رواية جحيم الفارس الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم ايمان محمود مدونة كرنفال الروايات


 #جحيم_الفارس🔥🖤

#البارت_14 و 15

بقلم ايمان محمود


......

زفر "محسن" بإرهاق وههو يستفيض بحديثه عن غيابه عن 




صديقه ، تنهد بتعب ظهر جليا علي ملامحه قبل أن يهتف بعد فترة من الصمت:

-الا قولي ايه اخبارك مع زينة؟

تنهد "فارس" بتثاقل قبل أن يهتف بنبرة شجيّة:

-اهي.. الدنيا ماشية






انتبه "محسن" لحديث رفيقه ليهتف باهتمام:

-مالك يا صحبي؟ حاسس انك مش مبسوط




أرجع "فارس" رأسه للخلف قبل أن يهتف بصوت خافت:

-والله ما عارف اعمل ايه يا محسن ، أنا اتجوزتها عشان أمي بس مش عارف حياتنا دي صح ولا غلط؟

-وهي حياتكو عاملة ازاي؟

التقط "فارس" أنفاسه قبل أن يقص علي رفيقه ملخّص علاقته بـ"زينة" والتي لا تتعدي السلام أمام والديه وبعض الكلمات المقتضبة اذا اختلي بها ، لم يُعر "فارس" ذهول صديقه اهتماما بل أغمض عينيه وأسرع بإخباره بما يجيش به صدره و(يُنغّص) عليه حياته ، انتهي من سرد كل ما يشغل باله ليلتفت الي صديقه هاتفا بنرة راجية:

-اعمل ايه؟ انا تعبت وعارف اني غلطت لما أهنتها وقللت منها بس مش عارف اعمل ايه

-تتأسفلها ، تصالحها ، ياخي هاتلها وردة وهتلاقيها حبتك والله 

لوي "فارس" شفتيه بامتعاض ليتحدث بسخرية:

-انت بتتكلم ويكأني متجوز بسكوتاية يابني دي زييينة دي بقولي عند امك!

هز "محسن" رأسه بعدم استيعاب ليتسائل بعدم تصديق:

-عند امك؟ في بنوتة تقول كدا؟

-مش بقولك!.. أنا حاسس اني لو خبطتها بالبوكس هتردهولي يا محسن

قلب "محسن" عينيه بسخرية قبل أن يُردف بجدية:

-المهم بس.. انت اتكلمت معاها وحاولت تصلح أوضاعكو دي ولا سايبها كدا زي ما تيجي؟

-لا اتكلمت معاها ، اتكلمت معاها قبل ما أجيلك وقلتلها اني عايز ادي لجوازنا فرصة واني عايز أبدأ معاها من جديد وقلتلها تفكر في كلامي

-وقالتلك ايه؟

هتف "محسن" بترقب ليتنهد "فارس" بتعب بينما يمسح علي وجهه بكفيه:

-مردتش ، فسيبتها ونزلتلك بس حقيقي عايز اصلح علاقتنا لاني حاسس اني تايه ومش عارف اعمل ايه معاها

هز "محسن" رأسه بصمت قبل أن يصمت لثواني حاول فيهن تجميع ما يريد قوله قبل أن يهتف به دفعة واحدة بهدوء:

-بص ي صاحبى هقولك على نصيحه ، ربنا سبحانه وتعالى أمرنا بأن تكون العلاقة الزوجية قائمة على المودة والعطف والرحمة بين كِلا الزوجين؛ ليسكن كل منهما للآخر، ولتقوى أواصر المحبة والرحمة والعطف بينهما، وليتعاون الزوجان في الحياة الزوجية فيما يُرضي الله تعالى ورسوله ، يقول الله سبحانه وتعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ   أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" ، وانت واحد مؤمن وعارف الصح من الغلط فأنا هكتفي باني أقولك ان تفكيرك صح يا فارس ، عاملها بالحسني وسيبها علي ربنا ، انت بتقول انها كدا كدا مش بتقصر في حاجة في شغل البيت وشايفة





