رواية ابناء الكابر الفصل الثاني والثلاثون32 والثالث والثلاثون33 بقلم روزان مصطفي


 رواية ابناء الكابر

الفصل الثاني والثلاثون


والثالث والثلاثون 



بقلم روزان مصطفي


| أنا تائه ، وحدها عيناكِ خريطتي .. تأخذني لعالم أخر في خلال الثانية الواحدة ! |



ضربت سيليا بريك بعربيتها وهي بتقول برعب : عزيز !

ركنت العربية ونزلت بسرعة وهي بتجري عليه وبتقول برُعب : عزيز رد عليا ، إنت كويس !!! 

بصلها عزيز بدوخة وقال : خايفة عليا ؟ 

مناخيره بدأت تنزل دم ف إتفزعت سيليا من المنظر

سيليا بقلق : هو دة وقته ؟ قوم معايا أسندك للعربية 

بصت على معصم إيده لقت جروح ف شهقت وهي بتقول بنبرة عياط : عشان خاطري قوم 

إتحامل عزيز على نفسه وهو بيقوم معاها بالعافية 

فتحتله باب عربيتها وهي بتاخد نفسها بالعافية ، ركبت في كُرسي السواق وهي بتقول : أكلت حاجة ؟ 

عزيز بكذب : أها 

سيليا بذكاء : إنت مبتاكلش شكلك ولما حسيت بهبوط دخلت دانكن دونتس تجيب أي حاجة عشان تقدر تمشي ، مقصر في صحتك ؟ 

عزيز بتكرار السؤال وهو بيبصلها : خايفة عليا ؟ 

بصت سيليا الناحية التانية وهي ماسكة دموعها بالعافية 

مد عزيز إيده اللي بتترعش وخلاها تبصله وهو بيقول : أنا ضعيف ، أضعف إنسان في غيابك .. شايفة عزيز القائد اللي الحُراس والدنيا بيعملوله ألف حساب ! وقع في الشارع .. عشان حس إنك ضيعتي منه بجد ، فكراني مرتاح من غيرك ؟ 

سيليا بدأت تعيط ف بصلها بتأمل وهو بيمسح دموعها وبيقول بتعب : حتى وإنتي بتعيطي .. حلوة 

سيليا بعياط : جرحت إيدك ليه ؟ 

عزيز بتعب : من كتر البوكسينج ، والرياضة و 

سيليا بمقاطعة وهي بتفتح علبة الدونات : كُل دي طيب عشان تفوق 

عزيز وهو بيتعدل وبيقول : مش عاوز أكل ! عاوزك إنتي.. إنتي علاجي وسبب أساسي لإستمراريتي في الحياة 

سيليا بجمود من ورا قلبها : أنا مبقتش سبب يا عزيز ، عندك أسباب أهم مراتك وإبنك ياريت تركز معاهم وتنساني ، وربنا يعوضني ب حد 

عزيز بمقاطعة غاضبة : أقسم بالله هقتله قدام عينك ، إوعي .. إوعي حد يقربلك 

سيليا بزعيق : إنت أناني وأنا مش هسمحلك تتحكم ف حياتي ! زي ما إتجوزت ومراتك حامل من حقي ك بنت في بداية حياتها أحب وأتحب 

عزيز ببحة صوت : أنا مش أناني أنا متدمر أكتر منك يا سيليا 

سييليا وهي باصة قدامها : متأخر الكلام دة ، إتفضل كُل عشان تقدر توقف على رجليك 

عزيز وهو بيفتح باب عربيتها وبينزل : شبعت ..

قفل الباب ف بدأت سيليا تعيط بهستيريا وهي بتخبط الدريكسيون بإيديها جامد 

ركب عزيز عربيته وهو بيفك أزرار قميصه وبيبص على عربية سيليا بحُزن 

ساق عربيته جامد ومشي بيها بعيد وسيليا مازالت واقفة بالعربية بتعيط 


* في فيلا بدر الكابر


نزل كادر من عربية محمد وهو دايخ بعدين قال : بص يجدع إنت لو شوفتني في الكلية بُكرة متجيش تسلم عليا ، تك طلقة في دماغك مطيور

محمد : ليه يخوي

كادر : أومال لو مش أخوك كُنت عملت إيه ؟ إتكل على الله

ساق محمد عربيته بعيد ومشي كادر عشان يدخل الفيلا ، سمع صوت حد بيبسبس 

بس بس 

كادر وهو بيتلفت حواليه : وبعدين بقى في اليوم اللي مش راضي يخلص ، قطط بقى وزفت 

ميرا بعتاب : أنا زفت يا حبيبي ؟ 

إبتسم كادر إبتسامة واسعة وهو بيقول : أيوة كدة أموت أنا في القطط الشيرازي اللي بتخربش 

ميرا بضحكة : طب إتلم ، عملت إيه في أول يوم جامعة ومين اللي كُنت راكب معاه دة 

كادر وهو بيتاوب : دة واحد عليه تار باين 

ميرا بفزع وصويت : يالهوي تار !

