رواية كمين الحب الفصل السادس6 بقلم ساره فتحي وريهام علي


 "كمين الحب" 


[الفصل السادس]


بقلم  ساره فتحي  &  ريهام علي 

****


فى ثوان كان يسحب زناد مسدسه مصوبًا على رأسه 

صرخت وهى تقبض على يده تهز رأسها بالنفى ودموعها تغرق وجنتيها


زفر عدة مرات محاولًا التقاط انفاسه كى يطلق الرصاصه ويفجر رأسه، نظرت إليه مازالت عيناه 

قاستيتن استجدته بنظراتها التفت له وخف قبضته من على الزناد،

 ليفاجئه بضربه بظهر مسدسه فى انفه وهو يصرخ به :  

- اللى ذيك حلال فيه القتل 


مسح زياد الدماء السائلة من انفه وهو يهتف بشراسه : 

- انت ازاى تدخل مكتبى وتتهجم عليا، ده غير انك فاهم غلط

 انا مش هسكت ولا عشان ظابط البلد فيها قانون 


ركلة مازن فى قدمه ركلةٍ قوية سقط زياد على اثرها ارضًا صاح به مازن بلهجة تحذيريه وداخله يعربد : 

- كلمة كمان وملكش عندى ديه، انت اخر واحد تتكلم على القانون انت واشباه الرجال اللى زيك،

 احنا بنحارب الارهاب وشايلين روحنا على كفنا عشان ندل زيك يتحرش باخت او ام أو بنت او مرات واحد فينا

 إذا كان هما ارهاب بس احنا عارفين خطرهم وواقفين ليهم 

لكن انتوا وباء يا خسيس انت واللى زيك لما تستغل منصبك، ايه ناقص حيوان زيك عشان يعمل كده 


ارتعدت اوصاله من نبرة صوته يهمس بخفوت :

- بقولك فاهم غلط 


اما هى وقفت فى الزواية تنظر له لمعرفة الخطوة القادمة، 

فاقترب منها يقبض على كفها يسحبها خلفه 

فقد آثار صوته المرتفع انتباه الطلاب والاساتذة فى الردهة، وعندما طالعوا يسير ويسحبها خلفه اعينهم 

اصبحت فضوليه، وصل على البوابة والتقى بضابط

الأمن قائلًا : 

- ماجد باشا معلش طلب  فى حيوان جوه اسمه زياد 

انا كسرت مناخيره عايزه فى الحجز الليلة لحد ما اجيلوا 


- امرك يا باشا دا كمان هنروقه على ماتيجى 


فى هذه الاثناء كان مروان ويسر يهرولوا فى اتجاه سدره


وما أن اقتربت منها يسر واحتضنتها كانت 

كإشارة لها بأن تنفجر من البكاء

عقد مروان حاجبيه مستنكرًا : 

- هو أيه اللى حصل بالظبط ؟!


زفر مازن انفاسه الحارة وعينيه مازالت مشتعلتين يهمس باقتضاب : 

- سدره هروحها انا وبعدين نبقى نتكلم عن اذنكم 


****


استقلت السيارة بجواره، اما هو ادار المحرك وانطلق 

يسابق الرياح يملئ صدره بالهواء من حوله لعله يهدأ من ثورته،

 طالعها بعينه مازالت تنتفض ودموعها تنهر

بحرقة،


 اوقف السيارة بعنف ثم لكم المقود بعنف قائلًا:

- ممكن افهم فى ايه ؟! الحيوان ده اتطول اكتر من اللى انا شفته، طب حصل الكلام ده قبل كده 


اطرقت رأسها بخذلان ودموعها تنهمر : 

- لأ اول مره تحصل معرفش عمل كده ليه 


دمائه تغلى يلعن نفسه على عدم اطلاق الرصاص عليه ليخلص البشريه من دمائه الفاسدة فهو وامثاله وباء المجتمع، 

حاول جاهدًا أن يخرج نبرة صوته هادئة : 

- طب ممكن تهدى، هعملوا محضر تمام اخليه عبره للكل 


هزت رأسها بهستريا قائلة : 

-لا كفايه فضايح كده، انا مش عارفه هنزل كليتى تانى ازاى محضر ايه لا لا 


اغمض مازن عينيه بقسوة ثم زفر بحدة قائلًا : 

- مش عيب اما تبقى دكتوره ويبقى ده تفكيرك 

سدرة انا عايزك تاخدى حقك 


اخفت وجهها بكفيها وهى تهمس : 

- انا مش متخيلة اللى حصل 


حاول الثبات لكن رغمًا عنه بداخله نيران تندلع فى روحه، دموعها تحرقه، دمائه تغلى أنه لمسها، 

