رواية همس عاشق الفصل السادس عشر16والسابع عشر17بقلم نجمه اسيل


 
رواية همس عاشق

الفصل السادس عشر...

تخلل أصابعها بين شعيراته السوداء التي قصرتهن بيديها بينما هو نائم بعمق فوق قدميها وممسكاً بيديها بين يديه لايتركها حتى في أحلامه

نزلت دمعه حاولت كثيراً كبتها لتسقط على وجهه وتتهجم ملامحه لتمسحها هي سريعاً تعلم جيداً بأنه سيصرخ عليها اذا رأى دموعها




أخرجتها من لحظات الهدوء تلك قرعات على باب الشقه لتحاول سحب قدميها بهدوء من تحت رأسه حتى نجحت لكنها فشلت في فتح يدها من يده لتبتسم على أمساكه لها حتى في عمق نومه ؛ تحت تململه وأعتراضه فتحت يده بعد مده ليست بقصيره لتنزل من السرير وتذهب لباب الشقه تفتحه

لما تأخرتي في فتح الباب كان ذلك صوت فجر المتذمر

وعليكم السلام قالتها هدير ساخره

قلبت فجر عيناها ثم دخلت لتتبعها شروق التي تعلقت بعنق والدتها تقبلها كعادتها

مابك متضايقه قالتها هدير بشك

نظرت فجر بتحذير نحو شروق قبل أن تنطق بأرتباك حاولت أخفائه :- ليس بي شيء الحمدلله




شروق ببراءه :- لاتقلقي أمي هي فقط متضايقه من الحر بالخارج ليس وكأنها قد تشاجرت مع إبنة المديره

صفعت فجر مقدمة رأسها وهي تغمض عيناها قائله بدآخلها :- ايتها الغبيه

وضعت هدير يديها حول خصرها وهي متعاقدت الحاجبين لتهتف بفجر بعدم رضاء :- اذاً فجر السلاَمي تحولتي لرئيسة عصابه ام ماذا!!

جحدت فجر شروق بنظره توعد حارقه حتى أختبئت شروق خلف والدتها

كفي عن أخافة شقيقتك وأخبريني لما تشاجرتي مع الفتاه!! قالتها هدير بغضب




فجر بغضب :- ولو جئتي بها الآن الي لضربتها مجدداً ؛ هي من بدأت ويمكنك سؤال أنهار حفيدة أم سعيد

جلست هدير بجانب فجر بينما شروق متمسكه بها لتقول بحب أمومي :- لن أسئل أي أحد بل أريد الحقيقه منك

فجر بعبرة بكاء :- هي من بدأت منذو ثلاثة أيام وهي تلقح بكلماتها علي بأن والدي مجرم وهو حبيس السجن الآن و أنا أصمت لها ثم ذهبت للمديره والدتها ولم تنصفني واليوم أمام الجميع تناديني يا إبنة المجرم عندها أنا ضربتها بشده 




ووالدتها كتبت رساله لكم وقالت أجلبي ولي أمرك ولابد إن يكون والدك أخبرتها إن والدي ليس موجود في المنزل لكنها ضحكت بسخريه وقالت إذ والدك حقاً ليس مجرم فستجلبينه غداً وعندها ساجعل سبيل تعتذر لك بأذاعة المدرسه

أكملت فجر كلماتها بدموع أبت ألا إن تنزل لتجهش ببكاء مرير بأحضان والدتها وهي تردد :- أبي ليس مجرم يا أمي هو ليس كذلك

هدير بأبتسامه :- بالطبع هو ليس كذلك

بعد إن هدأت فجر قليلاً قالت هدير بنبره حماسيه :- هناك مفاجأه بأنتضاركن

نظرن بناتها لها بأعينهن العسليه فجر بعيناها الداكنه و شروق بعيناها الفاتحه كالون العسل بتعجب لتهتف شروق بمرح :- هل جلبتي لنا حلوى




هزت هدير رأسها بنفي ولازآلت تحتفض بأبتسامة الحماس والمشاكسه على فمها

أمي ماهي أرجوك قالتها فجر بملل وهي تمسح دموعها المنسابه

نهضت هدير وهي تمسك بيديهن وتضع سبابتها على فمها مصدره صوت معناها سكوت وتهتف بأبتسامه :- بهدوء ؛ هيا

