CMP: AIE: رواية قيد انتقام المجروح الفصل السادس عشر16بقلم زينب سمير
أخر الاخبار

رواية قيد انتقام المجروح الفصل السادس عشر16بقلم زينب سمير


 

قيـد إنتقام المجروح:-

_الفصل السادس عشر .


صوت هانيا! الصراخ العالي كان يخصها وحدها، ارتعبت وهي تسمع صراخ الاخري الشديد خاصة مع اقتراب عبدلله منها وهو يردد ببسمة سخيفة:-




_بذمتك مش اللعبة زادت اثارة؟!

كانت كلماته تفوح بالشر.. والجنون، ذلك الرجل لا يمكن ابدًا ان يكون طبيعيًا، بل مجنون ومختل عقليًا، تصرفاته لا تدل غير علي ذلك، كلماته كذلك ونظرات عينيه التي تفوح بالجنون والشـر



انفتح الباب ودخل هاني حاملًا شقيقته بيده، وهنا علمت سـر صراخ الاخري الشديد.. التي اتضح انها لا تصرخ خوفًا بل قهرًا انها ربما تكون منساقة لـ الموت محملة علي يـد شقيق.. هي بسببه هنا منذ البداية



وضعها هاني علي مقعد مجاور لـ المقعد الاخري، شـدد علي رباط الحبال حولها.. بينما هي بعدما كانت تصيح سكت صوتها



 فجاة وراحت تنظر له بعيون دامعة، بينما هو كانت عيناه ابعد ما يكون عنها، رغم كل ما يفعله وفعله، رغم تجبر قلبه، مازال لا يملك القوة لـ التطلع لها!




لـ ان يضع عيناه بعيونها بلا ذنب او شعور بالحرج والخجل

أنتهي من ما يفعله وابتعد عنها خطوتين، فقال عبدلله امرًا اياه:-

_لهنا خلصت مهمتك.. اطلع بـرة

نظر له وكاد يتحدث، لكنه بأخر لحظة صمت واؤما بنعم وتوجه نحو الباب مغادرًا


توجه عبدلله نحو هانيا بخطوات بطيئة، راسمًا علي شفتيه بسمة مصطنعة و:-

_اهلا بالبطلة، بطلة الحكاية من البداية، اللي من غير دعمها ليا مكنش مخططي هيمشي ابدًا.. اهلًا اهلًا، تعرفي اني حقاني اوي؟ علشان كدا هعترف واقول من غيرك مكنش انتقامي



 هيبقي ليه طعم! انتي كنت نجمة الحكاية.. اساسها، انتي كنتي الساحرة اللي حققتلي المستحيل، اللي خليتي نور الدين يتكسر.. انتي وبس


وصـل بخطواته لها، راح يسير بأطراف اصابعه علي وجهها، بينما تحاول هـي جاهدة في ان تبعد وجهها عنه وهي ترمقه بقرف

تابع:-

_مننكرش ان جمالك دا وقع سـراج باشا في حبك وخلاه زي الخاتم في صباعك، وبقي بيشرب السـم من يـدك بكل نفس راضية، الحقيقة حقه يشربه من غير تفكير، دا انا ذات نفسي لو عارف حقيقته وطلبتي مني اشربه بعيونك الحلوة دي هضعف واشربه



حركت رأسها بهسترية بعيدًا عن يديه وهي تردد بغضب بعدما ذكرها بغبائها وبافعالها الشنيعة التي فعلتها بزوجها:-

_ابعد عني ياحيوان

مال ناحيتها، حتي صار وجهه امام وجهها.. عيناه بعيونها، عيون كلا منهم محترقة داخلها النيران.. نيران الشـر ونيران الوجع و:-

_هبعد بس بعد ما اخد حق مـي منكم

_انت مريض، مـي ملهاش حق عند حد، هي اللي اختارت طريقها هي اللي ماتت، افهم بقي

عبدلله بصراخ:-

_بسببه

اشار لنجوان:-

_وسببها

واشار لها:-

_وسبب جوزك، نور الدين بَقي الكل عليها

هانيا بصراخ مماثل:-

_نور الدين مبقاش حد علي حد، ولو بَقي.. دي حياته وهو يختار ترتيب الناس باهميتها في حياته زي ما هو عاوز، هو مش مطلوب منه يحب الكل ويضحي علشانهم، اختك هي اللي ضعيفة والمذنبة في حقها.. اختك...

