رواية الاتتحدي الصقر الجزء الثاني2الفصل التاسع9بقلم اسماء عبد الهادي


لا تتحدى الصقرج٢

الفصل التاسع


لم يستطع أن يجد أحدا بحاجة للمساعدة ويقف مكتوف الأيدي ، شمر عن ساعديه وتقدم بلال بخطوات قائلا بعزم على أن يذهب لنجدة ذلك الذي يحتاج للمساعدة قائلا بنبرة تحمل في طياتها الأسف لذلك المسكين _لا أنا كمان هساعد 


تسابق الصديقان مع بعض المارة في رفع قطع الرخام الثقيلة عن السيارة وبعد برهة إستطاعوا اخراج الرجل من داخل السيارة المهشمة ،فكانت أثار الصدمة جليا على وجه كل منهما فما كان الرجل سوى الطبيب الخائن لمهنته "عرفة" اللذين كانا يطاردانه 

أجفل الصقر مكانه لا يتحرك ،بينما اقترب بلال منه يتفقد علاماته الحيوية ليقول وهز يهز رأسه بيأس من نجاته _للأسف مفيش أي مؤشر للحياة 


تقهقر الصقر للخلف حتى وصل إلى حافة الطريق وجلس على الرصيف بعيدا عن ذلك التجمع ، ينظر أمامه بشرود تجاه سيارة الإسعاف التي وصلت لتقل عرفة إلى المشفى. 

جلس بلال جوار صاحبه بصمت هو الآخر محاولا أن يستوعب ما حدث 

وبعد برهة وجد الصقر يضحك بشدة وبصوت عال جدا ولمدة طويلة 

تعجب بلال من تلك الحالة التى عليها صديقه فوضع يده على ساعده يقول بقلق_صقر 


تحول ضحك صقر إلى حزن وعبوس بعدما انتهت نوية الضحك التى انتابته قائلا بصوت مختنق_ هرب من انتقامي اللي كان منتظره علشان يقابل المنتقم الجبار

ياترى لما يقابله هيقوله إيه؟

،صمت قليلا ثم التفت إلى بلال الذي يبادله النظرات بحزن_هل ممكن يكون تاب من عملته قبل ما يموت ،هل فلوسه اللي أخدها على الذنب العظيم اللي عمله ،نفعته دلوقتي؟؟

أهو زي ما إنت شايف مات ومأخدش حاجة معاه 

تنهد مطولا يخرج ما يعتلي بصدره من هم 


مخفضا رأسه لأسفل ،وكأنه لم يعد راغبا في رفع رأسه حتى لا تلفحه الحياة بصدماتها مرة أخرى 

_الحياة عايزة مني إيه تاني ،عمالة تعطيني صفعات واحدة ورا التانية ،أنا تعبت يا بلال ، معقول يكون ليا بنت كان ممكن تخفف عني السنوات العجاف اللي عشتهم ،وأفضل اربع سنين



 معرفش عنها حاجة،وكان ممكن مكنتش أعرف عنها حاجة طول العمر ،أنا كل لما أفكر في كده بحس إني هتجنن يا بلال.

ضغط على أسنانه بشدة وهو يقول بشر _أقسم بالله ما كنت ناوي أرحمه ،ولا هرحمها المتخلفة التانية كمان


خرج بلال عن صمته قائلا _من رحمة ربنا عليك إنك ملحقتوش ، محدش كان هيتوقع كنت هتعمل فيه إيه ،أعوذ بالله لما بتغضب بتتحول لصقر جارح مش شايف حاجة حواليه 


ضيق صقر أعينه _بتتكلم أكنك شفتني كده قبل كده !!


هدر به بلال مستنكرا_نعم يا خويا ،إنت مش فاكر بتكون عامل إزاي ولا عملت إيه في عيادة عرفة!! ولا قدام ذكي بيه؟


هز صقر رأسه بعدم تذكر_لا عملت إيه!!!


