رواية العائلتين
بقلم دينا عبد الحق
الفصل الاولى
باحدى الشقق بمدينة كفر الشيخ كانت عليا تدور هنا و هناك ترتب شئ ثم تذهب للاخر ثم تعود ثم تذهب
ثم نسمع صوت الباب يفتح ليدخل طفليها عاصم و سليم يحمل كلا منهم حقيبته المدرسية على ظهره
عاصم و هو يستمع للاصوات الخارجه من غرفتهم
عاصم لاخيه : اسمع كدا يا سليم في صوت خارج من اوضتنا
سليم : ياعم اكيد ماما رجعت بدري من عند طنط نسمة
عاصم : حسي الامني بيقولي انه حرامي
سليم : انت بتتكلم بصوت واطي ليه و بعدين تعبتني بحسك الامني
عاصم : طب بص اسمع دا في صوت تكسير
سليم :ههههههه انا كدا اتاكدت انها ماما
عاصم : خليك هنا انا هروح اشوف
سليم و هو يضع يده على كتف اخيه : روح يا وحش انقذنا يا بطل
ذهب عاصم باتجاه باب غرفتهم و هو يمشي بخطوات متئنيه
جلس سليم على الكنبة و وضع قدم فوق الاخرى
سليم : لما نشوف مسرح مسرح بطولة عليا و عاصم هيقدملنا ايه انهارده
دخل عاصم لحجرتهم و هو يحمل عصا كبيرة بيده بداخل الغرفة كانت عليا تقف في منتصف الغرفة
عليا : ما هو انا هجيبك يعني هجيبك مش هتهرب مني
عاصم و هو يرى الجيتار الخاص به واقع على الارض مهشم
عاصم : ايه ده ماما انت بتعملي ايه و ايه اللي كسر الجيتار كدا و ايه اللي انت عملتيه في الاوضة دا
عليا ' استنى يا عاصم هلاقيه يعني هلاقيه
عاصم و هو يحمل جيتاره ماما ايه اللي عملتيه دا ازاي تكسري الجيتار
عليا : معلش حبيبي مكنتش اقصد وقع لوحده بس الاقيه بس
عاصم : هو ايه بس اللي تلاقيه و بسببه تكسري اكتر حاجه انا بحبها
عليا : ابن طنط نسمة
عاصم : نعــــــم هو محمود هنا
عليا : اصل هو مامته يعني عندها مشوار مهم و انا اخدته عندي لحد ما ترجع
عاصم : محمود يا ماما بصي انا مليش دعوه انت تدوري عليه و تخرجيه من اوضتي و يجيلي جيتار جديد
عليا : طب و النبي دور معايا و انا اعملك اللي انت عايزه
عاصم : ماما انا هعد برا لحد ما تخرجيه و انا هتنازل و ارتب اوضتي انا و سليم
سليم و هو يدخل الغرفة : انا سمعت كدا و الله اعلم ان الواد محمود هنا
عاصم : لا اتاكد موجود في الخرابة اقصد اوضتنا بقولك ايه ماما هتدور عليه عقبال ما ماما تخرج البرص دا من هنا
____________________________
باحدى الدول الاوربية كان يقيم قصي الاخ الاصغر لعليا ليدرس و من ثم اخذ الدكتوراة من هناك و لتفوقه كان يتنبئ له اساتذته ان له مستقبل واعد هناك و لكنه قرر العودة الى مصر و خصوصا بعد طلاق اخته ووفاة ابيه منذ عام مضى
باحدى الشقق كان يقيم قصي مع زميل له لبناني
كان قصي يرتب اشيائه فهو يستعد للعودة الى مصر
عابد : خلص حبيبي قررت تترك هون
قصي : خلاص يا عابد دا انا حجزت التذاكر و تقولي قررت
عابد : يا خيي انت الك هون مستقبل كبير كتير انا ما بعرف كيف بتترك هون مشان ترجع لبلد يمكن ما تلاقي تقدير بيها
قصي : اهم حاجه اني اكون مع عيلتي عليا محتاجاني و انا مش هقدر اسيبها لوحدها اكتر من كدا و بعدين انا خلاص اتواصلت مع جامعة _____ و هتعين فيها خلاص و لو انا عندي حلم هقدر احققه هنا او هناك
