رواية همس عاشق الفصل الرابع عشر14والخامس عشر15 بقلم نجمه اسيل

 

 

رواية همس عاشق 

الفصل الرابع عشر...

ولهمساتكٍ العاشقه آثار ترياقاً من الآلام تعتقني...

ممسكتاً بيده الساكنه بين يديها وتخلل أصابعها بين أصابعه لتطبع قبله على يده العاريه ثم تتجه لسرير الذي بجانبه تحاول النوم عبثاً

لحظات من الهدوء قطعهن صوت جهاز قياس ضربات القلب الذي بدأ صوته بالتصاعد ؛ للحظات لم تعلم هي ماحصل ولم يخرجها من ضياعها غير أرتطام جسده الذي بدأ بالتشنج على السرير لعدة مرات

نهضت مسرعه نحوه قائله بخوف :- عماد حبيبي مابك

لكن لم تحصل على رد غير تزايد تشنجه وتعالى صوت جهاز القلب

خرجت من الغرفه يغلفها الفزع لتجد جبر يتصفح هاتفه ويظهر عليه بأنه يحاول طرد النوم من عيناه

جبر .. عماد لا أعلم مابه قالتها غزل بفزع شديد ودموع متطايره

نهض جبر بخفه حتى سقط هاتفه على الأرض بعنف ليدخل الغرفه ويرى أخيه يتشنج ومؤشرات قلبه ليست على مايرام ليركض لاهثاً نحو الطبيب المسؤول ويجلبه مسرعاً

الطبيب بتعجل للممرضه :- أعطيني حقنه مهدئه بسرعه

نفذت الممرضه الأمر بسرعه ليحقن الطبيب عماد بتلك الحقنه ؛ شيئاً فشيئاً بدأ جسد عماد بالتراخي وصراخ جهاز القلب بدأ بالتخافت حتى عاد كل شيء إلى طبيعته

جبر بخوف وهو يمسح العرق عن جبين عماد :- مابه ايها الطبيب

نزع الطبيب نظاراته عن عيناه ليردف بعمليه :- السيد عماد يحاول النهوض من الغيبوبه لكن جسده لازآل خائف من أخذ هذه الخطوه فلازآل أحساس جسده كأنه بالسياره وقت حدوث الحادث وبأنه إن نهض سيتعرض لما تعرض له سابقاً من ضرب نار وغيره

مسحت غزل دموعها قائله بتسائل :- وما العمل ايها الطبيب!!

نظر الطبيب نحو عماد الراقد قائلاً بتنهيده :- العمل مقتصر على مقدرة وقوة السيد عماد فالمشكله العضويه لغيبوبته قد أنتهت الأمر يقتصر الآن على مدى شعوره بالآمان كي يستطيع سحب جسده لأرض الواقع مجدداً

جبر بتفهم :- ونحن مادورنا في نهوضه

أبتسم الطبيب بإعجاب :- سؤال جيد ؛ هنا أنتم يأتي دوركم في شعوره بالآمان وبأنكم بجانبه أكثرو من الحديث معه أخلقو له المحيط المناسب لنهوضه

هز جبر رأسه بتفهم تليه غزل ليودعا الطبيب الذي رجع لعمله

جبر بتعب :- أنا بالخارج لن أنام إن حصل شيء لاقدر الله ناديني

أبتسمت غزل بأمتنان :- حسناً

سحب جبر قدماه للخارج ليرى هاتفه ملقي وشاشته منطفئه متكسره ليهتف بضيق :- لا ينقصني سوى أنت !! ما الذي سيساعدني على السهر الآن

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

لحظات صمت تم قطعهن من قبل نجيه وهي تهتف بترقب :- ماذا قلت

برزت أسنان أياد الجانبيه في أبتسامه خبيثه وهو يستدير لها ليفتح فمه مع أتساع أعين نجيه المترقبه لرده



أتجه أياد نحو الحقيبه المفتوحه تحت أنظار نجيه المنتصره ليمسك بها ثم يغلقها بعنف شديد قائلاً بغضب هادئ :- ماذا تعتقدينني ايتها العجوز !! بائع الذمه ومرتشي

شهقت نجيه بعدم رضاء لتهتف بغضب مماثل :- أنا عجوز!!

ضحك أياد بسخريه تليق به :- آسف ياجدتي لم أشاء جرح مشاعرك

حاولت نجيه تهدأت نفسها كي لا تخسر آخر فرصه في الأطاحه بأسلام لتهتف بنبره هادئه نوعاً ما :- أجلس على الأقل كي نتفاهم




أسمعيني جيداً ولآخر مره أحذرك لولا كبر سنك لزجيتك بسجن والآن من غير مطرود المقابله أنتهت قالها أياد وقد تخلى عن هدوئه

أخذت نجيه حقيبتها تلملم الباقي من كبريائها وغرورها الذي بعثره أياد بغرفة مكتبه لتقول بثبات :- أنت الخآسر

أبتسم هو بجانبيه لآذعه مرسلاً لها رسالة سخريه

قبل إن أخرج أريد سؤالك بشيء قالتها نجيه بغرور

أبتسم أياد قائلاً :- أعلم بأنك لم تأتي من فراغ بالنقود وبأنك قد جلبتي تقرير مفصل عني وعلمتي بأني أحب النقود أكثر من أي شيء ؛ سقط بجسده على الأريكه قائلاً بتنهيده وهو يتثائب