رفع بلال حاجبيه بتعجب_معقوله مش فاكر ده إنت ،كسرت الدنيا ومسبتش ولا حاجة سليمة 


ابتسم الصقر بشماتة_ يستاهل أكتر من كده، خلاص بقا راح للي خلقه ربنا يرحمنا يارب


أردف بلال بضيق_وكمان حضرتك زقتني في المكتب جامد كسرت ضهري يا همجي 


تعجب الصقر_أنا ،إمتا ده ؟


أشتعل بلال غضبا_انت هتستعبط يا صقر ولا إيه ،إوعى تكون مش فاكر كمان اللي عملته في المستشفي من اربع سنين 


هز الصقر رأسه بعدم تذكر أيضا

فهتف به بلال قائلا متعمدا أن يجعل نبرة صوته متبرما حتى يخفف عن صاحبه_يومها إنت كسرت الكرسي على دراعي يا مفتري وبعدها لبستني في الحيط وكنت هتجيب أجلي


لم يستطع الصقر تمالك نفسه الضحك _أنا عملت كدا!!!

ليقول بلال لاويا ثغره _لا وبعدها لما فقت من حالة الهياج بتاعتك لقيتك بتقولى "ايه اللي عمل فيك كده ،ده وقت خناق يا متخلف"


ليضحك صقر أكثر_مش معقول أنا عملت كده !! ده انا حالتي صعبة بقا 


ليضحك بلال هو الآخر فمنذ زمن لم يرى صديقه يضحك_شوفت أنا متحملك قد إيه وساكت ،على الله يطمر 


لكزه الصقر بمزاح_إنت تطول يا ابني 


ليضع بلال يده على ذراعه بإدعاء الألم _أعوذ بالله ،هترجع لأيام الهمجية تاني ولا إيه!!


اختفت البسمة من وجه الصقر وقال ناظرا لنقطة ما في الفراغ_الظاهر كده ،إن الطيبة مش نافعة معاهم ،وعايزيني أقلب على الوش اللي بيزعل


ليمسك بلال يد الصقر برجاء _لا أبوس إيدك يا صقر ،بلاش 

ليهب الصقر من مكانه يشتعل غضبا_ مش هسيبلها بنتي تاني يا بلال ،أكيد البنت بقت نسخة منها ، بنتي هتتربى منين ،ومعاها واحدة متخلفة مشافتش تربية من أصله 


_هتجيبها وهتربيها إنت ياصقر وهتكون بنت الكل يحلف بأخلاقها ،متقلقش ياصاحبي


___

بعد أسبوع


كانت تجلس بحزن و بأصابعها ذات الأظافر الطويلة والتي يبدو عليها أنها تنال عناية فائقة ، تطرق على جهازها اللوحي، تنتظر أي رسالة منه ،أي رد يريح قلبها ،فهو قد نفَّذ تهديده ،فلقد مر اسبوع دون أن يرد على رسائلها أو مكالماتها 


اقتربت منها تلك التي تشبه قطعة كعك محلاة من جمالها الأخاذ وبرائتها الطاغية _ مامي جدو مردش!!


زفرت ياسمينا بضجر _لا يامودي ،مردش 


قالت بحزن لم تستطع ملامحها البريئة إخفاءه _طيب ليه جدو مش عايز يكلمنا يامامي ،هو مبقاش يحبنا!!


اعتدلت ياسمينا في جلستها ووضعت يدها على وجنة ابنتها_لا يا روحي ،ذيكو ،ميقدرش يستغنى عننا أبدا 


تنهدت بتبرم واضح_طيب ليه مش بيكلمنا يا مامي !

ضمت ياسمينا شفتيها _علشان عايزانا نرجع مصر يا مودي 


فرحت مودي لسماع ذلك_واو ،،أنا عايزة انزل مصر يا مامي 


تعجبت ياسمينا من تلك الفرحة التي رأتها بأعين مودي فقالت _مودي هو إنت شوفتي مصر فين علشان تتحمسي كدا!!!