قاطع حديثها بصفعة منه علي وجهها:-

_اخرسي

ابتسمت له باستفزاز:-

_اية الحقيقة بتوجع؟ حقيقة انك بتنتقم علشان سبب واهي ملهوش اي اساس من الصحة، انك بتركب غلط اختك وغلطك لناس ملهمش ذنب علشان تريح ضميرك؟!


جز علي اسنانه وهو ينظر لها بتحذير ان تصمت ولكنها لم تفعل، كادت تعاود الحديث لكن قاطعها همس نجوان الخافت:-

_هانيا كفاية ارجوكي دا مجنون وممكن يأذيكي



تطلعت لها وهي تهتف بضحكة مريرة:-

_علي اساس انه لدلوقتي مأذنيش؟!

تركهم وغادر من الغرفة جميعها، مبتعدًا عن تلك التي تهرتل بأحاديث لا اساس لها من الصحة، فتنهدت نجوان ببعض الراحة وهي تعاود الحديث:-

_تتوقعي يلحقونا؟

اغمضت هانيا عيونها وهي تجيبها:-

_معرفش.. جايز!

                               *****

لأن المال والنفوذ تصنع المستحيل، وذو المكانة العالية يُخدم ولو في اي حين ، انقلبت الداخلية رأسًا علي عقب حينما



 وصلت بين ايديهم الاوراق التي تدين عبدلله باهر، الجميع يعمل علي قدم وساق لـ القبض عليه وانقاذ ابنة عمة نور الدين عدنان وشقيقه سراج، الوجهان اللامعان في عالم المال


 والثروة، غير عالم سراج لحتي الان بوجود زوجته ايضًا بين يدي ذلك الرجل، وان كان يعلم لربما زادت خطواته سرعة لـ ألاف المرات ايضًا..


كانت تتم تصفيه سريعة لـ الاماكن التي يملكها عبدلله، ويتم استبعاد الاماكن التي من المستحيل وجود نجوان بها، حتي تم البحث بكل املاكه لكن لا وجود لهم!


وبغرفة مكتب احدي الضباط.. كان يجلس نور الدين وسراج امامهم فنجانين من القهوة، ولا يوجد بالغرفة احدًا دونهم، بينما الضابط المستضيفين هما بغرفته، يبحث بتروي عن المجرم


قطع صمتهم وصول رسالة لهاتف كل منهم، تناول سراج هاتفه اولا فوجد محتوي الرسالة صورة لزوجته، مربوطة الايدي



 مصحوبة بعبارة صغيرة لـ الغاية " لو لسة عايزها عايشة، تعالي علي العنوان دا " **** " انت واخوك بس.. حد زيادة هيكون بموتها وموت ابنك "



انتهي من القراءة وقد تلون وجهه بحمرة الغضب والخوف، نظر لنور الدين فوجد ملامحه مشابهه له، فعلم ان الرسالة واحدة

نهض نور الدين عن جلسته وهو يهتف:-

_حاول متبينش علي ملامحك حاجة واحنا طالعين من هنا.. فاهم؟

_فاهم


بعـد قليل، بالمخزن الموجود بأطراف المدينة

كانت الساعة وصلت الي العاشرة ليلًا، حيث لا شئ يسود المنطقة سوي الظلام، واصوات غريبة تقطع السكون مجهولة


 المظهر، صفت سيارة نور الدين امام المخزن وهبط منها هو واخيه فقط، تطلع نور الدين لاخيه بقلق لوجوده هنا بين يدي



 مجرم كهذا، يعلم جيدًا ان سراج هو نقطة ضعفه ولكن ما باليد حيلة، المجرم طالبه كما طلبه، وخاطف زوجته وابنه، اي دخوله لا يمكن الرجوع فيه



هتف قبل ان يتوجها ناحية المخزن:-

_خلي بالك من نفسك.. انت عارف ان مفيش حاجة هتوجعني غيرك

ابتسم له سراج بسمة طفيفة وهو يهمس:-

_علي الله.. كله علي الله


توجها ناحية باب المخزن فوجداه بلا حراسة.. مفتوح بهيئة المواربة!