 :- لكن الأمر هنا مختلف ياجدتي فهذا حبل مشنقه يعني هنا روح قد تذهب ظلماً ؛ والآن اذا سمحتي أغلقي خلفك الباب لأني أريد النوم

رمقته بنظره مستهزئه قبل أن تغلق الباب وتخرج ذاهبتاً لسيارتها تجر أذيال الخيبه وتخسر آخر فرصه أتتها كي تكسر ثقة إبنتها بزوجها وتجعلها ترضخ لها وتعيدها لحيث تنتمي

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

صباحاً

أنهض ايها الغبي أرفقت كلماتها الصارخه بركله دقت بخاصرته لينهض وهو يتأوه بألم قائلاً بنعاس :- ماذا هناك ياخالتي

خلخلو عظاكم أنهض وأسمعني جيداً قالتها دلال بغيظ



أستقام صقر على قدميه وهو يجر أقدامه بتثاقل فلم ينم طوال الليل بسبب شخيرها المتعالي لتأتي في وقت راحته وتيقظه كي يكمل لها أعمالها الشيطانيه

أسرع قالتها بصيغة الأمر

لينفذ صقر كلماتها دون نقاش ؛ دقائق فقط وكان أمامها دون أي بوادر لنوم على وجهه

هبطت بأصابعها الخمس على عنقه من الخلف قائله بغيظ :- بسببك حرمت عيناي النوم لو كنت خبئت وجهك لما كنا الآن نعاني هكذا

وضع راحة يده على عنقه يتحسس موضع ألمه قائلاً بنفسه :- ايتها الكاذبه معزوفات الشخير التي أطلقتيها غطت المدينه وبالنهايه تخبريني بأنك لم تنامي




أخرجت حقنه من دآخل حقيبتها قائله بهمس خشن :- أريد من هذه إن تستقر بين أوردة عماد كي نتخلص منه و إلى الأبد

رمش بعيناه عدة مرات :- ومن الذي سيحقنها به

نظرت نحو بصمت لينتفض قائلاً :- تريدين أدخالي السجن لن أفعلها

أدخلت الحقنه للحقيبه وأراحت ظهرها على الأريكه قائله بحنان :- مثلما تريد ياحبيبي

رفع حاجبيه بذهول ليردف بتلعثم :- حقاً ماتقولينه

أبتسمت بمكر قائله :- بالتاكيد أفعل ماتريده وأنا سأفعل ما أريده وأذهب لشرطه وأخبرهم بأنك تاجر مخدارت عريق للغايه وأقدم لهم أدلتي ولنرى إن كنت ستدخل السجن عندها أو لا



جف حلقه ليحاول أبتلاع ريقه دون جدوى فللحظات نسي بأن لديها ما يدينه ويجعله يتوسل الرضاء منها إلى الأبد

صقر بأبتسامه مصطنعه :- هل صدقتي كلماتي أمزح فقط أخبريني ما الخطه وكلي آذان صاغيه

أبتسمت بجانبيه لتتحدث بجديه :- عرفت من مصادري الخاصه بأن عماد على حافة الشفاء و إن أستيقظ من غيبوبته سنذهب لوراء الشمس لذلك عليك أخذ الحقنه هذه والذهاب



 للمشفى ستجد هناك الممرض صمد وهو المسؤول عن أعطائه العلاج بأنتظارك سترتدي ملابسه وتدخل بدلاً عنه وبما إن إبنة خاله تلك لا تعرفك ستعتقد بأنك ممرض آخر و أتيت لأعطائه العلاج

رأت دلال تفاحة آدم الخاصه بصقر تتحرك صعوداً ونزولاً بسرعه لتعرف بأنه خائف :- لاتخف اليوم دور عمار بالجلوس بجانب عماد وهو أيضاً لايعرفك وبذلك ستكون مهمتك سهله للغايه

أخرج صقر تنهيده حاره من جوفه ليتكلم بصوت شاحب :- و متى سابدأ التنفيذ

بعد ثلاث ساعات من الآن قالتها دلال وهي تنظر لساعة معصمها

هز صقر رأسه قائلاً بخوف :- ربنا يستر

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

لوعة نفسها وغثيانها المستمر جعلت من دموعها تبدأ بالتكون وهاهي تركض للحمام للمره الخامسه على التوالي وتخرج كل مابجوفها بعنف شديد حتى هلكت ولم تعتد تحتمل الوقوف



 أكثر لتستند على الحائط وهي تمسح وجهها وتأخذ الصابون وتضعه على أنفها لكنه لم يبدي أي ردة فعل في نفسها الملتاعه

خرجت من الحمام للمطبخ كي تكمل تحضير طعام فطور أبنتيها الذاهبتان لروضه لكنها لم تكمل بسبب تصاعد الغثيان بها مجدداً لتهرع لغرفة نومها وتفتش بملابس زوجها التي قد لبسهن ولم تغسلهن بعد وتضعها على أنفها بل و تغطي وجهها كله بقميصه الدآخلي حتى بدأت بالأستكانه ففي حملها الأول



 لم تكن تهدأ أو ترتاح من غثيانها المستمر ألا برائحة جسد زوجها الرجولي التي تبعث في نفسها الراحه

