أخر الاخبار

رواية لاتتحدي الصقر الجزء الثاني2الفصل الثاني والاربعون42الاخير بقلم اسماء عبد الهادي


 

لا تتحدي الصقرج٢

الفصل  الاخير و

بقلم #أسماء_عبد_الهادي

_______________

 تجلس علو رأسه تتابعه بحزن، تتحسر على حاله، تستطيع أن ترى ذلك الحزن القابع بين عينيه، والهم جلي على قسمات وجهه رغم أنه نائم بفعل المنوم الذي أعطاه له بلال عنوة، إلا أنها تدرك جيدا أنه لولا ذلك المنوم لأنطلق كالفهد الجامح، يبحث عن زوجته ولا يعود إلا بها ...أمسكت المحرمة الورقية تمسح عنه حبات العرق التي تقطر من جبينه بينما هو نائم وكأنه يقاتل في معركة حامية في منامه وكأن النوم أيضا لا يثنيه عما يود فعله، بدا وكأنه يبحث عنها بين طيات أحلامه ..يجاهد للوصول إليها ولا يجدها..لاحظت صدره يعلو ويهبط ويتنفس بسرعة كبيرة 

شعرت بالقلق من أجله وخشيت عليه من أن يصيبه مكروه 

وبينما هي في خوفها عليه، تسمح جبينه بإشفاق لحاله، إذ وجدته يفتح فمه ينادي باسمها يمد يده نحو الفراغ وكأنه يراها أمامه لكن يده لا تطالها 

_مودة ...مودة


أصابها الحزن الشديد على حاله وودت لو استطاعت أن تساعده لتخفف عنه ما ألمّ بقلبه،لذا أمسكت بيده تردد اسمه بأسى

_صقر 


لتجده يفتح أعينه بلوعة واشتياق ظانا منه أنه استطاع أن يطالها أخيرا ... استطاع أن يمسك يدها ..استطاع أن يجدها...

فهتف بتلهف

_مودة .. حبيبتي


لكنه يتفاجىء بأنها ياسمينا ترمقه بأعين لامعة مشفقة على حاله

أصيب هو بخيبة أمل فلقد ظن أنها هي،أنها نبض قلبه... ظن أنها عادت إليه من جديد..فصمت يكبت حزنه في قلبه ولم يتحدث لكنه جاهد لكي يتحرك من رقدته تلك ليكمل البحث عن محبوبته .


لتحاول ياسمينا إثناءه عما يود أن يفعل..فمدت يدها لتضعها على كتفيه

_لا ياصقر .. خطر على صحتك ..أرجوك بلاش تتحرك.


ليهتف هو بصوت خال من الحياة

_ياسمينا من فضلك متتعبيش نفسك وتحاولي تمنعيني .. أنا لازم أدور على قلبي اللي راح ..وهلاقيها حتى لو كان التمن حياتي.


ليضرب بلال كفا بكف وهو ينظر للصقر بزهول تام ..لا يصدق أنه مفعول إبرة المنوم لم يؤثر به ..هو توقع ألا يستيقظ إلا صباحا ..لكنه ها هو يستيقظ بعد ساعة واحدة فقط 

_مش معقول صقر.. إنت دماغك دي إيه ... معقول للدرجة دي المنوم مقدرش يسيطر على دماغك ويخليها تنام؟


فما كان من صقر إلا أنه باغته بصفعة بكل ما أوتي من قوة ..لكنها لم تكن قوية بما يكفي كما أرادها فهو في أشد حالته ضعفا الآن

ليهتف رامقا بلال بغضب وهو يتنهد من التعب إثر ضربه له

_أنا قلبي وروحي وعقلي كياني كله بيفكر في مودة ... يعني لا انت ولا المنوم بتاعك ده هيتحكموا فيا..فاهم.؟


حك بلال مكان الصفعة وتنهد بألم لأجل صديقه..فما فعله إلا من أجل مصلحته لا غير..لذا اقترب منه هذه المرة وهتف بجدية وهو يحيطه بذراعه محاولا أن يجعله يستند عليه

_اسند عليا ياصقر علشان ننزل نكمل بحث... اتأكدت خلاص إنك مش هتتراجع عن قرارك.


____

وصلت مودة بصحبة سامي_ الذي أصر أن يطمئن عليها بنفسه _إلى المشفى وما إن رآها الجميع حتى هرولوا إليها فرحين بعودتها سالمة...لاقوها بالترحاب والحبور ...غير مصدقين أنها عادت سالمة 

أتخذ الجميع كل دوره في عناقها حتى أنها فرحت بوجود سلمى وهنا وأميرة فلقد اشتاقك إليهن كثيرا وودت لو استطاعت أن تعرف أخبارهن لكن الظروف لم تكن مناسبة لذلك

توقفت عند أميرة والتي انتبهت إلى آثار تلك الحروق التي بوجهها فمدت يدها تزدري ريقها وتهتف بأسف شديد وأعين دامعة

_أميرة حبيبتي..أنا أسفة أوي ...كل ده بسببي أنا .. سامحيني.. 

فما كان من أميرة إلا شددت من عناقها وهتفت بحرقة

_ متقوليش كده ..ده قدر ربنا الحمدلله... الحمد لله إنك بخير يا صديقتي الغالية 


لترمق مودة كل من أميرة وسلمى بابتسامة مرتاحة لأنهما بخير وعافية .


أقترب منها عمها يسألها عن سر اختفاءها وكيف عادت

لتهتف مودة بهدوء محاولة إخفاء الحقيقة وهي تنظر لسامي بابتسامة

_مش عارفة مين اللي خطفني وإزاي ده حصل ..لكن كل اللي أعرفه إن أستاذ سامي هو اللي أنقذني يا عمي وجابني بنفسه لحد هنا


ربت الزيني على كتف ابنة أخيه بفرحة 

_طيب الحمد لله.. حمدالله على سلامتك يا بنتي.


