رواية حذاء قدري الفصل الثالث والعشرون23 بقلم ايه العربي


 نبدأ بسم الله 

لا يبارك الله فى عمل يلهى عن الصلاة 

البارت الثالث والعشرون 

 رواية #حذاء_قدرى

 بقلم آية العربي 


سقطت تلك الكلمة على مسامعه كالسيخ الحامى .... لا يعرف لما الأن بدأ يشعر بالألم والهوان .... فبرغم جرحه النازف والمه الحاد الا ان كل هذا لم يعنيه شيئا بجوارها ورؤيتها بخير ... ولكن ما تفوهت به الان كأنه ازال اي اثر لاي مسكن تناوله ..


سلط نظره عليها يضغط على اسنانه يأن الماً حينما اردف _ عايزة تطلقى ؟! ... طيب بصيلي وانتى بتقوليها ..


كان قلبها يدمى حرجاً ... نطقها لسانها ولكن قلبها يتألم بشدة ... لا تريده وهى اكثر الاشخاص احتياجاً له ... تريد نسيانه وهو موشوم فى ذاكرتها ... تريد رد اعتبارها ولكنها ستسحق قلبها مقابل ذلك ..


حولت نظرها اليه كأنها تتحدى نفسها قبله ... ولكن ما رأته فى عينه وعلى ملامحه جعل معدتها تسحب لارجلها ... ضاق نفسها من مظهره الباهت ... يا الهي ماذا به ؟ ... هل هو مريض ام حزين ام ان عيناها تغشها ..


التفتت تنظر امامها مجددا قائلة بانكسار وحزن عليه قبل نفسها _ كل واحد فينا كان محتاج التانى فى فترة معينة ... وبيتهيألى ان الفترة دى انتهت ... انا كنت محتاجة حد يقوينى ويساندنى فى حياتى وانت كنت محتاج حد لنفس السبب ... لقينا بعض لحد ما انت قدرت ترجع حق اخوك اللى كنت بتسعى سنين علشان توصله ... وانا لقيت عيلتى اللى هقدر اطمن على نفسى معاهم بعد كدة... الشئ الوحيد اللى كان ممكن نستمر علشانه ..


تنهدت وشهقت بألم حينما استكملت _ راح هو كمان ... يعنى مبقاش فيه سبب اننا نكمل مع بعض ..


مد يده ببطء يلف وجهها اليه ... ثم وبيده الاخرى التى كان يكورها من شدة الالم ولكنه تحامل على نفسه فألمه النفسى مضاعف من الم جسده ... وضع كف يده على صدرها موضع قلبها قائلا بهدوء وضعف _ طيب وده ؟ ... مش سبب كافي ..


ااااه يا زهرة .... اياكى ان تضعفى ... هل يفعل هذا بكي عمداً ... ولكن لا يجب ان تصمت ... يجب ان تعاتبه وتوضح اسبابها ... يجب ان تذيقه مرارة البعد كيفما فعل بها ..


كانت تنظر لها ودموع عيناها تتساقط على وسادتها بحزن ... مد يده يمسح عنها دموعها التى لم تهدأ ابداا ... فلم يجد مفر الا ان اقترب منها بوجه ملصقاً اياه على وجنتيها ... يغمض عينه بالم وتعب شديد وهو يستشعر دموعها التى تسقط عليه هو كأنها سيول من نار تحرق قلبه  ... 


تكلم هو تحت تأثير هذه المشاعر قائلا بصدق واهتزاز _ بلاش يا زهرة ... بلاش تغرزى فى قلبي سكينة تالمة ... بلاش توجعيني اكتر ما انا موجوع ... بلاش تعاقبيني ببعدك عنى ... انتى متعرفيش انا عشت ازاي بعيد عنك طول الفترة دى ..


لا هى تعلم ... كلماته تلك تطفئ اي شرارة غضب داخلها ... ملامح وجهه وانكساره يعلمها كيف مر عليه هذا الشهر ... هل تسامحه ؟ .... هل يرق قلبها له مجددا ... هل تصدق كلامه المعسول هذا ام سيعود ويتركها مجددا ..