كادر وهو حاطط إيده على بوقها : يخربيتك إيييه سارينة إسعاف ، وطي صوتك ياستي

شال إيده وهو باصصلها بحُب بعدين قال : يابخت عمي كينان ، بيبوس الخدود دي براحته 

ضربت ميرا إيده وهي بتقول : شد حيلك إنت بس عشان الخدود وصاحبة الخدود يكونوا ملكك ♡


* في منزل عزيز القائد


دخل بتعب ودوخة لبيته وهو بيقفل الباب ، قميصه عليه دم من مناخيره ف أول ما شافته جايدا جريت عليه بقلق وهي بتقول : عزيز ! إيه الدم دة ؟ 

عزيز بتعب وهو بيبعد عنها : هاتيلي تلج من المطبخ ، إخلصي !

دخلت جايدا بتعب للمطبخ تجيبله التلج ف نزل وليد وهو بيقول : فوهة سلاحك المفروض تتوجه لوشوش مُعينة ، أنا مش عارف ليه دمك الحامي برد 

عزيز بتكشيرة : بتقول إيه مش فاهم !

وليد وهو بيقعد : بقول دمك الحامي تجاه موت أبوك وأمك برد ، إنت فضلت حبك لبنت عدونا اللي قتل أبوكك وعذبني عننا .. ونسيت وكملت ، ولا إيه رأيك يا جايدا !

جايدا وهي ماسكة الثلج وواقفة ورا عزيز قالت بهدوء : أنا كُل اللي يهمني إن إبني يتولد يلاقي أبوه وأمه بخير

وليد بضحكة ساخرة : يلاقيهم سلبيين ، واحد معندوش نخوة تنازل عن حقه وحق طفولته اللي ضاعت وأبوه مش جمبه 

عزيز بعصبية وهو بيتمطوح يمين وشمال : هو إنت شايفني ب ريالة قدامك ؟ ما ترد عليا ! سألتك إيه سبب إنهم قتلوه مدتميش رد واحد رايح يزور حد في بيته هيقتلوه ليه ؟؟ دة أبويا وبحبه أكتر منك وأنا دمي لسه حامي تجب تشوف !!!

مسك عزيز سكينة الفاكهه وقطع معصم إيده ف جابت دم 

عزيز بصوت عالي : دمي قدامك أهوو ! طالما نفسك تشوف دم

رمت جايدا الثلج وهي بتشيل ربطة راسها وبتربط إيد عزيز بفزع وعياط وبتقول : ليه كدة ! ليه يا عزيز كدة 

وليد بقلق عليه : يابني أنا مقصدش أنا كُنت بفوقك ، مالك نفسيتك تعبانة من إيه

عزيز بتجاهل لإيده اللي بتنزف : مش عاوز حد يقولي أعمل إيه ومعملش إيه ، أنا القائد هنا وكله يمشي على تعليماتي واللي مش عاجبه ياخد باب بيتي في إيده ، إوعي كدة آنتي كمان 

طلع لفوق وجايدا بتبص لظهره وبتعيط ، ووليد مضيق عينه بغضب على عزيز اللي الحُب مخليه ضعيف بالشكل دة 


* في فيلا بدر الكابر


رجعت سيليا الفيلا وهي تعبانة لقت عمة سيا واقفة قدامها 

سيليا بخضة : واقفة هنا ليه يا تيتة 

عمة سيا وهي بتقرب لسيليا وبتملس على وشها : إنتي كويسة يا بنتي ؟ حلمت إنك مربوطة بشعرك وبتتألمي 

إتنهدت سيليا بعياط وهي بتميل على حضن عمة سيا وبدأت تعيط من غير توقف 

عمة سيا وهي بتطبطب عليها : يابت مالك متوجعيش قلبي ، إنتي مين طيب وبتعيطي ليه 

سيليا وهي بتعيط في حضنها : يعني إفتكرتي الحلم ومفتكرتيش أنا مين ؟ .. أنا تعبانة أوي أنا مش هقدر أبعد عنه أنا بموت هنا ومحدش حاسس بيا 

طبطبت عليها عمة سيا وهي بتقول : إغسلي وشك وإدعي ، أنا مش فاكرة حاجة أد ما فاكرة إن الدعاء ربنا بيستجيب وبيسمعنا 