لحظات لتجهش بالبكاء الحار والمكتوم تحت القميص حتى بللته هامستناً بأشتياق :- أسلام أين أنت

لم تعلم كم مر عليها من الوقت حتى أستطاعت حمل نفسها للمطبخ ربطت قميص زوجها كالكمامه على أنفها وبدأت في أنهاء طعام فطور صغيرتيها

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

ما بك !! قالتها هناء بهمس وهي تحتضن رأسه الساكن فوق صدرها

تنهد قائلاً :- غداً سأذهب لأرى المتهم بقضية أخي

خللت يديها بين شعيراته بحب :- مستعد لكي تسمع منه الحقيقه




أشتد جبر بأحتضانها أكثر قائلاً :- إن شاء الله

طبعت قبله أعلى رأسه متمنيتاً له القوه كي يستطيع مواجهة القادم

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

ترجل من سيارته وهو يتفقد صورة الرجل مراراً من على هاتفه

أبتلع ريقه عدة مرات وهو يمطر خالته بأفضع الشتائم ؛ نظر حوله حتى وجد المكان المتفق لمقابلة الرجل فيه

صقر !! أتاه صوت متسائل من خلفه

ألتفت صقر ليرى رجل قصير القامه ونفس

الصوره التي معه ليردف بتلعثم :- صمد أليس كذلك

ألحق بي رد بها صمد بحده

تحمحم صقر قائلاً بخفوت :- ربنا يستر

مشى صقر خلف صمد عبر أزقة المشفى الخلفيه حتى وصل لغرفه دخلو لها من باب خلفي ليسمعه يهتف قائلاً بأمر :- أخلع ملابسك

نظر صقر نحو صمد بغرابه ليردف بتوجس :- ما هي المهمه بضبط!!

لم يعد هناك وقت هيا قالها صمد وهو يعطي له ملابس تخص الممرضين وأعطاه بطاقه تعريفيه تحمل صورته بأسم مستعار ونظارات ذات عدسات كبيره



أخذ صقر ما بيد صمد بأيدي مرتجفه

صمد بحده :- أنا سأذهب ؛ بعد نصف الساعه تكون أمام غرفة عماد العدناني تعطيه الحقنه مفهوم

هز صقر رأسه عدة مرات ليبدأ بخلع ملابسه بعد خروج صمد ويأخذ الحقنه ويضعها بجيب بنطاله وهو يأخذ نفس عميق ويخرجه بتنهيده حاره

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

سحبت طرحتها كالعاده على شعيراتها الحمراء بأهمال وهي تتعجل بخطواتها وكل دقيقه تلتفت خلفها بخوف حتى وصلت لزقاق مظلم




أخبرني جلبت المعلومات قالتها دلال بتعجل

أتاها الرد بصوت متثاقل مخمور :- عيب يا أمبراطوره أنتي تتعاملين مع حبشي كوسه

نفخت بضيق قائله :- هيا أعطيني ماذا تنتظر!!

مد يده ناظراً لها بسخريه

أخرجت من صدرها رزمة نقود وسلمتها له ليسلمها ورقه مطويه

أخذت الورقه بلهفه وخرجت من ذاك الزقاق المعتم بتعجل مثلما دخلت

وصلت لسيارتها أخيراً لتفتش الورقه وترى المعلومات التي تريدها حول أسلام لتهمس بأنتصار :- أخيراً نهايتك ستكون بهذه الورقه الرابحه




٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

وقف أمام الغرفه بقدمين تتخابط ببعضهن من الخوف والتوتر

أخذ نفس عميق ليطرق الباب ويدخل بعد سماع صوت نسائي يخبره بالدخول

من أنت!! قالتها غزل بأستغراب

تلعثم صقر عدة مرات قبل أن يرد بأرتباك :- أنا سأعطي العلاج لسيد عماد

أين الممرض الذي يأتي كل يوم ردت بها غزل بتسائل متعجب

تساقط العرق من جبين صقر قبل يهتف بأرتباك واضح :- صمد مشغول قليلاً لذلك طلب مني إن أعطي العلاج لسيد عماد اذا لم تكون هناك مشكله


أبتسمت غزل بتفهم :- مشكلة ماذا لا سمح الله !! تفضل أعطي له العلاج

شكر صقر الحظ بدآخله كثيراً لعدم وجود احداً في الغرفه غير هذه الفتاه التي لن تلاحظ فعلته مثلما لم تلاحظ أرتباكه وتوتره

سحب قدماه ببطء حتى وصل لفراش عماد تحت نظرات غزل المراقبه له ومثلما كانت الخطه أعطائه المحلول بالأول ثم الحقنه كي لايتم الشك به




بدأ صقر بأعداد المحلول مثلما أخبره صمد ثم علقه ليسري بأوردته وبحركه سريعه دون إن تلاحظ غزل أخرج الحقنه من جيبه وأبدلها بالحقنه المفروضه له

بلل شفتيه بلسانه وهو يمسك ذراع عماد ليبدأ بغرز الحقنه به

من أنت !! قالها بتعجب

أنتفض صقر وهو يسحب الحقنه قبل دفقها ليرد بتوتر لرجل والذي يظهر وكأنه طبيب هنا :- أنا الممرض عديل المدني وأظهر البطاقه بأيدي مرتعشه

عكف الطبيب حاجبيه ليرد بشك :- عديل المدني ممرض سابق هنا وقد مات منذو حوالي خمس سنوات فمن أنت




نهضت غزل من كرسيها بفزع تنتظر رد الممرض بينما هو جحظ بعيناه ورمش بهن عدة مرات ولم يعرف بما يرد

من أنت وماذا تريد من زوجي قالتها غزل بخوف لتكمل بأرتجاف :- لما لا ترد!!