قاطع خلوتهم طرق على باب الغرفة يتبعه دخول ممرضة ...وما ان دلفت حتى صاحت بهاذا الجالس وقد تناست ما طلبه بمجرد رؤيتها لبقعة الدماء الظاهرة على القميص الابيض من وراء جاكيت حلته بسبب وضعيه جلوسه هكذا قائلة _ انت قومت ليه الدكتور منبه علينا انك متتحركش من مكانك ..


رفع وجهه يطالعها بنظرة حذرة قد فهمتها ... ولكن زهرة كانت قد سمعت ما قالته تنظر له بقلق وتساؤل فوجدت نظرته الى تلك الواقفة التى التفتت اليها تسألها بترقب _ ليه هو فيه حاجة ؟ 


تحمحمت الممرضة وهى تتطلع على هذا الجالس مردفة بتوتر _ لا ابدا ...اصل ...اص


قاطعها وهو يتكلم بدلا عنها _ مافيش يا زهرة كل الموضوع انك كنتى محتاجة نقل دم واخدوه منى انا ... والدكتور زودها شوية لانهم كانوا محتاجين كيسين دم مش كيس واحد ... هو قلقان شوية لانه صاحب والدى الله يرحمه .


نظرت له زهرة بشك ولكن بدأ قلبها يرقص فرحاً ايمكن ان يكون هذا سبب عدم سؤاله وقلة حضوره لرؤيتها ؟ ...

اما الممرضة فستأذنت بعد ان فهمت نظرته لها ... وقف هو بتعب فلم يعد قادراً على تحمل المه ... ينظر لها بحب وشوق رغم المه ... مال عليها مقبلاً جبينها قبلة طويلة كأنها مخدر بالنسبة له ... يستطيع من خلالها تسكين المه الحاد ... ثم رفع نفسه ثانياً بهدوء وهو يحاول ان لا يقف معتدلا حتى لا ترى نزيفه قائلا _ فكرى يا زهرة ... لان طلاق مش هطلق ... 


ثم غمزها مشاكساً حتى يخرجها من حالة الحزن والقلق التى سيطرت عليها يردف _ واظن انتى عارفة ان المحاكم فى صفى ... يعنى مش هتعرفي تخلعي منى ..


مشى بخطى ثقيلة متمهلة حتى وصل الى الباب وكاد ان يغادر .


ولكنها مرت من امامها بعد الذكريات سريعا قبل ان توقفه منادية عليه _ طارق .


لف وجه اليها وهو مازال يواليها ظهره مترقبا لما ستقوله .... اردفت هى بقلق وشكوك قائلة _ بس انت فصيلتك غير فصيلتى ..


ابتسم ابتسامة جانبية رغماً عنه ... فهى تحاول ايقاعه ومعرفة ما به ولكنه التفت لها بهدوء وهو يغلق جاكيته كي لا يفضح امره قائلا _ وانتى تعرفي فصيلتى منين يا زهرة ؟ 


توترت ملامحها واردفت بارتباك فهى لا تعلم فصيلته حقاً ولكنها تريد معرفة ما به ولما كان هناك حوار صامت بينه وبين تلك الممرضة _ م ... معرفش ... بس توقعت يعنى ... اكيد احنا مش نفس الفصيلة .


تنهد بألم وهو يكور يده ضاغطاً بقوة عليها حتى يظهر على طبيعته قائلا وهو مكانه _ لا يا زهرة ... احنا فصيلتنا واحدة وتقدرى تسألى الدكتور لما يمر عليكي ... يعنى دمى زى دمك بالضبط ... يعنى فكرى كويس قبل ما تطلبي المستحيل ..


خرج من الباب وبمجرد خروج مال على ركبتيه متألما ... جرى عليه احمد الذى لمحه من بعيد يسانده ويتسائل بقلق _ انت كويس  ؟ ... مكنش ينفع تقوم دلوقتى خالص .


استند على احمد واضعا ذراعه حول كتفه قائلا وهو يجز على اسنانه بألم _ وديني بس على اوضتى ونادى على اى دكتور لو سمحت ..


اومأ له احمد وساعده بالفعل فى الوصول الى غرفته ثم جعله يستلقى على الفراش وذهب ينادى احد الاطباء ..