 واجباتها علي أكمل وجه فمينفعش تيجي انت وتتجاهل كل دا بطريقتك دي ، ياخي دي الكلمة الطيبة صدقة ، اجبر بخاطرها وحسسها انك شايف اللي هي بتعمله وان شغلها دا له قيمة ، خليها تحس بقيمتها كدا

-بسم الله مااا شاااء الله ، عاقل من يومك وربنا ، لا دنا هدورلك علي عروسة بقي

-يابني دا اقل ماا عندي

قهقه "فارس" علي تعليق "محسن" الساخر قبل أن يجيب بسخرية مرحة:

-علي يدي

صمت الرفيقان لدقائق قطعهم "فارس" بفضول حذر:

-مش هترجعلها؟

ابتسم "محسن" بألم ظهر جليّا علي ملامحه قبل أن يتنهد بقوة هاتفا بيأس:

-مش عارف يا فارس ، اللي شوفته كان صعب وهي محاولتش تبرر لا دي وقفت وقالتلي ايوا حصل فانا حقيقي مش عارف

-خليك ورا قلبك ، طول عمرك ماشي بعقلك الا معاها فكمل للآخر بقي

-خايف أندم المرادي

ربت "فارس" علي كتفه بتشجيع ليُردف بنبرة حانية:

-فين ايمانك وثقتك بربنا؟ خليك واثق في عدل ربنا وحكمته يا محسن ، صلي استخارة وشوف هترتاح لايه واللي هترتاحله اعمله 

-حاضر يا صحبي







ابتسم "فارس" وكاد يتحدث اليه بشئ آخر مغيّرا تلك الأجواء الكئيبة التي سيطرت علي جلستهما لكن قاطعه رنين هاتفه الذي صدح في الأرجاء ، أخرج هاتفه ليجيبه تحت أنظار "محسن" المتسائلة وما ان سمع بعض الكلمات القادمة من الجهة الأخري حتي انتفض "فارس" مندفعاً للخارج ليتوجه نحو المنزل علّه يُنقذ زوجته..

~اند فلاش بااك~

تنهد "فارس" بإرهاق وهو يعود للواقع بعد سيل الذكريات الذي طار به لعالم آخر للحظات ، نظر الي جانبه ليبتسم بخفة وهو يري زينة قد أرجعت رأسها للخلف لتغمض عينيها بإنهاك ظهر علي ملامحها ، اقترب منها بحذر ليُعدل من وضعية نومها وما ان انتهي حتي استقام ليتوجه الي الأريكة ليتخذها مقراً له لليلة..

~_~ ~_~ ~_~ ~_~

-ياااارب 

همست "سلمي" بألم وهي تستمع لصراخ والدتها الحانق القادم من الخارج ، اعتصرت جفنيها بكسرة وهي تشعر بشئ يقبض علي صدرها ليجعلها عاجزة عن التنفس ، هبطت دموعها وهي تتحسس بعض الكدمات التي غطت ذراعيها والتي خفّت آثارها قليلا عن الليلتان الماضيتان لكن ألمهما لم يذهب بعد ، كانت خائفة.. مرتعبة.. لا تعلم ما هي مقدمة عليه لكنه لا يُطمئنها ، ودت لو خرجت لوالدتها لتخبرها بأنها لا تشعر بالراحة تجاه "سعيد" ولا ترغب بإتمام زواجها منه لكنها خشيت من أن تنهال عليها بالضرب من جديد..

