رواية لاتتحدى الصقر الفصل الرابع عشر14بقلم اسماء عبد الهادي


 رواية لاتتحدى_الصقر  

الفصل الربع عشر


أحس بحاجته إلي الابتعاد قدر المستطاع ،لم يعد يتحمل المكوث أكثر فروحه تسحب منه رويدًا رويدا برؤية مريم هكذا ،أخرج هاتفه وأتصل بصقر 

____

كان صقر ما زال فى السيارة مع مودة حتى إستمع لرنين هاتفه فرفع الهاتف إلى أذنه

_خير يايحيى فى حاجه 

كان صوته يخرج بصعوبه تكاد الحروف تخرج من فمه يجرها جراً_صقر...تعالى ...مريم ...محتاجاك


شعر صقر بالقلق يعتريه على مريم وخاصه بعد سماع صوت يحيى المضطرب فقال بخوف _يحيى فى إيه مريم جرالها إيه ؟


تنهد يحيى بتعب_مش وقت أسئلة ... ياصقر..خد بالك...من مريم...علشان خاطرى.....


تجهمت تقاسيم وجه الصقر وتأكد أن الوضع ليس على ما يرام فظل ينادى على يحيى عبر الهاتف_يحيى رد عليا ..يحيى ،لكن كان يحيى قد أغلق الخط ..وانطلق هائما لا يدرى إين يتجه المهم أنه يعلم أنه يود الابتعاد فحسب ..


شعرت مودة بأن هنالك شىء فقالت بتوجس_صقر فى إيه ،مريم كويسه ؟ 


قاد صقر سيارته بأقصى سرعة متوجهها نحو المصحة_مش عارفه يا مودة ،لازم اروحلهم بسرعه 


وصلا سريعا للمصحة وتوجها نحو غرفه مريم فى أقل من ثوانى واضعين  أيديهم على قلوبهم يخشون أن يكون قد حدث مكروه لمريم 

فتح صقر الباب دون أن يطرق فأنتفضت الممرضه التى كانت تجلس مع مريم  على أثره 


اقتربا بسرعه من فراش مريم موزعين نظراتهم بين مريم النائمة و ذلك المحلول المعلق فى يدها 


فقالت مودة بقلق شديد وعلى وجهها أمارات الخوف_فى ايه مريم حصلها إيه وليه نايمة كده 


لينظر صقر للممرضه منتظرا إجابتها

لتقول بعدم معرفه_مش عارفه أستاذ يحيى كان معاها جوا وبعد فترة خرج بسرعه كأنه بيجرى وخايف من حاجه ده حتى موصانيش على مريم زى كل مرة 


دخلت علشان أستلم مهمتى واكون معاها ،لقيتها زى ما انتوا شايفين نايمة كده والمحلول ده متعلق فى إيديها 


إستغربت مودة ما تقوله ونظرت لصقر بإستغراب شديد


نظر صقر للمحلول المعلق مرددا بصوت خفيض_بلااال...معقوله !!!

وقرر الذهاب ومشاهدة ما سجلته كاميرات المراقبه ليرى ما حدث معهم ليتأكد مما يشك به 

لكنه قال بجديه للممرضه_بلغتى الدكتور بحالتها ؟


الممرضه _اه يافندم وقالى إنها نايمة ومفيش قلق فى الوقت الحالى 


تنهدت مودة بارتياح رغم أنها لا تعلم شيئا عما يحدث لكنها سُرت عند سماع الممرضه بأن مريم بخير 


وجَّه صقر حديثه لمودة_مودة خليكى معاها ،أنا رايح أراجع كاميرات المراقبه المسجله عند الدكتور.


اومأت مودة له بأعينها بأنها ستفعل وجلست جوار مريم تربت على يدها ،إلى أن يعود الصقر ويفهمان ماذا حدث

___

ذهب الصقر إلى غرفه الطبيب فلم يجده فهاتفه _دكتور أنا كنت محتاج أشوف سجلات الكاميرات علشان..

قاطعه الطبيب بتفهم_مفيش مشكلة ياصقر ،أطلب من الممرضه المفاتيح وادخل وانت عارف هتعمل إيه 

صقر بإمتنان_شكرا يا دكتور 

_على إيه يابنى ،معلش أصلى فى مشوار مهم ومش هقدر أجيلك دلوقتى 


صقر_خد راحتك يادكتور .

انهى المحادثه وتوجه إلى الحاسوب ليجلس أمامه ليراجع ما سجلته كاميرات المراقبه بالصوت والصورة ،ليضرب المكتب بقوة بيده قائلا بغضب وأسف شديد_ليه كده يا يحيى بس ليه ،ليه قسوتك معاها بالشكل ده 


لكنه سرعان ما شاهد ما يفعله يحيى لانقاذ مريم ووضعه للمحلول فى يدها وحديثه معها ونظراته إليها ومن ثم تقبيل جبينها ،هذه ليست أفعال يحيى وإنما أفعال بلال،نظراته وتصرفاته توحى بذلك فهاتف الطبيب المسئول عن حالة يحيى وقص له ما حدث 

_معقول يا دكتور يكون بلال رجعتله الذاكرة تانى!!!


