"كمين الحب"
[الفصل الثالث]
بقلم ساره فتحي & ريهام علي
***
استدار له الضابط و ادى التحيه ثم قال وهو يشير إليها :
- دي عامله شغب ومش معاها ما يثبت شخصيتها
وحضرتك عارف اننا عندنا أوامر نتعامل مع اى شغب
رفع مازن احد حاجبيه مستنكر افعالها الهوجاء
ثم اردف :
- شغب !!!!
طب معلش شوف شغلك هى الانسه تبعى على ضمانتى يعنى، اتفضلى معايا يا انسة سدرة
***
لم تعرضه وسارت خلفه فى صمت، ولجوا داخل الحرم الجامعى ثم توقفت ترفع عيناها وتقول بغضب :
- على فكره كلام الظابط ده كله غلط انا معملتش شغب ولا حاجه، بس الحكايه كنت عايزه ادخل ببطاقة الترشيح بتاعتى
جز على اسنانه يحاول كبح غضبه قائلًا :
- هى بطاقة ترشيح لكرسى الرئاسة ولا ليها لازمه
والرجل ده بيقوم بشغله وعنده اوامر باللى كان
بيعملوا معاكى شغله كده ..
- سدره
تلك الكلمة التى نطقها زياد مقطعًا حديثهم ، استدرات له بابتسامة هادئة، فتقدم زياد من مازن ومد يده
ليصافحه قائلًا :
- دكتور زياد معاك .. وانسة سدر طالبه هنا فى الكليه وده الملف بتاعها .. اسف هى ناسيه اثباتتها
بس هى طالبه ممتازه هنا وفى ابحاث هنقدمها قدام سيادة الوزير النهارده
خرجت كلمات مازن بتلقائية قائلًا :
- واضح يا أنسه سدره ان حبايبك كتير
عقد زياد حاجبيه واسودت نظراته، بينما هى خجلت من كلماته فنكست رأسها أرضًا تحاول ان تستجمع كلماتها قائلة :
- ده الدكتور زياد الدكتور بتاعى
حضرة الظابط مازن أااا
رد مازن بعلو بنبرة ذات مغزى :
- صديق العيلة
هز زياد رأسه على مضض ثم وجه كلامه إلى سدره :
- طب تمام يلا بينا يا سدرة عشان نجهز
تقدم زياد امامهم، وقفت سدره امام مازن قائلة :
- حضرة الظابط مازن شكرًا جدًا لحضرتك
حضرتك بقيت منقذى ميرسى اوى عن اذنك
انتبهت على يسر التى تخشبت بمكانها لكزته
فى ذراعها فصاحت يسر :
- ايييييه .. سدره هو ده الظابط المز اللى هوستينى بيه
طب ما حقه يتحط فى كمين مطرف، ده لو فى قسم البنات كل يوم تعمل جريمه عشان بس تشوفه
قهقة مازن عاليًا اما هى عضت على شفتاها بخجل
قائلًا :
- صحبتى مريضه ربنا يشفيها عن اذنك اتاخرنا
***
انتهى زيارة الوزير بسلام، ولجت للخارج هى ويسر ومروان وعلى وجههم ابتسامة رضا فوقعت عيناها عليه
كان يستند على سيارته وما أن رأهم اتجه لهم
زادت سرعات دقات قلبها وهى تراه يقترب منها :
- قدمتى ابحاثك
- اه قدمتها الحمدلله
ابتسم مروان قائلًا :
- أهلًا حضرة الظابط
ضيق مازن عيناها وهو مداعيًا التفكير :
- كروان صح !!!
ضحكت يسر و سدرا بينما انتفخت نواجز مروان
- مرووان مرووان
هز رأسه على مضض ثم انصرف هو يسر وبقى هو
وسدره فتحدث قائلًا :
- قدمتى البحث مع دكتور زياد
- اه الحمدلله
رمقها بطرف عيناها قائلًا بمكر :
بس لعلمك انتى لازم تنزلى القاهره عشان تجيبى
اثباتك، بس للأسف نفس مشكلة الكماين على
الطريق .
ابتسمت ابتسامة هادئة ثم اردفت :
- انا كنت ناويه على كده بس كنت مستنيه الزيارة تخلص، كده هنزل القاهره وربنا يستر
اتسعت ابتسامته على نجاح فكرته ثم ادرف ببراءة :
- طب انا كنت نازل بكره القاهره لو تحبى تعالى
اروحك انا بدل بهدلت الكماين لأن الاجراءات
دلوقتى مشدده جدًا
هزت رأسها بنفى سريعًا :
- لأ طبعا ميصحش ومينفعش حضرتك
حدقها بنظرات متهكمه :
- انتى عارفه ايه حجم البهدلة، اللى هتشوفيها
بصى بكره الساعة ٦ الصبح هعدى عليكى تكونى
جاهزه
ومش قابل اعتراض ودلوقتى سلام محتاج انام عشان السفر بكره ..