بعدت سيليا عنها وهي بتمسح وشها من الدموع وبتاخد نفسها


* في فيلا إكس


ريما كانت قاعدة على السرير وهي بتغني لبنتها عشان تنام 

قعد إكس جمبها وسألها فجأة : هتفضلي تحبيني حتى لو حصل أي حاجة ؟ 

بصتله ريما وهي بتقول : لقيت نفسك فاضي قولت أنكد عليها ؟ 

آكس وهو بيبصلها بحُب : لا بجد ، جاوبيني .. هتفضلي تحبيني في كل وقت 

ريما بهدوء : الحُب مبيتجزأش ولا بينتهي يا قاسم ، أنا حبيتك من أول يوم إتقابلنا فيه ، وحبيت كل لحظة وكل ثانية مرينا بيها هنا في بيتنا وأنا في حضنك بكون طايرة من السعادة ، مهما تمر سنين وأيام هفضل أحبك حبي مش هيقل

إتنهد قاسم براحة ف قالت ريما : بس أكيد مش هسامحك أو هزعل منك زعل يخليني أبعد لو خبيت عني حاجة أو كذبت عليا 

وش قاسم بهت تاني وهو بيبوس إيديها وبيقول بهدوء : متخافيش ، بحبك أنا كمان أوي . ومن أول يوم شوفتك برضو قررت إنك ملكي وبس


* في فيلا كينان 


مادلين في المطبخ مقطعة تفاحة خضرا وبتحط عليها زبدة فول سوداني وبتاكلها بإستمتاع ، دخلت ميرا وهي بتقول بصدمة : إيه يا مامي الميكس الغريب دة ؟ 

مادلين وهي مغمضة عنيها : مم تيتة جاية مامة أبوكي ، إطلعي إلبسي حاجة حلوة وسرحي شعرك دة 

ميرا وهي بتاخد مياه معدنية من الثلاجة : طب مامي بجد كفاية بينوت بتر * زبدة فول سوداني * عشان متتعبيش 

دخل كينان وهو بيقلع نظارة الشمس بتاعته وبيقعد على الكرسي قدام مادلين وهو بيتنهد بتعب 

مادلين وهي بتمسح بوقها بمنديل : مامتك زمانها جاية إطلع غير هدومك وخد شاور 

كينان بتعب : إطلعي معايا طيب

ميرا بشهقة وهي مغطية بوقها : هااااه 

كينان بتوضيح : إحم عشان تجهزيلي هدومي والدنيا ، في إيه يابت .. قربي هنا يا مرمور

ميرا وهي بتخبط في الأرض : مش عاوزة خدودي بتوجعني 

كينان ببراءة : مش هلعب فيهم وعد 

قربتله ميرا راح فضل يبوس في خدها وهو بيقول : يخراااابي مربى والله العظيم 

ميرا بغيظ : يا مامي 

كينان براحة : فلوسي دي أبوسها وقت ما أنا عاوز ، يلا يا ماندولين عشان تجهزيلي الحمام 

مادلين بعصبية : عارف لو نادتني بالإسم دة تاني مش هيحصلك كويس 

ميل عليها كينان وهو بيشم شعرها وبيهمس : طب يلا يا حبيبي ، يا روح قلبي أنا 

مادلين قشعرت ف ضحكت وهي بتقول : لو مكنتش تحلف 

ميرا وهي بتخرج برة المطبخ : مبيحلاش الحُب إلا قدامي مش فاهمة أنا 


* في منزل عزيز القائد 


أخد شاور وفك الرباط المبلول دم ومياه بألم ، بدأ يربط إيده بقُماشة تانية وهو حاسس بدوخة بسبب قلة الأكل ولعب الرياضة الكتير 

خبط على باب أوضته حد ف قال عزيز بصوت غاضب : مش عاوز أشوف حد !!

جايدا بهدوء : مش هزعجك ولا هقول أي حاجة ، ورحمة أبوك تفتح تاخد مني الصينية 

راح عزيز ناحية الباب وفتحلها وهو بيقول بجمود : متحلفنيش بأبويا تاني 

جايدا بطاعة : حاضر ، بس عشان خاطري .. عشان خاطري أمي طيب كُل اللي في الصينية دة وانا هخرج مش هتشوفني ، إنت مبتاكلش يا عزيز وأنا إيدي على قلبي تحت 

عزيز بغضب : هو أنا إشتكتلك ؟؟ قولتلك جعان مثلاً !