سارتا الفتاتان بهدوء مع والدتهن التي أدخلتهن غرفة النوم التي نادراً ما يدخلنها لتفتح لهن باب الغرفه ببطء وهن مائة علامة أستفهام ترتسم فوق رؤسهن لتكمل هدير فتح الباب متزامنناً مع فتح عيناهن بصدمه محببه خفقت لها قلوبهن وهن يرين والدهن مستكين الملامح ونائم بهدوء كالأطفال على سريره

شروق ببكاء :- هذا أبي

فجر بهمس باكي :- نعم إنه أبي

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

فتح عيناه بتثاقل شديد وبرأس متضخم من الألم ؛ جلس برهه يتذكر ما حصل معه لتتجمع ملامح وجهه بعدم رضاء

ما الذي فعلته هل جننت !! ماذنبها هي حتى أعاقبها على فعلت والدتي الجشعه قالها جبر بتأنيب لنفسه




نهض بعد إن جلد نفسه على تهورها ومد يده على زوجته ليبحث عنها بعيناه بكل مكان حتى وصل للمطبخ ليجدها تغسل أواني الطبخ

هناي قالها بهمس وهو يحاوطها من خصرها

شهقه متفاجئه خرجت من بين شفتيها قبل إن تهتف بعتاب :- أخفتني

أدارها له ليرى وجهها المتورم قليلاً بفضل صفعاته ليتهف بنفسه بمحاسبه :- أحسنت حقاً أحسنت فيما فعلته بها

رفعت حاجبها بتساؤل :- ما بك!!

آسف قالها بخجل شديد للغايه منكساً رأسه للأسفل

رفعت رأسه وهي تحتضن وجهه بين كفيها قائله بتبرطم طفولي :- لا أريد سماع تلك الكلمه منك مره أخرى وماحصل قد حصل فقط أنسى

ألتمعت عيناه بحب شديد ليهجم على شفتيها يأخذهن بين شفتيه لرحلة عشق طويله عابراً و إياها كل أزقة اللذه

أحبك همس بها أمام شفتيها بعشق

فرجت شفتيها تريد الرد عليه ليقتحمهن هو مجدداً بحب جارف ؛ أغمضت هي عيناها متزامناً مع غلق عيناه منتشيين للذة حب تعصف بهم طالت كثيراً

حملها بين ذراعيه وهو لازآل قابضاً على خاصتها حتى النخاع ليدخل بها غرفة النوم لكنها أمسكت بالباب مانعتاً إياه بالدخول بها

ماذا قالها بأعين متخدرع بفعل غيمة مشاعره المتفجره التي أحاطته

ما تريده لن يحصل في هذا الوقت قالتها بخجل

رمش عدة مرات ثم نظر لها بصوره مبهمه وكأن على رأسها الطير قبل إن يتذكر ما ذهبت لأبتياعه من الصيديله

أفلتها من يديه ليقول بعبوس شديد :- وكم سيستمر هذا الوضع




أمسكت به من خديه قائله بنبرة شماته :- عليكي التحمل يا بطه

نفض يديها ليقول بتوعد :- لا بأس تشمتي بي لكني سأبكيك

ضحكت بخفه على حنقه وغضبه الشديدين

إلى أين قالتها بتعجب

ساذهب للجحيم ماشأنك بي رد بها بغيظ

صدحت ضحكتها التي تجعل قلبه يرقص على ذبذباته ليقترب منها حتى حشرها بين جسده والجدار بعنف :- هل تريدين أفقادي صوابي!! أو معاقبتي



تعلقت برقبته مردفه بغنج :- ماذا فعلت!!

