رواية مخدوعتي"
بقلم منار عصام
الفصل الاول والثاني
-معرفتيش مالها يابنتى؟
= لا والله ياطنط، بقالها أسبوعين عـ الحال دا أكلها قليل ونومها كتير وشبة مبتكلمش ودايمًا مصدعة..
- ياحول الله يارب، إية اللى حصلك يا بنتي مانتي كنتي كويسة..
=ممكن كانت مرتبطة وفشكلت؟
- إنتي تعرفي عنها كدا بردو، دى ناوية تخلي والدة خطيبها هى اللى تلبسلها الدبلة وهتلتزم بضوابط الخطوبة لأقصى حد.. تقوم ترتبط؟
= مانا دا اللى مجنني.. إية اللى حصلها..
- لعلة خير أنا هقوم أروّح عشان ألحق القطر وأرجع البلد، خلوا بالكو من بعض ي ولاد..
= حاضر ياطنط مع السلامه
" تانى يوم فـ الكلية، قاعدة طول المحاضرة ساكتة مش عوايدها، مش متعود منها ع كدة.. متعود إنها تقاوحني، تجادلنى بالمنطق.. مش عارف أشرح وأنا شايفها ساكتة وحزينة كدا أنا هنكشها..
- إنتى يا أنسة..
* عرفت إنى بشاورلها فقامت وقفت*
= أنا يادكتور!!
- أيوة إنتي.. قاعدة طول المحاضرة ساكتة وسرحانة ومش مركزة.. لو مش هتهتمى للمحاضرة يبقى تخرجى برة أحسن وإسرحي براحتك...
*خلصت كلامى ولقيتها لمت حجاتها من غير ولا كلمة وخرجت وسط ذهول المحاضرة كلها محدش مننا متعود ع سكاتها راحت الكافتيريا وفضلت قاعدة ضامة إيديها وساكتة*
- مش ملاحظ إنها بتيجى هنا بقالها أُسبوعين تقعد نفس القاعدة ومبتطلبش قهوتها كالعادة..
= وإنتَ مالك، خليك ف شغلك..
- أنا هعملها قهوة عمولة وأديهالها من غير فلوس..
=إية هتبقشش عليها من جيبك.
- ياعم لا بقشش ولا مبقشش،متنساش إنها كانت بتسيب تبس للكل..إعتبرة من حق التبس..
= إعمل اللى إنت عاوزة،أنا هنزل الطلب دا..
*عمل القهوة ونزلها فقالت*
- إية دا؟أنا مطلبتش قهوة!
= حضرتك مطلبتيش بس أنا ملاحظ إن حضرتك بتيجي هنا بقالك إسبوعين تقعدى نفس القاعدة وتبصي للكرسى،ففكرت إنى أجيبلك القهوة النهارده..
*بصيتلة بابتسامة وشكرتة عالقهوة ومشي،دخلت وقعدت قدامها وهى ع نفس الحالة*
- ممكن أفهم مالك..وفيكى إية؟!
= مفيش..
- مفيش إزاى..إنتى مش ملاحظة إنتى عملتى إية النهاردة..
= عملت إية؟ أنا معملتش حاجة!
- مالمصيبة إنك معملتيش، فين وعد بتاعة زمان اللى كل ما أكلمها كلمة تقاوحني وتجادلني بالمنطق..أنا كنت متوقع لما أطردك تقولي معملتش حاجة ومش من حقك تطردني..سألت صحابك وقالوا إنك عالحال دا بقالك إسبوعين..مالك ياوعد..
= قلت لحضرتك مفيش حاجة يادكتور..
- لا فية..ممكن تكونى فركشتى ودا سبب إكتئابك..
= هو إحنا فين..
- نعم!!
= المؤسسة اللى إحنا فيها إسمها إية؟!
- جامعة الأزهر..
= وتفتكر إية أول حاجة علموهلنا ف إبتدائى..
- إيــة؟!
= إن ربنا شايفنا ومطلع ع كل فعل إحنا بنعمله..فتخيل لما أعصية فوق أرضة وتحت سماة وأنا على دينة وف كونة وعارفة إنة شايفنى هيكون عقابى إية..
- مقصدش كدا....
= ولا تقصد،إنت رمتنى بتهمة أنا مقبلهاش..عن إذنك
*سابتنى ومشيت وإختفت ف ثانية بس أنا عارف إنها لما بتضايق بتروح تشكى لربنا قدام البحر*
-كنت عارف إنى هلاقيكي هنا..
= خير يادكتور حضرتك عاوز إية تانى؟!
- بحبك وعاوز أتجوزك!
*مع إبتسامة سمجة كدا،بس لقيتها بدءت تتعصب فكررت سؤالى تانى فجاوبت*
= عارف كلمة بحبك دى بكرهها كرة العما، كلمة من أربع حروف قادرة تدمر حياة أي إتنين ولو جابوا أطفال حياتهم هما كمان بتدمر.
