رواية لاتتحدى الصقر الفصل الثامن عشر18بقلم اسماء عبد الهادي


 رواية لا تتحدي الصقر

الفصل الثامن عشر



بمجرد أن اوصل أخته وإبنة خاله إلى المنزل حتى هرول للخارج سريعاً ،يعلم أنه أخطأ فى حق أخته لكنه لا يريد الاعتراف بذلك

ما إن خط بوابة المبنى حتى وجد أمه تترجل من السيارة وفى يدها العديد من الاكياس الممتلئة بحاجيات ومتطلبات المنزل كعادتها كل اسبوع 

إقترب من إمه وحمل عنها الاكياس وعاونها على النزول من السيارة _حمدا لله على سلامتك ياماما

رمقته أمه ببسمة رضا_الله يسلمك ياحبيبى ،ثم مدت يدها تحاول حمل بعض الاكياس منه _هات عنك  شويه هتشتالهم كلهم كتير يابنى؟


الا أن عادل أبى أن يجعل أمه تحمل شيئا_يعنى كتير عليا ومش كتير عليكى يا ام عادل ولا إيه،إطلعى بس إطلعى 


ابتسمت له امه_يباركلى فيك إنت وأختك ياحبيبى 


وصلا الى الشقه وهَم عادل بالعودة إلى الخارج مرة أخرى فأستوقفته أمه_عادل إستنى إتغدى يابنى تلاقيك لسه مأگلتش


عادل وهو يفتح الباب _لا مش جعان.

،كان فى حقيقه الامر يود الهروب 


إلا أن الام أصرت_لا علشان خاطر أمك ياعادل أقعد إتغدى وبعدها إنزل 

ورفعت صوتها تنادى على ابنتها أميرة _يا أميرة ....أميرة يابنتى ،تعالى حضرى الغدا علشان أخوكى ياكل قبل ما ينزل .


تنهد عادل _نادى على سلمى ياماما أميرة مش هتعرف تحضر الاكل


بدى على الام ملامح القلق_ليه أميرة بنتى مالها وإنطلقت نحو غرفة إبنتها تطمئن عليها 


فتحت الباب _أميرة ياحبيبتى إنتى كويسه وما إن رأت يدها المتجبسة حتى ضربت على صدرها _يا ضنايا يابنتى ،إيه الى كسر إيدك كده ،وإمتى ده حصل وانا معرفش 


نظرت أميرة إلى سلمى_مفيش حاجه ياماما ،إهدى حضرتك أنا كويسه قدامك اهو


إقتربت الام أكثر_إيدك إتكسرت من إيه ،إحكيلى إيه اللى حصل ،الف سلامه عليكى ياضنايا 


كانت أميرة لا تريد أن تخبر أمها بما فعله أخيها بها حتى لا تحزن فحاولت أن تتهرب من السؤال_هروح أحضر لحضرتك الاكل يا ماما زمانك جعانه 


الام بضيق_أميرة إنتى بتتهربى ايه ،مخبيين عنى إيه،قولى  ياسلمى 


كادت سلمى تتحدث لكن أميرة رفعت يدها السليمة وضغطت بها على يدها حتى لا تقول شيئاً وقالت هى_يا ماما بسيطة متقلقيش 


فاض بسلمى الكيل هى تريد ان تلقن عادل درساً فلم تستطع أن تصمد فقالت _لا بقا أنا هقول 


أميرة بضيق _خلاص بقا ياسلمى 


سلمى بغضب من عادل_لا يا أميرة مش خلاص


الام_فى إيه يابنات ماتنطقوا هتسيبونى واقفه مش فاهمه حاجه كده 


سلمى_عادل يا عمتو هو اللى كسر إيد أميرة 


عبس وجه الام وإقتربت من أميرة تضمها إليها_ياحبيبتى يا بنتى وأخوكى يعمل كده ليه 


سلمى بضيق_إنتى يعنى مش عارفه عادل ياعمتو 

لكزتها أميرة _خلاص بقا ياسلمى ،هيه ناقصه نار 


سلمى بعند _اسكتى ،لازم يتعاقب على اللى عمله معاكى 


ذهبت الام تتآكل غيظاً من ابنها الى حيث يكون وجدته جالس على الاريكه يلهو بهاتفه ولا يبالى فقالت بعتاب_كده ياعادل تكسر ايد اختك بالشكل ده يابنى 

عادل ببرود وكأنه لم يفعل شيئاً _مش قصدى أكسرلها إيدها 


زفرت الام بضيق_حرام عليك أميرة  أختك طيبة ليه بتعاملها كده ياعادل 


عادل بضجر_ماهى اللى بتدخل فى خصوصياتى يبقى تستاهل اللى جرالها 


لتقول الام بحزن_ليه كده يابنى القسوة دى هو ده تنفيذك لوصية أبوك قبل ما يموت ،أبوك قالك حط أختك جوة عينيك ملهاش غيرك ياعادل 