رفعت رأسها للأعلي تناجي ربّها سراً علّه يُنجيها من تلك المعضلة لتنتفض الي الخلف بذعر عندما دفعت "بثينة" الباب بقوة لينفرج للداخل ، راقبت نظرات والدتها بحسرة وكادت تتحدث لولا أن قاطعتها والدتها سريعاً لتهتف بصوت صارم:

-قومي وضبي هدومك ولا اعمليلك اي حاجة بدل مانتي قاعدة ممنكيش فايدة كدا ، قووومي

صرخت في نهاية جملتها لتنهض "سلمي" سريعاً محاولة تفادي نوبة غضبها التي ستندلع بعد لحظات اذا لم تُنفذ ما تقوله..

~_~ ~_~ ~_~ ~_~ 

تقافزت "نرمين" بسعادة وهي تستمع لذلك الخبر الذي تُلقيه والدتها علي مسامعها لتهتف بعد ثواني بحماس:

-انتي متأكدة انها هتتجوز خلاص يا ماما؟

-هو انا يعني هجيب كلام من عندي؟ دا البلد كلها عرفت 

صفقت "نرمين" بحماس قبل أن تتحدث بنبرة سيئة:

-كويس اوي.. وكدا خلصنا من الست سلمي

جذبتها "انتصار" لجانبها لتهتف بنبرة خافتة كي لا تصل لوالدها الذي جلس في الشرفة يدخن بعض (الشيـشة):

-عايزاكي تبقي واعية كدا هاا ، انا كدا كدا اتفقت مع بثينة اني هروح اقعد معاها كام يوم عشان ارتاح من ابوكي شوية فطول منا هناك عايزاكي كل شوية تطبي علينا ومش هقولك بقي علي اللي هتعمليه

-انتي هتروحي امتي؟






-بعد كتب كتاب سلمي ، عشان نكون ضمنا اننا خلصنا منها

التمعت عيني "نرمين" بخبث وهي تستمع لكلمات والدتها وقد بدأ عقلها ينسج لها خيوط خطتها القادمة والتي ستستخدمها للإيقاع بابن خالتها وحبيب طفولتها.. "فارس"!..

~_~ ~_~ ~_~ ~_~ 

تأوهت "زينة" بألم وهي تحاول تعديل وضعية جلوسها الغير مريحة تلك لتضع يدها خلف ظهرها مدلكة اياه برفق ، امتدت يدها الاخري لكاحلها الأيمن لتدلكه وقد تمكن منها الألم لتزداد وتيرة أنفاسها بصورة كبيرة ، نظرت حولها لكنها لم تجد "فارس" في الغرفة كما لم تجد صينية الحساء التي نامت وتركتها علي الكومود بجانبها بعدما رفضت تناولها ، حاولت التحرك لطلب مساعدة "دvيّة" لجلب الدواء لها لكن اشتد عليها الألم قليلا فارتمت للخلف بيأس..

بعد لحظات ، دلف "فارس" الي الغرفة وهو يبحث بعينيه عن هاتفه الذي تركه في الغرفة ليتفاجأ من وضع "زينة" الفوضوي ، توجه اليها ليهتف بحاجبان معقودان:

-انتي ازاي نايمة كدا؟ ضهرك مش واجعك؟

التقطت عدة أنفاس سريعة تحدثت من بعدهم بسخرية:

-ياخويا انا متدغدغة ، ما تجيبلي مسكن يا فارس الله لا يسيئك حاسة اني مش عارفة اتنفس كويس

-لو بس لسانك الطويل دا يتلم شوية

تمتم بهمس وهو يلتفت اليها ليُعدّل من وضعيتها تلك بسرعة ، شهقت بقوة حالما جلست لتصرخ وهي تشير حولها بعشوائية:

-كان لازم يعني أقع في سنتكو السودة دي ، أهو الواحد مبقاش عارف يتحرك من مكانه

-"وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ"

همس "فارس" بهدوء لتومئ "زينة" بابتسامة قبل أن تهتف بعد ثواني وكأنها لاحظت شئ ما:

-الا هو انا متجبستش ليه؟






-يا بنتي دول شوية تمزق في الأربطة مع شوية كدمات ، هتتجبسي ليه؟

هزت رأسها بصمت قبل أن تتحدث من جديد:

-طب مش بعلق محاليل ليه؟

-احجزك في المستشفي يا زينة عشان ترتاحي؟

انكمشت ملامحها برفض لتقول سريعاً:

-لا يا عم كنت بهزر انت كل حاجة واخدها صدرك كدا؟

اتسعت عيناه بذهول ليهتف بصدمة وهو يشير لصدره:

-انا باخد الحاجات علي صدري!؟ انا؟!