****
فى صباح اليوم التالى ولجت من مدخل البناية
توسعت عيناها بانبهار كان يرتدى قميصًا ابيض يظهر عضلات صدره وبنطال باللون الاسود ونظاراته السوداء
ابتلعت لعابها وهى تقترب منه
تهمس بخفوت :
- هاااار ابيض ده الواد بينور
رفع احد حاجبيه عندما سمع كلماتها وأردف بغضب طفيف :
- هو انت بتتعاملى بطريقتك دي مع كل اللى حواليكى
صدمت من حديثه ألهذه الدرجه يراها عديمة الأخلاق :
- انا مش عارف انت شايفنى ازاى .. بس طبعا اكيد لأ
تنهد بثقل فكل مره يراها فيها يشعر بمشاعر دخيلة عليه
حاول تغير مجرى الحديث مد يده يفتح لها باب السيارة
وهو ينحنى بحركة مسرحية
تفاجأت من تغيره المفاجئ لكنها ابتسمت واستقلت
السياره بجانبه
****
بعد مرور ثلاث ساعات على الطريق هى منكمشه على نفسها فى صمت تطالع الطريق
بينما هو يختلس نظرات إليها من وراء نظارته السوداء
إلا ان قرر يهدم حائط الصمت متسائلًا :
- هو اهلك ازاى مش معترضين على انك تيجى
لوحدك .. وخصوصًا الطريق ده مش أمان او انك تقعدى لوحدك
تنهدت بثقل وهى تجيبه :
- لأ طبعًا مش سهل خالص والموضوع ده عامل مشاكل
بين بابا وماما، بابا مش معترض خالص
بس ماما مش ساكته وده اللى خلانى انسى حاجتى المره اللى فاتت لانى كنت متخانق معاها عشان .....
غامت عيناها بدموع وصمتت عن الكلام تشيح بوجهها لجهة اخرى، اما هو كان يشعر بثورة بداخله ينتظر باقى حديثها
فأردف قائلًا :
- عشان أيه ؟!!!
- عشان عايزه تجوزنى ابن زميلتها فى شغل واسيب الكليه واكمل اى كليه تانيه لأنه مناسب ليا جدًا
لا يعلم لماذا ضاق صدره وانقبض قلبه بشده
فاندفع بكلماته :
- وانتى طبعًا مش موافقه عشان فى حد فى حياتك
- حد !!!!! حد مين؟!
لأ طبعًا انا كلى همى ومشكلتى انى بعشق مجال الطب جدًا والحمدلله بابا معترضش
هز رأسه وهو يحاول كبح جماح مشاعره، سرقهم الحديث حتى وصل بها إلى بيتها
فصف سيارته جانبًا فهمست هى على استيحاء :
- اسفه جدًا تعبت حضرتك بجد مش عارفه اشكرك ازاى على كل حاجه
قطع حديثها وهو ينفى كلماتها :
- بالعكس بقى دي اول مره محسش كده بالطريق وكان نفسى يطول، انا كنت بمل وانا مسافر لوحدى، ممكن الفون بتاعك
اسرعت تمد يدها له بهاتفها فتناوله ثم بدء فى
الضغط على ازار الهاتف، حتى صدح رنين هاتفه
فمد يده يعيده ثانيةٍ قائلًا :
- انا حفظت رقمى عندك ابقى احفظى انتى رقمى
توردت وجنتيها بحمرة الحجل و هزت رأسها
بالايجاب وهى تترجل من سيارته لتختبأ داخل
البناية، ادار محرك سيارته وهو يشعر انه فقد قلبه
مع تلك الصغيره ..
***
فى المساء بعد صراعًا قويًا بين العقل وبين القلب
تنحى صوت العقل جانبًا مفسحًا المجال للقلب
فمد يده يلتقط هاتفه ليسمع صوتها ضغط على
الاتصال فى انتظار الاجابه، عندما سمع صوتها
توسعت عيناه بصدمه متسائلًا :
- مالك فى ايه ؟!
- ممكن تهدى مش فاهم حاجه من عياطك
- عريش ايه اللى هتنزليها دلوقتى استنى انا جاى ليكى