جايدا بحُزن : والله ضهري بيموتني من الوجع مش قادرة أنطق وأقول بتوجع ، قومت بالعافية طبخت عشانك عشان عارفة آنك مكلتش وعشان أونكل وليد ، على الأقل كُل عشان محسش تعبي راح على الفاضي 

عزيز بهدوء لإن شكلها كان تعبان فعلاً : حاضر ، بس من فضلك يا جايدا سيبيني لوحدي عشان أنا مش طبيعي .. خايف أأذيكي بكلمة أو تصرف وإنتي ملكيش ذنب

خرجت جايدا وقفلت الباب وراها من غير مُناقشة ، قعد عزيز على السرير وبدأ ياكل عشان وعدها وعشان حس إن صحته مش تمام أبداً

كل معلقة أكل بياكلها بيفتكر سيليا وهي في حضنه ، مسك فونه وكتب مسج لرقمها وهو بيترعش عشان مش بتفارق تفكيره 


* في أوضة سيليا 


خرجت من الحمام بتاع أوضتها ولبست بيجامتها ، سمعت صوت مسج جديدة على تليفونها ف راحت بهدوء للفون ومسكته وهي بتقرأ ، لقتها من عزيز وكان كاتب 

( الخمور المُسكرة في الحانات ، حتى وإن إختلفت أسماؤها وشكل القنينة التي تحتويها .. وإذا إرتفعت نسبة الكحول بها لن تفقدني عقلي ورونقي كما يفعل الخمر المُنسدل من شفتيك ، أتذوقه ف أشعر أنني مُكتمل ، هاديء وذو سعادة لا يُمكن كسرها ، أو خُصلات شعرك الغجرية التي تلتصق بذقني الكثيفة عندما أُقبلك ، أقاوم حتى أسترد ذاتي التي رحلت معك ) * بقلمي روزان مصطفى * 

إتنهدت سيليا وهي بتبوس شاشة تليفونها وبتحضنه ومفيش في إيديها شيء لإنه متجوز ..

حطت تليفونها على السرير وراحت قعدت على مكتبها وفتحت كراسة الرسم اللي بقالها فترة بتدرب فيها ، مسكت القلم الرصاص وبدأت ترسم وهي حاطة صورة عزيز في دماغها وكإنها شيفاه قدام عيونها 

خطوط وتوصلهم ببعض وبعدين خصلات شعر وذقن خفيفة 

وكل دة وصورة عزيز محفورة في عقلها 

بعد مدة طويلة شوية سمعت صوت خبط على باب أوضتها 

فاقت من سرحانها لقت نفسها راسمة عزيز بإحترافية صدمتها شخصياً !! فضلت تتأمل الرسمة بصدمة مش مصدقة إن الجمال دة طلع منها ، ملست بصوباعها على وشه وشفايفة وتفاصيله وهي بتقول بألم : يا حبيبي !

الباب خبط زيادة ف قالت سيليا : أيوة !

بدر بهدوء : نايمة يا حبيبي؟ 

قفلت سيليا كراسة الرسم وهي بتقول بهدوء : تؤ يا بدوري إتفضل 

دخل بدر وهو حاطط إيده في جيبه وقال : إحم ، ينفع أقعد معاكي شوية ؟ 

سيليا بإبتسامة باهتة : بتستأذن ؟ تعالى طبعاً

قعد بدر على سريرها وهي قاعدة على كُرسي المكتب ، قال بتكشيرة وهو رافع راسها وبصلها فجأة : بتحبيه ؟؟ ..

بصتله سيليا بصدمة ولسانها إتشل معرفتش ترد 









الفصل•33•


| وصوت مُنير يصدح : مشيت وياكِ للأخر أتاري أولك أخر ، عينيكِ خدتني للحلم اللي مبيكملش | 

#بقلمي


سيليا بتوتر : هو مين دة يا بابي ؟ 

بدر بنبرة جادة : سيليا ! بتحبيه ؟ 

وطت سيليا راسها وهي حاسة بخنقة وخوف ، رد بدر وقال بهدوء : بصي أنا أكتر راجل مبيعرفش يتحكم ف غضبه وأعصابه في الدنيا دي وأمك عارفة الحوار دة كويس أوي ، بس أنا أياً كانت إجابتك مش هعاقبك ولا هزعق لإني لما حبيت سيا بجد .. عرفت يعني إيه حُب ومشاعر ، وعندي ثقة فيكي ك بنتي إنك مش هتوطي راسي عشان كدة عاوزين نكون صرحاء مع بعض

سيليا بخجل : أيوة يا بابي ، أنا أسفة إني بقولك كدة بس أنا بعدت وقطعت علاقتي بيه .. مكانش في علاقة كان حُب متبادل بس .. بس بائس ! مالوش مصير 