تنفس بعمق شديد وهو يغمض عيناه بأستسلام من أفعالها

سأذهب قبل إن أتهور قالها بضيق وهو يتجه لأمام الباب

- إلى أين ستذهب !! أرجوك أخبرني

أبتسم بشرود :- سأذهب لأرى عماد لا أعلم أشعر بالحنين له

هزت رأسها مع أبتسامه متفهمه ؛ تعرف جيداً بأن عماد أصبح جزء كبير من يوم جبر

قبلها أعلى رأسها قائلاً بأعين تلتمع حباً :- أراكِ فيما بعد

سأنتظرك همست بها بعشق




داعب أنفه بأنفها راداً عليها بنفس همسها العاشق :- لن اتأخر

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

أمي هذا أبي صحيح قالتها شروق بدموع

أبتسمت هدير وهي تمسح دموع صغيرتها قائله بحب :- نعم ياعزيزتي هو

أنفجرتا الطفلتين في بكاء أحتياج وشوق لتهمس لهن والدتهن :- هيا من هنا كي يرتاح والدكن وعندما ينهـ...

بترتا الطفلتين كلمات هدير وهن يركضن لدآخل يصرخين بأسم والدهن والدموع تغطي ملامحهن




نهض أسلام مفزوعاً من نومه للحظات دائره لم يعلم هل هو لازآل بالسجن أو قد خرج منه ؛ لم يتأكد بأنه قد خرج من السجن ألا عندما شعر بفجر وشروق ينقضين عليه بحضن مليئ بالشوق وأصواتهن التي أشتاق اليها كثيراً مليئه بعبرات البكاء

ضم أسلام بناته نحوه بحب كبير :- حبيباتي يكفي بكاء

فجر بحزم باكي :- غير مسموح لك الذهاب مجدداً وتركنا

ضحك أسلام من بين دموعه وهو ينظر لهدير المستنده على حافة الباب وهي تبتسم بدموع :- حسناً آنسه فجر طلباتك أوامر




شروق بغباء كعادتها :- أمي لم تتوقف عن البكاء وأنت غير موجود بالسجن حتى عندما أتت والدتها لم تكف عن البكاء

أرتبكت هدير من نظرات أسلام الغاضبه والغير راضيه

أسلام بأبتسامه :- هيا أذهبن لتغيير ملابسكن ثم سنتغداء فأنا جائع ولم أستطيع تناول طعامي بغيابكن

صرخات مستمتعه أطلقتها الفتاتان قبل خروجهن بتعجل لغرفتهن

هدير بأرتباك :- أنا سأذهب لتسخين الطعام

تعالي إلى هنا قالها أسلام بصيغة أمر غاضبه

سحبت هدير ساقيها نحو أسلام بأستسلام لتقف أمامه كطالبه مستعده لعاقبها من أستاذها

أمسكها أسلام من يدها حتى أجلسها بجانبه ليهتف بنبره حاول جعلها هادئه لكنها خرجت مشبعه بالغضب الخفي :- ما الذي جاء بنجيه هانم إلى هنا !! ومن أخبر بناتي بأني كنت بالسجن




أخذت هدير نفس عميق لتخرجه ببطء :- أمي من أخبرتهن

تصاعد الغضب بدآخله ليهتف :- وما الذي جاء بها لمنزلي

بدأت هدير بقص كل شيء لأسلام حتى مضايقات جيرانها لها بنظراتهم وأخيراً كلمات نعيم الجارحه لها في صباح اليوم ؛ أنهت هدير كلماتها وأعينها تفيض بالدموع

أخذ أسلام هدير بين أحضانها وهو يشعر بمدى ما تعرضت له في غيابه لكنه اخذ على نفسه وعد بأنه عاد الآن وسيقوم بتعويضها عن كل ما مررت به

أسلام بمشاكسه :- لما لم تذهبي مع نجيه هانم على الأقل ستكوني بأمان لحين عودتي

نظرت نحوه بعتاب :- لا أريد أي أمان بعيداً عن منزلي ثم رائحتك في البيت تكفيني حتى أشعر بالآمان





لآنت ملامحه أكثر :- أنتي نعمه من الله لي ياهدير

سكنت بين أضلاعه لتهمس :- بل أنت نعمه من الله لي

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

شكراً ايها الطبيب ففضل الله ثم أنت عماد لازآل على قيد الحياه

أبتسم الطبيب الذي يغطي رأسه الضماد الطبي :- هذا واجبي يا مدام غزل ؛ فعندما أرى ممرض لأول مره أراه في المشفى وأنا رئيس القسم هنا فلابد لي من إن أشك