ثم اقترب من سامي يرمقه بابتسامة ممتنة

_كتر خيرك يا ولدي ...إنت ردتلنا روحنا من جديد ...جول اللي نفسك فيه وأني هنفذه طوالي


ازدري سامي ريقه وابتسم بسخافة فهم لو علموا الحقيقة لرشقوه بالرصاص في الحال

ونظر لمودة التي نظرت له بتحذير لألّا يفصح عن الحقيقة

لذا هتف قائلا بخفوت

_يكفيني إن مدام مودة بخير ...مش عايز حاجة أكتر من كده ..عن إذن حضرتك بستأذنك أمشي


ليهتف الزيني برفض لما يقوله

_لاا انت مش ماشي غير لما نكافئك على اللي عملته 

حاول سامي الرفض لكن الزيني لم يسمح له بذلك وهتف قائلا بفرحة

_إحنا هنعمل حفلة كبيرة بمناسبة رجوع مودة بالسلامة ..وانت أول المدعوين ليها.. والبيت عندنا كبير ويسع من الحبايب ألف.


هتفت مودة بتلهف بينما كانت تحتضن صغيريها تطمئن عليها ..يبحث قلبها قبل عينيها عن زوجها

_صقر فين!!... هو تعبان صح ..أنا كنت حاسة .


تنهدت مريم بحزن

_من ساعة ما عرف إنك اختفيتي وهو بيدور عليكي في كل مكان لحد ما تعب وأغمى عليه فاضطرينا نعطيله منوم علشان الحركة غلط على صحته في الفترة دي.


تركت مودة أيدي صغارها وأنتصبت تعتدل واقفة وهي تهتف بأعين تتحجر الدموع بها

_ياحبيبي ياصقر.


استعدت قدماها للانطلاق لداخل غرفته التي يرقد بها ..لتتفاجىء بباب الغرفة يُفتح ويخرج منه الصقر مستندا بصعوبة على بلال فألامه شديدة هذه المرة، ومن خلفهم ياسمينا.


صرخت منادية باسمه بفرحة عارمة

_صقـــر

ليرفع الصقر  مقلتيه نحو مصدر الصوت غير مصدق ما يسمع... فتتلاقى أعينهما معا في حديث مطول ..تقصان قصة عشق ذابت لها حبات القلوب..تحكي مكنونات القلب ولوعته


ظلا على وضعهما لدقيقة كاملة لا يبرحان مكانهما تزرف أعينهما الدمعات فَرحا برؤية نصفها الآخر بل بكيانها كله 

لينطلق كل منهما نحو الآخر في عناق حار ،تناسى فيه الصقر آلام جرحه وكأنه قد بَرِىء من إصابته تماما ليهتف بقلب يهفو ،فلقد لجّ به الشوق لجّا ،   وصَبا قلبه إلى رؤياها والاطمئنان عليها إلى أقصى حد

_مودة قلبي... وحشتيني يا كل عمري.


هتفت بلوعة الشوق والحنين تسري بعروقها

_وانت أكتر يا حياتي كلها


رفع يده نحو وجهها يحيطه بكفيه ..يهتف وهو يتفحصه باهتمام بالغ

_حبيبتي .. انتي كويسة؟؟.. حصلك حاجة!!!


لتمسك هي يده تقبلها بقلب متيم 

_إطمن يا حبيبي أنا كويسة... المهم إنت شكلك تعبان جدا 


لينظر في عينيها بلمعة لا تبرق سوى لها فقط


_مش مهم أنا المهم إنتي ... وشك شكله مرهق ولونك مخطوف وكأنك كنتي خايفة من حاجة...احكيلي يا مودة إيه اللي حصلك أرجوك


خشيت هي أن يعرف حقيقة ما حدث فهو استطاع أن يعرف أنها كانت خائفة من شىء ما...لذا هتفت محاولة أن ترسم على وجهها ابتسامة تبعث في قلبه الإطمئنان

_كنت خايفة عليك إنت ياصقر.. عارفة إنك مش هتسكت وهتدور عليا رغم تعبك .


ليشعر هو بالاطمئنان والراحة بعودة روحه إليه فيتنهد لها مبتسما براحة ... ومن ثم يسمح للتعب أن يسيطر عليه فينساب نائما من بين يديها مرددا بصوت خافض لم تسمعه

_الحمد لله


فتشعر مودة بالخوف عليه عندما تراه يسقط على الارض مغمضا أعينه

لكن بلال يقترب منها مطمئنا

_اطمني .. صقر لما أطمن عليكي إنك خلاص بخير... استجاب لإشارات عقله بإنه تعبان فاستسلم ليها ونام بهدوء.


رددت بصوت متحشرج من القلق

_يعني هيبقى كويس يا بلال!


_ان شاء الله... طالما رجعتي هيتعافى بسرعة وهيقوم زي الرهوان كمان ... حمدا لله على سلامتك.


_شكرا يا بلال، الله يسلمك


___

علمت ياسمينا من الفتيات أن سامي هو من أنقذ مودة

فذهبت لشكره لتتفاجىء أنه هو بائع الأيس كريم التي تعرفه..فترفع احد حاجبيها وتهتف بدهشة

_أووه ...سامي ..هو أر يو


ليرمقها سامي بابتسامة منفرجة تظهر صفي أسنانه بوضوع

_أنا كويس جدا وسعيد أوي إنك لسه فاكراني


هتفت تبادله الابتسامة

_إزاي أنسى أحلى أيس كريم دوقته هنا في مصر .. وإزاي أنسى زوقك وجنتلتك معايا انت نسيت إنك كنت بتدور معايا على مودي وكأنها حد تعرفه وقريب ليك فعلا؟.