عابد : الله معك خيي بس بريد اقولك چولينا شو راح تعمل معها
قصي : عابد انا مليش علاقه بيها اصلا هي اللي بتعمل حاجات مينفعش تتعمل المفروض تحافظ على نفسها مش ترمي نفسها على اي ان كان
عابد ؛ هاي حبيبي نحنا هون بانجلترا مو بمصر
قصي : بقولك سيبك من السيرة ده و ها هنروح فين انهارده عايز اودع البلد ده يا عالم هرجع هنا تاني و الا لا
عابد : لا تحمل هم شئ حبيبي راح تسهر سهرة ما بتحلم بيها سهرة من الاخر زي ما بتقولوا
____________________
بالقاهرة باحد المطاعم الشهيرة كان يجلس اكرم فريد احد اشهر مخرجي الاعلانات بمصر كان يجلس مع احد اصدقائه
عز : اهدى شويه يا اكرم الامور متتاخدش بعصبيه كدا
اكرم : عصبيه عصبية ايه انا هادي اهه دا انا من هدوئي عايز اكسر المطعم على اللي فيه
عز : اكرم احنا لازم نفكر كويس اوي عشان نشوف الخطوة الجاية و اللي انا شايفها واضحه اوي بعد ما الراجل دا سحب الشغل منك بتدخلاته الكتير انت يا اكرم مبقاش ينفع تشتغل عند حد
اكرم : تقصد ايه
عز : اقصد انه جاء الوقت اللي يكون لينا احنا شركة خاصة بينا عشان نقدر ننفذ افكارنا و من غير ما حد يتحكم فينا
اكرم : و انت فاكر ان دا سهل دا محتاج فلوس كتير اوي
عز : انا شايف اننا معروفين كفايه اننا لو عملنا شركة صغيرة دلوقتي هنكبر في فترة صغيرة جدا بس انا شايف انك مينفعش تفضل قاسم نفسك بين هنا و اسكندرية لازم تجيب البنات و تقيم هنا على طول
اكرم : انا كنت بفكر في الحكاية ده من فترة بس انت عارف انا مش فاضي و مش عارف ادور على حاجه مناسبة
عز : متحملش هم سيب حكاية البيت عليا
اهو على الاقل البنات يكونوا هنا اقدر اشوفهم في اي وقت
اكرم : اهم بيتصلوا استنى هرد
الو حبيبتي عاملين ايه
سلمى : fine dad we miss you very much
اكرم ،: حبايبي و الله و انتو كمان وحشتوني انهارده ان شاء الله هكون عندكوا
سلمى : ياس داد سيلا عايزه تكلمك
سيلا : بابي حبيبي وحشتني جدا
اكرم ؛ حبيبة بابا انتِ وحشتيني اكتر يا روحي
سيلا : انت جاي امتى يا بابي
اكرم : انهارده حبيبتي اجيبلك ايه و انا جاي
سيلا : انا عايزه انت و بس دادي تعالا بسرعة
اكرم : حبيبي هجيلك بصاروخ
سيلا : دادي هو سوبر مان بطلي
اكرم : سندريلا قلبي اوعي تنامي هعملك مفاجأة حلوة استنيني سلام ياروحي باي
عز : ربنا يحفظهم ليك يا صاحبي و يقويك عليهم
اكرم : اكتر حاجه مخلياني متردد اني استقر هنا ان ام سمير مش هتقدر تيجي معانا و بصراحه الست دي ليها فضل كبير اوي عليا هي اللي ربت البنات مش عارف هيعرفوا يعيشوا من غيرها ازاي
عز : خير الله يعينك يا صاحبي
_______________________
بشقة عليا
عاصم : يااااااه اخيرا الاوضه نضفت
سليم : على اساس انك عملت لوحدك دا انا اتسحلت
عاصم : و هو يجلس بجوار الجيتار الخاص به و ينظر اليه نظرة حزن
سليم : وهو يحاول التخفيف عنه معلش يا عاصم انت عارف اكيد ماما مكنتش تقصد
عاصم : عارف يا سولي بس انت عارف الجيتار دا غالي عليا اوي
سليم ؛ معلش حبيبي انا عارف بس اكيد ماما هتجيبلك واحد بداله