اما زهرة التى ما ان خرج من عندها حتى انفرجت اساريرها ... بدأ قلبها يرقص على اوتار الفرحة ... لقد نطقتها نعم ولكنها كانت مرعوبة ان يوافقها ... كانت تنتظر اجابته كمن ينتظر قرار نجاته .... ستسامحه ... تقسم ان قلبها كان يريد منها ان ترتمى فى احضانه بلهفة سامحة له بتلك الافعال التى تأسُرها ... لقد رأت ملامحه المرهقة واضحة وضوح الشمس ... نعم لقد اعطاها من دمه والان هو يتدفق فى اوردتها ناطقاً بعشقه ... لقد ظلمته وظنت انه تركها دون سؤال بعدما علم بأمر طفله ... ولكنها لم تكن تعلم بما فعله فلم يخبرها احداً بذلك ..


قاطع شرودها دخول داليدا التى تبتسم بوجه بشوش حينما رأت الفرحة فى عيناها قائلة _ الجميل حن ولا ايه ..


ابتسمت لها زهرة تشير لها بأن تجلس وبالفعل جلست بجوارها تتحسس على رأسها بحنان مردفة _ عاملة ايه دلوقتى ؟ ... بقيتي احسن اكيد صح ؟ 


اومأت زهرة متسائلة بترقب _ طنط داليدا هو انتو ليه خبيتوا عنى اللى طارق عمله ؟ ! ..


توترت داليدا ساحبة ذراعها الذى وضعته مع الاخر على قدماها  وبدأت تفكر بقلق فقد ظنت انه اخبرها بموضوع كليته مردفة بتقطع  _ انا ... انا ماليش دعوة ... خالك هو اللى قالى مقولش يا زهرة ... طارق كان منبه علينا كلنا ... بس هو انتى عرفتى ازاي ؟ ... هو اللى قالك ! ..


نظرت لها زهرة بشك ... فملامحهم تدل على شيئاً كبيرا ليس فقط كيسين من الدم ... ردود افعالهم تعنى اخفاء امراً ما هى متأكدة ..


حاولت استدراجها فى الكلام قائلة _ ايوة هو اللى قالى ... ومن غير ما يقول اصلا باين عليه جداا انه متغير وملامحه مرهقة ..


كادت ان تخبرها بأن الامر ليس سهلا وانها عملية متعبة فهى نقل كلى وهذا ليس بالشئ الهين ولكن قبل ان تتحدث دخل احمد مقتحماً الغرفة الذى ارسله طارق اليها لتوقعه ما سيحدث ... هو يعلمها جيداً ويعلم مدى فضولها لعلم الاشياء ..


توقف احمد يطالعهم بشك ولكن من ملامح زهرة مؤكد انها ليست على علم بعد ... تنهد براحة ثم اردف وهو يتقدم منهما _ ماما بابا عايزك برة علشان تروحى ..


نظرت له داليدا مردفة بحدة مصطنعة _ احمد ... خد ابوك وروحوا انتوا انا قاعدة مع زهرة ..


نظر احمد لامه بمغزى ضاغطاً على حروفه عندما اردف _ يا ماما قومى شوفى جوزك عايز منك ايه واسمعى كلامه مينفعش كدة ..


نظرت له داليدا ناطقة باستفهام _ مالك ياواد بتتكلم كدة ليه من امتى يعنى وانا بسمع كلام ابوك ..


نطق بنفاذ صبر _ معلش يا امى تعالى على نفسك المرة دى ... يالا قومى .


تأفأفت داليدا وهو تقف ناظرة الى زهرة تقول بغيظ _ معلش يا زهرة ... اما اشوف خالك عايز ايه وهرجعلك ..


اومأت لها زهرة المبتسمة عليهما وخرجت داليدا التى ما ان خرجت حتى لحقها احمد واخبرها بما قاله طارق ..


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》


عند سماح التى تجلس مع ابنتها وصال وهى تلعب مع طفلها الذى اعتاد عليها قليلا ..


اردفت سماح بعدما انشغل الصغير باحدى العاب الذكاء محدثة وصال _ فكرتى فى عرض يمان يا وصال ؟ .


تنهدت وصال وهى تطالعها بهدوء قائلة _ مترددة يا ماما ... هو فعلا خلال اليومين دول يمان اثبت انه قد الثقة وكمان مروان كل كلامه عن علاقته بيمان وازاى هو بيعامله وده خلانى اعيد حسباتى ... بس لسة عندى خوف من تجربة جديدة يا ماما ..