توترت وقد شعرت بأنه علي وشك تلقينها درساً قاسياً ، انكمشت ملامحها من جديد لكن تلك المرة مثّلت هي أنها علي وشك البكاء لتهتف بنبرة منهارة:

-انت قاعد تتكلم وضهري بيوجعني يا قاسي يا عديم الرحمة ، فين قلبك يا متوحش ، يا عديم الانسانية

-انا متوحش؟

توقفت عن النواح لتنظر له لثواني قبل أن تصرخ بوجهه:

-يعني انت سايب كل حاجة وماسك في متوحش؟

اقترب منها بشدة ليهتف بنبرة لعوبة:

-تؤ تؤ ، واخد بالي من كله علي فكرة 

ارتبكت من قربه المهلك للأعصاب لترفع يديها تلقائيا لصدره محاولة الاحتفاظ بتلك المسافة البسيطة بينهما ، راقب "فارس" ملامحها بابتسامة ليرفع يده مملسا علي شعرها برفق ، كانت قد عقدته بإحدي (رباطات الشعر) لتحافظ عليه مرتباً فأعطاها مظهرا لطيفاً بعض الشئ ، نظر لعبائتها التي تتخلي عنها حتي الآن ليهمس بهدوء:

-مش حرانة؟

توترت وبلا وعي همست:

-حرانة

-طب ما تقلعي

شهقت وتوسعت عيناها لتدفعه بعيدا هاتفة بحدة:

-انت قليل الأدب علي فكرة

قهقه عالياً مجيبا إياها بنبرة عابثة:

-أنا برضه اللي قليل الأدب ولا انتي اللي تفكيرك قذر!

-علي فكرة تفكيري مش قذر

نظر لها بسخرية ليهتف بتهكم:

-منا واخد بالي.. يا بريئة

أشاحت أنظارها بعيداً وقد اشتعلت وجنتاها بحمرة قاتمة استطاع رؤيتها رغماً عن سُمرتها اللطيفة ، تحسس وجنتيها بلطف في حين نظرت هي له بارتياب ليهتف بمزاح:

-ياااه دنتي طلعتي بتتكسفي اهو

اشتعل وجهها لتتحمحم بقوة ، أمسكت بكفه لتُبعده عنها ومن ثم همست بصوت مبحوح:

-ممكن المسكن عشان رجلي وجعاني وعايزة انام

ابتعد عنها ليتوجه الي الكومود في الجانب الآخر ليُخرج من أحد أدراجه بعض الحبوب








 الطبية ، تناول كأساً من الماء وتوجه لها ليُعطيها بعض الحبوب التي ستساعد علي تسكين آلامها قليلاً ، انتهي وظل بجانبها يناظرها بصمت فتحمحمت بخفوت:

-انت هتفضل قاعد هنا؟

انتبه لها ليُردف سريعا:

-عايزاني أمشي؟

-اللي انت عايزه اعمله

همست بخفوت لتتمدد بنعاس ، أغمضت عينيها سريعاً متهربة من تحديقه بها في حين




 استقام هو بعد فترة قصيرة ليُطفئ الأضواء ويأخذ هاتفه الذي صعد لأجله ويتوجه للأسفل من جديد..