لينشرح قلب سامي حتى ظن أن قلبه سينشطر نصفين من الفرحة 

لتهتف ياسمينا شاكرة

_شكرا على اللي عملته مع مودة.... إنت باللي عملته ده رجعت روحين لبعض ...شوفت لقاءهم كان  مؤثر جدا إزاي


ليهتف هو بتساؤل فالأمر اختلط عليه

_هو إنتي فرحانة برجوع مدام مودة لاستاذ صقر فعلا؟؟


ضيقت ما بين حاجبيها 

_واي نوت... مودة إزي ماي فريند 


أجابها بتلعثم مترددا فلقد عصف أمر معرفته بأن ياسمينا متزوجة من صقر ،بقلبه عصفا

_أصلها يعني تبقى... تبقى زوجة صقر اللي هو زوجك إنتي كمان.


لتبتسم له ياسمينا بهدوء

_ممم لا ده موضوع يطول شرحه يا سامي... بس زي ما انت شايف صقر بتاع مودة وبس


اخفض رأسه وتنهد بحزن من أجلها

_أنا أسف جدا


هتفت هي مسرعة فهي علمت أنه ظن أنها حزينة من أجل هذا 

_نو نو نو ... مش زي ما انت فاهم.


ليهتف بحيرة وارتباك

_أنا مش فاهم حاجة خالص.


أجابته بابتسامة سلبت لبه وما بقي من عقله ليتجعله يشعر بالذنب لأنه تعلق بإمرأة متزوجة 

_مش وقته .. خلينا نفرح بروح مودة.. عن إذنك هروح أسلم عليها وأطمن على صقر.


ليطالعها بنظرات متحسرة بينما تدلف هي لغرفة صقر .


____


انتهزت مودة فرصة نوم زوجها لتتحدث مع بلال بجدية في أمر هام تود فعله لكنها لن تستطيع فعل ذلك بنفسها  ودون أن يعلم الصقر لذا اضطرت أن تخبر بلال ببعض الحقيقة


_دكتور بلال ممكن أطلب منك طلب من فضلك

_اتفضلي يا مودة خير


_تعرف أستاذ سامي اللي برا؟؟


_اه الراجل اللي انقذك 


_يبقى أخو البنت اللي ماتت بدالي في الانفجار


وضع بلال يده على فمه من الصدمة

_إيه!!!... دلوقتي فهمت... هو اللي كان خاطفك مش كده؟؟


زفرت مودة لأنه استطاع أن يستشف الحقيقة


_متوقعتش إنك تعرف بالسهولة دي


_أنا كنت مستغرب ظهوره في الوقت ده... وريحة الدخان اللي فايحة منكم أكبر دليل... هو حب ينتقم بأنه يعمل فيكي زي ما حصل لأخته .. بس اللي أنا مستغربله إزاي جابك بنفسه هنا؟؟!


_بلال أرجوك مش عايزة حد يعرف بده وخاصة صقر .. ارجوك... سامي الحمد لله أتراجع على أخر لحظة ولما فاق من اللي كان هيعمله .. أنقذني وجابني بنفسه لحد هنا


تنهد بلال بقلة حيلة 

_ماشي اللي تشوفيه ... بس البوليس هتعملي معاه ايه؟


_دي مهمتك بقا... الغي بلاغ الاختفاء ده خالص ومتجبش سيرة الخطف ده بأي شكل من الاشكال

_تمام أنا هتصرف

_وعندي طلب كمان

_اتفضلي

_هعمل ليك توكيل من غير ما حد يعرف علشان تبيع أرض ماما الله يرحمها وتعطي ثمنها لسامي كتعويض على موت أخته .. أنا عارفة أن فلوس الدنيا كلها متكفيش ..بس أنا حابة أساعده اعتقد أن الوضع عنده صعب شويه


_بس يا مودة صقر لو عرف ممكن يزعل.


_انا هقوله إني عملت لك توكيل  علشان تبيع أرض ماما وتعطيها لأهل البنت اللي ماتت بدالي ومش هقوله ان سامي يبقى  هو أخوها علشان ميشكش في حاجة .... أنا بس خايفة يتهور على سامي وممكن يقتله لو عرف


_عندك حق يعملها ده مجنون 


___

في اليوم التالي عاد الصقر بصحبة مودة قلبه  إلى بيت أبيه ليتابع علاجه هناك فهو رفض المكوث بالمشفى أكثر

وعم البيت الفرح والسرور فالجميع اطمأن على صحة الصقر وعلى عودة مودة بالسلامة 


لذا قرر أسامة وعادل وأيمن والفتيات العودة إلى القاهرة وكذلك سامي أيضا.


إلا أن الصقر ووالده ..أصرا على جعلهم يمكثون  معهم بالبيت لعدة أيام للاحتفال بعودة مودة .. فرضخوا جميعا لطلبه بعد رؤية الفرح في عينيه من جديد .


___

كما لاحظ شاهين تحسن مزاج أمه بوجودها جوار الصقر وكذلك لاحظ إهتمام الصقر بمودة وفعل كل شىء من أجل إسعادها فشعر هو بالتخبط والحيرة أكثر ...هل كان يكذب عليه جده رشاد!!! .. أم هل تغير أبيه وأصبح رجلا صالحا؟؟؟

___

أقترب صقر من مودة واضعا يدها قرب فمه يقبلها بينما كانت تساعده على ارتداء ملابسه

_متحرمش منك أبدا يا نبض قلبي


طربت هي لسماع تلك الكلمات التي سرت في شراينها لتفعل مفعول السحر في جعلها تُتيم به أكثر.... لتبتسم له ابتسامة صافية بددت بها كل أحزانه وشجونه


لتسمعه يهتف متنهدا 

_مودة

_نعم

_ممكن أتكلم معاكي في موضوع مهم؟

_عارفة هتكلمني عن ياسمينا مش كدا؟؟


ابتسم مداعبا أنفها

_حبيبي اللي فاهمني من قبل ما أتكلم ياناس 

لتهتف به بحب

_وحافظة كل شاردة وواردة ليك كمان 


ليهتف صقر بصبابة

_ياااه يا مودة وحشتيني أوي ... كنت مفتقد كل همسة وكل نفس ليكي


_الحمد لله أن ربنا رجعنا لبعض تاني بلاش نسترجع الذكريات الأليمة دي تاني


ليحيطها بذراعه الأيسر شاكرا ربه على كثير فضله

_الحمد لله

ومن ثم تنهد بحيرة 

_طيب قوليلي أعمل إيه مع ياسمينا؟؟


_هتعمل إيه يعني ياصقر.. ما هي خلاص بقت زوجتك وأم بنتك؟


ليضيق صقر أعينه ويهتف بضيق

_مودة بلاش تخاريف... إنتي عارفة إني متجوزتش ولا هتجوز حد غيرك... مفيش غيرك إنتي وبس في حياتي يا نبض قلبي.