عادل بغضب وبدأ صوته يعلو_كل ده ياماما علشان ضربتها إيه يعنى لما أضرب أختى أنا لا اول ولا أخر واحد يضرب اخته 


تنهدت الام بعبوس_إنت كسرتلها إيديها ياعادل وحتى مش باين عليك أى ندم على اللى عملته معاها 


نفخ عادل بضيق_يووه ياماما ماقلتلك مكنش قصدى ،أنا ماشى 


خرج عادل بسرعه فجلست الام محلها بحزن فاقتربت منها الفتاتان يحتضنها فى حنان

سلمى_متزعليش نفسك ياعمتو 

أميرة_إدعيله ربنا يهديه يا ماما 


شددت الام من إحتضان الفتاتان_ربنا يباركلى فيكم يا حبايب قلبى ،ويحنن قلب أخوكى عليكى يا أميرة 


____


نزل عادل لاسفل حانقاً فذهب ليبحث عن أسامة حتى وجده جالساً على أحد المقاعد بالكافيه فجلس جواره صامتاً 

أسامة _إنت كنت فين يا ابنى كنت لسه هرن عليك 


عادل _موجود ،اهو 


أسامة_الواد حسن ،قالى إنه شافك إنت وأختك وبنت خالك خارجين خير 


زفر عادل _كنا فى المستشفى


قال أسامة بإندفاع ولهفه_أميرة كويسة!!!


رمقه عادل بنظرة جانبيه_إشمعنى يعنى  أميرة؟


تراجع أسامة بارتباك_عادى يعنى ..قول كنتوا فى المستشفى ليه 


تنهد عادل بضجر_كنا بنجبس دراع أميرة 


أسامة بخوف_أميرة دراعها إتكسر الف سلامه عليها ،من إيه 


عادل_هوا إيه؟

أسامة _إيه اللى كسرلها دراعها؟


عادل ببرود _أنا اللى كسرته 


حملق أسامة فى عادل رامقاً إياه بغضب_نعم يا خويا!! وتكسر دراع أميرة ليه!! دى أميرة دى مفيش فى طيبيتها ولا رقتها ،حرام عليك 


ليتجهم تعابير وجه عادل _حرمت عليك عيشك ،مالك يالا ومال أميرة ،إنت مالك إنت


أسامة بغيظ_مماليش ياعم ،بس مش فاهم جالك قلب تعمل فى اختك كده 


عادل بضجر_ماقلت مكانش قصدى إيه هغنيها 


أسامة _طب والله إنت بارد اوى 


عادل_أسامة قصر وإقفل على الموضوع ده ،وقوم شوفلى عندكم أكل أنا جعان 


أسامة بضيق منه_معندناش 


عادل _إنجز يلا ،وشوفلنا أى أكل فى بيتكم 


أسامة _أكل فى بيتنا منين ومين اللى هيعمل الاكل ده ،إنت ناسى إن أمى سافرت لابويا السعوديه وأنا بقالى سنة قاعد لوحدى؟


عادل بتذكر_اه صح ،طب وبعدين ،انا جعان 


أسامة بشماته_أحسن خليك كده ،يمكن تحرم تمد ايدك على أختك 


قام عادل من مكانه رامقاً إياه بحنق_يووه ،بقا أنا قايم


لحق به أسامة _إستنى تعالى نجيب سندوتشات فول وفلافل من عم صابر ،أنا كمان على لحم بطنى من الصبح،ولو إنى متغاظ منك.


عادل_يلا..


___

فى المساء 


طرق يحيى باب غرفة مريم ليذكرها بموعد العلاج_مريم ،معاد العلاج بتاعك دلوقتى 


ردت مريم التى كانت تجلس بحزن بداخل غرفتها _ماشى ،شكراً 


يحيى_مريم إنتى نسيتى شطنتك اللى فيها الحبوب بتاعتك برا 


زفرت مريم بضيق فهى لا تريد أن تخرج الان فمزاجها معكر للغاية فقالت_طيب ممكن تجيبهالى 


أحضرها لها يحيى _اهى يامريم إفتحى 


فتحت مريم الباب ومدت يدها لتأخذ الحقيبه فأبعد يحيى يده بعيداً_لا مفيش علاج من غير أكل،تعالى يلا أنا حضرت العشا زمانك جعتى


مريم بهدوء _مليش نفس 


يحيى بحزم_مش بمزاجك على فكرة ،إتفضلى يلا علشان تتعشى ،إنتى لسه بتاخدى علاج ولازم تنتبهى لصحتك واكلك كويس 


مريم بحزن_وهتفرق إيه !!