فتحاه اكثر ودخلاه فوجدا الظلام يحل بالمكان، كانت صالة كبيرة بها ثلاث ابواب، نظرا لـ المكان بعيون فاحصة قبل ان يقطع تفحصهم، صوت باب انفتح من الثلاثة..



وظهرت خلفه الفتاتين فأسرعا الشباب باتجاة الباب وعلما انه المراد



وما ان دخلا حتي انغلق الباب فجأة من جديد، نظر نور الدين خلفه لحيث الباب المنعلق بدهشة، لكن سراج لم يهتم.. حيث توجه نحو زوجته وراح يفك وثاقها بينما يردد بقلق:-

_انتي كويسة؟

اجابته وهي تنظر لعيناه:-

_مكنتيش جيت ياسراج.. الراجل دا مش ناوي علي خير

ابتسم لها مطمنًا و:-

_واسيبك انتي وابني لوحدك! 


توجه نور الدين لنجوان وفعل كما فعل سراج وفك وثاقها، وما ان فعل وانتهي..



علا صوت عبدلله من مكان مجهول:-

_نرحب بضيوفنا اخيرًا ونقولهم انكم وصلتوا لاخر ليفل من لعبة الموت بسلام.. ليفل الوحش.. ليفل بعنوان " مَن الأبقي؟!



 "

نظر الأربعة لبعضهم البعض بتعجب وقلق، وقد بدأ الخوف يترسب لهم، خاصة عندما تابع الاخر:-



_خليني اعطيكم فكرة عن الليفل الجديد.. الحقيقة امتع حاجة في الحياة انك تشوف نظرات الرعب في عيون اللي قدامك وانا شوفت النظرات دي كتير وعايزكم تجربوها.. علشان كدا..




صمت وانفتح الباب والقي منه مسدس وانغلق من جديد فجأة

وجاء صوت عبدلله متابعًا:-

_المسدس دا فيه طلقة واحدة بس هتقتل واحد فيكم علشان الباقيين يعيشوا، الحقيقة انا كنت عايز اختار بس لقيت



 الحكاية مش هتبقي ممتعة، اني اقتل واحد والباقي يعيش.. جرح اللحظة مع الايام هيلم، لكن انكم تحسوا كلكم انكم قتلتوه بأيدكم اكيد.. اكيد الجرح هيفضل مفتوح العمر كله



 وعلشان كدا.. عايزكم تقفوا انتوا الاربع دلوقتي في وش بعض، والمسدس يتناقل ما بينكم واحد ورا التاني، وكل واحد يضرب



 اللي جنبه رصاصة، ولا اقولك.. لا مش اللي جنبه، كل واحد يختار هو عايز يضحي بمين ويخلي مين عايش.. تصدقوا كدا هتسلي اكتر؟ 


كانوا يسمعون لما يقوله ببهوت وخوف، ماذا يقول هذا بحق الله؟

هتفت نجوان بصراخ:-

_انت اكيد مجنون، احنا مستحيل نعمل الهبل دا

_هيتعمل، لازم يتعمل، مش روحكم انتوا بس اللي متعلقة في ايدي دلوقتي، فيه نيرمين.. فيه محمود.. فيه اصحاب سراج



 كلهم.. وناس كتير هخلص عليهم في كل لحظة تأخير منكم فلازم تختاروا هتضحوا بواحد منكم؟ ولا تضحوا بالكل؟


نظرت هانيا لسراج برعب، اقتربت منه وامسكت يده وهي تطالعه برجفة وخوف، مسد بيده علي يدها ليهديها بينما بداخله هو كان يرتجف خوفًا علي الجميع



ردد نور الدين بصوا مبحوح:-

_انت مشكلتك معايا، انا هاخد المسدس وانفذ اللي عايزه واقتل روحي بس خرجهم.. ارجوك

صاح سراج:-

_انت بتقول اية؟ مستحيل

اقترب نور بالفعل ناحية السدس واخذه، ناويًا علي فعل ما قاله، فاقترب سراج وابعده عنه و:-



