رواية ملاكي الصغير الفصل السادس6 والسابع7 بقلم رؤيا محمد
_تمام، طلقني.
قالت هذا ثم ركضت بـ أقصى سُرعة لديها، قلبها عاد يُؤلمها بـشدة لَم تعُد تتحمل كَم الخُذلان الذي تتلقاه من مَن تُحب، لَم تكُن تعي شيء مما يحُدث حولها، ركضت حتى وصلت إلى شاطئ النيل وهي تلهث ودموعها تهطل مثل الأمطار..
________________________
ذهب عُدي إلى رحيم ولكمهُ بـقوة، وهو يقول:
_أنتَ غبي، غبي.
ابعده رحيم، فـ رحيم بنيته اقوى من عُدي، ونظر لهُ ببرود وقال:
_اهدى تعالي وانا هفهمك.
عُدي بغضب:
_تفهمني أيه؟
اخذه رحيم إلى الخارج:
_انا كُنت جاي اخد ملاك، لكن..
وعاد رحيم بذاكرته..
منذ اسبوع كان يجلس رحيم على شاطئ النيل وهو تائه لا يعلم كيف يُعيد ملاك إليه...
أثناء جلوسه سَمع صوت فتاة تبكي بـشدة..فـ ذهب وهو يتتبع الصوت.
_مالِك يا آنسه؟
_أنا بحبه اوي، هو ليه مش حاسس بـحُبي ده، كُل عريس بيتقدم برفضه عشان خاطره، لكن هو مش حاسس ليه؟، وعيت عليه ومحبتش غيره لكن هو..هو ساعات بحس اني بيحبني، بس مش عارفه..
قدم لها منديل ورقي، وهو يُهدئها، نظرت لهُ ثم استوعبت ما هي فيه وخرجت من تلك النوبة..
_ااا شكرًا عـ..عن أذنك..
قالت هذا ثم ذهبت مُسرعة..
في الوقت الحالي...
واكمل رحيم:
_وانهارده وانا جاي قابلت البنت دي تاني وطلعت بنت عمك وانا كُنت بقدملها مُساعدة مش اكتر عشان أنتَ حلوف ومش حاسس، وكُنت بشوف رد فعل ملاك بردو.
ثم ضرب على جبهته وقال وهو يخرج:
_ملاك احيه نسيتها ازاي..
خرج عُدي سريعًا إلى الخارج وأخذ ساره التي تخاف بشدة ..
وقف كلا من عُدي وساره في الشُرفة.
عُدي بحُب:
_سارة أنتِ بتحبيني؟
نظرت لهُ تلك التي تقف بصدمه و..
_______________________
رحيم وهو يقف بجانب ملاك على الشاطئ:
_كُنت عارف اني هلقيكِ هِنا.
ملاك بهدوء رغم بُكاءها:
_وعرفت منين بقا.
_أنتِ دايمًا لما بتبقي متضايقه بتروحي في مكان في بحر او شط..
ملاك بـصُراخ:
_طلما أنتَ تعرف عني كُل ده!، ليه يا رحيم، ليه كُل ده انا كُنت بحبك ليه تعمل معايا كده، وتتجوز وتكسرني في اكتر يوم اي بنت بتتمناه، وجاي دلوقتي ببرود تقولي مبقتيش تهميني حرام علي ليه؟
رحيم وهو يحاول احتضانها:
_يا ملاك اهدي والله هفهمك..
ملاك بـصُراخ:
_ابعد عني متلمسنيش ابعد عني.
ركضت ملاك مُبتعده عنه وركض رحيم خلفها..سمعت ملاك صوت اصتدام احدهم بـ سيارة، نظرت خلفها تلقائي..
وقالت بـصُراخ:
_رحيــــــم
الفصل السابع
رحيــــم!
نظرت لهُ بصدمه، فـ هل هذا حبيبها وحبيب طفولتها وشبابها، يقع على الطريق ودماء يفيض من حُولهِ!
لم تكُن تعي شيء مما يحدث حُولها، فـ خرجت من صدمتها عندما رأتهم يحملونهُ إلى غُرفة العمليات، نظرت ليديها المُلطخه بالدماء، وهُنا استوعبت ما هي فيه واخذت تبكي بشدة وهي تدعي ربها ان يَنجي رحيم مما هو فيه، وتناولت هاتفها وهي ترتعش وهاتفت والدها ثم هاتفت عُدي الذي جاء هو وهدير على الفور..
لمحت ملاك هدير تأتي من بعيد، اقتربت منها مُسرعه..وهي تقول ببكاء:
_رحيم يا هدير ر ر رحيم يا عُدي رحيم اخدوه..
احتضنها هدير وهي تُهدئها، وصار عُدي يُطمئنها ببعض الكلمات:
_اهدي يا ملاك بإذن الله هيبقى بخير..
مَر ساعه من الزمن..وأثناء جلوس ملاك تبكي وهي مُحتضنه هدير..سمعت صوت تعرفه جيدًا يقول:
_مــلاك.
