CMP: AIE: رواية قيد انتقام المجروح الفصل السابع7بقلم زينب سمير
أخر الاخبار

رواية قيد انتقام المجروح الفصل السابع7بقلم زينب سمير


 

قيـد إنتقام المجروح:-

_الفصل السابع .



لسنا جيدون ابدًا.. بداخلنا تجتمع الشرور.. أفضلنا من يستطيع التحكم فيها


فتح نور الدين الباب الذي عَلي رنينه بتكرار مزعج، لكنه لم يجد احدًا.. نظر يمينًا ويسارًا بتعجب وقبل ان يغلق الباب وجد ظرفًا علي الارض، امسكه واداره بيده عدة مرات متعجبًا، كان ظرف كريمي اللون ' بيج ' كُتب علي ظهره بخط اسود انيق " مرسل لـ نور الدين عدنان ' القاتل ' " وفقط!



ارتجفت اطرافه عندما قرأ كلمة " القاتل " بلع ريقه وراح يفتح الظرف سريعًا..

وجده مغلقا بصبغ احمر اللون..

يشبه الدماء، زادت تلك الحركة من ارتباكه اكثر.. بثت فيه الرعب والخوف.. 

تنفس نفسا عميقا قبل ان يقوم بشق الظرف نصفين فظهرت امامه ثلاث صور من ظهرها.. لف الصور لتبقي الوجهة في ملقي عينيه وياليته ما فعل...


كانت بداخل الصور فت تهاة حميلة.. ذات بسمة مشرقة.. وضحكة واسعة، تنضج من ملامحها السعادة وتنبثق من روحها الحياة، كانت تبث الصفاء ببسمتها فقط في روح كل من يقابلها.. هذا كان محتوي الصورة الاولي..


نظر بشرود الي الصورة الاولي وهناك عبارات تطفو في ذاكرته كانت هي قائلتها


_انا مبحبش الحزن.. الحزن بيخلي الملامح تكرمش وانا مش عايزة اكرمش، انا عايزة افضل جميلة يانور


_انت افضل شخص في حياتي


_انا عارفة اني مجرد شخص عابر في حياتك وان الشخص الوحيد اللي بتلف حواليه دايرة حياتك هو سراج.. لكني مطمنة ان مفيش غير سراج خاطف اهتمامك


_انت بتعتبرني صديقتك.. بس انت بالنسبالي اكتر من كدا بكتير


_نور انا بحبك!


ابعد الصورة عن وجهه ووضعها خلف الاخيرة القابعة بين يديه وهو يتنفس بقوة وقد داهتمه اسوء ذكريات حياته، اغلق عيناه لـ لحظة بتعب وألم قبل ان يفتحها من جديد وقد احمرت لونها واستحالت الي الدماء.. لكتمه لـ الاف العبارات التي تبغي الهبوط


استمجع نفسه بعد لحظات ونظر الي الصورة الثانية، كانت لنفس الفتاة.. لكن ملامجها باتت اقل اشراق!

 بسمتها منطفئة قليلًا، روحها بها من العتمة القليل..


_انا لـ الدرجة دي وحشة؟ مفيش فيا حاجة وحدة تخليك تحبني يانور

تنهد قبل أن يجيبها:-

_انتي مفكيش حاجة وحشة يامـي، لكن انا.. الغلط فيا، انا مش بتاع حب.. انا مبعرفش احب

صاحت فيه غاضبة:-

_كداب.. حبك لسراج اقوي دليل علي انك بتعرف تحب واوي كمان

نور الدين بقلة حيلة:-

_افهمي.. حبي لسراج غير اي حاجة، انا وعيت لقيت روحي بتتعلق بسراج يامي، مش بايدي اني احبه، انا كل مرة بتعلق بيه اكتر ومش ذنبي، انا شايف انه هو محور حياتي ودا



 مكفيني.. مش عايز ومش قادر اعطي اي حد تاني اي نوع كان من المشاعر، كل مشاعري وجهتها لسراج وبس

_هو ميستحقش كل دا.. هو مبيحبكش قدي

هتفت بها بدموع.. فـ رد:-

_انا مش بحبه علشان منتظر منه مقابل، افهمي.. حبي لسراج دا حاجة خارجة عن ارادتي.. انتي تستاهلي حد احسن مني يامي

_وان مكنتش عايزة غيرك؟

_هقولك اني اسف.. انتي بس مجرد صديقة


كفي الصورة علي ظهرها وهو يتنهد بتعب، الي متي ستلاحقه الاحزان هكذا والالام؟؟!!! تنفس بعمق قبل ان ينظر الي الاخيرة.. كانت اكثرهم انطفائًا.. 



واوسعهم عتمةً، ملامحها بها في غاية البهتان..

تظهر ك من يحيا بلا هدف بتلك الحياة، حتي بسمتها التي لم تكن تتخلي عنها.. اختفت ونجحت في ان تتخلي عنها!!!