*رديت بهزار عشان أخفف من حدة الموقف*
- ياستير يارب.. لية كدا إية التشاؤم دا.. أمال لو قلتلك بكرهك هتقومي الحرب العالمية التالتة ولا إية؟!
= حضرتك شايف إنها كلمة بسيطة بس تقدر تقنعنى إن اللى قتل مراتة مقلهاش بحبك، اللى دبح مراتة وقطعها ورماها ف
الزبالة مقلهاش بحبك، اللى حرق مراتة مقلهاش بحبك، اللى خلع عنين مراتة قدام عيالهم وكانت بتترجاة يسيبلها عين تشوف بية عيالها مقلهاش بحبك، اللى حدف مراتة من بلكونة
بيتهم مقلهاش بحبك، اللى كان مع مراتة وهى بتجيب التحاليل وعرفوا إن عندها كانسر وخرجوا من غير منطقوا بحرف وفـ المواصلة قالها إنتى طالق من غير مقدمات دا مقلهاش بحبك، الصاحبة اللى سرقت خطيب صحبتها مقلتلهاش بحبك،
الصاحبة اللى اتجوزت جوز صحبتها وعملتلهم عمل بكرة بعض مقلتلهاش بحبك، الصاحبة اللى لغت لصاحبتها حجز الميكاب والفستان والقاعة والسيشن عشان تكسر فرحة صحبتها الأنتيم مقلتلهاش بحبك، الأب اللى مفهم بنتة إنة أعظم أب فى الدنيا
وفـ الآخر باعها لواحد أد أبوها عشان فلوس مقلهاش بحبك، كل العلاقات زايفة، كلهم فيك.. محدش سالك ومحدش صالح، أنا الحمدلله ربنا رزقنى بأب وأم بيحبونى لذاتي وأصحاب
بيتمنولي الخير.. لكن مضمنش الشخص اللى هتجوزة يكون زيهم.. أنا دايماً خايفة خايفة من الناس والعلاقات، من بكرة ومن المستقبل المجهول.. صعب حد يعرف يطمنى.. هتعرف تطمنى؟!
- أوعدك إنى هبذل قصارى جهدى فـ..
*قبل ما أكمل كلامى لقيتها أغمى عليها أخدتها وروحت المستشفى ف أسرع وقت،مرت ساعة والدكتور بيفحصها وبعدين خرج*
- ها يادكتور مالها..
= للأسف الأنسة عندها ورم ف الدماغ وف آخر مراحلة!!!
بقلم منار عصام
الفصل الثاني
*دخلت الأوضة لقيتها باصة ف السقف دموعها بتنزل من غير صوت قعدت جمبها ومديت إيدى براحة ومسحتلها دموعها،لأول مرة متقاوحش ومترفضش حاجة بقدمها لها ،لأول مرة بشوف دموعها،حسيت بغصة ف قلبى لمجرد إنى شوفتها بتبكى*
- طب بتعيطى لية دلوقتى.. دانتى كرهتينى انا نفسى ف الرجالة..
= ممكن أطلب منك طلب؟!
- أكيد طبعاً اؤمرينى..
= ممكن محدش يعرف بمرضى..
*حاولت تتعدل وتقعد فساعدتها وحطيت مخدة ورا ضهرها..قعدت ومسكت ايدى وبصت ف عنيا وعيطت*
= أنا عارفة إنى زعلت ناس كتير منهم وخاصة اللى بحبهم بس مش هقدر أقولهم.. مش هقدر أشوفهم ف آخر أيامى وهما
منهارين ع فراقى.. عاوزة لما أموت مشوفش زعل حد منهم مبستحملش زعلهم.. وأمى بالله عليك أمى الوحيدة اللى مش
لازم تعرف، أنا خبيت لإن مفيش أمل، مفيش حاجة هتخلينى موجودة.. كنت بحاول أكرههم فيا آخر أيامى عشان لما أموت
زعلهم يكون بسيط بس مقدرتش.. مقدرتش أشوف أمى وهى بتعيط بالليل لوحدها وبتدعى ربنا يهدينى ويرجعنى زى
ماكنت.. مقدرتش والله مقدرت وقتها عيطت بحرقة ومن غير متحس حضنتنى..مقدرتش أقدملها حاجة غير إنى أحتويها وغصب عنى نزلت دموعى..حسيت وقتها إنى عاجز،واقف
قدام أكتر واحدة حبيتها ومش عارف أداوى وجعها عرفت وقتها أد إية العجز إحساس لا يطاق..بعد شوية لقيتها بدأت تبعد.. فبعدت بس لسة مركز ف عنيها لقيتها ساكتة فقولت*
- أنا متفهم إنتى ليه مش عايزة تقولى لأهلك عشان حاسة إن مفيش أمل..بس وأنا بتكلم مع الدكتور برة قالى إن فى عملية إستئصال للورم بس لازم تتعمل برة مش هنا..
