CMP: AIE: رواية اللعوب الفصل الثاني مدونة كرنفال الرويات
أخر الاخبار

رواية اللعوب الفصل الثاني مدونة كرنفال الرويات


 الفصل التاني.. 

رواية اللعوب.. 

✍️نسمه مالك✍️.. 


.. مرت عدة ساعات.. عادت "كامليا" لمنزلها التي تسكن به برفقة شقيقتها الكبري "كريمة" 



التي تعتبرها بمثابة أبنتها وليست شقيقتها خطت للداخل تدندن بإحدى أغانيها المفضلة.. 

" على مين.. على مين.. على مين.. بتبيع الحب لمين.. لو كنت جاي تغني روح اسأل قبل



 أنا مين.. متروحش تبيع المية في حارة الساقين".. 


" جاية رايقة ومبسوطه انهارده ربنا يروق حالك يا حبيبتي".. 

قالتها "كريمة" التي تجلس









 على الأريكه ممسكه بيدها سكين وتقوم بصنع طبق من السلطة الخضراء.. 


" اممم مبسوطه و أوي كمان يا كرملة، وناوية اعمل عزومة كبيرة للعايلة كلها على حسابي انهارده ايه رأيك؟! ".. 


"كريمة".. مستفسرة.. "يا تري بمناسبة أية المرادي؟! ".. 


ضحكت "كامليا" بتساع محدثة نفسها.. 

"بمناسبة تقطيع الورقه العرفي رقم ستة، والقلم الجميل اللي سكعته لدكتور عبدالرحمن، والقلم الجديد اللي هنزل بيه على قفا دكتور حسام الحلو بزيادة".. 


" بت يا كامليا سرحتي في ايه وانا بكلمك؟! ".. 

قالتها" كريمة" بتعجب حين لمحت أبتسامتها البلهاء.. لتجيبها "كامليا" وهي تأخذ إحدي قطع الخضار وتتناولها بتلذذ.. 

" أنا مبسوطه وعايزه ابسطكم معايا يا ستي، وبالمرة نعزم بنتك اللي عاملة بيات صيفي




 وشتوي من ساعة ما اتجوزت وهي مبتخروجش وعلى طول محبوسة في البيت لما عفنت و ريحتها طلعت".. 


نظرت لها "كريمة" بعتاب وتحدثت بتعقل قائلة.. 

"بنتي قاعدة في بيتها بولادها يا كامليا بتراعي جوزها و دا ميعبهاش في حاجة بالعكس دا يكبرها في نظرنا أنها اد المسؤلية ومحافظة على حياتها وعلى رجلها".. 











ربتت على ظهرها بحنان مكملة.. 

" عقبالك يا حبيبتي لما ربنا يرزقك بعريس ابن حلال ومحترم زي" فهد" جوز بنتي كده، وتتجوزي وتروحي بيتك انتي كمان يا كامليا".. 


ضحكت" كامليا" بقوة حتي ادمعت عينيها مردفة بذهول.. 

" بقي "فهد" محترم، وهو في راجل في الدنيا دي كلها يعرف حاجة أسمها إحترام يا كرملة؟! ".. 


" في طبعاً رجالة كتير محترمة، وفهد جوز بنتي أولهم يا حبيبتي".. قالتها" كريمة" بثقة عمياء وهي ترمقها بنظرة نارية، ومن ثم تابعت بحدة.. 

"يا أختي قولي ان شاء الله ربنا يرزقك براجل في نص أخلاق فهد حتي.. بدل ما أنتي داخلتي على التلاتين سنة وقاعدة من غير جواز، وبنتي اللي أنتي





 خالتها اتجوزت وخلفت بدل العيل اتنين، وأنتي عمالة ترفضي في عرسان زي الورد.. ايه مسمعتيش عن المثل اللي بيقول من كتر عرسانها بارت؟! ".. 


حديثها اشعل قلب" كامليا" بالحقد والغيرة، وصكت علي أسنانها بغيظ، وابتسمت لها ابتسامة مصطنعة وهي تقول.. 

"يرزقني براجل في نص أخلاق فهد مش كده؟! ".. 

انبلجت ابتسامة لعوب على وجهها وتابعت بوعيد.. 

" وماله يا كرملة خليني اتسلي شوية".. 

أكملت محدثة نفسها.. 

"وأشوف بنفسي فهد جوز بنتك أخلاقه هتقاوم كوكي إزاي".. 


أسرعت نحو غرفتها مردفة بعجل.. 

"أنا هغير هدومي و هاخد لفة كده أعزم أصحابي وقريبنا وأولهم عليا حبيبة خالتها وجوزها فهد اللي أخلاقه عجباكي أوي يا كرملتي".. 

.......................................... الحمد لله 🥀............ 


داخل شقة فاخرة تتميز بأثاثها الراقي ولكنه غير مرتب على الإطلاق .. يوجد على الفراش و الأرضية الكثير من الألعاب بعضها محطمة، والقليل منها 




على وشك التحطيم.. ثياب ملقاه بكل جانب، وبقايا طعام متناثرة على السجاد يركضان فوقه طفلان صغيران "عدي و قصي" أعمارهما بين الثلاث أعوام و العامان..

داخل المطبخ تقف "عليا" شابة بأوائل عقدها الثالث.. تعد طعام الغداء لزوجها الذي اقترب موعد عودته من عمله.. تعمل على قدم وساق لتصنع أشهى





 الأكلات رغم صعوبة الجو وارتفاع درجة الحرارة إلا أنها تفعل ما بوسعها حتي تقوم بتحضير كافة الطعام والحلويات الذي يفضلها زوجها الغالي..