بدر بتنهيدة : كملي 

سيليا بدموع : ويمكن عشان أول مرة مشاعري تتحرك ناحية حد ف صبيتها كلها على العلاقة الفاشلة دي ، خطف وإنتقام ورد إعتبار 

غطت بوقها بإيديها وبدأت تعيط ف قام بدر وقعد وشدها وهو بيحضنها وبيبوس راسها وبيقول : أنا ماليش غيرك يا سيليا إنتي وأخوكي وأمك ، وواثق إنك هتقدري تنسي لإن دة واحد شايف إن أهلك أعداؤه ، وأكيد مش هتخسرينا عشانه .. إوعديني يا سيليا .. إوعديني 

سيليا بإرتجاف في حضن بدر : أءء .. أوعدك 


* صباح تاني يوم 


ركبت سيليا عربيتها عشان تروح الكلية ، أول ما وصلت ركنتها ونزلت منها وهي بتعدل شنطتها لقت سامح طلعلها من اللاشيء وهو بيقول : صباح الفل 

سيليا بإبتسامة باهتة : صباح النور

سامح بمرح : إيه بقى كُنتي مطبقة ولا إيه ؟ 

سيليا بتنهيدة : لا نمت ، ليه بتقول كدة ؟ 

سامح بإستغراب : عشان عينيكي ممم

سيليا بمقاطعة : شوية إرهاق بس وتعب هيروحوا لحالهم ، عندي محاضرة عن إذنك 

سامح بلهفة : طب ، طب ممكن نقعد في الكافيتيريا بعد المحاضرة بتاعتك ؟ 

فكرت هي إزاي تُرفض بذوق ف قالت : أصل أنا هخلص المُحاضرة وأقعد كدة أكتب كام حاجة مُهمة مع نفسي

سامح بغلاسة : طب ولو قولتلك عشان خاطري ؟ 

كشرت سيليا لإن مبتحبش حد يحرجها ف قالت مضطرة : ربنا يسهل ، عن إذنك عشان إتأخرت 

دخلت مُحاضرتها وفضلت تكتب وتنتبه لحد ما خلصت وخرجت 

إتفاجئت بجايدا قدامها بتقول بهدوء : ممكن نقعد نتكلم سوا شوية لو مش هيضايقك ؟ 

سيليا وهي بتبص حواليها بضيق قالت : دخلتي هنا إزاي ؟ 

جايدا بإبتسامة : من فضلك يا سيليا أنا مش جاية أضايقك أو أقولك حاجة وحشة ، أنا جيالك من ورا عزيز

سيليا وهي بتشاور لجايدا على الكافيتيريا إتنقلوا وقعدوا على ترابيزة ، قلعت جايدا نظارتها الشمسية وهي بتقول بتعب : إترددت كتير أجيلك وكان صعب طبعاً أجيلك الفيلاا شوفت إن الجامعة أنسب مكان 

سيليا بضيق : سمعاكي

جايدا بدأت تبُص بحُزن لمكان بعيد : عزيز تعبان ، ومش التعب اللي هو ممكن الواحد يتعافى منه ، مبياكلش يا سيليا .. طول اليوم قاعد في أوضته بيلعب رياضة وبسمع صوته من ورا الباب بيتألم ، حزين باهت غاضب على كل شيء حواليه ، مش جاية عشان أبان الملاك اللي بيتكلم بهدوء ، أنا جاية مرعوبة 

بدأت جايدا تترعش وهي بتعيط بعدين قالت : فكراني بعد ما إتجوزته جاية امثل إني الطيبة بقى المتسامحة ، أنا خايفة على عزيز أوي بجد ، خايفة يحصله حاجة من قلة الأكل والنوم عزيز جوزي على الورق بس مبشوفهوش عشان إبني اللي جاي دة يلاقي أب وأم حتى لو منفصلين .. أنا عندي ٣٠ سنة يعني خلاص .. لو مخلفتش مش هلحق أحب وأتجوز واجيب طفل أعيشله ، فهمتي علاقتي بعزيز إزاي هو عيلتي وأنا عيلته غير كدة عزيز عمره ما حبني ولا هيحبني ..

سيليا بوجع : والمطلوب مني ؟ أتغاضى بقى عن حملك وعن خواتم الجواز وكل شيء وأبان في نظر الناس المراهقة اللي خطفت راجل من مراته ؟ عزيز تعبان على عيني وعلى راسي جه دورك ك مراته تصلحي دة .. متصلحش ف دي مشكلتك مش مشكلتي أنا مفيش في إيدي شيء أعملهولك 

جايدا برجاء : أرجوكِ يا سيليا !