هزت مودي رأسها بالنفى _نو ،مشفتش مصر ،لكن أكيد جميلة كفاية إن فيها جدو 


صمت قليلا ثم اردفت_وبابي كمان ،يا مامي مش كدا!!


فتحت ياسمينا فمها قائلة ببلاهة_ها باباي!


_يس ، بابي هناك عند جدو في مصر ،إنتي قولتيلي كده 


ابتسمت ياسمينا لها ببلاهة

أردفت مودي بحزن _ليه بابي مش بيجي هنا ولا بيسأل علينا ؟


تلعثمت ياسمينا ولم تدري ما تقول،أتقول لها أنه لا يعرف بشأنها شيئا لانها أخفت ذلك عنه_ مم ..مشغول يامودي


بدت مودي مستاءه فهي لم يعجبها ذلك التبرير _نو مامي، جدو كمان مشغول ،و كل يوم بيكلمنا،وكمان في الهولى دايز(الاجازات) بيجي يقضيه معانا هنا لكن بابي لا 


حاطتها ياسمينا بذراعيها مُقبلة إياها على شعرها_روح مامي،أنا معاكي أهو ،عايزة بابي في إيه 

ابتعدت مودي عنها قليلا في تزمر_نو مامي ،كلكم عندكم بابي وأنا لا ، ليه أنا مش عندي بابي زيكم !! كل اللي في النادي عندهم بابي بيشجعهم في الاكتيفيتز(الأنشطة) وأنا لا ..مامي بليز نرجع مصر علشان أشوف بابي 


شردت ياسمينا بخوف_نرجع مصر!!


اقتربت منها مودة تمسك ملابسها برجاء _بليز مامي وافقي ،بليز 


____

جلست جواره على طرف الفراش تمسد على شعره الغزير _شاهين حبيبي، عامل إيه 


أجابها بهدوء_كويس يا ماما


طبعت قبلة على وجنته_حبيبي ممكن أعرف جدو بيأخدك بتروحوا فين!!


جَابَهَ سؤالها بسؤال آخر_ انتي قلتي بابا اسمه صقر صح يا ماما!!


بمجرد ذكر إسمه اهتزت اوتار قلبها المحب يعزف سيمفونية شوق بالغ لزوج غائب لا تدري عنه شيئا _اه يا شاهين بابا اسمه صقر الزيني 


هتف بجمود _هو فين!!

ابتلعت ريقها لا تدري ماذا تقول وهي التي تتمنى أن تسمع عن اخباره شيئا_مسافر يا شاهين 


صمت شاهين ولم يعقب فقالت برجاء وشعاع أمل لا ينقطع_بس هيرجع ،أكيد هيرجع يا شاهين ،علشان بابا بيحبنا جدا 


التفت إليها متسائلا _ بيحبنا!!


أجابت بنظرة حالمة وضربات قلبها تشتعل حنين وحب_فوق ما تتخيل ، باباك كان طيب جدا والكل بيحبه ،علشان كده أنا حبيته جدا ومقدرش استغنى عنه ، باباك كان فرحان أوي لما عرف إني حامل وكان متحمس إنه يشوفك جدا 


_وبعدين!!


تنهدت مودة بألم وهي تضم ولدها إلى صدرها _ظروف منعته عنا يا شاهين،ظروف كانت أقوى منى ومنه كانت حائل إننا نشوفه ،بس أكيد هيرجع أنا واثقه انه مش هيسيبنا 



اخرجت صغيرها من بين ذراعيها ووضعت رأسه بين كفيها_مش عايزاك تزعل من بابا يا شاهين ،بابا والله بيحبك،على عينه بعده عنك 


لم يعلق شاهين ولم تدري مودة ماذا يجول في خاطره،أهو مقتنع بكلامها ،أم لا ،لكنه بدا لها غير متحمسا أبدا 


فقالت لتغير الموضوع _ها يا حبيبي، مش هتقولي بتروح فين مع جدك!!!