أبتسمت غزل بأمتنان لـ الطبيب قبل إن تودعه وتدخل لدآخل غرفة عماد التي يقف خارجها الحراسه من كل مكان




وضعت أدوية زوجها على المنضده وهمت لدخول الحمام لكنها رأت وضعية رأس عماد الغير مستويه على الوساده

كيف تحركت الوساده من تحتك قالتها غزل بتعجب شديد

ذهبت نحوه كي تعدل المخده من تحته لتسمع تأوه خافت صادر منه ابتعدت عنه قليلاً لتراه يجاهد ليفتح عيناه

وضعت يدها على فمها ودموعها خط غير منقطع على وجنتيها وهي تراه قد فتح عيناه

شهقه فلتت منها وأرتبط لسانها ولم تستطيع التكلم لينتبه هو لها أخيراً

أقتربت منه لكنها توقفت بصدمه عندما سمعته

من أنتي!! قالها بصوت مبحوح خافت ومتألم




الفصل السابع عشر...


ذهبت نحوه كي تعدل المخده من تحته لتسمع تأوه خافت صادر منه ابتعدت عنه قليلاً لتراه يجاهد ليفتح عيناه

وضعت يدها على فمها ودموعها خط غير منقطع على وجنتيها وهي تراه قد فتح عيناه

شهقه فلتت منها وأرتبط لسانها ولم تستطيع التكلم لينتبه هو لها أخيراً

أقتربت منه لكنها توقفت بصدمه عندما سمعته

من أنتي!! قالها بصوت مبحوح خافت ومتألم

تصنمت مكانها بينما هو عاد ليغمض عيناه بألم محاولاً أبتلاع ريقه الجاف دون جدوى ؛ همهمه مؤلمه للغايه فلتت منه عندما حاول تحريك جسده لتركض هي اليه تحاول مساعدته

ورد قالها بلهفه عندما أقتربت منه




أبتسمت بعشق :- نعم أنا ياروح ورد أشتقت اليك كثيراً

رفع يده يحتضن خدها بين أزقة خطوط يده وعيناه مثبته بشده على عيناها حتى شعرت هي بالقشعريره تدب بأوصالها

بعد لحظات ليست بقصيره غرقاء بأحضان أعين بعضهما تحدثت هي بأرتباك :- سأذهب لأستدعي الطبيب

أمسك يدها قائلاً بلهفه :- لا تتركيني دعك هكذا بجانبي

قبلت غزل يده الممسكه يدها قائله بهمس عاشق ملتف بخيوط الشوق :- لن اتأخر ؛ أنا أيضاً لا أريد تركك لكن لابد من أستدعاء الطبيب




هز رأسه بضعف لتهرول هي راكضه تستدعي الطبيب

عماد بهمس خافت :- جميله جداً أنتي ياورد كأسمك تماماً

أغمض عماد عيناه مجدداً كي يبعد بوادر الدوار المتعب الذي داهمه ولم يستطيع فتح عيناه بسبب تزايد الألم حتى عندما شعر بالباب يفتح

أشتقت أليك كثيراً ياعماد كثيراً قالها جبر ثم انفجر باكياً

جبر همس بها عماد بهمس لم يصل لمسامع جبر بعدم تصديق عندما سمع جبر يبكي كطفل صغير

أمسك جبر يد عماد يقبلها قائلاً :- أمي من دبرت لحادثتك وصقر نفذ ذلك وهل تعلم ليست المره الأولى فالحادث الذي




 أودى بحياة أبي وخاله أزهار كان أيضاً مدبراً منها والمنفذ أيضاً صقر لم أكن أعرف من قبل صدقني لم أعرف ألا قريباً ؛ عاد جبر للبكاء مجدداً ليهمس باحتياج :- لا اعلم هل ستسامحني




 عندما تستيقظ وتعلم بأني كنت سأقضي على حياتك خوفاً من أمي وتقبل بي أخاً ام إني سأبقى وحيداً ؛ لكني لم أفعل لأنني أحبك والله أحبك ياعماد