الآن اعترف بحبها داخل قلبه


أدار المحرك ليتجه لقسم الشرطة، بعد مرور وقت قليل وقد انتهى من تحرير محضر ضد زياد وهى مازالت تسير خلفه كالمغيبه

 

استقلت السيارة، وبعد ثوانى قليلة كان يصف سيارته

بجوار المسكن الخاص بها تنهد قائلًا : 

- سدرة 


قاطعته مسرعه : 

- لو سمحت عايزه اطلع مش قادره اتكلم 


*****

مر اكثر من اسبوعان وهى حبيسة غرفتها، لا تصدق 

ما صار معاها فخلف رجل العلم والملابس الباهظة

وحش كاسر كان سينقض عليها ويلتهمها بشراسه 

ولجت يسر للغرفة وجلست امامها على الفراش 

تنظر لها بحزن : 

- يا حبيبتى هتفضلى كده هو غلط وهياخد جزاؤه 

وانتى لازم تنزلى الكليه بقى حرام الترم يضيع 


رفعت نظرها إليها لتهمس بندم : 

- لا مش نازله انا غلطت من الاول انى مسمعتش كلام ماما انا هنزل القاهره 


توسعت عيناها بصدمه ثم حدثتها بنبرة ذات مغزى : 

- طب وحضرة الظابط مازن، طب ده هيتجنن عليكى 

وبيسأل كل يوم وانتى قافله الفون بتاعك 


انتعش قلبها خافقًا بجنون، زلزالت كيانها داخليًا عند 

ذكر اسمه همست بنبرة مهزوزه : 

- ماله؟! هو كتر خير لحد كده كل مره يشوفنى ببقى فى مصيبه 


لوت يسر فمها قائلة وهى تغمز لها  : 

- بس واضح انه على قلب زى العسل

ثم اكملت: بقولك يلا ننزل نجيب طلبات ونفك شويه 


انكمشت على  الفراش ثم سحبت الغطاء ودثرت به نفسها تهمس بخفوت : 

- يسر اطفى النور واطلعى بره وبلاش الحركات دي 


****


-بجد حاولت بس معرفتش انا اسفه 

تلك الكلمات اردفتها يسر لمازن بأسف، بينما هو هز رأسه 

على مضض ثم عقب :

- وهى رفضت تكلمنى ليه ؟!

سبتها يومين تلاته تهدى مش كده كتير 


فرقعت اصابعها فى الهواء قائلة :

- عندى فكره، مروان هو اكتر حد يعرف يطلعها 

من حالتها دي 


جز على اسنانه ونيران الغيرة تتصاعد بداخله

 فاردف بحدة : 

-نعمم مش فاهم ازاى يعنى 


- اصلهم متربين مع بعض واهلهم كانوا جيران وهى بترتاح لما تروح ليهم زيارة 

نطقت جملتها بريبة من تحوله المفاجئ 


زفر بحدة ثم رسم ابتسامة شاحبه قائلًا : 

- شكرًا يا أنسه يسر تعبتك تقدرى تتفضلى 


****


يجلس فى سيارته اسفل المسكن الخاص بها 

وبجواره مروان، ابتلع مروان ريقه بتوتر من 

نظرة عينين مازن الحادة بينما مازن يحاول جاهدًا  باخماد نيران الغيرة


 اخيرًا خرج صوته : 

- كنت عايزك عشان تحاول تتواصل مع سدرة 

عشان نطلعها من اللى هى فيه واعرف اكلمها 


هز مروان رأسه وهو يفتح باب السيارة قائلًا : 

- طبعًا ثوانى هطلع ليها وانزلها معايا 


اخرج مازن مسدسه من جرابه وهو يضعه امامه

طاحنًا ضروسه : 

- اقععععد طالع فين يلا انت اقعععععد 


ابتلع مروان ريقه بصعوبه هامسًا : 

- عايزيني اعمل ايه وهعملوا 


حرك مازن رأسه يمينًا ويسارًا قائلًا : 

- الفون بتاعك وتكلم يسر وبعد كده قولها تديهالك وانا هتصرف فى الباقى 


اخرج مروان هاتفه سريعًا وضغط على زر الاتصال

فى انتظار الرد ثوانٍ واجابته يسر :

- عامله ايه يا يسر ادينى اكلم سدرة عايز اطمن عليها ضرورى

 

- ايه امتتتته طيب، طب تمام سلام انتى 


انهى اتصاله وهو ينظر لعيون مازن المتلهفة قائلًا : 

- سدرة نزلت القاهرة

                     الفصل السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>