تنفس صقر بحده وأرتعشت أطرافه حتى سقطت من يده الحقنه ثم أقترب مظهراً وجه سمح وهادئ من الطبيب الذي يقف بمقربه من الباب قائلاً بهدوء :- آسف ايها الطبيب

وقبل إن يفهم الطبيب ماذا يحصل كان ملقي على الأرض بأنف ينزف بغزاره بعد إن لكمه صقر رأس برأس





صاحت غزل وهي تطلب النجده وحراس أمن المشفى بينما صقر خرج يهرول بعنف والخوف يغطي عيناه ليتخذ نفس طريق ذاك الصمد الذي أدخله منها ويذهب خارج المشفى و أنفاسه المتلاحقه جعلت من التنفس صعب للغايه

ركب سيارته وقادها بأقصى سرعه وعقله يصور له ردة فعل دلال عندما تعرف بما حصل

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

بعد عدة ساعات نجد غزل تبكي بأنهيار بحضن أروى و هناء

هناء بحب :- يكفي ياغزل ستقتلين نفسك من البكاء

غزل بشهقات متتاليه :- كان يريد قتله وأنا مثل الحمقاء ساعدته

أروى بهدوء :- غزل حبيبتي الحمدلله الأمر مر بخير ثم لو كنتي تعرفين نواياه لم صمتي له

هناء مؤيده :- أروى معها حق هيا أمسحي دموعك من أجل عماد

أبتسمت غزل من بين دموعها لتمسحهن قائله :- أشكر الله لوجودكن بحياتي




قهقهن الفتيات ليحتضننها مجدداً وكلاً منهن تأخذ الحنان الأخوي الذي أفتقدته بحياتها

هناء تعالي أريدك قالها جبر بوجه متجهم

نهضت هناء ليسحبها جبر بعيداً عن مرمى النظر ليقول بخفوت :- لقد رأينا كاميرات المراقبه

و ماذا أكملت هناء بترقب

مسح جبر وجهه بيده عدة مرات ليرد بأعين لآمعه توشك على نثر دموعها :- الرجل المنتحل لشخصية الممرض كان صقر أبن خالتي

شهقت هناء بتفاجأ ولم تعرف بما ترد

لحظات من الصمت بينهما لتهتف هي بصوت متحشرج :- وماذا قال هذا الصمد

- لم يفيدنا بشيء قال بأن إمرأه أتفقت معه على ذلك مقابل نقود كثيره




الم يتعرف عليها قالتها هناء بلهفه

هز جبر رأسه نافياً :- يقول بأنها كانت منقبه ليكمل بصوت حزين للغايه :- لكنني متأكد بأنها أمي ياهناء

حاولت التخفيف عنه لتردف بأمل :- لا تستعجل الأمور فيمكن لم تكون هي

هز جبر رأسه بعنف يدل على النفي قائلاً بدموع خانته لتنزل :- متأكد للغايه بأنها هي فمن يمكنه دفع صقر لفعل ذلك غيرها ولأتأكد أكثر أنا ذاهب لأسلام و إن أعطاني مواصفات أو أسم صقر عندها فقط علينا الأمساك به وسيخبرنا هو من وراء كل شيء

مسحت هناء دموع جبر بأبهماها وقبلت عيناه قائله بهمس :- أنا في همك ومعك يا عزيزي




أبتسم جبر بشده ليقبلها فوق جبينها ثم يمضي بطريقه نحو السجن باحثاً عن الحقيقه الكامنه وراء حادث أخيه

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

أنتبهن على أنفسكن قالتها هدير لصغيرتيها وهي تقبلهن قبل دخولهن لروضه

شدت خطواتها عائده نحو منزلها متجاهلتاً الدوار والغثيان المصاحب لها منذو الصباح الباكر

مدام أسلام السلاَمي !! قالها متسائلاً ومنادياً

ألتفتت هدير نحو مصدر لتقف قائله :- نعم

تنحنح الرجل ليرد بأحترام :- أنا عمك نعيم الذي كان يعمل عندي زوجك




أطرقت رأسها بتفهم لتقول بأحترام مماثل :- أهلاً ياعم

مد يده ببطاقة عرس قائلاً بسعاده :- هذه دعوة عرس لزواج أبنتي لوزه أتمنى حضوركم

أبتسمت هدير بمجامله :- مبروك عليكم

مد يده مره أخرى بنقود قائلاً بأحراج :- هذا بقية حساب زوجك كما تعلمين ورشتي أكبر ورشه بالمنطقه هنا ووجود شخص مثل أسلام بها لديه وصمة عار قد يؤثر على العمل فيها

شقت أبتسامه ساخر فم هدير لتأخذ النقود قائله :- سأأخذ النقود ليس لأني أحتاجها بل لأنها عرق وتعب زوجي لذلك حُرمت عليك وأنا الأحق بها ثانياً أشكرك كثيراً على كلماتك