*شوفت إبتسامة إستهزاء ع وشها وقالتلى*
= وأنا إيه اللى هيسفرنى برا ولو نفترض إن كلامك صح..أكيد فلوسها غالية وإحنا ع قد حالنا الحمد لله..
- ملكيش دعوة بالموضوع دا..أنا هتكفل بكل حاجة..
= حد قالك إنى شحاتة ولا محتاجة شفقة وعطف من حد..أنا يمكن السبب الأساسى اللى خلانى أخبى عليهم هى نظرة الشفقة دى..
- هو إنتى ليه سلبية كدا..ليه شايفة الوحش بس،وبعدين ياستى اعتبريهم مهرك..
= وحد قالك إنى موافقة عليك..
- الحق عليا عاوز أتجوزك وأستتك قبل متموتى بدل ميقولوا ماتت بايرة..
*ظهر شبح إبتسامة ع وشها بس خفته بسرعة وكشرت تانى *
= أنا لازم أروح عشان ف البيت أكيد قلقانين..
- طب يلا هساعدك تلمى حاجتك..
= كفى نفسك هعرف أظبط أمورى لوحدى..
- حتى وإنتى تعبانة لسانك طولة مترين..خلصى يختى لمى حاجتك لوحدك أما نشوف..
* وخرجت برا لغاية متخلص،بحاول أتماسك قدامها وأنا على تكة وهنهار..شوية وخرجت نزلت دفعت حساب المستشفى ومشينا واحنا ف العربية*
= هو حساب المستشفى كام؟!
- وإنتى مالك..مش أنا اللى خدتك يبقى أنا اللى أدفع..يلا وصلنا عند بيتك
= بس إنت عرفت العنوان إزاى أنا مقولتلكش ع المكان..
- هقولك ف الصبحية..يلا إنزلى عشان متتأخريش أكتر..
*روحت ودخلت ع أوضتى على طول عشان محدش يحس بيا وفضلت رايح جاى أفكر هقنعها بالجواز والسفر إزاى لحد ماربنا هدانى لحل عظيم..جريت ع أوضة والدتى وخبطت*
- ست الكل صاحية..
= صدق الله العظيم *خلعت نضارتها وقفلت المصحف* إتفضل ياحبيبى إدخل..
*قربت منها وبوست إيديها وراسها*
= شكلك عاوز حاجة..
*جاوبت وأنا بفرك ف مؤخرة دماغى*
- بصراحة آه..أنا عاوز أخطب..
*فجاءة لقيت إبتسامة أمى من الودن دى للودن دى..وقعدتنى جمبها وقالتلى أقولها ع البنت اللى ف دماغى حكيتلها كل حاجة عن وعد ومرضها وحبى ليها اللى بيتضاعف كل ماشوف ضحكتها*
= إنت متأكد من قرارك دا يابنى،خايفة تندم ف الآخر..
- أنا هندم فعلا لو ضيعتها من إيدي بكرا هنروحلها إية رئيك..
= طالما هتفرحك وتسعدك مقدرش أقول لا..
*تانى يوم وعد كانت ف الكلية وكالعادة ساكتة وحركتها قليلة جدا ومصدعة دايما والكل ملاحظ دا..مقدرتش تحضر آخر
محاضرة من الصداع وروحت واول ما وصلت وحدة صحبتها قالتلها إن والدتها اتصلت وبلغتها انها تكلمها ضرورى *
- الو السلام عليكم ازيك ياماما؟
= الحمدلله ياحبيبتى بخير انتى عاملة ايه؟!
- بخير طول مانتو بخير..سها قالتلى انك عاوزانى خير..
= فى خبر حلو..متقدملك عريس،شاب كويس وابن حلال وبيشتغل دكتور والكل بيشكر فية وف أخلاقة وأبوكى عزمة ع العشا بكرا عشان نعمل رؤية فاعملى حسابك تركبى اول قطر وتيجى..
- ياماما بس..
= مبسش هتكسرى كلمة ابوكى وتطلعيه عيل..متتأخريش بكرا خلى بالك من نفسك مع السلامة..
*قفلت السكة ووعد نامت عشان متجلدش نفسها اكتر من كدا..تانى يوم ركبت اول قطر ورجعت بلدهم،بالليل الكل قاعد ف الصالون ووعد وامها ف المطبخ*
- يلا خرجى العصير..
=ياماما بقا..
- اخلصى بدل مانادى لأبوكى..روحى..
* خدت العصير ودخلت حطتة ولسه هتمشى*
- اقعدى يابنتى عشان عريسك عاوز يتكلم معاكى شوية..يلا ياجماعة نسيبهم لوحدهم خمسة..
*بعد ما مشيو*
- أنا دكتور إسلام دكتور أسنان..