اقتربت سماح منها وتناولت كفها بين يديها كتحفيذ قائلة _ وصال ... وافقى يا عمرى ... متضيعيش عمرك فى الخوف والقلق زيي ... وافقى وعيشي حياتك ... صحيح انا خوفى انك تبعدى وتسافرى معاه ... بس المهم عندى انى اشوف الضحكة تانى مالية وشك زى الاول ... انا هدفى يا وصال انى اوصلك لبر الامان انتى واختك ..


نظرت لها وصال بحب ثم اقتربت منها محتضنة اياها مردفة بامتنان _ شكرا يا ماما ... شكرا بجد على دعمك وعلى كل حاجة ..


بادلتها سماح العناق بعاطفة قائلة وهى تبتعد _ شكر ايه يا عبيطة دانا امك ... يالا قومى اتصلى عليه بلغيه بقرارك ...وانا هعد العب مع مروان لحد ما تخلصى ..


هزت رأسها برفض قائلة _ لا يا ماما بلاش اتصل هيقول عنى ايه .


ضربتها على كف يدها ضربة خفيفة قائلة _ حرام عليكي يا بنت بطنى ده من وقت ما قالك وهو مبطلش اتصال وكل شوية ناطط لنا هنا بحجة مروان ... قومى يالا ..


تنهدت وهو تومأ بقتناع ووقفت متجهة للداخل لكى تهاتفه .


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》 


عند يمان الذى يجلس بغرفته مشغلا احدى الاغانى اللبنانية الحزينة وهو فى حالة يثرى لها من الألم 

يستمع الى كلماتها ويعيدها بألم قائلا ( راحوا فين حبايب الدار ...فين فين فين فين قووولى يا دار )  .


قاطع غناؤه رنين هاتفه الذى تناوله دون ان يرى اسم المتصل وفتحه قائلا بصوت حزين _ الووو .


تكلمت وصال بتردد قائلة _ ايوة ازيك يا يمان .. انا وصال .


وقف كالملسوع واوقف مشغل الاغانى فورا قائلا وعينه تخرج قلوب وقد تبدلت حالته تماما _ اهلين وصال كيف حالك .. كيفو مروان ؟ 


تحمحمت مردفة _ احم ... احنا بخير ... كنت عيزاك .


رقص قلبه فرحاً حينما قال _ بدك ايانى ... طبعا ايه تحت امرك اتفضلي ..


سكتت قليلا بحرج فلا تعلم من اين تبدأ ... فاردف هو يحسها على التحدث _ قولى شو ما بدك يا وصال وانا سامعك ..


تنهدت ثم اردفت اخيراً _ يمان انا موافقة على طلبك .


اغلقت الخط سريعا دون ان تنتظر رده ... اما هو ظل متجمداً مكانه تارة ينظر للهاتف وتارة يضعه على اذنه لا يصدق ما سمعه .. 


اردف قائلا _ شو قالت هي .... طلب شو يلي انا طلبته مو هى اللى كانت بدها ايانى ..


ثم سكت واتسعت عينه وفرغ فاهه عندما فهم مقصدها قائلا بصراخ _ شوووووو ... لك وافقت علي يا الله .


ظل يدور فى الغرفة وهو يردف _ وافقت علي ... وصال وافقت علي .


ثم قام بتشغيل اغنية لبنانية حماسية وهو يغنى ويرقص معها قائلا ( يا ويلي من حبا ... سكر على مربى ... احساسى وانا جنبا مش مقبوول ... هالبنت القوية شو غيرت فيا ... لهفتها وخوفا عليا مش معقووول )


ثم صاح بصوت عالى مردفاً وهو يشير بطريقة مسرحية الى قلبه  (انتى خلقتى لقلبي لي مطرحك جواته  ....كلمة منك بيعيش وكلمة بتنهى حيااااته ) .


ظل يلتف حول نفسه ويدندن ولكن تجمد فجأة وفرغ فاهه عندما وجد عمته مديحة تقف عند الباب التى تمسكت بمقبضه وتنظر له بصدمة غير مستوعبة ما رأته بعد ... تركت مقبض الباب ووقفت تتسائل بدهشة _ ايه اللى انت بتعمله ده يا يمان ..


اعتدل فى وقفته سريعا متخداً وضع الجدية تماماً على عكس ما كان يحدث منذ قليل مردفاً _ اهلين عمتى ... اتفضلي .