 على زوجي الذي كان يعتبرك دائماً مثل والده ولا تخف لايرضينا أبداً إن عملك يتأثر بسبب سمعة أسلام والله سيرزقه بمكان أفضل من مكانك بكثير ومن يعلم قد تحتاجه أنت في يوماً ما

أكملت كلامها ثم ألقت ببطاقة الدعوه أرضاً قائله بأستهزاء :- وعفواً لن أستطيع الحضور فسمعتنا قد ثؤثر على فرحة إبنتك ؛ وداعاً

أستدارات ودموعها أحرقت مجرى وجنتيها لكنها مسحتهن بعنف وأكملت طريقها وكلها أمل بالله عزوجل بأن سعادتهم على وشك الأقتراب وسيفرح الله قلبها بعودة محبوبها عن قريب

وصلت لمدخل العماره وعندما حانت منها لحظه لصعود السلم حتى شقتها أوقفتها يد أمسكت برسغها ثم سحبتها تحت سلم الدرج و يد أخرى وضعت على فمها لتغطيته......




الفصل الخامس عشر ...

مُنزل رأسه إلى الأسفل وهي يشاهد بتوجس غضبها بينما هي تسير بغضب ذهاباً وإياباً وواضعه يديها على رأسها وتشتم بكل شتائم العالم الخارجه

ياخالتي اهدأي قالها صقر بخوف

صرخت بغضب حاد :- أصمت قبل إن أهدر دمائك هنا

صمت عنوه عنه وهو يشاهدها تتنفس بقوه كي تستطيع التنفيس عن نفسها قليلاً

كف خماسي عنيف هبطت به على رقبته من الخلف ليصرخ هو بألم مكبوت كي لا يزيد حنقها وغضبها




دلال بغيظ :- لا تكمل أي مهمه حتى النهايه ايها الغبي

يصدر أصوت متألمه وهو يتلوى فوق الأريكه ليتكلم بألم :- وما دخلي!! هل أنا من طلبت من الطبيب إن يأتي في لحظة وجودي

أمسكت به من تلابيب قميصه قائله بهمس خشن غاضب :- هذا لأنك غبي لو كنت تعمل بسرعه كان خبر موت عماد العدناني يزين شاشات التلفاز الآن

نفضته بعيداً لتجلس وهي تندب حظها الذي أوقعها مع غبي مثله وتفكر بحل يخرجها من هذا المأزق

خالتي قالها صقر مستذكراً

نعم ياعملي الأسود ردت بها بحنق

صقر بتذكر :- لقد أخبرتيني إن الفتاه المجالسه لعماد تكون إبنة خاله

ونعم وماذا بعد قالتها بملل

- لكنها ليست كذلك

أنتبهت دلال قائله بترقب :- ماذا تعني!!

أنا متاكد بأنني سمعتها تقول ماذا تريد من زوجي قالها صقر وهو يضيق عيناه يتذكر




أشتعل فتيل الغضب بدآخل دلال مجدداً :- لايمكن ماكنت أخاف حدوثه قد حدث

ماذا تقصدي قالها صقر ببلاهه

صرخت بحنق من غبائه :- ايها الغبي الآن حتى و إن تخلصنا من عماد ستبقى معنا زوجته حجر عثره فهي أيضاً ستورثه

هز صقر كتفيه بعدم أهتمام فهو لن يجد من ثروة عماد شيئاً فما يجعله يفعل ذلك لها هو خوفه من إن تبلغ عنه ليس لشيئاً آخر

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

وصلت لمدخل العماره وعندما حانت منها لحظه لصعود السلم حتى شقتها أوقفتها يد أمسكت برسغها ثم سحبتها تحت سلم الدرج و يد أخرى وضعت على فمها لتغطيته......

فتحت عيناها لتجد المكان مظلم هزت رأسها بهستيريه لكنه أستكانت عندما سمعته يقول :- أشتقت لك كثيراً

جحظت بعيناها ووصلت لأنفها رائحته التي تدمنها كثيراً لتبدأ بالبكاء والأنتحاب وشهقاتها تعلو شيئاً فشيئاً

أسلام قالتها من بين دموعها

عينان أسلام رد بها بهمس عاشق أشتاقت هي اليه كثيراً

أحتضنته بقوه شديد مخرجتاً كل شوقها وقلة حيلتها في غيابه بينما هو حشر وجهه بعنقها يسحب رائحتها لدآخله أكثر




 فأكثر ويخرج تناهيد راحه كلما قربها منه حتى شعرت هي بعصر أضلاعها بين يديه لكنها لم تشتكي أو تتألم ظلت تحتضنه وتغرز يديها بشعيراته من الخلف رغم عدم رؤيتها له في الظلام لكن قربه هكذا منها يكفيها

لا تتركني مجدداً قالتها وهي تتحسس ظهره بيديها لتسمع أنين متألم أصدره عندما لآمست كتفه

خرجت من حضنه تحت أعتراضه لتهتف بقلق :- ما الذي بظهرك يؤلمك




أرجعها لحضنه مجدداً يضمها اليه كضمئان وجد رشفة ماء بعد أيام من العطش

أسلام قالتها بأعتراض وهي تشعر به يحاول فتح طرحة شعرها

أشتقت لخصلات شعرك كثيراً ياهدير ولكل شيء بك قالها وهو يسحب تلك الطرحه عن شعرها ويغرز يديه بين خصلات شعرها الطويله والكثيفه للغايه