وجدته يتثائب ويبدو عليه النعاس ،فحملته على الفراش وتمددت جواره ،تنام معه هذه الليلة ،متحدية أوامر ابيها بأن ينام شاهين وحده 

لكنها كانت بحاجة إلى أن تنام جوار صغيرها ، فلربما كان كل منهم بحاجة إلى الإحساس بالأمان جوار الآخر ، ذلك الاحساس الذي فقدته منذ أن تفرقت عن زوجها التي لم تشعر بطعم الأمان والسعادة إلا جواره 

كان لها الحصن والسند التي تتكأ عليه وتحتمي به من نوائب الحياة 

نظرت لذلك الصغير النائم بتعب ،والذي يشبه والده إلى حد كبير ،لترى فيه حبيبها ،أطالت النظر إليه بدموع ملتاعة علها تروي ظمأ قلبها الذي اشتكي من كثرة الاشتياق للحبيب البعيد.

_____


تمسك هاتفها تتآكل من الغيظ ،فهي اسبوع كامل تحاول مع سلمى أن تأتى إلى المنزل ،لكن على ما يبدو أن سلمى قد اتخذت قرارها ولن تتراجع فيه 

خرجت لتروي ظمأها بكوب ماء بارد من الثلاجة بالمطبخ 

لتجد أخيها ينادي عليها ،أدارت رأسها تجاهه_نعم يا عادل 


_مش شايف سلمى جت هنا بقالها فترة ،خير هيه تعبانة!!


كانت أميرة طوال هذا الاسبوع تفكر في حل لوضع أميرة وعادل ،وبمجرد أن قال عادل ذلك حتى_استغلت الفرصة وأرادت أن تدعي أن سلمى مريضة لترى ردة فعله _ اه يا عادل ، تعبانة شوية!!


تحولت ملامح عادل للقلق وقال بلهفة_ألف سلامة عليها ،تعبانة بتشتكى من إيه!!


لوت أميرة ثغرها بضجر من أخيها بعدما تأكدت من وجود مشاعر يكنها لسلمى لكنه يعاند بقالت بسخرية_بتشتكي من البرود 


رمقها باستغراب_برود إيه ،عندها برد يعني!!!


تنهد أميرة وعقد ذراعها أمام صدرها_بقولك برود ،برود 


_مش فاهم يا أميرة ،إيه برود ده!!


زفرت أميرة وقالت وهي ترحل من أمامه _ولا عمرك هتفهم 


حكّ عادل مؤخرة رأسه بعدم فهم ومن ثم نادى على اخته_أميرة استني


التفت إليه بضيق_نعم يا عادل 


اقترب منها عادل _اطلعي اطمني عليها وطمنيني ،علشان خاطري 


_ليه!


ارتبك ولم يستطع الرد_ها ..ما ما مفيش عادي يعني بنت خالي وكلنا لازم نطمن عليها!!


_لا يا شيخ ،بس كده 


لوى عادل ثغره بضيق_في إيه يا ميرا مالك 


ابتعدت أميرة عنها بغية دلوف غرفتها_مفيش ،أنا رايحة أوضتي أنا مش حمل شلل ،أنا فيا اللي مكفيني 


حاول عادل أن يمنعها من الذهاب الآن قبل أن تؤكد عليه أنها ستصعد لتطمئن عليها لكنها أشارت له بالابتعاد _ خلاص يا عادل بقا ،أنا تعبت وعايزة أرتاح 


وقف عادل محله متنهدا بحزن _حبيبتى يا أميرة ربي يقدرني وأجمع المبلغ في اقرب وقت علشان عمليتك ، هانت .