دنى جبر برأسه لذراع عماد المفرود بجانبه حتى لآمس جبينه بشرة ذراع عماد ليقول بضعف :- لا تتركني وحدي أنا في حاجتاً أليك ياشقيقي فأنت من باقي لي بجانب هناء

رفع عماد "المصدوم بشده من أفعال زوجة والده" ذراعه ليهبط بها بحنو ورفق على شعر جبر هامساً بحب :- ايها الأبله أنت أخي وستظل أخي لنهايه




توسعت عينان جبر بتعجب وصدمه رائعه تلذذ بها قلبه وهو يرى عماد فاتح العينان لتلتقي عيناهما التوأم ببعضهما البعض قبل إن ينقض جبر على عماد يحتضنه دون كلمات فقط ببكاء ودموع شديده والآخر يحتضنه بشده كبرى فمن أكبر أمنياته إن يحبه جبر هكذا ويبتعد عن طريق والدته المريب

صفعه على ظهره بخفه قائلاً بمزاح :- جبر العدناني كفاك بكاءً يارجل وألا سأنشر هذا الخبر في أول صفحات الصحافه الصفراء




ضحك جبر من بين بكائه ليمسح دموعه قائلاً بخجل :- سامحني ياعماد

شد عماد على كتف جبر :- لا تكثر من الكلام في هذا الأمر ولننسى ما قد حصل المهم عندي إنك أكتشفت أين الخطاء من الصواب

أبتسم جبر ليهتف بمزاح :- احياناً أشك بأنك أكبر مني ياولد

وهبني الله العقل الكبير ماذا أفعل رد بها عماد بغرور مصطنع

دخلت غزل خلفها الطبيب وعمار لتجد جبر بجانب عماد لتهتف بسعاده :- رأيت المفاجأه كنت سأتصل بك كي ترى أخيك




نهض جبر من جانب عماد ليتجه الطبيب له ويبدأ بفحصه بينما جبر أبتسم بوجه غزل بسعاده وذهب ليحتضن عمار الذي بادله الحضن وعيناه مصوبه نحو صديق طفولته الذي أصبح بخير

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

تسخن طعام الغداء وتقطع السلطه وهي تلقي بنظرها كل دقيقه من نافذة المطبخ على زوجها لاتعلم لما لكنها لازآلت تشعر وكأنها بحلم وبأنه سيتلاشى كالسراب وهذا كله مجرد حلم



تقطع الجزر وتلتفت للخارج لتجده ينتبه بأنصات لفجر الغاضبه ؛ عندها فقط علمت بأنها تحكي له عن المديره وإبنتها

عادت للأنهماك بعملها لعدة لحظات لتلقي نظره وتجد مكانه فارغ وفجر وشروق يتابعين التلفاز ؛ فغرت عيناه بفجع وأرتبكت بشده حتى كانت تجرح نفسها بالسكين مراتاً عديده




اهدأي أنا هنا قالها أسلام وهو يحتضنها من الخلف ويحاوطها بيديه تلى كلماته صوت خرج من بين أسنانه يدل على الهدوء

زفرت هواء ساخن خرج من جوفها لتستكين بين يديه وتسمح لدموع خوفها بالنزول

أستدارت نحوه وهي تمرر عيناها عليه بلهفه لتهمس بخوف :- ظننت بأنني أتخيل وجودك

قبل باطن كفها ببطء ثم أتجه لجبينها نازلاً بشفتيه نحو عيناها التي أغمضتهن بأستسلام مقبلاً إياهن ببطء شديد وأنفاسه الحاره تصتدم بوجهها أكمل رحلة شفتيه على جسر أنفها



 وصولاً لشفتيها المرتجفه ليتخطفهن بين شفتيه ببطء شديد متذوقاً وإياها رحيق عشقاً بين تجاويف شفتيها مختبئ

أبتعد بعد وقت ليس بقصير ليهمس أمام شفتيها بهمس عاشق :- أنا بجانبك ولن أبتعد وهذا تأكيد لكي بأنك لا تحُلمين أو تتخيلين