سيليا بحزم : أرجوكِ إنتي سيبيني في حالي إنتي وجوزك بدل بجد ما أبلغ بابي

سحبت جايدا شنطتها بيأس ومشيت برة الجامعة وسيليا بتاخد نفسها ورا بعض وبدأت تنزل دموع مكبوتة

سامح من وراها : هي اللي كانت قاعدة معاكي دي ضايقتك ؟ 

لففت سيليا وبصتله وفجأة قالت بغضب : وإنت مالك ؟؟ حاشر نفسك في حياتي ليه من ساعة ما شوفتني ما تسيبني أخد نفسي يا أخي دة إنت بارد 

سامح حس بالإحراج خصوصاً إن اللي حواليهم بدأوا يبصوا ف حطت سيليا إيديها بين خُصلات شعرها بندم على كلامها

سامح بهدوء : عندك حق ، أنا أسف 

مشي بعيد قبل ما سيليا تعتذرله راحت واخده شنطتها هي كمان ومشيت بعيد بغضب


* في كلية الهندسة 


دخلوا مرسم المهندسين ك أول يوم ، كل بنش منفصل عن التاني ف دخل محمد لقى كادر قاعد والبنش اللي جمبه شاب تاني

محمد وهو بيخبط على كتف الواد : جوم يا حبيبي هقعد جمب كادر 

الشاب بعناد : مش قايم ، أخرك هاته

شال محمد البنش بالشاب ف ضحك الطلاب كلهم ..

حطه ورا وجاب بنش فاضي وحطه جمب كادر وهو بيقول : إتأخرت عليك 

كادر : ياعم عاوز مني إيه 

محمد بوضوح : حاسك شاطر وواعي هتساعدني نعدي السنة دي ومقابلها هديك عيوني 

كادر بضحكة : يفتح الله ، خليني أساعد نفسي الأول 

محمد بحزم : هتساعدني يا كادر وأنا هفضل معاك ، تمام ؟ 

كادر بضحكة على إصراره : ماشي ياعم ، شيلت الواد بالبنش ليه 

محمد بغيظ : يحمد ربه إني مجبتش قنبلة فجعت أبوه 

ضحك كادر بصوت عالي ف بصله محمد بإبتسامة وقال : أيووة إضحك 


* في فيلا بدر الكابر


سيا كانت مالية البانيو الصغير بتاع قادر ومقعداه يستحمى فيه وحطاله شامبو 

بدر وهو واقف على باب الحمام : تتاكلوا من جمالكم 

سيا بخضة : يالهوي خضتني ، إيه اللي جابك بدري ؟

بدر وهو بيقلع قميصه : مفيش شغل كتير في الشركة إنهاردة ف خلصت وجيت ، ما تعتبريني قادر 

سيا بضحكة : إنت عارف سمعت منك الجملة دي كام مرة ؟ بحسك بالفعل عاوز تكون إبني

قعد بدر وراها وحضنها من ظهرها وهو بيقول : ليه لا ، عاوز أكون كل الأدوار في حياتك ، من كتر ما إنتي حلوة وإنتي أم ف ببقى عاوز أبقى كل حاجة ليكي ، إبنك 

باس كتفها وكمل : وجوزك ، وحبيبك .. وكل حاجة

سيليا بكسوف : بس عشان قادر ..

قاطعها بدر وهو بيمسك وشها وبيخليها تبصله وبيقول : بتحبيني ؟ 

سيا وهي سرحانة فيه : أوي 

سند بدر راسه على راسها ف ضحكت سيا وهي بتقول : بتخيل كادر أو سيليا يرجعوا يشوفونا 

كادر من على باب الحمام وهو ماسك الفون بيصورهم : إلحقق ، رجل الأعمال الشهير يتغزل بزوجته الحسناء داخل الحمام أمام طفلهم البريء قادر

سيا وهي بتدارى في بدر : ولد ! إمسح الفيديو دة عشان مش لابسة وجسمي باين 

بدر ببرود : لا خليه ميمسحهوش ، عشان أقفله الفيزا بتاعته 

كادر وهو بيقعد جمب بدر : خلاص يابو البداير إتمسح ، الواحد ميعرفش يهزر معاك أبداً


* في فيلا كينان 


مادلين وهي واقفة في المطبخ : هاتلي الزعتر

كينان بملل : مبجبش الزعتر على المكرونة ، ممكن متخترعيش وتعمليها عادي ؟ 

مادلين بعصبية : أنا مبخترعش هي الوصفة كدة ، على فكرة المفروض أقعد هانم وتطلبلي أكل من برة 