______

أخذت تجوب الغرفة بضيق ،لا تريد أن تترك صديقتها هكذا بدون أن تكون جوارها ،ولكنها لا تستطيع أن تصعد معها ،فهي لم تخرج منذ الحادث وبأي وجه ستخرج به ،فكرت كثيرا فحسمت قرارها بالنهاية ،ستصعد إليها لكنها سوف تُخفي وجهها بحجابها _أنا هخبي وشى وأنا طالعة فوق وكمان هطلع بسرعة قبل ما حد يشوفني 


مجرد التفكير بالأمر جعلها تتنفس بسرعة كبيرة ، تنفست بعمق حتى تُهدئ من روعها وارتدت إسدالها وغطت وجهها بجزء من حجابها وتوجهت الى خارج المنزل، بمجرد ان فتحت باب المنزل، حتى وجدت أسامة أمامها، ارتبكت وأخفت وجهها بسرعة وانطلقت هاربة الى أعلى ولم ترد حتى على تحيته 

وقف يطالعها بحزن وهي تصعد الى أعلى، تألم لكونها تخجل من أن يراها أحد بوجهها هكذا ،أطبق على اصابعه بشدة ثم طرق باب المنزل ليتحدث مع عادل فهو يريده في أمر هام







استقبله عادل بالترحاب جلسا معا في غرفته ، لاحظ عادل علامات الحزن على وجه أسامه فسأله مابه_ مالك يا أسامه في إيه؟

تنهد أسامة_ مفيش .

ومن ثم فتح الحقيبة التي معه _ عادل انا حوشت ال 40 الف دول وانت اكيد معاك زيهم مش عارف ،فاضل لنا 20 ألف أنا بأعمل جمعية و هقبضها قريب، وبكده نكون جمعنا المبلغ المطلوب لعملية أميرة

لم يصدق عادل ما يسمعه_ انت بتقول ايه يا أسامة ، انا صحيح عايز أعمل العملية لأميرة النهاردة قبل بكرة، بس ده شقى عمرك يا صاحبي

التفت أسامة الى المرآه وبدها وكأنه يطالعها فيها_ كله يهون بس أميرة ترجع تاني لطبيعتها،، وما اشوفش نظره الحزن ثاني في عينيها.

وقف عادل مشدوها بما يقول، ففتح أسامة يده ووضع النقود بها_ عشان خاطري ما تكسفنيش، خدهم علشان أميرة تخف، وأرجع ثاني أشوف الفرحة مالية عينيها


نظر عادل للنقود في يده ومن ثم قال_ أسامة إنت بتحب أميرة؟

ارتبك أسامة وزاغت أعينه وقال وهو يخفي مشاعره الحقيقية_ انا لا لا...... عادل أنا اتأخرت أنا لازم أمشي سلام.

وفرّ من أمام عادل بسرعة، حكّ عادل رأسه وهو يقول بدهاء_ أنا متأكد انه بيحبها، تصرفاته كلها بتقول كده..

ثم ابتسم في نفسه_ وانا مش هلاقي لأختي، احسن منك يا صاحبي.

_____

طرقت الباب بشده وانفاسها تعلو وتهبط، فتحت لها سلمى الباب، وبمجرد أن دخلت أميرة ، حتى ارتمت بين ذراعيها تبكي 

ربتت سلمى على ظهرها بحنو_ أميرة حبيبتي مالك انا فرحانة انك خرجتي أخيرا.

ردت اميره ببكاء_ أسامة شافني يا سلمى

استغربت سلمى وقالت_ حبيبتي وإيه المشكلة؟

انتفضت أميرة بوجع_ ما كنتش عايزه حد يشوفني بشكلي ده 

احاطتها سلمى بذراعيها تخفف عنها _ حبيبتي ما فيش حاجة مستاهله بكاءك ده



في هذه اللحظة استمعا لجرس الباب ، فوقفت سلمى أمامه لترى من الطارق_مين !


_ دي انا ياسمينا 

اتسعت حدقتي البنتين، وقالت سلمى بفرح_ معقوله ياسمينه رجعت مصر

وهمت بسرعه لتفتح الباب، لكن اميره استوقفتها_ سلمى اوعي تقولي لها حاجه عن اللي حصلي، انا هدخل استنى جوه في الاوضة



تنهدت سلمى بألم وذهبت لتفتح الباب لياسمينا حتى لا تنتظر بالخارج كثيرا 

كان استقبال حار من كلاهما 

ياسمينا، وهي تحتضن سلمى_ سلمى ميس يو سو ماتش

بادلتها سلمى العناق_ وأنت كمان يا ياسو ايه المفاجاه الحلوه دي ،اتفضلي



لاحظت سلمي بنوته جميلة _ مين الطعمه دي!