أبتسمت هدير بشده حتى ظهرت أنيابها لتضحك بعدها بصخب عندما سمعته يهتف :- و إن كنتي تشعرين بأنك لآزلتي تتخيلين سأؤكد لك عند المساء في غرفة نومنا

أنا جائعه قالتها شروق بتعب وهي تدخل للمطبخ

أخذها والدها بين ذراعيه مقبلاً لها بين عيناها التي تشبه عيناه كثيراً عكس فجر التي عيناها تحمل الدكونه قليلاً عنه

أسلام بمشاغبه وهو يدغدغ شروق :- ايتها الأكوله لاتحتملين الجوع




أبي كفى قالتها شروق ببرائتها المعتاده وهي تتلوى بين ذراعي والدها

حملت هدير الطعام وهي تضحك على زوجها التي تأكدت حالياً بأنها حقاً لا تحلم لكنها تنتظر تأكيده على وجوده في المساء عند هذه النقطه هزت رأسها بضحكه على افكارها المنحرفه بسبب ذاك الزوج المتعب

جلسو حول مائدتهم المتوسطه ليبدأو بتناول طعامهم المتواضع للغايه

أسلام بجديه :- غداً سأذهب لروضة فجر لنرى بأمر هذه المدير لذا إن نمت بعد صلاة الفجر أيقظيني صباحاً




حسناً قالتها بعدم راحه وهي تمضغ الطعام عنوه بسبب غثيانها المستمر

ستضربها يا أبي صحيح قالتها فجر بتشفي

أخرج أسلام كأس الماء من فمه حتى سقط بعض قطرات ماء منه ويسعل بعد ذلك قائلاً بصوت متحشرج ومتفاجأ :- أضربها يافجر !! هل غير السجن اخلاقي دون إن أعلم ام ماذا

ضحكت هدير على منظر أسلام المصدوم لتستقام على قدميها فجأه وتتجه للحمام تقوم بأفراغ كل ما دخل معدتها

نهض أسلام بخفه بعدها بعد أن أمر بناته بعدم التحرك وأكمال طعامهن




دخل للحمام ليجثي على عقبيه أمامها وهو يمسح على ظهرها بحنو ويزيح تلك الخصلات الطويله والمتدآخله بكثافتها عن وجهها وعندما أكملت نهض بها ليمسح وجهها ثم يسندها للغرفه ويسطحها على السرير

تشعرين بتحسن قالها بقلق

هزت رأسها بابتسامه شاحبه

علينا زيارة الطبيبه وأنا بدون عمل ماذا سنفعل قالها بغضب وهو يلكم بيده على السرير

تنهدت بقوه لتردف بخجل :- بسببي وبسبب عدم تركيزي بأخذ الدواء أصبحت لديك مسؤليه أكبر




أحتضنها بقوه وهو يأنب نفسه قائلاً بأسف:- لم أقصد هذا يا هدير وهذه نعمه من الله مثلما أخبرتك وبأذن الله غداً سابدأ بتصليح السياره وسأعمل بها حتى يوفقني الله بعمل آخر بجانب سيارة الأجره

إن شاء الله سيكون كل شيء للأفضل قالتها هدير بتمني

فقط كوني بجانبي همس بها أسلام وهو يداعب أنفها بأنفه

دائماً وابداً ردت بها هدير بحب وهي تقبل أنفه

هل أمي بخير نطقت بها فجر بقلق وبجانبها شروق

مد أسلام يده بأبتسامه مطمئنه :- والدتكن بخير تعاليا إلى هنا

أول الراكضات كانت شروق ثم فجر إلى أحضان والديهما ليشكلون لوحتاً منسوجه من ألوان السعاده

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

فتح الباب بلهفه وهو يصرخ بأعلى صوته السعيد بأسمها :- هناء أين أنتي

خرجت هناء مسرعه ووجهها الأسمر يعلوه الخوف والأستغراب لتهتف بتعجب :- جبر ماذا دهاك !! لما كل هذا الصراخ