~_~ ~_~ ~_~ ~_~

مر أسبوع تحسنت خلاله حالة "زينة" قليلاً فباتت قادرة علي التحرك لكن ليس بصورة





 جيدة بسبب قدمها التي لا زالت تؤلمها قليلاً ، كما تحسنت خلاله علاقتها بـ"فارس" قليلاً فباتت قادرة علي مبادلته بعض




 الأحاديث القصيرة لكنها اعتبرتها خطوة كبيرة في علاقتهما كما اعتبرها هو الآخر كذلك..

لم تُغيّر "بثينة" من طريقتها مع ابنتها وقد وجدت بأن هذا هو العقاب المُناسب




 لخطئها الـ(فـادح) الذي ارتكبته والذي بسببه ألحقت بهم (العـار) -علي حد قولها- ، في حين كانت "سلمي" تحاول تجنبها قدر المستطاع




 وقد شعرت بأن هذا الزواج ما هو إلا حكم بالإعدام بالنسبة لها.. لكن ما باليد حيلة!..

انعزل "خالد" عن الجميع وقد بدا له بأنه أهدر مشاعره واستهلكها علي تلك الـ(حقيرة) التي تركته وذهبت لتتزوج من غيره ، لم يكن علي علم بما





 عانته ولا بتلك الأحاديث التي يتداولها الجميع فاكتفي بالابتعاد لاعنا قلبه الذي تعلق بتلك الـ(شريـرة) التي شقّت قلبه بلا رحمة..

لم يكن هناك من هو أسعد من "انتصار" و"نرمين" بهذا الزفاف وقد وجدا بأن الشعلة التي



 أشعلاها قد أحرقت "سلمي" بطريقة أفضل مما تخيلاها فأفسحت لهما المجال كي يفعلا ما يصبوان اليه..

~_~ ~_~ ~_~ ~_~

انتهت "زينة" من تحضير نفسها لتنظر لانعكاسها في المراة بنظرة راضية ، كانت قد اكتفت بفستان بسيط من اللون الأسود الذي زينته بعض الورود



 الملونة مع حجاب من اللون الـ(كشمير) والذي أبرز لون بشرتها بنعومة ، تنهدت بتعب وهي تخطو ببطء نحو السرير




 لتجلس عليه محاولة ارتداء حذائها بحذر كي لا تُسبب لقدمها الأذي ، انتهت بعد دقائق وما ان استقامت حتي تفاجأت بـ...








#جحيم_الفارس🔥🖤

#البارت_15

......

انتهت "زينة" بعد دقائق من التزين وما ان استقامت حتي تفاجأت بـ"فارس" يقتحم الغرفة بينما يتمتم بصوت مسموع:


-قال عايزاني اروح أزفّها قال.. بقي أنااا الدكتووور فاااارس أروح أخمّس وأزف العروسة زي العيال!.. دي تحمد ربنا اني هحضر الفرح أصلاً


فهمت ما يُشير اليه لتتقدم منه هاتفه بهدوء:


-هنمشي دلوقتي ولا ايه؟


نظر لها بغيظ ليصرخ بحنق:


-نمشي فين يا زينة انتي مش شايفاني متعصب يعني؟


-طب ما تهدي


قالتها ببساطة ليتحدث بتهكم وهو يشير بكلتا يديه في جميع الأنحاء بعشوائية:


-اهدي! ، طب اصبري اضغط علي الزرار عشان اهدي؟ انتي بتستفزيني يا زينة؟


-يا فارس الموضوع بسيط بجد ، انت كدا كدا مش هتسمع كلامها ومش هتزفّها فليه تعصب نفسك بالطريقة دي؟ 


هدأت ثورته للحظات لتهتف سريعاً:


-مش هتلبس الكرافت؟


-لأ بتخنقني


همهمت بتفهم لتُلقي نظرة أخيري علي هيئتها النهائية قبل أن تهتف بابتسامة متوترة:


-مش يالا بينا؟


ألقي هو نظرة شاملة عليها قبل أن يقترب منها ليهتف بتساؤل:


-في حاجة بتوجعك؟ لو تعبانة مش لازم نروح


ابتسمت بهدوء لتهتف ببطء وهي تضغط علي حروفها بتأكيد:


-أنا كويسة يا فارس ، وعلي فكرة سعيد مش هـ...


