"كمين الحب"
[الفصل الخامس]
بقلم ساره فتحي & ريهام علي
***
اغمض عيناه بقوة وهو يلهث انفاسه بصعوبة
كلما تذكر هيئتها والدموع بعيناها مشهد يقتله
من الداخل بدون رحم يألمه قلبه بشدة
لا يعلم متى اصبحت شخصًا مهمًا بحياته
يتألم لأجلها شعر بيد تربت على كفه، رفع
وجه فطالع مصطفى يبتسم له وقد انتهى
الطبيب من خياطة جرحه قائلًا :
- بتحبها ؟!
ازدراق ريقه بصعوبه ثم هز رأسه بنفى قائلًا :
- احبها ايه يابنى . ديه مجرد معرفة سطحيه
اخذ مصطفى نفس عميق ثم اردف بمكر :
- اممم كل ده وسطحيه هى اترعبت اول ما شافتك
وانت كمان مستحملتش انها تخيط الجرح
على العموم ياصاحبى الموج مش بيحب المكابره فلازم توطى ليه بالظبط ذى الحب بيحب الاعتراف
ارتدى مازن الوجه الجليدى قائلًا بمرح عكس ما بداخله :
- شعر ده يا جاد .. يلا يا بنى انت خلينا نروح
انا تعبان وعايز انام وبقى خلى الكلام ده لخطيبتك وكفايه عينيك الزايغه دي
دلف سويا لخارج المشفى وقبل ان يستتقل سيارته
وقف للحظات قلبه لا يطاوعه على الرحيل
فتح باب السيارة لمصطفى قائلًا :
- اركب يا درش انا نسيت نضارتى جوه وهجبها
واجى
قهقة مصطفى ثم ارداف يشاكسه :
- وماله الرجل اللى بيعتذر رزق برضو
****
سار فى اروقت المشفى يبحث عنها بلهفة
فوقعت عيناه على صديقتها يسر فتوجه
مندفع صوبها قائلًا :
- لو سمحتى دقيقة واحده
ابتسامة بلطافة قائلة :
- انا اسمى يسر ، اهلًا يا حضرة الظابط
بادلها الابتسامة ثم عقد حاجبيه متسائلًا :
- هى الدكتوره سدره فين ؟!
اجابته بحزن :
- للأسف لسه ماشيه تعبت واستئذنت معرفش ايه جرالها فجأة
- طب ممكن طلب يا أنسه يسر لو سمحتى ؟!
****
فى احد مطاعم الأكل الشهيره يجلسوا كلا من
مروان ويسر و سدره
لكن الأخيره فى عالم اخر وخيم الحزن على ملامحه فكلماته صداه يتردد فى قلبها
تلعن قلبها الذى يألمه من اجله
تأفف مروان بضجر :
- كده كتير اخوات اه بس كده انتوا جايين عليا
بخساره انا مالى عايزين تاكلوا بره اسيب امى
وحلل المحشى اللى مستنياني من الصبح عشان اكل بطاطس واشرب كولا
اجابته سدره بنبرة خيم عليها الحزن :
- انا اصلا ماكنتش عايزه انزل يسر هى اللى اصرت
لو خلصتوا يلا بينا بقى
فى هذه الاثناء دلف مازن يبحث عنهم كما اخبرته يسر بمكانهم
لكنه احتدت ملامحه عندما وجد مروان يجلس معهم
لكنه حاول تمالك اعصابه حتى لا تزيد الأمور سوءٍ اتجه نحو طاولة ثم القى التحيه عليهم
توسعت عين سدرة بصدمة
لكنها سريعًا اخفضت نظرها بينما توسعت ابتسامة
مروان قائلًا :
- اهلًا اهلًا يا حضرة الظابط الدنيا نورت بوجودك
ده احنا لسه كنا هنطلب الحلو وسهرانين شويه
اتفضل معانا
تجاهل مازن حديثه ولم يعايره انتبه بينما عيناه
مسلطه عليها فرؤيتها بتلك الحاله الساكنه ادمت قلبه اردفت سدره بهدوء :
- مروان احنا ماشيين حلو ايه ؟!