دخلت مديحة تجلس على مقعد مجاور متسائلة بتعجب _ مانا هتفضل ومش همشى من هنا غير لما افهم في ايه ... وايه اللى بيحصلك بقالك كام يوم مش على بعضك .


اغلق يمان مشغل الاغانى واتجه يجلس امامها قائلا بجدية مصطنعة _ عمتى انا طلبت يد وصال للزواج .


التمعت عين مديحة بفرحة فهاذا ما كانت تتمناه قائلة _ بجد يا يمان ... يا زين ما اتخرت ... بس هى قالت ايه ..


ابتسم لها قائلا بثقة وهو يعدل من ملابسه فى مشهد كوميدي _ اكيد وافقت طبعا .. لك مين بيقدر يرفض هالقمر ..


ضحكت مديحة عليه قائلة بفرحة _ ههههه بس دى حقيقة يا يمان ... انت مش ابن اخويا انت عندى زى طارق بالضبط ... وانا فعلا كنت بتمنى ان انت ووصال ترتبطوا ببعض ... الف مبروك يا حبيبي ... وانا هتصل على طارق اقوله ... لازم يصلح الخطأ اللى بينه وبين وصال فى اقرب وقت ... مبقاش ينفع اي عداوة ما بينهم ... خصوصا علشان خاطر زهرة ..


اومأ مؤيدا ولكنه قال بمرح _ ايه طبعا معك حق ... بس وينه الاستاذ طارق ... الله يوعدنا يارب واضح انه غرقان بالعسل ..


ابتسمت مديحة قائلة بفرحة _ الحمد لله ... انا فرحانة انهم اتراضوا ومش راضية اتصل وازعجهم ... بس بردو عايزة اطمن عليهم ... 


فكرت قليلا ثم اردفت _ ممكن تكون وصال تعرف حاجة عن زهرة ... اكلمها اسألها ؟ 


وقف يمان مسرعا قائلا وهو يتناول هاتفه ويخرج الى شرفة غرفته مردفاً _ انا بكلمها عمتى وبسألها لا تقلقي ..


ضحكت مديحة عليه وهى تحرك رأسها يمينا ويسارا بقلة حيلة ثم وقفت تغادر كي تعطى له مساحة الخصوصية ..


اما هو فهاتفها والتى بالفعل اجابت بعد قليل قائلة برقة وخجل _ الو .


تنهد عندما استمع لصوتها قائلا بحب _ ايه حبيبتى كيفك ..


احمرت وجنتاها خجلا ولم تجيبه فاستكمل هو قائلا _ كان بدى اطمن عليكي وعلى مروان كيفو .


اومأت وكأنه يراها مردفة _ كويسين يا يمان ... ما انا قلتلك قبل شوية اننا بخير ..


اعتدل فى وقفته بعدما كان مستنداً على حافة الجدار قائلا _ ايه بعرف بس بدى اسألك هو انتى فعلا موافقة ... يعنى بدك تكونى مرتى ..


خجلت بشدة ... فسكتت تتمنى ان يغلق هو فقال منعاً لاحراجها التى شعر به _ انا عن جد سعيييد جداااا بهالخبر ... ما بتعرفي انت شو عملتى فيني ... انا حكيت مع عمتى وهالأ ح اتلكم مع والدى وبنيجي لعندكم باكر لحتى اطلبك ..


اومأت مردفة باختصار _ تمام .


قال هو _ تمام يا حبيبتى مع السلامة ..


اغلق معها ووقف يتنهد بسعادة ولكن فجأة تذكر امر ما قائلا _ يا الله نسيت اسألها عن زهرة .


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》


عند احمد الذى ذهب لمقر عمله كي يتأكد بنفسه من حال خليل وابنته الذى تركهما متعمداً ذلك حتى يظهروا اسوء ما عندهم وحتى يستعيد طارق صحته لانه يريد رؤيتهم كما طلب منه ووافق احمد على طلبه ..


دخل يتلقى التحية من الواقفين فى اماكن خدمتهم ... كان يومأ لهم بثقة فهو شخصاً اخراً فى عمله .