عاصم : عارف بقولك احنا لازم احنا اللي نجهز اوضة قصي لان ماما ممكن تخربها هي كمان
سليم : هههههههه تصدق اممممم بس تفتكر الهدايا اللي هيجيبها تستاهل اللي هنعمله
عاصم : طول عمرك بتاع مصالح قوم يا سولي قوم ربنا يهديك
عليا من الخارج ؛ سولي عاصم يا ولاد يلا الاكل جاهز
عاصم : محمود مشي و الا لسه
سليم ؛ مش هخرج من هنا قبل ما البرص دا يمشي
عليا : مشي تعالوا بقى الاكل هيبرد
خرج الاثنان من غرفتهم
سليم : اخيرا دا واد رخم
عليا : عيب كدا يا سولي مينفعش تتكلم عن حد كدا عيب
سليم : اسف ماما
عليا : يا ولاد في حاجه عايزه اخد رايكوا فيها
عاصم : اتفضلي يا ماما
عليا : خالكوا قصي انتو عارفين انه خلاص راجع
سليم : حاسس بمصيبه جيالي
عاصم : سولي تعرف تسكت شويه
سليم : اسف
عليا : خالكوا جالوا شغل في جامعة بس لازم يكون في القاهرة قريب من شغله وعرض عليا اننا نروح كلنا هناك نعيش مع بعض
عاصم : انا معنديش مانع
سليم : انا عندي
نظرت له عليا بدهشة ثم قالت : قول يا سولي
سليم : بابا هنا انا مش عايز ابعد عنه
عاصم : بعصبيه انت ملكش راي اصلا خلاص احنا قررنا و لو على الراجل دا فدا مش ابويا انا عايز ابعد عن هنا بسببه هو بس
عليا : عاصم روح اوضتك
عاصم : ماما
عليا : بقول روح اوضتك
دخل عاصم غرفته و اخذ معه احزانه و ما سببه له والده من الالام مازال صغير ليتحملها
جلست عليا مع سليم الذي يبكي بكاء شديد
عليا و هي تاخذه في حضنها : اهدى يا سليم انت عارف اخوك بيحبك اد ايه
سليم : عاصم زعلان مني يا ماما انا زعلت عاصم
عليا : اهدى حبيبي هو بس مضايق بسبب الجيتار بتاعه انت عارف انه غالي عليه اوي و بعدين مين اللي قالك اننا هنبعد
عن بابا لا يا حبيبي هو هيجي يزوركوا و بعدين احنا كدا كدا مش عايشين مع بعض و هو دايما مسافر فلما يرجع يجي يشوفكوا في بيتنا الجديد
سليم : خلاص و انا معنديش مشكلة مع اني هسيب صحابي
عليا : هو انت هتغلب دا انتوا مقضينها شات اكتر من الدراسة
سليم : طيب ممكن اروح دلوقتي اصالح عاصم
عليا : اجي معاك
سليم : لا ممكن اروح لوحدي
عليا : خلاص حبيبي انت روح و انا هروح اعملكوا احلى كيك و عصير
دخل سليم لاخيه الغرفة ذهب باتجاه السرير جلس بجواره ثم
سليم : عاصم لومه حبيبي اسف اني زعلتك
بكى عاصم بصوت مرتفع
سليم : خلاص بقى يا عاصم انا قولت لماما اني موافق اننا نتنقل من هنا
عاصم و هو يجلس : انا اسف يا سليم اني اتعصبت عليك
ضمه سليم وقال : انا عمري ما ازعل منك انت صاحبي قوم بقى عايزين نوضب الاوضه بتاعة قصي عايزين هدية كبيرة على اد التعب دا
عاصم : بتاع مصالح
سليم : الدنيا مصالح يا لومه حاول تتعلم
رواية العائلتين
بقلم دينا عبد الحق
الفصل الثاني
في طريق العودة لشقة عز فقد كان اكرم يقيم بشقة عز وقت وجوده بالقاهرة و ذلك بعد اصرار عز على ذلك و خصوصا انه يعيش وحده بعد وفاة والديه
عز : عارف يا اكرم مين اللي جاي في بالي دلوقتي
اكرم : مصطفى
عز : عرفت منين
اكرم : لانه في بالي على طول من ساعة ما اختفى من اربعة شهور