لتهتف بدلال

_عارفة ومتأكدة من ده كويس أوي


_طب إيه بقا؟؟

_مش عايزة أظلمها يا صقر... أينعم أنا مش هتحمل وجود واحدة تكون منسوبة ليك غيري، إلا إني مشفقة عليها ، علشان لو كملت معاها أنا عارفة إنها هتتظلم جدا.. لإنك مش هتفكر ولا هتبص ليها من أصله 


_وليه بتقولي إني هكمل معاها أصلا؟؟

_علشان أنا حسيت إنها بتحبك ياصقر.. ياسمينا رغم أنها كانت رافضة فكرة الجواز إلا إني شفت في عينيها حب كبير ليك 


_مش يمكن إعجاب مش أكتر


_اعتقد إن الأمر تخطى كونه إعجاب بس ياصقر

_والعمل إيه؟؟ زي ما انتي شايفة أنا مش شايف غيرك.... ولو كملت معاها هحطم قلبها وهيه متستحقش ده ... ياسمينا اتضح انها بنت طيبة وقلبها نقي جدا..عمرها ما في قلبها ضغينة لحد ودايما مستعدة تساعد الغير ومش بتتأخر


_معاك حق... ياسمينا اثبتتلي ده لما وافقت إنها تنقذ يحيي مهتمتش بأنها ممكن تتعرض للخطر لكن كل اللي فكرت فيه إزاي تساعد يحيى من المأذق اللي هو فيه


_والحل إيه؟؟


_هكلمها ياصقر وهطلب منها تصارحني بجد ولو بتحبك لازم تكمل معاها وتاخدها زوجة ليك بجد، حرام نكسر بقلبها


هتف بغيظ

_واكسر بقلبك إنتي مش كدا؟؟.. مودة اتكلمي كلام معقول .. إستحالة أوافق على الفكرة دي 


تنهدت بحيرة وحاولت أن تزيل الانزعاج الذي بدا على وجه الصقر فمدت يدها تمررها فوق شعره 


_طيب ممكن تهدي نفسك علشان خاطري... ان شاء الله يكون إعجاب بس زي ما بتقول 


زفر بضيق وهتف بحدة نابعة من حيرته بالأمر

_ولو كان غير كده .. أنا إستحالة أتجوز غيرك إنتي فاهمة يا مودة!


انحنت على شعره تقبله بقلب راض

_ربي يخليك ليا يا أحلى زوج في الكون كله


ليطبع هو قبلة حانية على ناصيتها

_أكيد ربنا بيحبني علشان رزقني بزوجة... لو لفيت الدنيا كلها متأكد إني مش هلاقي زيها.


____

هب من مقعده في الاستراحة بحديقة البيت

_انت بتقول ايه يا استاذ بلال... لا يمكن أقبل بحاجة زي دي لا طبعا.


هتف بلال بأسى

_صدقني يا أستاذ سامي... ده مش تعويض .. حضرتك وكلنا عارفين إن فلوس الدنيا متكفيش ... لكن مدام مودة باعتاها كهدية مش أكتر.


مد سامي يده ليبعد يد بلال الممدة بالظرف الذي يحوي النقود


_شكرا على تصرفها الجميل لكن .. أنا أسف مش هينفع أقبلها بلغها إحترامي .. وسلامي لأستاذ صقر .. أنا طولت عليكم هنا ولازم أمشي عن إذن حضرتك


هتفت ياسمينا التي استمعت لآخر كلماته ولحقت به تسأله

_مستعجل ليه يا سامي ... خليك معانا ..الكل هيفضل كمان كم يوم.


هتف بحرارة وجع تعصف بوجدانه فهو لن يستطيع البقاء أكثر في مكان واحد تتواجد به من هام قلبه على وجهه من أجلها

_معلش يا مدام ياسمينا ... لازم أرجع علشان شغلي


هتفت بهدوء

_أنسة مش مدام يا سامي


أجفل سامي وتسمرت أعينه تناظرها بتعجب

_نعم!!!


استغربت تعجبه ذاك وهتفت وهي تتذكر شيئا سيسعد مودي

_اه صح يا سامي ممكن أطلب منك طلب بليز وافق تعمله... مودي هتفرح لو حضرت ليها الأيس كريم اللذيذ بتاعك هنا.


لكن انتباه سامي وقف عند تلك الجملة التي قالتها فهتف متساءلا

_أنسة إزاي وانتي متجوزة أستاذ صقر


زفرت بحنق فهو لم يسمع ما قالته

_سامي إنت سمعت قلتلك إيه ؟؟...بقولك عايزة أيس كريم


_سيبك من الأيس كريم دلوقتي وردي عليا.


_يوووه .. أنا وصقر متجوزين على ورق وبس أرتحت وخلال أيام كل شىء هيرجع لأصله.