الطبيب_من كلامك اللى سمعته بيقول أن بلال رجعلته الذاكرة لحظات بس علشان ينقذ مريم


صقر بعدم فهم _لحظات إزاى يعنى 


_يعنى بلال،رجع يحيى تانى مش فاكر حاجه بمجرد زوال المؤثر اللى دفعه لانه يُظهِر شخصيه بلال فى الوقت ده 


صقر بإستغراب_طب ليه يا دكتور 


_بلال دلوقتى فى صراع نفسى رهيب ،عايز يرجع علشان مريم وفى نفس الوقت خايف عليها من رجوعه لان على حسب كلامك رجوع بلال للحياة مش فى صالح لا بلال ولا مريم _علشان كده هو تايه مش عارفه يعمل إيه واقف فى النص مش عارف يتحرك وسايب نفسه للتيار يوجهه زى ما هو عايز ،وواضح أن شخصية يحيى هو حبها وأثرت عليه


هز صقر رأسه بأسف _طيب يا دكتور إيه المطلوب مننا نعمله مش هنسيبه كده مريم محتاجاه 


_هتستمر زى ما إنت إحنا عبرنا خطوة مهمه جدا وده معناه ان فى امل لرجوع الذاكرة دى لكن امتى الله أعلم 


صقر _طب ليه مش نقوله  الحقيقه، حقيقه كونه بلال وإنه فاقد الذاكرة


_لا أنا شايف إننا لو قلنا ليه مش هيفيد بحاجه غير إننا هنضعفه وهنأخر فرصه العلاج 


صقر بقلة حيلة_طب وبعدين ،الدنيا كده بتتقفل فى وشنا 


_الحل فى ايد مريم.،،،خد بالك من يحيى لازم تكون جنبه وتسانده ده أكتر وقت هو محتاجلكم فيه .

___

فى هذه الاثناء فاقت مريم من غفوتها تصبح بإسم بلال_بلال،إنت فين ،إنت مموتش أنا متأكده ،بلال أنا عايزة بلال 


حاولت مودة أن تهدأءها لكنها فشلت فاتصلت على زوجها ،الذى كان يهاتف يحيى ليعلم أين هو ،لكن هاتفه مغلق ،ظل يطلبه عدة مرات لكن كانت النتيجة واحدة _الهاتف الذى طلبته غير متاح حاليا من فضلك حاول الاتصال فى وقت لاحق 


وجد صقر مودة تتصل به فأجابها لتقول هى بسرعه_صقر تعالى حالا ،مريم فاقت وبتنادى على بلال ومش راضيه تهدأ


صقر وهو يغلق غرفة الطبيب ويعطى المفتاح للممرضه _أنا جاى حالاً 


____

وصل إلى الغرفه ليدلفها بهدوء وعندما تراه مريم تحاول القيام وتقول له برجاء_صقر ارجوك متخبيش عليا بلال لسه عايش صح ،قول إن اللى قاله مش صح أنا حاسه إنه بلال ..هو بلال  صح ..مش معقوله هتوه عن زوجى ..صقر رد عليا ،أنا هتجنن 


لتنظر لها مودة بإشفاق وأعين تكاد تموت كمدا على ما يحدث مع مريم ، فهى تعلم أن زوجها بلال قد مات فعلا 


سحب الصقر الكرسى وقربه لجانب فراش مريم قائلا بهدوء قاتل _مريم ممكن تهدى وتقعدى تسمعيني؟


لتقول مريم بعصبيه شديدة _اهدى إزاى ،قولى بلال زوجى عايش ولا لا ،إنتوا ليه بتعملوا معايا كده أنا مبقتش قادرة أتحمل حرام عليكم


لتربت مودة على كتف مريم_إهدى يا مريم ارجوكِ


ولكن الصقر كان جالساً على الكرسى بهدوء واضعاً قدماً فوق أخرى _ها خلصتى ،خرجتى كل اللى جواكى؟،ممكن تهدى بقا وتسمعينى 


لكن مريم أبت أن تسمع لأى شىء إلا أنت ترى زوجها بلال فى التو والحال فقالت ببكاء_حراكم عليك ياصقر ،بلال فينه ،بلال مماتش ،ريح قلب بنت عمك 