كينان بيتدارك الموقف وقال : هتقعدي تاني ، مش كفاية قعدتك في قلبي اللي مكفياه 

ضحكت مادلين ضحكة صغيرة وهي بتقول : خلاص مش هحط زعتر

باس كينان راسها وهو بيقول : يسلم حبيبي اللي واقف يطبخ وهو تعبان ، في حد تعبان بيبقى قمر كدة ؟ ♡


* في منزل عزيز القائد


رابط معصم إيده بشاش وقالع القميص ، نازل على السلم عاري الصدر وهو بيبص حواليه لقى عمه وليد بيشرب قهوة 

عزيز ببرود : جايدا في متابعة الحمل ، مين عملك القهوة ؟ 

وليد بهدوء : قومت أنا حركت نفسي ، متخافش يا عزيز لسه فيا عقل وبقدر أتحرك وأخدم نفسي كويس

قعد عزيز وهو بيشيل السلاح من بنطلونه وبيحطه قدامه وبيقول : العفو منك يا عمي 

وليد بهدوء : أما أنا يا واد يا عزيز من إمبارح نفسي أروح المناطق القديمة اللي بيتعمل فيها ممبار وكوارع وأكل المسامط دة 

عزيز بإبتسامة : عينيا ليك ، هطلبلك أكل ..

وليد بمُقاطعة : مش هتطلبلي ، هنروح ناكل هناك .. إنت وجايدا تعبانين جامد ومحتاجين تغيروا جو وأنا كمان ف ليه منروحش ؟ 

عزيز بخنقة : مش عاوز أخرج من البيت 

وليد بمواساة : لا هتخرج ، هنروح ناكل كلنا هناك 

إتفتح الباب ودخلت جايدا بدوخة وهي بتقول : مساء الخير

عزيز برفعة حاجب : سنة في المتابعة ؟ 

جايدا بإرهاق : معلش يا عزيز إستنيت دوري ، أطلتوا حاجة أنا هخش أشر حاجة سريعة 

وليد بمقاطعة : لا دة عزيز بيه هيطلع يلبس قميص بدل ماهو عريان ومبين عضلاته كدة وهنخرج ناكل في حتة شعبية ، نفسي ريحالها 

جايدا بتنهيدة : بس الأكل دة غلط على صحتك يا أونكل 

وليد بضحكة : غلط ليه الدكتو مش مانعني عنه ، يلا بلاش خيابة 


خرجوا الثلاثة وركب عزيز وساق بيهم ، وصلوا المكان ونزلوا وقعدوا على ترابيزة في منطقة شعبية كدة فيها المطعم بس الترابيزات في الشارع 

قلع عزيز نظارة الشمس بتاعته ف قالت جايدا بتعب : الريحة هتموتني مش قادرة أتحملها

وليد بصدمة : نسيت إنك حامل ، متقلقيش الأكل هييجي دلوقتي وهيفتح نفسك

رفع عزيز آيده وهو بيشاور للشاب اللي بيمر على الترابيزات ياخد طلباتهم 

الشاب : أؤمرني يا بيه 

عزيز بصوت غليظ : شوف عمي ياخد إيه هو والمدام 

الشاب : أؤمروا يا حضرات 

وليد : هاتلنا كيلو ممبار عشان أخينا دة بقاله فترة مبياكلش ، وشوربة كوارع وفتة موزة .. 

الشاب : عينيا يا باشاا 

راح يجيب الطلبات ف قربت الست اللي كانت في المحل جوة ، لابسة عباية سودة وطرحة منقوشة وقالت بإعجاب واضح تجاه عزيز : طلبتوا ولا لسه يا باشا ؟ 

تجاهلها عزيز ف رد وليد بهدوء وقال : طلبنا تسلمي يابنتي 

الست بدلع : مش ناسيين حاجة كدة ولا كدة 

عزيز بعصبية : ما قالك طلبنا خلصنا !

الست بخضة : بالراحة يا باشمهندس مزاجك متعكر ليه ، دة إنت لما تدوق شوربة الكوارع بتاعتنا هتروق خالص

مشيت وسابتهم ف راح تافف عزيز ع الأرض مطرح ما كانت واقفة 

وليد بإبتسامة : الموضوع مالوش علاقة بغني ولا فقير ، هتلاقي ست غنية بفلوسها بتعمل كل شيء يخليها ست مش كويسة ، وواحدة تانية بفلوسها بتتبرع وبتساعد الغلابة وليها تأثير على المجتمع ، وبنت غلبانة بتشتغل بشرفها ومحترمة حتى فقرها مأثرش على أخلاقها ، وواحدة تانية زي ما إنت شايف .. دة على حسب شخصية البني أدم

عزيز بهدوء : عندك حق وأنا مبحبش البلاوي اللي بتتحدف دي ..