_كذبت لما قولت انك بتحب سراج وبس يانور.. طلع قلبك بيعرف يحب يانور، نجوان فيها اية احسن مني علشان تحبها؟

_انا مبحبش حد



_متكذبش، نظراتك ليها انا عرفاها كويس

_مي، مش كفاية؟

_لا مش كفاية، انا بحبك

_وانا لا.. مش بحبك وولا هحبك، حتي نجوان اللي بتقولي اني بحبها دي.. مستحيل في يوم اتجوزها

_انت لية قاسي كدا؟

_انا اسف، بس انتي لازم تفوقي


فاق من ذكرياته وابتلع ريقه بصعوبة شديدة، من اين جائت تلك الصور الان ومن راسلها؟ من ذلك الذي ينبش في ماضيه من جديد.. ماضيه المظلم الذي فعل المستحيل ليخفيه.


من فتح قضية مـي من جديد.. مـي ضحيته الأولي!


_واقف كدا لية يانور؟

انتفض وهو يستمع لصوت عمته من خلفه، التف ونظر لها وقد تنجي الارتباك في ملامحه جيدًا، اخرج صوته بصعوبة اخيرًا:-



_مفيش ياعمتو.. حد رن الجرس بس طلع غلطان في العنوان

قالها وهو يخفي الصور بجيب بنطاله الخلفي، اؤمات بتفهم قبل ان تردف:-

_هانيا كلمتني، بتقولي انها عايزة تقابلك ضروري

سار بأتجاه الداخل خطوتين، مستعدًا لـ الصعود الي الاعلي:-

_بعدين.. قوليلها بعدين

_بتقول الموضوع حياة او موت!

قال بعصبية طفيفة:-

_قولت بعدين ياعمتو

ولم ينتظر ليسمع لها اجابة، بل تركها وصعد الي غرفته بخجوات سريعة، كانه يهرب من شبحًا ما!


تابعت مغادرته بتعجب قبل ان تتنهد لتستعد لـ المواجهة القادمة، حيث بعد الان عليها ان تقابل محمود.. طليقها وتخبره اخيرًا بقرارها.. بشأن عودتهم لبعضهم البعض كما طلب منها مسبقًا..

                                *****

تأففت وهي تستمع لرفض عمته لمقابلتها.. لا تعلم لما القدر لا يقف بصفها ابدا!

 فها هي يوم ان تستجمع شجاعتها لتبوح ببعض ما تملك من حقيقة، تقف الظروف في وجهها!

اغلقت معها ونظرت لملك التي بدت وكأنها باتت تسكن معها كي لا تتركها وحيدة ابدًا

سألتها ملك باهتمام:-

_حصل اية؟

اجابتها بضيق:-

_رفض يقابلني، قال بعدين

_وهتعملي اية؟

استلقت علي اقرب مقعد قابلها و:-

_ولا حاجة.. اديني مستنية هيحصل اية

ملك بدهشة وتعجب:-

_شيفاكي استسلمتي!

اؤمات بالنفي وهي تنظر لها بدموع:-

_مستسلمتش بس تعبت، اعتذرت واتاسفت.. اترجيت وعملت كل حاجة ممكن تيجي علي بالك..



 اتنازلت عن كبريائي وكرامتي علشانه وهو متأثرش.. حتي.. مالنش، طيب انا وزعلان مني علشان كنت من البداية بخدعه، نور اخوه اللي عمل كل حاجة علشانه واتبهدل من صغره


 علشان هل كان رد الجميل ليه بأنه يتجوز حبيبته؟! انا حقيقي مبقيتش عارفة اعمل اية واصدق اية، حاسة ان احنا قدام حد منعرفش، حد غير سراج القديم نهائي.. بس

قالتها وهي تنظر لملك.. فقالت ملك سريعًا:-

_اية؟

_انا مقدرش فعلًا اخبي سر زي دا، لازم نور يعرف الحكاية علشان يفهمني احنا اتعمل فينا كدا لية

قالت اخر عبارة لها وهي تقف عن جلستها، نظرت لها ملك بتعجب وقبل ان تتحدث قاطعتها الاخري:-



_هروح لنور واقابله بنفسي، وبعد ما افهم كل حاجة هروح لسراج.. رضي يسمعني تمام.. مرضيش، انا هسيبه وهمشي من البلد دي كلها بأبني، لاني مستحيل اسمحله انه يأذيه


ولم تنتظر لتسمع رد من ملك، بل توجهت نحو باب المنزل غير آبه بصراخ الاخري بأسمها..!!!

                               *****

وصلت الي المكان المنشود.. المتفقين عليه، حيث كان كافية راقي المظهر بالمنطقة الساكنة فيها، دخلت الكافية ونشبت بعيونها المكان كله حتي وقعت عيناها عليه، جالسًا علي طاولة


 منفردة.. بعيدة عن الاعين وعيونه عليها.. منتظرا منها ان تقترب اكثر، كانت ترتسم داخل بؤبؤة عيناه ملامح السعادة والارتباك..

 كأنه جديد في الحب! 

ك مراهق سيقابل حبيبته لاول مرة!

وحالها لم يختلف، فهي التي ظنت نفسها انها لن تتاثر به.. وستظل متماسكة جتي النهاية.. ها هي عيونها تخونها ويظهر فيها الحنين له!