أنا أيضاً لا تعلم ما مررت به بغيابك قالتها ثم أجهشت بالبكاء

ربت على ظهرها ثم أحتضن وجهها بين يديه و أبهامه يداعب شفتيها بحنو ليهمس بعشق :- أنا هنا الآن ولن أتركك أبداً

هزت رأسها ثم تحسست وجهه لتهمس بضحك :- ماهذا لديك لحيه كثيفه

ضحكه بخفه قائلاً :- تريدين تجربتها

منعت ضحكتها من الصعود وهي تشعر به يدغدغ خدها بلحيته

هدير بأنفاس متلاحقه :- أسلام يكفي أرجوك سيفضح أمرنا بسبب صوتي

لنصعد للمنزل أشتقت لك كثيراً قالها بصوت متحشرج راغب

تعلقت برقبته لتهمس بأذنه :- من سينقذك من براثن شوقي ولهفتي يا عشقي




من أخبرك بأنني أريد النجده فلتغرغيني بك حتى العمق قالها وهو يضع الطرحه على رأسها ويمسك بيدها ويسحبها خلفه بلهفه تجاري لهفتها به

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

رمش عدة مرات قائلاً :- لم أفهم عيد ماقلته

تنهد بهدوء ليجيب :- أسمعني جيداً ياسيد جبر أسلام السلاَمي ليس بالسجن فقد ثبتت براءته من تهمة مقتل سائق شقيقك ومن الحادث بأكمله

وكيف عرفت إنه بريئ!! وهل تم القبض على القاتل الحقيقي قالها جبر بترقب وقلب يخفق بشده

أياد بعمليه :- تم كشف براءة أسلام من خلال كاميرات المراقبه المزروعه بالمنطقه التي حصل فيها الحادث لكن للأسف لازلنا




 نبحث عن هوية القاتل حتى الآن فمن خلال صورته بحثنا عنه في سجلاتنا لكنه ليس له سوابق والآن صورته بالسجل المدني يتم البحث عنه وبأذن الله سنجده عما قريب

أخذ جبر نفس عميق أخرجه ببطء قبل إن يتحدث :- أرني صورته

حالاً رد بها أياد وهو يخرج هاتفه ليضعه أمام وجه جبر الذي أبتلع ريقه قبل إن يهمس بخفوت :- صقر

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

أنا ذاهب لكي أوصل أروى للمنزل وسأعود يا مدام غزل لن أتأخر وأيضاً الحراسه بالخارج لذى كوني مرتاحه

هزت غزل رأسها مع أبتسامة أمتنان لهذا الصديق العظيم

أروى وهي تحتضن غزل :- أنا ذاهبه ياحبيبتي إن أحتجتي لشيء مني فقط أتصلي بي



شكراً لوقوفك بجانبي يا أروى قالتها غزل بحب

أروى بتحذير :- نحنُ أخوات ولا شكر بيننا

ودعت هناء أروى أيضاً لتبقى هي وغزل لوحدهما

هناء قالتها غزل بشبه صراخ

خرجت هنا من شرودها وتفكيرها فيما حصل مع جبر على صراخ غزل لتهمم بضياع

أين ذهبتي هتفت بها غزل بعدم رضاء

ضحكت هناء في محاوله منها ليكون كل شيء على مايرام أمام غزل :- لم أذهب لمكان معك هنا




نكزت غزل بكوعها هناء قائله بعينان ضيقه :- متأكده بأنك معي أو مع جبر

ضحكت هناء على شكل غزل لتصفعها بخفه على كتفها لتشاركها غزل أيضاً بضحكاتها المرحه تلك

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

مد يده لدآخل جيبه ليخرج مفتاحه ثم يضعه على الباب و يفتحه بتعجل و يدلف لدآخل ولازآل محتضنناً لراحة يدها بين تجاويف كفه

أغلق الباب ليستدير وهو ينظر لمنزله الذي أشتاق له بشده ولكل زاويه فيه أغمض عيناه ليستنشق رائحته المحببه اليه الممزوجه بالروائح العطريه




بينما هو يحتضن كل شبر في بيته بعيناه عيناها هي تحتضن كل تفصيله به بحب شديد وشوق أشد لتنزل دموعها وهي ترى جسده الذي نحل وملابسه المتسخه وشعره الكثيف على الغير العاده والمتسخ للغايه ووجه المليئ بالشعر ويحاكي بشحوبه وجوه الموتى

أقترب منها ليرى تلك الهالات السوداء المغطيه تحت عيناها كيف لاوهي إن رأت به ألم بسيط تظل تبكي عليه بحرقه فكيف بغيابه وهي لا تعلم له طريق

شكلك متعب للغايه ماذا كانو يفعلون بك قالتها وهي تتفقد وجهه وجسده بيديها بكل لهفه وعشق

أمسك كفيها بين كفيه ليطبع عدة قبلات عليهن وهو يهمس :- دعك من كل هذا الآن أريد إن أشبع شوقي لك يافتاتي




أراحت رأسها على صدره وأحتضنت خصره بيديها بينما هو شدد من أحتضان جسدها بين يديه وهو يحاول أنتزاع العباءه والطرحه عنها لينجح بذلك ويمسك بها من خصرها الممتلئ قليلاً ويقربها من وجه ناظراً نحوها بحب حافراً ملامحها بين تجاويف عيناه العسليه