عز. : انا مش عارف الواد دا راح فين انا هتجنن و بسأل عليه على طول البواب بتاع عمارته يقولي لسه مرجعش من ساعة ما خرج اخر مرة
اكرم : لا و بعتلنا رسالة يقولنا متقلقوش عليا على اساس ان احنا كدا مش هنقلق اكتر
عز : بقولك ايه ما تيجي نجرب نروحله دلوقتي يمكن يكون رجع
اكرم : طيب احنا قريبين اصلا من بيته يارب يكون رجع
_________________________
بشقة عليا
عليا : يا ولاد انا رايحه شويه لطنط نسمة
سليم : يا ماما هي مش لسه كانت هنا
عليا : معلش حبيبي بس هي كانت راجعه من برا و شكلها مضايق فا انا هروح اطمن عليها
عاصم : خلاص يا ماما روحي خير ان شاء الله و احنا عندنا اصلا مذاكرة فعقبال ما ترجعي نكون خلصنا
عليا : خلي بالكوا من بعض انا مش هطول
سليم : بقولك ايه ما تسيبك من المذاكرة يوم و تعالى نلعب دور بلاي ستيشن
عاصم : هو انا مقولتلكش
سليم : لا و مش عايز اعرف
عاصم : لا هقول انا منستش اني هعملك امتحان انهارده و انا عارف انك بتهرب ها بس مش عليا
سليم : ما تخلعني من دماغك و انا هحبك
عاصم ؛ ابدا يا سولي دا انت حبيبي
سليم : تصدق يا لومه يا قلبي اني غلطت لما صالحتك كان المفروض استغل الوضع و اهرب
عاصم : ههههههههههه و انا مكنتش اقدر اسيبك زعلان انك مش هتمتحن ههههههه كنت همتحنك و نعمل زعلانين تاني
سليم : يارب يارب الواد دا يكبر و يتجوز و يخلف و يجيب ولد و يطلع عليه اللي بيعمله فيا فانا اخلص منه
عاصم : و لو على قلبك هههههههههه
سليم : طب ياللا بقى خلينا انقش الكلمتين اللي حفظتهم بدل ما انساهم و تبقى انت السبب ياللا ادامي
_______________________________
بنفس البيت و لكن بشقة اخرى كانت تقيم نسمة صديقة عليا هي اصغر منها سننا و لكنهم كالاخوات و كانت عليا تمثل لهم الاخت فهي كانت اخت مصطفى في الرضاعة و هو الاخ الاكبر لهشام زوج نسمة و كانت عائلتهم مقربة جدا من بعضهم
تعيش نسمة بهذه الشقة هي و ابنها محمود وذلك بعد وفاة هشام زوجها و هو يؤدي واجبه الوطني بسيناء الغالية فقد كان احد اكفأ الضباط بالجيش المصري و قد اختاره الله ليكون شهيدا بدفاعه عن الوطن ضدد الايدي الارهابية التي تريد دماره
طرقت عليا على الباب فتحت نسمة لها
كانت نسمة يظهر عليها انها تبكي فقد كانت الدموع تسيل على وجهها حتى مع محاولتها لاخفاءها
عليا : ايه دا في ايه انت بتعيطي
نسمة : لا ابدا يا عليا مش بعيط و لا حاجه
عليا : ما هو انا مش عمياء عشان مشفش دموعك حتى لو بتحاولي تخبيها فيكي ايه يا نسمة انت روحتي قبر هشام انهارده صح يعني مكنتيش رايحه تزوري عمك زي ما قلتيلي
نسمة : لا انا روحت الاتنين و بدءت في البكاء ثانية
اخذتها عليا في حضنها و ضمتها اليها
عليا : طب اهدي طيب و احكيلي ايه اللي حصل خلاكي كدا
نسمة : عمي يا عليا عمي عايز يجوزني
عليا : نعم دا اتجنن و الا ايه ازاي يعني لا دا عايزني اروحله اكيد هو فاكر انك ملكيش حد
نسمة : اظاهر فعلا اني مليش حد دا حتى عمي محمود والد هشام اللي كنت فاكره انه هيعارض و هيقوم الدنيا لاقيته هو اللي جايبلي العريس