قاطعها مقترباً منها ليهمس بحزم:


-انا لو كنت شاكك فيكي صدقيني.. مكنتيش هتبقي علي ذمتي اصلا


ابتلعت لعابها بتوتر وقد أخافتها نبرته قليلاً ، تجاوزته لتفتح الباب بينما تتحدث بتلعثم:


-طب يالا بينا عشان منتأخرش


همهم بموافقة ليتبعها حالما توجهت للخارج وعقله يكاد ينفجر من تلك الأفكار الغريبة التي ملأته ، يعلم أنها لا يمكن ان تفكر بذلك الـ"سعيد" لكن شئ ما بداخله يجعل بعض الظنون تراوده.. فقط اللعنة علي هذا!..


لم يكن ليترك لخياله العنان لنسج المزيد من هذا الأفكار (المخبولة) فصفع الباب من خلفه مُنهيا بذلك سيل أفكاره المنجرف..


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


تأوهت "سلمي" عندما دغزتها والداها بمرفقها بتجذب انتباهها ، وجهت "سلمي" أنظارها لوالدتها التي تزينت وكأنها العروس وقد أرادت تلقين تلك الألسن التي تحثت عنهم بالسوء درسا لن ينسوه ، تنهدت بألم وعقلها لا يكاد يستوعب كيف كان لوالدتها ان تفكر بنفي تلك الشائعات عنها علي حساب حياتها!..


آفاقت علي دغزة أخري آلمتها بحق فانتبهت لحديث أمها من جديد:


-عايزاكي عاقلة وهادية ، الكلمة اللي يقولك عليها تسمعيها ، واياااكي يا سلمي تضايقيه ، اقسم بالله لو اشتكالي منك بكون قتلاكي يا بت أبوكي


هزت رأسها بصمت وبداخلها تتمني لو ينتهي هذا الكابوس المريع..


مرت فترة سمعت من بعدها طرقا خافتا صاحبه بعض الزغاريد العالية فرجحت بأنه.. (عريـسها)!..


دلف "سعيد" الي الغرفة بعدما سمحت له "بثينة" بذلك ليبتسم بخفة وهو يري "سلمي" تقف وقد أولت ظهرها للباب ، اقترب منها بتربص وعلي حين غرة لف ذراعيه حولها ليجذبها الي صدره متجاهلا صدمتها بما فعله ، قرب وجهه من أذنها ليهمس بنبرة أرعبت أوصالها:


-مبروك يا.. يا عروسة 


تلوت بجسدها بين يديه محاولة الابتعاد عن حصاره المقيت فتركها بعد ثواني وقد بدا مستمتعا لرؤيتها بهذه الحالة ، التفتت له لتصرخ بصدمة:


-انت اتجنيت؟ انت ازاي تمسكني بالطريقة دي!


سمعت بعض الطرقات القادمة من الخارج والتي أدخلت من بعدهم والدتها رأسها عبر الباب لتهتف بتحذير:


-وطي صوتك يا بت الناس برا


أغلقت الباب خلفها سريعا ليبتسم "سعيد" هاتفا بخبث:


-دحنا ليلتنا فل ، مبروك تاني.. يا عروستي


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


لف "فارس" ذراعه حول "زينة" ليساعدها علي الهبوط من سيارة الأجرة التي أوصلتهم ، عدلت "زينة" فستانها فور هبوطها في حين انشغل "فارس" لثواني بمحاسبة سائق السيارة ، انتهي ليلتفت لها جاذبا ذراعها اليه ليلفه حول خاصته ، قربها اليه ليهمس بينما يخطو بها نحو تلك (القاعة) التي سيُقام بها الزفاف:


-خليكي جنبي وملكيش دعوة بحد


لم تكن هي الأخري علي دراية تامة بأن بعض الشائعات طالتها لتخرج في نظر البعض كـ(خطافة الرجالة) التي سرقت "فارس" من ابنة عمته ، فأومات بطاعة وقد رأت أن معارضته خارج المنزل ليس بالأمر الجيد ، ثواني وهمست من جديد:


-هي خالة درية وصلت؟


-ايوا جت من بدري عشان تطون معاهم


هزت راسها لتصمت ، دلفا الي القاعة لتشد "زينة" علي ساعده قليلا حالما شعرت بتوجه الأنظار اليها ، لم تتوصل لسبب بعض النظرات الحانقة عليها فلم تشغل بالها في التفكير ، جذبها وتوجه الي احدي الطاولات المنعزلة قليلا ليترك يدها جاذبا لها المقعد ، جلست بمساعدته لينحني الي مستواها هامسا بخفوت:


-هشوف الجماعة وجاي خليكي هنا 


وافقته "زينة" بايمائة بسيطة ليتركها ويتوجه نحو احد الاركان ، راقبته حني اختفي من امامها لتتافف بملل ، الكثير من الأنظار موجهة نحوها وهذا يضايقها لكنها لن تتحرك.. هي لا تريد إثارة أعصابه لذلك ستمكث مكانها فحسب!..


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


أشاحت "سلمي" ناظريها بعيدا بتوتر عندما رأت "فارس" يدلف الي الغرفة بجوار والدتها ، شعرت بحنقها منه يزداد وقد سولت لها نفسها ان بامكانها القاء بعض اللوم عليه هو الاخر ، راقبته بجانب عينها يقترب منها لتدمع عينيها دون ان تشعر..


ـ سلمي


هتف بخشونته المعتادة فأغمضت عينيها بقوة تحاول تجاهل مشاعرها الثائرة ، لم تعد تعلم اذا كانت تحبه يحق ام لا لكنه لا يزال يحرك بداخلها شئ ما!..


التفتت بعد ثواني لتتلاقي عيونهما ، ابتسم "فارس" بخفة ليهتف بمزاح:


ـ احلي عروسة دي ولا ايه!


غمز في نهاية كلامه لتتحمحم بتوتر ، فقط تبا لذلك القلب الذي لا زال ينفعل عند رؤيته..


مد يده لها لتنظر اليه بتيه لا تدري ما الذي يريده ، اقترب منها عندما وجدها شاردة لا تحرك ساكنا ليجذب يدها برفق اليه هاتفا بابتسامة:


-يالا عشان اسلمك لعريسك


تلألأت الدموع بعينها من جديد ويدت تواجه صعوبة في التنفس لكنها لم تعترض وتكتفت بالتحرك معه للخارج..


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


صرخ "خالد" بقوة وهو يدفع ببعض الأشياء التي تراصت فوق مكتبه ليتحطم البعض منها ، لا يصدق انها ضاعت منه وان الليلة ستكون بين يدي اخر.. كزوجة له!..


كره الفكرة وكرهها أكثر فهي اللعينة التي حطمت قلبه حتي وان كان رغما عنه دون ان تدري..


ركل ما علي الأرض من جديد بعدما انبعثت من أعماقه صرخة لو سمعها أحد لظن أن روحه قد فارقته..


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


عضت "زينة" علي شفتيها بقوة وهي تحاول كبح دموعها بقوة ، لما يحبذ الجميع صفعها بكلماتهم القاسية دون اي مراعاة لشعورها؟ ، لما يجب عليها تحمل هذا؟..


رسمت ابتسامة مرتجفة علي شفتيها عندما رأت "فارس" يقترب منها بعدما أتم مهمته وشارك بتسليم ابنة عمته لزوجها..