أقتربت هي منه ملتهمه شفتيه بحنو بين شفتيها مقبلتاً إياه بشوق جارف ليمسك هو زمام قبلتهم ويعمقها أكثر فأكثر ساحباً من شفتيها شهدهن ليطفئ بهن شوقه الجائع




لم يترك شفتيها ألا لكي يتنفسا ليعود لهن مجدداً حتى شعر بجسدها بدأ بالتهاوى ليمسك بها من خصرها ويسند نفسه بيده الأخرى بالجدار الذي خلفها

لم يعلما كم مر عليهم بهذا الوضع لتضع رأسها على كتفه تلاحق أنفاسها المتباعده منها لتسمعه يهمس :- أريد إن أستحم

نظرت نحو بعمق ثم أمسكت به من يده و أدخلته غرفة النوم وأجلسته على السرير وذهبت لدولاب ملابسه وأخرجت له ملابس نظيفه و مريحه كانت تتحرك وأبتسامة عشق تزين ثغرها بينما هو يحرك حدقتيه معها يشبع عيناه منها




سأجهز الحمام قالتها هدير بحماس ليهز هو رأسه مع أبتسامه حنونه

تمدد على السرير باعياء وألم وهو يعلم الآن بأنها لن تصمت على جرح كتفه رغم بساطته الغير مؤذيه كثيراً

الحمام جاهز قالتها هدير بأبتسامه مشرقه

جلس أسلام مره أخرى وهو يدعك عيناه بنعاس لتبدأ هدير بفتح أزرار قميصه وهو يغمض عيناه أستعداداً لما ستقوله دقائق فقط حتى سمع شهقتها المميته ليفتح عيناه ويجدها تبكي بحرقه وهي تردد :- ما الذي أصابك !! ماذا فعلو لك !! حسبي الله ونعم الوكيل

ضمها لصدره وهو يربت على ظهرها قائلاً بهدوء وحنان :- لا تخافي الجرح ليس عميق كثيراً أرجوك اهدأي




لكنها لم تستطيع الهدوء ولم تقدر على السكوت وهي تتخيل أصابة زوجها وهي بعيدتاً عنه وعقلها أيضاً يصور لها الأسوى ليزداد نحيبها حتى جف حلقها

أسلام بغضب :- ستقتلين نفسك يا هدير أقسم إن لم تهدأي سأخذ قميصي و اخرج

صمتت مجبره ولكن دموعها لم تصمت لتتابع بنزول

ياروحي بحق الله عليكي إن ترتاحي قليلاً دموعك تقتلني ياهدير وتجعلني عاجز قالها أسلام وهو يمسح دموعها

هزت رأسها لتقول بصوت شاحب :- أخبرني ماحصل

تنهد وهو يبدأ بقص كل شيء حصل معه حتى توديع الرائد أياد له بأبتسامه عندما فاز بالتحدي واتضح إنه ليس القاتل




مع كل كلمه كان يقولها أسلام كانت تشعر بمتزيق قلبها لكنها نظرت للجانب المشرق فهاهو بين يديها مجدداً وهذا المهم

الحمدلله على عودتك سالم غانم لي أردفت بها هدير وهي توزع قبلها المحمومه على وجهه وأكتافه وعنقه

أقسم إني لن أحتمل أكثر و سأأجل موضع الأستحمام إلى أجل غير مسمى قالها أسلام بصوت خشن متحشرج وأتبع كلماته بغمزه

ضحكت هدير بسعاده وهي تسحبه للحمام :- أدخل لتستحم وأنا سأحضر لك الطعام

ألن تساعديني كما تعلمي كتفي يؤلمني قالها بوجه عابس و مصطنع الألم




هزت رأسها بيأس مع أبتسامه لتدخل أمامه للحمام وهو خلفها

جلست على حوض الأستحمام وبيدها أدوات الحلاقه بينما هو جلس أمامها وبدأت تحلق له ذقنه النامي المبعثر تحت نظراته التي تتفرس كل تفصيله فيها ولم تفوته لمعة السعاده بعيناها

هل تعلمي لما لم أسئل على فجر وشروق قالها أسلام لهدير المنهمكه بحلاقة ذقنه وتقصير شعره

عكفت حاجبيها :- بلى كنت سأسئلك

لقد رأيتك الصباح وأنتي تنزلي بهن لروضه ولم أستطيع الظهور أمامهن بهيئتي تلك حتى لايبدأن بالأسئله التي لا تنتهي خاصه شروق لذلك أنتظرت مكاني حتى تعودي




ماذا كنت ستفعل لو تأخرت قالتها بحاجب مرفوع

أبتسم بثقه وتأكيد :- لأنني أعرفك جيداً وأعلم بأنك لن تتأخري ستذهبي بهن لروضه وبعدها سترجعين للمنزل لتجهيز الغداء لهن

هذا ما يحصل عندما تتزوج الفتاه شخصاً يفهمها جيداً قالتها هدير بضحك

ضحك هو عليها ففي النهايه معها حق

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

تدور بالغرفه ذهاباً وأياباً وهي تهتف بجزع :- لقد تأخر صقر كثيراً لكنني أنا المخطئه من أوكله بمهمه