وصل الأكل وبدأ وليد ياكل هو وجايدا ، مد وليد إيده لعزيز ف فتح بوقه وأخد من عمه وبدأ ياكل ، جايدا إتنهدت براحة 

وصلت مسج على تليفون عزيز ف مسح إيده في منديل كان معاه ومسك الفون يبص فيه

المسج كانت من سيليا ف قلبه دق جامد من السعادة

فتجها وقرأ ( محتاجة أقعد معاك في جلسة أخيرة ، متأكدة إننا بعد ما نقعد ونتكلم هتتخاطني وتنساني ) 

عزيز وهو بيقفل الفون : يبقى لسه معرفتيش إنتي إيه في قلبي يا ست الناس كلهم ..


* في غرفة سيليا 


ماسكة الفون ومستنية رد عزيز على رسالتها ، كل شوية تبص على الشاشة لحد ما الفون نور برسالة جديدة من عزيز 

هو كان كاتب ( حتى لو جلسة أخيرة ، أنا عامل زي الطفل اللي مستني يوم العيد عشان يلبس هدومه الجديده ، هشوفك وبس ) 

إبتسمت هي وهي بتقرأ كلامه ف كتبتله ( خلاص بكرة في المقطم الساعة ٨ الصبح ) 


قفلت فونها وهي بتحط راسها على المخدة وبتتنهد بتعب 


* صباح تاني يوم 


ركنت سيليا عربيتها في المقطم وسندت عليها وهي مستنية ، مكانش في حد نهائي الصبح ..

جت عربية عزيز وركنت جمبها بهدوء ونزل من العربية وهو رابط معصم إيده بالشاش ولابس عليه جوانتي إسود جلد عشان ميبانش وقميص إسود 

عزيز بنبرة صوت عاشقة : سيليا !

لفت ليه وبصتله وشعرها بيطير ف إبتسم لها وهو بيبصلها وبيقول : المقابلة دي عاملة زي أمنية الميت الأخيرة .. قبل ما يتعدم 

سيليا بخضة : بعد الشر من فضلك متقولش الكلام دة تاني 

قربلها عزيز وهو بيمسك إيديها وبيحطها على قلبه وبيقول وهو بيبصلها تحت عشان أقصر منه : نار هنا ، مش مستطعم أي حاجة وأنا حاسس إنك بتموتي الحب اللي بيننا وعاوزة تمشي ، مش قادر أستحمل ولا أكمل ، سهل عليكي ؟

سيليا وهي بتبص بعيد : أنا جاية هنا عشان ..

قاطعها عزيز وهو بيمسك كتفها وبيقول  : عشان تقنعيني أنساكي ؟ إنتي نفسك مقتنعة ؟ 

سيليا بألم : لا وبتعذب ، يمكن أكتر منك بس أنا وعدت بابي إن

قاطعها عزيز وهو بيقول : هوقف الحرب ، هعمل هدنة سلام مع أبوكي ، الحرب اللي أخسرك فيها دي هتبقى أفشل من حرب هتلر .. دة حرق مدينة كاملة وناس عشان حبيبته رفضته  ، ما بالك ممكن أعمل إيه لو قلبك دة بقى لحد غيري  ، وحضنك دة مبقاش ليا أنا 

سيليا بتعب : عزيز 

عزيز وهو موطي راسه وبيتنفس بصعوبة قدام وشها : عزيز تعبان ، ميت من غيرك يا سيليا ، محتاج عشان الدم يرجع لعروقه يفضل في حضنك لوقت طويل ميحسبهوش .. أنا أكبر منك بعشر سنين .. بس عملتي فيا اللي نسوان الكون كله محدش قدر يعمله ، سرقتي قلب القائد .. خلتيه يتفسك 

غلغل صوابع إيده داخل شعرها وهو بيقول : إوعي تمشي

مسكت سيليا إيده عشان تبعدها ف إتألم لأنها مسكت المعصم المجروح 

مسكت إيده بهدوء ف قال هو بسرعة : مفيش حاجة يا سيليا 

سيليا وهي بتشيل الجوانتي وبتشوف الشاش  : مين عمل فيك كدة !! ليه عملت كدة لييه 

حضنته جامد وهي بتتعلق في رقبته ف رفعها في حضنه بإيد واحدة وهو بيقول : أيوووة ، شايفة قلبي نبضه هدي إزاي ! 

سيليا وهي في حضنه : عزيز أنا ..

           الفصل الرابع والثلاثون من هنا

لقراءة باقي الفصول الجزء الثالث من هنا 

لقراءة الجزء الثانى جميع الفصول كاملة من هنا

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة الفصول من هنا


تعليقات



<>