مسدت ياسمينا على شعر مودي _ دي مودي بنتي

اجفلت سلمى محلها وهتفت_ بنت مودة!!!

اغرورقت عيناها بالدموع، وهي تضمها الى صدرها وتبكي

استغربت ياسمينا بكاء سلمى لكنها لم تعلق

مدت مودي يدها لتزيح دمعه سلمى_ دونت كراي بليز (متبكيش)

حاولت سلمى الا تبكي، وان تبتسم في وجه الصغيره_ حاضر

ازاحت الدمعات العالقة بين أهدابها وأجلست الصغيره بجوارها_ رجعتي مصر إمتى يا ياسو؟



ياسمينا_ لسه دلوقت ده انا حتى لسه ما رحتش لبابا، قلت أجي أسلم عليكم الاول هي فين أميرة، وموده اخبارها إيه؟

سلمى بحزن شديد على صديقتها الغالية_ ياسمين بجد انت ما تعرفيش اللي حصل؟

هزت ياسمين رأسها بالنفى_ نو وات هابن"حصل إيه"

جاهدت سلمى الا تبكي مره اخرى_ مودة ماتت في حادثه الانفجار من اربع سنين

انتفضت ياسمينا من مكانها بصدمه_ وات!!!...نو ..

وادمعت عينيها _ مش ممكن ازاي ده حصل 

اخفضت سلمى رأسها بألم ، وقصت لها ما حدث منذ اربع سنوات، لكنها لم تختبرها بشأن أميرة كما طلبت


هزت ياسمينا راسها باسنكار لما حدث، وحزنت كثيرا على ما حدث لموده، وسألت تبحث بعينيها عن أميرة_ أميرة فين مش شايفاها، إنت قلتي ان هي قاعدة معاك 


أجابت سلمى بتردد_ اميره جوه في الاوضه

قامت ياسمينا متوجه نحو الغرفة_ عايزه اشوفها بليز

قامت سلمى وقالت بتلعثم_ااا ..أصل


قلقت ياسمينا وادركت ان هنالك شيء أصاب اميرة_ سلمى اميره كويسه ما تخبيش عليا، يكفي اني ما اعرفش بموت مودة الا دلوقت حالا.



ضمت سلمى شفتيها بوجع_ أميرة اتبهدلت في الانفجار ، ومش عايزة حد يشوفها بحالتها دي

الا ان ياسمينا أصرت ان تطمئن على أميرة_ خليني اطمئن عليها بليز

سلمى_ أسفه أميرة مش بترضى تقابل حد، الموضوع ده بيتعبها

فما كان من ياسمينا إلا انها خطت بخطوات سريعه نحو الغرفة التي تجلس بها أميرة و قالت منادية تطرق الباب _ أميرة ، بليز افتحي

هتفت أميرة من خلف الباب_أسفة ياسمينا ، مش هقدر 


_ميرا مفيش حاجة تتحرجي منها بليز عايزة أتكلم معاكي

أميرة_من فضلك ياسمينا ،سيبيني براحتي 

حاولت ياسمينا أن تجد أي مبرر كي تجعل أميرة تفتح الباب_طيب حتى مش عايزة تشوفي مودي بنت مودة؟



أغمضت أميرة أعينها ألما فهي تتوق لرؤية أي شىء يعود لمودة _ياريت لو كان ينفع 


هتفت بها ياسمينا بعند _اسمعي ميرا ،أنا مش ماشية من هنا غير لما أخرجك من حالتك دي ،بليز افتحي بقا