دلف مكتبه وجلس خلف المقعد الخاص به ودخل وراؤه احد العساكر الذى القى التحية فاردف احمد قائلا _ ايه الاخبار ؟ 


قال الاخر _ تمام يا فندم ... زي ما حضرتك امرت ... وهما دلوقتى موجدين تحت فى الحجز هو مع الرجالة والبنت بنته مع النسوان .


اومأ احمد بهدوء يقول بغموض ونظرة سوداء ترعب من يراها _ مش عايزهم يرتاحوا يا محسن ... عايزهم يتعذبوا زى ما عملوا فى حياة واحدة ملهاش اي ذنب ..


اومأ محسن بطاعة قائلا _ اطمن يا فندم ... زى ما حضرتك أمرت .


رن هاتف احمد فتطلع اليه .. ثم نظر للواقف وهو يشير له برأسه بمعنى ان يخرج وبالفعل خرج محسن بعد القاء التحية ..


اجاب احمد بصوت هادئ عكس ما كان عليه قائلا _ اهلا يا انسة تقوى ... ياترى ايه السبب اللى خلانا نخطر على بالك فجأة ... لو بسبب الموضوع اياه فتأكدى انى مش ساكت بس حاليا مشغول فى موضوع مهم بالنسبالي 


خجلت تقوى واردفت بتقطع _ احم ... ابدا يا احمد بيه ... انا بس كنت حابة اسأل حضرتك على زهرة لانى بحاول معاها تليفونها مقفول ومش عارفة اوصلها .


تنهد احمد مردفاً بهدوء _ زهرة فى المستشفى يا انسة تقوى ... للاسف خليل وبنته طعنوها فى بطنها واجهضت طفلها ... بس حاليا هى كويسة متقلقيش ..


بكت تقوى على الفور قائلة بصوت مختنق _ اييه ... اجهضت ... ازاي يا حبيبتى ... منهم لله خليل وبنته طول عمرهم بيكرهوها .. ربنا ينتقم منهم .... 


مسحت دموعها قائلة وهى تقف _ عنوان المستشفى ايه يا استاذ احمد لو سمحت  ..


املاها احمد العنوان واغلقت معه ثم قامت بمهاتفه وصال على الفور التى انصدمت هى الاخرى بمجرد علمها قائلة _ يا حبيبتى يا زهرة كل ده حصلك من الكلاب دول ... انا هلبس يا تقوى واستناكى تعدى عليا علشان نروحلها فورا ..


اغلقت الخط معها وهاتفت يمان تعاتبه وتوبخه ظناً منها انه يعلم بالامر ..


فتح الخط سريعا يجيب بفرحة _ ايه وصالي .


اندفعت فيه بغضب قائلة _ انتى ازاي متقوليش على زهرة ... كنت مستنى ايه ... وكمان قال ايه هجيب والدى وعمتى واجى بكرة اطلب ايدك ... انت ايه يا أخي مافيش دم خالص ..


توتر يمان الذى لم يفهم شئ قائلا _ طب شو صار وشو بها زهرة انا ما عم افهم شئ ... اللى بعرفه ان طارق وصل امس وهي معه هلا .


توترت عندما علمت بمجئ طارق قائلة بتسائل _ يعنى انت متعرفش ان جوز امها وبنته ضربوها فى بطنها وخسرت البيبي ..


اردف يمان بصدمة _ شوووو .


》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》


فى خلال ساعة واحدة كان الجميع فى غرفة وصال ... 


مديحة التى تبكى وهى متمسكة بكفها تلثمه بحنان قائلة _ كدة يا زهرة .. امتى ده حصل وازاى ...وطارق كان فين .. ازاي محدش يقولى .


ابتسمت زهرة باطمئنان قائلة _ متقلقيش يا ماما مديحة انا بقيت احسن الحمد لله ... طارق كان هنا من شوية ومشى واللى حصل ده حصل قبل ما ييجي .


اما تقوى ووصال فكانتا على الجهة الاخرى منها يردفان بحب وامل _ ان شاء الله هتقومى بالسلامة وهتعوضى البيبي يا حبيبتى وخليل وبنته دول هيشوفوا ايام سودا ..


ايد يمان رأيهم قائلا وهو يتطلع الى وصال _ ايه ونحن هنشوف ايام هنا ان شالله .