افتر وجه أسامة عن ابتسامة واسعة ليهتف بفرح

_ده أنا هعملك أحلى أيس كريم دوقتيه في حياتك


سرت ياسمينا بذلك وهتفت شاكرة

_يس ... ثانكس سامي


____


وجدتها تدلف إلى داخل البيت فنادت عليها

_ياسمينا كنت محتاجة أتكلم معاكي

_يس مودة .. اتفضلي سامعاكي

_ياسمينا ممكن نتكلم بوضوح ونكون صرحا مع بعض؟؟

_شور مودة واي نوت

هتفت مودة بتردد

_ياسو .. إنتي عارفة أنا قد إيه بحب صقر ومش هقدر أتحمل زوجة تانية تشاركني فيه...لكن لو اتضح إنك بجد بتحبي صقر .. أنا هحاول أتقبل ده علشان مظلمكيش وهحاول ارضى بالأمر الواقع


ابتسمت لها ياسمينا سعيدة بتلك المشاعر الطيبة

_يا بخته بيكي صقر إنتي رقيقة أوي... صدقيني حتى لو كنت بحبه فعلا ... أنا مش أنانية علشان أخد زوج من زوجته.. ومقبلش أبدا إني أكون دخيل ما بينكم أو أهدم الحب الجميل اللي شايفاه ما بينكم ده ...أنا لو كنت حبيت صقر فأنا حبيت فيه حبه الصادق ليكي...حبيت إخلاصه ووفاءه اللي يفوق الوصف... وصدقيني لأول مرة أحس إني نفسي ألاقي حد يحبني زي حب صقر ليكي ...لأول مرة فكرتي تتغير ناحية الجواز وأحس فعلا إني عايزة أحب وأتحب.


لتتنهد مودة براحة وتقول بفرحة من تلك الفتاة الجميلة التي تقف معها الآن 

_انتي إنسانة جميله فعلا يا ياسو وروحك نقية تماما زي ما قال صقر ...وأتمنى من كل قلبي إنك تلاقي الانسان اللي يحبك بجد ويعيشك ملكة على عرش قلبه.


لتهتف ياسمينا بمزاح

_ياااه أخيرا صقر غير نظرته فيا .. مقلكيش صقر كان بيعمل فيا إيه وانتي مش موجودة


لتضحك مودة رغم اشفاقها عليها 

_متوقعة عمل إيه... طلع الجانب الهمجي بتاعه كله عليكي صح؟؟


لترمقها ياسمينا بمزاح

_يابنتي إنتي متحملاه ده إزاي، ده بيتحول .


لتجده يقف مستندا على عكازه وباليد الأخرى يحيط بها مودته بتملك


_بتحول بس في غياب مودتي ..أما متحملاني إزاي... فده لأنها متقدرش تعترض أصلا ولا إيه ياقلب الصقر.


لتبتسم له مودة وتهز كتفيها بقلة حيلة

_للأسف كلامك مظبوط ..وده لإني بحبك في كل حالاتك.


لتهتف ياسمينا بمزاح مدعية الضيق

_إنتوا بتغيظوني بقا


رد صقر بعند

_بصراحة أه ...يمكن تغيري فكرتك بقا عن الجواز وتفرحي أبوكي بجد.


_لا خلاص غيرتها .. بس عايزة واحد مش بيتحول زيك كده... أنا شعري باظ يا اخي.


ليتنحنح صقر بحرج

_احم.. أنا أسف بجد يا ياسمينا على اي تصرف زعلك مني أو أي كلمة مش كويسة في حقك.


_على فكرة أنا بهزر ...ها قولي عندك عريس ليا...قبل ما أغير رأيي


_عندي وطفشته.


حملقت به ياسمينا بغيظ

_نعم!!!..هو مين ده وليه تطفشه من غير ما تقولي


_ما أنا بقولك أهو 


نظرت له ياسمينا بضجر ثم هتفت بمودة بغيظ

_شايفة زوجك يا مودة


ضحكت مودة على هذا المزاح اللطيف بينهما لكنها هتفت متسائلة

_صحيح يا صقر مين ده اللي طلب إيد ياسمينا والمفروض  أن الكل عارف إنك زوجها

_____

ضربت على صدرها بسخط شديد بينما تجلس مع ابنها في غرفته

_يامصيبتي!!!... ٥٠٠ ألف جنيه مؤخر يا محي...هو إنت اتلطشت في مخك يا ولاا


زفر بقلة حيلة 

_أهو اللي حصل يا ماما بقا هتفضلي تندبي كتير


_ما هو علشان عملك اسود ومهبب ... حتة بت زي دي تبلفك كدا وتلعب بعقلك لحد ما تعملها اللي هي عايزاه


_يوووه يا ماما... مش دي شورتك إني اتجوزها ... اديني اتنيلت .. خلاص بقا .


أقتربت منه تهمس في أذنه

_اسمع يا واد انت لازم توريها العين الحمرا من أول يوم... بكرة الفرح عايزاك تمشيها على عجين متلخبطوش علشان متتفرعنش عليك أكتر من كده 


_ماشي يا ماما ..هشوف... اطفي النور بقا خليني أنام


ضربته في صدره بغيظ من فعلته

_نام يا حيلتها نام .


ثم هتفت بغضب شديد 

_٥٠٠الف جنية يا بنت الايه يا قمر .. وأنا اللي كنت بقول عليكي طيبة طلعتي حرباية... بس ومقاصيصي دول  لطلعه كله من عنيكي 


______


استطرد قائلا

_سامي.. جالي جوا  قبل ما أجيلكم وفاتحني في الموضوع 


هتفت ياسمينا بمفآجئة

_سامي!!!!

بينما هتفت مودة بحزن

_انت رفضته يا صقر علشان مستواه المادي مش كدا!! 

_بصراحة ده سبب من الاسباب


لتقول مودة بضيق

_ليه ياصقر ... الفقر مش عيب بعدين سامي شاب محترم وشهم و...

بترت كلماتها عندما رأت الصقر ينظر إليها بغضب شديد 

ويهتف بينما يضغط على أنيابه بقوة 

_ها كملي كملي ... وإيه كمان.