ضحك جبر بعلو صوته وهو يحتضنها ويدور بها وهي متمسكه به وتضحك لضحكه



شعرت بالدوار أخبرني ما الذي يسعدك!! قالتها هناء وهي تحتضن وجه جبر بين كفيها

جبر بسعاده بالغه :- عماد ياهناء عماد أستيقظ من الغيبوبه يا عزيزتي

شهقت هناء بتفاجأ سعيد لتنطق بحب :- الحمدلله

الحمدلله كررها جبر عدة مرات بدموع حارقه غزت وجهه

أحتضنت هناء جبر الباكي بين يديها لتبكي معه بفرحه غير مصدقه




جبر بفرح :- هل تعلمين لقد سامحني عماد ياهناء!!

لقد أخبرتك عماد لن يستطيع التفريط بك فهو يحبك أردفت بها هناء بهمس سعيد

حمل جبر هناء من قدميها ودار بها في ردهة الصالون وأصوات ضحكهم ملئ أركان المنزل

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

شعرت بأطرافها ترتعش وتبرد بسبب نظراته التي لأول مره منذو زواجهم تكون مصوبه تجاهها هكذا بتركيز

أنا سأذهب فأروى متعبه قليلاً إن أحتجت لأي شيء أجعل غزل تتصل بي وسأأتي فوراً قالها عمار بحب

أبتسم عماد بأمتنان نحوه ليهتف بأبتسامه مطمئنه :- سأكون بخير فقط أعتني بزوجتك

هز عمار رأسه بأبتسامه تلته أروى التي سلمت أيضاً على عماد وغزل ثم ذهبا فاهي بوادر الولاده قد ظهرت واضحه جليه على ملامح أروى المتعبه




أغلقت غزل خلفهما الباب لتلتفت نحو عماد وأحساس جديد يعبث بها دآخلياً وكأنها لأول مره تنفرد وإياه بغرفه واحده

غزل همس بها عماد لشارده مكانها

أنتفض جسدها مطالباً بذاك الهمس أكثر فأكثر

عماد بضحك :- تقدمي مابك واقفه

أرتبكت غزل كثيراً وتعلثمت كلماتها الخارجه لتنطق أخيراً :- حان وقت دوائك

هرعت بخطوات متخابطه نحو الطاوله وهي ترى عيناه تلاحقها مما سبب لها مزيداً من التعجب والأرتباك ليسقط الكأس الزجاج على الأرض وتتناثر اجزاءه على الأرض




عماد بخوف وهو يحاول النهوض :- غزل هل أنتي بخير

لا تقلق ليس بي شيء سقط كأس الماء لا تنهض من السرير قد تصاب بأحدى قطع الزجاج قالتها غزل بهدوء عكس دقات قلبها المتلاطمه بصدرها حتى سمعت صداها بين تجاويف رأسها

تنهد عماد وجلس مكانه مغمضاً عيناه




خرجت غزل وجلبت أدوات التنظيف ونظفت بأيدي مرتعشه الزجاج ووضعته في سلة المهملات ثم عادت لأدوية عماد وأخذتهن وسكبت الماء وتقدمت نحوه وناولته الدواء كل ذلك وعيناها تعانق كل شيء في الغرفه عدا عيناه هو

أبتسم عماد وهز رأسه وهو يشرب دوائه :- الحمدلله ؛ شكراً لكِ

بالشفاء إن شاء الله ردت بها بخفوت



وعندما حانت لحظه منها لكي تعود أدراجها بالدواء سمعت صوته المحذر الخائف وهو يقول :- أنتبهي لقدمك كي لا تدهسي على الزجاج

نظرت غزل موضع قدمها لترى قطعة كبيره كانت ستدخل بباطن قدمها


غزل بابتسامة أمتنان :- شكراً عماد لولاك لما رأيتها

أستدارت مره أخرى لكنها توقفت وتلاشت الأبتسامه من فمها تدريجياً ليحل محله الصدمه والتفاجأ

أغمض عماد عيناه بترقب قبل أن يفتحهن على صوتها المتسائل بصدمه :- كيف عرفت إن تحت قدمي زجاج!!!!

             الفصل الثامن عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>