يحيى بقلق_تانى يامريم!!،هتقولى الكلام البايخ ده تانى 


تنهدت هى وكادت تبكى_أنا عايزة بلال بقا 


إقترب منها يحيى بخوف _مريم ارجوكى إهدى بس ايه اللى حصل ،ما إنتى كنتى كويسه 


هزت رأسها بالنفى_لا انا مش كويسه ،أنا عايزة بلال يرجعلى 


توجع يحيى وأحس بسهام تصيب قلبه لألم مريم وحزنها_لا حول ولا قوه الا بالله،مريم لو ليا خاطر عندك بلاش تدخلى فى المتاهه دى تانى 


نظرت له مريم بعمق وبكت ،لم يعرف يحيى ماذا يفعل فى هذه اللحظة تمنى لو كان  هو زوجها حقاً حتى يستطيع أن يحيطها بذراعيه يبثها الامان ويمسح عنها حزنها ،لكن هو ليس كذلك ماهو إلا غريب محب ،قليل الحيلة 


جلس جوارها قائلا بصوت متحشرج،حزين _مريم ،ارجوكى أنا مش متحمل أشوفك كده علشان خاطرى إهدى 


لتقترب هى منه وتمسك بيده برجاء _يحيى اوعدنى إنك هترجعلى بلال 


نظر لها يحيى بأسف،فكيف له أن يعدها بوعد كهذا،أيعود الميت للحياة _إزاى بس يا مريم،ممكن تروقى بس من فضلك!!


لتقول مريم بصياح_اوعدنى يايحيى 


تنهد يحيى بقلة حيلة _حاضر يا مريم اللى إنتى عايزاه بس ممكن تهدى بقا!


تنفست مريم مطولاً ويبدو أنها هدأت وعادت لرشدها فقالت بهدوء_يلا نتعشا 


ابتسم لها يحيى فرحاً بزوال تلك الحالة التى أصابتها _الحمد لله  قلقتينى عليكى 


رُفع آذان العشاء فقالت مريم_طيب روح صلى العشا فى المسجد ،وأنا هعمل القهوة لحد ما ترجع 


أومأ لها بإبتسامة _حاضر،خدى بالك من نفسك لحد ما ارجع 


ابتسمت له مريم _ماشى،مودة وصقر ،رجعوا؟


يحيى _لا لسه ،مش عارف إتأخروا ليه ،هروح اصلى وارجع تمام إقفلى على نفسك كويس 


مريم_حاضر متقلقش


خرج يحيى بهدوء من الشقه وما إن تقدم خطوتين للامام حتى سمع_على فين يا داكتور


الامر الذى جعل يحيى يقفز  مكانه و يصيح فزعاً _إييييه!!!

إبتسمت حسنية ضاحكة_ده أنا يا داكتور ،إتفزعت كده ليه 


تنفس يحيى بعمق وقال بضيق_ست حسنيه ،حرام عليكى فزعتينى 


حسنية بسخريه_سلامتك من الخضه،ها مقلتليش رايح فين كده وسايب مريم لوحدها


كاد يحيى أن يجن من تصرفات تلك السيدة وتسائل فى نفسه أليس لديها منزل تهتم به ،فقال لها بإمتعاض_رايح أصلى العشا ،فيها حاجه دى 


مطت شفتيها_لا مفيهاش،روح ياداكتور وإدعيلنا وإنت بتصلى 

رمقها بغيظ

وإنطلق يحيى فى طريقه الى المسجد.

____


على الاضواء الخافته التى تصدر من انعكاسات أضواء الفنادق المطلة على النيل كان صقر يجلس مع مودة فى قارب إستأجره صقر خصيصاً لمودة ليحظيا ببعض الوقت الممتع معاً بعيدين عن الجميع وكأنهما وحدهما فى هذا العالم الذى يخلو إلا منهما ،كانت الاجواء شاعرية رائعه 


وكانا سعيدين بقضاء ذلك الوقت دون أى منغصات أو مكدرات ،فهم كانا طوال السنوات الثلاث الماضيه,حزينين على مريم وبلال أقرب الناس إلى قلبيهما 


صقر بسعادة_مبسوطة يامودتى 


مودة بفرحه تسع العالم اجمع_جدا جدا ياصقر ،ربنا ميحرمنيش منك ابدا 


صقر بحب_ربنا يقدرنى وأسعدك دايما ياروح وعيون الصقر 


مودة_بس انا قلقانه على مريم ياصقر،سايباها لوحدها بقالى فترة كبيرة 


لؤى فمه بامتعاض _بردو يا مودة تانى مريم،مش هعرف اقعد معاكى فى مكان إلا وتقوليلى مريم ،مالها مريم ماهى كويسه ومع بلال زوجها ،إيه بقا