ثم نظرت لمودة تسترجيها_قوليله يا مودة ،خليه يريح قلبى 


ليقول صقر بنظرة ثابته الى مريم_بلال عايش يا مريم مماتش

لتنظر له مودة بعدم فهم ،أهو يقول ذلك لتهدئتها أم يقول الحقيقه 


أما مريم فتضحك وتبكى فى نفس الوقت_بلال عايش الحمد لله ،أنا متأكدة أنه هو كان معايا ،إنت مش يتكدب صح ياصقر ؟


هز صقر رأسه مشيرا لها بعينيه 


فهدأت مريم وجلست مكانها بهدوء مرددة_طيب ليه بيقول إنه مش بلال وليه قلتوا إنه مات 

ليقول صقر بعد أن أعاد قدمه بجوار الاخرى ويتنهد بضيق_أنا مضطر أحكيلك يا مريم كل حاجه

لتنظر مريم إلى مودة بحيرة من أمرها 

لتقول مودة بعد أن رات نظرة الجديه فى اعين زوجها_صقر إنت مخبى عننا إيه 

وجه صقر حديثه لمريم _أنا هحكيلكم كل حاجه بس اوعدينى إنك تكونى متماسكة ،إوعى تضعفى تانى لان بلال محتاجك يا مريم 


لتقول مريم بلهفه_بلال جراله حاجه تانى ياصقر ؟


ليزفر صقر بضيق_مريم قلت إهدى وأنا هقولكم كل حاجه 

لتنظرا الاثنتان إليه بإهتمام لما سيقوله


صقر_من ثلاث سنين لما كنتى بتكلمينى يا مريم وفجاءه سمعتى طلق نارى وعرفتى أنهم ضربوا بلال بالنار 


لتغمض مريم اعينها بسرعه وبقوة كانها تعصرهم عصرا وتضع يدها على أذنها لا تريد تذكر ما حدث 


ليشير صقر الى مودة أن تبعد يد مريم عن أذنها 

مصيحًا فى مريم بحده هذه المرة_مريم إسمعى اللى هقوله مهم ولازم تسمعى للاخر وتكونى قويه سامعه؟


فهز رأسها بخفوت لكنها لم تستطع أن تمنع دموعها من الهطول 

ليردف صقر_جريت بأقصى سرعه علشان انقذه واخدته على المستشفى وهناك يقولى الدكتور إن بلال للاسف 


لتبتلع مريم ريقها وتنظر للصقر خائفه لما سيقوله بعدها 


ومودة تنظر له تحثه على أن يكمل 


ليتنهد هو مطولا ويقول_الدكتور قال إن بلال ميت إكلينيكياً او غيبوبه دائمة مش عارفين بالظبط هيقول منها ولا لا ،ولو قام إمتى ده يحصل مش عارفين 


لتنظر كلتا الفتاتان الى صقر بصدمة وتضع مريم يديها على فمها من هول ما تسمع ،فتأخذها مودة بين ذراعيها


ليردف الصقر_طبعا إنتى عارفه إن فى عداوة بين أخوكى وابن الدهشان  معايا ومع بلال ،واللى متعرفيهوش أنهم مش قتلوه علشان إنتى هربتى أو فكروا إنك خنتى أهلك معاه ،لا 


لتنظر له مريم باستفهام

ليكمل هو_اطلقوا عليه النار لانه كان يعرف حاجات عنهم تدينهم ،فحبوا يتخلصوا منه 


فطبعا لو عرفوا إنه لسه عايش حتى لو بين الحياة والموت هيحاولوا يقتلوه تانى وثالث ،علشان كده اشعت إنه مات وأوهمت الجميع إنى دفته وأخدت عزاه كمان


مخبيش عليكم ،عملت كده خوفا عليه ولا يأساً إنه ممكن يكون ميت أصلا   مش عارف ،أنا مكنتش عارف هيقوم إمتا أو هيقوم ولا لا ،كل اللى فكرت فيه إنى أحمى صاحبى لحد أخر نفس فيه


جيت ليكى البلد علشان اقولك على الحقيقه وتكون سر ما بينا محدش يعرفها ،لكن إنتى بمجرد ما جمال قالك انه مات وأنا سكت لانى كنت منهار من اللى حصل لصاحبى فأنتى فكرتى إنه مات وتعبتى واهو شفتى اللى حصلك طول الثلاث سنين اللى فاتوا ،فقدتى عقلك يامريم ثلاث سنين كاملة،فضل بلال سنتين فى الاغمائه دى وانا مش يائس من رحمة ربنا كنت بدعيله يقوم وبمد فى عمره علشان خاطرك يامريم ،والحمد لله من رحمة ربنا إنه فاق واخيراً صحى ،بس للاسف لما فاق وبعد التحاليل إكتشفنا إنه فاقد الذاكرة 