توترت هى من نظرات الجميع المتسائلة حولها والتى جعلت زهرة تتسائل بفضول _ هو فيه ايه بالضبط ؟ 


قال يمان مبتسماً _ كل خير يا زهرة ما تحملى هم ... انتى بس قومى بالسلامة ... ان شالله معافايا .


اومأت له مبتسمة ثم التفتت لمديحة قائلة بصوت هادئ تسمعه هى فقط _ماما مديحة ... طارق شكله تعبان جدااا ... اتبرعلى بكيسين دم ومكنش قادر يقف على رجله ... لو سمحتى اتصلى عليه خليه يروح يرتاح واعمليه الاكل اللى بيحبه .


اومأت لها مديحة وهى تربت على يدها مطمأنتها _ متقلقيش يا حبيبتى حاضر ... هكلمه بس هو راح فين ..


لوت زهرة فمها بقلة معرفة ثم عادت للحديث وسطهم بمرح فهما استطاعا اخراجها من حال الحزن التى كانت تتملكها حينما علمت بفقدان جنينها ..


《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》


مر اسبوع على ابطالنا ... 

استطاع احمد جمع كل المعلومات عن محمود والذى وجد فيهم اشياء تدينه وتسجنه طوال عمره وها هو ينتظر اللحظة المناسبة للنيل منه كما انه اخبر تقوى بهذه الاخبار حتى يطمئنها ..


يمان الذى بدأ حبه فكان يهاتف وصال فى اليوم تسعة وتسعون مرة ويصطحبها معه هي ومروان يومياً فى نزهة ... لم يبخل عليها ابداا فى مشاعره فقد اغرقها بحبه وجعلها تحبه ايضا وتظهر ابتسامتها التى يعشقها ..ولكنهما اجلا موعد ارتباطهما الى ان تسترد زهرة صحتها ..


مديحة التى حاولت مع طارق مرارا وتكرارا ولكنه اقنعها انه يقطن فى مكتبه وعليه ان يكون قريب من زهرة لان مكتبه يقع بالقرب من المشفى واقنعها بذلك حقاً ووعدها ان يهتم بصحته ويأكل وبالطبع هى لا تعلم بأمر كليته ..


زهرة التى استعادت كامل صحتها واليوم موعد خروجها وها هى داليدا تهيأها بعدما ساعدتها فى اخذ شاور انعشها وبدلت ثيابها باخرى مرتبة ثم لفت لها حجابها بطريقة بسيطة ولكنها جعلتها جميلة رقيقة وناعمة ..


طارق الذى بدأ يتعافى رويداً  فكان يوميا يذهب لزهرته ويحاول التماسك امامها ... يجلس معها وقتًا طويلاً يطعمها تارة وتارة يقبلها بحب ويعاملها كالطفل المدلل...ولم يخلو الوضع من افعاله التى تعشقها  .


كانت هى تستقبل افعاله بصدر رحب ... فقد تناست تماما امر الطلاق هذا .. من تخدع هى تعلم ان حياتها من دونه مستحيلة ...


دخل عليها طارق ينظر لها بحب ...مبهور بها لقد كانت جميلة حقااا ... اتجه اليها بعدما القى التحية على السيدة داليدا ... 


امسك بكفيه وجهها ودنى من رأسها يقبله بحب قائلا بابتسامة _ يالا .


اومات له ووقفت معه ثم شبك يدها فى يده وغادرا المشفى برفة احمد الذى كان ينتظرهم بسيارته ..


اوصلها الى مديحة التى استقبلتها بترحاب وحب وادخلها الى غرفتها بعدها اراحها على الفراش ...


قبل وجنتها بحب قائلا _ عندى مشوار صغير مع احمد هخلصه وارجعلك .


التفت ليغادر فاسرعت بالتمسك بيده قائلة بخوف كأنها تعلم اين هو ذاهب _ بلاش انت يا طارق ... سيب احمد يتصرف ..


ربت على يدها يرفعها الى فمه يلثمها بحب قائلا _ متخافش يا حبيبي ... كلها ساعة وراجعلك ... وبعدين حق مراتى لازم اجيبه بنفسى .


تركها وغادر وبالفعل بعد قليل كان هو مع احمد فى سيارته متجهين الى مقر عمل الثانى ليعاقب هؤلاء الذين سيتمنون لو لم يولدوا يوما ولم يروا الحياة ..



                 الفصل الرابع والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>