ضحكت مودة على تبرمه فقالت لجعله يبتسم_شايفه فى ناس غيرانه من مريم


فشل صقر فى إدعاء الغضب ورسم تعبيرات عابسة على وجهه فتبسم_مش حكاية غيرة يا مودتى،بس إنتى فعلا بقيتى شايلة همها زيادة عن اللزوم،إنسيها شويه وركزى معايا أنا ،أعمل إيه أكتر من كده أخدك لمكان بعيد علشان أكون أنا وإنتى وبس ومحدش يعكر صفونا ،وانتى بردو مركزة مع مريم


أمسكت يده وقبلتها بإمتنان_والله مقدرة كل اللى بتعمله علشانى ،بس غصب عنى يا صقر،مريم لسه تعبانه،وبلال زى ما إنت شايف مش فاكرها وبيعتبرها حد غريب عنه فالتالى لازم أقلق.


تنهد صقر _لو كل الناس بطيبتك وحنيتك دى يامودة مكانش ده بقى حال الناس ،ماشى ياستى يلا نرجع ،بس إستنى عليا يابلال إن ما مسكتك فى زمارة رقبتك !!


ضحكت مودة_ليه بس عمل إيه

صقر بعبوس_بوظ عليا خروجتى 

مودة_أسفه ياصقر والله،طيب بص خلينا شويه صغيرة وبعدين نمشى 


فرح صقر _تمام بس نرجع يلا بالمركب ،الجو بدأ يبرد هنا 

ترجلا من القارب ومشيا سوياً بطول النهر،أحس صقر أن مودة ربما تشعر بالبرد ،فخلع معطفه ووضعه على كتفها _حبيبتى البسى ده الجو برد

مودة_الجو حلو ياصقر،ملوش لزوم خليك لابسه 


أصر صقر عليها أن ترتديه_لا ،إلبسيه أخاف عليكى تبردى 

رمقته مودة بنظرة حب وإمتنان _ربنا يخليك ليا يا حبيبى 

سارا قليلا  حتى إشتمت مودة رائحة اعجبتها _الله ياصقر ،درا مشوى


ابتسم لها الصقر وتوجه ناحية رائع الذرة المشوى وإبتاع لها ما أرادت _أحلى درا مشوى ،لأحلى عيون فى الكون 

خجلت مودة من كلماته وأخفضت رأسها أرضاً 


وحظيا ببعض الوقت الممتع معاً يستمتعان بنسيم النهر المنعش ..وبعدها ركبا السيارة عائدين إلى المنزل

___

عاد من صلاة العشاء

وطرق الباب قبل أن يدخل رغم إمتلاكه المفتاح،لكنه وضع فى حسبانه وجود مريم 


انتبهت له مريم فذهبت إليه فى إستقباله ،بادلها ببسمة محبة حيث كان قد عقد النية أثناء عودته من المسجد  على أن يطلبها للزواج اليوم ولن يؤجل الامر ثانية 


جلسا يتناولان العشاء معا،لم يستطع يحيى الانتظار  حتى تنهى طعامها فقال _مريم تتجوزينى!!!

شرقت مريم وأحست أن الطعام علق بحلقها فأخذت تسعل عدة مرات ،إقترب منها يحيى بخوف وفى يده كوباً من الماء_مريم إنتى كويسه،طيب إشربى الماية دى 


اخذت مريم رشفه بسيطة من الماء إلى أن هدأت فهى لم تكن تتصور أن يطلبها زوجها للزواج ،كيف هذا ،لذا لم تستطع المكوث أكثر وإنطلقت نحو الخارج تقول بهروب_اا..أنا هروح أشوف مودة رجعت ولا لأ


هرولت للخارج وخلفها يحيى_إستنى بس يا مريم،أنا عارف إنى فاجئتك بطلبى ،خدى وقتك فى التفكير ،بس مكنتش هقدر أقعد من غير ماتعرفى حقيقة مشاعرى يامريم ،مريم إنتى بقيتى كل حاجه فى حياتى


الامر الذى جعل مريم تهرول أسرع للخارج،فلم يلحق بها يحيى لانه كان يشعر بالتخبط . فتحت الباب وخرجت لتصتدم بتلك التى كانت تصعد الدرج _ مريم حبيبتي،رايحه فين!!

مريم وهى تكاد تبكى _كنت جيالك يا مودة ،الحمد لله إنك جيتى 


شعر صقر بالقلق_مالك يامريم يحيى عملك حاجه!!!

نظرت له مريم بأعين دامعه_يحيى طلبنى للجواز ياصقر 


الامر الذى جعل صقر ينفجر ضاحكاً

فرمقته كل من مريم ومودة بإستغراب


مودة_صقر بتضحك على إيه!!!