عضت مودة على شفتها السفلية فهي علمت أنها أخطأت بذكر رجل آخر أمام زوجها الذي يغار إلى حد كبير


ليصيح بها غاضبا

_مودة متعمليش الحركة اللي بتستفزني دي وانطقي وإيه كمان إشجيني


إزدردت مودة ريقها وهتفت ودموعها تهدد بالسقوط

_أنا أسفة ياصقر والله مااقصدش بس.. أنا..ااا


زالت نوبة غضبه تلك عندما رآى تلك الدمعات تنند بالسقوط في أي لحظة ...فخفق قلبه ورق لها فضمها إلى صدره مغمضا أعينه بأسف

_حبيبتي .. متزعليش .. إنتي عارفة إني مبتحملش تجيبي إسم رجل غيري على لسانك ما بالك إنتي قاعدة بتعددي في صفاته قدامي.


رفعت رأسها تنظر إليه تهيم باعتذار 

_ حبيبي مش هكررها تاني خلاص ..أنا بس حبيت أقولك إنه يستحق فرصة، هو مش وحش  كفاية إنه أنقذني 


ليهتف بجدية

_وأنا مقلتش إنه مش كويس يا مودة ولا رفضته علشان الجانب المادي بس..رفضته علشان شايف فروق كتيره جدا بينه وبين ياسمينا أهمها الفارق العلمي والثقافي والاجتماعي كمان ده عامل مهم ومؤثر جدا على حياتهم فيما بعد


هتفت ياسمينا تقول

_بس اللي أعرفه إن سامي دارس حقوق وكمان كان بيحضر لرسالة الماجستير.


ليهتف صقر بغيظ

_الله الله ما انتي عارفة كل حاجة عنه أهوه.. أفهم من كدا إنك موافقة؟


هتفت بعند

_وليه لا ...ليه شايفاك متضايق أوي كدا.


لوى ثغره بضجر

_علشان عارف إنك هتتسرعي وهتوافقي عليه من غير تفكير..غبية زي عادتك.


لتصيح به ياسمينا بغضب

_صقر!!! 


ليتجاهل صقر صراخها ويقول طالبا من مودة مساعدته

_ساعديني أقعد يا مودة تعبت.


لترمقه ياسمينا بغيظ وتنقر بقدمها في الارض


بينما تقول مودة بغية سبر أغوار عقله

_إيه وجهة نظرك ياصقر؟؟


تنهد صقر قائلا بجدية

_ياسمين ل...


قاطعته ياسمينا قائلة بحنق

_ياسميناااا


ليزم صقر شفتيه

_طيب طيب ياسمينا لسه مغيرة رأيها من فترة وجيزة جدا ..بمعنى أول حد يتقدم لها هتوافق عليه من غير تردد لأنها



 ببساطة متحمسة للموضوع ...فمش هتعطي لنفسها فرصة تفكر كويس....اسمعي يا ياسمينا أنا مش عايزك تتجوزي راجل



 والسلام لمجرد إنه طلبك... إنتي ماشاء الله جميلة ومليون راجل يتمناكي .. أنا عايزك تتجوزي الشخص اللي أول ما



 تشوفيه قلبك يدق علشانه ...الشخص اللي يقدر يشغل كل ذرة تفكير في عقلك ... الشخص اللي يناسبك فعلا من جميع النواحي دينيا واجتماعيا وثقافيا وأخيرا ماديا 


هل انتي شايفة أن كلامي ده متوافق مع سامي!!!

عامة فكري براحتك وإعطني لنفسك فرصة تفكري كويس أوي قبل ما تأخدي أي قرار... إسألي نفسك هل إنتي مستعدة


 تتخلي عن الوجاهة الاجتماعية اللي إنتي فيها علشان واحد مستواه المادي أقل منك بكتير...


_وليه اتخلى يا صقر... أنا ممكن أطلب منه يعيش معانا بالفيلا ويشتغل مع بابا فرضا لو أنا وافقت



_وده اللي قولته ليه وهو طبعا رفض إن زوجته تصرف عليه مليم واحد وبصراحة الموضوع ده عجبني جدا فيه وبينلي إنه مش جاي طمعان فيكي.


صمتت ياسمينا برهة ونظرت لصقر بامتنان

_شكرا يا صقر أنا دلوقتي فهمت وجهة نظرك ..بس ممكن أطلب منك طلب


_أكيد

_ممكن أعتبرك أخويا زي مريم وأقولك أبيه


لوى ثغره بمكر

_هتندمي..

_بتقول حاجة ياصقر؟

_لا أنا بقول معنديش مانع 

تنهدت بارتياح وهتفت بحماس

_يس 

ليهم هو من مكانه ويمسك شعرها قائلا بضيق

_حيث كده بقا... أختي المصونة نازلة قدام الناس بشعرها ليه ها ... فين حجابك يا أستاذة 


لتصيح ياسمينا بغيظ من فعلته

_صقر أنا غيرت رأيي... أنا اللي غلطانة .. سيب شعري ... عااا


ليهتف بصرامة

_هتفضلي هنا اسبوعين تحت إشراف مودة وهتعملي كل اللي هتنصحك بيه..  ما هو أنا مش هينفع أرجعك لابوكي زي ما انتي كدا.


لتنهره مودة

_صقر مش هينفع كدا ... الاسلوب اللي بتتبعه مع ياسمينا غلط


ليرمقها صقر بابتسامة

_علشان كده وكلتك إنتي المهمة دي ...علميها أمور دينها بالهداوة .


ليهتف ياسمينا بغيظ

_اه انت تبتسم لمودة وأنا تركبلي الوش الخشب ماشي ياصقر.