عقد "فارس" حاجباه وهو يمعن النظر في ملامحها الواهنة ليهتف بلين فور جلوسه الي جانبها:


ـانتي كويسة؟


لم ترد تدمير الزفاف او افتعال المشاكل فأمائت بهدوء رغم ما يعتمل صدرها من قهر ، أراد "فارس" ان يسألها من جديد عن حالها لكن صدحت الأغاني في أرجاء القاعة فأوقفته..


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


حركت "زينة" يديها أمام وجهها كمحاولة منها للحصول علي بعض الهواء علّه يذهب بغصتها لكنها لم تفلح فانهمرت دموعها بغزارة ، استندت الي بابا المرحاض وقد أخذت شهقاتها تتعالي بقوة دون ارادتها ، لا زالت تذكر تلك الكلمات التي رنت بعقلها بقوة مذكرة اياها بتلك الايام القاسية التي قضتها من بعد وفاة والداها ، سمعت طرقا هادئا علي الباب أعاد اليها رشدها فحاولت كتم شهقاتها بالقوة ، عادت الطرقات من جديد فهتفت بصوت مرتجف:


ـمين؟!


-انا يا زينة افتحي


غسلت وجهها سريعا ووقفت للحظات تحاول السيطرة علي دموعها قبل ان تهم بفتح الباب لزوجها ، تأخرت فطرق الباب من جديد لتفتح هذه المرة علي الفور ، ابتسمت له لتهتف بصوت مبحوح:


ـفي ايه يا فارس؟


تفحصها بعينيه جيدا قبل ان يهتف بحدة:


-انتي كنتي بتعيطي؟


نفت برأسها بتعب ليكرر سؤاله بنبرة أخافتها قليلا زاد عليها قائلا:


-من ساعة ما سبتك ورحت اجيب سلمي وانتي مش مظبوطة بس مرضتش اتكلم ، في ايه بقي عشان مزعلكيش


لم تستطع المقاومة لأكثر من ذلك فألقت بنفسها الي داخل أحضانه وقد انخرطت في بكاء حارق!..


~_~ ~_~ ~_~ ~_~


في شقة "سعيد" و "سلمي"..


صفع "سعيد" الباب من خلفه لتضطرب أنفاس "سلمي" بذعر ، تسارعت أنفاسها وهي تشعر به يقترب منها حتي بات خلفها لتغمض عينيها بقوة ، امتدت يداه نحوها ليحتضنها من الخلف مسندا ذقنه علي كتفها ليهمس يعبث:


-مش هتقلعي بقي؟


هزت رأسها بحركة بلا معني فما كان منه الا ان قرّب رأسه منها ليطبع قبلة علي وجنتها ، تلوت بين يديه لتدفعه عنها هاتفة بنبرة خائفة:


-لو قربت مني هـ..


قاطعها متحدثا بحزم:


-بقولك ايه .. وفري كلامك عشام مش هياكل معايا ، اللي انا عايزه هيحصل سواء برضاكي او بالغصب عنك انا مش متجوزك عشان احطك في النيش ، اتفضلي غيري هدومك وخلال خمس دقايق الاقيكي قدامي


ـ مش هتقرب مني انت فاااهم


صرخت بهستيريا وقد أرعبها مغزي كلماته العنيفة لتتراجع بخوف حالما همس بشر:


-انا غلطان اني قلت اسيبك برحتك شوية


لم تفهم ما يعنيه سوي عندما وجدته بحل رابطة عنقه بعنف ليتبعها بازرار قميصه الأبيض ، توسعت عيناها بصدمة عندما خلع قميصه ليبقي عاري الصدر لتزداد 





صدمتها باقترابه المهلك منها ، كادت تركض منه لكنه كان الأسرع فأمسك بها بقوة جاذبا اياها نحوه ليحملها ملقيا اياها فوق السرير ، صؤخت وهي تحاول الهروب من براثنه لكنه أحكم إمساكها


 وقد ارتسمت علي وجهه ابتسامة شيطانية نمت علي بشاعة ما سيهم بفعله بها!.

                الفصل السادس عشر من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا



تعليقات



<>