صقر ومازال يضحك_بضحك على المجنونه اللى زعلانه دى 


مريم بتبرم_ياسلام عايزنى أفرح وجوزى بيطلبى للجواز تانى


صقر بجديه _ده شىء طبيعى ،إنتى بنت عسولة وتتحبى ،وقدرتى تخلى زوجك يقع فى حبك مرتين ،ها قوليلى ده يزعل فى إيه 


مريم بحزن_عايزاه يرجع بقا ياصقر،عايزة بلال يفتكرنى ،أنا مريم حب حياته ،أنا مش هقدر أتحمل أشوفه كده 


مودة بأسى_حبيبتى إحنا إتفقنا إننا نتحمل شويه علشان بلال


مريم _بحاول يامودة على قد ما بقدر 


قال صقر لمودة_طيب إدخلى إنتى ومريم جوا ،وأنا هروح ليحيى 

مودة _حاضر

___

دخل له الصقر فوجده ،يجلس مسنداً،خده على يده فتنهد بحزن من أجله لكنه رسم إبتسامة على محياه قائلا بمزاح_إيه ياعريس،حاطط إيدك على خدك ليه؟


رمقه يحيى بغيظ_بتهزر حضرتك ،ومش حاسس باللى أنا فيه 


صقر_إيه يابنى اللى إنت فيه ما إنت زى الفل أهو


تنهد يحيى قائلا برجاء_جوزلى مريم ياصقر ،علشان خاطرى أنا صاحبك وحبيبك ،أنا عارف إنها مش هتنسى بلال بسهولة بس عندى أمل بعد الجواز تشوفنى انا وتعرف قد إيه أنا بحبها 


صقر_بس كده عيونى ليك يا صاحبى 


إقترب منه يحيى فرحاً_بجد ياصقر


صقر _ودى فيها هزار يابنى 


يحيى _بس هتقنع مريم إزاى؟؟

صقر بغموض_ملكش دعوى ،سيبلى إنا الموضوع ده 


قبل يحيى رأسه صديقه بفرحه عارمة _حبيبى ياصقر ،روح ياشيخ إلهى..


أبعده عنه صقر واضعاً يده فى وجه يحيى_إبعد ياعم إنت هتشحت 


ضحك يحيى_إيه مبسوط منك وبعبر لك عن سعادتى 


صقر _عايز تسعدنى بجد ،رتبلى بكرا الصبح معاد مع صاحب شركة الاغذيه،أنا محتاج التعاقد ده ضرورى ويارب نتفق إحنا الاتنين وميطلبش منى حاجه مقدرش أوافق عليها 


يحيى _بس كده عيونى يا صقر،وإن شاء الله التعاقد يتم 

___

كانت تجلس على فراشها تحتضن وسادتها شاردة فى تلك التى إستمعته من صديقتها مونى . 


لاحظت ليان أن ياسمينا شاردة منذ وقت طويل فقال بمزاح وهى تغمز لها_ياسو،السنارة غمزت ولا إيه 


ضيقت ياسمينا أعينها رامقه ليا بإستياء_سنارة إيه إنتى كمان 


ليان_طيب مالك كده سرحانه فى إيه اللى واخدك منى غير إنك بتفكرى بفارس احلامك 


ياسمينا _اااوف ليا ،هوا مفيش فى دماغكم غير فكرة الارتباط العقيمة دى 


ليل بإستغراب _طيب بتفكرى فى إيه إحكيلى 


ياسمينا وقد عقدت النية على تنفيذ تلك الفكرة التى راقتها_أنا قررت أريح دادى واجيبله الحفيد 


صاحت ليا بفرحه _ياااس ياسو اخيرا وافقتى 


ياسمينا _وافقت على ايه؟؟

ليان _الجواز 


القت ياسمينا بالوسادة فى وجه ليان_ليا إنتى عايزة تجننينى !!

أبعدت ليان الوسادة عن وجهها_مش فاهمه ،إنتى بتقولى وافقتى تجيبى لانكل الحفيد ،هتجيبه إزاى يعنى أفهم 


ياسمينا _هو يعنى مفيش طريقه غير الجواز؟


ليان بتفكيير_هتعملى إيه هتتبنى طفل؟؟؟


ياسمينا _لا فكرت فى الحل ده من زمان،بس مش هحس إنى هحب الطفل وهتعلق بيه اوى،خايفه مشاعرى ناحيته تكون مجرد شفقة وإحسان بس ،أنا عايزة الطفل يكون بتاعى أنا جزء منى علشان أقدر أديله كل الحب 


ليان وهى تحك ذقنها_أمرك عجيب ،مش فاهماكى ياسو 


ياسمينا _شايفه مونى عملت إيه علشان تحصل على طفل ،أجرت رحم 


أنا كمان هعمل زيها


ليا بعدم بفهم_بس مونى متجوزة هتعملى زيها إزاى مش فاهمه ،إوعى تقولى إنك هتأجرى رحمك؟