تنهدت أميرة بقلة حيلة _ماشي ،بس ابعدي مودي مع سلمى ،علشان متتخضش مني 


لم تفعل ياسمينا شيئا ولم تبعد مودي كما طلبت أميرة ولكنها أجابت _أوك ،افتحي بقا



فتحت أميرة الباب بعد أن أخفت جزء كبير من وجهها بحجابها، لكن ياسمينا استطاعت معرفة قدر الضرر الذي لحق بها ،و لم تبد أي ردة فعل ،فقط عانقتها عناق شديد وهي تؤكد أنها ستفعل كل ما بوسعها لمساعدتها _أميرة، مس يو ...كده مش عايزة تشوفيني؟


تحجرت الدمعات بين أهداب أميرة_أسفة ياسو ،أسفة أوي

شددت ياسمينا من عناق أميرة_ مش هسيبك ميرا تعاني أكتر من كده هعمل اللي المفروض كنت أعمله من اربع سنين 

_أنا الحمد لله رضيت بحالي كده!،عن اذنك هدخل قبل ما مودي تشوفني وبعدين تتخض


لم تنتبه أميرة أن مودي وسلمى تقفان معهما في نفس المكان إلا عندما اقتربت مودي منها قائلة بصوت رقيق عذب_هاي ميرا؟

حملقت أميرة في الفراغ ،أهذه الصغيرة رأتها على هذا الحال، لابد وأنها خائفة من شكلها المقزز فقالت وهي تخفي وجهها أكثر_أرجوكي، ابعدى علشان مش تخافي


نظرت مودي إلى أمها التي أومأت لها بأن تتقدم_نو ،أنا مش خايفه منك ميرا 

ثم اقتربت منها أكتر ،حتى وقفت قبالتها ،ظلت أميرة تحدق بها كثيرًا فهي حقا نسخة من أمها الراحلة،فوجدت نفسها تنحني عليها تعانقها بشوق شديد جدا ،ربتت مودي بأصابعها الصغيرة على كتف أميرة_متزعليش ،يور فيس"وجهك" هيرجع تاني زي جيسي مي فريند ،عملت عملية وبقت كويسة


ابتعدت أميرة عنها قليلا لكنها لم تفلت يدها ،ونظرت لياسمينا

هتفت ياسمينا_جيسي صديقة مودى وجارتنا في البرازيل، اتعرضت لموقف مشابه ليكي يا ميرا ،وكل أصحابها بعدوا عنها ،لكني كنت بشجع مودي انها تكون جمبها ومتتخلاش عنها في محنتها وفعلا مودي كانت جدعة أوي وفضلت معاها مسابتهاش ،،وبعدها جيسي عملت تجميل ووشها رجع تاني جميل 








انحنت سلمى تُقبل مودي فهي اعجبت بها_برافو عليكي يا حبيبتي.

بينما لم تستطع أميرة أن تمنع نفسها من البكاء فهذه الصغيرة علمتها درسا لن تنساه ،فهي كان ينبغي لها أن تتحلى أكثر بالصبر والرضا بما كُتب لها ،وما كان لها أن تتقوقع على نفسها غارقة في حزنها طوال هذه المدة.


تحدثت ياسمينا _ميرا بكرة الصبح هكلم الدكتور اللي كنت بتعامل معاه ونشوف هيقول ايه؟


أميرة _ملوش لزوم يا ياسو .....أنا كشفت قبل كده وعارفة هيقول إيه 


ياسمينا_ميرا إنتي هتعملى العملية ،مفيش إنتظار تاني


هتفت مودي بحماس _يس يس ،بحبك ياميرو 

عانقتها أميرة بحب بالغ _وأنا كمان بحبك يامودي ،متعرفيش أنا فرحانة قد إيه إني شفتك 


نظرت ياسمينا لساعة هاتفها _بنات إحنا لازم نمشي ،نشوفكم بكرة ،ياميرا


اعتدلت أميرة ناظرة لها بامتنان_مش عارفة اشكرك إزاي ياسو،بس أنا حقيقي ،مش هقدر أجي معاكم بكرة


تجاهلت ياسمينا ماقالته فهي لن تدعها مهما كان_اوك اوك ، سي سو

                  الفصل العاشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول من هنا 



تعليقات



<>