_بطل جنان.. دا مش هيحصل، انت ملكش ذنب في حاجة

هتف عبدلله مقاطعًا تلك الدراما المبتذلة من وجه نظره:-

_هي تضحية تستحق الثناء، لكن للاسف عرضك مش مقبول، اصعب ما في الموت هو الترقب، ودا اللي عايزكم كلكم تعيشوه

نور الدين:-

_نجوان ملهاش ذنب، وهانيا حامل

عبدلله ساخرًا:-

_معقول عايز تنقذهم وتخلي احتمال بأنك تقتل اخوك الوحيد؟

ارتعش نور الدين عند تلك الفكرة، يقتل؟ ومَن؟ اخاه.. هذا علي جثته

هانيا:-

_لو حد مننا مات انت مش هتستفيد حاجة، ما يمكن اللي يموت ميكونش هو اللي انت عايزه

عبدلله:-

_موت اي حد فيكم هيكسر الباقيين، تعالي نتخيل كدا؟ امم نبدأ بمين؟ بيكي.. لو موتي سراج هيدمر بعدك.. نور الدين



 هيعيش اضعاف آلام اخوه.. نجوان هتزعل علي حبيبها.. ناخد احتمال تاني؟ نجوان تموت.. نور يزعل.. سراج يزعل علي



 اخوه انتي تزعلي علي جوزك.. احتمال كمان؟ نور الدين يموت.. سراج يدمر.. نجوان تزعل، انتي تزعلي علي جوزك..



 احتمال كمان؟ سراج يموت.. انتي تزعلي، نور الدين يموت بالحيا.. نجوان هتزعل علي حبيبها، شوفتي ان موت واحد فيكم بس يكفي؟! وامتع من موتكم كلكم؟!


صمتت عند ذلك الحد، وصمت الجميع، لم يعرفوا ماذا يقولوا، وراحت عين كل منهم تنظر الي الاخر بخوف وقلق وترقب.. 



لم يتوقعوا ذلك الامر، وهذا الطلب، لم يتوقعوا هذا الجنون، ظن الرجال انهم سيجدوا اشتباك عنيف، رصاصات متطايرة، لا لعبة ومسدس برصوصة واحدة.. 



عليها ان تبقي برأس واحد فيهم ليحيا الباقيون


بالاخير نظروا ارضًا مقررين الثبات علي ذلك الصمت..


لكن عبدلله قطع تلك الحالة بصياحه المحذر:-



_محمود دلوقتي علي الطريق السريع، بيسوق عربية فيها قنبلة.. تخيلوا لو انفجرت؟ كام واحد هيموت غيره!

صاحت نجوان:-

_بـابـا

بينما تابع هو بقسـوة:-

_خلصوا.. اقفوا قدام بعض وابدأوا اللعبة

اؤمات هانيا بــ لا بخوف ورعب بينما نور الدين تطلع لهم جميعًا بتوهان واعتذار، سراج حرك رأسه بقلة حيلة، لا يعلم ماذا يفعل! 

_هعد لتلاتة، بعد تلاتة هنقول باي باي لمحمود.. بعده نيرمين بعده...

قاطع حديثه وقوف هانيا بمنتصف الغرفة التي تجمعهم وهي تنظر لهم بمعني " هيا " 

اقترب سراج ووقف علي مقربة منها وهو يطالعها وكأنه يشبع عيناه منها، سوي كان هو الضحية او هي، بخطوات مرتجفة اقتربت نجوان ووقفت جواره، بخطوات مرتعشة اقترب نور ووقف جوارها

فبقيت الدائرة تحتوي علي هانيا يجوارها زوجها تجاوره نجوان يجاورها نور الدين


الفتاتان بمقابل بعضهم، والاخان في مواجهة بعضهما..


هتف سراج ببسمة هادئة:-

_لو كنت انا.. مراتي وابني في حمايتك

هانيا:-

_لو كنت انا.. سامحوني

نجوان:-

_لو كنت انا.. متنسونيش

نور الدين:-

_أتمني اكون انا


والسلاح كان بيـد سراج.. الذي ضغط علي الزناد ثم رفعه بوجه الجميع، نقله بين وجه هذا وهذه  وهذه حتى استقر على شخص فيهم و....

               الفصل السابع عشر من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-