ياسمينا بامتعاض _هأجره إزاى يا متخلفه إنتى ،بقولك عايزة الجنين ده ليا أنا يكون بتاعى محدش يأخده منى  


ليا _أنا مش فاهمه حاجه ،وهتعمليها إزاى دى 


ياسمينا _إيزى يا ليا،هروح المركز المتخصص وأطلب منهم يحطولى أى عينه ويبقى الجنين بتاعى 


لوت ليان حاجبيها_ياسلام ،بالسهولة دى يوافقوا،معتقدش 


ياسمينا وهى ترتب لشىء ما _الفلوس يا ليا بتعمل كل حاجه


ليا_وأنكل ذكى هيوافق على حاجه زى دى 


ياسمينا _ليه هيرفض هوا مش عايز حفيد وأنا هجيبله حفيد وأبقى كده ضربت عصفورين بحجر واحد ،حصلت على طفل ومتجوزتش كمان 

ياااى يا ليا أيام سو إكسيتينج (أنا متحمسة جدا)


بقيت ليا صامته لا تدرى ما تقوله 

ياسمينا _ليا الموضوع ده محدش يعرف بيه غيرنا حتى دادى ،انا مش هقوله غير لما انفذ اللى فى دماغى الاول 


ليان_اوك ياسو دونت ورى (متقلقيش)


__


فى الصباح 

فى الجامعه 

تفآجئت مودة أن سلمى وحدها من دون أميرة

فقالت بتعابير وجه قلقه_أميرة مجتش ليه،تعبانه ولا إيه 


سلمى_يعنى حاجه زى كده 


مودة _حاجه زى كده إزاى ياسلمى قولى


سلمى_أميرة ايديها مكسورة ،يومين كده وتيجى تانى 


مودة بقلق_إيدها إتكسرت إزاى يعنى ،كده من الباب للطاق!!!


سلمى بضيق_لا الزفت اللى إسمه عادل 


وضعت مودة يدها على فمها _ياحبيبتى ،ثم قالت بغضب _أنا مش فاهمه الاخ لما يكون حنين مع أخته هيجرى حاجه ،والله ما هيجرا حاجه ،إستغفر الله العظيم،يلا قومى خدينى عند أميرة أطمن عليها 


سلمى وهى تجعل مودة تجلس_اقعدى بس أميرة كويسه والله 


مودة_لا مش هقدر مطمنش عليها 


سلمى_طيب نخلص محاضراتنا ونروحلها وتكونى إستأذنتى من زوجك 


إقتنعت مودة بما تقوله سلمى_صح معاكى حق ،أنا هكلم صقر دلوقتى أقوله


___

فى مكتب صقر


دخل يحيى مكتب الصقر مبتسماً _ابسط ياعم أخدتلك معاد معاهم بكرة الصبح جهز نفسك بقا ومبروك مقدماً ،عقبالى متبشرنى إنت كمان 


صقر بجديه_برافو عليك يايحيى،متقلقش هكلم مريم لما نرجع إن شاء الله 


يحيى رافعا يده لأعلى_ياااارب


رن هاتف الصقر ليجيب_السلام عليكم،حبيبة قلبى وحشتينى 


ضحكت هى وقالت بدلال _ياسلام لحقت وحشتك ،مبقاليش غير ساعتين بس 


الصقر بهيام_الساعتين دول كأنهم سنتين بالنسبة ليا ياحياتى


تنحنح يحيى قائلا بمزاح_متراعى يا اخى اخوك السنجل الغلبان ده 


رمقه صقر بضيق_إنت لسه قاعد عندك يازفت بتعمل إيه ،غور على مكتبك يلا


يحيى متوجهها للخارج _طيب ياعم متزوقش ،ثم عاد له مرة اخرى،ولا اقولك أعقد أسمع واتعلم!!

دفشه صقر بدباسة الاوراق بغيظ _غور يالا ،فتفاداها يحيى بمهارة_ماشى ياعم الحبيب

ضحك الصقر وهز رأسه يمنه ويسره ومن ثم عاود حديثه مع مودة_معلش يا روحى كنت بطرق يحيى اللى كان قاعدلى زى فرقع لوز


ضحكت مودة فهى تعرف ان صقر ويحيى دائما الشجار رغم كونهما لا يستغنيان عن بعضهما البعض 