طبعا مكانش ينفع إنى اقول لحد إن بلال عايش فى الفترة دى والا هعرضه للخطر وخاصه إنه ضعيف مش فاكر أى حاجه ،علشان كده خليته ظهر بشخصية يحيى ،وفكرت إنى اضرب عصفورين بحجر واحد واقربكم من بعض تانى يمكن هو يساعدك تخفى وإنتى تقدرى ترجعى له الذاكرة ،والحمد لله انتى خفيتى بنسبه كبيرة وهو ،فى أمل إنه يتذكر 


لتقول مريم ببكاء _يا حبيبى يابلال ،كل ده حصلك؟


ممودة بغيظ ممن تسببه بما حدث لهم _حسبنا الله ونعم الوكيل فى اللى كانوا السبب


ليكمل صقر كلامه_ مريم ،مودة محدش يعرف بالكلام ده ،حتى بلال نفسه ،مريم بلال امبارح لما تعبتى ،الذاكرة رجعته لحظات لحد ما أطمن عليكى وبعدين رجع تانى مش فاكر حاجه ،مهمتك يا مريم ترجعى بلال


لتقول مريم بتماسك_أنا هعمل كل حاجه علشان بلال يسترد ذاكرته تانى ،بس إزاى وانت بتقول مش هنقوله على حاجه 


ليقول الصقر بغموض _هتتعاملى معاه على إنه يحيى ، الراجل الغريب اللى جالك على إنه بلال زوجك وساعدك إنك تخفى 


وتنظر له مريم بعدم بفهم_إيه!!


 ضيقت مودة أعينها_ازاى يعنى


صقر بتسلية _هقولكم ...

__

سافرت ياسمينا بصحبة ليان وبقية الشلة الى لندن 


فى الطائرة ،جلس ميدو جوار ياسمينا والتى شارك في تلك الرحلة خاصه من أجلها

فكانت  الفتيات تحسدن ياسمينا على جلوس ميدو جوارها 

والشباب يحسدون ميدو على جلوسه لجوار ياسمينا 


لم تكن ياسمينا تنتبه لذلك الجالس جوارها فهى كانت تشعر بصداع شديد فأغمضت أعينها واضعه سماعات الاذن  فى أذنها ،حزينة لحزن والدها وتذكرت عندما كانت تستعد للسفر 


###

احتضنها والدها بحزن _هتسافرى  والفيلا هتفضى عليا يا ياسو 


شددت ياسمينا من إحتضان والدها _حبيبى لو حبيت أنا ممكن ألغى السفر خالص وأفضل معاك 


إبتعد ذكى عنها ومازال واضعا يده كتفها_لا يا حبيبتى سافرى وانبسطى 

ياسمينا بجديه_أنا بتكلم جد يا دادى أنا اصلا مليش مزاج للرحلة دى أنا طلعتها بس علشان زن ليا 


ذكى_حبيبتى  أنا ميرضنيش يسافروا من غيرك 


نظرت ياسمينا لوالدها بإستغراب_طيب إيه بقا يادادى ،فكها ياذيكو 

ذكى _

إنتى لو تسمعى كلامى وتفرحى قلبى بقا 

ياسمينا_ياا يا دادى هو  انا تاعباك للدرجة دى 

ذكى بضجر_ياسو إنتى فاهمه قصدى إيه،ياسمينا أنا مش هعيشلك العمر ،عايز أفرح بيكى وأشوف أحفادى قبل ما أموت 

لتزفر ياسمينا بضيق_يووه يادادى ،هو حضرتك عايز تزعلنى قبل ما اسافر ولا إيه ،طب أنا مش هسافر وهفضل معاك هنا 

ذكى بإصرار_ديدو حبيتى أنا مش بقولك كده علشان أزعلك ،سافرى ياروحى وإنبسطى بس إوعدينى إنك لما ترجعى هتوافقى على العريس اللى هجيبه ليكى ،اوك


لوت ياسمينا شفتيها فهى ليست مقتنعه بما يقوله والدها فقالت لتهرب من الموضوع _دادى يلا باى الطيارة هتفوتنى ،سى يو ،وقبَّلت والداها  وانطلقت نحو سيارتها تجر حقيبتها خلفها متوجهه حيث بيت ليان لتذهبا الى المطار 


علم ذكى أنها تتهرب منه كعادتها فتنهد بحزن_ربنا يهديكى ياياسو ويلين دماغك الناشفة دى 


____

ظل صقر يهاتف يحيى كثيرًا ولا مازال هاتفه مغلق فزفر بضيق_ده قافله ليه ده 

فترك مودة مع مريم وذهب إليه فى شقته ليطمئن عليه فلم يجده _وبعدين راح فين ؟،ظل يبحث عنه فى كل مكان يعرفه لكنه لم يستطع الوصول إليه فبدأ القلق يدب فى اوصاله خوفاً من أن يكون قد أصابه مكروه....

               الفصل الخامس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>