عن اذنكم البنات منتظرانى 


ياسمينا_اوك ،بااى ،سى يو لاتر 


سلمى_أكيد ،سلام ،لتقول سلمى فى نفسها_لاحول ولا قوة إلا بالله ،إذا كنت أنا فُتنت بجمالها ،الشباب تعمل إيه،بس بصراحه عسل اوى وكيوت اللهم بارك


ضقيت أميرة عينيها فى تساؤل_هيه مين اللى عسل وكيوت ،بتكلمى نفسك يا سلمى؟


سلمى_دى بنت اتخبطت فيها وأنا خارجه حميلة أوى ،أول مرة أشوف بنت بالجمال ده والظاهر عليها غنية مهتمه بنفسها 


أميرة بلامبالاة _ملناش دعوى يلا نروح 


لتقول سلمى بإعجاب_عارفه إيه اللى شدنى ليها أكتر 


مودة_إيه؟

سلمى _إنى مش حسيتها مغرورة كانت بتتكلم معايا بكل بساطه وتبتسم ،رغم انها واضح جدا انها من عيلة ثريه وكمان ملكة جمال ،يعنى بتلاقيهم رافعين مناخيرهم لفوق ونافشين نفسهم أوى،لكن ياسمينا لا


ضحكت أميرة وهى تهز رأسها بإستياء من ابنة خالها_وكمان لحقتى تعرفى إسمها 


لتهز سلمى رأسها بفخر_يابنتى ده أنا سلمى 


لتمسكها مودة من يدها تدفعها للامام_طيب يلا يا اخرت صبرى وبعدين ركزى وانتى ماشية إفرض خبطى فى شاب كان موقفك هيكون إيه ساعتها 


لتقول سلمى بحرج  _الحمد لله ربنا ستر وطلعت بنت.

   

               الفصل الحادي عشر من هنا

 لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>