ليضحك صقر بقوة 

_شايف ناس غيرانة ... بصي هقولك، خليكي شطورة وإسمعي الكلام ومش هتشوفي مني إلا الوش الخشب بردو


لتركل ياسمينا الارض بقدميها وتصيح بغضب

_صقررر

لتقوم مودة بمعانقتها 

_صقر بيهرج معاكي يا ياسو ... هو بيعتبرك مسؤليته علشان كده بيشد عليكي شوية لكن والله صقر طيب أوي 


لتزفر بحنق

_اه ماهو واضح الطيبة يا مودة 


لتأتي مودي بصحبة شاهين وتشاهد أمها على هذا الوضع فتقول بتساؤل

_مامي مالك يو لوك نيرڤاص 


لتهز ياسمينا رأسها بالنفي

_نو مودي أيام اوك 


يلاحظ الصقر أن شاهين مازال يتجنبه ويصمت دائما بحضوره لذا أشار بعينه لمودة وياسمينا أن تتركاه مع صغيريه ففعلتا على الفور


ابتسم صقر لاطفاله قائلا

_مين هيجيب بوسة كبيرة لبابا؟؟

لتركض مودي نحو أبيها تقبله بحب كبير وهي تهتف بسعادة

_بحبك يا بابي أمووواه😘😘😘


لينظر صقر لذلك الذي لم يتحرك من مكانه يرمق أبيه بنظرات صامته 

فيفتح صقر ذراعه الآخر غير الذي شغلته مودي

_وانت ياشاهين مش هتجيب بوسة وحضن كبير لبابا .. معقولة لسه مقدرتش تشوف إني بحبك جدا؟


فتح شاهين فمه شاردا

_ها.


هتف صقر بتذكر

_اه من حق أنا نسيت أقولك إني جبتلك عجلة كبيرة زي اللي كان نفسك فيها 


حملق به شاهين فرحا

_هي فين؟؟

_لا مش هقول على مكانها إلا لما تجيب بوسة وحضن كبير زي مودي كدا


ليفرك شاهين  يده ويشعر بالتوتر فهو ليس معتادا على ذلك مع جده، فجده لم يقبله قط 


فيشير صقر إلى مودي كي تجعل شاهين يقترب منه

لتنهض مودي عن والدها وتمسك بيد أخيها تقربه من أبيهم

_شاهين تعالى ..بابي حضنه جميل أوي 


أقترب شاهين من أبيه ووقف صامتا لا يحرك ساكنا ..ليمد صقر ذراعيه ليحتضن بهما ولده بقوة رغم جرح صدره




_عارف أن جدك مش معودك على كده وعودك على القسوة والصرامة لإنه كان معودني على ده من قبلك.. لكني اكتشفت ان التربية بالحب بتؤتي ثمارها أكتر من الحزم والشدة 


أخرج شاهين من بين ذراعيه وأمسك بكتفيه ناظرا له بابتسامة 

_تعرف إني بحبك أوي

ثم قبلة قبلة حانية على وجنته... ليقشعر بدن شاهين ويشعر بعاطفة غريبة تحتاجه .. أجل كان بحاجة لذلك العناق الأبوي



 الحاني... كان بحاجة لأن يسمع من أبيه أنه يحبه ..كان بحاجة لتلك القبلة التي تشعره أنه مرغوب فيه ..أنه مازال طفلا صغيرا يحتاج إلى التدليل والحب .

هتف صقر بابتسامة

_وانا مفيش ليا بوسة أنا كمان هنا 

قالها مشيرا إلى خده

فبادرت مودي بسرعة لتقبل والدها ... بينما تحرك شاهين ببطىء وحرج لكنه فعلها 

ليعانقهما صقر بحرارة

_ربنا يباركلي فيكم يا أعز من عيني.


هتف شاهين بلهفة

_فين العجلة


ضحك صقر مشيرا إلى خزانة خلفه

_افتح الدولاب اللي ورايا ده هتلاقيها ... بس على شرط .. ركب أختك معاك 


لتهتف مودي بحماس

_يس يس


بينما يقطب شاهين حاجبيه 

ليضحك صقر ثانية ويمسد على شعره قائلا

_شاهين ... أختك تحطها في عينيك ... إوعي في يوم تكون سبب لحزنها ... الراجل اللي بجد هو اللي بيكون حنين على أخته  وأمه


"عندما يكون الرجل حنونا تتمنى المرأة أن تكون لها قلبين لتعطيه أكثر مما كان يتوقع"


_______


بعد عدة أيام أقام فيها الزيني الولائم فرحا بنجاة ولده الصقر وبعودة مودة ... حضر أحد رجال الشرطة ليخبر الصقر أن رشاد تم تصفيته إثر مناورات قامت بين رجال الشرطة ورشاد



 ورجاله في أحد الأوكار الذي كان يختبأ بها والتي قتل فيها الكثير من رجال الشرطة الأمر الذي أجبرهم على تفجير الوكر بمن فيه قبل أن يخسروا المزيد من رجال الشرطة




حزنت مودة كثيرا لسماع الخبر لم تك تتنمى لأبيها ميتة كتلك الميتة كانت تتمنى أن ينوب إلى ربة قبل الموت.

إلا أن الصقر لم يتركها وظل جوارها إلى أن تخطت الأمر ب سلام

___________

بعد عدة أشهر 

في القاهرة وتحديدا في الحديقة العامة ....وقفت أمامه بينما كان منهمكا في عمله في إعداد الأيس كريم، هتفت بهدوء




_ممكن أيس كريم بليز؟؟

ليرد دون أن ينظر لصاحبة الطلب 

_أكيد طبعا ... لحظة بس 

لتهتف مبتسمة 

_ثانس سامي

ليرفع سامي رأسه غير مصدق أذنه أهذه هي ... أهي من تعلق قلبه بها رغم الفارق الكبير بينهما 

لينظر إليها رامشا عدة مرات

_ياسمينا.... قصدي أنسة ياسمينا!!!

_هو أر يو سامي؟


هفت مع تسارع نبض قلبه 

_أنا في قمة سعادتي علشان شوفتك تاني 

علم أن لسانه قد زل لذا استعاد نفسه سريعا

_قصدي أنا كويس ..أزي حضرتك 

ثم مد يده مرتبكا يناولها الأيس كريم خاصتها 

_اتفضلي

لتنظر له باستغراب فهو يناولها القرطاس بغير الأيس كريم

_سامي!!