عليا : ها انا مش فاهمة حاجه يعني ايه عمي محمود ازاي يعني دا قبل ما يكون عمك هو ابو هشام الله يرحمه ازاي عايز يجبرك على حاجه زي ده و استني استني انت بتقولي ان هو كمان اللي جابلك العريس
نسمة ببكاء: اه يا عليا انا انا ممكن اموت لو اتجوزته يا عليا
عليا باستغراب : مين
نسمة : مصطفى
عليا : ها نعم اللي هو مصطفى مصطفى لالالا انت متأكده طب ازاي و مصطفى وافق
نسمة : و هيجي نكتب الكتاب الاسبوع الجاي
عليا : انا مش عارفه اقولك ايه بس مصطفى يعني بصي اصل هو انت لسه صغيرة و حلوة و اكيد هيجي يوم يعني و تتجوزي و بعدين انت ابنك محتاج اب محمود لسا 3 سنين و مصطفى يعني اكيد هيكون ليه الاب اللي يحتاجه
نسمة : انت اللي بتقولي كدا بردوا يا عليا انت اكيد نسيتي اللي حصل
عليا : انا عشان مش ناسية بقولك مصطفى هيحافظ عليكي و على ابنك اكتر من اي حد تاني دا اخويا و انا عارفاه
نسمة : معملهاش زمان هيعملها دلوقتي و بعدين انا مش عايزه اتجوز بعد هشام لا هو و لا غيره
عليا : بصي يا نسمة زمان كان في ظروف جبرته على كدا و دلوقتي انتِ مش قد انهم ياخدوا منك ابنك
نسمة : محدش هيقدر يقرب من ابني
عليا : انت مش عارفه عمك محمود يعني دا انا شوفي بجبروتي دا بخاف منه
نسمة : ههرب بابني
عليا : طب ما انت لما تتجوزي مصطفى كدا بتهربي منهم كلهم و هتبقي بعيد عنهم بس مش هتتحرمي من اهلك انت نسيتي جنات و اللي حصل معاها لما هربت عشان تتجوز اللي بتحبه
شوفتي ازاي اتحرمت من اهلها و مننا كلنا و ماتت بعيد عننا في بلد غريبة و محدش كان عارف يتواصل معاهم من خوفنا عليهم يقتلوهم دي ناس مش بتتفاهم يا نسمة
نسمة : انت لسه فاكره الحكاية ده
عليا : و لا اقدر انسى
نسمة :بس انت حاولتي تساعديهم
عليا : انا زي ما بيقولوا جيت اكحلها عميتها بس سيبك انت انا دلوقتي بقولك الصح و انا عارفه مصطفى كويس هو وافق لانه خايف عليكي اقصد يعني عليكي انت و محمود و هشام ربنا يرحمه و يغفرله لو كان مكان مصطفى كان هيعمل كدا
نسمة : انا خايفة يا عليا خايفة اوي
عليا : يا بنتي متخافيش و اهو بدل ما كنت هسيبك و افضل القلق ماسكني عليكي هنا اهو هنبقى مع بعض بردوا اديني اهه بدور على بيت هناك و ان شاء الله خير
نسمة : ربنا يسهل
عليا : متعمليش حاجه مجنونه يا نسمة و على فكره انا عارفه مصطفى مش هيجبرك على حاجه انت مش عايزاها يعني اعدي و اتكلمي معاه و كل حاجه هتكون في مصلحتك ان شاء الله
________________________
بمكان اخر بالقاهرة عند منزل مصطفى صديق عز و اكرم
اكرم : ازيك يا حج صديق
صديق بواب العمارة : الحمد لله ازيك يا اكرم بيه عندي ليك خبر حلو
اكرم ؛ و انا مستني الخبر دا مصطفى رجع
صديق : اه رجع من نص ساعة بس كنت لسه هتصل على عز بيه ابلغه
عز وهو يخرج من سيارته : احنا قولنا بقى منتعبكش يا راجل يا طيب و نجيبلك احنا
صديق : هو لسه واصل حالا اهه بس شكله تعبان يا ولداه و مبهدل في نفسه خالص اطلعوله ربنا يفك ضيقته
نظر اكرم لعز و صعدوا سريعا ليطمئنا عليه