التفت ملاك إلى مصدر الصوت وكان والديها، ركضت ملاك إليهم مُسرعه، واحتضنتهم بأشتياق وهي تقول:
_رحيم يا بابا رحيم!، رحيم اخدوه.
_اهدي يا حبيبه بابا بإذن الله هيبقى بخير اهدي..
خرج الطبيب من غُرفة العمليات وركض إليه الجميع وهم يستجوبونه عن حالة رحيم.
_يا جماعه الحالة محتاجه نقل دم ضروري.
قالت ملاك بُسرعه:
_خُد مني يا دكتور بس اهم حاجه رحيم يكون بخير يا دكتور بالله.
_لازم نسحب من حد يكون نفس الفصيله.
تحدث الجميع:
_أسحب مننا يا دكتور.
اردف الطبيب بعملية:
_تمام اتفضلوا معانا.
__________________
تم السحب من الجميع لَم يتبقى سوى هدير التي تخاف الحُقن بـشدة..لكنها وافقت لـأجل ملاك.
هدير بخوف شديد:
_لا لا لا يا دكتور لا مش عايزه يا دكتور مش عايزه مش عايزه.
ضحك الطبيب بـكُل صوتهِ، وقال:
_اهدي يا آنسه بس اهدي، وهدي اعصابك ومش هتحسي بحاجة.
تحدثت هدير بطفولية:
_وَعد؟.
الطبيب ببتسامة:
_وَعد.
شعرت هدير بقلبها ينبُض بـقوة!، فسرت أنهُ بسبب الخوف ليس اكثر، لكن هل هذهِ حقًا دقة خوف أم أنهُ شيءٌ آخر..
لَم يمُر ثواني وقال ببتسامة:
_خلاص خلصنا.
شردت هدير لـثواني في ابتسامتهُ التي تخطف، ثم ابعدت نظرها عنهُ بسرعه..ثم دخلت المُمرضه وقالت:
_خلصت يا دكتور يوسف.
_ايوه، الفصيله مُتطابقه.
ابتسمت هدير بـفرحة على هذا.
_________________
كانت تجلس ملاك وهي تبكي وغير مُصدقه هل زوجها وحبيبها هو من بالداخل، شعرت بوالدها يجلس بجانبها، قام بـأحتضانها وهو يقول:
_بتحبيه للدرجادي يا ملاك؟
_بحبه اوي ومجروحه منهُ اوي، رغم كده مش عارفه مخافش عليه، حاسه اني روحي بتتسحب مني، وخايفه عليه اوي، مع انه خاني بس مش قادره.
_متظلمهوش يا بنتي، رحيم مخانكيش يا ملاك، رحيم عَمل كُل ده عشان يحميكِ.
نظرت لهُ بتعجب، وقالت:
_ازاي يا بابا انا شوفت القسيمة بـ عيني!
_رحيم يا بنتي..
ثم عاد بذاكرته لهذا اليوم..
والدة ملاك بحسرة وبكاء:
_انا عايزه بنتي يا رحيم عايزه بنتي أنتَ السبب يا رحيم أنتَ السبب.
نظر لها بـحُزن لا يعرف بـماذا يُجيب، ونظر إلى عمهُ الذي يقترب منهُ حتى وقف امامهُ كاد رحيم ان يتحدث لكن قاطعه عمهُ وهو يقول:
_انا عارف ومتأكد انك مخُنتهاش يا رحيم، لكن عايز افهم؟
نظر لهُ بـقِلة حيلة ثم قال:
_سمر "خطيبة رحيم السابقة" سمر جاتلي بعد ما طلعت على ذمه القضيه بكفاله وهددتني اني لو متجوزتهاش هتقتل ملاك!، في الأول عارضتها وشتمتها وفكرتها بتهدد، لكن وريتني فيديو لملاك في المُتستشفى وحوليها رجال مُسلحين "كور يديه بغضب ممزوج بحزن"كانوا..كانوا هيقتلوها، مكنش عندي حل غير اني اوافق، لكن متجوزتهاش عملت لعبه وقسيمة مش حقيقيه لحد ما اجمع ادله اللِ اقدر اسجنها بيها بتهمه التهديد، والله يا عمي انا محبتش ولا هحب غير ملاك والله لكن كان لازم احميها.
نظر لهُ والد ملاك بـأمتنان برغم حُزنه على أبنته لكنهُ تأكد انهُ زوجها للشخص الصحيح!..
عودة للوقت الحالي.
صُعقت ملاك للغاية، فـ حقًا هل كانت بهذا الغباء، فـ حبيبها لم يفعل ذلك إلا لحمياتها وهي حتى لَم تعطيه فُرصه حتى لـ يُبرر موقفه، زاد بُكاء ملاك اكثر واكثر، اخذت تدعي ربها اني يُنجي رحيم لها بخير، فـ هي ظلمته بشدة ولَم تعيش معهُ تلك الحياة التي كانت تحلم بها بَعد!
خرج الطبيب من غُرفة العمليات ووجهه لا بُبشر بالخير ابدًا، ركضت إليه ملاك مُسرعه، وقالت:
_دكتور رحيم عامل ايه؟، هو بخير صح يا دكتور.
نظر لها وقال:
_للأسف...