إنتهت من تجهيز الطعام وأسرعت نحو الثياب المبتلة وركضت نحو الشرفة لتقوم بنشرها.. لتصعق من منظر الشقة التي إنتهت للتو من ترتبها وتنظيفها بعناية..

"ليه كده بس يا عدي؟!"..

أردفت بها "عليا" بنبرة هادئة عكس نيران الغضب التي تتآجج بداخلها..


وضعت الطبق المملوء بالثياب أرضاً، و رفعت يديها على وجهها مسحت عليه بعنف، وهي تدور حول نفسها وتستغفر بسرها مراراً وتكراراً، ومن ثم نظرت للصغيران  نظرة شاملة.. ثيابهما ملطخة بالطعام وفمهما وحتي وجههما بهيئة تثير الأشمئزاز، وتابعت بصوت تحشرج بالبكاء..

"دا أنا لسه محمياكم"..


جذبت خصلات شعرها بعنف كادت أن تقتلعها من جذورها، وتابعت بصوت أشبة بالصراخ..

"ابوكو جاي في الطريق دلوقتي هيشوف منظركم دي؟ "..

دارت بعينيها بأنحاء الشقة مكملة بتعب، وقد بدأت عبراتها تهبط على وجنتيها ببطء..

"ويشوف البهدلة اللي عملتوها هيسمعني كلام يسم البدن ويحرق دمي"..


تنهدت بتعب وحركت رأسها بياس وهي تقول..

"أمري لله هحميكم لتالت مرة.. بس لما ألم اللي عملتوه دا قبل ما يوصل أبوكم"..

هرولت تجاه ما فعلوه لعلها تنقذ ما يمكن إنقاذه، وبدأت تحمل العابهما وبواقي الطعام علي عجل..أطبقت جفنيها بعنف حين وصل لسمعها صوت فتح باب




 الشقة يليه صوت زوجها "فهد" الذي خطي نحو الداخل، و خلفه امرأه تسير بخطي متمايلة بغنج يفوح منها عبقها الذي وصل لأنف"عليا" فعلمت من تكون دون أن تراها..

"عليا.. أنا جيت.. تعالي شوفي مين جاي معايا؟! "..

قطع حديثه، و اعتلت ملامحه الغضب العارم حين وقعت عينيه عليها جاثية على ركبتيها أرضاً تجمع بقايا الطعام.. ثيابها مبتله أثر انتهائها من غسيل الأواني، وجهها متعرق وقد أختلطت عبراتها بحبيبات العرق، شعرها مشعث بفيضوية..

تنقل بنظره نحو صغيريه ليصطك على أسنانه بغيظ، ورمقها بنظرة ضيق مردفاً بتساؤل..

"أنا نفسي أعرف أنتي قاعدة طول النهار بتهببي ايه يا هانم علشان أرجع من شغلي أشوف القرف دا؟!"..


"يع ايه المنظر دا؟!" ..

قالتها "كامليا" بنبرة ساخرة وهي ترمق "عليا" التي هبت واقفة من أعلى لأسفل بنظرة محتقرة، وتابعت وهي تشير بإحدى أصابعها على ثيابها وهيئتها..

"معقول دا منظر واحدة بتستقبل جوزها بعد يوم تعب عليه طول النهار في شغله؟!"..






"منورة يا خالتي".. غمغمت بها"عليا" بوجه خالي من أي مشاعر، وتابعت بابتسامة زائفة قائلة..





"أنا كمان شغاله طول النهار مكنتش بلعب على فكرة يا خالتي"..





"خالتك أيه يا ظريفة أنتي .. دا هما كام سنة اللي بيني وبينك"..






قالتها "كامليا" وهي ترمقها بنظرة غاضبة، وابتسمت بدلع وهي تنظر لفهد وتابعت بخبث..

"طيب هنشهد جوزك.. بقي حد يصدق أن مراتك دي بجسمها المفشول دا وشكلها المنعكش دا"..

أشارت على جسدها الممشوق، وثيابها المنمقة التي تظهر منحانيتها الفاتنة، وتابعت بخجل مصطنع..

" تبقي بنت أختي وأنا خالتها "..

ضحكت بقوة، وتابعت بسخرية..

"اللي يشوفني جنبها هيقول ان هي اللي خالتي ويمكن أمي كمان"..





كلماتها كانت سامة جرحت قلب وكرامة "عليا" على حين غرة.. لكنها رسمت أبتسامة على 





ملامحها الحزينة، ونظرت لزوجها تستجدية أن يدافع عنها ويقف بصفها ولا يخذلها حين قالت..

"عجباه يا خالتي.. بجسمي




 المفشول وشعري المنكوش دا عجبه جوزي لأنه عارف إني




 شايلة ولادنا وشغل البيت كله وان مسؤلية طفلين وزوج حاجة 




مش سهلة، وعلشان كده أنا عجباه بحالتي دي"..

نظرت لاعين زوجها وتابعت بنبرة تبدو متوسلة..

"مش كده يا فهد؟!"..


لم يرد عليها زوجها بكلمة.. فقد ينظر لها نظرة باردة جعلتها 




تعيد ندائها عليه مرة بعد مرة بصوت يملؤه الآسي حين لمحت نظرة الشماتة بأعين" كامليا"...

"فهد..فهد..؟!"..




                      الفصل الثالث من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-