صقر بجديه_ممكن يامدام ،متضحكيش فى الجامعه مش عايز حد يشوف ضحكتك غيرى انا وبس 


عبست مودة _أكشر يعنى 


صقر بمرح_ولا حتى تكشرى ،لانك بردو لما بتكشرى بتكونى جميلة اوى 


ضحكت  مودة _صقر بطل بكش من فضلك ،وإسمع أنا عايزة منك إيه 


صقر_كلى أذان صاغيه ياعيون الصقر 


مودة بتبرم_يووه مش هنخلص 


صقر _أنا قلت إيه بس


مودة _صقر من فضلك ركز معايا 


صقر لاستفزازها_ما أنا كنت مركز  وعمال اتغزل ومش عاجب 


مودة بجديه_صقر وبعدين بقا 


ضحك صقر_خلاص هاتى ما عندك ،سامعك ياقلبى 


مودة_ايوة كده إسمعنى ،أميرة صاحبتى أخوها عادل اللى كنت بحكيلك عنه ،علطول حاد وقاسى معاها ،ده كسر إيديها  وانا عايزة اروح اطمن عليها 


عبست تقاسيم وجه الصقر بالضيق من اجل اميرة_إزاى يعمل كده فى اخته المتخلف ده 


مودة_صقر علشان خاطرى وافق إنى اروح مع سلمى بعد المحاضرات أطمن عليها 


صقر بتوعد _لا أنا اللى هوصلكم لهناك بنفسى 


مودة_سلمى مش هتوافق تركب معانا ياصقر،خلينى أروح معاها وإنت خلص شغل وتعالى خدنى من هناك


صقر بغموض_لا أنا هوديكى وهجيبك كمان ،فى ناس هناك محتاجه تتعلم الادب من اول وجديد ،إنتى كنتى قولتى إن اخوها ده واد صايع وبتاع بنات!!!


مودة بتوجس _صقر إنت ناوى على إيه !!!


صقر _لا ولا حاجه ياروحى قوليلى هتخلصوا إمتا!!!

_____


كانت مريم تجلس مع هنا بداخل شقتها إلى أن تعود مودة حتى لا تبقى وحدها 


كانت هنا قد أخبرت زوجها أن ينهى عمله باكراً ليخرجا لتناول الغداء معاً فى أحد المطاعم ،لذا قُرب موعد عودته ،إرتدت  ملابس مناسبة للخروج وتجهزت إلى أن يعود 


إلا أنه تأخر عن موعده فظلت تتصل به لكنه لا يجيب فقالت بضيق_اووف مش بيرد ليه 


مريم _يابنتى زمانه جاى فى الطريق 


إلا أن هنا قد تملك منها الغضب وظلت تتصل به دون انقطاع إلى أن اجاب أخيرا ولكن الشبكة الاسلكية كانت ضعيفه فوقفت بالخارج مع مريم عند باب شقتها وقال بعصبيه _اييييمن إتأخرت ليه ومش بترد علي إتصالاااتى ليه ها 


كان يجلس فى مكتبه بهدوء،تتابعه نظرات تلك التى تدعى قمر ،ترمقه بإهتمام ولا تحيد نظرها عنه _معلش ياحبيبتى،كان فى ايدى شغل مهم ومقدرش أسيبه 


لتصيح به هنا _ياااسلام ،الشغل أهم منى 


أيمن بهدوء_لا طبعا يا حبيبتي إنتى اهم 


هنا بضيق_ماهو واضح يا أستاذ أيمن,ومش بترد على إتصالاتى ليه بقا؟؟


أيمن_علشان عارف إنك هتعملى كده وهتعطلينى،قلت أخلص وأكلمك 


لتصيح به هنا مرة اخرى_أعطلك ،بس مكالمتى دى اللى متتعداش ٥ ثوانى هتعطلك 


أيمن_لا ابدا يا حبيبتي مقصدش،أنا بس كنت عايز أخلص بسرعه واجيلك علشان نخرج 


هنا بإنفعال_قدامك قد إيه 


إيمن_نص ساعه بس ياحبيبتى 


لتصيح به مرة ثالثه_نعممم ،لااا أيمن إنت مخادع ،إنت وعدتنى هنخرج نتغدا سوا منتظراك بقالى نص ساعه وعايزنى كمان انتظر كل ده ،لإما تيجى حالا لإما مش قاعدالك فى البيت هنا 


أبعد أيمن الهاتف عن أذنه لان على ما يبدو صوتها العالى ربما سيتسبب فى إصابته بالصمم ،زفر مطولا ثم وضعه مرة اخرى على أذنه _ها خلصتى ،إرتحى كدا لما سمعتى الجيران عندك!!


لكن على ما يبدو أن هنا مازالت غاضبه_أيمن ،إنت بارد كده إزاى ومتبلد المشاعر كمان


أيمن بضيق_أنا يا هنا !!