زفرت مطولًا حتي استجمعت شجاعتها ثم تقدمت منه، نهض عن مقعده اخيرا ووقف امانها، منحها يده فمدت يدها لـ السلام عليه وهو يقول باسمًا بوقار يناسب سنوات عمره المقاربة علي الخمسون:-

_وحشتني

ومال قليلا بوقفته ليقبل كف يدها الذي يضمه كف يده الاخر، ارتبكت من حركته تلك.. واحمرت وجنتيها اثر خجلها، بلعت ريقها وهي تسحب يدها بخفة من كفه



جلست علي مقعدا مقابل لـ مقعده وهي تقول:-

_اخبارك يامحمود؟

جلس وهو يجيبها:-

_كويس.. خصوصًا بعد ما شوفتك

ابعدت نظريها عن اثر عينيه بتهرب ولم تعرف بماذا تجيب!

تنحنح ليتحدث لكن صوت النادل اوقف حديثه، قال وهو ينظر لها:-

_عايز فنجان قهوة مظبوط وواحد عصير مانجا فريش سكر زيادة

تطلع لها سائلا:-

_مش صح كدا؟!

اؤمات بنعم وهي تتساءل بداخلها أما زال يتذكر؟

 بل هل كان يلاحظ من الاساس؟!

غادر النادل وبقيت هي وهو فقط.. 

صمت حل علي الممان لـدقائق قبل ان يقاطعه صوته:-

_مش هتقوليلي قرارك يانيرمين؟!

نظرت له ولم تعرف بماذا ترد.. كانت أتية وهي مقررة رفض عرضه، لكن كل افكارها امامه التي تبخرت، سبحت في محيط عميق بعيد عنها ووجدت صعوبة في لفظ قرار الرفض 



حاولت ان تغير مجري الحديث:-

_ازاي وافقت علي جواز سراج ونجوان؟

تطلع لها مبتسمًا وكأنه قد فهم ما تحاول فعله، رسم المرح علي ملامحه و:-

_ردي علي سؤالي بالرد اللي عايزه وانا اجاوبك

ضيقت ما بين حاجبيها بضيق طفيف من حركته.. أيستغل الأمر؟

محمود:-

_انا زي ما قولتلك قبل كدا اني ندمان يانيرمين، علي كل لحظة سيبتك فيها.. ندمان وعايز اصحح غلطي واعيش اللي باقي من عمري معاكي، انا محبيتش غيرك ومتأكد انك محبتيش



 غيري زيي، اعطيني فرصة اخيرة.. ارجوكي، سيبي مشاعرك هي اللي تختار مش عقلك، سيبي قلبك هو اللي ياخد القرار

قالت باندفاع:-

_القلب من زمان مش عايز غيرك يامحمود..

استوعبت ما قالته فتوسعت عيناها وهي تضع يدها علي فمها بخضة، بينما توسعت ابتسامته هو اخيرًا بسعادة حقيقية



ابعدت عيناها عنه وهي تقول في محاولة منها ان تبعد عنها الخجل والحرج:-

_حتي لو قررت ارجعلك.. مستحيل يبقي دلوقتي، انا مستحيل اسيب نور في حالته دي ابدًا يامحمود.. نور متدمر دلوقتي ومكسور و...

قاطعها:-

_نجوان وسراج مش متجوزين.. 

نظرت له وهي تصيح بعدم تصديق:-

_أية؟!

                               *****

وصلت هانيا اخيرًا الي منزل نور الدين، رنت علي جرس الباب وانتظرت الرد، لكن ما من مجيب، فنيرمين ليست هنا و نور الدين بالاعلي في عالم اخر، بماضي اخر يغرق وياليت احدًا يصعد له ويخرجه من ما هو فيه..


لم يصيبها الملل.. بل ظلت ترن وترن علي الجرس لكن بلا هدف، اخرجت هاتفها لترن عليه من خلاله ليهبط لها.. رنت عليه عديد من المرات لكن بلا اجابة ايضا، تابعت الرنين من



 الجرس والهاتف حتي رد اخيرًا عليها من خلال الهاتف لكن قبل ان تتحدث قاطعها صوت من خلفها اوقف الدماء في كامل جسدها وهو يهتف:-



_ليكي وحشة والله يااختي

التفتت له ببطء قاتل وهي تبلع ريقها بتوتر، وقف في مواجته فتوسعت عيناها بعدم تصديق وهي تطالعه بشئ من الجنون والرعب

خرج صوتها بصعوبة بالغة ناطقًا:-

_هاني!

اؤما بنعم وهو يبتسم بأستفزاز.. لم تكاد تستوعب حتي خرج منها صرخة عالية شقت هدوء المنطقة و وصلت لنور الدين من خلال الهاتف اولًا وثم ارتفاع صوتها الذي وصل لداخل منزله



 ثانيًا، الذي انتفض برعب عليها وتوجه بخطوات راكضة الي الاسفل حيث مكان وقوفها.. ليري سبب ما جعلها تصرخ بتلك الطريقة المرعبة..



                      الفصل الثامن من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-