رواية كمين الحب الفصل الرابع4بقلم ساره فتحي وريهام علي


 "كمين الحب" 


[الفصل الرابع]


بقلم  ساره فتحي  &  ريهام علي 

***


وقفت فى الشارع ودموعها تنهمر على وجنتيها 

تكتم شهقاتها بصدرها 



دقائق قليلة وكان يصف سيارته وترجل منها ليقف فى مقابلها 




 اتسعت حدقتيه من الصدمة قائلًا : 

- مالك ؟؟!  اهلك فيهم حاجه ؟! 



طمنينى 


اجابته بجمله واحده مازالت عبراتها تملأ وجهها  : 

- عايزه ارجع تانى دلوقتى 





أوما بهدوء وهو يفتح لها باب السيارة : 

- اتفضلى طيب 





بعد مرور ساعة استدرات له متسائلة : 



- هو انت بتلف ليه كده مش هتطلع على العريش 


حك مؤخرة رأسه وهو يمزحها : 




- مش ملاحظة انى بالترينج وبعد كده ندور على حد يضمنا سوا فى اى كمين 

ثم استرسل 




_بس انا مستنياكى تهدى عشان افهم 




ابتسمت ابتسامة شاحبه لتقول بحزن : 

- العادى بتاع كل مره بس انا تعبت 



ماما كفايه بهدلة فى مواصلات انا قلبى كان 




هيقف من الخبر،  وماله ابن طنط ايمان ما تتجوزيه وتريحينى وافرح بيكى 




بابا سيبيها على راحتها واللى مكتوب هنشوفه


بس المره دي قامت خناقة كبيرة بينهم وبابا زعل من ماما والجو اتكهرب اضطريت



 اقول عندي امتحان عملى ولازم امشى  تعبت 


تنهد وهو يدير المحرك مره اخرى يهتف بحنق : 



- طب والله مامتك معاها حق انتى ازاى مستغربه موقفها، انا لو عليا مش هسمح بكده خالص 


رمقته بطرف عيناها ثم نظرت امامها متسائلة : 

- هو انت متجوز .. او اصلا مرتبط 




اجابها بابتسامة واسعة : 

- الصراحه لا ده ولا ده لسسه 


لوت فمها بسخرية : 

- ما هى حلاوتك ديه اللى موقفه حالك على فكره 


رفع حاجبه الايسر قائلًا بتهكم :

- افنننندم ، نعععم 


قهقهت بصوت عالٍ ثم تنفست الصعداء : 

- لأ  انا افهمك مين هترضي بيك ونص بنات مصر بصين فيك 

هو انت متعرفش الحسد مذكور، ده غير انك مش استايل بنات كتير 


اشار إلى صدره مستنكرًا :

- انا مش استايل بنات كتير ليه بقى ان شاء الله 


توجست قليلًا من نظراته ثم اردفت بمرح : 

- قلة عقل اصلى فى بنات كتير مش بتحب الرجل اللى شعروا اصفر وعينيه زرقه، بص احنا بنحب السُمر كده تحس انهم جامدين 


اوقف سيارته بعنف وهو يجز على اسنانه مستنكرًا حديثها : 

- وديه معلوماتك عن حد عينيه ملونه 


ابتلعت ريقها بتوتر ثم اردفت : 

 وقفتنا كده ميصحش،  انا شايفه انك لسه نازل اجازه  انا هاخد سوبر جيت بس ممكن توصلنى للمحطة وشكرًا اوى على كده 


لم يجيبها اثر الصمت لكنه بعد دقائق اوقف السيارة : 

- ده بيتنا هطلع البس البدلة واجيب شنطتى 


قطعته وهى تهز رأسها بنفى : 

- لأ حرام انت لسه جاى انا هنزل واخد حاجه من هنا 


ارتسم الضيق على ملامحه ثم اردف بصوت خشن : 

- قولت نص ساعه ونازل اتهدى بقى 


****


انا جوعت اووووى 

- تلك الجملة نطقت بها سدرة وهى تضع يدها على بطنها 


ابتسم برزانه لفعلتها الطفوليه قائلًا : 

- فى كافتيريا قدام فى الطريق هننزل عندها، اسف معملتش حسابى قبل ما نمشى 


****


يطالع المكان حوله يحاول كبح ضحكاته على هيئتها 

فهى تأكل بنهم، كأنها لم تأكل منذ عدة اشهر 

رفعت نظرها من صحنها وهى تطالعه باستياء : 

- انت بتبصلى كده ليه ؟! أول مره تشوف 

واحده بتاكل يعنى 


رفع يده علامة استفهام ثم اردف بصدق : 

- الصراحه بالطريقة دي تؤ تؤ 

مش كنت تقولى بقالى شهر مش عشا بس 


اجابته بحنق : 

- لا كده هنتريق انا ادفع لنفسى على 

العموم حضرتك سديت نفسى 


- عندك حق كفايا انتى كده هتاكلينى 


تذمرت بطريقة طفولية هز رأسه بيأس أيجب أن تكون بهذه البراءة والروعه حتمًا ستفقده صوابه  بطريقتها هذه ابتسم فى صمت 


 انتهوا من تناول القهوة، استرجلوا السيارة ثانية لا يخلو الطريق من مرحها ومزحها 


حتى وصل تحت المسكن قائلًا  : 

- خلى بالك من نفسك وبلاش تبقى مندفعه علطول فى تصرفاتك ومتمشيش فى اى حته هنا من غير بطاقتك 


هزت رأسها بالإيجاب : 

- انا اصلًا مش بنزل كتير لو عوزة حاجه بطلبها من مروان يجبها 


كادت ان تصيبه بذبحة صدرية فاستشاط غيظًا منها : 

- ده اللى هو ازاى ؟! 