لتردف هى بصوت أشبه بالبكاء_أيمن إنت مش بتحبنى ،أنا مش قاعدة لك فى البيت ثانية واحده وأغلقت الخط بسرعه 


حملق أيمن بالهاتف غاضباً من تصرفات زوجته الجنونية_دى قفلت فى وشى ،المجنونه ممكن تعملها وتسيب البيت ،إستغفر الله العظيم


إستشفت تلك التى تراقبه وتتابعه بإهتمام ،أنه ربما تشاجر مع زوجته فعلمت أن هذه فرصتها للتقرب منه ....

__


انهت هنا المكالمة دون إستماع لما سيقوله زوجها ووقفت تركل الارض بقدميها بغيظ _ماشى يا ايمن ،بقا أنا تسيبنى ملطوعه طول الوقت ده .

  وجدت هنا من تمسكها من حجابها _ياشيخه حرام عليكى إنتى إيه ،،الراجل علشان هادى وصابر عليكى ومتحملك ومتحمل جنونك ،تقومى تسوقى فيها!!!


صاحت هنا بصدمة وضيق_طنط حسنية !!! إيه سيبى شعرى !!


حسنية بغضب _لا لما تنظبطى الاول,الظاهر إنك عايزة اللى يديكى على دماغك علشان تتعدلى 


حررت هنا نفسها من بين يدى حسنية قائلة بضيق_إيه الكلام اللى بتقوليه ده ياطنط 


حسنية_بقول اللى أنا شايفاه بعينى ،شايفه زوجك متحمل جنانك وساكت ياحبة عينى ربنا يحميه ،وإنتى كل مرة بتسوقى فيها معاه ،بس يكون فى علمك كل واحد وعنده مقدار طاقه وتحمل معينه ،متلوميش نفسك بقا لما تخلص


هنا بإهتمام_قصدك إيه ياطنط 


حسنية_قصدى,ياعين طنطك،ممكن يزهق ،وواحدة تانيه تاخده منك 


هنا بغضب_يفكر بس يعملها وأنا كنت أقتله هوا وهيا 

امسكتها حسنية مرة أخرى_ما هو طول ما إنتى عصبية كده ومجنونه ،هيدور على غيرك من غير كلام ،إهدى كده وإركزى،وإحمدى ربك إنه رزقك بزوج حنين وطيب،غيرك بتاخد على دماغها ومش بتقدر تقوله تلت الثلاثه كام 


أكدت مريم على كلام حسنية_فعلا ياهنا طنط حسنية معاها حق ،أسلوبك ده مع زوجك مش صح 


حسنية_إدخلى شقتك وإقفلى عليكى بابك وجوزك لما يرجع إستستمحيه وبوسى رأسه وأوعديه إن إسلوبك ده يتغير 


مريم _هنا ،زوجك جنتك ونارك ياحبيبتى ،إوعى فى يوم ينام زعلان منك 


هنا ببلاهه_هو اللى بيجى يصالحنى اصلا 


مطت حسنية شفتيها_سيبك منها يا مريم ،دى مش هتتراجع غير لما أيمن يرجعلها بضرتها فى أيده


خافت هنا وتراجعت_لالا ،بتقولى إيه ياطنط 


حسنية_لو بتحبيه وخايفه ليروح منك إسمعى كلامنا 


هنا_حاضر يا طنط ،هحاول 


نظرت لها حسنية بإمتعاض_هتحاولى يا ميلة باختك يا أيمن يابنى .و همت بالرحيل _مريم أنا همشى مش ناقصه فاقعه مرارة 


ضحكت مريم بينهما همست لها هنا _مالها دى محموقه ،تكونش حماتى وأنا معرفش 


هزت مريم رأسها بإستياء_ربنا يهديكى ياهنا 


فى هذه الاثناء عاد يحيى من العمل فاستاذنت  مريم من هنا ،لتحضر له طعام الغداء 

هنا _أوك .


دلف هو ليبدل ملابسه بينما توجهت هى للمطبخ 

فرّن جرس الباب فتوجهت مريم لتفتح ظنا منها انها مودة قد عادت مع الصقر ،تلقائيا نظرت من العين السحريه ،لتبتلع هى ريقها وتتراجع للخلف وتجرى تجاه غرفه يحيى الذى كان مازال يبدل ملابسه فقال وهو يغلق أزار قمصيه مستغرباً إقتحامها غرفته _مريم فى حاجه،مودة وصقر رجعوا ،أنا سمعت جرس الباب 


لتقول مريم بإرتباك _إستخبى بسرعه يا يحيى 


ضيق يحيى حاجبيه _إستخبى!!! فى إيه يا مريم

دفشته مريم تجاه خزانه الملابس وهى تقول_بسرعه يا يحيى مفيش وقت 


إلا أن يحيى أبى الحراك_مريم فهمينى فى إيه ومالك خايفه من إيه وليه عايزانى ادخل الدولاب زى اللى عامل عاملة !!!


                 الفصل التاسع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>