قرعات على الباب جعلها تنتفض ذاهبتاً نحوه لتفتحه وتجد صقر واقفاً خلفه بوجه شاحب لكنها لم تركز عليه لتهتف بلهفه :- أخبرني هل بعثت البريد لأعمام تلك الغزل بمكانها




هز صقر رأسه شبه هزه لتكمل دلال وهي غافله عن ملامح صقر الخائفه :- أخيراً سأتخلص منها عندما سيأخذونها أعمامها فكما علمت بأنهم يبحثون عنها منذو زمن

وعندما أتخلص منها سأتفرغ لعماد و أنتهي منه بعدها جبر حتى أحضى بالثروه لوحدي

فغر صقر عيناه ليرد بتلعثم :- ستتخلصين من أبنك

ألتمعت عيناها بالجشع والطمع لتهتف بحده :- نعم المال أهم فماذا وجدت منه فحتى هو أنظم لحزب عماد وتركني أعاني وحدي ومثلما تخلصت من والده وزوجة والده قديماً سأتخلص منه ومن أخيه للأبد




للأسف لن تستطيعي تحقيق أحلامك يا أمي قالها جبر بصوت غاضب وحاد يتخلله عدم التصديق عكس عيناه المخمليه المتلونه التي أصبحت تلتمع بالحزن الشديد والصدمه وتنذر بهطول دموعها قريباً

جبر قالتها دلال بصدمه كبرى

ولست لوحدي اجابها جبر وهو يبتعد قليلاً

عن مرمى نظرها ليخرج من خلفه الرائد أياد الذي هتف سريعاً بحده :- أنتي متهمه بقتل معتز العدناني وزوجته و حيدر السرياني وفي محاولة قتل عماد العدناني وعدة تهم أخرى مشاركه فيها مع المتهم الآخر صقر سعيد

للحظات لم تفهم دلال ما يحصل حولها أهل هي النهايه الآن!! هل ستكون نهايتي بهذه البساطه - هذا مادار بعقل دلال التي بدأت تتوضح أمامها الأحداث والتي أيضاً لم تفق من شرودها وهذيانها ألا بالأسوار الحديديه التي ألتفت حول معصميها




أتركني لم أفعل شيء قالتها بضياع شديد و خوف هستيري فأكثر ماتخاف منه هو الحبس بين أربعة حيطان

ضحك أياد بسخريه :- حسناً اذاً لم تفعلي ذلك !! إذ كنتي ستكذبين أذناي التي سمعتك تعترفين لن تستطيعي تكذيب التسجيل الصوتي لك

كان أياد يتكلم تحت صدمتها وهو يمسك بها من ذراعها ويسحبها خلفه للخارج لتقف أمام الباب ناظرتاً لجبر التي دموعه خانته لتنزل

جبر قالتها محاولتاً أستعطافه

رفع جبر سبابته بوجهها قائلاً بتحذير :-حذاري يادلال هانم حذاري




أنزلت دلال رأسها بأستسلام ليكمل بها أياد طريقه نحو سيارة الشرطه لتتخذ مكانها بجانب صقر وتودع الحريه للأبد

٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

تنظر له بتوجس خائف فمنذو عودتهم من المشفى وهو شارد الذهن غاضب الوجه حزين العينين ورغم حزن عيناه ألا إنهن مليئات بالظلام الذي كان يحيطه بها قديماً

كسرت دابر الصمت بسؤالها وياليتها لم تفعل :- أين العمه دلال هل ستقضي الليله خارجاً اليوم أيضاً

رفع عيناه المحمره نحوها لدرجة أنتفاضة جسدها خوف :- ليس اليوم فقط بل اليوم وغداً وبعد غد ولعدة سنوات آتيه




كان جبر يتكلم وهو يقترب من هناء وهي ترجع للخلف ليصرخ بحرقه :- هل تعلمي لماذا لن تأتي

هزت رأسها نافيه بحلق جاف و أعين تهتز بخوف

أمسك بها من عنقها قائلاً وهو يضغط عليها :- لأنكن جنس وسخ يهتم للمال و والدتي أختارت المال عني

فتح لعنقها بعد إن شعر بأختناقها لتسقط على الأرض تحاول جمع أنفاسها لينزل لمستواها ويكيل لها الصفعات حتى سالت دمائها من أنفها وفمها وهو يهتف بغياب عقل وشعور :- أنتي أيضاً مثلها أخبريني من كنت ستختاري!! المال صحيح

سأختارك أنت ياجبر قالتها بهمس عاشق وصوت متألم

أوقف يديه عما كان يفعله ليجثي على ركبتيه يبكي كطفل صغير دهسته الحياه مراراً




زحفت هناء حتى أقتربت منه لتهمس بنبره تأكيديه وأعين صادقه :- لو مهمها وضعتني الاقدار أمام أي أختيارات أحدهما أنت ؛ سأختارك أنت ياجبري ولن أتنازل عن حقي بك مهما حصل

أجهش جبر بالبكاء أكثر لتضمه هي لصدرها وتستند بالجدار ليحتضنها هو بقوه هامساً بندم :- آسف سامحيني ياهناي لم أعلم ماذا حصل لي

ظلت تربت على ظهره هامستاً بكلمات مهدئه محبه حتى غط جبر بنوماً عميق يهرب فيه من كل مامرر به

               الفصل السادس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>