لينتبه لما فعله فيسحب يده بسرعة ومن ثم يسألها بارتباك وتوتر شديد 

_أسف .. حضرتك تحبي مانجا ولا شوكولاتة ولا فانيلا؟

_فانيلا 

لتجده من فرط ارتباكه يضع لها من المانجو

لتهتف متبرمة

_ده مانجو يا سامي !

ليضع سامي مغرفة الأيس كريم جانبا ويهتف بضجر

_أنا مش عارف في إيه مالي النهاردة

لتهتف بهدوء

_بسيطة سامي نو بروبلم

لينظر لها وكأنه انتبه للتو فاتسعت حدقة أعينه

_ياسمينا إنتي لبستي الحجاب؟؟

رمقته بابتسامة هادئة لتذوب حبات قلبه أكثر

_لسه النهاردة ... حبيت تكون أول حد يعرف بالخبر ده .... إيه رأيك ؟

ليهتف بسعادة

_ده أحلى خبر سمعته في حياتي ... ربنا يثبتك يارب ..بس قوليلي لابساه تحت ضغط ولا عن اقتناع؟


_أبيه صقر ومودة مسابونيش لحظة والحمد لله ثمرة تعليمهم أخيرا أثمرت وأخدت قرار الحجاب بنفسي كمان 


ليتنهد براحة

_الحمد لله...أنا فرحان ليكي جدا

_ها قولي أخبار الماستجير إيه؟

_الحمد لله قربت أخلصها أنا أصلا كنت شغال عليها من سنين بس وقفتها ورجعت تاني أشتغل عليها



_ربنا يوفقك... قولي مش محروج ان حد يشوفك بتبيع أيس كريم هنا؟

_لا الشغل مش عيب ... وأنا حبيب الشغل ده جدا.


في حقيقة الأمر هو استمر على هذا العمل لعله يوما يحظى برؤيتها ثانية وقد كان.


هتفت تطلب منه طلبا ذا مغزى لكنه لم يفهم مقصدها

_ممكن أطلب منك طلب

_اتفضلي طلب او اتنين او عشرة كمان

_أنا محتاجة محامي كويس في مسألة مهمة خاصة بيا.

_موجود أنا أعرف محاميين ممتازين جدا ممكن أكلملك حد فيهم.

لوت ثغرها بضجر 

_سامي انت مش محامي بردو ولا إيه؟

حك شعر رأسه وابتسم بسخافة

_أه صح ... بس يعني لسه تحت التدريب 

_يعني مش هتساعدني 

_لا طبعا عنيا ليكي... إيه المطلوب مني؟

_كنت عايزاك تدور على اللي قدر يخطف قلبي لأول مرة في حياتي

فغر سامي فاه ينظر لها ببلاهة

_ها!!!!

وجدت ياسمينا من يشير إليها بالمغادرة واللحاق بمودة والأطفال ..ففعلت على الفور 




ليقول بسخرية لذلك الذي يقف محله دون حراك 

_اقفل بوءك ده يا بني ... إيه كل الغباء ده، كل ده ومفهمتش!!!

_ أستاذ صقر!!!! ....مفهمتش إيه؟


زم صقر شفتيه

_لا أنا الظاهر هرجع في كلامي ..وبلاها الفكرة دي من أصله ... دي البنت ناقص تقولهالك صريحة يالوح


ليقترب منه سامي ليمسك يده برجاء 

_لا لا ترجع إيه أنا ما صدقت ... أنا بس من انبساطي مش مصدق اللي بسمعه

ابتسم له صقر 

_لا صدق ربنا يسعدكم.. أنا إتأكدت إنكم الاتنين مناسبين لبعض 

أخفض سامي رأسه قائلا بلوعة

_للأسف لا يا أستاذ صقر ... أنا فين وياسمينا فين.

ليتحدث صقر بهدوء

_أنا لما قلتلك كده .. كان علشان تشتغل على نفسك ... وأنا شايفك أهو بتبذل كل جهدك ومش متخاذل



_مهما عملت هيفضل الفرق كبير بينا 

_وأنا هساعدك علشان نتخطى الموضوع ده ... اسمع ياسامي أنا منكرش أهمية  الجانب المادي لكن طالما هتقدر تعيش



 ياسمينا حياة كريمة يبقى مفيش مانع عندي... ومع وجود الحب ما بينكم هتتخطوا ده.. ثم إني لقيت لك فرصة عمل في شركة محاماه كبيرة .


أحس سامي أنه امتلك العالم أجمع بين يديه الآن 

لذا هتفت بسعادة

_يعني حضرتك شايف إني أروح أتقدم لياسمينا فعلا؟

_ياريت قبل ما غيرك يخطفها.

بحثت أعين سامي عن ياسمينا بسرعة ليهتف بهيام

_لااا يخطفها إيه... ده أنا كنت أصور قتيل دلوقتي 


ضحك صقر ورمق مودته بحب هو الآخر 

_ماشي يا عم الدنجوان منتظرك بكرة أنا ومستر ذكي علشان تتقدم رسمي لياسمينا


ليعانقه سامي بحبور

_أنا مش عارف أشكرك إزاي ..انت قدمت ليا معروف عمري ما هنساه ليك طول العمر

دفشه صقر برقه في كتفه

_مفيش شكر بين الاخوات ياسامي ... ياسمينا غالية عليا ولو مكنتش تستحقها بجد مكنتش هوافق أبدا... أنا سعيد انها لقت أخيرا الانسان اللي يحبها بكل جوارحه ويحافظ عليها



_اطمن ياسمينا هتكون في قلبي قبل عيوني.

قالها وقد تلاقت أعينهما لتخفض ياسمينا رأسها بحرج وفي داخلها سعادة لا توصف

                           تمت بحمد الله 

لقراءة باقي الفصول من هنا

ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول من هنا 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close