طرق عز الباب و كان اكرم يدوس على جرس الباب
خرج مصطفى من غرفته متوجها الى الباب فتحه وجد انهم اكرم و عز ففتح الباب و تركهم و دخل تسطح على الكنبة
كان عز و اكرم يغطي وجهيهما الدهشة من منظر مصطفى فهو ليس بعادته ان يهمل في نفسه و لا ان يترك ذقنه هكذا
اكرم : انت يا ابني ايه اللي انت عامله في نفسك دا
عز : مصطفى مالك و كنت فين اربع شهور مش عارفين نوصلك و قافل مكتبك و تليفونك و ايه اللي انت مهببه في نفسك دا
نظر لهم مصطفى ثم سكت و لم يتحدث
اكرم : ما هو انت هتتكلم يعني هتتكلم احنا مش هنمشي من هنا غير لما نعرف مالك
مصطفى : هشام مات
اكرم : ايه هشام هشام مات ازاي يعني انت اتهبلت و الا ايه فوق كدا و قوم كلمنا
مصطفى : بدموع هشام اخويا استشهد يا اكرم مات سابني ومات مش هشوفه تاني اخويا لالالا مش اخويا ابني ابني مات يا عز
عز : ان لله و ان اليه راجعون اهدى يا مصطفى لا اله الا الله
مصطفى : اهدى اهدى ازاي اااااااااااااه يا هشام اااااااااااااه
اكرم : و هو يعني لما تولول كدا زي الحريم هو هيرتاح هشام مات راجل راجل بيدافع عننا عن ارضه هشام استشهد حاجه مش اي حد بينولها و انت باللي عمله في نفسك دا مش هتريحه في تربته قوم اغسل وشك و استغفر ربنا اللهم لا اعتراض على امره ان لله و ان اليه راجعون
مصطفى : انا محدش حاسس بيا محدش راح منه اللي راح مني
عز : اهدى يا مصطفى انت مش عارف انت بتقول ايه
اكرم : سيبه يا عز لا راح يا مصطفى راح مني اللي حاربت الدنيا كلها عشان خاطرها راح مني اللي سبت بلدي و اتغربت في بلاد معرفهاش عشانها راحت مراتي حبيبتي بنتي كل حاجه كانت حلوة في حياتي بس كان لازم اظهر اني قوي عشان ورايا امانه هي سابتهالي و لازم احافظ على الامانه
مصطفى : امانه اااااااااااااه من الامانه عارفين ان هشام سايب وصيه قبل ما يموت و محملني امانه
عز : امانه
مصطفى : امانه موصينا اخلي بالي من ابنه كان حاسس انه مش هيرجع تاني
اكرم : طب ما انت اكيد هتعمل كدا ربنا يقويك
مصطفى ؛ مش هي دي المشكله عارفين هو كاتب ايه كاتب اني اتجوز نسمة اتجوز مراته
عز : ها نعم دا اللي هو ازاي يعني
مصطفى : مش عارف انا هتجنن لا و ابويا مهددني اني لو معملتش كدا هياخد منها ابنها و هيغضب عليا
عز: دا ايه الجنان دا عايزك تتجوز مراته انا مش متخيل ازاي يعني متتكلم يا اكرم
اكرم : طب ما تتجوزها
مصطفى : انت بتقول ايه يا اكرم
اكرم : بقول اللي لازم يحصل اخوك حس بغلطه بس للاسف متاخر كتير
مصطفى : هو مكنش يعرف
اكرم : يمكن بس لو عايز نصيحتي نفذ وصية اخوك لو مش عشانك يبقى عشانها هي و ابنها متخليش اللي حصل زمان يتكرر تاني و تتخلى عنها تاني
مصطفى : هي هتفضل فاكره اللي حصل زمان و مش هتنسى و انا خايف تعمل حاجه طايشه من دماغها
اكرم : مش اختك المصونه هناك متقلقش هتخربهالك
مصطفى : اختي اختي الله يعينها اهي بتدور على بيت هنا هتنقل هنا هي وولادها بعد ما اتطلقت
اكرم : و الله انا مش عارف جوزها استحملها السنين دي كلها ازاي