لو احتاجتى حاجه ابقى كلمينى انا 


- لا ازاى يا حضرة الظابط مش عايزه اتعبك 


التو فمه بتهكم : 

- اومال نتعب مروان ودي تيجى انزلى ويلا زى ما قولتلك 


****


ألقت الهاتف من يديها وتسارعت انفاسها تنفض بعنف 

طالعتها يسر بريبة ثم عقدت حاجبيها متسائلة : 

- مصيبة جديدة المره دي كمان 


رمشت بعدم تصديق فصديقتها دائمًا تفهمها هزت رأسها 

بالإيجاب هامسه بخفوت : 

- دورت على اكونت حضرة الظابط وبعتلوا أضافة وكمان الانستا عنده مليان بنات البيه 


توسعت أعين يسر بذهول قائلة : 

- يا نهاررك مش فايت من امته واحنا بنعمل كده 

هو مز اه بس بردوا يا سدرة 


ثوانى وصدح صوت الاشعارات من الهاتف ،


 فتحت الهاتف مسرعه ثم توسعت عيناها : 

- يا نهار اسود ده قبل الطلب طبعًا اكيد متعود 

طب وانا مالى اصلًا متعود ولا لأ عادى 


مطت يسر شفتيها بملل :

- لأ كده كتير ده كده خلايا مخك باظت انا هنام فى بكره عملى ونزلين مستشفى 

تصبحى على خير يا سدرة 


****


فى اليوم التالى 


يجلس احد الضباط المصابين على الفراش فى 

انتظار الطبيب لتقطيب جرحه بينما يقف 

بجواره مازن والضيق يحتل ملامحه : 

- يا جدع انت كان لازمته ايه الانتظار ده كله 

انت هتستهبل عليا ما كنت خيطلك انا هناك 

وخلصنا هو فى ايه يعنى 


زفر الضابط بحنق قائلًا بمكر : 

- يا جدع انت متبقاش قطع ارزاق كده  ما احنا متلقحين فى صحرا ومش بنشوف بشر 

مستكتر عليا ممرضة حلوة تخيطلى وتقولى سلامتك يا حضرة ظابط وربنا يحميك وضحكه حلوه 


جز مازن على اسنانه وهو يخبط على جرحه بعنف : 

- يا اخى اتقى الله ده انت بين ايدين ربنا فكل لحظه و خطبتك رأيها ايه لو عرفت .. ثانيا انت ممرمطنى معاك يا مصطفى عشان تشقط بنات 


تأوه مصطفى  من لكمة مازن وهما ليرد له اللكمة 

لكن انفتح الباب وتوسعت عين مازن وزادت 

خفقات قلبه لتلك الصغيرة التى ترتدى 

البالطو الابيض، تشبه الملايكه برقتها ونعومتها 


اتسعت ابتسامة مصطفى  ودنى من مازن يهمس فى اذنيه : 

- رزقى واسع صدقتني ... شايف القمر 


حمم بركانيه غلت بداخله وهو يجز على اسنانه 

لماذا جاءت الآن أيعقل ان تكون ..ثوانى وانتبه 

على صوتها المتلهف : 

- حضرة الظابط مازن خييير فيك حاجه انت كويس 

طمنى عليك 


اشار مصطفى لنفسه وهو يبتسم بسعادة : 

- انتى تعرفى حظابط ، بس المره ديه أنا اللي متصاب 


اقتربت منه وهى تلتقط الادوات لتقطيب جرحه 

فجأة اوقفتها يد مازن يهتف بحده وشراسه 

بدون مبرر : 

- انتي رايحه فين احنا عايزين حد بيفهم احنا 

هنا مش تجارب لدكاتره المبتدئين اتفضلى 

شوفيلنا دكتور تانى 


ابتلعت ريقها من فرط الاحراج ثم اردفت :

- على فكرة انا بفهم كويس وده تدريبى اه بس 

انا متمكنه الا المستشفى ماكنتش سمحتلى 


تدخل مصطفى ينهى النزاع قائلًا : 

- طبعًا يا دكتوره .. احنا اسفين مازن ميقصدش هو بس قلقان عليا اتفضلى شوفى شغلك 


همت للعمل ثانية لكنه سحبها من ذراعها بعيدًا عن مصطفى يهدر بعنف : 

- دكتوره وغبية ازاى بقول عايزين حد غيرك 

مبتفهميش 


 وغامت عيناها بدموع لكنها حاولت تمالك نفسها 

ثم انصرفت مهرولة من امامه وقلبه يقطر دمًا 

عليه ..

                  الفصل الخامس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>