جر مازن مقعد وجلس معاهم على الطاولة ليقول
بتهكم :
- هو إذا حضرت الشياطين
التزمت هى الصمت فقطعه مروان سريعًا :
- لا يا باشا ايه الكلام ده احنا زدنا نور
اجابه بابتسامة بارده :
- شكرًا يا كروان
مد مروان يده فى جيب بنطاله واخرح هويته الشخصيه
ثم مد يده بها لمازن قائلًا :
- حظابط مروووان وديه البطاقه اثبت اهوو مش كروان صدقنى بقى
ابتسمت يسر وهى تردف بهدوء :
- قوم معايا يا مروان نجيب الحلووو
انصرفوا فرفعت عيناها إليه بنظرة عتاب ثم اشاحت وجهه الجهة الاخرى
اما هو مسح وجه بضيق ثم
اردف محاولًا تبرير موقفه :
- ماكنش قصدى المعنى الحرفى اللى وصلك النهارده بس لان ده ظابط الجيش وانتى لسه تحت التمارين واى غلط بسيط مسئوليه عليكى عشان كده حاولت امنعك
أطرقت رأسها ارضًا تهمس بنبرة متألمة :
- نفس المعنى على فكره رغم انى متمكنه وحضرتك متعرفنيش عشان تحكم عليا بس شكرًا اكيد
لم يرد عليها كيف يفسر لها مشاعره حينها هو حتى الآن لا يعرف سبب اندفعه أهو حديث مصطفى
اما شئ نابع بداخله لكن ما يعرفه الآن انها باتت
تشغل تفكيره و رؤيتها هكذا تألمه فتنهد قائلًا :
- اسف
ارتجف قلبها من اعتذاره شعرت انها تسترد روحها
لكنه ارتسمت الجمود تهمس :
- ولا يهمك كل واحد رأيه يحترم
- سدره
نطق باسمها بتلقائية بنبرة مختنقة ، رفعت عيناها فدُمجت نظراتها مع لبنيته،
رعشه سارت بقلبها ايقينت الآن حقيقة مشاعرها نحوه
فأطرقت رأسها بخجل هامسه :
- نعم
تنهد ثم اردف بنبرة نادمة على افعاله ليقول بحنو :
- انا ماكلتش حاجه من الصبح ممكن تاكلى معايا
لو مش زعلانه لو مش موافقه هقوم امشى
ومش هتعشى متعودتش اكل وفى حد زعلان منى
اعتدلت بمقعدها لتقول بمشاكسه :
- اممم طب متزعلش حد تانى عشان هو كمان
مش بيأكل وهو زعلان .. هطلع اجدع منك
وهأكل معاك والحساب عليك
ابتسم بفرح على ابتسامتها ثم هتف بحماس شديد :
- بس كده اوى اوى احنا عنينا للدكتوره سدره
******
بدأوا الطعام معًا تحت نظراته التى تحاصرها يتأمل عيناها السوداتيين التى أسرته منذ اول مره، ايعقل وقع فى عشقها
ابتسم على حاله كأنه مراهق صغير تسعده نظراتها
اما هى كانت بداخلها مشاعر متناقضه
لكن لا تنكر أن كلماته هدأت النيران المشتعلة بداخلها
لكنها تخشى الاندفاع وراء مشاعرها، رفعت عيناها طالعت ابتسامته الجذابه شعرت بداخلها بحقول من المفرقعات همست :
- احنا اتاخرنا ولازم نروح
هز رأسه بالإيجاب ثم وقف جميعًا بالخارج ليهتف
مروان :
- فرصة سعيدة جدًااااا يا حضرة الظابط نستأذن احنا بقى
رفع مازن احد حاجبيه بتهكم قائلًا :
- على فين العزم
رد مروان بكل بساطه :
- هوصلهم واروح يا باشا
ارتفعت نبرته الغاضبة ليقول بحدة والغيرة تنهش
بقلبه :
- نعععم !! توصلهم انت ليه ؟؟
اتفضل روح كده الوقت تأخر فعلًا عليك هوصلهم أنا ، اتكل عالله
****
صف السيارة جانبًا بجوار المسكن الخاص بهم فترجلت
يسر من السيارة و ولجت للمدخل البناية، كادت ان تفتح باب السياره لكنه اوقفها قائلًا :
- شكرًا على طلب الاضافة
ابتلعت بصعوبة تكاد تذوب من فرط الاحراج عضت على شفتيها بندم من فعلتها فاردفت بحدة طفيفة :
- انت عرفت انه انا ازاى ؟!