مصطفى : متنساش انها اختي يا اكرم اتكلم باحترام عنها و بعدين متنساش هي عملت ايه عشانك انت و جنات
اكرم : و دي حاجه تتنسي بقولكوا ايه انت يا استاذ مصطفى تفوق كدا و تقوم تصلي ركعتين لله و الواد دا هيفهمك احنا عايزينك في حاجه مهمة و انا هقوم لان ورايا سفر طويل و خد قرارك على طول في موضوع وصية اخوك لانك متضمنش اختك المصونة ممكن تعمل ايه سلام
________________________________
بالاسكندرية
بشقة اكرم هناك تجلس الفتيات كانت سلمى تمسك بهاتفها و تتحدث مع احدى صديقاتها
اما سيلا فكانت تشاهد احد برامج ديزني
و نورهان كانت تجلس امام لوحه فهي تعشق الرسم كانت ترسم صورة لسيدة في مقتبل العمر تشبهها الى حد كبير
سيلا : هو دادي اتاخر كدا ليه يا سلمى
سلمى : شوية و جاي حبيبتي سيلا هو كلمني و قالي انه في الطريق
سيلا : يا رب يجي بسرعة بقى عشان هو وحشني خالص
سلمى : اول ما الفيلم دا يخلص هيجي
سيلا: يا داده يا داده
ام سمير: نعم يا قلبي
سيلا: تعالي جري الفيلم دا يخلص عشان دادي هيجي اول ما يخلص
نورهان : سيلا يو ار كريزي ههههههههههه
سيلا : انت كريزي ياللا يا داده عشان دادي يجي بسرعة
ام سمير :حاضر يا بنتي
امسكت الدادة باللاب و قالت : هو بيتعمل ازاي دا
سيلا : كدا يا داده اتعلمي بقى
ام سمير: هههههههه طب لما انت بتعرفي تعمليه بتناديني ليه
سيلا : عشان اعلمك يعني انت من غيري هتعملي ايه
ام سمير: ههههههه تصدقي صح
سمعا الباب يفتح
سيلا : هااااااااا دادي دادي
اكرم : حبيبة قلب دادي من جوه
سيلا و هي تخرج لسانها لنورهان : شوفتي بقى دادي جيه اول ما الفيلم خلص انت اللي كريزي
سلمى : حمدالله على سلامتك دادي
اكرم: الله يسلمك حبيبتي
اكرم و هو ينظر لنورهان : ايه مفيش حمدالله على السلامه
نورهان : حمدالله على السلامة داد انا طالعه اوضتي عندي مذاكرة عن اذنكوا
ام سمير : معلش يا ابني ربنا يهدي
اكرم : امين يا داده انا مش عارف هتفضل كدا لامته من ساعة ما عرفت اللي حصل يوم وفاة مامتها و هي محملاني الذنب
ام سمير : ربنا يهدي الحال يا ابني معلش لسه عيله صغيرة و بكرة تفهم
كانت البنات تقف بعيد حيث الهدايا التي اتى بها اكرم لهم
اكرم : الهدايا عجبتكوا
سلمى : حلوة اوي داد ميرسي ليك
سيلا : تحفه تحفه العروسة دي شبهي صح يا داده
ام سمير : انت احلى حبيبتي
اكرم : في حاجه عايز اخد رايكو فيها يا بنات بس ان شاء الله مش انهارده بكرة الصبح مفيش جامعه و مفيش مدارس ياريت محدش فيكوا يخرج بكرة سامعه يا سلمى
سلمى : بس دادي انا وعدت اصحابي
اكرم : معلش بكره الغي لان اللي انا عايز اخد رايكو فيه اهم
سلمى : بزعل طيب ماشي
اكرم : طب و عشان الزعل اللي انا شايفه دا بكرة عازمكوا على الغداء بره ايه رايكو
سيلا : يحيا داداي هاااااااااا
كانت نورهان تجلس بغرفتها ممسكه بصورة والدتها التي رسمتها لها
نورهان ' مش قادرة انسى يا مامي ان لولا هو كان زمانك معانا دلوقتي ازاي قدر يعمل كدا ازاي يحرمنا منك مش قادره اسامحه يا مامي مش قادره ثم ضمت الصورة اليها و ظلت تبكي