بعدين هو انت بتقبل اى طلبات كده ؟!
نظر لها بتعجب مستمتعًا بغضبها الطفولى قائلًا :
- اممم ، لا طبعًا مفيش الكلام ده ..
يعنى انا من اول لحظه قولتلك هغير واجيلك ساعة الكمين كانت معلومتك كلها عندى ، كل شئ يخصك شغل والدك والدتك
مش معقوله يعنى هركبك العربيه معايا وانا مش متاكد منك، بس ده ميمنعش انا استغربت
من طلب الصداقة
صدرها يعلو ويهبط بسرعه دقات قلبها تزداد
نبرة صوته وهيئته الرجوليه وتسرعها حتمًا
ستفقد وعيها همست بخفوت :
-اسفه لو ضيقتك انى بعت طلب اا
قاطعها مسرعًا ليهدأ من توترها :
- لأ خالص بالعكس ديه احلى حاجه حصلت
فتحت باب السيارة بارتباك وهى تهمس :
- بس ده ميمنعش ان عندك كتير بنات بردو
تصبح على خير وشكرًا على العزومه
ارجع رأسه للخلف يستند على مقعد سيارته يبتسم
فتلك المتمردة ستصيبه بجنون
***
مر اسبوع وهى تشغل كامل تفكيره بات
يراقب صفحتها الخاصة طيلة الليل ويبتسم
دائمًا على منشوراتها المرح
قرر الذهاب إلى كليتها مرر عيناه على جميع
الطلاب يبحث عنها بين الوجه إلا ان وقعت
عيناه على ذلك السمج مروان اقترب منه
قائلًا :
- مراون
اتسعت ابتسامة مروان قائلًا :
- حضرة الظابط عندنا ده ايه النور ده
وكمان بينادينى باسمى لا ده احنا ندبح بقى
تأفف مازن بضجر وعيناه تبحث عنها متسائلًا :
- فين سدرة يا مروان
عقد مروان حاجبيه ليردف :
- سدره كانت هنا . تلاقيها راحت لدكتور زياد عشان الابحاث
تركه قبل ان يكمل حديثه يقطع الردهة باحثًا عن غرفة زياد لايعلم سبب غضبه او قلقه المبالغ فيه
سيعترف بحبه لها كى يضع قوانين حتى يريح قلبه
اخيرًا وجد مكتب كان الباب
مفتوح قليلًا
***
فى مكتب زياد
-انتي خسارة فى البلد دي يا سدره انا مبهور بيكى
حقيقى
نطقه جملته وهو يطلعها بنظرات مخيفه عيناه
تتجول على جسدها
ارتجف جسدها من نظرته فهمست :
- يعنى فى امل البحث يطبق
اقترب منها وانفاسه تلفح بشرتها قائلًا :
- كله يرجع لشطارتك انتى بقى
نظرت لها بعدم تصديق من مغزى حديثه واسرعت برحيل ،
لكنه حاوطها بيده التى التفت حول خصرها
دفعته بقبضتها فى صدره بذهول
فجأة اندفع الباب بحدة فتوسعت نظراتهم
